اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
لامار

عارُنا في الصّومال؛ ألانّهم سُمرٌ؟!

Recommended Posts

عارُنا في الصّومال؛ ألانّهم سُمرٌ؟! د. رائد فتحيكثيرَةٌ هي المآسي في امتِدادِ الخَريطَةِ العَرَبيّةِ والإسلاميّةِ، مآسٍ تَرَكَتْ الكواكِبَ شاجيَةً والسّماءَ بَكِيَةً... لا شَكّ أنّ الأُمّة اليَومَ تَعيشُ حالَةَ مَخاضٍ حَقيقيٍّ المُوَمَّلُ أن يَلِدَ فَجرًا فإنْ لَم يَكُنْ فَخيوطُهُ الأولى.. لَكِنّ المضامينَ الكُبرى للثّوراتِ هيَ الإنسانُ ثُمّ الإنسانُ ثُمّ الإنسانُ ثُمّ كلّ ذي روحٍ والطبيعَةَ مِن حَولِنا.

 

على ذَلِكَ فإنّ المَطلوبَ من صانِعي آفاقِ الثّوراتِ أن يَتنبّهوا بينَ الفَينَةِ والأُخرى لهذه المَعاني، أعلَمُ أن انشغال الثّائرين بِثوراتِهم وما يَتبَعُها من اسِتحقاقاتٍ ليسَ بالأمر الهيّن، لكنّ العزائمَ تأتي على قَدرِ أهل العَزمِ.

 

أكتُبُ اليومَ، وأتساءَلُ، بل والله، لو أنّ كاتِبًا خَطّ هذه الحُروفَ والدّموعُ مُنهَمِرَةٌ لَما كان مُلامًا. أكُتُبُ اليَومَ، لذَلِكَ الشّعبِ الأسمَرِ، الشّعبِ الّذي صدَحَ بالإسلامِ، وباحَ بهذا الخيارِ بواحًا، فلَم يَترُكْ مَجالاً لِمُتَشَكّكٍ في إسلاميّةِ هذا البَلَد –على مآخِذَ في بَعضِ الطُّروحاتِ الاسلاميّةِ هُناك-، عِندَما أرَدتُ أنْ أتبصّرَ في حَقيقَةِ المَجاعَةِ الضّارِبَةِ في عُمقِ الصّومالِ وَصَلتُ لِبَعضِ الحَقائقِ المُؤلِمَة:

 

- لمّا وضَعتُ لَفظَة المَجاعَةَ في الصّومال تبيّنَ لي أنّ عدَدَ مَن بَحَثَ عَن هذا الموضوعِ الإسلاميّ المُهم باللُّغَةِ العربيّةِ هو حوالي (643.000) وعِندَما وَضَعتُ ذاتَ اللَفظَةِ في اللُّغَةِ الإنجليزيّةِ وجَدتُ أنّ عددَ المَراتِ الّتي تمّ البَحثُ فيها عَن هذا المُصطَلَحِ كانت حوالي (11.700.00) فَكَم هُو مُؤلِمٌ هذا الشّعورُ، كم هو قاتِلٌ بالطّبعِ سيكونُ عَدَدٌ لا بأسَ بِه مِمّن بَحثَ في الإنجليزيّةِ مُسلِمونَ لِكنّ العَربَ نيامٌ، نَومَةَ أهل الكَهفِ بَل نَومَةَ الظّالمينَ الّذينَ يرونَ نَومَهم عِبادَةً!!

 

- عِندَما بَحثتُ عَن صِورْ للَمجاعَةِ في الصّومالِ باللُّغَةِ العَربيّةِ، وجَدتُ حوالي (61.300) صورَة، وعِندَما بَحثتُ عَن صُورٍ للمَجاعَةِ في الصّومالِ في اللُّغَةِ الإنجليزيّةِ وجَدتُها حوالي (777.000)، والمُؤلِمُ أنّني رأيتُ أنّ أغلَبَ الصّورِ العربيّةِ مأخوذَةٌ من أصولِها في مواقِعَ غَربيّةٍ!! أليسَ هذا عارٌ في جَبينِ العَرَبِ؟!

 

- في أبحاثٍ قامَ بِها مَصرفيّون ذكرَتها صحيفة (الحياة اللّندنية) وغيرها، في تاريخ (12\07\2011) أي في فَترَةِ إعلانِ المَجاعَةِ في الصّومالِ، فإنّ ثروَةَ النّساء –أقولُ النّساءَ- في منطِقَةِ الخَليجِ وَحدَها بَلَغت أكثَرَ من (350 ألف ألف ألف دولار أي 350 مليار دولار!!!) والمُسلِمونَ في الصّومالِ يَكفيهِم (0.3 %) أي أقل من نصف الواحِد في المائة من مُحمَل هذا المَبلَغِ ليَخرُجوا مِن المَجاعَةِ، حيثُ أعلَن مُختصّونَ –عبرَ الجَزيرَةِ وغيرِها أنّ 1.8 مليار هي مَجاعة الصّومال-. أليسَ هذا مِن العار؟!

 

- لمّا بَحثتُ في التّقارير الإخباريّةِ عَن الصّومال قَبلَ إعلانْ "الأُمم المُتّحِدَةِ"!! للمَجاعَةِ في الصّومال، رأيتُ أنّ الفضائيّاتِ العربيّةِ شِبهُ غائبَةٍ –إن لَم تَكُن غائبَةً تَمامًا- بالقياسِ على الفَضائيّاتِ العالميّةِ، وأخُصُّ قناةَ (البي بي سي). قَدْ تَكونُ لهم أهدافٌ غيرُ الأهدافِ الإنسانيّةِ، لَكِن أينَ أصحابُ الأهدافِ القوميّةِ والإسلاميّةِ؟َ أينَ هُم؟! أليسَ هذا عارٌ علينا؟!

 

- لمّا بَحثتُ في لِجانِ الإغاثَةِ الّتي سارَعَت إلى الصّومال، وجَدتُ مِنَ العَرَبِ (اتّحادِ الأطِبّاء العَرَب) –برِئاسَةِ الدّكتور عبد المنعم أبو الفتوح-، والهلال الأحمر الكويتي والإماراتي!! ولا يَفوتُني طبَعًا أن أذكُر أنّ نداءات مناشَدَةٍ قَد صدَرَت من لجنة الاغاثة العامة التابعة للمجلس الإسلامي العالمي وغيرها من المُنظّماتِ العربيّةِ.. أليسَ هذا عارٌ علينا نُحنُ العربَ!! لكِن عِندَما بَحثتُ عَن المُساعَداتِ الغربيّةِ أو الّتي باللُّغَةِ الإنجليزيّة اضطُرتُ لأنْ أوقِفَ البَحثَ لأنّني وجَدتُ نَفسي أمامَ أكثَرَ مِن (144.000.000) صَفحة تتكلّم عَن هذه المُساعَداتِ، ليسَ عِندي أدنى شَكّ أن للكثيرِ من هذه اللّجانِ والجَمعيّاتِ أجِندَةً غربيّةً، لَكِنْ أينْ هُم أصحابُ الأجِندَةِ العربيّةِ؟! أليسَ هذا عارٌ علينا نَحنُ العَرَب!؟

 

- لَمّا تَعرّضت البُوسنَةُ والهرسِك، تقدّمَ العربُ بالغالي والنّفيسِ بل تَجَنّدوا للجِهادِ هُناكَ، وما أروَعَها من أيّامٍ وأفعالٍ تِلكَ الأيّامُ، وهاتيكَ الفِعالُ، لكِنّ الأمرَ ليسَ كذلِكَ في الصّومال... لماذا؟ لماذا يا أحبّتي؟ سُؤالٌ أسألُه للعربِ، ولا ألومُ فيه الدّكتور نبيل العربيّ فقَد حاولَ، لَكِنْ لِماذا أيُّها العَربُ ألأنَهم سُمرٌ؟؟! ألأنّ عيونَهم ليسَت زرقاءُ وشُعورُهم ليسَت شَقراء؟َ واعيباهُ

 

أكتُبُ هذا الكلامَ، وأولى النّاسِ بالحُزنِ، بل بإغاثَةِ الإنسانِ عامّةً والمُسلِمُ خاصّةً والمُسلِمُ الجارُ بالجَنبِ بِشَكلٍ أخصَ هُم نَحنُ المُسلِمونَ، أليسَ كذلِكَ الأمرُ، وما يُمكنُ أن يُحشَدَ هُنا ن آياتٍ وأحاديثَ تَحُثُّ على الصّدَقَةِ وعلى اهتِمام المُسلِمِ بأخيهِ المُسلِمِ، ووحدَةِ الأُمّةِ كثيرٌ لا يأتي عليهِ حَصرٌ ولا عَدٌ...!

 

إنّني أتوسّلُ إلى الله أوّلا ان يُغيثَ أحبّتنا وأخواتِنا على هذا الثّغرِ الإسلاميّ، وأنْ يتولاهم بالأمنِ والإطعامِ، وأن يَكفيَهم عَدوَةَ العادينَ وجورَ الجائرينَ من المُسلِمينَ وغيرِ المُسلِمين، وأدعو لَجنَةَ الإغاثَةِ بالحَرَكَةِ الإسلاميّةِ أن تَنشَطَ –خلال رَمضان أو قَبلَهُ- بِحَملَةِ إغاثَةٍ ولو كَجُهدِ المُقلّ حتّى ولو من بابِ (ومَعذِرَةً إلى ربّكُم)!!

تم تعديل بواسطه لامار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..