اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

ذكريات خاصة جدااااا - 1 عز الدين شمس : سلوك الإخوان وراء ارتباطي بالدعوة

Recommended Posts

 

عز الدين شمس: سلوك الإخوان وراء ارتباطي بالدعوة

 

 

 

 

 

نظام عبد الناصر اعتقل 4 أقباط بتهمة الانتماء للإخوان!

 

 

- الهضيبي كان أبًا حنونًا في المعتقل

 

 

- حفظنا القرآن بالتلقي لمنع المصاحف

 

 

حوار: مي جابر

 

 

(لقد كان في قصصهم عبرة) كذا كشف القرآن الكريم عن الغاية والهدف من وراء القصة ورواية التاريخ كله.. وبحثًا عن تلك العبرة والدرس والتجربة كان لقاؤنا مع المهندس عز الدين عبد المنعم شمس الدين، ليحكي لنا تجربته منذ انضمامه للإخوان ومحنة الاعتقال سنة 1965م، في حوارٍ تختلط فيه الضحكات بالدموع.

 

 

وعز الدين شمس مهندس كيميائي من مواليد عام 1942م بمحافظة القاهرة، نشأ في أسرة فقيرة حيث عمل الأب عاملاً بصناعة الزجاج ليوفر لأبنائه الـ12 قوت يومهم، بينما ساهمت الأم بشكل كبير في تشجيع الأبناء على الحصول على شهادات عليا، ليتخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1978م، فإلى الحوار.

 

 

* متى تعرفتَ على دعوة الإخوان المسلمين؟

 

 

 

ta35%282%29.jpg

 

 

** تعرفتُ على الإخوان وأنا بالفرقة الثالثة في كلية الهندسة الكيميائية عن طريق عددٍ من الزملاء والأصدقاء، ولم أكن أعلم أنهم ينتمون لأي جماعة، فقد كانوا شبابًا في مثل عمري لا يميزهم عن غيرهم سوى حب الخير للناس وقرب صلتهم بالله عز وجل.

لذا كان ارتباطي الأول بالإخوان نفسيًّا من خلال هؤلاء الأصدقاء، حيث وجدتهم أناسًا فوق مستوى الشبهات، وبعدها باتت الجماعة المدرسة التي أتزود منها وأنال فيها من التربية والفكر مع العلوم الشرعية، هذا إلى جانب أن الصحبة الصالحة تحقق للشخص تطلعاته الدينية والدنيوية، واستفدت منها علميًّا خلال الدراسة الجامعية.

 

ذكريات الاعتقال

 

* متى كان اعتقالك؟

 

 

** بعد نهاية السنة الثالثة في الكلية، ذهبت لأتدرب بشركة أسمدة السويس، وتم اعتقالي هناك وترحيلي بعد ذلك للسجن الحربي مباشرةً، حيث تم القبض على دفعة كاملة من قسم الهندسة الكيميائية سنة 1965 منهم 4 أقباط، حيث كان جنود عبد الناصر يسيرون على مبدأ "اثبت أنك لست إخوان"!

 

 

وتم تصنيف المعتقلين حسب القضايا من حيث الأخطر فالخطير، وتم توزيعها على السجون بناءً على هذا التصنيف، والمجموعة الأخطر كانت بالسجن الحربي، وتم إلحاقي بمجموعة السجن الحربي نظرًا لمعرفتي ببعض الإخوان الذين صُنفوا بالدرجة الأولى من القضايا.

 

 

* وما التهم التي وُجهت إليكم؟

 

 

** وجهت لي تهم في قضيتين بدعوى العمل لقلب نظام الحكم، وتم مصادرة جميع السكاكين التي كانت في مطابخ الإخوان الذين تم اعتقالهم، كما كانوا يحضرون المسدسات ويضيفونها بها لتلفيق القضايا لنا، ووصلت الأحكام في القضية الأولى إلى الإعدام لـثلاثة من الإخوة، بينما تراوحت باقي الأحكام ما بين 25 و15 سنة حتى البراءة، وكان هناك أكثر من 10 إخوة حصلوا على البراءة، كنت من بينهم ولكني لم أخرج إلا بعد 7 سنوات من تاريخ الحكم.

 

 

وكان يتم توزيع المعتقلين على المحافظات حسب درجة القضية كما أوضحت، فالقضايا الأقل خطرًا كانت بمعتقلات محافظات الصعيد، وأشدهم بالحربي وأبو زعبل.

 

 

والحمد لله منَّ الله عليَّ بالزواج وأنا داخل أسوار المعتقل، حيث تقدمتُ لخطبة ابنة الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد أحد الرعيل الأول لدعوة الإخوان المسلمين، والذي كان أول مسئول لقسم الطلبة بجماعة الإخوان، وتم الزواج بعد الخروج من المعتقل ليرزقني الله بأربعة من الأبناء.

 

 

اعتقال وزواج

 

* في أي سجن قضيت فترة اعتقالك؟

 

 

** مكثتُ بالسجن الحربي طوال فترة التحقيق معنا، وهي حوالي عامين تقريبًا، ثم تم تحويلي بعد ذلك لمعتقل أبو زعبل، حيث قضيت فيه ما يقرب من السنة والنصف، وكنت بصحبة الشيخ عبد المتعال الجبري والدكتور فريد عبد الخالق، وكنا نعاني الكثير من الضغوط التي تمارس علينا من قِبل مأمور السجن وكان يُدعى عبد العال سلومة، وكان أقل ما يوصف به أنه ليس لديه ضمير، فكان يتلذذ بتعذيب الإخوان، وكان من أساليب التعذيب الحرمان من الحركة، حيث يمنع عنا الخروج للتريض، التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر؛ نظرًا لضيق مساحة الزنازين وتكدس المعتقلين بها؛ ما يقلل فرص التحرك بها.

 

 

وبعد هزيمة 5 يونيو 1967م، تم توزيع ورق على المعتقلين لجمع التأييد لعبد الناصر بعد الهزيمة التي جلبها على البلاد، وهو ما رفضناه فقام باستدعاء كل شخصٍ على حدة لمحاولة إقناعنا بالتوقيع.

 

 

وقال لي أنت مش عايز تخرج تكمل دراستك؟، قلت: عايز أخرج طبعًا، فقال طيب إحنا عارفين أنكم وطنيين وأنكم مع الرئيس، مش عايز تمضي ليه على التأييد، فقلت: سيبك من الكلام ده، أنت عارف إحنا مين؟ قال نعم أنتم الإخوان المسلمين، فقلت ألستم تقولون على الإٍخوان إنهم خونة؟ فقال لا مش كلهم، فرفضتُ ضغوطه ما أثار غضبه وطردني من مكتبه، وأصرَّ ما يقرب من 24 سجينًا على رفض توقيع التأييد، فحبسنا في زنازين يطلق عليها "زنازين شمال" وكانت ضيقة جدًّا لا تكفي لشخصين، واستمرَّ بنا الحال بهذا المكان لأكثر من عام لم نرَ خلالها الشمس، ومنعنا فيها من أي شيء حتى العلاج، ولم يسمح لنا بدخول مصحف أو حتى ورقة وقلم.

 

 

وكنا نسمع من شبابيك الزنازين أصوات المساجين اليهود، الذين ألقى عبد الناصر القبض عليهم في ذلك الوقت، وكانوا يتمتعون بالحرية والخروج إلى التريض بينما حرمنا نحن منها طول فترة سجننا بأبي زعبل.

* ذكرتم أنه تم منع المصاحف، فكيف كنتم تقرءون القرآن داخل المعتقل؟

 

 

** نعم كنا نحفظ القرآن في سجن أبو زعبل عن طريق التلقي من الإخوة الحافظين لبعض الأجزاء، حيث منعوا دخول المصاحف لنا، فكانت كل زنزانة تضم 3 إخوة كل أخ يُحفِّظ الاثنين الآخرين ما يحفظه من القرآن، وهكذا حتى نخرج من الزنزانة نحفظ نفس الكم جميعًا.

 

 

أما في سجن طره فقد سمحوا لنا بدخول المصاحف مما سهَّل علينا عملية استكمال حفظ القرآن كاملاً، وكان الوضع أفضل حالاً، حيث فتحوا لنا حوش السجن وسمحوا لنا بدخول المصاحف وممارسة الرياضة والعلاج داخل عيادة السجن التي كانت لي فيها ذكريات كثيرة، وهيَّأ الله لي ظروفًا لم تتوفر لغيري، حتى تمنيت ألا تزول هذه الفترة أبدًا.

 

من ذاكرة السجون

 

* ومَن أبرز الشخصيات التي أثَّرت فيك داخل المعتقل؟

 

** قال والدموع تنساب من عينيه: منحني الله عز وجل فرصة عظيمة للاجتماع بعددٍ كبيرٍ من قيادات الإخوان والاستفادة منهم مثل فضيلة الأستاذ حسن الهضيبي وفضيلة الأستاذ مصطفى مشهور ومنير الدلة رحمة الله عليهم، وأكرمني الله بأن نشأت بيني وبين فضيلة الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله صداقةً حميمةً جدًّا، بدأت عندما أصبتُ في إحدى المرات بمغصٍ كلوي شديد نُقلت على إلى عيادة السجن، وبعد أن عاد لي وعيي وجدته بجواري يأخذ بيدي ليطمئن على صحتي.

 

 

وبعد أن خرجت من العيادة كنتُ أتردد كثيرًا عليه في العيادة؛ حيث كان موجودًا بها بشكلٍ مستمر؛ نظرًا لمرضه الشديد، وكنتُ أشعر معه بفيض المشاعر التي يحملها لي فكان بالنسبة لي أبًا حنونًا وأخًا عطوفًا، وكنت أسعد كثيرًا عندما يؤثرني بالتنزه معه بالملاعب ويخصني بالحديث، حتى ظننتُ أني أقرب شخصٍ إليه على الرغم من فارق السن الذي بيننا.

 

 

ورأيت فيه والأستاذ منير الدله قوة الإيمان والعزيمة ما لم أره من الشباب الصغار، وتعلمت منهما الصبر على الابتلاء، واحتساب الأجر عند الله الذي له العديد من الفوائد، ومنها أن الأخ يجب أن يعلم أنه ليس طرفًا في هذه الأزمة، ولكنها بين السجان والله عز وجل، حيث إننا لم نفعل أي شيء سوى أن قلنا ربنا الله!

* وما موقف الأهل من انضمامك للإخوان ودخولك المعتقل؟

 

 

** قبل اعتقالي بساعات قليلة، داهمت قوات عبد الناصر منزلي بالقاهرة بطريقة همجية وأيقظوا أخواتي الصغار وعلموا من أحدهم أني أتدرب بالسويس، فكانوا على علمٍ باعتقالي قبلها بساعات قليلة، وكانوا بفضل الله صابرين ومحتسبين، خاصةً مع منع الزيارات خلال فترة السجن الحربي وأبو زعبل، ولكني رأيت والدي بالمحاكمة ولم أستطع مقابلته إلا بعد الانتقال لسجن طره، وعلى الرغم من تحذير والدي لي بعدم الاستمرار في هذا الطريق إلا أني كنت أقرأ في عينه أنه مقتنع بأني على طريق الحق، حتى إنه كان يصر بعد خروجي من السجن بأن أصلي به إمامًا.

 

* وكيف كان حالكم في السجون؟

 

 

** ذقنا أشكالاً وألوانًا عديدة من التعذيب لم نتحملها إلا بلطف الله عز وجل وبركة هذه الدعوة المباركة، حيث بدأت بحفلة الاستقبال بالسجن الحربي التي كانت بانتظار أي معتقل يأتي حديثًا للسجن، فكانوا يقومون بضربنا بالكرابيج وإذا تحركنا من الألم يزداد الضرب والتعذيب، وإذا توقَّف العسكري من التعب يقوم الضابط بسبه بأقذع الشتائم والسباب.

 

 

وكان مدير السجن الحربي حمزة البسيوني يتلذذ بتعذيب الإخوان بطرق جديدة، حيث كان يجبرنا على الجري في الحوش بدون توقف من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً يتخللها 5 دقائق للغداء، ومن يتوقف يكون جزاؤه الضرب بالكرباج، وهو ما لا يتحمله أي بشر، خاصةً مع الشمس الحارقة التي كانت تحرق رءوسنا، وكنا بعد انتهاء طابور الجري، يختار مجموعة من الشباب لتنظيف فناء السجن، فكان يجلسهم على الأرض بعرض الفناء ويجبرهم على كنس الأرض بكفوف أيديهم، حتى إن جلود الكفوف تتغير مرات عديدة، وكان فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد الحالي والدكتور محمود عزت نائب المرشد حاليًّا من زملاء كنس الفناء.

 

 

وكانوا يتعمدون إزعاجنا من خلال تشغيل الأغاني بصوتٍ عالٍ جدًّا، فمن لم يكن يحفظ أغاني حفظها إجبارًا، كما يتسم السجن الحربي بقلة الطعام، حيث كان يسرق بعض العساكر الطعام الذي ترسله الإدارة العامة للسجون، والبعض الآخر كان يستصعب عملية حمل الكميات وتوزيعها على المعتقلين، وكانوا يخزنونه حتى يفسد بالمخازن حتى يكون مصير الطبيخ الحمامات، وكانوا يأخذون أفضل الكميات والنوعيات من اللحم المخصصة لنا، فلا يتبقى لنا إلا الفتات، فإذا وجد أحد منا قطعة لحم بحجم عقلة الأصبع نعتبره المحظوظ فينا، ولذلك كنا نعاني من هذيان شديد وضعف عام.

 

 

ومن كثرة إحساسنا بالجوع كنا نأكل الموز والبرتقال بقشره، حيث كانوا يوزعون علينا موزة أو برتقالة أسبوعيًّا، وكنا نتفنن في ذلك فنأكل القشر في سندوتش ثم نحلي بالموزة نفسها.

 

 

* وكيف كنتم تقضون يومكم به وخاصةً خلال شهر رمضان؟

 

 

 

ta39%282%29.jpg

 

 

 

 

** يتميز سجن المزرعة بأنه يحتوي على ملاعب كبيرة وعيادة صغيرة، بالإضافة إلى أن الزنازين كانت كبيرة ومسموح لنا بالجلوس معًا، ولم نعانِ من مضايقات من إدارة السجن كما كنا بسجني الحربي وأبو زعبل، حيث كنا نعتبر المزرعة منتزهًا مقارنةً بالوضع السابق، وفي رمضان كنا نحرص على صلاة التراويح والقيام في جماعة تضم جميع الإخوة، فضلاً عن الأذكار والتدارس، وكانت تعتبر الحياة الدينية المثالية التي كنت أتطلع إليها.

 

ثورة يناير

 

* بعد عقود من الظلم هل كنت تتوقع ثورة شعبية؟

 

 

** قبل الثورة بعام تقريبًا، جاءني أحد الأشخاص يشكو من انتشار الفساد والظلم، وتساءل إلى متى نصبر على هذا الوضع المهين، فقلت له هل إذا دعيت لمظاهرة ستجد الشعب يقف بجوارك أم ستكون كبش الفداء بمفردك أمام جبروت نظام مبارك كما فعل الإخوان كثيرًا، فالشعب حتى الآن غير قادر على حشد نفسه للوقوف أمام هذا الطغيان، ولكن إذا تغلب على خوفه وانكساره فإن الوضع سيتغير لا محالةَ، هذا إلى جانب أن هذا الوضع لن يزيله إلا الله عز وجل، فهذه الأوضاع ليس لها من دون الله كاشفة.

 

 

كنت أستبعد تحرك الشعب المصري، ولكن تعلقتُ بأمل أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاًً، وهو إزالة الظلم وانتهاء الجبروت؛ تطبيقًا لسنة الله في كونه، وهذا ما حدث من أول يومٍ للثورة حيث شاهدت تعدد الأطياف التي خرجت في يوم 25 يناير، وأيقنت أن الله عز وجل أراد للثورة أن تتم، فيد الله واضحة جدًّا فيها، وما كان الشباب الذين خرجوا للشوارع إلا أسباب لنفاذ أمر الله عز وجل.

 

 

* وكيف ترى دور الإخوان في هذه الثورة؟

 

 

** أعجبني أن الجماعة قررت المشاركة بالثورة دون شعار، وأعترف أنها حكمة بالغة ورأي سديد، وهذا يدل على كفاءة وحنكة القائمين على الجماعة، حيث تحتاج هذه الفترة إنكار الذات بالإضافة إلى أنه لا يستطيع أن يتحمل أحد المسئولية بمفرده، فبعد نزول جميع التيارات السياسية والأطياف الشعبية سيعمل الجميع على الحفاظ على الثورة والدفاع عنها بكل ما أوتوا من قوة، ويجب أن يعلموا أن مصر لها أعداء كثر يحاولون إفساد أي محاولة للنهوض بالوطن، وأعداء الخارج أكثر من أعداء الداخل، فهم من يمولون الإرهاب بكل أشكاله وهم من يصنعون القلاقل ولهم اليد الطولى في البلطجة.

 

 

 

نقلا عن إخوان اون لاين..

 

 

 

 

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..