نـحــــــو الله

[دعوه للجنه 457]

نحــــو اللـــه

 

 

كلنا يعلم أن الله هو الذي أنقذنا..

 

كلنا يعلم أنه لولا الله لما خرجنا في الميدان، ولما صبرنا وثابرنا، بالرغم من كل الكيد والمكر الذي حاول الشيطان أن ينجح فيه ففشل، فإذا به ينحني لمجموعة من شياطين الإنس إجلالاً وإكبارًا.

 

 

كلنا يعلم أنه لم يكن هناك أمل إلا أن يتدخل الله فيأمر بزوال الظلم والطغيان، حتى رأينا في ميدان التحرير قوله: (كن فيكون)، وفهم الجميع لماذا ينادي المؤذن في صدر الأذان خمس مرات في اليوم: "الله أكبر".

 

 

كلنا كان يحمد الله بما أنعم علينا من نعم لا تعد ولا تحصى، لكن نعمة يناير 2011م، نعمة ذات مذاق خاص، تذكرنا بتأييد الله للمسلمين في بدر والأحزاب، في تلك الغزوات التي تجبَّر فيها الكفار والظالمون، فيربت الله على كتف المؤمنين قائلاً لهم: لا تخافوا ولا تحزنوا إن الله معكم.

 

 

كلنا شعر بأن الثورة لم تكن ثورة بشرية، بل كانت ثورة إلهية جعلت الكثير يشعرون أن شيئًا روحانيًّا كان يهبط على ميدان التحرير، فينزل على قلوب المتظاهرين الأمن والسلام، على الرغم من أصوات القنابل والرصاص والقناة الأولى المصرية.

 

 

إنه أمان رباني حوَّل جزءًا من أرض مصر إلى بقعة مقدسة لأيام، بقعة رعاها الله ووضعها في كنف رحمته، حتى كنت أشعر في بعض الأحيان أن الله قد أنزل ملائكة من السماء تقف في الميدان.

 

 

أخشى أن ننسى يومًا فضلَ الله علينا، وأن نعتقد أو نتصور أن ما حدث كان بفضلنا وقوتنا، ونحن لا فضل لنا أمام فضل الله، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله.

 

 

أخشى أن ننسى فضل الله علينا فننسى أن نشكره ونتوجه إليه بقلوبنا وأعمالنا آناء الليل وأطراف النهار.

 

 

أتمنى أن يعقد كل المصريين عزمهم أن يبقوا طوال حياتهم متوجهين إلى ربهم في كل كلمة يقولونها، وفي كل عمل يؤدونه بإخلاص، وبرغبة صادقة في شكر الله نظير ما أسداه لهم ولأولادهم من كرامة وحرية وعيش آمن، سيأتي آجلاً أو عاجلاً بإذن الله.

 

 

أتمنى أن ينظم كل مصري مع نفسه ركعتين يصلِّيهما شكرًا لله ولو مرة أسبوعيًّا، يشكر ربه فيه أنه أخيرًا يستطيع أن يحلم أن يعلم أبناءه تعليمًا أفضل، وأن يعالجهم في مستشفى أرقى.

 

 

أنه أخيرًا أصبح قادرًا على أن يرسل أولاده لاعتكاف في مسجد دون أن يخاف عليهم، أو أن يعتكف هو شخصيًّا دون أن يأتي إليه استدعاء في أمن الدولة.

 

 

أتمنى أن يعي المصريون أن واجبهم تجاه ربهم قد تضاعف أضعافًا كثيرًا، وأن عليهم رد الجميل بالدفاع عن دينه، ليس بإشعال الحروب مع الجميع، ولكن بالالتزام به، بترك معصية الله والسعي نحو طاعته، بأن يكونوا مسلمين يشرفون دينهم فيفرح بهم ربهم، بأن يسعوا بالإسلام بين الناس يطبقونه بأخلاقه وأفكاره بينهم؛ ليرى الجميع الإسلام الذي أراده الله رحمة للعالمين وسر سعادتهم.

 

 

أحلم أن نعلم أطفالنا في أحد دروس القراءة كيف كان فضل الله علينا في ثورتنا، كيف وقف الله بجانبنا فجنَّبنا ويلات صعبة، يعلم الله هل كنا سنتحملها أم لا؟.

 

 

أحلم أن نشعر جميعًا بدَيْن كبير نحو الله، ينبغي أن نوفيه بمزيد من العمل والإخلاص والتقوى، وبعدها نمنِّي أنفسنا بلقائه في جنة وعدنا بها، إن الله لا يخلف الميعاد.

 

 

توجهوا جميعًا إلى الله بقلوب مخلصة، ورددوا ما استطعتم:

 

 

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

 

 

يتحقق الحلم عندما نحلم ونحن متيقظون، يتحقق حلمنا إذا أردنا..

 

 

توكلوا على الله.