لامار 94 قام بنشر September 15, 2011 لعل هذه الفترة هي من أكثر فترات الأم سعادة، فطفلك يستمر في النمو ولكن ليس بالسرعة السابقة، وبذلك تستطيعين أن تكوني صورة أوضح عنه وقدرته على الكلام والفهم تجعل التفاهم بينكما أسهل وفوق هذا كله فهو ما زال من الصغر بحيث يحتاج إليها وإلى أن يظهر حبه لك. وهذه الفترة تتطلب منك الصبر والتوجيه ومقاومة أية محاولة للإنحراف. إن الأطفال ليسوا أقوياء ولا شجعان، وأي طفل يمكن أن يكون مستكينًا خاضعًا لو قامت فيه رغبته في الإنطلاق والاكتشاف والعمل. وأنت تعلمين تمامًا أن الخبرة والأخطاء التي وقعت فيها في هذه السن. وتوجيهك إلى تصحيح هذه الأخطاء هي التي خلقت منك الشخصية المتزنة. فلا تقتلي شجاعة طفلك بأن تقولي له دائمًا: أنك لا تستطيع عمل هذا...بل شجعيه على أن "يستطيع" ويجرب بنفسه. فالطفل الصغير الذي يسأل أمه إن كان يستطيع إحضار الرمال ليملأ بها عربات القطار الذي يلعب به فيكون جوابها "لا" ثم تعدد له أسباب ذلك من اتساخ البيت إلى قذارة الرمال لها عذرها في ذلك إلا أنها لم تحل المشكلة. إنها قد تُفاجأ بالطفل يقول: حسنًا سأضع إذن الدُمى بدلًا من الرمال وهذا حل عملي بسيط لم تستطع الأم أن تتوصل إليه بينما فعل الطفل ذلك ببساطة. وفي هذه الفترة يستطيع الطفل أن يتحمل مسؤوليات أكثر داخل نطاق الأسرة فهو يحب أن يستشار في بعض الأمور التي تخصه. وهو يقبل على ما يطلب منه عمله بهمة لأنه يرى نفسه صورة مصغرة لأبيه ويلمؤه الفخر إذا قالت له أمه أنه بمساعدته لها وفر لها كثيرًا من الوقت والمجهود ولكن هذه الأعمال سهل ليس فيها خطورة. ولكن مكافأتك له بالتشجيع سخية، وحددي له تمامًا المطلوب اداؤه. اطلبي منه أن ينظف جزءًا معينًا من الحديقة مثلًا، ولكن لا تطلبي منه أن يعمل ساعة في تنظيف الحديقة. فإن الوقت لا يعني شيئًا بالنسبة له، وهذه الفترة قد تكون هذه الساعة يومًا بأكمله أو دقيقة واحدة بالنسبة له. كما أنك تستطيعين أن تشجعي طفلك ببعض النقود فذلك يجعله يقدر قيمة العمل، كما يعلمه كيفية التعامل مع النقود بوقت مبكر. إن من الأفضل طبعًا أن يؤدي ما يطلب منه بدافع الرغبة في المساعدة ولكن إن كنت تعلمين أنه يحاول اقتصاد بعض المال لشراء شيء معين، فلا مانع من اعطائه أجرًا على عمله بين حين وآخر واتفقي معه على الأجر قبل بداية العمل، فالطفل يحب كثيرًا أن يعرف مقدمًا ما يعمل لأجله بدلًا من أن يكون ذلك مفاجأة له. ودخل الطفل في هذه الفترة يكون طبعًا من مصروفه فابدئي في سن الخامسة بإعطائه مبلغًا كل أسبوع أو أي مبلغ ترين أنه مناسب له. وأهم ما في الأمر ألا يكون هذا المصروف مشروطًا بأي شروط، كما يجب أن لا يمنع عنه بأي حال لأنه لم يحسن سلوكه ولا تحددي له أيضًا الطريقة التي يريد أن ينفقه فيها لكن وجهيه وعلميه بشكل غير مباشر كأن تعلميه أجر الصدقة وأهميتها خاصة بما يتناسب مع عمره. إنك قد تشعرين بالضيف بأن طفلك (خائب) إذا فقد منه مصروفه، أو انفقه في شيء غير مفيد ولكن ذلك يحدث في البداية فقط لأن الطفل سيكون أكثر منك أسفًا لذلك. وسرعان ما يتعلم كيف ينفقه في الوجه المناسب. وطبيعة ذهاب الطفل إلى المدرسة ستؤدي به إلى التعرف على أشخاص آخرين غير أسرته وجيرانه فهناك المدرسون والمدربون الرياضيون. ومع أن الطفل يعتقد في هذه السن أن أمه تستطيع عمل أي شيء في العالم إلا أنه سيأخذ في المقارنة بينك وبين هؤلاء الأفراد الجدد، كما أنه سيستمد من الخارج بعض الآراء التي تتعارض مع آرائك، فلا تحاولي أن تصري على أنك على حق وهم على باطل، أو أنك أكثر منهم عناية به ورغبة في سعادته، فإن ذلك يجعله يشك في كل من يتعرف عليه، بل اتركيه يتبين بنفسه مقدار ما في هذه الآراء والتصرفات من خطأ وصواب. وعمله على تنفيذ بعض رغباته الصادقة يجعله يشعر بالامتنان والسعادة. كما يشعر بقدرته على الحكم على الأمور حين توافقينه على وجهة نظره بين حين وآخر. إن الطفل يشعر بالأسى حين يصر والده على أن يذهب لفراشه قبل أن ينتهي من سماع برنامج الأطفال لأن ذلك يشعره بتفاهته وبأن هناك قوة أخرى تسيطر عليه، فإذا أتى طفلك مسرورًا ليطلعك على بعض اللعب التي قام بصنعها بنفسه فقابلتيه بغضب شديد لأنه ملابسه قد اتسخت فإنك بذلك تسيئين إليه إساءة كبرى وتستطيعين أن تجعلي من طفلك أكثر الأشخاص عنادًا وعدم طاعتك أمام الغرباء إذا أصررت على إهانته. بهذا الجيل يحب الطفل أن يستطلع كل شيء فلا تتوقعي أن تجيبيه على كل أسئلته. خروجك من البيت إلى الأمكنة العامة سينمي مواهبه ويجيبه على كثير من الأسئلة التي تدور في رأسه. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر