رسالة للأغنياء: بائع لبناني متجول يتقاسم أرباح تجارته مع المساكين والمحتاجين

[لامار 94]

كل من يعرف نضال عبد الهادي في مدينة طرابلس اللبنانية يدعوه "أبو الفقراء"، فهو نصيرُ المحتاجين يقضي البعض من احتياجاتِهم على الرغم من حالتِه الاجتماعية التي لا تختلف عن حالهم.

ويعمل نضال بائعاً متجولاً حيث يفترش أرصفة سوق نهرِ أبو علي في عاصمة الشمال لبيعِ بضائعه بسعر رمزي، ويقسم ربحه التجاري المتواضع بينه وبين فقراء مدينته، وهو أب لولدين اضطـُرَّ مؤخراً إلى بيع سيارته بسبب حاجته إلى المال، إلا أنّ هذا لم يمنعه من مدّ يد العطاء خاصة خلال شهر رمضان.

واعتاد "أبو الفقراء" في كل سنة، وقبل عيدي الفطر والأضحى على توزيع ألبسة أو أحذية في مدارس أو في جمعيات خيرية، لافتاً إلى أنه يدأب منذ فترة على اختيار مأوى العجزة لإدخال "البهجة والفرح إلى قلوب هؤلاء المنسيين عشية العيد"

ويشدد على أنه سيستمر في أعمال التوزيع التي تطال شرائح فقيرة من المجتمع في مدينته، لافتا إلى أن كل ما يشتريه من بضائع لبسطته القائمة على كورنيش النهر، يقتطع ثلثها للفقراء والمساكين، وأنه في بعض الأحيان يجد من المواطنين من لا يستطيع دفع مبلغ زهيد لقطعة ثياب، فتعزّ عليه نفسه، ويفتح البسطة مجانا لوقت لنصف ساعة أو ساعة أمام المحتاجين.

وزارت "العربية" مع نضال أحد مستشفيات طرابلس للاحتفال بحلول رمضان مع كبارِ السنّ ومصابين بأمراض نفسية، وهم أصدقاء اعتاد أبو الفقراء على زيارتِهم خاصة خلال الشهر الفضيل، حيث وزع عليهم ما تيسر من الهدايا وزرع الفرحة في قلوبهم خاصة، فرقصوا على نغمات فرقة خاصة رافقت أبا الفقراء إلى المستشفى.

ويؤكد نضال أنه يعمل على بسطة متواضعة ليل نهار، ليطعم عائلته، لكنه يقوم بواجبه وعلى حجم إمكانياته، متمنياً لو يقوم كل الأغنياء بواجباتهم حتى لا يبقى في مدينته فقير ولا محتاج.