اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
عابدين

الوقت

Recommended Posts

إدارة الوقـت

(الجزء الأول)

 

رؤية عـامة:

 

الجزء الأول:

 

مقـدمة

تخيل نفسك

ما الذي تود إنجازه خلال العامين القادمين؟

إدارة الذات

الأولويات

 

مقـدمة

 

"يُحكى أن حطّاباً كان يمتلك فأساً جديدة، وفي اليوم الأول قام بقطع عشرين شجرة، وبمرور الأيام كان يعمل ساعات أطول، ويبذل مجهوداً أكبر، إلا أنه كان يقطع عدداً أقل من الأشجار. وبينما كان أحد الأصدقاء ماراً به سأله مقترحاً: "لماذا لا تشحذ فأسك" ؟ فأجاب الحطاب: "إنني مشغول للغاية؛ فعلي قطع المزيد من الأشجار!"

 

ما هو الثمن الذي تدفعه شخصياً بسبب رداءة الأداء؟ وكم من الوقت تقضيه بحثاً عن الأشياء المفقودة، وفي المتابعة، والمراجعة، والاعتذار، ومعالجة الشكاوى، والمشاكل، والأزمات، وفي إنجاز أشياء لا ضرورة لها إذا ما أنجز كل فرد عمله بكفاءة تامة طوال الوقت؟ ويبدو هذا السؤال مخيفاً لكثير من المديرين؛ لأنه يصف معظم أعمالهم التقليدية. فمن السهل إلقاء اللوم على باقي أفراد المؤسسة فيما يتعلق بتلك المشاكل، غير أن كثيرا منها يتسبب فيه المديرون أنفسهم بسبب افتقادهم للتنظيم الذاتي، وضعف إدارة الوقت، ويمكن أن ينطبق هذا عليك تماماً على مستوى مجموعة المنتدى الصحي الخاصة بك.

 

الوقت هو أغلي شيء نمتلكه. ويمر الوقت في إيقاع ثابت عنيد-ستين ثانية كل دقيقة، وستين دقيقة كل ساعة- وما يفوت من الوقت لا يمكن أن يعود مرة أخرى. ولا يمكنك شراء المزيد من الوقت مهما كنت ثرياً. ولا يمكنك اكتناز الوقت، أو استعارته، أو سرقته، أو تغييره بأي شكل كان، فكل ما يمكنك عمله هو الاستفادة القصوى من الوقت المتاح لديك. ونجد أنه من بين الموارد المتاحة لدينا، يكون الوقت هو أقل مورد نستطيع فهمه، كما يكون الأكثرعرضة لسوء الإدارة؛ حيث دائماً ما يقول كثير من الناس ليس لدينا وقت كاف، بينما لدى الجميع كل الوقت.

 

والشعور بالوقت يختلف باختلاف الظروف: فعندما نشعر بالضجر، أو الفراغ يمر الوقت بطيئاً. بينما يمر سريعاً عندما ننشغل، أو عندما نقضي وقتاً ممتعا. ويبدو أن الوقت متسارعاً، حيث يمر دائماً النصف الأخير من الإجازة أسرع من النصف الأول منها. وينطبق نفس الشئ على دورة الإدارة وعمر الإنسان؛ فعندما يتقدم بنا العمر نشعر أن الوقت يمر بشكل أسرع.

 

ووفق هذا التفسير فإنك قد ترغب في أن تفكر بنفسك من خلال منظور "الوقت" فتعود بالزمن خمس سنوات إلى الوراء وعشر سنوات إلى الأمام، وإليك بعض الأسئلة التي تساعدك على تكوين رؤية عقلية لنفسك في إطار مفهوم "الوقت".

 

تخيل نفسك

 

قبل خمس سنوات:

 

كم كان عمـرك؟

أين كنت تعيش؟

هل كنت متزوجاً؟

كم كان عمر أطفالك؟

كيف كنت تقضي وقت فراغك؟

ما المهنة التي كنت تمارسها؟

ما الذي حققته أو لم تحققه في السنوات الخمس الأخيرة؟

هل مرت الخمس سنوات الماضية سريعاً؟

ما الذي فعلته من أجل نفسك، وأسرتك، ومجتمعك المحيط، ووطنك، والأمة بأسرها؟

 

بعـد مرور عشـر سنوات:

 

كم سيصبح عمرك؟

كم سيصبح عمر أطفالك؟

ما الوظيفة التي ستشغلها؟

ما الذي ترغب في عمله قبل ذلك الوقت؟

ما الذي لديك لتقدمه للمحيطين بك؟

 

عندما يفكر الناس بهذه الطريقة، يقول غالبيتهم أنهم يرغبون في الاستفادة من وقتهم بشكل أفضل، فإذا كنت من هؤلاء فحاول أن تعد قائمة بما يلي:

 

ما الذي تود إنجازه خلال العامين القادمين؟

 

إنك بانضمامك للمنتديات الصحية تلزم نفسك ببذل جهد أكبر؛ لذا يجب أن تسأل نفسك قبل أن تنضم:

 

هل تقبـل ذلك؟

 

الذين يقبلون يقولون إن لديهم متسع من الوقت إذا ما كان هناك شيء هام. حيث إن مدى أهمية الأشياء التي تضعها أهدافاً هامة في قائمتك خلال العشر سنوات القادمة هو الذي يجعلك تجد الوقت الكافي لها.

 

يدعي كثير من الناس أن عدم وجود وقت كاف يمثل مشكلة كبيرة، إلى أن يدركوا أنها ليست مشكلة بل هو دليل؛ دليل على أهداف غير واضحة، وسوء ترتيب للأولويات، وكذلك سوء تخطيط.

 

ربما كان يجب أن يكون عنوان هذا الدليل هو "وضع الأهداف، وتحديد الأولويات"، لكنه سيبدو مملاً، لذا قررت وضع عنوان "إدارة الوقت" حيث يبدو أكثر جاذبية، لكنه أيضا يبدو هراءً حيث لا يمكنك إدارة الوقت؛ فالوقت يمر بإيقاع ثابت عنيد، والشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه أو إدارتة هو ذاتك. ومن ثم، قد يكون العنوان الحقيقي لهذا الدليل التعليمي هو "إدارة الذات".

 

فإذا كان الأمر كذلك، فإن الوسائل والحيل التي قد تستخدم للحفاظ على الدقائق لن تجدي؛ لأن إدارة الوقت لا تعني السرعة بل الفاعلية.

 

إدارة الذات

 

إذاً كيف تدير ذاتك؟ ما الذي يمنعك من إجادة عملك بشكل أفضل؟ ما الذي يضيع وقتك؟ لقد سألت هذه الأسئلة لآلاف المدراء، وكانت الإجابات نمطية. وجاءت جميعها متضمنة ما يلي:

 

الاجتماعات- دائما في مقدمة الأولويات الخمسة- والمقاطعات، والمكالمات الهاتفية، والأزمات، والأجهزة المعطلة، ونقص الموارد، والرئيس، ومتابعة الآخرين، ومراجعة أعمالهم، ورسائل البريد غير الهامة، والقراءة، والإدارة، وفتح مكاتب التخطيط، والسفر ... إلخ.

 

ونجد أن النمط الناتج عن إجابة هذه الأسئلة يدل على قيود وضغوط خارجية، فمعظم المشاكل المذكورة هى التي تحدث للناس، والقليل جداً هو الذي يتسبب فيه الناس لأنفسهم. إنني لأتساءل مندهشاً: هل تعتبر هذه النظرة نظرة معتدلة؟ وهل هذه الصورة دقيقة؟

 

يحتوي هذا الدليل على حلول مقترحة لبعض هذه المشاكل، إلا أننا يجب أن نبحث عن المزيد من المشاكل الشخصية التي قد تقلل من فعاليتنا.

 

لا يوجد شخص خال من المشاكل؛ لذا أرجو أن تتعامل مع الدليل كأنه قائمة طعام، وركز فقط على المناطق التي تهمك.

 

الأولويـات

 

يجب أن نقوم بتعريف مصطلح "إدارة الوقت" قبل محاولة الاستفادة منه بشكل أكثر فعالية. ولنبدأ بالتعريف التقليدي للإدارة: "الإدارة هى إنجاز الأعمال عن طريق الآخرين"، وهذا يعني أن تعريف إدارة الوقت يكون: الوقت الذي تنجز فيه الأعمال عن طريق الآخرين، وهو ما يتناقض مع الوقت الذي نقضيه في إنجاز الأعمال بأنفسنا.

 

ومع التقدم في العمل، يصبح الشخص مسؤولاً عن عدد أكبر من الأشخاص، ويكون من المتوقع أن يزداد الوقت الذي يقوم فيه بالإدارة، ومن ثم، يقل الوقت الذي ينجز فيها الأعمال بنفسه.

 

 

غير أن ما يحدث بالفعل مع التقدم في العمل هو أن الشخص يتلقى على عاتقه مسؤوليات أكثر، كما يزداد نسبيا عدد المستندات التي تُعرض عليه. ويتعامل غالبية الناس مع ذلك عن طريق زيادة عدد ساعات العمل في اليوم، ثم في الأسبوع.

 

ولسوء الحظ، تصل هذه الزيادة إلى الحد الأقصى، بينما لا يحتوي الأسبوع على ساعات إضافية، مما يسبب مأساة! حيث لا يرغب الكثير من الناس في تقليل الوقت الذي يقضونه في إنجاز تلك الأعمال بأنفسهم، ويبررون ذلك بقولهم:

 

"إذا أردت عمل شيء بإتقان فيجب أن تقوم به بنفسك".

"أرغب في أن يرى مرؤوسيّ أنني يمكنني أن أقوم بما أطلبه منهم".

"أقوم به حتى أظل على دراية به".

"أستطيع أن أنجز العمل أسرع بكثير مما يستطيعون".

 

وترجع الأسباب الحقيقية لتعلقك بالأعمال القديمة إلى أنك غالبا ما تشعر بالراحة، والألفة وأنت تقوم بها. حيث تتمكن من استغلال مهاراتك الشخصية القديمة في التصميم، أو البرمجة، أو مراجعة الأرقام، أو كتابة التقارير. وتشعر بوجودك حينما تنجز العمل، وعند تنفيذه، مما يمنحك شعورا بالسيطرة.

 

ومع الأسف لا تمنحك الإدارة نفس الشعور؛ فالمدير يعمل بعيداً إلى حد ما عن التنفيذ، ولا يكون مطلقاً أول من يعلم بالأخطاء، وهو ما يدعو إلى القلق! وأقدم ما يلي كمبدأ بسيط ولكنه أساسي في الإدارة:

 

"لا توجد علاقة بين حجم المسؤولية التي تتحملها في العمل، وبين حجم الوقت المتاح لك شخصياً للقيام بهذه المسؤولية. والرد على المسؤولية المتزايدة هو زيادة قيمة كل ساعة بما يتناسب مع المسؤولية المتزايدة".

 

لا توجد أي علاقة، وإذا وجدت، فكيف يمكن أن يصبح أي شخص المدير التنفيذي لشركة شل، أو رئيسا لفرنسا، أو يتولى مهام أي وظيفة أخرى؟

 

إن مفتاح الإدراة الفعالة هو زيادة قيمـة كل ساعة عمل.

 

قانون باريتو Pareto

 

ربما تكون قد سمعت بقانون 80/20 المقترح أصلاً من قبل فلفريدو باريتو Vilfredo) Pareto). عندما يطبّق هذا القانون على وقت العمل تكون النتيجة كالتالي:

 

"تمضي عشرين في المئة من وقتك تقوم بأعمال تُحسب نتائجك فيها بثمانين في المئة، وتمضي ثمانين في المئة من وقتك تقوم بأعمال تُحسب نتائجك فيها بعشرين في المئة".

 

إذا كان الوضع كذلك، فهذا القانون يقترح ثلاثة عناصر لمشكلة الأولويات:

 

• ما هي المهام التي تتطلب قوة إداء عالية وتحسب ثمانين في المئة من نتائجك؟

• كيف تستطيع قضاء وقت أكبر في تأدية تلك المهام التي تتطلب قوة أداء عالية؟

• كيف تستطيع إتمام كل المهام الباقية في وقت أقل؟

 

 

ما هي المهام التي تتطلب قوة أداء عالية؟

 

إن المهام التي تتطلب قوة أداء عالية هي تلك الأجزاء الصغيرة من عملك؛ حيث يُحدث إمضاء وقت قصير في أدائها فرقا كبيرا على المدى البعيد. لا تقم بتضمين عناصر سلبية كتجنّب الأخطاء، مع أنها قد تبدو فكرة مهمة بالنسبة لك. لأن القائمة ستختلف من عمل لآخر، ولكنها في النهاية ستشمل ما يلي:

 

• التخطيط: التفكير في عملك وأهدافك، والتخطيط لشهر، أو ليوم، أو لاجتماع، إلخ.

• تعلّم مهارة جديدة، أو اكتساب معرفة تساعدك على القيام بعملك.

• الانتداب: وضع أهداف للآخرين. كسب التزامهم. تدريبهم وتحفيزهم.

• بناء علاقات مع العملاء، والموردين، والزملاء، بالاضافة إلى تحفيز الأشخاص.

• إعداد الأنظمة، بدءاً من الأنظمة المعقدة المستندة إلى الحاسوب إلى الأنظمة الشخصية البسيطة: كتنظيم مكتبك على سبيل المثال.

 

تظهر آثار النشاطات التي تتطلب قوة أداء عالية على المدى الطويل، بينما تظهر آثار النشاطات التي تتطلب قوة أداء منخفضة على المدى القصير. ولنضرب الآن مثالاً كلاسيكياً لنشاط يتطلب قوة أداء عالية ليكن: منع حدوث حريق، ومثالاً كلاسيكياً لنشاط يتطلب قوة أداء منخفضة ليكن: محاربة الحريق؛ ومن هنا يمكننا الاقتراب من صميم المشكلة.

 

تتم مناقشة كل من هذه النشاطات بشكل تفصيلي في مقام آخر، ولكن حاول الآن التفكير للحظة في أنك تقضي أسبوعاً مثالياً وأنت تقوم جسدياً بهذه المهام التي تتطلب قوة أداء عالية. هل تستطيع-بكل صدق- أن تقوم بعشرين في المئة من تلك المهام، أم ستكون النسبة أقل من ذلك؟

 

تستطيع هذه النشاطات التي تتطلب قوة أداء عالية أن تحقق فرقاً حقيقياً على المدى البعيد.

لذا يجب أن تكون هذه الأنشطة هي بؤرة طاقتنا ووقتنا.

 

إن أصحاب الأعمال الكبار عديمو الرحمة بأولوياتهم: فهم واضحون جداً، وعلى هذا النحو أو ذاك، يتدبرون أمرهم لإعطاء تلك الأولويات وقتا أكبر بكثير.

 

لن تكون فعالاً إذا تغاضيت عن أولوياتك.

 

إعطاء وقت أكبر للمهام التي تتطلب قوة أداء عالية

 

كيف تستطيع قضاء وقت أكبر في أداء الأنشطة الخاصة بك والتي تتطلب قوة أداء عالية؟ في هذا الصدد، يُوصى بأن يتم تخصيص يوم العمل بأكمله لتنفيذ أولوية واحدة، وليس خمس أو عشر-فلا يمكن أن يكون لديك عشر أولويات- في الحقيقة إذا كان لديك عشر أولويات، فهذا يعني أنك ليس لديك أولويات أصلاً.

 

لا بد أنه لديك قائمة تذكير أو فحص للأعمال التي يجب أن تقوم بها، ولكن هذا لا يعني أنها قائمة لأولوياتك، كما لا يجب أن يختلط عليك الأمر. فمعظم الناس لديهم أولويات كثيرة؛ ولهذا السبب، لا يكون لديهم أية أولويات.

 

ضع نصب عينيك أولوية واحدة في اليوم، واعمل جاهداً للتأكد من أنه مهما يحدث من أزمات، فإنك ستتمكن من إحراز تقدم ملحوظ في تنفيذ تلك الأولوية في هذا اليوم، مما يجعلك في نهاية الأسبوع تشعر بأنك كنت أكثر فعالية.

 

هذا الأمر لن يغيّر حياتك. أعتقد أنك قد سمعت هذا الكلام من قبل، وهو واضح جداً، إذاً لماذا لا يزال معظم الناس يعانون من اختيار الأولوية الأقل؟ هذا هو ما يجعل موضوع إدارة الوقت يصبح أكثر إثارة للاهتمام.

 

في القسم التالي، ستجد ستة أفخاخ معروفة تمثل ستة أسباب تجعل الناس يتغاضون عن أولوياتهم.

استكشف حوافزك اللاشعورية وأضفها إلى القائمة. فنحن إذا فهمنا لماذا نؤمن بما نعمل، سَيَسهُل علينا اعتماد الحل الواضح والسهل.

 

لماذا يتغاضى الناس عن الأولويات؟

 

أولاً، ينبغي أن يعي الأشخاص أن عملهم لا يتم إنجازه أبداً - فأنت كمدير على سبيل المثال، لا يمكنك أن تكون أبداً على أحدث طراز. سوف يذكرك وعيك بتدقيقات جديدة كان عليك القيام بها، وسوف تقترح عليك مخيلتك احتمالات كان بإمكانك تطويرها.

 

وفي حال كان عليك في نهاية الأسبوع إعداد قائمتين: واحدة بكل الأعمال التي أنجزتها خلال الأسبوع، والأخرى بالأعمال التي ربما كان يجب أن تقوم بها، ولكنك لم تفعل، في أية قائمة يمكن أن تكون المهام التي تتطلب قوة أداء عالية؟ في الغالب ستكون كلها في القائمة الثانية بانتظار الأسبوع المقبل؛ لأنها لم تكن طارئة. إننا نقوم بالمهام الطارئة، ونهمل المهم. هذا هو لب المشكلة: ففي حال وقوع حريق في المبنى، فإنك تعرف ما العمل – ولكن مكافحة الحريق تتطلب قوة أداء منخفضة. فإذا كان كل ما كنت تفعله هو مكافحة الحريق، فهذا يدل على أنك غير فعال. إن العمل الحقيقي يتمثل فعلا في الوقاية من الحريق. هذا هو النشاط الذي يتطلب قوة أداء عالية. إن الفخ الأول هو الحالة الطارئة، والأزمات، والرعب.

 

الفخ الثاني يكمن في متعة مكافحة الحريق. فالهرولة مع ثلاثة هواتف ترن، وتنقل الناس داخل وخارج المكاتب هو أمر مثير. بينما الوقاية من الحريق هو أمر ممل: مما قد يعني إغلاق الباب والتفكير!

 

الفخ الثالث: إن بعض الشركات تقوم بترقية أشخاص وفقاً لمدى قدرتهم على مكافحة الحرائق، فمحاربو النيران الخبراء، ومفتولو العضلات يحتاجون إلى نيران لمحاربتها؛ فهم يعملون بشكل أفضل في جو الأزمات. وفي حال أصبحت الأمور هادئة قليلاً فإنهم يعكفون على إشعال النيران. أي شخص لديه رئيس كهذا، ينال شفقتي.

 

رابعاً- عدد كبير من الأشخاص تجذبهم المكافأة الفورية. إننا فعلاً نعجب بوهم التقدم الذي يأتي من خلال اختيار الأشياء من القائمة، ونميل للبدء بالأعمال السهلة؛ وبالتالي لا نجد وقتاً للأعمال الهامة.

 

خامساً- إننا نميل لتفضيل المهام المألوفة السهلة والمريحة. على سبيل المثال: قد يقضي المدير المالي خمس عشرة دقيقة يجمع الأرقام، أو يتحقق من الأرقام المضافة، وبالتالي العودة لا شعورياً إلى الأعمال المألوفة.

 

لنفترض أن مديرتنا المالية خسرت نقاشاً في اجتماع مجلس الإدارة، وواجهت توبيخاً وقحاً، بالطبع ستخرج بشعور محبط. عندئذ ستمضي خمس عشرة دقيقة تضيف أرقاماً-وهو عمل تجيد القيام به- وتعيد بناء ثقتها بنفسها وكبريائها، وهذا يساعدها على أن تحافظ على ماء الوجه بقية النهار.

 

نحن جمعياً لدينا هواياتنا، وأعمالنا المريحة، حيث نلجأ للاستراحة. ماذا تفعل حوالي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، عندما تشعر بإحباط خفيف وليس هناك أزمات فورية؟ سوف يكون أسوأ ما تحتمل المنتديات الصحية توقعه من الناس هو العودة إلى مهامهم الدنيوية غير النافعة-التي هي مألوفة لديهم، ولكنها ليست مفيدة للمنتدى الصحي- مما يؤدي إلى الفشل في القيام بعملهم الجديد وإحباط فريقهم ونشاط المنتدى الصحي ككل.

 

أخيراً، يوجد في قائمة أسباب الأولويات الضعيفة، سبب فيسيولوجي وهو: انخفاض معدل الأدرينالين. فبعد مرور ساعتين أو ثلاث على الأزمات، حينئذ يُضخ الأدرينالين بطريقة منخفضة، ويخف الضغط ونعود إلى المكتب، ولا يحدث شيء. هذه ظاهرة معترف بها. إن الأدرينالين هو جزء من آلية المقاومة في الجسم، يُجهزنا لنشاط جسدي طارئ. إذا كانت جهودنا عقلية تماماً، فسنحتاج لتفريق الأدرينالين من خلال التمرين الجسدي؛ ولذا حاول أن تقوم بجولة على الأقدام بعد حدوث الأزمة. كما يمكن أن يكون للوضوء هنا تأثير مهدئ.

 

كيف يمكن إنجاز مهام تتطلب قوة أداء منخفضة في وقت أسرع؟

 

عد بذاكرتك إلى عطلتك الرئيسية الأخيرة. ماذا حدث في مكان عملك في اليوم السابق لذهابك؟ أنا متأكد من أنك كنت يومها عديم الرحمة! لقد مررت على كل بنود القائمة، وقمت بالأعمال، وانتدبت، وألغيت أشياء. لماذا لا يتم العمل بهذه الطريقة بشكل طبيعي ويتم توفير وقت أكبر للمهام التي تتطلب قوة أداء عالية؟

 

عندما يكون الضغط عالياً حقا، تصبح الأولوية الحقيقية واضحة. وربما يكمن الحل في تخصيص أوقات ملحوظة للأنشطة التي تتطلب قوة أداء عالية. وبالتالي يكون الضغط في المهام أخرى.

 

الخلاصة

 

من السهل أن يكون المرء منشغلاً-بإمكان أي أحمق أن يكون منشغلاً- ولكن من المؤكد أنه ليس من المفترض بك أن تكون منشغلاً؛ بل من المفترض أن تكون فعالاً، وكونك فعالاً يعني قيامك بالأعمال الصحيحة. إن لم تكن تقوم بالأعمال الصحيحة لا يهم مدى اجتهادك في العمل.

 

أوضح الفيلسوف الأميركي زيجي زيجلر Ziggy Ziggler الأمر توضيحاً كاملاً حيث قال:

 

"دع سفاسف الأمور وابدأ دوماً بعليائها".

 

سوف يكون الذعر دائماً موجوداً، ولكن في كل مرة تطرأ فيها الأزمات، عليك القيام بأمرين: أولاً: التعامل مع المشكلة الفورية. وثانيا: أن تسأل نفسك: ماذا بإمكانك أن تفعل لمنع وقوع أزمة كهذه مرة أخرى؟ وفي حال كان هذا الأمر خارجاً عن سيطرتك، ماذا بإمكانك أن تفعل لتخفيف تأثيره في حال وقوعه مرة أخرى؟ لا شك أن هذا هو النشاط الذي يتطلب قوة أداء عالية.

 

يطلق اليابانيون على هذا: "الاستفهامات الخمسة"؛ فعندما تطرأ مشكلة تسأل: "لماذا حدث هذا"؟ وعندما تحصل على إجابة تسأل: "لماذا حدث هذا"؟ وهكذا دواليك، حتى تصل إلى المستوى الخامس، فتحاول تحديد المشكلة الحقيقية الكامنة في كل مرة، لتتمكن من حلها في حال حدوثها مرة أخرى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

جميل جدا

اخى عابدين

نرجوا المزيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

دع سفاسف الأمور وابدأ دوماً بعليائها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

 

فعلا هى مشكلتنا بنتصدر فى الهايفة

 

موضوع جميل جدا اخ عابدين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

جميل جدا جدا جدا يا عابدين ..

حقاً تستحق الثناء ..ننتظر المزيد من مشاركاتك الفعاله ..

تقبل تحياتى ....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بشكرك مرة تانية حبيبى عابدن

 

والموضوع زى ما احنا ملاحظين طويل خالص

 

فانا ارفقت هنا الموضوع فى ملف WORD وده علشان اى حد عايز يقرا الموضوع على رواقه

 

تحياتــــى ...

TIME_MANAGEMENT.doc

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..