خطيبي يصرِّح بمشاعره وأهلي يؤجِّلون الزواج!

[دعوه للجنه 457]

خطيبي يصرِّح بمشاعره وأهلي يؤجِّلون الزواج!

 

 

فقيرة إلى عفو الله- مصر:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة بالرابعة والعشرين من عمري، تربيت وسط الأخوات، وتعلمت كثيرًا منهن، وأسأل الله أن يجزيهن عني خيرًا، وأن يبقيني على هذا الطريق.. تقدم لخطبتي شاب ليس بأخ، ولكنه ذو خلق قويم، فيه مواصفات كثيرة تمنيتها، منها الطموح وتحمُّل المسئولية، وهو بارٌّ جدًّا بوالديه، ومحبٌّ لإخوته، يعطف على أولادهم، ويحبهم حبًّا جمًّا.

تمَّت خطبتنا، وسعدت بها كثيرًا، وتعلَّق قلبي به، وأظنه كذلك..

 

مشكلتي هي أن مدة خطبتنا قد طالت؛ لأننا لم ننتهِ من تجهيز شقتنا حتى بأيسر الأشياء، وطوال هذه المدة جعل خطيبي يصرِّح كثيرًا بمشاعره، في بداية الأمر كنت أرفض ذلك وأذكِّره بالله عزَّ وجلَّ، وأننا نريد أن نرضي ربنا حتى يبارك لنا في حياتنا، وبعد ذلك أصبحت لا أستطيع أن أثنيه عن ذلك فقد أصبح لا يستطيع أن يتوقف عن ذلك!.

لم يوافق الأهل على العقد في هذا الوقت، ولا نستطيع أن نعقد الآن، كذلك لا أدري كيف أتصرف؟ فكلما تحدثنا وصرَّح كلٌّ منا بمشاعره أشعر بذنب كبير؛ لأننا نغضب ربنا!!، وكيف لنا أن نسعد بما يغضب الله؟ وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أمنعه عن ذلك لإحساسي بشدَّة الأمر عليه، وكذلك لأن مجاهدة نفسي أصبحت شاقة!.

هل هذا سوء اختيار أم يحتاج مني إلى صبر؟.. ولكن كيف أصبر على معصية الله وبداخلي صراع شديد؟

!

أرجوكم أفيدوني.. وادعوا الله لنا.

* يجيب عنها: الدكتور أسامة يحيى- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

 

حمدًا لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وبعد..

إن مشكلتك يا ابنتي هي مشكلة الكثيرات مثلك.. مشكلتك في إتاحة فرص اللقاء بخطيبك أثناء فترة الخطوبة، وهي الفترة التي شُرعت من أجل التعارف والتآلف، فقد اعتاد الخطيبان ألا يتحدثا بالمشاعر وتبادل عبارات الحب والخوض في الوله إلا بعيدًا عن أهلها وأهله، وهنا يجب أن نقف..

قد يكون من مستلزمات التآلف بين الخاطبين تبادل شيء من المشاعر قليل، ونزر من المودة يسير، في صورة كلمات وهدايا ومواقف، والذي يبدأ في الإعراب عنها- فطريًّا- هو الشاب، ويتبع ذلك استجابة تبديها الفتاة على استحياء، لا ضير في هذا القليل اليسير الذي يؤكد التآلف ما دام يحدث أمام أهلها، وفي حضرتهم، وعلى مرأى ومسمع منهم، ولكن المؤلم أن يتم هذا القليل اليسير، والذي لن يظل قليلاً ولا يسيرًا، في ظل أجواء الخفاء وفي خلوات تجمع بين الخاطبين فقط.

ابنتي.. ليس في مشكلتك سوء اختيار، وإنما هي مقدمات حدثت أدَّت إلى نتائج طبيعية.. مقدمات غير شرعية في خلوة غير شرعية أدَّت إلى نتائج مغضبة لله متعبة للنفس الزكية.

وحل مشكلتك يا ابنتي يبدأ بالتوقف الفوري عن اللقاء معه في الخفاء بعيدًا عن أهلك؛ فلقاء الخفاء كله بلاء، والتقي به في حضرة أهلك، ودعيه يقول ما يشاء كيف شاء ما دام في حدود الأدب والاحترام والودّ؛ فوجود أهلك معكما سيوفِّر أجواء جيدة كريمة، تساعده وتساعدك على الانضباط في الأقوال والأفعال.

إن الشاب المتدين المحب لا يستحيي أن يفصح عن مشاعره بمنتهى الأدب في وجود أهلك.. لا يستحيي من إكرامك بالثناء عليك وإطرائك أمام أهلك، وكلها أمور سيسعد بها أهلك كثيرًا حتى لو أبدوا غير ذلك؛ فهم عندما يرونه يسكب الودّ والاحترام على ابنتهم سيطمئنون عليها وعلى مستقبلها الزواجي، فقد سلموها لمن يحبها ويحترمها، وستكون- إن شاء الله- في كنفه زوجةً كريمةً عزيزةً.

 

 

وعليك يا ابنتي أن تعجلا قدرَ الإمكان بإتمام العقد قبل انفراط العقد؛ لتتاح لكما فرص التعارف والتفاهم والتآلف أكثر.

بارك الله فيك يا ابنتي.. وأتمَّ عليك نعمة الزواج والإنجاب، بتكوين أسرة كريمة يظللها الإسلام، وتحيا بالمودة والرحمة والوئام

 

 

.