اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

زوجتي مصرِّة على الطلاق وأخاف على أبنائي!!

Recommended Posts

زوجتي مصرِّة على الطلاق وأخاف على أبنائي!!

يوسف- القاهرة

سيدتي الفاضلة،

 

..

أكتب إليكِ بعد أن فاضت دموعي أثناء كتابتي لك هذه الرسالة؛ حزنًا على عدم رؤية أولادي منذ شهور؛ حيث ذهبت بهم زوجتي إلى بيت أبيها، وقد حاولت مرارًا وتكرارًا إرجاعها وقدمت لها اعتذارًا كاملاً عما صدر مني في لحظة ضيق أجبرتني على رد فعلي هذا، وقمت بتوسيط الصالحين بيننا ولكن دون جدوى!!

وقد أصروا على الطلاق في المحاكم كما يقولون، ولا أرى شعاع نور في موضوعي هذا، بعد أن رفعوا ضدي قضايا خاصة بقائمة أثاثها التي لا أعلم من أين جاءوا بها، فقبل الزواج كنت خارج مصر وكتبت قائمة صورية فقط؛ لإتمام عقد الزواج، إلا أنني فوجئت أن زوجتي تشهد زورًا ضدي في موضوع القائمة!!

فماذا أفعل؟.. أخاف على أولادي من التربية الخاطئة، والمستوى الاجتماعي غير اللائق بهم، وللأسف حاولت الاتصال بها أكثر من مرة وتتعمد والدتها الرد عليَّ في التليفون منكرة وجودها.

 

آسف على الإطالة.. ولكن ما بداخلي أقسى من الكلام وشكرًا

 

.

تجيب عنها: مرفت محمد إبراهيم، الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كم يؤلمني كثيرًا تفرق لَمِّ الأسرة وما ينتج عنه من تِيه للأولاد وفقدهم لحضن الأسرة الدافئ وضياع السكن والمودة والرحمة، والذي لا يعود فقط على الأسرة بالضرر البالغ؛ فالزلزال الذي يعصف بالأسرة ويهدم أركانها إنما يترك وراءه تصدعات وشروخًا كبيرة في المجتمع وتحرك فوهات البركانين التي تظل تغلي تحت السطح حتى تنفجر في شكل مشكلات مجتمعية، أولاد فاقدون للحب والرحمة والتربية السوية، وأب فاقد أبوته، وكذلك أم تغذي أولادها بكره الأب الغائب الذي لم يستوعبهم ولم يحرص على تربيتهم التربية الصحيحة الأب الذي لا يحبهم؛ فمجتمع يحمل هذه المشكلات لا بد أن يكون غير مستقر.

فالأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع والذي يجب أن ندافع عن وجودها واستقرارها بكل غالٍ وثمين.

أخي الكريم..

أنا على يقين من أن الألم يعصر قلبك، ولكن يجب أن تعلم أن المشكلة التي تلم بالإنسان لا تقع له فجأة، وإنما كان لها مقدمات وأسباب كثيرة أدت إلى وقوعها، وعلى قدر تجاهل الأسباب التي قد تؤدى إلى وجود عقبات أو مشكلات وغض الطرف عنها يكون حجم المشكلة، فالمشكلة لم تبدأ من الآن؛ بل من بداية الارتباط والاختيار فأنت كما ذكرت تخاف على أولادك من وجودهم مع زوجتك وأهلها؛ لأن مستواهم الاجتماعي غير لائق، كما أنك ذكرت إنها شهدت شهادة زور ضدك، وأن أهلها رفعوا قضية ضدك بقائمة أثاث صورية، فأنت تخاف على أولادك من سوء التربية؛ حيث لا قدوة صالحة لهم.

فقد أخطأت في حق نفسك أولاً، ثم في حق أولادك؛ لأنك لم تختر بنفسك، فأنت كما تقول كنت بالخارج فلم تتعرف جيدًا على زوجتك وأهلها الذين هم أهل أولادك، ولكن ما زال هناك أمل في كبير في معالجة التصدعات والشقوق التي عصفت ببيتكم؛ فقد أكد نبينا المعصوم صلوات الله عليه وسلم بأن لكل داء دواء.

فدواؤك سألخصه في:

** يجب أن تلتمس العذر لزوجتك ومدى الضغط الواقع عليها من أهلها، وأنها إنما فعلت ما فعلت كرد فعل على ما وقع منك بشأنها وعائلتها، وأنها في ندم على ما قامت به في حق زوجها وأبي أولادها.

** أن تدعو الله عز وجل بأن يلم شمل أسرتك.

** أن تحاول جاهدًا أن تلتقي بها بمفردها في مكان تختاره هي.. مكان تحبه، وأن تذكرها بالأيام الحلوة التي كانت بينكما، وكيف أثمرت زهور حياتكم الرابط الذي لا يجب أن ينقطع بأي حال؛ بل يجب أن يقوى بمرور الزمن وأن تُروى تلك الزهور بالحب والرحمة بعيدًا عن المشكلات التي تقتلعها من جذورها وتذهب بها أدراج الرياح.. تذكِّرها بأولادكما، وأنهم يجب أن ينالوا الدفء والحب والرحمة في ظل أسرتكما الجميلة.

** ثم التعهد لها بعدم جرح مشاعرها وكرامتها؛ فإن ذلك ما يكسر المرأة، فقد يظن الرجل أنه إذا أغدق على زوجته المال ولم يعبأ بأن يشعرها بحبه وحنانه أنها يجب أن تكون سعيدة، ولكن ذلك قمة الخطأ؛ فالزوجة تنتظر من زوجها الحنو والعطف والرفق بها وإشعارها بأنك تقدر ما تقوم به من تحمل لأعباء الأسرة، فذلك قمة ما يشعرها بالسعادة والرضى.

 

فانظرا إلى زوج وزوجته في الحقل أو أمام قصر يحرسانه وهما يأكلان لقمة بسيطة ويشربان كوبًا من الشاي وأولادهما يمرحون حولهما فكم هي سعادتهما! قد تكون أكثر بكثير من سعادة صاحب القصر أو صاحب الحقل.

** فإن لم تفلح المحاولة لضغط الأهل عليها فعليك بجمع حكم من أهلها وحكم من أهلك من الصالحين، والله عز وجل قال: "إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)" (النساء)، فالتذكرة المستمرة بالله ترقق القلب وتنير العقل وتوقظ الضمير ليتذكر الإنسان حكمة خلقه وما هو المطلوب منه في هذه الحياة.

** الوجود المثمر مع أسرتك فلا تتغيب عنهم لسفر أو انشغال طويل في العمل

 

.

** الصبر على أن ترسخ لدى زوجتك القيم التي ترغب أن تتمثلها وتزرعها في أولادك.

** تذكر دائمًا أن الحياة قصيرة، وأن أدوارنا فيها وإن كانت بسيطة لكنها مؤثرة، ولكل إنسان بصماته، فلا تدعها تكون بالسلب؛ بل حاول أن تكون بصماتك إيجابية وأن تخرج للمجتمع أولادًا صالحين.

** وحديثي إلى الزوجة: أيتها الزوجة الصالحة أيتها الأم الحنون: ارجعي بأولادك إلى حضن أسرتك التي طالما حَلُمتي بها، وقد رزقك الله إياها فاشكري النعمة التي أنعم الله بها عليكِ واحرصي على إعادة تماسك الأسرة من جديد واعلمي أن المرأة هي الأعمدة التي ترتكز عليها الأسرة فلا تهدمي البنيان، فالله عز وجل خلقنا للإعمار لا للهدم.

والطلاق لن يكون نهاية المشكلة؛ بل هو البداية مع الأهل، فلن تستطيعي العيش بحرية معهم ومع الأولاد؛ فالمسئولية في غاية الصعوبة، ولن تستطيعي أن تربيهم بشكل سويٍّ؛ حيث يواجهك دائمًا السؤال المرير: لماذا لا يعيش أبونا معنا؟، فردك وردك أهلك؛ لأنه تخلى عنا.. لأنه غير مسئول وفى ذلك تشويه لصورة الأب في عيون الأبناء والتي لن تفارقهم طوال حياتهم، ومن ثم ستجدين نفسك خاسرة بيتك وأولادك، فاحرصي أختي على البيت.

أرجو من الأخ الكريم إذا لم يكن هناك فرصة لأن تقرأ الأخت هذه الكلمات فاجعلها تقرأها عسى أن تكون عونًا لها في الرجوع إلى الصواب.

 

وكلمة أخيرة للأهل: لا تدمروا حياة أولادكم، فعلى أهل الزوجة أن يسامحوا زوج ابنتهم على ما صدر منه فهو ابن العائلة وأبو أولادهم؛ فالخير للأولاد أن يربيهم كل من أبوهم وأمهم، وليس الجد والجدة؛ فدورهما في إرشاد وتوجيه الأسرة وإمدادها بالخبرات التي مرَّا بها؛ حتى يكونوا عونًا لها على الاستمرار في الحياة بسعادة ورضى وحب وتفاؤل وعمل.

 

فليتسامح الجميع من أجل أسرة كريمة؛ من أجل لبنة في بناء مجتمع نرجو أن يكون في المقدمة؛ فالخير في أمة سيدنا محمد إلى يوم القيامة.

 

وأخيرًا: وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وأدعو الله أن يلم شمل أسرتكم الكريمة

 

 

.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..