اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

مفارقات بين ذبائح المؤمنين وذبائح المجرمين

Recommended Posts

مفارقات بين ذبائح المؤمنين وذبائح المجرمين

 

 

ikh20.jpg

 

في عيد الأضحى نصل الماضي بالحاضر بالفرحة؛ امتثالاً لأمر الله عز وجل في هذه الأبوة الحانية التي انتظرت طويلاً أن تجد لها ولدًا يافعًا يسعى معها في رفع القواعد من البيت، وتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود، والدعاء المستفيض: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: من الآية 127).

 

 

لكن البلاء العظيم ينزل على هذا النبي الرسول الخليل إبراهيم عليه السلام أن يذبح ولده، ولم يشأ أن يأتي إلى ولده نائمًا فيذبحه، أو من وراء ظهره فينحره، لكن جهد البلاء مع عظمة الإيمان وروعة الأسلوب تجلَّت حينما ذهب إلى ولده من وجهه محاورًا إياه في حوار فريد قائلاً: (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ) (الصافات: من الآية 102)، والأصل أنه لا رؤية ولا تشاور فيما أمر الله تعالى، والواجب هو تحقيق المناط بعبارة الأصوليين، أو تنفيذ الأوامر بعبارة الإداريين، لكنه حاور ولده بلغة المربين، فإذا بالولد عند أرقى مستوى من حسن الظن به؛ إذ يقول لأبيه: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: من الآية 102).

واستسلما جميعًا لأمر الله في موقف يخطف القلوب، ويأسر النفوس أمام هذه القوة الإيمانية التي يستجمع كل من الأب والابن أقصى قوته في الامتثال لأمر الملك سبحانه، وبدأ بالفعل يسنُّ السكين، وتلَّه للجبين، وعلى رقبة ولده بدأ يحزُّ السكين، لكن رحمة الله قريب من المحسنين، فجاءه النداء العلوي من الرحمن الرحيم: (يا إبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (الصافات: 105)، ولأن الله تعالى هو البرُّ الكريم، والبلاء جدُّ عظيم، فقد جاءت جائزة أخرى لإبراهيم واسماعيل وللأمة كلها من بعدهم، فالفداء لإسماعيل، والرحمة بإبراهيم جاءت من رب العالمين بهذا الخطاب الرباني الرصين: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات: 107).

 

 

فالله جل في علاه هو الذي يفدي عبده إسماعيل، ويرحم خليله إبراهيم، وصارت ذكرى تتجدد بمقاصدها العليا في ذبح الأكباش والأضاحي تقربًا إلى الله عز وجل، وتوسعةً على الأهل والأصدقاء، وتفريجًا على المساكين والفقراء، وتذكيرًا بأرقى معاني الفداء، والامتثال لأمر الله مهما اشتدَّ البلاء، فصار الهَدي من مناسك الحج، والأضحية من مناسك الأمة، وعمَّت الفرحة الأرض بهذا العجّ تلبيةً، والثج تضحيةً، ويعود هؤلاء المؤمنون الذين ساقوا الهدي أو ذبحوا الأضاحي راضين مطمئنين إلى الأجر والثواب من رب العالمين.

 

 

أما اليوم.. وما أدراك ما اليوم؟! فقد كان العيد في سوريا مختلفًا عن كل الأعياد، والبلاء في سوريا أشد من كل بلاء؛ حيث تواردت الأخبار عن هذه الأنهار من دماء الشرفاء، الذين ذبحهم النظام المجرم ليس نظام بشار وإنما نظام الجزار، وفي رابط هذا الفيديو- في هامش المقال- أرجو من كل قارئ أن يتوقف قليلاً ليرى بعينيه ماذا يفعل شبِّيحة النظام بأهلنا في سوريا وشبابنا في الشام، وأرجو أن تستبعدوا الأطفال وضعاف القلوب من رؤية هذا الفيديو الذي يستدعي إلى الذاكرة صورة الفرعون وهي تتكرر في القرن الحادي والعشرين في أرض الشام؛ حيث قال تعالى عن فرعون مصر: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (البقرة: 49).

 

 

والعجيب في صياغة القرآن أن الأمل في النجاة من نظام الفرعون قد جاء قبل الخبر بتذبيح الأبناء واستحياء النساء، كما أن التشديد في لفظ "يذبِّحون" لم يأت في القرآن كله بهذا التشديد في سور: (القصص4، والبقرة49، وإبراهيم6)، إلا من الفرعون مع قومه، الذي يدل على الغلظة والقسوة والتقييد للأشخاص، والقهر لهم ثم ذبحهم كما تذبح النعاج من الوريد إلى الوريد، وتأتي آية واحدة من سورة الأعراف بقوله تعالى: (يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ) (الأعراف: من الآية 141)، بالتشديد أيضًا؛ مما يدل على أن القتل ذبحًا لا يروي ظمأ المجرمين، وإنما الإمعان في تقطيع الأطراف قطعًا وتمزيق الجسد إربًا تمامًا كما يفعل مجرمو سوريا الآن؛ لأن قلوبهم قد ماتت، ومشاعرهم قد تبلَّدت، وإنسانيتهم قد غارت، وبشاعتهم قد فارت، ونذالتهم قد ثارت.

ففي هذا الفيديو يقوم عملاء النظام وشبِّيحة جزار الأسد بإمساك شابين في ريعان الشباب، ويضجعانهم كأنهم خراف، ويأتون بسكين كبيرة على رقبة الضحية المسكين، ويحزَّان الرقبة بالسكين، ويفور الدم لكن الجزار ميت القلب لا يتوقف حتى يفصل الرأس تماما عن الجسد، ثم يرمي الرأس بعيدا عن الجسد كأنه يرمي طوبة أو حجرا، فأين ضمير الأمة؟! وأين مشاعر العلماء؟! وأين موقف الحكام والأمراء؟! وما معنى الصمت على هذا الإجرام إلا الفسوق عن أمر الله، والتجرد من أدنى درجات الإنسانية، وإذا كان عالم الشهادة بشعًا في رؤية هذا المنظر الرهيب، فإن عالم الغيب يرطب القلب لأهالي الضحايا أن الشهيد لا يجد من ضربة السيف إلا كمس القرصة، ولا يضرُّ الشاة سلخها بعد ذبحها كما قالت السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق لولدها عبد الله بن الزبير في مواجهة جزار بني أمية الحجاج بن يوسف، الذي تجاوزه جزار بني الأسد حتى نكاد أن نقول:

رب يوم بكيت منه فلما مضى بكيت عليه

 

 

 

إنني أرسل هذه الصرخة إلى العلماء أولا الذين استحفظهم الله كتابه، فإما أن تكونوا ربانيين بتبليغ الرسالة وحمل الأمانة، أو تكونوا ملعونين بكتمان الحق وخذلان المستضعفين، كما أرسلها إلى الحكام والأمراء الذي يجلسون على كراسي من ذهب، وتعاملوا مع الثورات العربية وجرائم قادتها وموقفهم كما قال تعالى: (يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا) (الأحزاب: من الآية20)، وأما الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم ممن بقيت فيهم مشاعر إنسانية فيجب أن نتخلى عن العضوية في "حزب الكنبة" وهو وصف مصري لهؤلاء الذين يشجعون الثوار من فوق الكنبة يجلسون عليها طويلا، يتابعون الأخبار وأمامهم أنواع عديدة من "اللب والسوداني والياميش والفِشار" فتدخل الأخبار مع الفشار تسلية وتخلية لا مناصرة وتحلية.

إنني أدعو بكل قوة الشعوب التي حرَّرها الله في تونس ومصر وليبيا أن تؤدي الدَيْن الإنساني والإسلامي والعربي والأخلاقي نحو هذا الشعب الأبيِّ في سوريا الذي يتلقى هذا الذبح في الأعياد وغيرها، وهذا الهتك لأعراض بناتنا حيث يتناوب العديد من الأوغاد على البنت البكرية، أو الزوجة العفيفة، أو الأم الضعيفة ثم يقطعونهن قطعا ويسلِّمون الأشلاء إلى أسرهن إمعانا في النكاية بهم.

 

 

 

يا قادة الأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية لم يعد سائغا أن نصمت عن جرائم جزار سوريا وجيشه وشبِّيحته، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي: (المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه)، فلا تخذلوا إخوانكم وأخواتكم في سوريا ولا تسلموهم إلى جزار الأسد وزبانيته.

 

(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء: من الآية 227).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..