اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
نـــــــــــور

لسانـ ــي يشكــو ... و قرر السكــ ــوت..

Recommended Posts

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

.

.

.

 

أطفات أنوار المنزل دقت الساعة بمنتصف الليل ، الجميع نائمون

إلا هي ظلت مستيقظة وإن انتهت من مكالمتها مع صديقتها حتى همت لتضع سماعة الاذن وتدندن بعض الاغاني فصرخ فيها صوت يقول: كفى كفى أما آن لتكفي عن ما تدندنين به

لماذا جعلتيني وسيلة لكسب السيئات ؟

لماذا جعلتيني أول أبواب الشيطان إليكِ؟

ما ذنبي ما ذنبي؟

تنطقين بالفحش ليل نهار وتتدخلين فيما لا يعنيك وتقعين في الاعراض؟

انا أظل المتهم ؟

أما آن لتعطيني فرصة للنجاة فأنا لم أذنب في حقكِ بل انتِ من أذنب في حقي؟؟

قالت الفتاة : من أنت ؟

قالأنا لسانك وقد سئمت العيش لأني لست في طاعة الله

قالت : لا أفهمك ما مشكلتك إذن ؟؟

قال:انا أحد الابواب الستة التي يدخل منها الشيطان إلى القلب لإفساده

لا بل أنا البوابة الأولى قال الحكماء:(مثل القلب مثل البيت له ستة أبواب ، ثم قيل لك : احذر أن يدخل عليك من الابواب فيفسد عليك البيت ، فالقلب هو البيت و الابواب هم اللسان والسمع والبصر والشم واليدان والرجلان فمتى انفتح باب ن هذه الابواب بغير علم ضاع البيت ؟)

أنا الذي به تثرثرين و به تكذبين و تسبين و تنمنمين ولا بأس في أن تستخدميني في الغيبة ووقوعك في اعراض الناس

أنا الذي تندنين به الاغنيات وتنشرين الاخبار والشائعات في كل مكان هنا وهناك

 

ولكن هيهات أن أكون أنا من أنا الذي تذكرين الله به كثيرا

 

تدعين الله بكرة واصيلا

 

وتتلوين به القرآن وتقفين عند المنكر و لا تنطقين إلا بما يرضي الله و رسوله

 

لذلك فقد قررت السكوت...!

 

سكتت الفتاةثم قالت باكية نادمة:لم اكن أعرف كذلك

كنت غافلة ولم أكن أشعر أن قلبي قد قسا

وأنك كنت من السبل التي كانت سببا في قسوته

يالله اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا أمتك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت

اعوذ بك من شر ما صنعت وابو ء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

 

****************************************

 

 

إن الوقاية خير من العلاج كما قيل فدعونا نتحدث عن ذاك القلب واللسان

قال ابن الجوزي (اعلم أن الجوارح كالسواقي توصل إلى القلب الصافي والكدر ، فمن كفها عن الشر جلت معدة القلب بما فيها من أخلاط فأذابتها و كفى بذلك حمية فإذا جاء الدواء صادف محلا قابلا ، ومن أطلقها في الذنوب أوصلت إلى القلب وسخ الخطايا وظلم المعاصي لما وضع الدواء كان بينه وبين القلب حجاب )

 

لذلك حتى نطهر القلب يجب أن نطهر الجوارح من اشغالها بغير الطاعة

حتى لا يصب القلب بالسرطان بعدما تراكمت الذنوب والخطايا يوما بعد يوم

 

ومع هذا أقول إن محاولات الشيطان للسطو على قلبك ومحاولة افساده

ما هي إلا شهادة لكِ لا عليكِ لأنها دلالةعلى أن هذا القلب يحتوي من الخير الكثير

وما يحتاج إلا لعملية بسيطة للتطهير

ولنبدأ التطهير بأول باب وهو ~اللسان~

 

أنه اسهل باب يرتاده الشيطان في اليوم أكثر من مرة ،

لأنه أكثر الاعضاء عملا واكثرها شغلا و اقلها تعبا

لذلك لا يجب أن نغيب عن حراستنا لهذا الباب

قال الرسول صلى الله عليه و سلم (أكثر خطايا ابن ادم في لسانه )

و قال الرسول أيضا ( لا يستقيم ايمان العبد حتى يستقيم قلبه لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ...)

فإيمان العبد مرتبطا ارتباطا وثيقا بلسانه

 

 

و قال الرسول صلى الله عليه سلم :(إذا اصبح ابن ادم فإن الاعضاء كلها تكفر اللسان فتقول :اتق الله فينا فإنما نحن بك ،فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا )

ومن هنا يوضح أن للسان أهمية كبيرة و صلاحه من صلاح الاعضاء و فساده من فساد ها

قال أبو يحيى مالك بن دينار (إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك ورحمانا في روقك فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك)

سبحان الله هذا اللسان يمكن أن يكون سببا في حرمان العبد من الخير الكثير الذي اهداه الله له

بل وسببا في دخول النار

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار)

 

ياالله رحلة في النار تمتد إلى سبعين خريفا في النار بسبب كلمة

 

كم من كلمات نخرجها دون ان نعطي لها اهتماما و كم تكلمنا عن اشخاص بالسوء في غيبتهم

 

اللهم اهدنا و ثبت قلوبنا و السنتنا على طاعتك

 

 

أخية انظري إلى هذا الحديث الذي يقارن بين جزاء الكلمة الطيبة و الخبيثة

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله و ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله عز وجل له بها من رضوانه إلى يوم القيامة وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله و ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عزوجل عليه من سخطه إلى يوم يلقاه)

لم يكن الرسول ينطق إلا حقا ولم يكن يعظم شيئا إلا إذا كان خيرا فقد قال الرسول (الكلمة الطيبة صدقة )فلا تبخلي غاليتي بها

 

الرسول صلى الله عليه و سلم فرض علينا الصمت إذا احسسنا اننا سوف نخطئ

فقد قال :(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )

 

إن هذا اللسان اختي ماهو إلا طريق لخروج ما يحويه القلب خيرا كان أو شرا

وهو وسيلة لمعرفة حال القلب و علاقة العبد بربه

قال يحيى بن معاذ:(القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها وغارفها ألسنتها

فانتظر الرجل حتى يتكلم فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من بين حلو وحامض وعذب واجاج

يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه )

 

تحذير جاد غاليتي

 

عندما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين أن صفية قصيرة فحذرها الرسول من خطورة هذه الكلمة فقال لها : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)

أختاه إنها عائشة أحب الخلق إلى رسول الله فما بالك نحن ؟

 

أختي الحبيبة / إن طهارة القلب تأتي من كلمة

لذلك فإن رحلة التغيير تبدأ باللسان و ليس العلاج في الصمت بل التحدث في الخير

فلا ينزع الخبيث من القلب إلا الطيب

لذلك قال الشاعر :

عود لسانك نطق الخير تحظ به

إن اللسان لما عودت معتاد

موكل بتقاضي ما سننت له

فاختر لنفسك وانظر كيف ترتاد

 

لكن السؤال هل القرآن و الذكر فقط تشفي الصدور ؟؟؟؟؟

 

انها تشفي بالطبع لكن الكلمة لا تقتصر على ذلك

 

بل اي كلمة تصلح بين متخاصمين

 

اي كلمة تكشف حقا او تدحض باطلا

 

ترشد حائرة او تهدئ غاضبة

 

او تواسي مكروبة او تنصر مظلومة

 

او تهدي عاصية او تثبت ايمان مسلمة

 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :( افضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان )

 

أختاه حاسبي نفسك دائما فقد قال بلال بن أبي رباح : إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ماعدا كتاب الله وأمر بمعروف أو نهي عن منكر

 

أو تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها أتذكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين و عن الشمال قعيد و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

 

أما تستحي لو نشرت صحيفة التي أملي صدر نهارهو ليس فيها شئ من أمر آخرته )

 

 

اختاه !

 

لا تكثري الكلام حتى لو في المباح لأن كثرته تؤدي ربما إلى الحرام لأن الشيطان مهمته التي يسعى اليها هي استدراجك من باب الحلال إلى الحرام

انتبهي الى ما قاله النبي : إن أبغضكم إلي و ابعدكم مني مجلسا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون

 

الثرثارون :هم من يكثرون الكلام فيما لا ينفع

المتفيهقون :من يدعون الفقه و الفصاحة

المتشدقون : هم الذين يتحدثون دون احتياط في الكلام

 

قال عمر رضي الله عنه :(من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن حياؤه قل ورعه

ومن قل ورعه مات قلبه )

 

واحذري كل الحذر من التدخل في شئون الغير

 

لأن الرسول قال (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )

 

و ابتعدي عن مقدمات الذنوب

فمن مقدمات الذنوب اصدقاء السوء فابتعدي عنهم فهم اول من يشدونا إلى المحرمات

 

وما بقي لي من الكلام إلا ان أقول :

 

أخية صوني لسانك لينتعش قلبك و يصفو إيمانك و تعيشي سعيدة

 

وتظفري برضا الله و بجنته

 

 

قال الشاعر :

اقلل كلامك و استعذ من شره

إن البلاء ببعضه مقرون

احفظ لسانك و احتفظ من عيه

حتى يكون كأنه مسجون

وكل فؤادك باللسان وقل له

إن الكلام عليكما موزون

 

ومن هنا : يجب ان نقف وقفة جادة مع أنفسنا

 

و نعلنها توبة من أي ذنب يرتكبه اللسان

 

وإن أخطانا نستغفر الله بسرعة

 

حتى لا يقسو هذا القلب المؤمن أبدا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..