اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

ماذا أختار.. الإهانة وأمومتي أم طلاقي وأنوثتي؟!

Recommended Posts

ماذا أختار.. الإهانة وأمومتي أم طلاقي وأنوثتي؟!

نور- مصر:

أنا متزوجة منذ سبع سنوات، وأم زوجي تهينني وتسبني بأمي وأبي، وتلفق لي أمورًا لم تحدث، وتفتري عليّ كذبًا، ثم بعد ذلك تفضحني عند كل الناس وتشوه صورتي وتشتكي مني!!

وأشهد الله أني لم أفعل لها أي شيء، فأسمع الكذب والافتراء وأصمت، وأسمع شتيمة أمي وأبي المتدينين وأصمت، ولم أشتكى لهما كي لا أضايقهما بهمي، وهذا شيء بسيط، فزوجي يشاركها إهانتي أمام الناس، ويبين دائمًا للناس أني رخيصة ليس لي أو لكرامتي أي ثمن!!

وهذا أيضا شيء بسيط، فزوجي لا يصلي إلا نادرًا، ويرتكب جرائم في علاقتنا يعاقب عليها الشرع بالرغم من مقاومتي الشديدة له، تحملت كثيرًا من أجل أبنائي؛ ولكن الآن صحتي لم تتحمل ومرضت، وكلما فكرت بالطلاق يعتصر قلبي إذا تخيلت نفسي سأبعد يومًا عن أولادي.

يجيب عنها: الدكتور أسامة يحيى الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين)

حمدًا لله حمدًا كثيرًا يوافي نعمائه وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين... وبعد

لقد تدنت العلاقة بينك وبين زوجك خلال سبع سنوات إلى مستوًى مزرٍ للغاية، فأمه تهينك وتسبك وتدعي عليكِ ما ليس بكِ، وهو يهينك بينك وبينه ويشترك مع أمه في إهانتك أمام الناس، وأنك عنده رخيصة، ولا كرامة لك... مسلسل لم يبدأ فجأة، بل بالتأكيد بدأ بالتدريج، ثم تصاعدت وتيرته إلى الحد الذي وصفتيه... إنه مسلسل تسرب إلى بيتك خلسة، بدأ صغيرًا وزحف حثيثًا فتفاقم سريعًا وآلم طويلاً... مسلسل وصل إلى مستوى يصعب تحسينه إلا بتضحيات جسام.

إنه مسلسل إهانات يصعب وجوده إلا إذا كان لك نصيب في وجوده. تغلفت بداية هذا المسلسل البائس الأليم بالحب أو الخوف أو التعود... فإن كنتِ يا ابنتي تحبينه في البداية فقد جعلك الحب تصبرين زمنًا على تجاوزاته وإهاناته وندرة صلاته، وعندما خفت حبك له وخبا فاحت رائحة التجاوزات والإهانات الكريهة ففقدت صبرك ونفدت صحتك... وإن كنت تخافين منه منذ البداية فالخوف منعك من مجرد الاعتراض على تجاوزاته وإهاناته وندرة صلاته، حتى إذا ما تفاقمت كسرت حواجز الخوف معترضة فتعبت ومرضت وأغمي عليك.. وإن كنت معتادة على الإهانة منذ صغرك فالتعود على الإهانات جعلك لا تنظرين إليها على أنها أمر لا إسلامي ولا أخلاقي، حتى إذا ما فاقت الحدود وحاصرتك في نفسك ووالديك والناس من حولك التفتِّ إلى أولادك تدفنين فيهم نفسك وتخافين أن تفقديهم كآخر خيط يربطك بقايا بيتك المتداعي ... مسكينة أنت حقًا يا ابنتي.

فلنستعرض أولاً دورك أنت فيما آل إليه حالك... فأنتِ يا ابنتي هنتي على نفسك فهنتي على غيرك... فمن يهن يسهل الهوان عليه... أنتِ يا ابنتي لم تكرمي نفسك فلم يكرمك غيرك... أنتِ يا ابنتي وقفتي وحدك بلا رجل كبير لتحلي مشاكلك القاسية هذه مع زوجك الرجل، فنلت ما نلتيه من إهانة وإذلال.. ولا أريد هنا أن أجلدك وحدك، فلست وحدك المتسببة في هذا الوضع، ولكن من المؤكد أن البداية كان ينقصها أركان البقاء والنماء وشابها الكثير من الأخطاء.

نقصك منذ البداية يا ابنتي انتزاع الاحترام من زوجك... فالاحترام يُنتزع ولا يوهب، وانتزاع الاحترام لا يأتي قسرًا أو قهرًا ولا صراخًا أو غضبًا، إنما يأتي بأداء واجباتك كزوجة وشريكة حياة، وطاعة زوجك فيما يرضي الله، والقيام على خدمته، والوفاء بحقه في الفراش، واستخدام أسلحة الأنثى التي لا يقوى رجل على مقاومتها من دلال ورقة وتصنع وغيره في الولوج إلى قلبه وعقله والوصول إلى مرادك منه.

نقصك منذ البداية الوقوف منذ اللحظة الأولى موقفًا حازمًا حاسمًا أمام انقلاب فطرته.. فإن رفض وصمّم على ذلك فستجدين من الكبار من يحكم بينك وبينه ويردعه بما هو أهله.. ولا يجوز لك أن تطاوعيه على هذا الفعل إلى أبعد حد.. ربما كان حبك له سببًا في هذه التنازلات فشجعتيه على المضي فيما يفعل، ولكن حبك لله كان يجب أن يكون الأوفر... وربما خوفك منه أرغمك على طاعته، ولكن خوفك من الله كان ينبغي أن يكون الأكبر.

نقصك منذ البداية حضّه على إقامة الصلاة ودفعه إلى الحرص عليها والعمل على تقوية إيمانياته، فمن لا يخاف من الخالق لا يؤتمن على المخلوق.. فادفعي إليه بالإحسان واجذبيه إلى صحبة صالحة من جيرة أو قرابة ولا تألي جهدًا في هذا الجانب عسى الله أن يرقق قلبه ويصلح أمره على يديك فيكون لك الثواب العظيم والأجر الكبير إن شاء الله.

غاب منذ البداية تأثير الكبير وقوة الكبير وعقل الكبير وحكم الكبير، فوقفت وحدك متحملة إهانات زوجك وأمه وتنكيله بك أمام الناس وحطّه من شأنك وإجبارك على ممارسة جنسية محرمة تسبب لك الإغماء.. فلا بد وأن تشركي معك في مشكلتك رجلاً كبيرًا كأب أو عم أو خال أو أخ أو تستشيري متخصصًا خبيرًا يقف بجوارك زاجرًا ناصحًا داعمًا مدافعًا مؤيدًا... فأنت كأي فتاة أو سيدة لا تستطيع وحدها أن تقف أمام هذا الطوفان من الإهانة والامتهان، وإلا ستنتهي كما انتهى بك الأمر إلى عافية آفلة وأمراض مقبلة... فأنت كأي فتاة أو سيدة لا بد لها من رجل كبير أمين راجح الرأي مسموع الكلمة ترتكن إليه في مثل هذه المواقف.

إن تصرفك النبيل بعدم شكواك لوالديك حتى لا يتضايقا وينشغلا بهمومك قد لا يكون الأصوب رغم أنه الأجمل، فكثيرًا ما ترفض المرأة شكوى زوجها لكبير بعائلتها تحت دعاوى كثيرة ناسية أن حل المشاكل من وظائف الكبير وواجبات الكبير ومهام الكبير، وأن استقرار بيتها قد يحتاج إلى مَن ينصح ويصوب ويؤنب ويعاتب ويعاقب حتى تستقيم الأمور، ولو أن بيتًا خلا من تدخل كبار لإصلاحه لكان بيت النبوة وهو الأشرف والأتقى والأروع أولى البيوت بذلك، ولكن حدث به ما يحدث في بيوت الناس ليعلم الناس ماذا يفعلون عند مثل هذه المواقف.

والواقع يقص علينا أن هناك من الآباء من تحول طبيعته الجافة وأداؤه القاصر دون شكوى بناتهن من أزواجهن لهم، كما أن هناك صنفًا آخر من الآباء يتدخل برعونة أو جهل أو سذاجة فيفسد قاصدًا الإصلاح أو يبطش باغيًا الانتقام.

وفي هذه الحالة يجب استشارة الخبراء والمختصين في الإرشاد الأسري لوضع الحلول وإزالة المشاكل.

نقصك منذ البداية يا ابنتي أن تتعلمي التعامل مع حماتك وطبيعة حماتك بطريقة ترضي الله.. والواقع يقصّ علينا أن هناك بعض الحموات يصعب جدًّا التعامل معهن لدرجة تقرب من المستحيل، وهنا يأتي دور الزوج ابن هذه المرأة ليكون رمانة الميزان التي تضبط إيقاع العلاقة بين المرأة وحماتها.. وبما أن دور زوجك كما وصفتيه ليس إيجابيًّا بل على العكس تماماً فأمسى دورك أنت- الذي نتحدث عنه- هو الإحسان والإحسان فقط... إحسان إلى حماتك رغم إساءاتها المستمرة لك... إحسان إليها ولو لم تتغير هي إلى الأفضل بالسرعة المطلوبة... إحسان إليها ولو تأخر رضاها عنك سنوات... فالإنسان أسير الإحسان... ولو بعد زمان، وسيدور الزمان بعجلته وستعلم الأيام هذه السيدة أن خير من تعرفه هو أنت وخير من تعامله هو أنت لأن أغلب من حولها عنها سينفض وأن الأمراض ستتكالب عليها وتنقض، وستظلين أنت بجوارها لرعايتها والاهتمام بها.. هكذا تخبرنا الأيام وتؤكدها الوقائع وتثبتها الأحداث.

يا ابنتي... لقد خبت أنوثتك وازدادت على حسابها أمومتك... خبت أنوثتك فتحملت الكثير حتى ذهبت العافية.. وازدادت أمومتك فرفضت الطلاق حتى لا تبتعدي عن أولادك.. فأوجد ذلك صراعًا بداخلك بين أنوثة ذابلة وأمومة متنامية.. وهذا شأن كل من أهدر زوجها أنوثتها فالتفتت إلى أولادها لتفرغ فيهم عواطفها وتنشب فيهم أمومتها... إنه صراع بين الأمومة والأنوثة فإذا ما نشب كانت ضحيته المرأة... صراع يمزقها ويشتتها ويقضي على أحد وجهي جمال المرأة وروعة المرأة... يقضي إما على الأمومة أو على الأنوثة... ولن تعيش المرأة في راحة بال واستقرار نفس إلا إذا وازنت بين أنوثتها وأمومتها.

فالتفتي يا ابنتي إلى صوت الأنثى بداخلك ولبي نداءها الساحر واهتمي بصحتك وزينتك وبسمتك وهيئتك، فأنت لا تحيين من أجل رجل تزوجتيه ولا حتى من أجل ولد أنجبتيه، إنما تحيين من أجل مرضاة خالقك عز وجل ومن أجل أن يراك تشكرينه في صحتك كما تشكرينه في صلواتك وتحمدينه في أنوثتك كما تحمدينه في يومك وليلتك وتسبحينه بإراحة زوجك ورعاية ولدك كما تسبحينه في غدوتك وروحتك... بهذا يكون العيش وبذلك تكون الحياة... ثم سينصلح بعد ذلك كل شيء بإذن الله.

أما دور زوجك فمحوري في استواء الأمر، فالرجل الذي يهدر أنوثة زوجته بالإهانة والتقليل من الشأن ونزع الكرامة وقلة الاحترام يكن هو الخاسر الأكبر، لأن زوجته ستميل إلى غير ما يرضيه... ستميل إلى كونها أمًّا لها أولاد وتتناسى أنها أنثى لها زوج... إن أحد أهم أدوار الزوج هو إنعاش أنوثة زوجته بالكلمة الحانية والبسمة الوضيئة والهدية الخالصة والمداعبة الدفيئة والاحترام والإكرام.

وأقول لهذا الرجل الذي يدأب على إهانة زوجته في كل مناسبة وعند كل موقف: كيف تناسيت أنك راعٍ وأنك مسئول عن رعيتك أمام الله تبارك وتعالى وأن زوجتك تقف على قمة رعيتك؟!، كيف تسوّل لك رجولتك أن تهين شريكة حياتك ليس فقط بينك وبينها بل وأمام أمك وسائر خلق الله وكأنها ذبيحة تسعد برؤية دمائها تنزف؟!.. أمِنَ الرجولة والفحولة أن تهينها صباحًا لتعاشرها في دبرها مساءً؟!... أَمِنَ الرجولة إهدار كرامتها أمام الناس مفرقًا بين كرامتك وكرامتها معتقدًا أن سمو كرامتك سيزداد على جثة كرامة زوجتك؟!... وما على هذا يكون تصرف الرجل ولا أخلاق الرجل، لأن كرامة الرجل من كرامة امرأته!!.

ويجب على الرجل منذ بدء حياته الزوجية وضع اتفاقيات مع زوجته حول شكل العلاقة بينها وبين حماتها وطبيعة هذه العلاقة وقدر تدخلها وتداخلها في حياتهما... يجب على الرجل أن يرسم الحدود بما لا يتعارض مع برّه بأمه وإكرامه لزوجته مراعيًا أنهما من النساء اللائي لهن طبيعة ونفسية تختلف تمامًا عن طبيعته ونفسية الرجل... يجب على الرجل أن يكرم أمه ويحضّ زوجته على إكرامها بضرب المثل لزوجته في إكرامه لأمها... يجب على الرجل أن يذود عن زوجته ويحميها من الأضرار حتى لو صدرت من أقرب الناس إليه... يجب على الرجل أن يقي بيته الفتن ويفعل ما يصلحه ويحافظ عليه... وغير ذلك كثير من واجبات الرجل.

يا ابنتي... لقد وصلت حالتك إلى مستوى خطير يحتاج إلى تدخل كبير أو خبير... يقف بينكما... يسمع ويفكر ثم يحكم... كبير أو خبير يرسم لكما الحدود ويعيد توزيع الأدوار ويحدد لكما المهام ويغلق صفحات الماضي القاتمة، ويبعث الحياة فيما فقدتيه من مكانة واحترام ويزيل أسباب الحرمان من الراحة والوئام ... وهذا أصعب ما في الأمر.

إنك يا ابنتي في حاجة إلى عقد اتفاق مع زوجك ليشمل كل مناحي حياتكما ليضخ الهواء في رئتها لتدب بها الروح مرة أخرى... اتفاق يقوم على احترام أنوثتك وتقدير رجولته... اتفاق يقوم على مراعاة إمكانيات وقدرات واحتياجات كل طرف... اتفاق تحقق به آمالكما معًا وأحلامكما معًا... اتفاق يستنقذ الأعصاب من الانهيار والبيت من الدمار... اتفاق يحضره الكبار ويعقده معكما الكبار ويشرف على تنفيذه الكبار ويقوّمه الكبار ويستدركه الكبار ويتابعه الكبار.

والله أسأل أن يزيل عنك الغمة ويبدل حياتك إلى أفضل حال... آمين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..