ohabo raby 87 قام بنشر February 3, 2012 مدخـــــــــــل .. مهما خسرتَ من الأشياء ومهما اكتشفتَ من الأشياء فقدرُك أن تعيش في زمانٍ كلُّ ما به ممكنٌ و جائزٌ و معقولٌ.. كيف نتخلَّص من الذِّكريات المؤلمة..؟ ما مِنْ شخص إلا و له ذكريات منها المؤلم الذي لا يحب تذكُّره ومنها الجميل الذي يعشق تذكره دائمًا. ومن الذكريات المؤلمة "المفجع" الذي إنْ جاء على الخاطر ترك أثرًا لا يمحوه غير النِّسيان ، والسُّؤال الأهمُّ الذي يراود قرَّاء هذه السُّطور ، هو : كيف يتخلَّص منها الإنسان ، خاصَّة و أثرها عميقٌ شاخصٌ في حياة المرء ، ويكاد يعكِّر عليه صفو الحياة وحلوها .. يقول المتخصِّصون في علم النفس: إنَّ مجرَّد تذكُّر الحوادث المؤلمة في الحياة ، سببٌ كفيل للقضاء على ما في هذه الحياة من حلاوة و طلاوة ، فضلا عن معايشة المنغِّصات اليوميَّة الرتيبة. وحول ذلك يقوم أساتذة الطِّبِّ و المتخصِّصون في تدريب بعض مرضاهم على تذكر الأيام الحلوة في حياتهم وتتبُّع هذه الذِّكريات عبر العقل الباطن ، كما يقومون بتدريبهم على تذكُّر الأشخاص الذين يجمعهم بهم ذكريات "ممتعة"، حتى يتمَّ محاصرة كلِّ الذِّكريات "السَّيئة" والتي من شأنها تنغيص حياة الإنسان. يقول الفيلسوف الفرنسي "رينيه ديكارت" ساخرًا من أخطاء الإنسان التي تسبِّب له الذِّكريات "المملة"و"المؤلمة" في حياته: "لماذا يرتكب المرء الأخطاء ذاتها التي يرتكبها مرارًا وتكرارًا رغم أنه يستطيع ارتكاب غيرها" حديث الفيلسوف الغربي لم يكن فكاهة ، فغالب البشر يفضلون الاستمرار في تجرُّع الألم الذي يعيشونه على نبذ الألم نفسه ، حيث إنَّ نبذ هذا الألم قاسٍ ومفجع للنفس ، لما يحمل من ذكريات صعبة ، كما أنَّ محاولة البعض التخلُّص من آلامهم تكسبهم صفة الضَّحيَّة التي دائمًا ما يحاولون الهرب من نيرانها. و بعض مفكِّري الغرب يدعون لتذكُّر الماضي .. فلماذا ؟ فها هو المفكر الإسباني "جورج سانتايانا" يقول: "منْ لا يتذكَّر الماضي سيكرِّره بالتأكيد"، بالطَّبع بكل ما يحمل هذا الماضي من مآسٍ ومصاعب.. وحتى يمكن معالجة ذلك ينصح المتخصصون بالتالي : - بتعزيز الثقة بالنفس حتى يمكن التغلب على كل المآسي والصِّعاب التي يمرُّ بها الإنسان ولا ترضيه، وبالتَّالي يكون لذلك فرصة يتحرَّر فيها المرء من أنماط حياتية تكاد تقضي عليه إنْ لم يقمْ بتدريب نفسه على التخلُّص من تلك الذِّكريات المؤلمة. - علينا الاجتهاد لنكتسب القوة والقدرة لمتابعة حياتنا دون أن نجعل تلك الذكريات بحلوها أو مرها هي نقطة النهاية التي نقف عندها عاجزين عن الاستمرار والمتابعة . - رمي الأحزان خلف ظهورنا، وعدم البكاء عليها والتوقف عندها لفترة طويلة، بل على العكس من ذلك، علينا دائماً أن نتذكَّر أنَّ هناك أملاً وحياة تستحقُّ أنْ نعيشها، وأنَّ الغد لا بد وأن يكون أفضل وأكثر فرحاً وسعادة، فالأمل هو مفتاح البقاء و بداية الهناء . - ولا بد لك من البحث عمن نشكو له همومنا، ونفضفض إليه بجراحنا ، حتى نتخلص من كبتها بداخلنا ونتحرر من سيطرتها علينا، وعندها نستطيع الاستمرار، لا تفكر بأن حزنك هو ملك لك وحدك، ولا يهمُّ أحداً غيرك، فمشاركة الآخرين لك أحزانك وآلامك هي خطوة إيجابية في طريق التخلص من همومك وذكرياتك. - أن الحياة لا تخلو من الآلام، ولكـل حزنه وذكرياته المريرة، فالحــياة بطبـيعتها عـبارة عن ضحكات ودموع ، وهذا هو حال الجميع ولست وحدك من تعيش ذلك ، كما أنه لا بد وأن يكون هناك آخرون يعــيشون ظروفاً أقسى وأشد حزناً وهماً من ظروفك، فمن رأى هموم الناس، خفت عنه همومه، وعندها اشكر الله، واقبل واقعك وحياتك التي لا بد أن تكون أفضل من حياة آخرين، ولكن لا تبحث عمَّن هم أكثر حظاً منك وتقارن حياتك بحيواتهم، وتعلم دائماً البحث عمَّن هم أقلّ حظاً منك وأكثر هماً وحزناً لتحقق ذلك .تذكر أنَّ عثرات الماضي هي نقاط قوة للمستقبل . مخــــــــــــــــــرج الإبرة على حدَّتها لا قيمة لها بدون خيط , والخيط على وهنه إلا إنه يرقع الثّقب ! و مابين الوهَن والحدَّة .. وخزٌ مؤلم كفيل بِـربط المربوط بالمربوط به , وبطل الحكاية : رقعة الثوب .. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر