اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

أمين "العدالة والتنمية" الإريتري: العرب تركونا فريسة للصهاينة

Recommended Posts

أمين "العدالة والتنمية" الإريتري: العرب تركونا فريسة للصهاينة

 

 

 

 

- نظام أسياس أفورقي أشد قهرًا من مبارك وبن علي

- النظام يشن حربًا على كل ما يمت للعربية والإسلام

- نصف الشعب الإريتري يعيش في الشتات

- نسعى جاهدين للانضمام للجامعة العربية

حوار أحمد هزاع وأحمد جمال:

الخليل محمد عامر الأمين العام للحزب الإسلامي للعدالة والتنمية بإريتريا، ولد بمدينة أغردات بإريتريا وخرج صغيرًا من بلاده منذ عقود في موجة النزوح الأولى وأنهى تعليمه بدراسة الشريعة والقانون ولم يتمكن من العودة حتى اليوم، لكنه لم يتوقف عن مواجهة الظلم الذي يعاني منه شعبه وحمل هم التغيير على كتفه في المنفى؛ حيث يقيم بالسودان.

انخرط في الحركة الإسلامية الإريترية من خلال حزب العدالة والتنمية الإسلامي حتى وصل إلى منصب الأمين العام، أول ما يطلبه لشعبه المحاصر بالجوع والمرض هو السماح لهم بالتعليم ووقف حالة النزوح التي بدأت منذ الاحتلال وتستمر حتى الآن ليصل الأمر إلى إقامة 50% من الشعب الإريتري في الشتات ببلاد عربية وغربية.

وبالرغم من تفاؤله بالتغيير الذي تنتظره بلاده بعد الربيع العربي إلا أنه لا يجد أي ثقة في نظام الرئيس أسياس أفورقي، مؤكدًا أنه لا يعترف بمعارضة ولا يقبل الإصلاح من الداخل، ولذلك لا حل معه سوى الثورة والتغيير.

يحمل بين ضلوعه هم الإسلام والعروبة اللتان يحاربهما نظام أسياس في كل مظاهر الحياة حتى وصل الأمر لمحاكمة من يحفظ القرآن أو يحمل كتابًا باللغة العربية، ووقف كل البعثات الدراسية بالبلاد العربية، وتحويل المدارس للتدريس باللهجات المحلية للقرى والمدن.

ويعتبر حزب العدالة والتنمية الإريتري وكما يعرف نفسه في ميثاقه "حزب إريتري يسعى لإرساء دعائم السلام والعدالة والتنمية في إريتريا بجميع الوسائل المشروعة والمتاحة وهو يتحرك وفق برامج عملية مرتبة على شكل أولويات تقوم عليها أجهزة تشريعية وتنفيذية ولجان رقابة، وهو في توجهه هذا ينطلق من مرجعية إسلامية اهتداء واقتداء ومن استيعاب التأريخ الإريتري انتماء واعتبارًا، ومن الواقع الإريتري بكل مكوناته وتداخلاته الدينية والعرقية والثقافية فهمًا وإدراكًا".

كان لـ"إخوان أون لاين" معه هذا الحوار:

- هذه هي المرة الأولى التي تزور بها مصر بعد الثورة فكيف رأيت الفرق بين العهدين؟

المقارنة من الأساس غير جائزة بين عهد الاستبداد والظلم الذي مارسه الرئيس المخلوع ونظامه فلا يوجد أي تشابه بين العهدين، فالثورة سمحت لمصر أن تظهر وجهها الحقيقي.

أتذكر في العام 2007م عندما زرت مصر لحضور مؤتمر للندوة الإسلامية استمر 3 أيام وكنت أنوي أن أطيل فترة الزيارة بعد انتهاء فترة المؤتمر، لكني فوجئت في آخر أيام المؤتمر والذي انتهى في تمام الساعة الثالثة مساءً بمجموعة من ضباط أمن الدولة جاءوا إلينا في الفندق وأخبرونا بأن وقت الزيارة انتهى وتم حجز موعد العودة لنا في طائرة الساعة السادسة.

أما الآن فقد دخلنا مصر دون أي مشاكل ونتواصل مع جميع الجهات والأطراف ونلتقي من نشاء دون أي قيود.

- ما الهدف من هذه الزيارة؟ وما هي الجهات التي التقيتم بها؟

مصر هي بوابة العالم الإسلامي وهي قلب الأمة، وجئنا إلى هذه البلد بعد ثورتها العظيمة والانتخابات التي شهد لها العالم باعتبارنا شعب إريتري جزء من الأمة العربية والإسلامية يعاني من الاضطهاد والظلم منذ عقود بسبب نظام أسياس أفورقي، ونريد أن نوضح قضيتنا ونحصل على الدعم.

وقد التقينا عددًا من السياسيين وقيادات العمل الإسلامي في مصر على رأسهم فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع وقيادات من حزب الحرية والعدالة والبناء والتنمية، ونرغب في لقاء كل الأحزاب والسياسيين من كل التيارات لأن قضيتنا قضية الأمة كلها.

- وما مدى التجاوب مع قضيتكم في هذه اللقاءات؟

مصر بها عدد كبير من الإريتريين المقيمين بها ومن الشباب الإريتري الذين يدرسون في المدارس والجامعات المصرية ولذلك فالقضية حاضرة وهذه الزيارة تنفض الغبار الذي تراكم على العلاقة بسبب النظام المخلوع.

أما جماعة الإخوان فقضية إريتريا لم تغب عن فكرها منذ الإمام البنا واستمرت طوال هذه العقود وتواصل معهم الشباب الإريتري الذي يدرس في الجامعات المصرية.

فالطلاب الإريتريون عرفوا طريق العلم في مصر قبل خمسينيات القرن الماضي؛ حيث كانوا يقطعون المسافة من بلدهم إلى مصر مشيًا على الأقدام رغبة في العلم، وبعد الاستقلال وجد الطلاب الإريتريون أماكن لهم في الجامعات والمدارس المصرية بالتعاون بين حكومتي البلدين.

ولكن نظام أفورقي الحالي أغلق الباب نهائيًّا أمام الطلاب ولم يعد يرسل بعثات علمية لمصر أو حتى يسمح للطلاب بالتعلم في مصر، لأنه يريد إريتريا بلدًا مغلقًا خاليًا من التعليم، وإلغاء اللغة العربية وصياغة المجتمع صياغة خاصة بعيدًا عن الثقافة العربية والإسلام والتاريخ.

وأحد أهداف زيارتنا السعي لإعادة التعاون في هذا المجال وتمكين الطالب الإريتري من أن يجد مقعدًا للدراسة في جامعات مصر والأزهر الشريف حتى لو رفض النظام، خدمة للشعب الإريتري.

- ما الذي تأملونه من مصر؟

نعلم جيدًا أن هناك عبئًا ثقيلاً على الحكومة المصرية وعلى الشعب المصري بعد الثورة جراء الظلم والتهميش الذي تعرض له منذ عقود، ولكننا لدينا يقين بأن الشعب المصري يعشق إخوانه العرب والمسلمين ويريد التضحية من أجل إخوانه في شتى بقاع الدنيا، ونأمل أن يمد لنا الأزهر الشريف والجامعات المصرية يده كما فعل في الماضي، لأن الشعب الإريتري يتشوق للتعليم ويحب تراب مصر والأزهر الشريف الذي يمثل المرجعية الإسلامية لنا وللعالم الإسلامي أجمع.

فالتعليم في إريتريا يعاني من مشكلة كبرى، فنظام أسياس أفورقي فاق في بطشه وظلمه كل الأنظمة العربية المستبدة التي أسقطتها الشعوب، فالنظام الإريتري لا يدع لنا فرصة للتعليم ولا يسمح لأبنائنا بالتعلم في الخارج بل يناهض كل من يريد أن يتعلم من أجل تحقيق الذات ومن أجل رفعة الوطن، ويضطر ذلك الطلاب إلى الهجرة بحثًا عن منحة دراسية في الخارج ثم الإقامة هناك خوفًا من بطش النظام الذي قضى على الأخضر واليابس داخل أرض إريتريا.

ونحن نطلب من الحكومة المصرية السماح للطلاب الإريتريين بالتعلم في الجامعات المصرية وجامعة الأزهر دون الحاجة إلى بروتوكولات تعاون رسمية مع هذا النظام الذي يحارب العلم، ويمكننا نحن كحركات معارضة أن نقوم بدور همزة الوصل مع الطلاب الراغبين في التعليم.

q3.jpg

- ولكن ماذا قدمتم أنتم وأحزاب المعارضة لحل مشكلة التعليم؟

نحن كحركة إسلامية مناهضة للنظام هناك لا ندع فرصة إلا واستثمرناها وبذلنا قصارى جهدنا من أجل القضاء على الأمية داخل الشعب الإريتري، وطالبنا مرارًا وتكرارًا من النظام إتاحة الفرصة للشعب لكي يرى نور التعليم حتى ينهض الوطن، ولكنه لا يعترف بالمعارضة بل لا يعترف بالشعب الإريتري نفسه ويواجه كل من يقول كلمة "لا" إما بالاعتقال أو النفي خارج البلاد.

ووصل النظام في مواجهته للتعليم إلى حد عرقلة من يريد التعلم على نفقته الخاصة وتسليط السفارات لتقوم بدور الملاحقة الأمنية لكل من يريد التعلم في الخارج.

وأصبحت اللغة العربية هي العدو الأول لهذا النظام فمن وُجد يقرأ كتابًا بالعربية اعتقلته قوات الأمن فورًا وكأنه يحمل قنبلة يريد أن يفجرها في القصر الرئاسي، مع أن 65% من الشعب الإريتري يعتنق الإسلام ويتحدث العربية بطلاقة، ولا يبقى أمامنا فرصة سوى المساعدات من الأشقاء العرب خاصة دول الربيع العربي.

- وهل ترى أن رياح التغيير التي حملها الربيع العربي ستصل إريتريا؟

بالطبع.. فالربيع العربي لم يكن تأثيره مقتصرًا على الدول العربية أو دول العالم الثالث فقط بل في العالم الغربي أيضًا، وفي جميع دول العالم، ولعلكم تابعتم مظاهرات وول ستريت وحالة الانبهار الغربي بالثورات العربية.

وعلى الصعيد الإريتري بدأت المظاهرات المناهضة للنظام الحاكم تخرج في كل العواصم العربية والأجنبية، في القاهرة وواشنطن ونيويورك بالولايات المتحدة وخرجت عن كثب بالنرويج وسويسرا وفي دول غربية وعربية أخرى عن طريق الجاليات هناك.

وقد شاركت الجالية الإريترية في مصر في ثورة يناير وتفاعلت معها واستفاد منها الشباب، لينطلقوا فيما بعد من خلال حركة 24 مايو التي شكلوها في مصر لتعبر عن مطالبهم بالإصلاح والتغيير.

- ولكن مظاهرات الخارج لن تسقط النظام، فهل سيتحرك الشعب الإريتري في الداخل؟

أنا معك بأن الثورة لا بد أن تكون بالتزامن في الداخل والخارج، ولكن الحكومة الطاغية لا تدع واحدًا يحرك ساكنًا أو يفكر في المعارضة، وعلى الإريتريين الاختيار بين العيش أذلاء كالعبيد داخل الوطن ينفذون أوامر النظام، أو إذا حدثته نفسه بالمعارضة فأمامه خيارين إما المعتقل والتعذيب اللامحدود أو الهروب خارج البلاد ليعيش آمنًا.

بالإضافة إلى ذلك فإن الأوضاع الداخلية التي يفرضها النظام واستمرار النزوح الجماعي والهجرة من إريتريا جعلت البلد خالية من الشباب الذين هم وقود أي ثورة.

- وماذا عن وضع الحركات الإسلامية داخل إريتريا؟

الإسلام داخل إريتريا عتيق منذ صدر الإسلام حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلي الحبشة " إثيوبيا وإريتريا"، وكانت إريتريا بحكم موقعها الجغرافي المدخل إلى إثيوبيا، ومن يومها ظل الدين الرسمي والغالبية العظمى من الشعب الارتري يعتنق الدين الإسلامي.

إلا أن هذا الموقع الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر بشريط ساحلي طويل كان سببًا في أطماع المستعمرين فوقعت تحت الاحتلال الايطالي 60 عامًا، ثم الاحتلال الإنجليزي والإثيوبي، قبل أن تحصل إريتريا على استقلالها عام 1961 عن طريق الحركات التحريرية الإسلامية وغيرها التي قضت على الاستعمار، ولكن النظام الشيوعي انقلب على الثورة وبدأ في كبت الحريات مما اضطر الشباب للنزوح والهجرة للبلدان المجاورة وإلى أوروبا.

- كيف ترى تأثير الموقع الإستراتيجي لإريتريا عليكم؟

هذا الموقع الإستراتيجي هو في الأصل عامل إيجابي للشعب الإريتري بحيث يضعه في قلب العالمين الإسلامي والإفريقي بساحل بحري طويل بالتوازي مع المملكة العربية السعودية، ولكن هناك أطماع ما زالت موجودة خاصة على ساحل البحر الأحمر الذي يعد أكبر منفذ للعالم الخارجي يقضي على الإريتريين بالتقوقع على أنفسهم وعدم تحقيق هيبة الدولة كدولة مستقلة وحكومة منتخبة من الشعب ذات سيادة قوية، والبحر الأحمر ومضيق باب المندب يسيطر عليه الصهاينة وهو ما يجعلنا في سجن كبير في الداخل وتلاحقنا أيادي خبيثة سواء من النظام القامع للحريات أو الصهاينة الذي يعدون علينا أنفاسنا في الخارج وحتى في الداخل عن طريق الحكومة العميلة للكيان .

- وهل كان للانفلات الأمني والقرصنة بالمضيق تأثير على إريتريا وتواصلها مع العالم الخارجي؟

بالطبع.. لكننا لا نهتم كثيرًا في الوقت الحالي بالوضع الخارجي بقدر ما يهمنا الهموم الداخلية والضغوط التي يفرضها النظام الحاكم وجعل إريتريا في حالة حرب مستمرة خاصة مع إثيوبيا التي انتهت الحرب معها عام 2000م، ولكنه لا يريد أن يعيش بسلام واستقرار بفعل أوامر خارجية، كما أنه يتم تجنيد الشباب من سن 18 عامًا وحتى 50 عامًا أي أنه لا يرى للحياة طعمًا ولا يمارس حياته بشكل طبيعي، وجميع أرجاء إريتريا مهددة تحت السلاح ولا يوجد أي هامش للحريات؛ حيث يعد رئيس الحكومة هو رئيس البرلمان والوزير والقاضي وكل شيء.

- وكيف تواجه المعارضة هذا النظام وخاصة الإسلاميين؟

بالنسبة للحزب الإسلامي للعدالة والتنمية فنحن نعقد مؤتمراتنا بانتظام وبصفة دورية ونشارك في كل الفعاليات والأنشطة المناهضة للظلم لتحقيق الاستقلال الكامل الذي بدأ باستعادة الأرض عام 1961 ولم يتحقق منه حتى الآن استقلال الإنسان وهذا ما نسعى لأجله.

وعملنا في المرحلة الحالية يرتكز على كل المحاور من خلال الثوابت الإسلامية والوسائل التربوية والتعليمية لنساعد في تثقيف الشعب، ونعقد الاتفاقيات والمبادرات مع المعارضة سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو علمانية لمناهضة للنظام.

فشاركنا في التحالف الديمقراطي ويضم 1600 شخصية سياسية من مختلف التوجهات لرسم خريطة العمل وتوحيد الجهود من أجل التغلب علي بطش النظام ورفع الظلم عن الشعب الإريتري، الذي يعيش في الشتات خاصة في السودان التي وصل تعداد اللاجئين فيها إلى أكثر من مليون إريتري، واجتمعنا أيضا بإثيوبيا خوفا من بطش النظام الذي لا يعطينا فرصة للاجتماع داخل إريتريا وكونّا مجلسًا تنفيذيًّا للمعارضة مكون من 22 شخصية من المعارضين البارزين من مختلف التوجهات والتيارات السياسية لنكون بذلك قد حصلنا على جميع ألوان الطيف السياسي.

- وما هي طبيعة علاقة حزب العدالة والتنمية مع الأحزاب الإسلامية الأخرى؟

إريتريا بها عدد من التيارات الإسلامية بجانب العدالة والتنمية؛ حيث يوجد بعض الجماعات ذات التوجهات السلفية، ونحن نضع أيدينا في أيديهم ونتبادل الأدوار معًا ومع جميع الأحزاب المناهضة للنظام فليس مهمًّا من يرفع الراية ولكن المهم أن نقف صفًّا واحدًا لرفع الراية ونسقط النظام الذي قضى على الحرث والنسل.

- وماذا عن اتصالكم بالنظام الحاكم؟

لا يوجد علاقة بالأساس، فالنظام كما قلت لا يعترف بشيء يسمى معارضة ولا يفتح بابًا للتواصل مع أحد بل يعتبر كل معارض خصمًا يجب هزيمته.

q5.jpg

- نظام أسياس كانت له ارتباطات بالأنظمة المخلوعة فهل كان لسقوطها أثر عليه؟

القذافي كان داعمًا رئيسيًّا لهذا النظام بالمال والسلاح وكل شيء يريده، وشارك القذافي في اضطهاد الشعب الإريتري لمدة عقود، ولكن الأمر زاد سوءًا بعد سقوطه لأن هذا النظام ليس مدعومًا من ليبيا القذافي فحسب بل مدعوم من الصهاينة والأمريكان بصورة كبيرة.

والنظام لا يعنيه شيء سوى مصلحته، رغم تردي الأوضاع الاقتصادية بصورة ليس لها مثيل، كما أنه لا يكترث بأي مناهضة خارجية فبرغم إصدار مجلس الأمن قرارًا عام 2009 بضرورة وقف العنف ورفع الظلم وإطلاق الحريات عن الشعب الإريتري إلا أن النظام لم يستجب وكأن شيئا لم يكن، وزاد في طغيانه وجبروته بتكريس العنصرية فيقتل المسلمين ويرفض الانضمام للجامعة العربية ويعتقل كل من يتحدث بالعربية رغم أنها لغة الشعب وتاريخه، خاصة وأن أكثر من ثلثيه يعتنق الإسلام.

فيما يصر النظام على أن اللغة الرسمية هي "التشنجية" مدعيًا أن المسلمين ليسوا أغلبية، وأكدت الدراسات التي أجريت مؤخرًا أن 9 % فقط من العاملين بالقطاع الحكومي مسلمين، وهذا ما يجعل المسلمون والإسلاميون بل وجميع أطياف الشعب الاريتري تهاجر خارج البلاد خوفًا من بطش وظلم النظام.

- وكيف تستقبل دول الجوار اللاجئين الاريتريين ؟

المواطن الإريتري يتعرض للقتل المباشر على الحدود أثناء هجرته بل ويتعرض أغلبهم للذبح والمتاجرة بأعضائهم خاصة على الحدود المصرية الفلسطينية والمصرية الصهيونية، لذلك أطلب من الحكومة المصرية التعامل مع المهاجرين الإريتريين بشكل من الرحمة والإنسانية وأن هناك أمور وطرق متعددة للحفاظ على الحدود الدولية وهذا حق أصيل للسيادة المصرية.

ولكن من الممكن استخدام أشياء وطرق أخرى للتعامل معهم غير الإطلاق الفوري للنار على صدر اللاجئ الإريتري، خاصة وأن المواطن الإريتري الذي فر هاربًا من بطش النظام باحثًا عن الحرية التي افتقدها داخل وطنه الأم يتحدث نفس اللغة ويعتنق نفس الديانة التي يعتنقها الجندي المصري الذي يقتل أخاه الإريتري.

- وماذا قدمت لكم المنظمات الحقوقية العالمية؟

المنظمات الحقوقية موجودة ولم تقدم شيئًا على أرض الواقع للاجئين الإريتريين ولم تقدم الأمم المتحدة ومفوضية شئون اللاجئين ما يتطلب منها، ولم تقم بالمسئولية الملقاة على عاتقها ولم تناهض النظام مما جعلنا نبحث عن ملاذ آخر خارج الوطن والهرب من قمع النظام، ولا يعود المواطن إلى بلده بالرغم من شوقه للعودة ويفضل اللجوء إما في السودان أو إثيوبيا التي تفتح لنا ذراعيها وتستقبلنا بترحاب طلبًا للأمان، لأن النظام في إريتريا ديكتاتوري لأكبر صورة يمكن أن يتخيلها إنسان.

- ما حقيقة العلاقة مع إثيوبيا، كيف تكون دولة احتلال وتستضيف اللاجئين؟!

صحيح إثيوبيا كانت دولة احتلال وهناك تعارض في المصالح بين النظامين الإريتري والإثيوبي وتوتر دائم بين البلدين يتفاقم من حين لآخر، لكن إثيوبيا اليوم تختلف بشكل كبير عن إثيوبيا إبان الاحتلال، وقد اقتنعت تمامًا أنها لن تتمكن من احتلال هذه الأرض بأي ثمن بعد أن انخرطنا في مواجهة هذا الاحتلال لـ30 عامًا.

أما اليوم فتتعامل إثيوبيا مع الشعب الإريتري بصورة حضارية وتقدم لنا جميع المتطلبات الإنسانية التي تعيننا على المعيشة وتفتح لنا الباب لاستضافتنا على أراضيها، إذا فنحن- الشعب الإريتري- المستفيد الأول وليست إثيوبيا، وتستضيف إثيوبيا جميع مؤتمرات المعارضة والتي لا تتاح لنا داخل إريتريا.

حتى إن مساحة الحريات التي تتيحها إثيوبيا لشعبها وللمسلمين منه مساحة كبيرة نتمنى أن نحصل ولو على جزء منها على أرضنا.

- وهل يعقل أن إثيوبيا "رأس الحربة للوجود الغربي في المنطقة" تعمل من أجل الصالح العام الإريتري؟!

هناك تقاطع للمصالح ونحن نعمل لمصالحنا ونضع على رأس أولوياتنا تحقيق ما يتمناه الشعب الإريتري، فاللاجئ لا يجد ملاذًا داخل وطنه ولا يوفر له النظام أي قسط ولو بسيط للحريات ونحن لا نتعامل بالنوايا والعلاقات الدولية تقوم على مبدأ المصالح ونحن نستفيد بقدر كبير من إثيوبيا التي تعد أكبر دولة داعمة للمعارضة الإريترية.

بالإضافة إلى ذلك فإن إثيوبيا لم تعد هي دولة الاحتلال.

- وهل تقبلون أن يتم تصفية الخلاف الإريتري الإثيوبي على الأرض الصومالية؟

الصوماليون مثلهم مثل الليبيريين في حالة اللادولة وكل من إثيوبيا وإريتريا ليس من شأنهم التدخل في الشأن الصومالي وعليهم أن يدعما المصالحة بين الحكومة وأطراف المعارضة الصوماليين خاصة وأن الشعب الصومالي كله يعتنق الإسلام، ونتمنى أن يكون هناك ترابط ونبذ للخلافات بين جميع الصوماليين، ولا نقبل أن يكون هناك تصفية حسابات بين النظامين الإريتري والإثيوبي.

وأنا في الحقيقة أتعجب أن يتهم النظام الإريتري المعادي لكل ما هو إسلامي أو عربي بدعم جماعة شباب المجاهدين الصومالية.

- وهل قدمت لكم دول الربيع العربي دعما حقيقيًّا؟

المساعدة من الأشقاء العرب خاصة الدول التي تحررت من الأنظمة المستبدة هي واحدة من أسباب الزيارة لمصر التي تعد الشقيقة الكبرى والداعم الرئيس للعروبة والتي لم يدع شعبها قط أي دولة إسلامية إلا وقدم لها النصيحة والدعم اللازم، ولم نقرأ في التاريخ يومًا أن هناك من مد اليد للمصريين وخذلوهم ونأمل أن يستمر هذا الدعم بعد ثورة 25 يناير المباركة.

ونأمل من المصريين كما دعمونا في التحرر من الاحتلال أن يساعدونا لنتحرر من هذا النظام المتجبر.

- ولكن المصريون لديهم تخوف عميق من الوجود الصهيوني بإريتريا ومنطقة القرن الإفريقي كله، فما حقيقة ذلك؟

السبب الأول في هذا التواجد هو الغياب العربي من المنطقة وترك مساحة من الفراغ يتحرك فيها الصهاينة كما يشاءون، وأتذكر في العام 1967م عندما كانت ترتبط أفريقيا كلها بالموقف العربي فقطعت كل العلاقات إبان العدوان على الأراضي العربية، وآمل أن يعيد الربيع العربي هذه العلاقات إلى موقعها الطبيعي.

وللأسف الصهاينة موجودون بقوة داخل الأراضي الإريترية ويمثلون الداعم الأساسي للنظام هناك، كما أنهم يعملون بقوة داخل معظم البلدان العربية والإسلامية لتفكيكها وزرع الخلافات بينها، والتي استطاعت بالفعل تفكيك الترابط العربي منذ عام 1976 وبدأت بقوة بعد حرب 1973 التي أثبت العرب فيها أنهم يد واحدة وقوة لا يستهان بها وأنهم القوى الأكبر في العالم، ويستطيعون الوقوف بقوة أمام الكيان وواشنطن والغرب وردع أي دولة تريد أن تعبث بأمن وسلامة العرب، ولكنها سرعان ما زالت هذه القوة عن طريق تفكيك حدودي وضعف العلاقات بين العرب.

والتواجد الصهيوني في إريتريا يعد الأكبر بين دول الشرق الأوسط، فسفارة الكيان الأكبر والأضخم داخل إريتريا من حيث التمثيل الدبلوماسي وعلاقته قوية بالجبهة الشعبية قبل التحرير وازدادت بشكل واضح في الوقت الحالي، ووجود السفارة حاضر في كل أرجاء إريتريا ولا تريد أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، ولكن هذا التواجد سيزول بالطبع مع زوال النظام الحاكم.

- وكيف ترى تأثير تقسيم السودان على المنطقة الإفريقية وإريتريا على وجه الخصوص؟

انفصال جنوب السودان عن شمالها مؤسف للغاية والصهاينة يوجدون بكثافة في السودان ويسعون لتفكيك العالم العربي ويريدون الاستيلاء على إريتريا، وكان الكيان وراء تقسيم السودان، ورئيس جنوب السودان سجل أولى زياراته الخارجية للكيان وشكر قادته على مساندة الجنوب في الحصول على الاستقلال ويأمل في التواصل مع الكيان حتى نهاية المسيرة.

- ولماذا لم تنضم إريتريا للجامعة العربية حتى الآن؟

اللغة العربية هي اللغة السائدة في البلاد شاء من شاء وأبى من أبى ولكن النظام لا يريد أي حلقات تواصل مع الشعوب العربية، رغم المحاولات المكثفة للشعب الإريتري للانضمام للجامعة العربية، والثقافة العربية داخل إريتريا تحارب بشكل ممنهج، ويتم القبض على يقرأ كتبًا عربية أو يحاول التحدث بالعربية ويحاولون فرض اللغة التينجية كلغة رسمية رغم أن معظم السكان يتحدثون العربية بطلاقة، ونريد أن تدعمنا الدول العربية للانضمام للجامعة العربية والوقوف بجانب إخوانهم الإريتريين.

والابتعاد عن اللغة العربية وتهميشها بل والقضاء عليها في كل مناهج التعليم الأساسي الذي يعد المرحلة الوحيدة للتعليم في إريتريا، فلا يوجد شيء يسمى تعليم فالتعليم فقط باللغة التقرينية ومرحلة واحدة هي الابتدائي، ومنع النظام شعائر الدين الإسلامي وهو ما يعد خطة واضحة للقضاء على الهوية العربية والإسلامية للشعب الإريتري الذي يشتاق اللاجئون منه للعودة إلى ديارهم ويتمنى الشعب الحكم السوي وتحقيق العدالة الاجتماعية وإطلاق الحريات العامة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..