ranasamaha 23 قام بنشر March 25, 2012 الدول المحترمة .. متعلمة الدول مثل الأفراد: هناك دول ناجحة وأخرى فاشلة؛ دول ذكية وأخرى غبية؛ دول عادلة وأخرى ظالمة؛ دول محترمة وأخرى غير محترمة؛ والأولى هي الدول المتعلمة. أكثر الدول احترامًا في العالم هي الدول الاسكندنافية. ولم تأت لا أمريكا ولا فرنسا أو إيطاليا ولا حتى ألمانيا ضمن الدول العشر الأكثر احترامًا وتأدبًا وتعلمًا. وإذ حلت فنلندا أولاً والسويد ثالثًا والنرويج سادسًا والدانمارك عاشرًا فإن الدول الاسكندنافية الأربع ومعها سويسرا تعتلي القائمة. فما هي الأسباب التي تجعل دولاً صغيرة تعيش في ظلام دامس معظم أيام العام، وتمتد حتى القطب الشمالي تحتل المراتب الأولى وفقًا لمقاييس السعادة والرفاهية والأداء الاقتصادي؟ في البلاد الباردة يقضي الطلاب معظم أوقاتهم في الفصول الدراسية الدافئة يتعلمون، ويقضي الموظفون جل أوقاتهم في المكاتب يعملون، وفي المعامل يجربون، وفي المصانع ينتجون. ولذا يتمتع سكان المناطق الباردة بتعليم أفضل، ويعملون بجدية وتركيز أكثر، في حين يقضي سكان المناطق الحارة معظم أوقاتهم على الشواطئ وفي الشوارع والمقاهي؛ في حالات كسل تتراوح بين النوم الطويل، والحراك الثقيل. بسبب الثلج والبرد يضطر سكان الشمال إلى السير بسرعة، وتقلل كثرة الأمطار والأشجار معدلات التلوث وترفع نسبة الأوكسجين. فقد لاحظت أثناء دراستي في مدينة أمريكية باردة أنني كنت أقرأ الكتاب مرة واحدة فقط، حتى توهمت أنني صرت أكثر ذكاء. ثم تنبهت إلى أن الطقس البارد والحرية الأكاديمية هي التي زادت تحصيلي الدراسي. عندما نستعرض الدول العشر الأولى في التعليم نجد فنلندا في المقدمة تليها كوريا الجنوبية وكندا وسنغافورة واليابان. وفي المراتب الخمس التالية تأتي سويسرا وإستونيا وبريطانيا وأيرلندا وهولندا. هذا يعني أن الدول التي تحترم قدرات وملكات الإنسان هي دول صغيرة مقارنة بالدول الأكثر سكانًا والأكبر اقتصادًا مثل: أمريكا والصين والهند وألمانيا وروسيا. الطريف في هذه المؤشرات هو احتلال ثلاث دول آسيوية المقدمة وهي دول يحظى فيها المعلمون باحترام عظيم. كما أن خمسًا من الدول العشر الأولى تحتل المراتب الأولى على مقياس السعادة الذي يقيس مستويات الرفاهية بشكل عام. في حين عوضت الدول السعيدة الأخرى تأخرها في التعليم بميزات تنافسية بديلة. فقد احتلت السويد المرتبة الأولى في الشفافية، وتقدمت النرويج بأعلى مستوى في دخل الفرد والناتج المحلي، وأستراليا في التدريب، والدانمارك لأنها تدلل مواطنيها أكثر من أبقارها. ومما يؤكد أن الدول المتعلمة محترمة، هو أن دولاً مثل إستونيا وليثوانيا وحتى روسيا البيضاء، بدأت ترتقي سلم السعادة والرفاهية بسبب التعليم، وهي دول باردة لا تملك سوى الذكاء الإنساني والجهد البشري. أما الدول العربية بموقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية والبشرية الوفيرة، فلا يحظى التعليم بأي اهتمام، ومن ثم لا يحظى الإنسان بأي احترام. نسيم الصمادي شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر