ranasamaha 23 قام بنشر March 26, 2012 رسالة إلى "جارسيا" أثناء الحرب بين أمريكا وأسبانيا عام 1898، كان اتصال الأمريكيين بقائد المتمردين والثوار "جارسيا" أمرًا لابد من انجازه بأسرع ما يمكن لضمان تعاونه مع القوات الأمريكية لتحرير كوبا من الأسبان. وكان "جارسيا" وفرقته قابعين في مكانٍ من الجزيرة من الصعب على أحدٍ الوصول إليه. أشار شخص ما على الرئيس الأمريكي "ماكينلي" بالاستعانة بفتى يُدعى "روان" ليوصل الرسالة إلى "جارسيا" لأنه أفضل من يقوم بتلك المهمة. وبالفعل أخذ "روان" الرسالة من الرئيس دون السؤال عن مكان المرسل إليه أو شكله أو وصفه، وانطلق في رحلة استغرقت أربعة أيام ليصل إلى ساحل كوبا، ثم ثلاثة أسابيع مخترقًا الغابات الكوبية سيرًا على الأقدام ليصل إلى الطرف الآخر من الجزيرة، متحملاً من المشاق ما يتجاوز طاقة البشر، إلى أن أوصل الرسالة إلى "جارسيا". هذه القصة ليست مجرد حكاية تُروى، أو مجرد إرشادات وتعليمات لأداء مهمة ما؛ إنما هي رسالة لكل من أراد أن يكون موضع ثقة، ويؤدي عمله بإخلاص وعزيمة دون تلكؤ أو شكوى، ويستجمع طاقاته وتركيزه لأداء العمل على الوجه الأكمل، و"توصيل الرسالة إلى جارسيا". وفي أيامنا هذه، قلما نجد من يبادر ويتحمل مسؤوليات العمل كاملة دون أن يصيبه الرعب والفزع. لقد بات الإهمال، والاستهانة، وعدم الإقبال على أداء العمل إلا بدافع الانصياع إلى الأوامر، من القوانين المعمول بها في المؤسسات اليوم، ومن الأمور المتعارف عليها بين الموظفين. أصبح مقياس النجاح والتقدم هو الصعود على أكتاف الآخرين، أو الحصول على المطلوب بالحيلة والخداع، أو بالتهديد والوعيد؛ فتراهم يكثرون من الأسئلة، ويتذرعون بضيق الوقت أو عدم كفاية الموارد أو عدم وضوح العمل المطلوب. تخيل نفسك كمدير تستدعي أحد الموظفين إلى مكتبك وتطلب منه البحث عن كلمة (واجب) في الموسوعة، ستندهش من أسئلة الموظف حول المهمة الموكلة إليه: قد يسألك مثلاً: أي نوع من الواجبات تريد؟ أو ما هي الموسوعة التي سأبحث فيها؟ أين أجد الموسوعة؟ هل تريد معنى الكلمة الآن وعلى وجه السرعة؟ وهل البحث في الموسوعات عن الكلمات يدخل ضمن وصفي الوظيفي؟ وألا يمكن تكليف زميل آخر بهذه المهمة؟ وربما يقترح أن يحضر لك الموسوعة لتبحث عن كلمة (واجب) بنفسك! إلى غير ذلك من الأسئلة والاقتراحات التي لا تعني إلا شيئًا واحدًا: "لا أستطيع أو لا أريد توصيل الرسالة إلى "جارسيا." معظم الموظفين والخريجين الذين يتذمرون من فصلهم من وظائفهم، أو من فشلهم في الحصول على وظائف مناسبة، لا يستطيعون "توصيل الرسائل إلى جارسيا؟!" في حين أن كل المؤسسات بحاجة إلى موظفين يغامرون ويجاهدون لتوصيل كل رسالات المؤسسات إلى العالم. فما أحوج شركاتنا ومؤسساتنا إلى موظفين ملتزمين ومكافحين وإيجابيين، يعملون اليوم من أجل المستقبل؛ ليس مستقبل مؤسساتهم فقط، بل ومستقبلهم أيضًا. لهذا السبب، ولعشرات ومئات الأسباب الأخرى، ننصح قراء "علاقات" في كل الدول وفي مختلف التخصصات فنقول: (لا تعيِّنوا عاملاً واحدًا، ولا تبقوا على موظف واحد، مهما علا شأنه وتعاظمت خبراته، لا يستطيع "توصيل رسائلكم إلى جارسيا" سواء أكان "جارسيا" في جبال كوبا، أم في المريخ.) المحرر شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر