اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ranasamaha

"بيتر بافيت" يخرج من جلباب أبيه

Recommended Posts

 

 

 

 

 

نعم للتميز، لا للامتيازات

عندما نسمع اسم "بافيت" يتبادر إلى أذهاننا النجاح والشهرة والثروة وشركة "يوركشاير هاثاوي" الاستثمارية العملاقة. هذه كلها إنجازات "وارين بافيت" الذي يحتل المرتبة الثالثة بين أغنياء العالم. وعندما نسمع اسم "بيتر بافيت" الابن سنتخيل شابًا يسكن أرقى القصور، ويقود أحدث الطائرات، ويسهر مع أجمل الفاتنات، ويغرق في الترف والملذات، لأنه وريث عائلة "بافيت" ومؤسساتها التي ناهز مؤسسها الثمانين من العمر.

لكن الأمر ليس كذلك. إذ يرى الأب وابنه والمراقبون أن الثروة الحقيقية التي تركها بافيت العجوز لابنه ليست المليارات وأسهم الشركات وأرقى الشهادات، على الرغم من أن "بيتر" قد تخرج في جامعة "ستانفورد" العريقة. وهو يرى أن أعظم ما ورثه عن أبيه هو قيم الخير والجمال والعطاء والعمل والتقشف والتفكير المستقل والإصرار على عدم التمتع بأية امتيازات عائلية أو مالية أو اجتماعية أو شخصية لم يحققها بنفسه.

في كتابه الجديد يقول "بيتر" إن أعظم درس تعلمه من والده هو أن أي والدين يتمتعان بشيء من الحكمة سيعلمان أبناءهما كيف يتمسكون بالقيم، دون أن يوفروا لهم كل ما يريدون. صدر كتاب "بافيت" الابن بعنوان: "الحياة هي ما تنجزه أنت: كيف تشق طريقك بنفسك وتحقق ذاتك"، وفيه يصف كيف عاش حياة طبيعية، وأنه لم يحرم إلا من الدلال والامتيازات التي كانت كفيلة بتدمير شخصيته وتحويله من عائل إلى عالة.

يقول "بافيت" المؤلف: "من يولدون وفي أفواههم ملاعق من فضة، قد يولدون أيضًا وفي ظهورهم خناجر من ذهب. هؤلاء يبدون للآخرين أقوياء وأثرياء وسعداء وأذكياء، مع أنهم في الواقع ضعفاء وأشقياء وأغبياء. فالذين لا يصنعون مجدهم يعيشون حياة غير حياتهم، لأن الذين يحصلون على الامتيازات والمنح – حتى وإن كانت مشروعة – يفقدون احترامهم لذواتهم. فكونك الوريث الشرعي لأحد الأثرياء، أو الابن الأكبر لأحد الرؤساء، قد يخدعك فتأخذ ما تريد، دون أن تعمل أو تجيد أو تعطي أو تفيد."

بعد تخرج "بيتر" رفض دخول عالم المال. وعاش في ستوديو في كاليفورنيا يتسع بالكاد لآلاته الموسيقية، ولذلك عمل لدى إحدى المحطات التلفزيونية. وعندما استعان به أبوه، تطوع للعمل في مؤسساته الخيرية ولصالح جمعيات حماية البيئة. وكان يتجول مع فرقة موسيقية ويعزف البيانو ويلقي المحاضرات محذرًا من ثقافة الاستهلاك التي تدمر البيئة والقيم ولا تضيف قيمة.

يؤكد "بيتر بافيت" مثل والده أن الرخاء والمتع والأموال إلى زوال، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. فالقيم هي العملة الوحيدة التي تزيد ولا تنقص كلما استثمرناها وتعلمناها وعلمناها للآخرين.

نسيم الصمادي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..