اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

المصالح المشتركة بين الزوجين

Recommended Posts

المصالح المشتركة بين الزوجين

 

love5.jpg

 

 

 

 

من أهم ركائز الحياة الزوجية العيش بمبدأ المنفعة للجميع ومراعاة المصالح المشتركة لأن تناقض المصالح بين الزوجين من أهم أسباب المشاكل الزوجية

 

 

 

 

«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» [متفق عليه] عبارة نبوية محكمة موجزة, تحتوي على الكثير من المعانى وتنضوي على عظيم الفوائد الكفيلة بتغيير البشرية كلها إن أحسنت تطبيقها وجعلتها شعارًا لها في هذه الحياة، والرجل المؤمن والمرأة المؤمنة يعلمان تماما فائدة هذا الحديث، (فلن يكتمل إيمانك حتى تحب لغيرك ما تحبه لنفسك, إنه البعد عن الأنانية والتمحور حول الذات والنظر إلى الحياة من منظور ضيق كما يجرى على ألسنة بعض الناس: مصلحتي أنا فقط, أنا ومن ورائي الطوفان.

أما المؤمن فتتسع نظرته لتشمل العالم كله أجمع، ويصير همه تحقيق المصلحة لنفسه وللآخرين في آن واحد ويصبح تفكيره تفكير المنفعة للجميع, كيف أفيد نفسى وأفيد الأخرين؟ وهكذا جاء الإسلام ليعلم الفرد كيف يرعى مصلحته ومصلحة الآخرين في نفس الوقت، لقد جاء الإسلام ليوضح للفرد أنه جزء من الكل وأنه وحدة رئيسة في المجتمع المسلم العريض, وبالتالي فعليه رعاية مصالحه الشخصية ورعاية مصلحة الآخرين في الوقت ذاته) [سحر الاتصال محمد أحمد العطار ص (73-74)]

أخي الزوج / أختي الزوجة:

من أكثر الأمور أهمية في الحياة الزوجية أن نعيش بمبدأ المنفعة للجميع ومراعاة المصالح المشتركة بين الزوجين، لأن تناقض المصالح بين الزوجين من أهم أسباب المشاكل الزوجية، والحياة الزوجية هي حياة مشتركة بين الزوجين وتجمعهما أيضًا العديد من المصالح مشتركة مثل الاهتمام بالأبناء ورعايتهم وتوفير حياة كريمة لهم وصحية من الناحية الجسمية والنفسية، وما يتعلق بعمل الزوجة وطريقة الإنفاق والعلاقات الاجتماعية وتحقيق الأهداف الشخصية وغيرها من الأمور .

ولا شك أن الرؤية المشتركة بين الزوجين والاتفاق على أساسيات الحياة الزوجية والنقاط العريضة التى قد تكون موضع خلاف هي من أفضل الأمور، في مواجهة الحياة فهذه الرؤية المشتركة بين الزوجين هي مستوى عميق في التواصل بينهما وفى علاقتهما أيضًا

و لا يمكن للزوجين الوصول إلى تلك الرؤية المشتركة إلا من خلال الشورى والاتفاق .

لا لضياع المصلحة الشخصية:

لا نطلب من أحد الزوجين أن يضيع مصلحته الشخصية، فالمسلم العاقل الحكيم يدور حيث تدور المصلحة، ومن يضيع مصلحته فهو إنسان سفيه.

و لكنه إلى جانب مصلحته لا ينسى مصلحة الآخرين، فتحقيق هذا التوازن هام جدا لإنجاح الحياة الزوجية، وللنجاح في الحياة عمومًا

توازن فريد:

لقد علم الإسلام الانسان كيف يرعى مصلحته الشخصية، انظر إلى قوله تعالى {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]

و علمه كذلك كيف يرعى مصلحة الآخرين قال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» [متفق عليه]

إنها دعوة صريحة إلى الحفاظ على مشاعر وحقوق الآخرين وعدم أذيتهم .

التمساح والعصفور:

حتى الحيوانات بفطرتها تقوم بتطبيق مبدأ المنفعة للجميع، فقد رأيت مشهد تمساح ضخم شرس يفتح فاه المليء بالأنياب والضروس القاتلة، يفتحه لعصفور صغير ليدخل فينظف فاه ويلتقط منه بقايا الطعام المتعلقة بأسنانه، ثم يخرج بعد ذلك في أمان، وقد تساءلت يومها لماذا لا يغلق التمساح فاه على العصفور ليأكله؟ ولماذا لا يخاف العصفور من غدر التمساح؟ ولكن من الواضح أن الحيوانات أنضج من هذا الفكر المريب الذى اعتاده الكثير من البشر، وأقدر على الحياة في ظلال مبدأ المنفعة للجميع.

و لتقرير هذا المبدأ دعونا نقارن بين التصورات المحتملة الأخرى في التعامل بين البشر كما يلي:

أفوز أنا وتخسر أنت:

وهو تفكير المنفعة للذات والضرر للآ خرين، والشخص الذى يفكر بهذه الطريقة يغلب عليه طبع الأنانية فهو يريد أن يحقق المصلحة لنفسه على حساب الآخرين ويعتقد أن الحياة قائمة على الصراع.

وعلامة ذلك أنه يسر بنجاحه الشخصي، وفى الوقت ذاته لا يسر بل يحزن لنجاح الآخرين، فهل يتناسب هذا المبدأ مع الحياة الزوجية؟ وهل هذه الطريقة في التعامل تتناسب مع الزوجين المتفاهمين أو الحبيبين؟

أخسر أنا وتفوز أنت:

هؤلاء تصورهم عن الحياة هو (ألحق بنفسي الضرر لأجل الآخرين) ودائمًا ما يتنازل عن حقوقه لأجل الآخرين، وهذا التصور أسوأ من التصور السابق لأنه ليس له هدف ولا طموح ولا رؤية ولا اتجاه، بل هو كالريشة في مهب الريح، وهذا بالطبع يختلف تمامًا عن الإيثار الذى علمنا إياه ديننا الحنيف، والذى فيه يؤثر المرء أخاه على نفسه, لكن من موضع القوة والاختيار لا من موضع الضعف والهزيمة النفسية والإمعية.

فهل هذا المبدأ يمكن العمل به في الحياة الزوجية ؟

أخسر أنا وتخسر أنت:

أي (الهلاك للجميع) إنها فلسفة الحرب، فلسفة عدم التفاهم ورفض الحوار.

هذه حالة طلاق عند الغرب فرض فيها القاضي على الزوج أن يبيع كل ممتلكاته ويحول نصف العائدات إلى حساب زوجته السابقة.

ولأنه يريد إلحاق الضرر بزوجته بأي طريقة حتى ولو كان ذلك يعني أن يؤذي نفسه أيضًا باع سيارة قيمتها أكثر من عشرة آلاف دولار بخمسين دولارًا, حتى يعطي زوجته السابقة 25 دولارًا فقط وعندما احتجت الزوجة فحص كاتب المحكمة الأمر واكتشف أن الزوج كان يسير على نفس الطريقة في جميع الممتلكات .

فهل هذا المبدأ يناسب الحياة الزوجية؟

أفوز أنا وتفوز أنت:

وهذا هو مبدأ المنفعة للجميع وهؤلاء يفكرون في تحقيق المصلحة لأنفسهم وللآخرين في نفس الوقت، وتجد أحدهم يراعي احتياجاته ومصالحه وفي نفس الوقت يراعي احتياجات الآخرين ومشاعر الآخرين .

وحينما يتخذون قراراتهم فيما بينهم يتخذونها على أساس تحقيق المنفعة للجميع، وهذا ما يؤكده ستيفن كوفي حين يقول: (أغلب المواقف في الحقيقة تكون جزءًا من واقع يتطلب التعاضد والتعاون بيننا وبين الآخرين، وعندئذ تكون فلسفة المنفعة للجميع هي الخيار الوحيد من الخيارات الخمسة القابلة للتطبيق) [العادات السبع الأكثر الناس فاعلية, ستيفن كوفى ص 298]

تناقض المصالح:

(إن الحياة الزوجية السوية تقوم على المصلحة المشتركة، فما يكون في مصلحة الزوج أنما يكون في مصلحة الزوجة، وما يكون في مصلحة أي منهما يكون في مصلحة الأسرة.

غير أن هذا لا يمنع من اختلاف وجهتي النظر حول ما هو في المصلحة وحول ما هو في غير المصلحة، بل إن هذا الاختلاف قد يكون موجودًا في الحقيقة.

فقد يرى الزوج أن من مصلحة الأسرة أن تترك الزوجة عملها، ولكن الزوجة ترى أن مصلحتها ومصلحة الأسرة تكمن في أن تظل في الوظيفة لما في ذلك من زيادة في دخل الأسرة وتطوير لشخصيتها وتحقيق لذاتها، وقد ترى الزوجة أن مصلحتها تكمن في إتمام دراستها الجامعية بينما يعارض الزوج ذلك، ويرى أن مآلها إلى البيت.

وقد ترى الزوجة أن من مصلحتها الاستقلال بمرتبها وإيراداتها وأن تدخرها لنفسها وأن يقوم الزوج بالإنفاق على الأسرة، بينما يرى الزوج أنها لابد أن تساهم في النفقات، وهكذا فإن تناقض المصالح بصرف النظر عن كون هذا التناقض حقيقيا أو ناتجا عن اختلاف وجهات النظر مع تكرار ذلك يعوق التوافق بين الزوجين) [المشاكل الزوجية فوائدها وفن احتوائها، أ/ جاسم محمد المطوع، ص 31-32]

وعند تناقض المصالح بين الزوجين وعدم الاتفاق في الرأي فان على الزوجين التفكير في حلول على أساس المبدأ الرائع المنفعة للجميع، وعندما يجري الزوجين اتفاقًا فانهما عادة يصلا إلى الرأي الثالث أو الخيار الثالث، فمن الممكن أن نلجأ إلى حل وسط وهو الذى يرضي بعض مطالبي كما يرضي بعض مطالبك، فهذا أفضل في النهاية على المستوى البعيد، مع الوضع في الاعتبار مصلحة البيت واستقرار الاسرة واستقرار الأبناء والحفاظ على العلاقة الزوجية قوية، مهما مر الزمن وتبدلت الأحوال والأجواء، فالملاذ الحقيقي للرجل في بيته وكذلك المرأة لا تشعر بالسعادة والهناء والأمان إلا في ظل رجل يحميها ويرعاها.

وماذا بعد الكلام؟

1- طبق مبدأ المنفعة للجميع على نفسك وفي علاقاتك مع الآخرين ومع شريكك وفي اتفاقاتك

2- لا تنسى المصالح المشتركة التي تربطك بشريك الحياة، فكم تحملتما سويا متاعب وصعاب الحياة وكم واجهتما من مواقف صعبة.

3- عند تضارب أو تناقض المصالح اعمل بمبدأ أفوز أنا وتفوز أنت وأكسب أنا وتكسب أنت، فالحياة الزوجية ليست حلبة صراع من يكسب ومن يخسر، بل المهم أن نفوز جميعا لبناء أسرة مستقرة وتربية جيل صالح يساهم في نهضة هذه الأمة.

المصادر:

1. سحر الاتصال محمد أحمد العطار

2. العادات السبع الأكثر الناس فاعلية, ستيفن كوفى

3. المشاكل الزوجية فوائدها وفن احتوائها، أ/ جاسم محمد المطوع

 

 

 

 

 

قصة الاسلام.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..