يـ ا لا . يـ ا . شـ بـ ا ب

[نـــــــــــور 199]

 

 

 

 

 

 

من أجمل الأقلام التي تكتب في معاني الحب ما كان محبره القلب , يخط حروفه مع كل دقة فتجده يرسم لك صورة تنبض بمشاعر عطرها النقاء ..تصنع سلسبيلا صافيا من الوفاء , تترقرق منه جداول متلألئة تروى الأفئدة المتحابة , فتزهر برياحين يفوح شذاها صيفاً وشتاء وعليها قطرات الندى تدق بشروق شمس يوم اللقاء.

 

 

في هذا اليوم تلتقي تلك القلوب وتجتمع تحت ظل عرش الرحمن كما قال عز وجل فى محكم التبيان ووعد على لسان النبي العدنان عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) .

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل : ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) .

وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه )

 

نعم حُق لتلك القلوب أن تجتمع في ذلك المكان وتنال تلك المنزلة السامية , فقد كانت تلتقي في الدنيا دائما ما يحث بعضها البعض على ترك المنكرات , و السباق إلى عمل الخيرات , ونبذ العداوات .

 

تسعى لخدمة دينها وإعلاء رايته وتبذل الغالي والنفيس من أجل أن تصدح كلمته..

 

تلك القلوب أينما سرت في طريق الخير وجدتها تشجعك وتعلى من همتك وتبعث فيك روح الأمل والتفاؤل , وإذا داهمك أمر سوء أو مكروه لقيتها تقف بجانبك تعزيك وتشد من أزرك .

 

إن غفوت يوماً نبهتك وإن نمت أيقظتك وإن تعثرت أعانتك على النهوض . تسلك بك الطرق في شتى دروب الخير والناس يتخبطون فى الضلال , وتصحو معك والناس نائمون , وتجدُ والناس يلعبون.

 

 

 

 

شعارها معا من اجل شباب عربى افضل . وهدفها فى الدنيا نيل النصر والتمكين للدين وفى الآخرة نيل الفردوس الأعلى .

 

كأني بها أقمارتنير فى الظلام الحالك فتضيء لك الطريق , ونصيحتي لكل من قرأ تلك الكلمات أن يحث الخطى ويجد السير نحو تلك القلوب , وإن أضناك السير فلا تستسلم , فتمام سعادتك فى أن تجد ولو قلباً واحداً منها يساعدك على تحقيق أهدافك ويسمو بك إلى المعالي والترفع عن الدنيا وملهياتها.

 

حقاً .. إن المحبة في الله منحة إلهية وإشراقة ربانية يغدقها الله عز وجل على قلوب المخلصين من عباده والأصفياء منهم , وهي قبة عظيمة تنضوي تحتها قلوب تخفق بالحب والوفاء لا يشوبها غش أو رياء بل يرفرف عليها اليقين الصادق .