اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

د. مجدي الهلالي يكتب: بالله وحده نستغيث

Recommended Posts

د. مجدي الهلالي يكتب: بالله وحده نستغيث

 

 

 

 

ikh7.jpg

 

 

 

 

 

 

إنَّ ما تشهده مصر هذه الأيام من حرب شرسة تريد إنجاح مرشح النظام السابق الظالم تفوق كل التصورات، ومع اقتراب موعد الانتخابات تزداد الحرب ضراوةً، وتتنوع صورها من نشر الشائعات والأكاذيب على مرشح الثورة، والتشكيك فيه وفي مشروع النهضة الذي يحمله، ومما يدعو للأسف انسياق بعض أبناء الشعب المصري لهذه الأراجيف واستسلامه لها (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) (التوبة: من الآية 47).

لذلك فإن علينا أن نبذل غاية جهدنا في التواصل مع الناس والاجتهاد معهم في تفنيد كل الافتراءات المثارة حول مرشح الثورة، وإقناعهم بأهمية الذهاب إلى صناديق الانتخابات والتصويت لصالحه، وإلا فالظلام والضياع والاستبداد ينتظرنا.

ومع ضرورة بذل الجهد مع أفراد المجتمع إلا أننا لا ينبغي أن ننسى السلاح الحاسم في هذه المعركة وهو: معية الله عز وجل وتأييده، وكيف لا وهو وحده الناصر (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) (آل عمران: من الآية 160).

وهو سبحانه مغيث المستغيثين، ومجيب دعاء المضطرين؛ لذلك علينا أن نتوجه إليه بكياننا كله، ونتضرع إليه، ونستغيث به كاستغاثة المشرف على الغرق، نناشده ونستغيث به كي يبطل كيد ومكر أولئك الذين لا يريدون الخير لمصر وأبناءها.

نرجوه- سبحانه- أن يُرينا فيهم آية كآياته في الظالمين السابقين (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)) (النمل).

إن التحدي الأكبر الذي يواجهنا الآن هو كيفية الوصول لحالة التضرع والاستغاثة التي تستدعي مدد الله ونصره وتوفيقه، ولعل ما يعيننا- بإذن الله- للوصول إليها هو استشعار الأخطار التي ستحيق بنا جميعًا إذا ما نجح مرشح النظام السابق، وأن نوقن بأن الله وحده هو القادر على إلحاق الهزيمة به، وأنه سبحانه ينتظر منا استعانة صادقة مخلصة متضرعة به.

وأسوق إليك- أخي القارئ- قصة حقيقية وقعت في عصر من العصور السابقة للمسلمين في جزيرة تكريت؛ حيث كانوا قاب قوسين أو أدنى من الإبادة لولا استغاثتهم الصادقة بالله عز وجل.

فقد ذكر صاحب كتاب (المستغيثين بالله): أن المسلمين في جزيرة (تكريت) قد قاموا بغزوٍ لبعض ديار الروم، وأصابوا منهم إصابات عظيمة، فبلغ ذلك الخبر ملك الروم، فاستشاط غضبًا، وتوعد المسلمين بحرب عظيمة، وهزيمة ساحقة، وإن أدى ذلك إلى إنفاقه كل دنانير مملكته، وذهب إلى راهب من أبناء الملوك يحبه الروم لزهده، فأنزله من صومعته، وأقنعه بضرورة قيادته للجيش المتوجه لجزيرة إقريطش، وبالفعل خرج هذا الراهب بجيش ضخم واتجه إلى الجزيرة، وفي طريقهم إليها وجدوا المراكب التي تحمل الطعام للمسلمين فاستولوا عليها، وما إن بلغ الخبر أهل الجزيرة حتى أغلقوا الأبواب وتحصنوا داخل مدينتهم، ثم ضرب جيش الروم حصارًا محكمًا على المدينة، وطال الحصار، ونفد الطعام حتى اضطر الناس إلى أكل ما مات من البهائم، ووصل بهم الجهد والجوع والكرب مبلغه، وبدءوا في التفكير الجاد بالاستسلام، وفتح أبواب المدينة للروم، عند ذلك نهض فيهم أحد الشيوخ وبيَّن لهم أن المسبب لهذا كله هو الله، وأنهم قد حُرِموا التوفيق الإلهي يوم أن استولى الروم على طعامهم، وأن ما عليهم إلا أن يقبلوا ما يشير به عليهم، فوافق القوم وأعطوه سمعهم.

 

 

 

 

فقال لهم: توبوا إلى الله عز وجل من قبيح تقصيركم في حقِّ شكر نعمه، والزموا ما يكون رباطًا لها وقائدًا لها إلى حُسن المزيد فيها، وأخلصوا له إخلاص مَن لا يجد فرجه إلا عنده، وافصلوا صبيانكم من رجالكم، ورجالكم من نسائكم.

 

فلما ميَّزهم هذا التمييز صاح بهم: عُجُّوا بنا إلى الله (أي ارفعوا أصواتكم وصيحوا مستغيثين بالله).

 

فعَجُّوا عَجّة واحدة، وبكى الشيخ واشتد بكاء الناس وصراخهم، ثم قال: عُجُّوا أخرى، ولا تشغلوا قلوبكم بغير الله، فعَجُّوا عَجَّةً أعظم من الأولى، واشتد بكاؤهم ونحيبهم، وعلا صوتهم.. ثم عَجَّ الثالثة، وعج الناس معه.

 

ثم قال لهم: انظروا من شرفات الحصن، فإني أرجو أن يكون الله قد فرج عنا.

 

يقول راوي القصة- الحسن بن محمد-: والله لقد أشرفت مع جماعة فرأينا الروم قد قوضوا (انصرفوا)، وركبوا مراكبهم، وانطلقوا في البحر، وفتحنا الحصن فوجدنا قومًا من بقاياهم، فسألناهم عن خبرهم فقالوا: كان الراهب المحبوب عميد الجيش بأفضل سلامته اليوم، حتى سمع ضجتكم بالمدينة، فوضع يديه على قلبه وقال: قلبي، قلبي، ثم مات، فانصرف من كان معه من الجيش إلى بلاد الروم.

 

قال الحسن: ووجدنا في الأبنية من محلتهم من القمح والشعير ما وسع أهل المدينة، وكفى الله جماعتهم بأس الروم من غير قتال والحمد لله

 

.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..