الروميساء 4 قام بنشر July 14, 2012 حبيبة: ها هو رمضان قد أتى، وأخيرًا سنشاهد أحلى المسلسلات. إسراء: مسلسلات!!، أهذه هي طموحاتك يا صديقتي. حبيبة: ماذا تقصدين؟ إسراء: إن شهر رمضان هو ضيف كريم، فيه الكثير من النفحات، التي يجب على كل فتاة أن تستغله في عبادة الله تعالى والتقرب منه. إنه لضيف كريم: أيام قليلة وتستقبلين أيتها الفتاة ضيفًا عزيزًا، هذا الضيف يجب على كل فتاة أن تكرمه حق الكرم، فعلى الرغم من أن هذا الضيف يمكث ثلاثين يومًا، إلا أنها تمر سريعًا جدًا، ولذا من لم تعد برنامجًا لاستغلال هذا الشهر الكريم، فستخسر خسرانًا مبينًا. وفي هذا المقال سنقدم لكِ أختي بعض النصائح لكي تكوني بإذن الله من الفائزين في هذا الشهر الكريم. 1. إنه شهر الصيام: الصيام في غير رمضان نافلة، ولكنه في هذا الشهر الكريم يكون فريضة كالصلاة والزكاة، بل إن صيام رمضان هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وحينما يدور الحديث عن الصيام، فنحن لا نتكلم عن الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل إنما نتحدث عن الصوم الحقيقي الذي به تتحقق الغاية الكبرى من الصوم وهي تقوى الله عز وجل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. (يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها. ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى) [تفسير السعدي، (1/86)]. والصيام أختي الفتاة له فوائد عظيمة، في تعليم الإنسان مراقبة الله تبارك وتعالى، فإذا نظرتِ ستجدين أنها العبادة الوحيدة التي يراها الناس، فالإنسان حينما يصوم، فالناس لا يعرفون أنه صائم، ولا يعلم حاله إلا الله تبارك وتعالى، فهو يربيكِ على أن تكوني مع الله عز وجل في كل حال. فإن أمر الصيام (موكول إلى نفس الصائم لا رقيب عليه إلا الله تعالى، وسر بين العبد وربه لا يشرف عليه أحد غيره سبحانه، فإذا ترك الإنسان شهواته ولذاته التي تعرف له في عامة الأوقات لمجرد الامتثال لأمر ربه والخضوع له لإرشاد دينه مدة شهر كامل في السنة ملاحظًا عند عروض كل رغيبة له من أكل نفيس وشراب عذب وفاكهة يانعة، وغير ذلك ......وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله تعالى، والاستغراق في تعظيمه وتقديسه أكبر معد للنفوس مؤهل لها لضبط النفس ونزاهتها في الدنيا ولسعادتها في الآخرة. كما تؤهل هذه المراقبة النفوس المتحلية بها لسعادة الآخرة تؤهلها لسعادة الدنيا أيضًا....فالصيام أعظم مرب للإرادة، وكابح لجماح الأهواء، فأجدر بالصائم أن يكون حرًا يعمل ما يعتقد أنه خير، لا عبدًا للشهوات، إنما روح الصيام وسره في هذا القصد والملاحظة التي تحدث هذه المراقبة) [ري الظمآن، سيد بن حسين العفاني، ص(21-22)، باختصار]. 2. وقفات مع كتاب الله: ثاني الأشياء التي نوصيكِ بها أختاه، هو القرآن، فهو حصن المؤمن الحصين من الوقوع في الذنوب والمعاصي، ونرى بعض الفتيات يسابقن في ختم كتاب، فهناك من تختم ثلاثة ختمات وهناك خمس ختمات، وإن كان هذا جيد، ولكن نريد أن يكون تعاملنا مع كتاب الله تبارك وتعالى في هذا الشهر الكريم هو تعامل كيفي وليس تعامل كمي. فتدبر كتاب الله والتفهُّم لمعانية من الأشياء التي تؤثر في قلب الإنسان، أن يتدبر في الآيات وينظر ماذا يريد الله تبارك وتعالى من هذه الآية؟ والقرآن لها فوائد عظيمة على النفس الإنسانية فهو (يولّد الطاقة في نفسكِ، ويقوي العزيمة في قلبكِ، مما يجعلكِ تتوجهين تلقائيًا إلى تصريف هذه الطاقة في أعمال البر المختلفة دونما توجيه من أحد. - ويستمر القرآن في زيادة الإيمان إلى أن يحرر القلب من الهوى، لينطلق به إلى السماء قلبًا ربانيًا موصولًا بالله عز وجل. - ومن أعظم صور التغيير التي يقوم بها القرآن أنه يعرّف صاحبه بالله عزّ وجلّ؛ فيمتليء قلبه بتعظيم مولاه وخشيته ورجائه، فيزداد إخلاصًا له سبحانه، وصدقًا في التوجه إليه. - والقرآن أيضًا يعرفنا بحجم أنفسنا الحقيقي، وقيمتها التي تنقص وتزداد بحسب انضباطها على ميزان التقوى من عدمه؛ فتصغر عندئذ في أعيننا؛ لتجد أعمالنا الصالحة طريقها إلى الله تعالى بعيدًا عن حواجز العجب والإدلال) [كيف نغير ما بأنفسنا؟، د.مجدي الهلالي، ص(70)، بتصرف يسير]. ومن الأشياء التي تعينك على تدبر كتاب الله عز وجل، تجنب بعض الأمور أثناء قراءة القرآن وهي: ـ اجتناب الضحك، واللغط: ـ كذلك أن تجتنب الفتاة المسلمة الحديث أثناء التلاوة إلا كلامًا في حالة الضرورة. ـ أن تجتنب الفتاة ما يلهي ويشرد الذهن كالعبث باليد، والسرحان وغير ذلك. 3. ذكر الله على كل حال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله إن شرائع الله قد كثرت علي فأخبرني بشئ أتشبث به قال صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله) [صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (3375)]. فهي من أيسر العبادات التي يمكن أن تداومين عليها وتدربي نفسكِ على أن تفعليها، فهو يُعلم الإنسان أن يكون مع الله تبارك وتعالى في كل حال وفي أي وقتن (ولذلك كان الذكر روح الأعمال كلها لأنه اكبر الأعمال كلها قال تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45] فقد بيَّن أهل العلم في معنى الآية، أن ذكر الله اكبر من كل شئ، فهو أفضل الطاعات لأنه المقصود في اكثر الطاعات فهو سرها ولهذا اقترب باكبر اعمالها كالصلاة والحج والجهاد) [روح الصيام ومعانيه، عبد العزيز كامل، ص(57)]. 4. احذري من مضيعات رمضان: ونقصد هنا أيتها الفتاة بعدة أشياء يمكن أن تساهم بشكل كبير في ضياع الوقت في شهر رمضان الكريم ومنها: ـ صديقات السوء: وهؤلاء من أكثر الأشياء التي تساهم في ضياع وقتكِ الغالي في رمضان، فالصديق من أشد الناس تأثيرًا في صاحبه، (فالرفقة اختيارية غالبًا، فهي علاقة يختارها الصديق لنفسه، فهو من ينتقي الأصدقاء ويبني معهم العلاقة مختارًا، وفق ميله، ويتم هذا الاختيار النفسي أو الروحي إما بصورة عفوية يكون مع نشأته ومن خلال المعيشة، أو بصورة انتقائية حسب ما يتوفر له من أجواء تجمعه بأبناء مرحلته، وثانيًا: للانسجام بين النفوس والأرواح، والتقارب في الخبرات ونوع المشكلات، فهذا أمر يضاعف من أثر الرفقة عليه ويزيد التوحد والخلة بين الأصحاب) [المراهقون، د.عبد العزيز النغيمشي، ص(64-65)]. ـ المسلسلات والأفلام: وهذه من أخطر الأشياء التي يمكن أن تفسد رمضانك، فالإنسان يتعجب من كثرة المسلسلات التي تكون في رمضان، مئات المسلسلات التي تلهي عن عبادة الله، بل إنها تحض الإنسان على معصية الله تبارك وتعالى، فلا تكوني من هؤلاء الفتيات الذين يقضين ليل رمضان ونهاره أمام التلفاز، وتضيعي هذا الوقت الثمين، الذي من أجله كان النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم، والتابعين رحمهم الله تعالى، يدعون الرحمن عز وجل ويقولون: (اللهم بلغنا رمضان) لأنهم يعلمون جيدًا أن شهر رمضان غنيمة كبيرة، وأن الإنسان الذي لم يغفر الله عز وجل له في هذا الشهر يكون قد رغم أنفه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. ماذا بعد الكلام؟ ـ اعلمي أن الغرض النهائي من الصيام هو التقوى، فليكن صومك تقيًا لله عز وجل، بأن تصومي عن قول البذيء من الكلام كالسباب، وأن تصوم عينكِ عن رؤية ما حرم الله تبارك وتعالى، وأن تكون أذنيكِ صائمة عن سماع الأغاني وغير ذلك. ـ ليكن هدفك في هذا الشهر هو قراءة القرآن بالتدبر لمعانيه، فاجعلي لكِ هدفًا في شهر رمضان بأن تختمي ختمة واحدة ولكن كما قلنا بأن تتفهمي الآيات، ويمكنك الاستعانة بأحد التفاسير التي تساعدك على فهم القرآن كتفسير ابن الكثير، وتفسير السعدي. ـ داومي على ذكر الله عز وجل، فحافظي على أذكار الصباح والمساء، واقتني كتاب حصن المسلم، الذي فيه أذكار اليوم والليلة، التي يحرص عليها المؤمن. ـ احذري من مضيعات الوقت في رمضان، كصديقات السوء، ومشاهدة المسلسلات والأفلام، فهذه الأمور هي التي ستضيع منكِ الفوز في شهر رمضان الكريم. 1 شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
حورية الجنة 114 قام بنشر July 14, 2012 جزاك الله كل خير أختى الفاضلة على هذا الموضوع الجميل والمفصل شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
