نودة 41 قام بنشر August 26, 2012 بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ... أحبتي في الله ... عن عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكون، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال. رواه مسلم. هكذا هو في صحيح مسلم: «الحور بعد الكون» بالنون، وكذا رواه الترمذي والنسائي، قال الترمذي: ويروى «الكور» بالراء، وكلاهما له وجه. قال العلماء: ومعناه بالنون والراء جميعا: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص. إنها قضية الوقت ............." الاستقامة " فبعضنا يقول : هل تقبل الله منا ؟ أقول من علامة القبول أن تستقيم قال الله لموسى وهارون: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[يونس: 89] وقد شاب رأس النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآية : في شعب الإيمان للبيهقي عن أبي عبدالرحمن السلمي قال: سمعت أبا علي السري يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام! فقلت: يا رسول الله! روي عنك أنك قلت: "شيبتني هود"؟ فقال: "نعم" فقلت له: ما الذي شيبك منها؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم؟! فقال: "لا، ولكن قوله: فاستقم كما أمرت" . فقول الله تعالى: {فاستقم كما أمرت} [هود (112) ] . أي: استقم على دين ربك، والعمل به، والدعاء إليه. والاستقامة: هي لزوم المنهج المستقيم. فالأمر خطير ، ألم يقل عدو الله: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}[الأعراف: 16]؟! ولهذا أمرنا أن نكرر في اليوم والليلة 17 مرة على أقل تقدير قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: 6]، فاللهم اهدنا صراط المستقيم، وثبتنا عليه يا رب العالمين. وعن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك. قال: «قل: آمنت بالله، ثم استقم» . رواه مسلم. قال عمر رضي الله عنه: الاستقامة: أن تقوم على الأمر والنهي، ولا تروغ عنه روغان الثعلب. فأعظم المبشرات أن تستقيم . فالإنسان مهما بلغ من التقوى والإيمان، فهو بحاجة ماسة إلى التذكير بما يثبته، ويزيد استقامته. يقول ابن تيمية رحمه الله: "وإنما غاية الكرامة لزوم الاستقامة، فلم يكرم الله عبداً بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه، ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته" والاستقامة لا تكون إلا باستقامة القلب : قال صلى الله عليه وسلم : " لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " قال ابن رجب رحمه الله: "فأصلُ الاستقامةِ استقامةُ القلب على التوحيد، كما فسر أبو بكر الصِّديق وغيرُه قولَه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} بأنَّهم لم يلتفتوا إلى غيره . فكيف تتحقق الاستقامة ؟ في تدبر هذه الآية عشرة أمور : 1- " كما أمرت " أي الامتثال فلا تزد ولا تنقص من أوامر الشرع شيئا كن متبعا للهدي 2- " ومن تاب معك " نحتاج للرفقة المعينة التائبة ، لابد من الأخوة والصحبة الإيمانية لتتحقق الاستقامة . 3- " ولا تطغوا " فلا تعجب بنفسك ولا عملك ، إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى . 4- " إنه بما تعملون بصير " ركب كاميرا مراقبة على قلبك وأعمالك فالله ناظر إليك . 5- " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا " لا تتوكل على مخلوق ، وإنما توكل على االحي الذي لا يموت . 6- " وأقم الصلاة طرفي النهار " هذه إصلاح الفرائض فالصلوات الخمس ميزان استقامتك . 7- " وزلفًا من الليل " تودد بكثرة النوافل لاسيما صلاة الليل دأب الصالحين . 8- " إن الحسنات يذهبن السيئات " لست بمعصوم فكلما أذنبت أحدث عملا صالحا ، " إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلن بالعلن " 9- " واصبر " الزمن جزء من العلاج والاستقامة تحتاج لوقت فاصبر وصابر ورابط فليس لك غير الله . 10- " فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" أتقن عملك وجوده ، فإن رحمة الله قريب من المحسنين . اللهم ارزقنا فهم القرآن والعمل بالقرآن ، واجعلنا من أهل الاستقامة ، واهدنا الصراط المستقيم . هاني حلمي 7 شوال 1433 هـ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر