اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
بركات معبد

الشعر

Recommended Posts

لقد احتار المتخصصون في تفسير ظاهرة الشعر تفسيرا حاسما وتحديد تعريف جامع لوصفها يصطلح عليه الجميع ويركنون أليه كتعريف حاسم لماهية الشعر وحقيقته , حتّى الشعراء أنفسهم فشلوا في ذالك لأنّ الشعر وليد النفس ألأنسانيه ذاتها لذا فأنّ كلّ التعريفات والفلسفات الّتي قيلت عنه ماهي ألاّ مفاهيم فرديه تصوّر وجهة نظر شخصيه لصاحبها وهي في مجملها رغم تباينها لا تتعدّى في الواقع السطح لحقيقة الشعر وماهيته أمّا باطنه وكنهه فلا يزال في مجاهل الغيب.

 

من التعريفات للشعر مايلي:

 

1- الشعر في ماهيته الحقيقيه تعبير أنساني فردي يتمدّد ظلّه الوارف في الأتجاهات ألأربعه ليشمل ألأنسانية بعموميتها . ( د. احسان عبّاس )

2- ليس الشعر الاّ وليد الشعور , والشعور تأثر وانفعال رؤى وأحاسيس عاطفه ووجدان صور وتعبيرات ألفاظ تكسو التعبير رونقا خاصا ونغما موسيقيا ملائما , أنّه سطور لامعه في غياهب العقل الباطن تمدّها بذالك اللمعان ومضات الذهن وأدراك الغقل الواعي . ( عبدالله أدريس )

3- الشعر لغة الخيال والعواطف له صلة وثقى بكلّ مايسعد ويمنح البهجه والمتعه السريعه أو ألألم العميق للعقل البشري أنّه اللغة العالية الّتي يتمسك يها القلب طبيعيا مع مايملكه من أحساس عميق .

 

أما الشعر بمفهومه التقليدي :

هو الكلام الموزون المقفّى الدال على معنى .

 

 

 

القصيده:

 

هي مجموعة أبيات من بحر واحد مستوية في الحرف ألأخير بالفصحى وفي الحرف ألأخير وما قبله بحرف أو حرفين أو يزيد في الشعر النبطي , وفي عدد التفعيلات ( أي ألأجزاء الّتي يتكون منها البيت الشعري ) وأقلّها ستة أبيات وقيل سبعه وما دون ذالك يسمّى ( قطعه ) .

 

القافيه:

 

هي آخر مايعلق في الذهن من بيت الشعر أو بعبارة أخرى الكلمة ألأخيره في البيت الشعري.

 

البحر:

 

هو النظام ألأيقاعي للتفاعيل المكرره بوجه شعري . وفي الشعر النبطي يعرف بالطرق أمّا الطاروق فيعني اللحن لديهم ويطلق تجاوزا على البيت الكامل وبحره ولحنه

الفرق بين البحر والوزن:

البحر يتجزأ الى عدّة أجزاء من الوزن الشعري كلّ جزء يمثّل وزنا مستقلا بذاته حيث التام وهو ماستوفى تفعيلات بحره والمجزوء هو ماسقط نصفه وبقي نصفه ألآخر , والمنهوك هو ماحذف ثلثاه وبقي ثلثه أي لا يستعمل ألاّ على تفعيلتين أثنتين .

 

أنواع بحور الفصحى :

بحور الشعر ستة عشر كلّ مجموعة منها في دائرة عروضيه واحده على الوجه التالي:

1- الطويل , المديد , البسيط .

2- الوافر , الكامل .

3- الهزج , الرجز , الرمل .

4- السريع , المنسرح , الخفيف , المضارع , المقتضب , المجتث .

5- المتقارب , المتدارك .

 

 

أنواع بحور الشعر النبطي:

 

1- الصخري

2- المسحوب

3- الهجيني

4- الحداء

5- العرضه

6- السامري

7- الفنون

8- المربوع

9- ألألفيات

10- الزهيري

11- الجناس

12- القلطه

 

 

************************************

************************************

 

 

الفرق بين الشعر النبطي والشعبي:

 

 

كل شعر خلاف الشعر العربي الفصيح هو عامي شعبي ... أمّا أذا كانت التسميه بالشعبي تعني أنّه شعبي من واقع البيئه الشعبيه فهذا خطأ لأنّ الشعر النبطي ليس هو الشعر الشعبي.

فالشعر الشعبي

 

هو الّذي يتكلم بلهجة أهل البلد الدارجه والمتميزه والّتي ينطق بها شخص يعرف أنّه من أهل ذاك البلد .

 

الشعر النبطي :

 

هو لهجة موحدّه بين كلّ ألأقطار . وتعتبر لهجة أهل نجد ألأصليه هي الّتي ينبع منها الشعر النبطي .

 

 

أصطلاحات الشعر النبطي:

 

القفل: يعني عجز البيت أي الشطره الثانيه من البيت وتطلق كلمة القفل تجاوزا على البيت كلّه الاّ انها تعني بالضبط العجز .

المشد: بكسر الميم والتشديد على الشين مع الفتحه وتعني صدر البيت .

الطرق: بالتشديد على الطاء مع الفتحه وبفتح الراء أيضا وتعني البحر .

الطاروق: ويعني اللحن

القارعه: تعني القافيه

القاف: يعني البيت كاملا وتطلق كلمة قاف تجاوزا على القصيده كلّها .

الراحله: وتعني القريحه أو مقدرة الشاعر .

الأحضار: أي ألأرتجال .

الشوطار: عدم تسلسل ألأفكار بالقصيده .

دوس البيت: تكرار القافيه بالشعر المنظوم .

شاب: أي انتهى وتنطق أيضا شام .

الفتل: أي أبهام المعنى .

النقض: فكّ ألأبهام أو أظهار المعنى .

قصّاد: وهو أقل من الشاعر وهو الهاوي .

مهمله: تطلق على القصيده ذات القافيه الواحده , أي أنّ الشاعر أهمل قافية أول شطره واعتمد قافية الشطره الثانيه وتكون عادة بالهلالي والصخري .

حورني: الشعر الحورني او القصيده الحورنيه هي القصيده المكسوره الّتي لايعرف لها وزن ولا بحر .

بيطار: الشاعر المتمكن .

 

**********************************************

**********************************************

 

 

كيف نسمّي القصيده قصيده ؟ :

 

يجب توافر الشروط التاليه في أي قصيده حتى يمكن أطلاق أسم قصيده عليها:

1- الوزن

2- القافيه

3- الفكره أو المعنى

4- المضمون أو ألأسلوب:

أ- ألأسلوب اللفظي

ب- ألأسلوب المعنوي

ج- ألأسلوب الجمالي

 

 

 

*********************************

*********************************

 

كيف تنظم قصيده باللغه الفصحى:

 

لنظم قصيدة باللغة الفصحى يجب أن يكون الشاعر ملمّا بما يلي:

 

- علم العروض:

وهو علم ميزان الشعر أو موسيقى الشعر . فهناك صلة بين علم العروض والموسيقى بصفة عامه وهذه الصله تتمثل في الجانب الصوتي . فالموسيقى تقوم على تقسيم الجمل الى مقاطع صوتيه تختلف كولا وقصرا , أو الى وحدات صوتيه معينه على نسق معيّن , بغض النظر عن بداية الكلمات ونهايتها وكذالك شأن العروض . فالبيت من الشعر يقسّم ألى وحدات صوتيه معينه أو ألى مقاطع صوتيه تعرف بالتفاعيل بقطع النظر عن بداية الكلمات ونهايتها فقد ينتهي المقطع الصوتي أو التفعيله في آخر الكلمه , وقد ينتهي في وسطها وقد يبدأ من نهاية الكلمه وينتهي ببدء الكلمه الّتي تليها .

مثال:

لا تسألي القوم مامالي وما حسبي ....... وسائلي للقوم ما حزمي وما خلقي

فتقطيع هذا البيت أو تقسيمه ألى وحدات صوتيه أو تفاعيل يكون كالتالي:

لا تسألل قوم ما مالي وما حسبي...وسائلل قوم ما حزمي وما خلقي

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن متفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

 

الكتابه العروضيه:

تقوم الكتابه العروضيه على أمرين أساسيين:

1- ماينطق يكتب .

2- مالا ينطق لا يكتب .

وتحقيق هذين ألأمرين عند الكتابه يستلزم زيادة بعض أحرف لاتكتب أملائيا وحذف بعض أحرف تكتب أملائيا .

 

المقاطع العروضيه:

يتكون المقطع العروضي من حرفين على الأقل وقد يزيد الى خمسة أحرف . والعروضيون يقسمّون التفاعيل الّتي تتكون منها أوزان الشعر ألى مقاطع تختلف في عدد حروفها وحركاتها وسكناتها وفيما يلي تفصيل هذه المقاطع:

1- السبب الخفيف: وهو يتألف من حرفين أولهما متحرك وثانيهما ساكن نحو ( لم _ عن _ قد _ بل _ كم _ ان _ هل ) .

2- السبب الثقيل: وهو ما يتألف من حرفين متحركين نحو:

( لك _ بك _ ويع _ ويف من لم يع ولم يف ) .

3-الوتد المجموع: وهو مايتألف من ثلاثة أحرف أولهما متحرك وثانيهما ساكن وثالثهما متحرك نحو:

( أين _ قام _ ليس _ سوف _ حيث _ لان _ بين ) .

4- الفاصله الصغرى: وهي ماتتألف من أربعة أحرف الثلاثة ألأولى منها متحركه والرابع ساكن نحو:

( لعبت _ فرحت _ ضحكت _ ذهبا _ رجعا _ ذهبوا _ رجعوا ) .

5- الفاصله الكبرى: وهي ماتتألف من خمسة أحرف الأربعة ألأولى منها متحركه والخامس ساكن نحو:

( غمرنا _ شجرة _ ثمره _ حركه _ بركه بتنوين التاء في كلّ منها ) .

وأذا تأملنا الفاصله الصغرى والكبرى وجدنا أنّ كلتيهما تتألف من مقطعين فالفاصله الصغرى تتألف من سبب ثقيل وآخر خفيف على حين تتألف الفاصله الكبرى من سبب ثقيل ووتد مجموع .

 

التفاعيل:

عرفنا أنّ التفاعيل للعروض تتألف من مقاطع وهذه التفاعيل لا تقلّ عادة عن مقطعين ولا تزيد على ثلاثة مقاطع .

وأذا رمزنا للحرف المتحرك بألف صغيره (ا) والى الحرف الساكن بدائرة صغيره (ه) وشئنا أن ننقل كلا من فعولن ومفاعيلن من ألألفاظ ألى لغة الرسوم تصبح: ااه اه

كما تصبح مفاعيلن: ااه اه اه

 

عدد التفاعيل:

1- أثنتان خماسيتان هما:

فاعلن: اه ااه

فعولن: ااه اه

2- ثمانيه سباعيه وهي:

مفاعيلن: ااه اه ا ه

مستفعلن: ا ه اه ااه

مفاعلتن: ااه اااه

متفاعلن: اااه ااه

مفعولات: اه اه اه ا

فاع لاتن: اه ا اه اه

مستفع لن: اه اه ااه

 

 

 

 

*****************************

*****************************

 

ماهي مقومات القصيده العربيه:

1- أبيات القصيده: يجب أن تكون كلّها واحدة في وزنها من جهة عدد المقاطع والتفاعيل فأذا كانت تفاعيل البيت الأول ثلاثه أو أربعه التزمت هذه التفاعيل بعددها في جميع أبيات القصيده .

2- وحدة القافيه .

3- التقطيع: ويراد بالتقطيع وزن الكلمات من البيت الشعري بما يقابلها من تفعيلات ويمكن ألأهتداء يوزن البيت باتباع الخطوات التاليه:

أ- كتابة البيت كتابه عروضيه .

ب- وضع الحرف ن ( طريقه أحرى للطريقه الّتي سبق شرحها ) تحت كلّ حرف متحرك لايليه ساكن ووضع خط صغير(_)تحت كلّ حرف متحرك يليه ساكن .

ج- بعد ألأنتهاء من نقل لغة ألألفاظ الى لغة الرموز يقسّم البيت الى تفاعيل لفظيه .

مثال:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ...... وتأتي على قدر الكرام المكارم

نتبع الخطوات أعلاه:الشطر ألأول من البيت

على قد رأهللعز م تأتل عزائموا

ن _ _ ن _ _ _ ن _ _ ن _ ن _

فعولن مفاعيلن فغولن مفاعلن

الشطر الثاني من البيت:

وتأتي على قدرل كرامل مكارموا

ن _ _ ن _ _ _ ن _ _ ن _ ن _

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

وبذالك يكون هذا البيت من بحر الطويل

 

>>>>> منقول <<<<<

 

ثم نضع ذلك وراء ظهورنا

لنبدا رحلة الشعر الحر

أو

قصيدة النثر

 

انتظرونا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

ياه اخيرا لقيت الموضوع ده

الف مليار شكر استاذنا وشعاعرنا الكبير بركات معبد

جزاك الله كل خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

شكرا لك أخى صناع الحياة على وقوفك هنا

وأنا أيضا نقلت هذا الموضوع للفائدة لى وللأعضاء

 

وإذا تم تثبيت الموضوع سيصبح موضوعا للنقاش والمشاركة

والاستفسارات

وأيضا سأواصل بإذن الله الحديث عن الشعر

سواء بنشر أجزاء أو مقاطع من كتب أو آراء شخصية لى ولبعض الكتاب

 

وأرجو المشاركة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الفصل الأول من كتاب " مقدمة الشعر العربى " لــ أدونيس

 

 

يقول أدونيس فى الفصل الأول من كتابه مقدمة للشعر العربى :

 

الفرق بين الشعر الحديث والشعر الجديد :-

للجديد معنيان :

زمنى : وهو آخر ما استحدث فنى : لا يماثله ما قبله

أما الحديث فذو دلالة زمنية يعنى كل ما يصبح عتيقا . فكل جديد بهذا المعنى حديث ، ولكن ليس كل حديث جديد . معيار الجديد يكمن فى الإبداع والتجاوز عن الماضى واحتضان المستقبل .

 

الجديد هو شئ جديد يقال وطريقة قول جديدة . اختلافا عن الآثار الماضية وإغناء للحاضر والمستقبل

المجتمعات ذات الثقافة الحية تتطلب من الشاعر أن يكون له صوته الخاص ، أن يكون فريدا وأصيلا . أما المجتمعات ذات الثقافة الميتة فتتنكر للأصالة وترفض كل شاعر أو كاتب يتميز بلغة أصيلة جديدة . لأنها تريد أن تكون الكتابة صناعة يعرفها الجميع ويفهمها الجميع .

 

معنى أن يكتب الشاعر الجديد قصيدة ، فهو يحول العالم إلى شعر . يؤسس ( باللغة والرؤيا ) عالم واتجاه لاعهد لنا بهما . يخرج عن مجموعة القيم والمفاهيم والآراء التى لم تكن من تراثنا وشخصيتنا إلى الأشكال الخارجية والقوالب الجاهزة التى سادت مناخنا وحولته إلى تمارين فى الوزن والزخرف واللهو وفى كل ما يجعل الحياة فقيرة وضيقة .

التراث المكتوب يدخل فى ثقافة الشاعر فقط ، لا فى إبداعه . فلإبداع مرتب بروح الأمة وحياتها وتطلعاتها للمستقبل .

 

لئن كان للقصيدة المغلقة شكل مغلق بالضرورة ، فإن للقصيدة المنفتحة شكلا منفتحا بالضرورة . فالشكل الكثير سيحل محل الشكل الشعرى الواحد ، لأن الشعر الجديد تجاوز حدود النوعية القديمة وصار عالما فسيحا من الأوضاع والحالات الروحية والتعبيرية فيما وراء الحد والنوع والقاعدة والتقليد .

ليس هناك وجود قائم بذاته نسميه الشعر ، ونستمد منه المقاييس والقيم الشعرية الثابتة المطلقة ، ليس هناك بالتالى خصائص أو قواعد تحدد الشعر ماهية وشكلا تحديدا ثابتا مطلقا ،

 

الموجود الحقيقى هو الشاعر ، هو القصيدة . فالشعر أفق مفتوح وكل شاعر مبدع يزيد من سعة هذا الأفق .

القصيدة شكل إيقاعى واحد أو أكثر ، ضمن بناء واحد ، لكن الشكل الإيقاعى وحده لا يجعل من القصيدة أثرا شعريا بل يجعلها مصنوعات شعرية ، إذا فلابد من توفر ( البعد أو الرؤيا )

( الشعر هو الكلام الموزون والمقفى ) عبارة تشوه الشعر ، فهى العلامة والشاهد على المحدودية والانغلاق ، وهى معيار يناقض الطبيعة الشعرية العربية ذاتها ، فهذه الطبيعة عفوية ، فطرية وذلك حكم عقلى منطقى .

لا موضوع فى الشعر ، بل تعبير وطريقة تعبير . ولا حقائق مستقلة بذاتها ، بل رؤى ووجهات نظر . طبيعى إذن أن لا تكون هناك قاعدة صالحة للأبد ، لذلك .. ليس ليس امتياز الشعر فى أنه يخضع لقاعدة ثابتة ( شأن العلم ) بل امتيازه فى أنه يسبق القاعدة .

 

إن الخليل بن أحمد لم يضع تلك الأوزان لتكون قاعدة للمستقبل ، وإنما وضعها لكى يؤرخ بها للإيقاعات الشعرية المعروفة حتى أيامه . ولكن الإيقاع كالإنسان يتجدد ، وليس هناك أى مانع شعرى أو تراثى من أن تنشأ أوزان وإيقاعات جديدة ، ثم ان الوزن الخليلى لا يؤلف الشعر العربى كله ، وإنما يؤلف جزءا منه .

 

الفرق بين الشعر والنثر :-

 

النثر إطراء وتتابع لأفكار ما ، والإطراء ليس ضرورى فى الشعر

النثر ينقل فكرة محدودة ولذلك يطمح لأن يكون واضحا ، أما الشعر ينقل حالة شعورية أو تجربة لذلك فأسلوبه غامض بطبيعته .

 

النثر وصفى تقريرى ذو غاية خارجية معينة ومحدودة ، بينما الشعر غايته نفسه ، فمعناه يتجدد دائما بحسب السحر الذى فيه وبحسب قارئه والصورة الشعرية من أهم العناصر فى هذا المقياس بين الشعر والنثر ، فأينما ظهرت الصورة ظهرت معها حالة جديدة وغير عادية من استخدام اللغة ، ولا يجوز أن يكون التمييز بين الشعر والنثر خاضعا للوزن والقافية ، فمثل هذا التعبير شكلى وليس جوهرى .

 

· العروض ليس إلا طريقة من طرائق التعبير الشعرى .. هى طريقة النظم .

· إذا كانت القصيدة الخليلية مجبرة على اختيار الأشكال التى تفرضها القاعدة أو التقليد الموروث . فإن القصيدة الجديدة نثرا أو وزنا حرة فى اختيار الأشكال

وبنائها .

 

· الايقاع الخليلي خاصة فيزيائية في الشعر العربي ،· هذه الخاصة للطرب في الدرجة الأولى ،· وهي تكتفي بأن تقدم لذة للأذن والقافية علامة الإيقاع وهي صوت متميز يدل على مكان التوقف لكي نتابع .

· الشكل الشعري الجديد يتكون الآن بدءاً من الكلمة العربية وإيقاعها لا بدءاً من القريض .

إن قوانين العروض الخليلي إلزامات كيفية تقتل دفعة الخلق أو تعرقلها فهي تجبر الشاعر أحياناً أن يضحي بأعمق حدوسة الشعري في سبيل مواضعات وزنية كعدد التفعيلات أو القافية .

الشعر إذن يفقد كثيراً بالقافية ، يفقد إختيتار الكلمة وبالتالي إختيار المعنى والصورة والتناغم .

ثم إن فن النظم شئ والشعر شئ آخر .

 

لا شك أن الشعر في نشأته ذو صلة بالموسيقى ، فقد كان تكرار الصوت في فواصل منتظمة ، وتساوي اللحظة الموسيقية في الأبيات يسهل الترانيم الشعرية القديمة ليكن إيقاع الجملة وعلائق الأصوات والمعاني والصور وطاقة الكلام الإيحائية والذيول التي تجرها الإيحاءات وراءها من الأصوات المتلونة المتعددة – هذه كلها موسيقى ، وهي موسيقى مستقلة عن موسيقى الشكل المنظوم ، قد توجه فيه ، وقد توجه دونه .

.. في قصيدة النثر إذن موسيقى ولكنها ليست موسيقى الخضوع للإيقاعات القديمة بل هي موسيقى الاستجابة لإيقاعات تجاربنا وحياتنا الجديدة وهو إيقاع متجدد .

 

تتضمن القصيدة الجديدة نثراً أو وزناً مبدأ مزدوجاً :

 

الهدم – لأنها وليدة التمرد

والبناء – لكي يعوض عن تلك القوانين بقوانين أخرى

ومقبول ومعمم ، هو شاعر المفاجأة والرفض ، الشاعر الذي يهدم كل حدب بحيث لا يبقي أمامه غير حركة الإبداع وتفجرها في جميع الاتجاهات

 

الخطورة في القصيدة الجديدةو أن العبث والحلم واللاوعي والتخيل أنتجت شعراء زائفين ، فليس شعراً أ ن نسرد تاريخاً غير متلاحم ، وأن نصف صرخات الألم والثورة وأن نرسم على الورق شريطاً من الجمل لا شخصية لها ، إن القصيدة الجديدة نثراً أو وزناً خطرةً لأنها حرة

 

الإبداع الشعري يرفض الط رق الشعررية التي تبحث عن حلولها في الفكر وتخضع القصيدة لبنية العقل – لحدوده وقواعده والتزاماته المنطقية

 

طرق الإبداع حدسية ، إشراقية ، رؤياوية ، تبحث عن الحلول في فيض الحياة وغناها في تفجر ممكاناتها وتنوعها ، وهي تتبنى الإنسان بجحيمه وجنته ، تتبنى الإنسان لا النظرية ، الحياة لا مقولات الحياة

اللا محدود ، واللا نهائي – هذا مجال الإبداع

 

الأشكال الشعرية بلا نموذج ، كل شكل كاف بذاته

** ينفذ الشاعر برؤياه إلى ما وراء قشرة العالم وبقدر ما يغوص في أعماق العالم ليخلق أبعاداً إنسانية وفنية جديدة ، ترسخ في نفسه محل الصورة الواقعية المحدودة ، باحثاً عن الممكن اللا نهائي . هذا السفر إلى ما وراء الواقع لا يعني هروباً من الواقع ، أنه يستعين بالحلم والخيال والرؤية لكي يعانق واقعهالآخر ، ولا يعانقه إلا بهاجس تغيير الواقع وتغيير الحياة

 

** وكل واقع نتجاوزه يوصلنا إلى واقع آخر أغنى وأسمى ، هذا البحث عن الواقع الآخر ، عن الممكنات هو ما يعطي للكشوف الشعرية فرادتها .

والشاعر يطمح إلى أن يكون وأن يبقى ثورة دائمة ضد التقليد والثبات

والممكنات كائنة في المستقبل ومن هنا يعيش الشاعر ويكتب مأخوذاً بالمستقبل .غير أن المستقبل يل مستقبلاً والشاعر كباحث عنه يشعر بالحسرة الخانقة : حسرة خلاف يسير إلى مستقبل يعرف أنه لن يدركه وفي انتظار مجيئه يشعر كأنه خارج الزمن في حالة ليست زمنية ولا أبدية ومن هنا يحدث أن يبدو الشاعر غامضاً ، ومتناقضاً .

 

الشعر نقيض الوضوح الذي يجعل القصيدة سطحاً بلا عمق .. الشعر نقيض الإبهام الذي يجعل من القصيد كهفاً مغلقا . . الشعر نوع من السحر لأنه يهدف إلى أن يدركه العقل ،، الشعر ليس بلغة تعبير بقدر ما هو خلق لغة .

ليست هناك كلمات شعرية وكلمات غير شعرية ، هناك كلمات تتضمن في استخدامها أو لا تتضمن طاقة شعرية .

 

القيم الشعرية القديمة التي تحولت او تغيرت والتي تجاوزها الشعر العربي الجديد :-

 

الحكمة : الشاعر العربي الجديد يستبدل الحكمة بالتساؤل لأنه يستبدل المعطى بالبحث .

أخلاقية الحكمة ( القناعة – الصبر – الخضوع للقضاء والقدر والعرف ..... إلخ ) هكذا كله نراه شائعاً في الشعر العربي القديم لكن الشاعر العربي الجديد يستبدل أخلاقية الحكمة بأخلاقية التساؤل والبحث ( القلق – الخوف – اليأس – الرجاء – الأمل – التمرد ....إلخ )

 

الزهد : الشعر العربي الجديد يتمسك بالدنيا.. شعر الإنسان وقضاياه في الأرض

النموذج : الشعر القديم شعر نموذجي ( عمود الشعر ) والشاعر الجديد يرفض هذا النموذج

الشكل الثابت : للشعر العربي القديم شكل بنائي ثابت ، الشاعر العربي الجديد يتجه نحو الشكل المتحرك ، قد يصبح لكل قصيدة جدية شكلها الخاص دون أن يتحدد بوزن أو نثر

الزمن : الشاعر العربي القديم وجد الكمال الكلي في الماضي كان التقدم بالنسبه له هو التشبه بالماضي ، الشاعر العربي الجديد يرفض الزمن المغلق ويتبنى زمكن التغير

 

الغنائية : كانت الغنائية قديمة على مستوى الشعور الفردي ، الغنائية في الشعر العربي الجديد على مستوى التجربة الكلية والإنسانية والكون

 

معنى الشعر : الشعر العربي القديم كان ضمن إطار جزئي من الحياة والعالم وإطار ثابت من التعبير وكان معناه يقوم أساسياً على الشكل .. الشعر الجديد يحاول ان يكون تجربة شاملة ، أن يكون موقفاً من الإسان والحياة والعالم ، معناه يقترن بالخلق والتغيير لا بالصناعة والوصف ، لم يعد الشعر شكلاً وإنما أصبح وضعاً أو حالة :

لكن توجد قيم حضارية عربية مستمر في الحركة الشعرية الجديدة وهي تلك التي تبعث من نصوص التصوف وهذه القيم هي :

 

تجاوز الواقع ( اللا عقلانية : واللا عقلانية في التصوف تعني الثورة على قوانين المعرفة العقلية وعلى المنطق والشريعة ( من حيث هي أحكام تقليدية تعنى بالظاهر ) وعلى الفلسفة ( بالمعنى التقليدي ) هذه الثورة تؤكد – المقابل – على الباطن أي على الحقيقة ( مقابل الشريعة ) ، وإباحة كل شئ للحرية

الحدس الصوفي ( الشعري ) : طريقة حياة وطريقة معرفة : لهذا الحدس نتصل بالحقائق الجوهرية ونشعر أننا أحرار قادرون بلا نهاية

 

الحرية : في الجاهلية كانت فروسية ومغامرة وفي التصوف تصاعد مستمر نحو لا نهاية المطلق . والحرية أهم من التراث وبالتالي فالإنسان أهم من المذهب

 

التخيل : وهو يعني شئ أشمل وأعمق من الخيال ، فالتخيل هو رؤية الغير

اللا نهاية : ليست هناك في الحدس الصوفي محدودية أو حواجز فالكون حركة لا نهائية . الغيب نفسه ليس نقطة نصل إليه ، وةإنما هو عالم يتحرك بلا نهاية وكلما ظننا أننا عرفناه نزداد جهلاً به وشوقاً إليه

معنى الحياة والموت : لم يعد الموت نهاية وإنما أصبح باب حياة حقيقة ولم تعد الحياة أن يعمر الإنسان طويلاً وإنما صارت أن يعرف . الحياة إكتشاف ومعرفة ، والمعرفة لا تتم إلا بالموت ( الإتحاد مع المطلق والعودة للأصل ) هكذا يتراءى معنى جديداً للبطولة والفروسية . الإنسان كائن للموت بل أن جوهره هو الموت لذلك يغامر ويحيا بطلاً

 

** تجاوز الماضي لم يعد يهم الشاعر العربي الجديد قدسية مطلقة نهائية وإنما أصبح يهمه بقدر ما يدعوه للحوار معه ، فالشاعر الجديد يأخذ من أصوات الماضي تلك التي تعانق المستقبل ويتفاعل معها ويستفيد منها .

** إن القصيدة الأكثر حداسة لا تكون بالضرورة أكثر قيمة ، فالإغراء في التقدم شأن الإغراء في القدم لا يتضمن بالضرورة قيمة فنية . إن قصيدة جريئة في ابتكاراتها واستباقاتها الشكلية لا تعني بالضرورة أنها أكثر قيمة أو أجمل من قصيدة تنستفي أصولها المباشرة من الينابيع القديمة . غير أن هذا لا يعني بأية حال أن أسلوب التعبير في الماضي صالح للتعبير في عصرنا الحاضر ، فالأساليب القديمة لم تعد تنتج إبداعاً له أثر عظيما والدليل ينهض كل يوم ، فالذين يحافظون على المنهجية القديمة ليس لهم حضور في عالم الإبداع الشعري المعاصر . إنهم ظلال شاحبة وتكرار عقيم . أما الذين يعطون اليوم للشعر العربي أعمق خصائصه فهم الشعراء المجددون

 

>>>> من كتاب مقدمة الشعر العربى لأدونيس <<<<<<<<<<<

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..