ranasamaha 23 قام بنشر February 4, 2013 (تعديل) ملتقى ديفوس.. حيثتقرع الكؤوس وتدور الرؤوس انفض السامر وعادرجال المال والأعمال والسادة والقادة إلى ديارهم؛ فماذا يقول هؤلاء عندما تدرجطائراتهم الخاصة على الممرات في طريق عودتهم إلى واقع شعوبهم الثائرة ومؤسساتهمالخاسرة؟ كل عام ينادي العجوز "كلاوسشواب" صاحب "ديفوس"، فيهرع قادة العالم إلى "سويسرا" ليحددوامستقبل العالم! يلبي النداء أكثر من ألفي شخص مهم، يهدرون عشرين ألف ساعة وهم يتكلمون فيالقاعات الدافئة، ولا أحد يسمع! يصرفالعالم كل عام أكثر من مليار دولار لحضور "ديفوس". والمفارقة هي أن هؤلاء يذهبون إلى أغنى دولة فيالعالم، ليحلوا مشاكل أفقر دول العالم. تخيل أحد "الديفوسيين" المعتقينوهو يمسك بيده اليمنى كأسًا معتقًا يزيد ثمنه عن ألف دولار، وفي اليسرى سيجارًاكوبيًا فاخرًا أهداه إياه أحد قادة "المافيا". ها هو يهز رأسه متظاهرًابالإنصات، وهو يحدق في رجل لا يعرفه، لكنه يرتدي بزة سوداء من "جيفنشي" وساعة"رولكس" نادرة اشتراها بأموال شعبه، أو أخذها رشوة من رجل أعمال مرر لهصفقة، وها هو الآن يتحدث عن العدالة وينظر حول الفقر، ويجترح حلولاً لأزمات العالمالأخلاقية والاقتصادية. ليس هناك منطق يقضي بحضور المنتدىالاقتصادي العالمي في "ديفوس" كل شتاء سوى أن تذهب إلى ذلك المكانالبارد لتسخن رأسك، وتشرب حتى الثمالة، وتنسى هموم أمتك وشركتك وتتناسى مصادرثروتك، وتغرق في الحفلات والدعوات المجانية التي تنظمها شركات العلاقات العامة،لصالح كبار الموردين، الذي يغوون صغار السياسيين وكبار الفاسدين! ولكن هذا العام ألغيت حفلة "جوجل" التقليديةالتي كانوا يشربون فيها بالمجان. وانتشرتالأخبار عن إدانة مئات الطلاب من جامعة "هارفارد" بالغش في الامتحانات. في حين كانت واحدة من ورش العمل تتناول ظاهرةنقل جامعات العالم الراقية إلى العالم الثالث لتساهم في التنمية. فها هي جامعات "أمريكا" الصديقة و"بريطانيا"العريقة تحط الرحال في "الهند" و"الصين" ودول الخليج؛ وأحدمنظري "ديفوس" عن تطوير التعليم يتكلم، ولا أحد يسمع أو يتعلم. لكي تتخيل ما "يدفس" هناككل عام، تصور أن زلزالاً ضرب جبال "الألب" السويسرية في أثناء الملتقى،وفاضت مياه نهر "لاندفاسر". سيموتهناك ألف رجل أعمال يملكون 80% من ثروات العالم، و400 وزير، و50 رئيسًا وأميرًا، و999صحفيًا و199 سفيرًا، على أقل تقدير. ستدمر100 طائرة خاصة، و3000 سيارة ليموزين، وتلغى 200 ورشة عمل، و 50 عشاء عمل، و20حفلة كوكتيل، وسيصاب خمسة آلاف حارس شخصي، وعشرة آلاف رجل أمن. ولن يخسر العالم شيئًا. منذ عقدين وملتقى "ديفوس" يقامبانتظام، ولا يحل السلام. وبعد 15 عامًامن "ديفوس" الأول، أفلس العالم. الحديث عن المخاطر، ومشكلات المناخ، والحرية، واقتصادات الدول العشرينالكبار، وفقراء المائتين الصغار، ولم يعد الملتقى بالخير على أحد. الربيع العربي ما زال يتربع على قبور الموتىوصدور الجرحى. والحروب تمتد من "آسيا" إلى "أفريقيا"، وثرواتالشمال تزداد، وأزمات الجنوب تشتد، وأصحاب "ديفوس" ينظرون في الصباح،وفي المساء يحتفلون، لا يفهمون ما يقال، ولا يعقلون ما يقولون. لماذا "ديفوس"؟ ماذا يحدثعندما يعود "الديفسيون" إلى مكاتبهم ويراجعون مذكراتهم؟ هل تتغير قراراتهم؟ هل يحل "كلاوس شواب" مشكلاتهم؟ هل منالعدل مناقشة مشكلات الفقر والمناخ والبطالة والتعليم والإرهاب والفساد كل عام، فينفس المكان، وفي نفس التوقيت، من قبل نفس المتحدثين مع نفس المشاركين؟! ماذا لو تحول "ديفوس" إلىمؤتمر للفلاسفة والمحللين النفسيين وممارسي اليوجا والشعراء والروائيين؟ لماذا لا يأتون بحكيم هندي وجريح سوري ولاجئفلسطيني ومشرد صومالي وعامل صيني وثائرمصري وعاطل أردني ومعتقل إيراني ليتحدثوا عن معاناتهم وتطلعاتهم؟ هل هي سياسة أم نجاسة أم نخاسة، وهل هو اقتصادأم فساد، وهل هي إدارة أم تجارة أن يلتقي كل عام؛ نفس السفراء بنفس الوزراء، وذاتالأغنياء بذات الرؤساء، وأشهر الإعلاميين بأفشل السياسيين؟ في أحد استطلاعات الرأي حول "ديفوس"تبين أن 85% من الناس لا يثقون برجال الأعمال والسياسة، وأن 80% ممن يحضرون "ديفوس"يتم إقصاؤهم من مناصبهم ومراكزهم قبل تقاعدهم! فهل يمكنك أن تثق بملتقى اقتصادي عالمي لا يستحق الثقة بمن يتحدثون لهويشاركون فيه سوى 15%؟ لقد صدق "برناردشو" حين قال: "تكمن مأساة العالم في أن السلطة تقع غالبًا في أيديالعاجزين." تم تعديل February 5, 2013 بواسطه الفقيرة الى الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر