عاشق الصداقه 525 قام بنشر March 20, 2013 تحولت الدنيا في عيني إلى اللون الأسود في لحظة . بخطوات ثقيلة أغادر عيادة الطبيب ممسكا بيدي تحاليلي. لقد أصبت بالسكري ... هكذا قالها الطبيب بمنتهى اللامبالاه وهو ينظر في ورقة التحاليل ... كيف يكون بهذا البرود وهو يخبرني أن حياتي كما أعرفها قد انتهت؟ أعرف الكثير عن السكر بحكم معاشرتي لبعض أقاربي السكريين ... أعرف تقييد الحرية الذي سيفرضه السكر على حياتي ... أعرف معنى الحبس في المنزل حتى لا أتعرض لغيبوبة سكر بالخارج ... التهاب الاعصاب ... ضعف شبكية العين ... القدم السكري ... أعرف أن أسنان جدي تساقطت بسبب السكر . شارد الذهن أمسكت بهاتفي وتحدثت إلى صديقي المقرب ... أشعر بالراحة عندما أتحدث إليه ... أشعر أنه ينشر الطاقة الإيجابية في من حوله ... طلبت منه أن يقابلني في مقهانا المعتاد على وجه السرعة ... كنت أريد أن أخبره بمصيبتي ... أحتاج فعلاً لمن يستمع إليّ. طلب مني تأجيل الموعد ساعة حيث أنه في الصالة الرياضية يمارس تمارينه اليومية ... حسناً لا مانع من انتظار ساعة ... أمامي العمر كله مع السكر لأتحدث فيه كما أشاء فلا داعي للاستعجال. مكتئباً وتملأ مخيلتي صور أطراف مبتوره وعيون لا ترى و ... أفقت على صوت صاحب المقهى مرحباً بي وسحب كرسي وجلس إلى جواري. سألني ماذا أشرب فطلبت منه كوب شاي ثم تذكرت مصيبتي فتداركت قائلاً ... بدون سكر. قال لي مبتسما اننى كان يجب ان ابدأ الريجيم منذ فترة لأن وزني زائد ... نظرت له بعين حزينه وأخبرته أنني أصبت بالسكر ... " لا حول ولا قوة إلا بالله " قالها وهو يضرب كفاً بكف ... وبدأ يسديني النصائح بألا اقترب من السكر والحلويات والشيكولاتة. وأنه يعرف قريباً له أصيب بالسكر في صغره وهو الان يحمل باقي أمراض الدنيا ... تبا لك فأنا منزعج بما يكفيني اليوم. جاء الشاي فوجدته يضع في كأسه ثلاث ملاعق من السكر ... ابتسمت وأنا أتذكر نصيحته لي بالابتعاد عن السكر ... تذوقت كأسي فوجدت طعمه سيئاً للغاية ... اكتفيت برشفة صغيرة تجنباً للإحراج وشردت مرة أخرى في خواطري السوداء . انفرجت أساريري عندما لمحت صديقي قادماً من بعيد ... كم أحب هذا الشاب ... دائماً مبتسم وأجده بجانبي حين أحتاجه ... سيستمع إليّ بكل تأكيد ... هو يجيد ذلك فعلاً ... سلمت عليه واحتضنته بشده وكأني لم أره منذ قرون ... شعر بأني لست على طبيعتي فربت على كتفي وجلسنا ... سألني عن أحوالي ... دمعت عيني وأنا أخبره أني أصبحت سكري وأن حياتي انتهت وأنا في فترة شبابي. وكيف صرت محروما من كل ما أشتهي وكيف صارت الحياة سجنا لي. كان يستمع إلي باهتمام. لم يحاول مواساتي وتهوين الموقف علي ... فقط جلس يستمع الى حديثي عن التهابات الأعصاب الطرفية وكيف أنني منذ الأن أشعر بالام مبرحة في قدمي لم أكن أعاني منها حتى الأمس! دون أن يتحدث أشار إلي بالاستئذان قليلا ... وغادر ... نظرت له وهو يمشي مبتعداً ... تحسست ثنايا الدهون على بطني ...كم تمنيت جسدأ رياضياً ممشوقاً كجسده ... ولكن فات الاوان فأنا الاّن مريض سكر ! عاد صديقي بعد دقائق ممسكاً بقطعة شيكولاته من نوعي المفضل ... اعتلت وجهي نظرة ذهول ... جلس وفتحها وبدأ في تناولها ... لم أتمالك أعصابي وقلت له أنت عديم الإحساس وأنا نادم لأني أخبرتك بمرضي ولكني لم أتوقع أن تسخر مني بهذا الشكل. هممت بالانصراف ولكنه أشار لي بالجلوس بهدوء ... جلست لأراه يخرج من جيبه قلم الانسولين ... يحقن نفسه ثم ينظر إلي مبتسما ... حدثني أكثر عن مضاعفات السكر شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر