كن وفيا و لا تخن الله

[نودة 41]

كن وفيا ولا تخن الله
مختصر من درس "الخيانة" للشيخ /هاني حلمي


لتحميل الدرس من هنا




قال تعالى : "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً"

الهدف الأساسى من هذه المحاضرات معرفة انه لا يوجد ذنب بدون عقوبة ، حتى لا تمد أيدينا إلى الحرام.
وعلى الرغم من ذلك نحن لسنا معصومين ونحن من بنى أدم ونحن خطائين .

لكى نصل لقوله تعالى : "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً"

لاحظ معنى قوله تعالى : " ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ" هذا ليس معناه أن التوبة تكون على المخطىء الذى يعمل الذنب وهو لا يدرى إنما معناه كل من عصى الله عز وجل فإنما يعصيه عن جهالة .

لو تعرف ايها الإنسان أن الله ناظر إليك ومطلع عليك ، ولو حفرت هذه المعانى فى قلبك ستجد نفسك فى طريق الهداية

قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"

أعظم ما يزجرك ويمنعك ويصدك عن هذه الذنوب هو الخوف من الجليل .

قال تعالى :" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"

عَنْ أنس، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ ، قَالَ : أَرْجُو اللَّهَ ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ ، إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو ، وَأَمَّنَهُ مِمَّا يَخَافُ "

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد"

قال وهب ابن الورد : " كان عيسى عليه السلام يقول : حب الفردوس وخشية جهنم يورثان الصبر على المشقة ويباعدان العبد عن راحة الدنيا "
قال ابن مسعود رضى الله عنه :" إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا"
قال الحسن: "إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه, وما يزال متخوفًا منه حتى يدخل الجنة
"
قال على بن سليمان : رأيت على بن أبى طالب فى المنام على خلقته التى وصفوه لنا وهو يقول : لولا الذين لهم وردا يقومونه ، واخرون لهم سردا يصومونه ، لدكدكت الأرض من تحتكم صحراء ، لأنكم قوم سوء لا تطيعونه"

اى لولا الناس العباد لضعنا.

لابد أن تحذر من الذنوب ولو صغرت.

قال: الحسن البصري: "لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا الحصى، لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم"

أبى هريرة كان من أهل الصفة وكان فقيرا لا يملك المال ، وكان يشترة نفسه بالتسبيح ، وكان كل يوم يسبح 12000 مرة فقالوا له لماذا تسبح بهذا العدد بالذات ؟ ، فقال لهم : انا عرفت اننى لو قتلت خطأ فالدية تكون 100 من الإبل أى ما يوازى فى زمن أبى هريرة 12000 ، وأنا لا يوجد معى هذا المبلغ فقلت فى نفسى ان كل تسبيحة بصدقة وأقل الصدقة درهم فللحصول على 12000 درهم أسبح 12000 تسبيحة ، فكان أبى هريرة يشترى نفسه من الله كل يوم بعدد 12000 تسبيحة .

قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ"

ما الشىء الذى اشتريت به الجنة؟

سلعة الله غالية ، سلعة الله الجنة.

يجب عليك أن تخطط لجنتك

ما هى خطتك للأخرة؟
عندما يسألك ربك ويقول لك بما أتيتنى ؟
الصلاة هل تحس أنك تؤديها بخشوع؟
ما هو العمل الفذ الذى تعمله؟
بم جئت إلى الله؟

عَنْ بْنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عَنهُماَ , ‏ ‏قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ ‏الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ خصال إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا , وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ , وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا , وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ , وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ "

نتحدث عن العقوبة الرابعة ", وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ"
الذنب : الغدر والخيانة
العقوبة :يسلط عليك عدوك الذى يكرهك ، وأن تكون عندك تبعية للغرب ، وان تعيش ذليل ، ويكون عدوك هو الأعلى ، ونجد بلاد المسلمين تستباح ، والمسلمين يصبحون فى قاع الدول ويصابون بالذل لأنهم رضوا بذلك.

على الرغم من قول الله تعالى : "وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ."
فسلط الله علينا عدوا من غيرنا وأستولوا على ثروات المسلمين.

المشهد الأول :
شخص واقف يعاهد الله ليلة 27 من رمضان وهو فى صلاة القيام على التوبة والعزم على عدم العودة إلى الذنوب ويقول يارب انا تبت ولن أعود إلى هذا الذنب مرة أخرى ولكن هو فى الواقع يرغب فى التخلص من وخز الضمير وهو فى مشكلات حياتية كثيرة ومشكلات أسرية ، وبد انتهاء المشكلات وهدوء الأمور يرجع الشخص كما كان وكأن شىء لم يكن .

مشهد أخر
شخص يستسمح زوجته ويقول لها انه لن يخونها مرة أخرى ويطلب منها أن تسامحه وبعدما تسامحه زوجته يعود إلى ما كان عليه من قبل .

عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ الْقِتْبَانِىِّ قَالَ لَوْلاَ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِىِّ لَمَشَيْتُ فِيمَا بَيْنَ رَأْسِ الْمُخْتَارِ وَجَسَدِهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَمِنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها ، وهي لا تستغني عنه "
ربنا لا ينظر إليكِ طالما تكفرى العشير .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة"

معنى أمير عامة : هو من يستولى على الأمور بتقديم العوام من غير استحقاق ولا مشورة من أهل الحل والعقد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ"

الواجب العملى

كن وفيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن حسن العهد من الإيمان "

قال تعالى : "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ"
كن وفيا مع الله ، ووفيا بالعقود التى تعقدها
كن وفيا بالمواعيد التى تأخذها
لا تخن أبدا
إلا الغدر والخيانة ، وحتى لا تكون سبب فى هزيمة هذه الأمة
لا تخن الله .

المنشطات الإيمانية:

1-الإستغفار

2-الصدقة:
لأن الصدقة برهان ، لكل من يخاف من الذنوب التى عملها من قبل عليك بعمل حسنات
عَنْ معاذ, قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوْصِنِي , قَالَ : " إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً , السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ"

حاول أن تعف مسلم ومسلمة

قال تعالى : "وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ."
ساعد فى تعمير المساجد ، وتقرب إلى الله ولا تكون منشغل بالأحداث السياسية
قال تعالى : "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"

3-غض البصر:
عندما ذكر الله سبحانه وتعالى أمر الخيانة ذكر عبادة غض البصر ،
قال تعالى : "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"
أى أن العين تخون
حاول على قدر المستطاع أن تغض بصرك ، وكلم نفسك بشكل إيجابى وقل يجب أن أغض بصرى حتى لا ترد لى فى زوجتى وأولادى.
ارفعى شعار : "وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَر" وهذا الشعار للمرأة
وشعار : "مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ" وهذا الشعار للرجل
هذه هى العفة

4-الدعاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "
ادعو ربك وقل يارب ان اردت بعبادك فتنة فاقبضنا غير مفتونين ، أدعو ربك ان يجنبك الفتن
ادعو ربك ان يكره إليك الكفر والفسوق.

5- نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
قال تعالى : "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ"