اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
نودة

رسائل

Recommended Posts


الرسالة الأولى : علاج الأزمة إعلاميا
بسم الله ، والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد
في زمان الفتن عليك أن تمسك لسانك ، فإياك وبث الشائعات ونشر الأكاذيب ، وهذا كثير جدا على صفحات التواصل الاجتماعي ، وفي وسائل الإعلام ، وكفي بالمرء إثما وكذبا أن يحدث بكل ما يسمع .

فاعلموا - أحبتي في الله - أن الله سبحانه و تعالى جعل العلاج لقضية الإشاعة من خلال الناقلين لها من المؤمنين أنفسهم دون التركيز على مصدر الإشاعة و ذلك لأنَّ مصدر الإشاعة قد يكون من أهل النفاق أو من الكفار أو من الأعداء، و هؤلاء لا حيلة معهم، وهذه الإشاعات ما كان لها أن تنتشر لو قابلها المؤمنون بالمنهج الرباني لتلقي الأخبار و تلقي الإشاعات.

نحتاج لعلاج هذه الظاهرة المشينة إلى أمور ثلاثة :
أ‌- النقطة الأولى: التثبت.
ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.
ت‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة.

أ - النقطة الأولى: التثبت:
يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) و في قراءة أخرى ( فتثبتوا ).
فأمر الله بالتبين و التثبت، لأنه لا يحل للمسلم أن يبث خبرا دون أن يكون متأكدا من صحته.

و التثبت له طرق كثيرة؛ فمنها :
أ- إرجاع الأمر لأهل الاختصاص:
يقول الله تعالى: ( و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ).
فليس كل شيء للبث والنشر ، ولابد من الرجوع لأهل العلم للتصرف في مثل هذه الفتن .
ب- التفكر في محتوى الإشاعة:
إن كثير من المسلمين لا يفكر في مضمون الإشاعة الذي قد يحمل في طياته كذب تلك الإشاعة، بل تراه يستسلم لها و ينقاد لها و كأنها من المسلمات.
و لو أعطينا أنفسنا و لو للحظات في التفكر في تلك الإشاعات لما انتشرت إشاعة أبدا.
لقد بين الله حال المؤمنين الذين تكلموا في حادثة الإفك فقال سبحانه: ( إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس به علم ).

ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.
في الآية السابقة يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) فجعل الله من نقل الخبر دون تثبت من الفاسقين.
فمجرد نقل الأخبار دون التأكد من صحتها موجب للفسق؛ و ذلك لان هذه الأخبار ليس كلها صحيح، بل فيها الصحيح و الكاذب، فكان من نقل كل خبر و أشاعه؛ داخل في نقل الكذب، لذا جعله الله من الفاسقين.
و قد صرح النبي بذلك ففي صحيح مسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ).
فالمؤمن لابد له من الحذر في أن يكون عند الله من الفاسقين ( الكاذبين ).
و كفى - و الله - بذلك كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.


ث‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة.
يقول الله تعالى: ( أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
هلا تفكرت في نتائج الإشاعة.
هلا تدبرت في عواقبها.
فاعلم - حبيبي في الله -
أن كل دم و كل هم و غم أصاب أخاك المسلم، كل أموال أهدرت بسبب إشاعتك التي نشرتها أو ساعدت في نشرها فلك نصيب من الإثم فيها.
( فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )
فبالله عليكم
كفاكم كلامًا قد يهوي بالمرء منا في النار سبعين خريفا ، وهو لا يعده شيئا ، لا تخسر دينك من أجل الساسة والسياسة ، أو من أجل التعصب لرأي ، إنها جنة أو نار .
( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا أن كنتم مؤمنين ).
هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الرسالة الثانية : لا تفقد بوصلتك .

3_01372621607.jpg
في أتون الفتن لا تعرف الناس الطريق ، ويفتقدون البوصلة ، أحيانا يساقون للمجهول ، ولا يدرون عن حسابات العواقب شيئا .
وهذا الدين يأمرنا بألا نفقد البوصلة أبدا ، فالله الصمد أي المقصود فالطريق إلى أين ؟ " فأين تذهبون ؟ "
الإجابة النموذجية : إني ذاهب إلى ربي سيهدين .
فالمسألة مسألة صدق في القصد ، إخلاص الوجهة لله تعالى .
وهذه الأمور لا يعلمها إلا الله تعالى ، ولذلك تأتي الفتن وكأنها بالونة الاختبارات ، ليعلم كل منا إن كان صادقا أو كاذبا ، إن كان يسعى لدنيا يصيبها أو أنَّ همه الآخرة .
قال تعالى : " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "
كثير يفقد البوصلة ولا يعرف حقيقة هذا الطريق فيظن أن الأمور ستمر دون اختبارات وابتلاءات وفتن شديدة عاصفة وكأننا لم نقرأ القرآن ولا مرت بنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
" وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ "
في البداية تظن ألا تكون فتنة فتتغافل فلما تأتي تتوب وترجع ، ثم تعود وتغفل أشد مما كنت عليه في المرة الأولى ظنا منك بأن الأمور ستمر كما مرت من قبل ، وهذا من افتقاد البوصلة .
واجب الوقت :
1- عليك بالحكمة ، أن تعرف أين تضع قدمك ؟
2- حاسب نفسك ، وفكر في عواقب أمرك ، واتهم نيتك ، وقل بصدق : أنا السبب ، وبعدها خذ قرار توبة حقيقي ، حتى لا تنظبق عليك الآية " فعموا وصموا "
توبة من الكذب من الخيانة من الغدر من حب الدنيا من الكبر من إعجاب المرء بنفسه .
توبة من تضييع الصلوات ، من الانشغال عن الله ، من الغفلة ، من العجز ، من الكسل .
توبة من ذنوب الخلوات ، من ظاهر يخالف الباطن ، من النفاق ، من الرياء .
وقبل كل هذا توبة من غياب الهدف ، من افتقاد البوصلة .
حين تكون هذه البداية يكون النصر ، لأننا ساعتها سنكون حققنا شرط المعادلة " حتى يغيروا ما بأنفسهم "
كفوا عن المتابعات الإخبارية الطويلة
وارفعوا أيديكم عند الفطر ( بالتأكيد أنت صائم !! فإن لم يكن العبادة الآن فمتى ؟؟ فإن كان لك عذر عن الصيام فمع أذكار المساء الهج بالدعاء والتضرع فإنه سلاحك الذي إذا فقدته فقدت كل شيء .

  • أعجبني 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

 
3_01373148828.jpg

قال صلى الله عليه وسلم : " العبادة في الهرج كهجرة إليَّ "

المسجد ...المحراب .. المصحف ..الدعاء والتضرع والاستغفار

الاستغاثة بالله ... التنسك والتعبد والتأله ..

اللهم يا غياث المستغيثين فرج عنا وأنقذنا .

اللهم أغثنا ...اللهم أغثنا .

اللهم ارحم من لا راحم له سواك ، واغفر لمن لا يغفر له الذنوب إلا أنت .

اللهم احقن دماء المسلمين ، وانصر عبادك المستضعفين .

اللهم أهلك الظالمين والماكرين ، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعله تدبيره تدميره يا ذا الجلال والإكرام .ا

اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين .

بلغنا رمضان واعتق رقابنا من النيران واختم لنا فيه بخاتمة السعادة .

اللهم إنا نخاف على ديننا من الفتنة ، ونخاف أن نرد على أعاقبنا بعد إذ هديتنا .

اللهم قد ضاقت بنا الأرض بما رحبت وبلغت القلوب الحناجر ، فاللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما دامت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لنا .

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

لرسالة الخامسة : العبادة ...العبادة

3_01373148828.jpg
قال صلى الله عليه وسلم : " العبادة في الهرج كهجرة إليَّ "
المسجد ...المحراب .. المصحف ..الدعاء والتضرع والاستغفار
الاستغاثة بالله ... التنسك والتعبد والتأله ..
اللهم يا غياث المستغيثين فرج عنا وأنقذنا .
اللهم أغثنا ...اللهم أغثنا .
اللهم ارحم من لا راحم له سواك ، واغفر لمن لا يغفر له الذنوب إلا أنت .
اللهم احقن دماء المسلمين ، وانصر عبادك المستضعفين .
اللهم أهلك الظالمين والماكرين ، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعله تدبيره تدميره يا ذا الجلال والإكرام .ا
اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين .
بلغنا رمضان واعتق رقابنا من النيران واختم لنا فيه بخاتمة السعادة .
اللهم إنا نخاف على ديننا من الفتنة ، ونخاف أن نرد على أعاقبنا بعد إذ هديتنا .
اللهم قد ضاقت بنا الأرض بما رحبت وبلغت القلوب الحناجر ، فاللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما دامت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لن

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر


الرسالة الثانية : الحل هو اليقين



بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .....أما بعد ..
أحبتي في الله ..
هل نحن من أهل اليقين ؟
هل إيماننا راسخ ثابت أم تعصف به الفتن والمحن في مهب الريح
لا تجب بالكلام وإنما أفعالك وأعمالك تنطق بحقيقة يقينك .
في خواتيم الجزء الثاني من القرآن قصة طالوت وجالوت ذات المراحل الأربعة :
مرحلة الكلام الأجوف ( الادعاءات ) وهي مرحلة اختبار الصدق من الكذب " ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ..." " فلما كتب عليهم القتال تولوا "
ومرحلة آفات النفوس وظهور معدن كل إنسان حين ينطق " أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال " كبر وعجب وحب الدنيا وحب السلطة .
ومرحلة فتنة الدنيا ممثلة في النهر والمطلوب " إلا من اغترف غرفة بيده " لكن الدنيا أكبر خطر " فشربوا منه إلا قليلا منهم "
كانوا (12 ألف ) وبعد هذه المرحلة صاروا (319) فقط .
وآخر المراحل وهي محل الشاهد ( اختبار اليقين ) 319 فرد يقاتلون ( جالوت الطاغية ) فأنى لهم ذلك فثبت أهل اليقين فقط " قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت "
وخلصت القصة إلى أنَّ اليقين هو الحل ، هو سبب النصرة ، سبب الثبات ، سبب الصبر .
وكأن هؤلاء قد تعلموا ( علم اليقين ) فأتت بعدها مباشرة قصة إبراهيم الخليل في مناجاته لربه " رب أرني كيف تحيي الموتى "
هنا يريد أن ينتقل من ( علم اليقين ) إلى ( عين اليقين )
فمثلا : أنت متأكد من أن الله ينصر أولياءه هذا ( علم اليقين ) لكن إذا رأيت هذا بعيني رأسك فقد بلغت ( عين اليقين )
أحبتي ..
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه " ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا " فعليكم بهذا الدعاء عند الفطر وفي السحر وفي سجودكم ، فإنه من أهم أعمال القلوب
تقربوا في ( رمضان مودع ) وسلوا الله أن يمن عليكم بعلم اليقين وعين اليقين حتى نبلغ الفردوس الأعلى ( حق اليقين)
أحبتي ...
اعكفوا على العبادة ، نريد تركيزا في أوراد القرآن والصلاة والذكر والدعاء والتضرع . فمن يسابق ؟؟
هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الرسالة الخامسة : ألم نشرح لك صدرك ؟!
3_01373768596.jpg
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...أما بعد .
فلعلك تسأل لماذا يحدث كل هذا من حولك ؟
لماذا
رمضان هذا العام بنكهة مختلفة ؟
لماذا يعيش كثير من الناس حالة من الترقب و
الاضطراب ؟
لماذا
ضاقت الصدور وبلغت القلوب الحناجر ؟
وأقول لك :
يحدث كل هذا ليستخرج الله منَّا
الأتقياء والمحسنون ، وانظر لهذه اللطيفة القرآنية البديعة .
في خواتيم سورة الحجر قال الله تعالى :"
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "
فكان علاج الضيق : الذكر "
سبحان الله وبحمده " ، وكثرة الصلاة وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر يفزع للصلاة ، وكانت العبادة ولزوم المحراب حتى الموت .
في خواتيم سورة النحل السورة التالية لسورة الحجر :
"
وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ "
إن الماكرين مهما اشتد مكرهم ، والكائدين وإن بدا استعصاء كيدهم ، ينسون "
إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا " يتغافلون عن " وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم " " ويمكرون ويمكر الله "
فأحيانا يضيق صدر المؤمنين بمكر الماكرين ، حتى يظنوا أنَّه لا مفر من استعلاء الظلم والقهر .
لكن الله بالمرصاد ، وهو يصنع بكم يا مؤمنون يا مؤمنات هذا لتزدادوا قربا ، فتترفعون عن الدنيا ، وتتعلقون بالآخرة ، ويصير رمضان حقا "
رمضان مودع " وكأنه آخر رمضان في حياتكم فساعتها تحسنون أعمالكم ، وتراقبون ربكم ، فيستخرج منكم الأتقياء والمحسنين الذين هم اعلى الناس مقاما .
أحبتي في الله ..
نحن لله عبيد يفعل بنا ما يريد .
أكثروا من الذكر للثبات "
فاثبتوا واذكروا الله "
أكثروا من النوافل "
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ "
تدبروا "
ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك " فجددوا توبتكم واستغلوا رمضان لعقد المصالحة مع ربكم قبل فوات الأوان ..
هاني حلمي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ...أحبتي في الله ..
أول الطريق إلى الله تعالى يقظة في مقابل الغفلة ، ونحن في هذا الجو العصيب في أمس الحاجة لجمع القلوب على علام الغيوب ، واستفاقة إيمانية تبدد التيه الذي وقعنا فيه ، نعم لابد من أن تلقي باللائمة على نفسك أولا قبل أي تحليل للواقع " قل هو من عند أنفسكم " فما هو ذا الذي عند أنفسنا ؟؟؟
ألا تراك شاردا في الصلاة متلفت القلب مغرق في همومك ومشاكلك ؟؟
ألا تراك تائها في الدنيا حتى وأنت تقرأ القرآن وأنت صائم في رمضان ؟
ألا تشعر بأن الذكر لا طعم له ، وأن تأثيره بات ضعيفا عليك ؟
أين قلبك حبيبي في الله ؟؟
قلبك في الأحداث ، أم في الشهوات ، أم في الدنيا ....الخ
انظر لخطر الغفلة هذه
قال تعالى :" وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ "
الغافل يعيش هكذا ، ويموت هكذا ، وحتى لما قضي الأمر وقامت القيامة يظل غافلا لا يصدق ما يحدث .
قال تعالى : " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ " الموت قادم ، وقيامتك قريبة ، وللأسف مازلت غافلا ، لا تتعظ بالوقائع ، مازلت تلعب ، مازلت تلهو ، حذار فالله يقول : " وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا "
وقد قال صلى الله عليه وسلم : واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه . رواه الترمذي وحسنه الألباني
فكيف العلاج الناجع وما هي مضادات الغفلات ؟
(1) الغفلة قرينة لحب الدنيا ، واليقظة قرينة " ذكرى الدار " تذكر الآخرة ، فالدنيا تلهي " ألهاكم التكاثر " والآخرة توقظ " حتى زرتم المقابر " أنصحك بزيارة قبر أو عيادة مرضى في اقرب مستشفى في أسرع وقت .
(2) لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ، إدمان الذكر يطمئن القلب ، ويغسله من أثر صدأ الذنوب ، فيُجلى القلب ويقوى .
(3) المحافظة على الصلوات في أول وقتها :
قال صلى الله عليه وسلم : " من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكن من الغافلين " رواه ابن خزيمة وصححه الألباني
(4) عاهد ربك من الآن فصاعدا ألا تنام قبل أن تصلي ولو ركعتين قيام طيلة عمرك ، فقط عشر آيات فصاعدا فقد قال صلى الله عليه وسلم " من قرأ - يعني في صلاة الليل - بعشر آيات لم يكتب من الغافلين " رواه الحاكم وصححه الألباني
(5) عليك بالدعاء كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة . رواه الحاكم وصححه الألباني

هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

وسنجزي الشاكرين .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ..

في هذا المشروع " رمضان مودع " نتزود بزاد الإيمان والتقوى لنحصل أعظم ثمرات رمضان ، ونسأل الله تعالى أن يسلمنا في رمضان ، وأن يجعل لنا فيه أعظم الأجر والمثوبة ، ويكتبنا من عتقائه من النار ، ومن أهل الفردوس الأعلى في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم .

أحبتي ...

في ظل الفتن والمحن التي يبتلى بها المسلمون في شتى بقاع الأرض ، نذكر هنا أعظم مصيبة حلت بالدنيا ، إنه موت النبي صلى الله عليه وسلم .

قال صلى الله عليه وسلم : " إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب ". [ الصحيحة (1106) ]

فانظروا لحديث القرآن عن هذه المصيبة الكبرى :

قال تعالى : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ "

موت النبي مصيبة ، فالمتوقع أن تكون خاتمة الآية " وسيجزي الله الصابرين " لا .. " وسيجزي الله الشاكرين "

والموت مصيبة فالمتوقع أن تأتي خاتمة الآية التالية بذكر الصبر أيضا ، لا " وسنجزي الشاكرين " .

نعم لأن الثبات وقت الفتن نعمة لا يبلغها إلا المؤمنون الأقوياء ، ولذلك لما تجد الناس حولك يفتنون وأنت ثابت فاشكر الله ، والله سيجزيك أعظم المثوبة . هل فهمت ؟؟

المطلوب الثبات حتى الممات ، على الإسلام ، على العقيدة ، على الشريعة ، على منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تسمع ممن سخط ، ولا تلتفت لمن سقط ، وإنما كما عاش النبي صلى الله عليه وسلم فعش .

اثبتوا في القيام . وتذكروا " يوم يقوم الناس لرب العالمين "

اثبتوا على القرآن .. واجعلوه دليلا وهاديا وشفاء لما في الصدور

استشعروا خطر الواقع فاستدفعوا النقم بالبكاء والتضرع " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ "

عليكم بالدعاء مع احتراق القلب ، تباكوا حتى تلين القلوب بالبكاء ، ابتعدوا عن مفسدات القلوب ، اهجروا قيل وقال ، طهروا قلوبكم ولا تكونوا سماعين للكذب ، إياكم وبث الشائعات ، تثبتوا واثبتوا وسيجزيكم الله بأعظم الجزاء لأنكم ساعتها شكرتم النعمة التي أتت وسط البلاء .

أليست اليقظة من بعد الغفلة نعمة ؟!!

أليست التوبة من بعد الذنوب نعمة ؟!!

أليست الإنابة لله والشعور بالتقصير في حقه الآن نعمة ؟

فهمتم لماذا في طي المحنة منحة " وسنجزي الشاكرين "

إن لم تكن ثابتا فأكثر من " يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك "

وإن كنت بفضل الله ثابت فقل : اللهم لك الحمد أن ثبتنا

هاني حلمي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد ... أحبتي في الله ..
التزود الإيماني في هذه الأيام ضرورة حتمية ، ونحن وقد أسمينا رمضان هذا العام ب ( رمضان مودع )
وأخذنا المعنى من حديث ابن عمر قال أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزا فقال النبي صلى الله عليه وسلم صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي الناس تكن غنيا وإياك وما يعتذر منه.
[رواه الطبراني وحسنه الألباني ]
وكانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا - وهو مودع- أن نحسن الظن بالله تعالى .
وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل . [ رواه مسلم ]
وكلما اشتد الكرب ، وساد الحزن ، وظن الناس بالله الظنون ، يثبت أهل الإيمان ويستنشقون عبير الجنة ، ويرجون من الله ما لا يرجوه غيرهم .
انظروا لهذه المعاني في القرآن :
(1) في سورة يوسف : السورة التي ذكر فيها التنبيه على خطورة مرض اليأس " وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
ختمت بعد صراع يوسف عليه السلام المرير مع أهل الباطل الذين حاولوا إنهاءه ( بالرمي في البئر ) أو إلغاءه ( بإدخاله السجن ) أو إغواءه ( وراودته التي هو في بيتها ) .
ختمت بحسن الظن في الله " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ "
(2) في سورة القصص التي حكت وقوف موسى عليه السلام أمام أعظم عتاة الأرض ( فرعون ) ختمت بتقرير حقيقة المصير " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " الكل سيزول ولكن العبرة بالآخرة .
ثم أتت سورة العنكبوت تبين حقيقة الصراع في أولها والغاية من ذلك " فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "
وتختم بأن الله سينصر عباده المحسنين " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "
وتأتي البشارة في أول السورة التالية سورة الروم " الم ..غلبت الروم "
القضية : هل أنت واثق في الله ؟
هل أنت واثق في صدق وعد الله " لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد " ؟
السؤال : فما ظنكم برب العالمين ؟
أحسن ظنك بالله وإن كنت لا ترى نفسك أهلا لأن تُنصر
أحسن ظنك في الله : فإن شاء الله سيكون أفضل رمضان في حياتك .
أحسن ظنك في الله واعلم أن الابتلاءات تقوي العزائم وتزيد الإيمان وتجعل القلوب معلقة بعلام الغيوب ؟
اعلم أن الله يدبر الأمر وهو غالب على أمره وهو القاهر فوق عباده ، وهو على كل شيء قدير ، فما تحلم به من أحلام الله قدير عليها " وهو أهون عليه " فاجعل رجاءك فيه وحده .
اللهم أعتق رقابنا من النار ، وحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " .

هاني حلمي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر


الرسالة الثامنة : تحتاج للبكاء من خشية الله
بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله ..
قال الله تعالى :
" إن إبراهيم لأواه حليم " فكان الخليل يشكو لربه حاله ويتأوه " أوه ....أوه " فسمي أواها ، وما أحوجنا لتأوهات الخليل على أنفسنا وعلى ذنوبنا وعلى تقصيرنا الذي ينزل بنا النقم ويرفع عنا النعم .
وقالوا : سمي نبي الله نوحا هكذا لأنه كان نوَّاحا ، ينوح لربه ويبكي بحرقة .
ونحن في رمضان هذا ، ما أحوجنا للبكاء بين يدي الله على ما وصلت له أحوالنا ، بل إنَّ هذا البكاء سبب لأن تعتق رقابنا من النار .
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
وعن جعفر بن سليمان ، قال :
« وعظ مالك بن دينار يوما فتكلم ، فبكى حوشب ، فضرب مالك بيده على منكبه وقال : « ابك يا أبا بشر ، فإنه بلغني أن العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده ، فيعتقه من النار »
وما أحوجنا وأحوج بلادنا لنزول الرحمات ورفع اللعنات ، وهذه تتحقق مع بكاء المخلصين .
قال عمر بن ذر :
« ما رأيت باكيا قط إلا خيل إلي أن الرحمة قد تنزلت عليه »
قال عبد الواحد بن زيد :
« يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله ؟ ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرمه النظر إليه .
يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من النار ؟ ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها ،
يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من العطش يوم القيامة ؟ ألا إنه من بكى خوفا من ذلك سقي على رءوس الخلائق يوم القيامة ،
يا إخوتاه ألا تبكون ؟ بلى ، فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا ، لعله أن يسقيكموه في حظائر القدس مع خير الندماء والأصحاب من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .
ثم جعل يبكي حتى غشي عليه»

لكن كيف تصل للبكاء من خشي الله ؟
قال صالح المري:
للبكاء دواعي :
(1) الفكرة في الذنوب ، فإن أجابت على ذلك القلوب ، وإلا نقلتها إلى
(2) تلك الشدائد والأهوال ، فإن أجابت على ذلك ،
(3) وإلا فاعوض عليها التقلب بين أطباق النيران قال : ثم صاح وغشي عليه ، فتصايح الناس من نواحي المجلس
حبيبي في الله ...
النجاة : ابك على خطيئتك .. ابك على نفسك .
البكاء رسائل شافعة من عينك وقلبك لتغسل ذنوبك وخطاياك .
البكاء بين يدي الله لاسيما في هذا الشهر الفضيل وفي هذا المناخ العصيب يرقق القلب ويجمع الشمل ويثلج الصدر ويفرج الكرب ويزيل الهم ، وله دوي يسمعه أهل السماء ، وبكاء المظلومين يجد المجيب سبحانه يطمئنه : " لأنصرنك ولو بعد حين " فاستبشر أيها الباكي بنصر قريب

هاني حلمي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الرسالة التاسعة : ذرة إنصاف

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله ..
لا يخفي عليكم مناخ التراشق بالألفاظ الذي نعيشه في وسط هذه المحنة ، وطريقة فرض الآراء ( أما أن تكون ...أو تكون ) مع أن الحادث جلل والأمور لا تؤخذ هكذا ، وحسن الظن بالمسلمين خلق نادر فمن يتصف به ليكون أثقل في ميزانه ربما من صيام وقيام وقرآن ؟؟
إنما نؤتى من قبل أخلاقنا ، إنما نبتلى بسبب الكدر في نفوسنا ، ومن صفى صُفي له ، ومن كدَّر كُدِّر عليه .
لقد تعلم سلفنا الصالح وتربوا على مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة8] وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [النساء135].
وقد علمهم المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإنصاف والعدل مع الخصم
فهذا حاطب بن أبي بلتعة يُرسل إلى قريش قبيل فتح مكة يخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُعد لغزوهم، فلما كُشف أمره قال عمر بن الخطاب: ائذن لي يا رسول الله في قتله فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا إنه قد شهد بدرًا وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ، فإني غافر لكم . [ متفق عليه ]
واستدعى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حاطبًا ثم سأله لماذا فعلت هذا؟ فقال: أحببت أن أتخذ لي يدًا عند قريش؛ ليحفظوا أهلي هناك مع علمي أن الله ناصرك، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فعفا عنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأطلقه.
لذا؛ كان الإنصاف والعدل مع الخصم سجية من سجايا الصحابة وخلق من أخلاقهم التي تعلموها من قائدهم ومربيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فها هي عائشة رضي الله عنها لا يمنعها خصمها الذي قتل أخاها أن تقول قول الحق؛ فعن عبد الرحمن بن شماسة قال: دخلت على عائشة فقالت: ممن أنت؟ قلت: من أهل مصر، قالت: كيف وجدتم ابن خديج في غزاتكم هذه؟ قلت: خير أمير؛ ما يقف لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل مكانه بعيرًا ولا غلامٌ إلا أبدله مكانه غلامًا قالت: إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إني سمعته يقول: "اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ".
أحبتي ..
كن منصفًا .. " اعدلوا هو أقرب للتقوى "
كن منصفًا من نفسك ، ولا تعامل الناس بما لا تعامل به نفسك .
كن منصفًا واتق الله في اتهام نوايا الناس أو أن تتعدى على مواقفهم دون بينة بما عملوا أو يعملون .
كن منصفًا والتمس لكل عذره في أي فعل تراه فيه مخطئا .
كفوا عن لغة التخوين ، واحرص على كف لسانك عن كل ما لا يعذرك أمام الله .
نحتاج للسان ذاكر مسدد ، وقلب شاكر مُجدد ، وأخلاق تقود دعوتنا ، ونقاء للنفوس والأرواح يبعثنا من جديد ، يعذر بعضنا بعضا ، ويدعو بعضنا لبعض ، أنصفوا
رمضان الخلق الكريم .
هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الرسالة العاشرة : " الآن قبل فوات الأوان "

 

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ... أحبتي في الله .
هل تشعر بأن عشرة أيام من رمضان قد مضت ؟!!
هل تيقنت بأنَّ المشكلة فيك وأن الحل سيبدأ منك وأنَّ مشاكل الواقع نتيجة حتمية لمشكلتك أنت ؟
نعم ابدأ بنفسك ، ولابد من تغيير ما بالأنفس ليغير الله ما بالأقوام ، التغيير المجتمعي مرهون بالتغيير الشخصي " حتى يغيروا ما بأنفسهم "
نعم لابد أن نتوب ونتغير بشكل عملي فعال ، ولن تكون فرصة أفضل من رمضان .
نعم البداية " وقفة محاسبة للتغيير الفوري الجذري "
ماذا عرفت عن نفسك في هذه الأيام العشر ؟
ما الذنوب التي تبت بالفعل منها في هذه الايام ؟
هذه ثمرات الصيام " لعلكم تتقون " هذه ثمرات القيام " فما حافظ على قيام الليل منافق " هذه ثمرات القرآن " شفاء ورحمة للمؤمنين " فأين هي ؟؟
ابدأ بداية عملية نقوم بها في المسجد هذه الايام ، فقد طلبت من أهل المسجد بين ركعات القيام أن يدونوا خمسة ذنوب يقعون فيها ويريدون حقا أن يتوبوا منها ، ليكون رمضان التغيير
وجاءتني رسائل تحمل انين المذنبين وكلنا ذلك الرجل :
وعلى راس المشاكل كانت فتن الشهوات ، ومعاصي السر ، والكذب والنفاق ، والتكاسل عن الطاعات ، حب الدنيا وخشية الفقر .
ماذا لو قدمت قربانا لله هذه الأيام ليكشف عنا العذاب ؟!!
هيا عاهد الله بقلب مؤمن موقن بنصر الله تعالى ، آخذ بأسباب النصر التي أولها الإيمان والتوبة " إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين "
تب حبيبي في الله وتعال نحاول ذلك معاً :
1- تب من الغش والتلون وكن صادقا واضحا .
2- تب من آفات اللسان لاسيما الخوض بالباطل والغيبة وفحش القول لاسيما عند الخصومة .
3- تب من " نسيان الله " نعم إنها " الغفلة " " نسوا الله فأنساهم أنفسهم " ، وكانت النتيجة " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " وصار الأمر " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء " ، والعلاج " وأنتم تتلون الكتاب " اقرأ القرآن على أنه يكلمك أنت ، واستشعر الخطر لتتذكر .
4- تب من اتخاذ الدين لهوا ولعبا ، كفاك لعبا بدبنك ، كن جادا في التزامك ، فلا تتوان مع نفسك لكي تصلحها .
5- تب من تقصيرك في أداء الفرائض والنوافل .
6- تب من " رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها "
7- تب من تسويف التوبة ، وتسويف القرارات ، ارفع شعار " الآن قبل فوات الأوان "
همسة :
لماذا لا أسمع رعد أنين المذنبين في المساجد في هذه المحنة الشديدة ، متى تصرخ لله على حالك ؟ متى ترفع شكايتك للسماء مع احتراق قلبك ؟
بشرى :
تلقيت بالأمس خبرين بارتداء أختين للحجاب الشرعي في هذه المحنة الشديدة التي تزل فيها الأقدام ، والأمر يتكرر ، لكن الوقفة كانت أن المتصور العكس وأعلم أنه يحدث ، لكنه غربال المحن ، ليميز الله الصادق من الكاذب ، حقا ربنا أنت تربينا لنعرف من نحن ؟!!
هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الرسالة الثانية عشرة : الطريق (بناء .. ابتلاء ..مواجهة ..تمكين )
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ..
أحبتي في الله ..
من منَّا - كمسلمين محبين لربنا ولنبينا صلى الله عليه وسلم - لا يحلم بأن يُحكم فينا شرع الله تعالى ؟
أن نجد مجتمعًا على نهج الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
أن يزول الظلم وتتحقق العدالة ؟
أن تزول العنصرية وتتحقق المساواة ؟
أن يقضى على الفساد وتسود الأخلاق والطهر ؟

كثيرون من يحلمون هذا الحلم الجميل ، وسلكوا في تحقيقه مسالك شتى ، وباءت للأسف بعدم النجاح ، وتشبث كلُ برايه وفق توصيفه للواقع وقراءته الخاصة ، " ولكل وجهة هو موليها "
لكن هذا الحلم ظلت له عوامل وأسباب مفقودة نحتاج في هذه الوقفة مع النفس أن نحاول أن نصدق مع أنفسنا ونخلص ونتجرد بعيدا عن هياج الحماس وعن ضغوط اللحظة .

إن منهاج النبوة من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التمكين قام على أسس واضحة .
البناء والابتلاء والمواجهة ثم التمكين .
ودائما كان القفز على هذه الأسس يؤدي للفشل الذريع .
ولو تأملتم سورة آل عمران وسورة القصص لوجدتم هذه المعاني واضحة جلية .
سورة آل عمران لماذا سميت هكذا ؟ وتأتي السورة الثالثة بعد سورة الفاتحة ( ام الكتاب ) أو سمها المقدمة ، ثم سورة البقرة التي محورها ( هدي للمتقين ) أو سمها معالم ومنارات الطريق ، من الذي سيهتدي ؟ من الذي على صراط مستقيم ؟ ومن هم الغاوين .
ثم تأتي سورة آل عمران لتحدثنا على أمر ( التمكين ) كيف يسود الإسلام ؟ كيف يتحقق الحلم ؟
أولا : تسمى ( آل عمران ) هذه الأسرة العابدة الفاضلة ، أم متعلقة بالله ، تنذر حملها لله ، وأب يذكر اسمه دون وصفه يبدو صلاحه ، ونبتة طاهرة تخرج لتكون من أكمل النساء ، إنها مريم التي تعني في لغتهم ( العابدة القانتة ) ، لتكون على موعد مع الابتلاء ، تنجب طفلا بغير نكاح ، لكن من الابتلاء والمحنة تأتي النصرة والمنحة ، إنه المسيح عيسى عليه السلام وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين .
فهي نفس المعادلة ، ابدأ بالإصلاح الذاتي ، ثم أنذر عشيرتك الأقربين اجعلهم يتحملون رسالتك " الحلم " ليكون " واقعا " واصبر على البلاء والمحنة وسيأتي الفتح والنصرة .

ثانيا : تمضي السورة تشرح هذه المعادلة ، حتى الآية المائة والعشرين التي تحكي خلاصة مرحلة الابتلاء " وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ "
ثم انظر في قوله تعالى : " وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " لاحظ " من أهلك " فبداية النصرة " من أهلك " يوم يتحملون معك " الحلم " بعد أن عاشوه داخل بيوتهم " واقعا " ثم تأتي " المواجهة " مع قوى الشر والظلم ليتحقق في نهاية الأمر " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"

ثالثا: لاحظ نفس المعادلة في سورة القصص ، فبعد أن ذكر صراع الحق والباطل ، بين موسى وفرعون ، كانت أول لقطة في القصة " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"
البداية من هنا ، من البناء التربوي ، من أم صالحة يلهمها الله .

إن الحلم لن يتحقق إلا بإقامة العبودية في الأرض بمعنى الكلمة " يعبدونني لا يشركون بي شيئا "
إقامة الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا وسلوكا .
يوم يتحول كل مسلم لصاحب قضية اسمها الإسلام والشريعة ، على منهاج المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بدون تبديل أو تحويل أو تزييف أو ترقيع أو تقديم تنازلات تحت مسمى المتاح أو الضرورة الملجئة .

وقفة مع النفس :
(1) ألم تظهر الأحداث زيف المسار السياسي حتى يصرح بعض المشايخ بأن السياسة لابد فيها من تنازلات ؟

(2) ألم تظهر الأحداث أسوأ ما فينا : لا نحسن العمل في فريق ، بسبب التعصب الأعمى أو إعجاب كل ذي رأي برأيه ؟

(3) أليست أخلاقنا - حتى في المحنة - دليلا واضحا على عدم التأهل لأن نكون جيل التمكين بحق ؟
ألا ترون سوء الظن بالمسلمين ؟
ألا ترون قبيح الاتهام على النوايا دون تثبت ؟!
ألا ترون لغة التخوين ، ولغة السباب والشتائم بألفاظ نابية ، لغة الحدة لدرجة الاتهامات القبيحة إذا اختلف في توصيف الواقع
هل هذه أخلاااااااااااااااااااااااق للتمكين ؟!!!
نبدا من هنا ، ولا يشغب بعضنا على بعض ، ونسير في مسارات متآلفة ، ونعيد البناء ، ونواجه الابتلاء ، فيتحقق " الحلم "
هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الرسالة الثالثة عشر : الناس والشريعة
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أما بعد
أحبتي في الله ..
بعد أن ذكر القرآن الطريق من خلال سورة آل عمران كما بينت في الرسالة الماضية ، وجاءت سورة النساء لتتكلم عن أصل من أصول هذا المنهج وهو مراعاة الحقوق ، وكان على رأسها حقوق الضعفاء
" النساء " جاءت سورة المائدة والتي قامت على اساس واضح في بيان عظم هذه الشريعة .
قال تعالى :
"وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "

نعم لا يشعر بعظم الشريعة إلا أهل اليقين ، ولن يجاهد لتطبيقها إلا الموقنون الذين لن يقبلوا أن تزيف أو تبدل أو تميع أو يتنازل عنها " إن الحكم إلا لله "

لكن العجيب هو اسم السورة " المائدة " ما الرابط بين المائدة وبين الشريعة ؟!!
ارجع إلى آية المائدة المذكورة في خواتيم السورة :
" قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ "
نعم المائدة رزق ، والشريعة رزق ، بل جالبة الرزق .

لذلك جاءت هذه الآية العظيمة في سورة المائدة لتحل لنا هذا الإشكال :
" وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ "

نعم تطبيق الشريعة هو الكفيل بالمائدة بالرزق ، وليس شيئا آخر ، ولو أننا أيقنا بذلك ، ولم نفكر في العواقب بطريقة الساسة ، ولا شغلنا بالتوافقيات على حال من قال فيهم القرآن "فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا "

هذا هو الحل لكن الناس مع الشريعة أقسام

(1) منهم من لا عقيدة له ، وبالتالي لا يقين عنده بمثل ذلك ، فهو كالأنعام كما ججاءت سورة الأنعام بعد ذلك تبين شأنه ، فسورة الأنعام هي سورة العقيدة والرد على باطل الشرك بالحجج ، وهي تقول بعبارة يسيرة : إنسان بلا عقيدة = أنعام
ولكن إنسان العقيدة هو من يرفع شعار ، حياتي كلها لله ، " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ "

(2) وهناك قسم متذبذب ، لذلك تهتف فيه السورة من البداية " فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ " هو على الأعراف ، بسبب غفلته وأحيانا كبره ، لا يريد الشريعة ، ويعيش يأخذ منها ما يناسب هواه ، ويترك ما يخالف هواه ، يظل لا يعي ولا يشعر بقيمة هذه الشريعة ، وفي حقيقية الأأمر مثله كمثل الفريق الأول ن لذلك جاء هذه الآية في سورة الأعراف ناطقة بهذه الحقيقية .
" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "
وتنتهي السورة بذكر العلاج :
أولا : الذكر في مقابل الغفلة ذكرا مؤثرا يتغلغل النفس والقلب" وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ

ثانيا : التواضع والتذلل لله تعالى بكثرة السجود ، بالعبادة لله تعالى ، " إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ "
لاسيما أن هذا طريق الإصلاح كما وصفته السورة في أعظم بيان " :وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ "

نعم تمسك بالكتاب ، ومسِّك الناس الكتاب ، وأقم الصلاة ، وافزع لها في وقت المحن ، وكن صاحب عقيدة راسخة ، وجاهد بكل ما تستطيع لتطبيق الشريعة ، وليس لأي حسابات أخرى ، ساعتها يكون الطريق طريق الحق في مواجهة طرق الباطل ، ولا تتلون الصورة بالألاعيب أو الصفقات السياسية ، وساعتها الحق أبلج
هاني حلمي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

رسالة خاصة : ألم مع كل دم
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد
أحبتي في الله ..

قلب يئن ، ونفس يتقطع ، وألم مع كل دم ، الله به عليم ، وحين تتذكر سكين الغدر يقتل " سمية " ، لا تجد إلا صوت النبي صلى الله عليه وسلم يضبط تصرفاتك " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة "

كلنا كمسلمين في بلادنا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
والله إن الله وعده لا يُخلف ، وعقوبة البغي معجلة في الدنيا .

ففناء الدنيا كلها أيسر عند الله من دم مسلم .
عن البراء بن عازب رضي الله عنهـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق
رواه ابن ماجه بإسناد حسن

ولا تحسبن أمر الدم رخيصا كما يتهاون به الفجرة والظلمة والبغاة من أهل البلطجة .
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار . [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]

والدم يحبط العمل ويسد أبواب المغفرة أمام فاعله إلا أن يتوب توبة نصوحا ، ويعترف بذنبه ويكفر عنه ويعمل أعمالا عظيمة عسى أن يتاب عليه ، ولذلك الدماء غالية .
وعن معاوية رضي الله عنهـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا . [ رواه النسائي وصححه الألباني ]

في هذا الجو العاصف بالله تأملوا هذا الحديث الخطير ، أقولها معذرة أمام الله لأهل السياسة العفنة ، وأقولها لكل من يبيع دينه لمنصب أو لعلو في الأرض .
روى الطبراني وصححه الألباني من حديث ابن مسعود رضي الله عنهـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يجيء المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دما عند ذي العزة فيقول يا رب سل هذا فيم قتلني فيقول فيم قتلته قال قتلته لتكون العزة لفلان
قيل هي لله .

" لتكون العزة لفلان " اللهم نسألك السلامة من بلاء وفتنة .

اللهم تقبل هذه الدماء الزكية عند في الشهداء الأبرار ، وارزقنا حسن الخاتمة ، وارزقنا الحكمة مع استفزازات الواقع ، واجعلنا ممن لا يخاف فيك من أحد ، ولا يخشى لومة لائم ، اجعلنا هداة مهديين ، على منهاج نبيك الأمين صلى الله عليه وسلم ، لا مبدلين ولا مغيرين ، ولا لأهوائنا متبعين .

اللهم اجعلنا من أهل الفرقان الذين يميزون الحق من الباطل ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .

اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بخير فوفقه إلى كل خير.
ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل الدائرة عليه واجعل تدبيره تدميره عاجلا غير آجل .


اللهم عجل بقصاصك لكل مظلوم مستضعف .
فاللهم أنت حسبنا الله ونعم الوكيل ، فإلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا ، إن لم يكن بك سخط علينا فلا نبالي ولن عافيتك هي أوسع لنا .
رب اجعل مصر بلدا آمنا واحفظها واحفظ أهلها من كيد الكائدين ومكر الماكرين وظلم الظالمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

..
أما بعد .... أحبتي في الله ..
يُحكى عن شقيق البلخى أنه قال كان إبراهيم بن أدهم
يمشي بالبصرة فأجتمع عليه الناس فقالوا:
مابالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال ماتت قلوبكم فى عشرة أشياء وهن:

1) عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.
2) قرأتم القرأن ولم تعملوا به.
3) إدعيتم حب الرسول وتركتم سنته.
4) إدعيتم عداوة الشيطان وأطعتموه.
5) إدعيتم دخول الجنه ولم تعملوا لها.
6) إدعيتم النجاه من النار ورميتم فيها أنفسكم.
7) قلتم الموت حق ولم تستعدوا له.
8) أشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم.
9) ودفنتم الأموات ولم تعتبروا .
10) أكلتم نعمة الله ولم تشكرو ا عليها.

ويقول أهل التربية : من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك ، وترك الندم على ما فعلت من الزلات .
**فهل أنت حزين لفراق خمسة عشر يوم من رمضان ؟؟؟
**هل تشعر أنك كنت تتمنى ألا ينقضي نصف رمضان وأنت على هذه الحال ؟؟؟
**هل أنت نادم على ذنوب قيدتك وحالت بينك وبين القرب كما كنت تريد ؟
لو كنت كذلك فتعيش فيما تبقى بنفسية التحدي ، فلن يضيع مني رمضان بإذن الله تعالى ، لقد استوعبت الدرس ، لقد عرفت دائي ، لا للغفلة مرة أخرى ، ستكون عشر الانطلاقة والمجاهدة .
نعم إياك أن يموت قلبك وأنت لا تدري ؟
لا تكن كمن قال الله فيهم : " أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون "
لا تسكت وقلبك لا يتحرك في الصلاة ومع سماع القرآن الذي تتصدع لسماعه الجبال وتخشع فما بال قلوبنا لا تتصدع ولا تخشع ؟؟

حبيبي في الله .....راجع نفسك
فنحن مقدمون على زمان أقصى الجهد ( العشر الأواخر )

(1) فعليك بكشف الحساب هذا لتبدأ في استدراك ما فاتك ؟

(2) انظر أي الأوقات يضيع منك وحاول بقوة أن تتلافى هذا الضياع بتعمير الوقت بالذكر والقرآن وما يتيسر لك من العمل الصالح ؟

(3) استعن بالله ولا تعجز فتذكر أنك لست بنفسك وإنما أنت بالله ، فلا حول ولا قوة إلا بالله فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

(4) جدد توبتك وتذكر ثمرات رمضان فاللهم أعتق رقابنا واغفر لنا وبلغنا منزلة التقوى واجعلنا في رفقة خير النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .

الحل العملي السريع :
(1) ادع الله باسمه الحي أن يحيي قلوبنا جميعا ، وباسمه القيوم أن يقيم قلوبنا على صراطه المستقيم .

(2) الذي يخشى موته لتوقف قلبه يعملون له صعقا كهربائيا ليعود النبض ، فعليك بجرعات من الخوف ، بذكر الخاتمة والمصير والقبر ومشاهد القيامة فلا أنفع من هذا الدواء في استفاقة القلوب . كما قال تعالى : " لينذر من كان حيا "

(3) تفاءل فالله يقول : " اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها " فلا يوقعك الشيطان في حبائل اليأس ، فأمامنا خمسة عشر يوما كفيلة بتغييرك تغييرا تاما فاستعن بالله ولا تعجز .


(4)
قال صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل) [رواه الضياء وصححه الألباني ]
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".
فهذه علامة الصدق والإخلاص

وأيسر ذلك صدقة السر:
قال تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} [البقرة: 271].


اللهم أحيي قلوبنا واجعلها تنبض بحبك ولا تجعل فيها تعلقا إلا بك ولا حبا إلا لك
واللهم ارزقنا الإخلاص والصدق ، وحسن سرائرنا ، واجعل لنا عملا لا يطلع عليه غيرك تبلغنا به الفردوس الأعلى في رفقة خير النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .

تجميع من الرسائل الرمضانية للشيخ / هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

أما بعد .... أحبتي في الله ..
هل إذا سألك أحد الناس الآن بعد مضي سبعة عشر يوما من رمضان :
أين قلبك ؟؟؟
ترى بماذا ستجيب ؟؟
...
عندما تذكر الله أين قلبك ؟
عندما تصلي أين قلبك ؟
عندما تقرأ أو تسمع القرأن اين قلبك ؟؟
قال أهل العلم : تفقدوا قلوبكم عند الذكر والصلاة وقراءة القرآن وعند النوم وعند الاستيقاظ ..
فأين قلبك في هذه الخمس ؟؟


أسأل الله أن يكون قلبي وقلوبكم متعلقا بالله وحده
والذي دعاني لها قول ربي :" أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون "
ياااااااه .. لا يصحبون
أي عقوبة أشد من هذه ؟؟ لن يصحب ربه لن يأنس بربه لن يجد ربه .
أما المحبون فيذهبون إلى ربهم ، فهم بالله ومع الله وإلى الله.

إننا نحتاج أن نتدرب من الآن على عبودية التبتل أي الانقطاع والهجرة إلى الله تعالى قبل العشر الأواخر ، وأول التدريب أن نرفع شعار " مع ربي "
وكيف لا نعيش معه وهو ولينا وحبيبنا وسيدنا وقرة أعيننا ؟
لكن ما المطلوب عمليا ؟؟

1- جلسة خلوة بالله في المسجد في البيت مغلقا بابك عليك بحيث لا تشغلك عن الله شاغلة .
وليكن اليوم بين العصر والمغرب وتحري ساعة الإجابة

2- التفكر في أسماء الله وصفاته أثناء قراءة ورد القرآن لنزداد معرفة فنزداد قربا فهذه غنيمة أن تكون " مع ربك " فتتعرف عليه أكثر ، وتذكر أنك في رمضان مطلوب منك أن تسأل عن ربك ، فبعد آيات الصيام قال الله " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب " فهل شعرت بقربه ؟؟

3- دفع الخواطر تحت عنوان " ليس هذا وقته ؟؟" فإن قلبك مغلق للتحسينات الإيمانية السنوية في رمضان .

4- أكثر من الثناء على الله في دعائك حتى يفيض القلب بمعاني الحب التي فيه تجاه ربه .

أحبك ربي فلا تحرمني منك بذنبي ولا تحرمني لذة القرب منك بما كسبت يدي فأنا مقر بالذ قد كان مني وما لي حيلة إلا أني أرجو رحمتك وأخشى عذابك يا حبيب قلبي .

تجميع من الرسائل الرمضانية للشيخ / هاني حلمي

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد أحبتي في الله ....
ليس من عجب أن يقرأ الناس في الجزء السادس عشر : " رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده وا
صطبر لعبادته هل تعلم له سميا "
نعم إنَّه أفضل معين على الصبر على الطاعة ، بل على الاصطبار الذي يعني مزيد تعب وكلفة في تحمل مشقة الطاعات .
إنها الكلمة المحركة للقلوب القاسية " هل تعلم له سميا "

هل هناك من هو أكبر من الله في قلبك ؟
هل هناك أعز عليك منه ؟
هل هناك من هو أحن وأرحم عليك منه ؟
هل له مثيل في صفاته ؟ هل هناك من أكرمك مثله ؟
فلماذا لا تصطبر على عبادته ؟؟
لماذا لا تجاهد نفسك وتجاهد الفتور وتجاهد الكسل لأجل لذة القرب منه
وهل لحياتك قيمة إذا فقدته ؟!!!


إنه حبيب قلبك .. وقرة عينك ... وأكرم من سألت ... وأجود من أعطاك .. إنه صاحبك في الشدة ومؤنسك في الوحدة ..
إنه ربك وإلهك وسيدك ..
دعونا في هذه الرسالة ندعوه ونثني عليه فنتحبب إليه ، نعم والله يا رب أحبك ...

فيا أرحم الراحمين، يا حافظي في نعمتي، يا ولييّ في نفسي، يا كاشف كربتي، يا
مستمعَ دعوتي، يا راحمَ عبرتي، يا مقيلَ عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا ركني الوثيق... يا مولاي الشفيق، يا رب البيت العتيق... يا فارج الهم، وكاشفَ الغم، ويا منزل القطر، ويا مجيبَ دعوة المضطرين، يا رحمـن الدنيـا والآخـرة ورحيمهما... يا كاشفَ كلِّ ضرٍ وبلية، ويا عالم كُلِّ خَفِيّة .
ما أشوقني إلى لقائك، وأعظم رجائي لجزائك، وأنت الكريم الذي لا يخيب لديك أمل الآملين، ولا يبطل عندك شوق المشتاقين...
إلهي:
إن غفرت فمن أولى منك بذلك، وإن عذبت فمن أعدل منك هنالك.
أحبتي ...
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ثلاثة يحبهم الله، ويضحك إليهم، ويستبشر بهم.." ومن ضحك الله إليه فلا حساب عليه، ثم ذكر من الثلاثة: "..رجل عنده زوجة حسنة وفراش حسن، فقام من جوف الليل يتملقني، ويتلو آياتي، فيقول الله انظروا يا ملائكتي؛ هذا عبدي عنده زوجة حسنة وفراش حسن ولو شاء رقد، قام يتملقني ويتلو آياتي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له"

هذا هو التملق ، أن تثني على الله ، تتحبب إلى الله ، وتتودد إليه

" هل تعلم له سميا " ؟؟

فإذا كان لا سمي له في قلبك فأريه من الجهاد في العبادة ما يدلل على صدقك في طلب رضاه وحبه ... أحبك ربي .


فادعو ربك دعاء المضطر في كل معوق في حياتك"هل تعلم له سميا"::
قال تعالى :
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62
...


واعلنها على كل معوق أمامك ::وبدأ التحدي


**القرآن الكريم يشير إلى نعمة وجود التحدي الضد والمعوق ووجود المصارع والمنافس والعدو حين قال سبحانه: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين).

ولذلك فالوصفة العملية للتحدي الآن

(1) علينا بالنظر في أسباب عدم خشوع قلوبنا ، ونلح على الله تعالى : اللهم اسلل سخائم صدورنا ، واغسل حوبتنا ، ونعوذ بك من قلوب لا تخشع .

(2) علينا بالنظر في سبب ضعف اليقين والإيمان عندنا ، ونسأل الله تعالى إيمانا يباشر قلوبنا ، ومن اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا .
علينا أن نتذكر فقه مقاومة الفتن " ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم " نحتاج لهجر للمعاصي ومجاهدة وثبات وصبر .

(3) علينا أن نراجع خطتنا في رمضان ، فهل نحن حددنا مجال التغيير الذي نريد ، يعني سنتغير في طريقة إدارة وقتنا ، عدد ساعات نومنا ، بعض العبادات التي لا نستقيم عليها عادة بعد رمضان مثل القيام وجلسة الشروق ووورد القرآن والصيام وهكذا .

(4) هل عرفنا من أين نؤتى ؟؟؟ يعني ما هي عوائق الطريق بالنسبة لنا وكيف سوف نعالجها ؟ هذا هو التحدي الأكبر ، فالجهاد الأكبر جهاد النفس بحق .
قال إبراهيم الخواص: "أول الذنب الخطرة، فإن تداركها صاحبها بالكراهية وإلا صارت معارضة، فإن تداركها صاحبها بالرد وإلا صارت وسوسة، فإن تداركها صاحبها بالمجاهدة وإلا هاج منها الشهوة مع طلب الهوى فغـطّى العلم والعقل والبيان" مداواة النفوس، ص 19.

فتعالوا نبدأ التحدي والمجاهدة الحقيقية ، ليعلم الله من يخافه بالغيب .


تجميع من الرسائل الرمضانية للشيخ / هاني حلمي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ...أحبتي في الله ..
قال تعالى :" ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم "
قال تعالى :" وكذلك جعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا "
... الفتن لابد منها ، فتنة الاختلاط بالناس ، فتنة الدنيا القائمة في قلوبنا ، فتنة أحداث الساعة والانجذاب لها .
وكل منها يزيغ القلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " حتى لا يزيغ قلب إن أزاغه إلا هي " أي الدنيا .

وبمجرد أن يلتفت القلب تجد آثار الزيغ " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين "

فعلينا أن نتصبر هذه الايام في مواجهة هذه الفتن ، فحذار من فتن ما قبل العشر ، فالشيطان يريد ان يدخلك مكبلا بهموم وغموم ومشاكل .
يشعرك بأن رمضان ضاع .

يشعرك أنك غير مقبول وأنك قلبيل الرفض لا هابيل القبول : " فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر "

يشعرك بأن ذنوبك ستظل آثارها ، وأنك لم توفق للمغفرة " أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم "

فالواجب العملي :

(1) فوض أمرك لربك واسأله التثبيت والإعانة .

(2) أحسن ظنك بربك وقل : هو أهل التقوى وأهل المغفرة وإن كنت أنا حتى أسوأ خلق الله ، فهذا شأني ، لكن ربي أرحم بي من ابي وأمي .

(3) عليك بالتضرع لتتأهب بقلب جديد عسى أن تزال القسوة " فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا "
وقل :
يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما إني عبدك ببابك ، ذليلك ببابك ، أسيرك ببابك ، مسكينك ببابك ، ضيفك ببابك ، عبدك العاصي ببابك يا غياث المستغيثين ، مهمومك ببابك يا كاشف كرب المكروبين .
إلهي ..
أنت الغافر وأنا المسيء وهل يرحم المسيء إلا الغافر ؟؟؟

فماذا نفعل ؟؟


(1) تزود وخير الزاد التقوي ، وتذكر ان الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى فعليك بصدقة كقربان قبل العشر عسى تكون ميثاق الصدق وعربون الود بينك وبين الله .

(2) اجمع قلبك عليه ، وهذا سبيلك للوصول ، وتذكر انك كلما أخلصت تخلصت ، فاجعل كلمة ( حتى ترضى يا رب ) لا تفارق خيالك قبل كل عمل صالح " وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى "

(3) أحسن ظنك به ، ولا تجعل الشيطان يضيع رجاءك فيه مهما كان فيما مضى ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن نصلح ما بقى ليغفر الله لنا ما مضى
وقرات لذي النون هذه الكلمة الليلة فطار لها قلبي : يستحيل أن تحسن به الظن ولا يُحسن لك المن .
يستحيل أن يكون ظنك بالكريم أن يتفضل عليك ولا يعطيك بمنته وفضله أعظم ما تتمنى ، فالكريم لا تخطئه الآمال ، لكن اذهب له بكلك .

(4) مفتاح الخروج من الفتن " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي " جربها ستجد برد حلاوتها في قلبك .
قل :

يا واسع الرحمة والمغفرة والفضل والمن ،إن كانت ذنوبي قد أخافتني فإن محبتي بك قد أجارتني فتول من أمري ما أنت اهله و عد بفضلك على من غره جهله.
سبحانك: ما أضيق الطريق على من لم تكن دليلَه، وما أوحش البلاد على من لم تكن أنيسَه .


تجميع من الرسائل الرمضانية للشيخ / هاني حلمي

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله
تعرفون أن التوبة وظيفة العمر ، " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "
ورمضان يأتي بنسمات التوبة ، فهل تبت ؟؟ ومم تبت حتى الآن ؟؟
التوبة الصادقة لها علامات ومنها الاعتراف بالذنب ، ولذلك كم بين آدم وإبليس ؟
آدمُ عصى ربه فتاب وأناب واعترف بالذّنب فقال وزوجه : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .
فكانت النتيجة : ( ثم اجتباه ربّـه فتاب عليه وهدى ) .
قال ابن القيم – رحمه الله – : فكم بين حالِـه ( يعني آدم ) وقد قيل له : ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ) ، وبين قوله : ( ثم اجتباه ربّـه فتاب عليه وهدى ) .
فالحال الاولى حال أكل وشرب وتمتع ، والحال الأخرى حال اجتباء واصطفاء وهداية ، فيا بعد ما بينهما . انتهى كلامه – رحمه الله – .
يعني أنه بعد التوبة كان أعلى مقامًا .
فعلينا أن نتواصى بذلك في هذه الأيام لتجديد توبتنا
فكن كنبيّ الله نوح حين قال بلسان العبد الفقير : ( رب إني أعوذ بك أن أسألك ماليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) .
كن كنبيّ الله يونس يخرج غاضبا فيجد نفسه في ظلمات بعضها فوق بعض ، فـيُـناجي ربّه بلسان المعترفِ بِذَنبِه المقـرّ بخطيئته : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
فاستجاب اللهُ له ، وجاء الجواب : (فاستجبنا له) وزيادة ( ونجيناه من الغم )
كن كنبي الله (موسى ) يقول بعد أن وقع في الخطيئة :
( ربّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي ) .
فكان الجواب : ( فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) .
وذاك نبي الله داود الذي (استغفر ربه وخرّ راكعا وأناب) قال الله جل جلاله : و( فغفرنا له ذلك )و زيادة ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) .
وذاك ابنه سليمان الذي تاب وأناب ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي )
فوهب له ربُّـه ملكا عظيما وسخّر له الريح والجن والطير .


هيا عاهد الله بقلب مؤمن موقن بنصر الله تعالى ، آخذ بأسباب النصر التي أولها الإيمان والتوبة " إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين "
تب حبيبي في الله وتعال نحاول ذلك معاً :
1- تب من الغش والتلون وكن صادقا واضحا .
2- تب من آفات اللسان لاسيما الخوض بالباطل والغيبة وفحش القول لاسيما عند الخصومة .
3- تب من " نسيان الله " نعم إنها " الغفلة " " نسوا الله فأنساهم أنفسهم " ، وكانت النتيجة " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " وصار الأمر " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء " ، والعلاج " وأنتم تتلون الكتاب " اقرأ القرآن على أنه يكلمك أنت ، واستشعر الخطر لتتذكر .
4- تب من اتخاذ الدين لهوا ولعبا ، كفاك لعبا بدبنك ، كن جادا في التزامك ، فلا تتوان مع نفسك لكي تصلحها .
5- تب من تقصيرك في أداء الفرائض والنوافل .
6- تب من " رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها "
7- تب من تسويف التوبة ، وتسويف القرارات ، ارفع شعار " الآن قبل فوات الأوان "

**وعلينا بهدي خير النبيين صلى الله عليه وسلم وهو يُناجي ربّه في دُجى الليل الساكن .
فقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام إذا قام يتهجّد من الليل أن يقول – بعد أن يُثني على الله عز وجلّ بما هو أهلُه – :
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت . رواه البخاري ومسلم .
ثم تأملوا هذا الدعاء من أدعيته عليه الصلاة والسلام ، وهو يقول :
اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي . [ رواه البخاري ومسلم ]
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه ، دِقَّـه وجِلَّه ، وأولَه وآخرَه ، وعلانيتَه وسرَّه . [ رواه مسلم .]
ولما سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسولَ اللّه علمني دُعاءً أَدعو به في صلاتي قال : قل :
اللهمّ إني ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يَغفرُ الذّنوبَ إلا أنتَ ، فاغفِرْ لي مغفرةً من عندَك ، وارحمني إنكَ أنتَ الغفور الرّحيم . رواه البخاري ومسلم
فخذها قاعدة ذهبية في الطريق :
قال ابن القيم : فلا يرى نفسه ( يعني العبد ) إلا مقصرا مذنبا ، ولا يرى ربه إلا محسنا .
**لو وصلنا لهذا الإحساس فأبشروا بعلامات القبول ، فيا أحبتي ، جددوا توبتكم ، وعاهدوا ربكم على التخلص من ذنوب تلاحقكم ، وإياكم والكذب والمخادعة " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " " يخادعون الله وهو خادعهم " وإنما توسلوا وابكوا وتذكروا عقوبات الذنوب لتجددوا توبتكم
وتذكر أنَّ :
التوبة… مشاعر وأحاسيس …ترسم طريق الأمل ..
التوبة…ابتسامة ونبضة قلب…تفطَّر ألماً وكمدا ..
التوبة…باب الرجاء والأمل…فسبحان من فتح لنا باب الأمل……
((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله …))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..