نودة 41 قام بنشر August 16, 2013 رسائل النصرة في وقت المحنة (4) فهم أسرار الابتلاء .بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .أما بعد .. أحبتي في الله .من واجبات الوقت في المحنة العاصفة بنا في هذه الأيام أن نفهم عن الله تعالى ، وأن نتزود بزاد الإيمان اللازم ، وتذكروا أن الله قال : " وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " [النحل :127-128 ]فالمكر والكيد والخداع الكثير في هذه الأيام لن يستدفع إلا بزاد التقوى والإحسان ، لا بالسباب والهمز واللمز وقذف الناس وتخوين هذا وذاك ، والانشغال بهذه الصراعات ، نعوذ بالله من الخذلان ، والله كلما سمعت شيئا من هذا ، أعرف أنَّ النصر لن يأتي مع هذه الآفات القلبية واللسانية الخطيرة في الصف المسلم ، بل سنبتلى وسنؤتى من قبل آفات نفوس مستشرية نسأل الله العفو والعافية .فيا أحبتي في الله ..بالله لا تتناقلوا قول الشيخ فلان في فلان ، ولا تجاوزات هذا أو ذاك ، وأجمعوا قلوبكم على التضرع واستمطار الرحمات ، وقوموا بأدوار بناءة في خدمة قضية الإسلام بعيدا عن صراعات الصف التي أودت بنا إلى الهاوية السحيقة التي نحن فيها .أحبتي ..تأملوا أسرار الابتلاء ، ولكم هذا السر العظيم في تدبر قول الله تعالى : { وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأعراف:154]قال ابن القيم – رحمه الله -: " تمحيص ما في قلوب المؤمنين: هو تخليصه وتنقيته وتهذيبه، فإن القلوب يخالطها بغلبات الطبائع وميل النفوس وحكم العادة وتزيين الشيطان واستيلاء الغفلة ما يضاد ما أودع فيها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى، فلو تركت في عافية دائمة مستمرة لم تتخلص من هذه المخالطة ولم تتمحص منه، فاقتضت حكمة العزيز أن قيض لها من المحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء، إن لم يتداركه طبيبه بإزالته وتنقيته من جسده وإلا خيف عليه من الفساد والهلاك.نعم هذا كله يحدث لنتداوى من أمراضنا ،لا أن تزداد أمراضًا ، فلا لتصفية الحسابات ، ولا للتطاحن الداخلي في وقت المحنة ، ولا للتشنج في الخطابات ، ولا للاستعلاء على الآخرين ،بل التراحم والتواد والتعاطف ، وجمع الكلمة ، والاعتصام بحبل الله ، وقبول كل للآخر على أساس أدب الخلاف وأخلاق المسلمين ، وكلٌ يخدم الإسلام من مكانه ومن حيث يحسن ." هي لله ... هي لله "لا لحزب ولا لفصيل ولا لتيار ولا لمسار سياسي ولا لشيء قد عملنا ، بل نحن للدين فداء .. هكذا فكونوا هاني حلمي ... 6 شوال 1434 هـ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر