كرات الثلج في معركة صيف حلب !

[The Sniper 73]

 

ففي الشرق، ينطلق النظام بكل ثقله من جهة الشيخ نجار، محدثاً اختراقات مهمة، وهدفه الوصول إلى سجن حلب المركزي الذي يحاصره الثوار. بينما يرمي الثوار بكل ثقلهم في الغرب من جهة حي حلب الجديدة، آملين أن ينجحوا أخيراً بالسيطرة على فرع المخابرات الجوية شبه المحاصر أيضا

إذاً هما جبهتان متناقضان في موقف كل من طرفيها، لكنهما في النهاية ذاتا هدف واحد يجمعهما. فإذا كان النظام في موقف الهجوم على جبهة الشيخ نجار التي وصل فيه إلى نقطة متقدمة هي دوار البريج، والثوار هنا بموقف الدفاع، فإنه (أي النظام) يأخذ موقف المدافع في جبهة المخابرات الجوية أمام هجوم الثوار الذي دخلوا جمعية الزهراء

بل أكثر من ذلك ربما، فإن أياً من الطرفين كلما شعر بضغط عليه في جبهته الدفاعية، زاد من ضغطه الهجومي على الجبهة الأخرى، الأمر الذي جعل من هاتين الجبهتين لاعباً أساسياً في معركة حلب اليوم. لكن لماذا يستميت كل طرف في الدفاع عن مواقعه في هاتين الجبهتين، ويدفع أثماناً باهظة في سبيل عدم السماح للطرف الآخر بالوصول إلى هدفه، ولماذا لا يقبلان التراجع والخسارة هنا كما حدث وقبلا بذلك في أماكن أخرى، وبشكل مستمر

الجواب على هذا السؤال بسيط جداً، وهو أن خسارة أي طرف لموقعه الذي يدافع عنه في هاتين الجبهتين، ستتحول إلى كرة ثلج يتوقع كل منهما أن يفقد السيطرة عليها !

ففي الشرق لا يقاتل الثوار عن السجن المركزي الذي يتحصن فيه العشرات من قوى الجيش والشبيحة، آخذين مئات السجناء من الرجال والسيدات كرهائن، بل يدركون تماماً أن النظام لن يتوقف عند هذا، لكنه سيفتح بذلك الطريق السهل لاستعادة السيطرة على مناطق شاسعة في الريف وضواحي حلب الشمالية.

وفي الغرب كذلك، لا يستميت النظام في دفاعه عن منطقة فرع المخابرات الجوية لأنها مجرد أرض ومساحة جغرافية، بل عن رمزية هذا المبنى (مبنى الفرع) الذي يدرك تماماً أنه إن سقط، فسيعني ربما انهيار منظومته العسكرية والمعنوية في حلب، ويفتح الطريق أمام الثوار لتحقيق انتصارات سريعة تقوض وجوده في المدينة.

ومن هنا يعي الطرفان أن كرة الثلج لن تتوقف - في حال خسارتهما - عند السجن المركزي أو فرع المخابرات الجوية، بل ستكبر وتدحرج بسرعة وقوة، قد لا يكون بالإمكان وقفها والسيطرة عليها .. ومن أجل ذلك يحدث هذا الدفاع المستميت.