بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
معني الحديث في اللغة: مُفرد كلمه أحاديث أو حِداث، وهي كل ما يتحدث الناس به من الكلام ويُطلق على أهل الحديث المُحدثون
أما في الاصطلاح: فهو كل ما يتعلق بالنبي صل الله عليه وسلم من قول و فعل و فقه و حال و تقرير و صفه خُلقيه أو خَلقيه
و أهميه الحديث كأهميه القرآن الكريم
فالسنه الصحيحه بمنزله القرآن و هو المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم **يعني في العدد لا فى الترتيب و المنزله فالأمر أو النهي إذا جاء في سنه رسول اللّه كأنه جاء في القرآن لا فرق بينها، فالشرع-كتاب و سنه- فالسنه وهي الاحاديث الصحيحة عن رسول الله وحي من الله لنبينا إما بإلقاء المعني في نفسه صل الله عليه وسلم في خفاء و يكون القول من النبي صل الله عليه وسلم و إما عن طريق جبريل عليه السلام**
و الله عز و جل قال و «ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا» الحشر: ٧
و يتجلي ذلك واضحاً في بعض مسائل العقيده و الأحكام الشرعية و تفاصيل بعض العبادات فالله تعالي أمرنا في القرآن الكريم بإقامه الصلاه فقال سبحانه «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ »
فيأتي النبي صل الله عليه وسلم موضحاً و مفصلاً أمر الله عز و جل لكيفيه الصلاه من تكبير و إستفتاح للصلاة و ركوع و سجود،، و يقول «صلوا كما رأيتموني أصلي»و كذلك كان الأمر فى الزكاة.
هذا من حيث العمل من أوامر و نواهي و كيفيه القيام بها أما من حيث القبول فلا يخلو ذلك من إتباعه أيضا فهناك شرطين لقبول العمل
الشرط الاول: الاخلاص وهو أن يكون العمل خالصاً لله تعالى لا تدخله شبه رياء ولا سمعه ولا حظ للنفس فيه
فإذا كان العمل لغير وجه الله فلا يُقبل
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) و في رواية ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ) .
الشرط الثاني: الإتباع أي بإتباع سنته صل الله عليه وسلم في أداء العمل حتي لا يصير الإنسان مبتدعاً
قال صل الله عليه و سلم «من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد»
أي مردود علي صاحبه غير مقبول
و قال أيضاً « من أطاعني فقد أطاع و من عصاني فقد عصي الله »
فالفوز بالجنه و النجاه من النار و الرحمة و الهدايه و حب الله للعبد في طاعته صل الله عليه وسلم قال تعالي «و من يطع الرسول فقد اطاع الله» النساء: ٨٠
و قال«و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول إن كنتم مؤمنين» الانفال
و إتباعنا للنبي صل الله عليه وسلم لن يحدث الا بمدارسه سنته و لن نسلك هديه و نسير علي خطاه صل الله عليه وسلم الا بدراسه الحديث
و من رحمه الله تعالي بأمته حفظه القرآن الكريم وحفظه أحاديث النبي فالله عز و جل سخر من يحفظ هذه السنه
فتصلنا بعد الأف السنين و في شتي البقاع صحيحه منقحه.. و كيف لا!! والله جل في علاه من تولي حفظها
و إنطلاقاً من هذا فقد عزمنا بفضل الله علي بدايه شرح أحاديث كتاب «رياض الصالحين» للإمام النووي رحمه الله تعالى رحمه واسعه و أجزل له الأجر و الثواب
و كتاب رياض الصالحين من أجل الكتب و أشرفها بعد كتاب الله عز وجل فكل الأحاديث فيه صحيحه و عن صدق حسن لا مكذوبه و لا موضوعه
و كاتبه إمامنا الامام النووي رحمه الله ولد ٦٣١ و توفي ٦٦٧
و الرياض هي البساتين وسوف نتجول فيما يلي بإذن الله تعالي معاً في هذا البستان لنقف علي كل حديث وقفه تأمل و تدبر نذكر فيها بإذن الله ما يلي
١-نص الحديث
٢- بعض معاني الكلمات
٣-شرح موجز للحديث
٤-بعض ثمار و فوائد الحديث
و سيكون الشرح ان شاء الله تعالى موجز قدر المستطاع حتي لا يمل القارئ و ينال المنفعه باذن الله كما ان بعض شروحات الاحاديث باذن الله ستكون بتصريف من كتاب شرح رياض الصالحين للعلامه ابن عثيمين
سائلين الله تعالي السداد و التوفيق والإخلاص في القول و العمل إنه تعالي ولي ذلك والقادر عليه
_________________
** التوقيف علي مهمات التعاريف للمناوي ص:٣٣٥ و المفردات للراغب ص٥٧٠-٥٧١