آه تلك الكلمة المختصرة التي تعبر عن صندوق مكنوناتنا من آلام وأحزان وأوجاع وذكريات يتيمة فقدت أهلها وسط زحام السنين
على هامش الزمن كم مرة وضعنا أنفسنا هناك وبحكم قسري دون إرادتنا , ما دعاني اليوم لهذا الكلام هو أنني دخلت مكتبة أفكاري لأتصفح منها بعض الحروف والكلمات التي اشتاق قلبي لمعانقتها من جديد
فكما الأحباء والأصدقاء يشتاقون لبعضهم كذلك القلوب والكلمات أيضا تشتاق ,و لمست بين راحتي بعض الكتب وقد أطفى عليها غبار السنين وسمة الكبرياء , حملته بين راحتي قلبي فلم أرى إلا مجموعة من الصفحات
بدأت بتقليب الصفحات صفحة صفحة فكان عنوان الصفحة الأولى وجوه الحياة , انطلقت للصفحة الثانية فإذا بأول وجه يقابلني ألا وهو ذلك الوجه السعيد والذي رسمت ابتسامته على وجهه نتيجة أحداث وظروف سعيدة
وكانت الصفحة التالية ذلك الوجه الحزين صاحب الدموع المنهارة عصبيا , وتوالت الصفحات لأرى الوجه المتردد الواقع في معضلة ما باحثا لها عن حل
وصفحة أخرى للوجه الغير مفسر قد أصابه ذهول جراء موقف ما وهكذا توالت معي وجوه الحياة إلى أن أغلقت ذلك الكتاب لأذهب برحلة طويلة إلى سبر أغواري باحثة عن وجهي بين الوجوه التي رايتها في وجوه الحياة