-
عدد المشاركات
3,540 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
18
كل منشورات العضو الرّام
-
الحمد لله و الشكر و الفضل لله و المنّة لله لا اله الا هوا السميع العليم المجيب ................. ربي يسرلك امرك اختي يااااااااا ربي ان شاء الله
-
و فيك بارك الله
-
وغاية هذي الدار لذة ساعة * * * ويعقبها الأحزان والهم والندم وهاتيك دار الأمن والعز والتقى * * * ورحمة رب الناس والجود والكرم موضوع ممتاز اختي جزاك الله خيرا
-
و فيك بارك الله جزاك الله خير الجزاء , اختي
-
الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل قال ( قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه ، تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنــة ، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا ] تتجافى جنوبهم عن المضاجع .. حتى بلغ .. يعملون [ ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا ، قلت : يا نبي الله ! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناسَ في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهــم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . معاني الكلمات : جنة : وقاية . جوف الليل : وسطه . تتجافى : تبتعد . يكب : يلقى . الفوائد : ---- شدة اهتمام معاذ بالأعمــال الصالحــة . ---- أن الأعمــال سبب لدخول الجنة ، كما قال تعالى } وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون { . لكن ما الجواب عن قوله صل الله عليه و سلم ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ) ؟ الجواب : قيل : النجاة من النار بعفو الله ، ودخول الجنة برحمتــه ، واقتسام المنازل والدرجات بالأعمال . ---- حرص الصحابة على السؤال عما يفيدهم وينفعهــم . وهذا من علو همتهم ورفعتهم . ---- أن أعظم ما يسأل عنه هو أسباب دخول الجنة ، وأسباب الابتعاد عن النار ، لأن من دخل الجنــة ونجا من النار فقد فاز الفوز العظيم . قال تعالى } فمن زحزح عن النار وأدخل الجنــة فقد فاز { . ---- أن التوفيق كله بيد الله ، فمن يسر الله عليه الهدايــة اهتدى ، ومن لم ييسر عليه لم ييسر له . قال تعالى } فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى { . ---- أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله أن ييســر له العمل الصالح . وقد أخبر الله عن نبيه موسى أنه قال } رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري { . وأن يجتهد في تحصيل أسباب الهداية ، ومن اجتهد فقد وعد الله له بالهداية كما قال تعالى } والذين جاهدوا فينا لنهدينهــم سبلنا { . ---- أن أول الواجبات وأعظمهـا هو عبادة الله تعالى . كما قال تعالى } يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم { . ---- أن أعظم الذنوب ، وأكبر الكبائر الشرك . قال تعالى } إن الشرك لظلم عظيم { . .أن القيام بأركان الدين سبب لدخــول الجنــة . و ينبغي للمسلم أن يحرص على معرفة أبواب الخير لكي يكثر منها . قال ابن رجب رحمه الله : ” لما رتب دخول الجنة على واجبات الإسلام دله بعد ذلك على أبواب الخير من النوافــل ، فإن أفضل أولياء المقربين الذين يتقربون إليه بالنوافــل بعد أداء الفرائض“ . - فضل الصوم وأنه سبب للنجــاة من النار و فضل الصدقة وأنها سبب لمحو الخطايا و فضل صلاة الليل وأنها تطفىء الخطيئة كالصدقة . - أن رأس الأمر الإسلام ، قال ابن رجب رحمه الله : ” فأما رأس الأمر ، فيعني بـ[ الأمر ] الدين الذي بعث به ، وهو الإسلام ، وقد جاء تفسيره في رواية أخرى بالشهادتين ، فمن لم يُقِرُّ بهمــا باطناً وظاهراً فليس من الإسلام في شيء “ . - أهمية الصلاة في الإسلام وأنها عموده . كما يقوم الفسطاط على عموده . - أهمية الجهاد في سبيل الله ، فهو ذروة سنام الإسلام ، وهو أعلى ما فيه وأرفعــه ، لأن فيه إعلاء لكلمــة الله . - أن حفظ اللسان وضبطــه أصل لكل خير ، وأن من ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وأضبطــه . قال الشاعر : احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنــه ثعبـــان . كم في المقابر من قتيلِ لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعــان . الحديث الثلاثـــون عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر . عن رسول الله قال ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهــكوهــا ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثـــوا عنها ) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره . معاني الكلمات : فرض فرائض : أي أوجبها على عباده . فلا تضيعوها : أي فلا تتركوها أو تتهاونوا بها . وحد حدوداً : الحد لغة المنع ، واصطلاحاً : عقوبة مقدرة شرعاً تزجر وتمنع من المعصية . فلا تنتهكوها : فلا تفعلوهــا . الفوائد : ---- الحديث قسم الأحكام إلى أربعــة أقسام : القسم الأول : الفرائض .( كالصلاة ، والصيام ، والزكاة ، وجميع الواجبات التي أمر الله بها ) . القسم الثاني : الحدود التي حَدَّها الشرع . كحد الزنا وحد السرقــة وحد شرب الخمر ، فهذه يجب الوقوف عندها بلا زيادة ولا نقصان . القسم الثالث : المحرمات التي حرمها الشارع . فهذه يحرم فعلها . ( كالشرك ، والقتل بغير الحق ، وشرب الخمر ، والزنا ، وغيرها مما حرمها الشرع ) . القسم الرابع : المسكــوت عنه . وهذا حكمه : حلال . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” لكن هذا في غير العبادات ، أما في العبادات فقد حرم الله أن يشرع أحد من الناس عبادة لم يأذن بها الله “ . ---- انتفاء النسيان عن الله تعالى . قال تعالى } لا يضل ربي ولا ينسى { . وقال تعالى } وما كان ربك نسياً { . وأما قوله تعالى } نسوا الله فنسيهــم { فالمراد : هنا الترك ، أي تركوا الله فتركهــم . الحديث الحادي والثلاثون . عن أبي العباس – سهل بن سعد الساعدي – قال ( جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله ، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ) رواه ابن ماجه . معاني الكلمات : دلني : أرشدني ازهد : الزهد ترك ما لا ينفـــع في الآخــــرة . الدنيا : سميت بذلك لدناءتها ، أو لدنوها قبل الآخرة . الفوائد : ---- علو همة الصحابة ، حيث كانوا يسألون عن الأمور العظيمـة التي تقربهم إلى الله . ---- فضل الزهد في الدنيا ، وقد كثر في القرآن مدح الزهد في الدنيا وذم الرغبة فيها . فقال تعالى } وما الحياة الدنيا إلا متاع { . وقال سبحانه } قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً { . ---- أن من أسباب محبة الله الزهــد في الدنيا ، لأن الإنسان لا يزهد في الدنيا حقيقة إلا من أيقـــن بالجنــة . كما قال الحسن : ” الزهد في الدنيا يريح البدن والقلب “ . ---- فضل الاستغناء عما في أيدي الناس ، لأن النبي جعله سبباً لمحبة الناس لك . الحديث الثاني والثلاثون عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري . أن رسول الله قال ( لا ضرر ولا ضرار ) حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسنداً ، ورواه مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيي عن أبيه ، عن النبي صل الله عليه و سلم مرسلاً ، فأسقط أبا سعيد ، وله طرق يقوي بعضها بعضاً . معاني الكلمات : لا ضرر : الضرر ضد النفع ، أي لا يضر الرجل أخاه ابتداء . ولا ضرار : الضرار هو أن يضر بالغير . الفوائد : -تحريم إلحاق الضرر بالغير ، - يدخل في عموم قوله صل الله عليه و سلم ( لا ضرر ) أن الله لم يكلف عباده فعل ما يضرهــم البتة ، فإن ما يأمرهــم به هو عين صلاح دينهم ودنياهم ، وما نهاهم عنه هو عين فساد دينهم ودنياهم ، لكنه لم يأمر عباده بشيء هو ضار لهم في أبدانهم أيضاً . ولهذا أسقط الطهارة بالماء عن المريض ، وقال } ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج { . وأسقط الصيام عن المريض والمسافر ، وقال } يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر { . وأسقط اجتناب محظورات الإحرام كالحلق ونحوه عمن كان مريضاً أو به أذى من رأسه وأمر بالفديــة . - الحذر من ظلم الغير . - الدين حمايــة للنفس والمال . الحديث الثالث والثلاثــون عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله قال ( لو يعطى الناس بدعواهــم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ) حديث حسن ، رواه البيهقي وغيره وبعضه في الصحيحين . معاني الكلمات : لو يعطى الناس : ما ادعوا أنه حقهم وطالبوا به . بدعواهم : أي بمجرد قولهم وطلبهــم دون ما يثبت ذلك . لادعى رجال : أي لاستباح وتجرأ بعض الناس دماء غيرهم وأموالهم . البينة : كل ما يبين الحق من الشهود وغيرهم . الفوائد : ---- حرص الإسلام على حفظ الحقوق . ---- قال الشيخ السعدي رحمه الله : ” هذا الحديث عظيم القدر ، وهو أصل من أصول القضايا والأحكام ، فإن القضاء بين الناس إنما يكون عند التنازع ، هذا يدعي على هذا حقاً من الحقوق ، فينكره ، وهذا يدعي براءته من الحق الذي كان ثابتاً عليه ، فبين صل الله عليه و سلم أصلاً بفض نزاعهم ، ويتضح به المحق من المبطل ، فمن ادعى عيناً من الأعيان ، أو ديناً ، أو حقاً من الحقوق وتوابعها على غيره ، وأنكره ذلك الغير ، فالأصل مع المنكر . فهــذا المدعي إن أتى ببينــة تثبت ذلك الحق ، ثبت له ، وحُكمَ له به ، وإن لم يأت ببينـــة ، فليس له على الآخــر إلا اليمين “ . ---- أن البينــة على المدعي ، أي يقيم المطالب الدليل على صدقه ويُظهر الحجة ، ومن البينة الشهود ، الذين يشهدون على صدقه . ويشترط في الشهود : البلوغ – والعقل – والكلام – والإسلام – والعدالة . ---- أنه إذا لم يجد المدعي بينــة ولا شهوداً ، فإن القاضي يطلب من المدعَى عليه أن يحلف أن ما ادعاه عليه المدعي غير صحيح ويكون الحكم له بيمينه . ويجب الحذر من الأيمان الكاذبة ، فقد جاء الوعيد في ذلك : قال صل الله عليه و سلم ( من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة ، قيل : يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً ، قال : وإن كان قضيباً من أراك ) متفق عليه . ---- بين رسول الله في هذا الحديث الحكم ، وبين الحكمــة في هذه الشريعــة الكلية ، وأنها عين صلاح العباد في دينهم ودنياهم ، وأنه لو يعطى الناس بدعواهــم لكثر الشر والفساد ، ولادعى رجال دماء قوم وأموالهــم . ---- البدء بالمدعي في الحكم . ---- أن الشريعــة جاءت لحماية أموال الناس ودماءهم . ---- حب النفوس للمال . ---- يجب على القاضي أن يحكم بالعدل . الحديث الرابع والثلاثون عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . قال : سمعت رسول الله يقول ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . معاني الكلمات : منكراً : كل ما نهى عنه الله ورسوله . فليغيره : فليزله . الفوائد : - الأمر بتغيير المنكــر . لقوله تعالى } ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحــون { . وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضائل وثمرات كثيرة قال تعالى } أنجينا الذين ينهـــون عن السوء { . - خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وقال علي : ” أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر نكِّس ، فجعل أعلاه أسفله “ . - في هذا الحديث بيان كيفية تغيير المنكــر ودرجاته : أولاً : التغيير باليد . ويشترط للتغيير باليد أن يكون مستطيعاً ، فإن لم يستطع كأن يخاف أن يترتب على ذلك منكراً أعظم أو مفسدة كبرى ، فإنه لا يغير بيده . بدأ بتغيير المنكر باليد ، لأنه أقوى درجات الإنكار ، لأنه إزالة للمنكر بالكلية وزجر عنه . ثانياً : التغيير باللسان . كالتذكير والترغيب والترهيب والوعظ . إذا لم يستطع التغيير باللسان لوجود مانع ، فإنه لا يغير بلسانه . ثالثاً : التغيير بالقلب . وهذه واجبة على الجميع . وقيل لا بن مسعود : ” من ميت الأحياء ؟ فقال : الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً “ . - أن من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاستطاعة . وهذا الشرط مأخوذ من قواعد الشريعــة العامة ، من عدم تكليف المسلم ما لا يطيق . قال تعالى } لا يكلف الله نفساً إلا وسعها { . وقال تعالى } فاتقـــوا الله ما استطعتــم { . فائدة : قال ابن القيم رحمه الله : ” إنكار المنكر له أربــع درجــات : الأولى : أن يزول ويخلفــه ضده . الثانية : أن يقل وإن لم يزل من جملته . الثالثة : أن يخلفه ما هو مثله . الرابعة : أن يخلفه ما هو شر منه , فالدرجتان الأوليان مشروعتان ، والثالثــة موضع اجتهاد ، والرابعــة محرمــة “ .
-
و فيك بارك الله ربي يجزيك اختي بكل خير ان شاء الله
-
الحديث الثالث والعشرون عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن _ أو تملآ _ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائــع نفسه فمعتقها أو موبقها ) . معاني الكلمات : الطهور : بالضم الفعل \ وبالفتح الماء ، والمراد به الوضوء ، سمي طهوراً لأنه يطهر الأعضاء . شطر : نصف . الإيمان : قيل : المراد به الصلاة كما قال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) وقيل : المراد به الوضوء المعروف . الحمد لله : الثناء على الله مع المحبة والتعظيم . سبحان الله : التسبيح تنزيه الله عن النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقين . يغدو : يذهب باكراً . معتقها : مخلصها . موبقها : مهلكها . الفوائد : --- فضل الوضوء ، وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضله : عن عثمان . قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم . وللنسائي ( من أتم الوضوء كما أمره الله ، فالصلوات كفارات لما بينهــن ) . --- فضل كلمة [ الحمد لله ] حيث أنها تملأ الميزان . وقد اختلف في معنى [ تملأ الميزان ] : فقيل : أنه ضرب مثل ، وأن المعنى لو كان الحمد جسماً لملأ الميزان . وقيل : بل الله عز وجل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صوراً ترى يوم القيامة وتوزن . --- فضل قول : سبحان الله والحمد لله حيث أنهما تملآن ما بين السماء والأرض . وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه الكلمات : قال صل الله عليه و سلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ) متفق عليه . وقال صل الله عليه و سلم ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم وقال عليه الصلاة و السلام ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال يا محمد : أقرىء أمتك مني السلام ... وأنها قيعان ، وأن الجنة طيبة التربة .. وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) رواه الترمذي . --- إثبات الميزان ، وفيه مباحث : أولاً : تعريفه : هو ميزان حقيقي له كفتـــان . ثانياً : أدلة ثبــوته : قال تعالى : } ونضع الموازين القسط ليوم القيامة { . وقال تعالى : } فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون { .. --- فضل الصلاة وأنها نور . قال تعالى } إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر { . فهي نور في الدنيا وكما قال تعالى } سيماهم في وجوههم من أثر السجود { . وهي نور يوم القيامة --- أن الصدقة دليل وبرهان على صحة إيمان صاحبها ، والسبب في ذلك أن المال محبوب للنفـــوس ، فإذا أنفقت منه فهذا دليل على صحة إيمانها بالله وتصديقها بوعده ووعيده . وللصدقة فضائل كثيرة منها : : أنها برهان على صحة الإيمان . وأنها تطهير للنفس . قال تعالى } خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم { . و مضاعفة للحسنات .و تغفر الذنوب قال تعالى } مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء { . قال عليه الصلاة و السلام ( والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ) رواه الترمذي . --- ذم البخــل . --- فضل الصبر . قال ابن رجب : ” ولما كان الصبر شاقاً على النفوس ، يحتاج إلى مجاهدة النفس ، وحبسها وكفها عما تهواه ، كان ضيــــاء ، فلا نجاح في الدنيا ولا فلاح في الآخــرة إلا بالصبر “ . --- أن القرآن إما أن يكون حجة للإنسان أو حجة عليه . يكون حجة للإنســان : إذا اتبــع أوامــره وانتهى عند نواهيــه وعمل به وأقام حدوده . ويكون حجة على الإنسان : إذا ترك أمره ووقع في نواهيــه وأعرض عنه . قال تعالى ] وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمــة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً [ . قال ابن مسعود : ” القرآن شافع ومشفع ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار “ . --- التحذير من الإعراض عن القرآن . --- أن كل إنسان إما ساعٍ في هلاك نفسه أو فكاكها . فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله ، وأعتقها من عذابه ، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه بالهوان وأوبقها بالآثــام الموجبة لغضب الله وعقابــه . قال الحسن : ” المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله “ . --- مجاهدة النفس على العمــل الصالح . --- التحذير من الأعمال السيئــة . الحديث الرابع والعشرون عن أبي ذر الغفاري . عن النبي فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال ( يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً فلا تَظالموا ، يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوتـه ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى على قلب رجـلٍ واحدٍ منكم ما زاد في ملكي شيئاً ، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص في ملكي شيئاً ، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم وقفوا على صعيدٍ واحــد وسألني كل واحدٍ منكم مسألته ما نقص ذلك في ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في ماء البحر، فمن وجــــد خيراً فليحمد الله ، ومن وجـــد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . رواه مسلم معاني الكلمات : الظلم : وضع الشيء في غير موضعه . فاستهدوني : اطلبوا مني الهداية . صعيد واحد : أرض واحدة . المخيط : الإبــرة . أحصيها لكم : أضبطها لكم . الفوائد : --- عظيم رحمة الله بعباده ورفقه بهم حيث ناداهم بهذا اللفظ [ يا عبادي ] المشعر بالرحمة والرفق والحث . --- أن لفظ [ يا عبادي ] فيه تذكير للعباد بالحكمــة التي من أجلها خلقوا وهي عبادة الله . قال تعالى } وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبـــدون { . --- تحريم الظلم على الله ، مع قدرتــه سبحانه وتعالى عليه . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” وإنما قلنا مع قدرتــه عليه ، لأنه لو كان ممتنعاً على الله لم يكن ذلك مدحاً ولا ثناءً إذ لا يثنى على الفاعــل إلا إذا كان يمكنــه أن يفعل أو لا يفعل “ . --- أن الله لا يظلم لكمــال عدله ، وهكذا كل نفي يأتي في صفات الله تعالى في الكتاب والسنــة إنما هو لثبوت ضده . كقوله تعالى } ولا يظلم ربك أحداً { لكمال عدله . وقوله } لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض { لكمال علمه . لا يعزب : لا يغيب . وقوله } لا تأخذه سنة ولا نوم { لكمال قيوميتــه وحياته . --- جاءت نصوص كثيرة تبين أن الله حرم على نفسه الظلم منها: قال تعالى } وما أنا بظلام للعبيـــد { . --- تحريم الظلم بين الناس لقوله ( فلا تظالمــوا ) . قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( إن الظلم ظلمات يوم القيامة ) متفق عليه . --- وجوب العدل في جميع الأمـــور ، ( وللعدل فضائل ستأتي قريباً إن شاء الله ) . --- أن الإنسان ضال إلا من هداه الله . ---- يجب سؤال الله الهداية ، وقد أمرنا الله أن نسأله إياها في أعظم سورة . قال تعالى } اهدنا الصراط المستقيم { .. --- يجب على المسلم أن يعمل بأسبــاب الهداية وأن يحرص عليها . قال ابن القيم : ” ولما كان سؤال الله الهدايــة إلى الصراط المستقيم أجل المطالب ، ونيله أشرف المواهب ، علّم الله عباده سؤاله ، وأمرهــم أن يقدمــوا بين يده حمده والثناء عليه ، وتمجيـــــده ، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم ، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم “ . --- غنى الله سبحانه وتعالى ، وأن العباد كلهم مفتقرون إلى الله في جلب مصالحهم ودفع مضارهم في أمور دينهم ودنياهم . قال تعالى } ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم { . وقال تعالى } وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقهــا { . --- إثبات غنى الله سبحانه وتعالى . --- أن ابن آدم كثير الخطأ . كما قال تعالى } وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً { . --- كرم الله وإحسانه حيث دعا عباده _ مع ظلمهم بالمعاصي والذنوب _ إلى عفوه وغفرانه . فقال تعالى } نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيــم { .. --- وجوب الاستغفــار من الذنوب كلها . لقوله ( فاستغفروني أغفر لكم ) . --- كمال سلطان الله وغناه عن خلقه لقوله عز وجل ( إنكم لن تبلغوا ضري ... ولن تبلغوا نفعي ) . --- أن ملك الله لا يزيــد بطاعة الخلق ، ولو كانوا كلهم بررة أتقياء قلوبهم على أتقى رجل منهم ، ولا ينقص ملكه بمعصية العاصين ، ولو كان الجن والإنس كلهم عصاة فجرة قلوبهم على أفجر رجل منهم . --- كمال ملك الله وكمال قدرته ، وأن ملكــه وخزائنــه لا تنفذ بالعطاء ، ولو أعطى الأولين والآخرين من الجن والإنس جميع ما سألــــوه في مقام واحد . ففي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبي قال ( يد الله ملأى لا تغيضهــا نفقة سحاء الليل والنهــار ، أفرأيتم ما أنفق ربكم منذ خلق السموات والأرض ، فإنه لن يغيض ما في يمينه) . --- أن الله يوفي عباده يوم القيامة على حسب أعمالهم فلا يظلم عنده أحداً . قال تعالى } إنما توفون أجوركم يوم القيامــة { . --- وجوب حمد الله على من وجد خيراً ، لأن الله يسرها عليه ، ثم أثابه عليها . --- التحذير ممن تخلف عن العمل الصالح . --- أن الجن مكلفـــون . --- أهمية القلب ، لأن الأصل في التقوى والفجور القلوب . ---- طلب الرزق من الله الذي في السماء . --- أن الاستغفار من أسباب المغفرة . --- حفظ الله للأعمــــــــال . --- الجزاء من جنس العمل . --- محاسبة النفس على التفريط . الحديث الخامس والعشرون عن أبي ذر ( أن ناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي صل الله عليه و سلم : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصـدقون بفضول أموالهــم ، قال : أوَ ليس قد جعل الله لكم ما تصَّدَّقون ؟ إن لكم بكل تسبيحــة صدقــة وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة . قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتــم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم . معاني الكلمات : الدثور : الأموال . بفضول أموالهم : أي أموالهم الزائدة عن كفايتهم وحاجتهم . بضع : البضع الجماع . الفوائد : --- رغبة الصحابة رضي الله عنهم الشديدة في الخير ، وتنافسهــم بالأعمال الصالحــة ، ففي هذا الحديث أن الفقراء جاءوا إلى النبي وبينوا له أن إخوانهــم الأغنياء قد سبقوهــم ببعض الأعمال الصالحـة ، وذلك أن عندهم فضل من مال ، فيحجون ويعتمــرون ويتصدقون ويجاهـــدون ، وهم لا يستطيعون ذلك ، فما السبيل للحاق بهم ؟ وهذا هو التنافس الشريف . قال تعالى } وفي ذلك فليتنافس المتنافسون { .. --- الحزن على ما فات من الأعمال الصالحـة ، وهذا كان دأب الصحابة رضوان الله عليهم . --- ينبغي على المسلم المسارعة إلى الخيرات والأعمال الصالحات . كما قال تعالى } وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض { . --- الحث على علــو الهمـــة . قال صل الله عليه و سلم ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ) رواه الطبراني . --- سعة فضل الله ورحمتــه حيث جعل أبواب الخير كثيرة . --- فضل الصدقــة بالمــال . --- أن العمل الصالح صدقة ، وقد قالصل الله عليه و سلم ( كل معروف صدقــة ) . --- فضل ذكر الله وأنه صدقة على النفس . --- فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر --- أن إتيان الحلال استغناء عن الحرام يجعل الحلال قربة وصدقة . قال النووي رحمه الله : ” وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجـــة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله به ، أو طلب ولد صالح ، أو إعفاف نفسه ، أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعاً من النظر إلى الحرام أو الفكر فيه ، أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة “ . --- جواز القياس . --- الحث على السؤال عما ينتفع به المسلم ويترقى به في مراتب الكمـــال . الحديث السادس والعشرون عن أبي هريرة . قال : قال رســـول الله صل الله عليه و سلم ( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيهــا إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) رواه البخاري ومسلم . معاني الكلمات : سلامى : السلام : عظام الكف والأصابع والأرجل ، والمراد في هذا الحديث جميع أعضاء جسم الإنسان ومفاصله ، وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ، كما قال e ( خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل ) . الناس : أي البشر ، وسموا ناساً من الإيناس أو النسيان . صدقة : أجر . الفوائد : --- أن على الإنسان كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه صدقة . وهذا سهل ، فإنه يستطيع أن يأتي بهذا الديْن بالتسبيح والتهليل والتكبير ، وجاء في رواية ( ويجزىء من ذلك ركعتان من الضحى ) . --- فضيلة العدل بين الناس .: فقال تعالى } إن الله يأمر بالعدل والإحسان .... { . --- فضيلة الصلح بين الناس ، وأنه من أعظم الأعمال . وقال تعالى } لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمــــر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس { . --- الحث على معاونـة الإنسان لأخيه المسلم قال تعالى } وتعاونــوا على البر والتقوى { .. --- فضل الكلمة الطيبة وأنها صدقة . كالسلام – ورد السلام – وتشميت العاطس – وذكر الله – والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها . والكلام الطيب هو الذي يقبل عند الله ، كما قال تعالى } إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه { . --- فضل المشي إلى المساجد ، ففي كل خطوة صدقة . قال صل الله عليه و سلم ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة ، وخطوة تكتب له حسنة ) رواه النسائي . وفي رواية ( فرجل تكتب له حسنة ، ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع ) . --- فضل إماطة الأذى عن الطريق ، وأنه صدقة . --- فضل صلاة الجماعة . --- كثرة طرق الخير . --- التحذير من الكلام غير الطيب . --- الحرص على خدمة المسلمين . الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان عن النبي صل الله عليه و سلم قال ( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم وعن وابصة بن معبد قال ( أتيت رسول الله صل الله عليه و سلم فقال : أجئت تسأل عن البر والإثم ؟ قلت : نعم ، قال : استفت قلبك ، البر ما اطمأنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ) .رواه أحمد والدارمي . معاني الكلمات : البر : اسم جامع للخير . حسن الخلق : التحلي بالفضائل وترك الرذائل . الإثم : الذنب . ما حاك في نفسك : أي لم يسكن إليــه القلب . الفوائد : --- الحث على حسن الخلق ، وأنه من أعظم خصال البر . --- في الحديث بعض علامات الإثــم : أولاً : قلق القلب واضطرابه ، لقوله ( والإثم ما حاك في صدرك ) . ثانياً : كراهة اطلاع الناس عليه ، لقوله ( وكرهت أن يطلع عليه الناس ) . قال ابن رجب : في قوله ( الإثم ما حاك في .... ) : ” إشارة إلى أن الإثم ما أثر في الصدر حرجاً وضيقاً وقلقاً واضطراباً فلم ينشرح له الصدر ، ومع هذا فهو عند الناس مستنكر بحيث ينكرونه عند اطلاعهــم عليه ، وهذا أعلى مراتب معرفــة الإثم عند الاشتباه ، وهو ما استنكر الناس فاعله وغير فاعله “ . --- أن صاحب القلب السليم ، يضطرب قلبه ويخاف عند فعل الحرام أو الشك به . قال ابن رجب : ” فدل حديث وابصة وما في معناه على الرجــوع إلى القلوب عند الاشتباه مما سكن إليه القلب ، وانشرح إليه الصدر ، فهو البر والحلال ، وما كان خلاف ذلك فهو الإثم والحرام “ . --- أن الله فطر عباده على معرفة الحق والسكــون إليه . --- أن ما حاك في صدر الإنسان فهو إثــم وإن أفتـــاه غيره بأنه ليس بإثــم . ، قال تعالى } فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً { “ . --- معجزة الرسول عليه الصلاة و السلام ، حيث أخبر وابصة بما في نفسه قبل أن يتكلم به . --- أن الدين وازع ومراقب داخلي . --- أن الدين يمنع من اقتراف الإثــم . --- طمأنينة القلب السليم للخير . --- نفور القلب السليم من الشر . --- بلاغة النبي عليه الصلاة و السلام . الحديث الثامن والعشرون عن أبي نجيح العرباض بن سارية قال ( وعظنا رسول الله صل الله عليه و سلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع فأوصنــا . قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود والترمذي . معاني الكلمات : وعظنا : الموعظة التذكير المقرون بالتخويف . وجلت : خافت . وذرفت : سالت . بالنواجذ : أقصى الأضراس . الفوائد : مشروعيـــة الموعظـــة . لقوله تعالى } وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً { . قال ابن رجب : ” والبلاغة هي التوصل إلى إفهام المعاني المقصودة ، واتصالها إلى قلوب السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الدالة عليها وأفصحها وأحلاها للأسماع وأوقعها في القلوب “ . --- أن من صفات المؤمنين عند سماع المواعظ ، البكاء والخوف . قال ابن رجب رحمه الله : ” هذان الوصفان بهما مدح الله المؤمنين عند سماع الذكر “ . كما قال تعالى } إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهــم وإذا تليت عليهم آياتــه زادتهم إيماناً { . - فضل البكاء من خشية الله . --- تأثر الصحابة بالموعظة وشدة خوفهم من الله . --- أن وصية المودع غالباً تكون أبلــغ . قال ابن رجب رحمه الله : ” فإن المودِّع يستقصي ما لم يستقص غيره في القول والفعل ، ولذلك أمر النبي صل اللع عليه و سلم أن يصلي صلاة مودع ، لأنه من استشعر أنه مودِع بصلاته أتقنها على أكمل وجوهها “ . --- أن أهم وصية يوصي بها الإنسان هي تقوى الله ، لأنه هي سبب سعادة الدنيا والآخرة . والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين كما قال تعالى } ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله { . وقال وجوب السمع والطاعة لولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية ، وهذا واجب بالكتاب والسنة والإجماع . قال تعالى } يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم { . --- معجزة للنبي حيث وقع ما أخبر به من الاختلاف والفرقــة . وهذا مصداق لقوله عليه الصلاة و السلام ( ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ) رواه أبو داود . --- العلاج عند الاختلاف ، وهو التمسك بالسنـة لقوله ( فعليكم بسنتي ) . --- التحذير من البدع .
-
الحلقة الخامسة من سلسلة رمضان جانـا هيغير جوانـا
الرّام replied to نـــــــــــور's topic in رمضانيات
:keda: الحمد و الشكر و الفضل كله و المنّة لله سبحانه الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه اللهم امييييييييييييييييين يا رب العالمين ................... جزيت أعالي الجنان اختي بارك الله فيك على هذا الموضوع و على كل مواضيع سلسلة " رمضان جانا هيغير جوانا " بالحق سلسلة تحمل بين طيّاتها الشيء الكثير من اسمها جعل الله كل اعمالك خالصة لوجهه الكريم ......................... احبك كثيرا في الله -
الحديث السابع عشر . عن أبي يعلى سداد بن أوس عن النبي صل الله عليه و سلم قال ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحــة ، وليحدّ أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحتــه ) رواه مسلم . معاني الكلمات : كتب : فرض . الإحسان على كل شيء : أي في كل شيء تعملونه . فإذا قتلتم : أي أردتم قتل من يجوز قتله . فأحسنوا القتلة : أي هيئة القتل ، وإحسانها : اختيار أسهل الطرق وأخفها إيلاماً . وإذا ذبحتم : أي أردتم ذبح ما يحل ذبحه من الحيوان . فأحسنوا الذبحة : أي هيئة الذبح ، بأن يكون بسكين حادة ، وأن يعجل إمرارها . وليحد : أي ليسن . شفرته : أي السكين . الفوائد : --- الأمر بالإحسان في كل شيء . كما قال تعالى : ] وأحسنوا إن الله يحب المحسنين [. وقال تعالى : ] إن الله يأمر بالعدل والإحسان [ . وهذا الأمر بالإحسان قد يكون واجباً : كالإحسان إلى الوالدين والأرحام . وقد يكون مستحباً : كصدقة التطوع \ ---الإحسان هو بذل جميع المنافــع من أي نوع كان لأي مخلوق يكون ، ولكنه يتفاوت بتفاوت المحسَن إليهم ، وحقهم ومقامهــم ، وبحسب الإحسان ، وعظم موقعــه ، وعظيم نفعه ، وبحسب إيمان المحسن وإخلاصــه ، والسبب الداعي إلى ذلك . --- من أجل أنواع الإحسان : الإحسان إلى من أساء إليك بقول أو فعل . قال تعالى : ] ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم [ . --- فضائل الإحسان : أولاً : أن من أحسن إلى الناس أحسن الله إليه . قال تعالى : ] هل جزاء الإحسان إلا الإحسان [ . ثانياً : لهم في الدنيا حسنة . قال تعالى : ] للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنــة [ . ثالثاً : رحمة الله قريبة من المحسنين . قال تعالى : ] إن رحمت الله قريب من المحسنين [ . رابعاً : لهم الجنة ونعيمها . قال تعالى : ] للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [ . خامساً : تبشير المحسنين . قال تعالى : ] وبشر المحسنين [ . سادساً : أن الله معهم . قال تعالى : ] وإن الله لمــع المحسنين [ . سابعاً : إن الله يحب المحسنين . قال تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين [ . ثامناً : إن الله لا يضيع أجر المحسنين . قال تعالى : ] إن الله لا يضيع أجر المحسنين [ . تاسعاً : الإحسان سبب في دخول الجنة . قال تعالى : ] .. آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين [ . عاشراً : الكافر إذا رأى العذاب تمنى أن لو أحسن في الدنيا . قال تعالى : ] .. أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكــون من المحسنين [ . --- الحث والرحمة والشفقــة بالحيــوان . وقد قال صل الله عليه و سلم : ( والشاة إن رحمتها رحمك الله ) . --- النهي عن المثلة بالإنسان بعد قتله . --- حسن التعامل مع المخلوقـــات . الحديث الثامن عشر عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل عن رسول الله صل الله عليه و سلم قال ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي وقال حديث حسن . معاني الكلمات : اتق الله : أي اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه . حيثما كنت : أي في أي مكان وأي زمان كنت فيه . خالق الناس : أي عامل الناس . بخلق حسن : الخلق الحسن هو فعل الفضائل وترك القبائح . الفوائد : --- وجوب تقوى الله عز وجل لقوله : اتق الله . والتقوى : أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيــه . وقال علي : وقد سئل عن التقوى فقال : ” هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيــل ، والقناعــة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيــل “ . وقال بعضهم : تقوى الله تعالى ألا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك . --- وجوب تقوى الله في السر والعلن لقوله : اتق الله حيثما كنت ، حيث يراه الناس وحيث لا يرونه . وكان النبي صل الله عليه و سلم يقول في دعائه : ( أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ) . وخشية الله في الغيب والشهادة من المنجيات ، كما قال عليه الصلاة و السلام( ثلاث منجيات ، وذكر منها : خشية الله في السر والعلن ) . وقال الشافعي : ” أعز ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف “ . وكان الإمام أحمد ينشد : إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوتُ ولكنْ قل عليّ رقيب . ولا تحسبــنّ اللهَ يغفلُ ساعةً ولا أن ما يخفى عليه يغيـبُ . قال ابن رجب رحمه الله : ” وفي الجملة ، فتقوى الله في السر هو علامــة كمال الإيمان ، وله تأثيــر عظيم في إلقــاء الله لصاحبـــه الثناء في قلوب المؤمنين “ . --- أن الحسنات يذهبن السيئـــات لقوله : وأتبع السيئة الحسنة تمحهــا . وقد قال تعالى : ] إن الحسنات يذهبن السيئات [ . وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الأسباب العشر التي تندفع بها عقوبة السيئات فقال : ” والمؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب : أن يتوب فيتوب الله عليه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له _ أو يستغفر فيغفر له _ أو يعمل حسنات تمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات _ أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً _ أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعــه الله به _ أو يشفع فيه نبيه محمد عليه الصلاة والسلام _ أو يبتليــه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه _ أو يبتليــه في البرزخ بالصعقــة فيكفر بها عنه _ أو يبتليــه في عرصات القيامــة من أهوالها بما يكفر عنه ، أو يرحمـــه أرحم الراحمين ، فمن أخطأته هذه العشر فلا يلومــنّ إلا نفســـه “ . --- الحث على مخالقــة الناس بخلق حسن . قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا من خصال التقوى ، ولا تتـــم التقوى إلا به ، وإنما أفرد بالذكر للحاجــة إلى بيانــه ، فإن كثيراً من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده ...... إلى أن قال : والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جداً ، ولا يقوى عليه إلا الكمــل من الأنبياء والصديقين “ . قال الحسن : ” حسن الخلق : الكرم ، والبذلة ، والاحتمال “ . وسئل سلام بن أبي مطيع عن حسن الخلق فأنشد شعراً فقال : تــــــــراه إذا ما جئـــتَـــــــــــــه متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله . ولو لم يكن في كفه غيرُ روحهِ لجاد بها فليتق اللهَ ســـــــــــــائلُه. هو البحرُ من أي النواحي أتيــتَــه فلجـتــه المعروفُ والجودُ ساحلُه . الحديث التاسع عشر عن أبي العباس عبد الله بن عباس قال ( كنت خلف النبي صل الله عليه و سلم يوماً فقال لي : يا غلام ! إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعــن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك ، وإن اجتمعــوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحــف ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . وفي رواية غير الترمذي ( احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً ) . معاني الكلمات : احفظ الله : أي احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه . وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي . يحفظك : حفظ الله للعبد في دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وحفظه أيضاً في إيمانه ودينه . تجده تجاهك : أي من حفظ حدود الله وجد الله معه ينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده . الفوائد : ---حسن تعليم النبي عليه الصلاة و السلام وتربيتــه . ---تواضع النبي عليه الصلاة و السلام . ---الاهتمام بالناشئــة وتعليمهم أمور دينهم . ---أن من حفظ الله وذلك بإقامة أوامره وترك نواهيــه حفظه الله في الدنيا والآخرة . - قال محمد بن المنكدر : ” إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها ، والدويرات التي حولها ، فما يزالون في حفظ الله وستر “ . فسبحان الحافظ المعين . ---أن من لم يحفظ الله لم يحفظــه الله . قال تعالى : ] ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهــم أنفسهــم [ . ---ومن أعظم ما يجب حفظــه من أوامر الله : أولاً : الصلاة . قال تعالى : ] حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى [ . ثانياً : الطهارة . قال صل الله عليه و سلم : ( ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمــن ) رواه أحمد . ثالثاً : الأيْمان . قال تعالى : ] واحفظـــوا أيمانكم [ . رابعاً : حفظ الرأس والبطن . قال صل الله عليه و سلم : ( الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى ، وتحفظ البطن وما حوى ) رواه الترمذي . خامساً : حفظ الفرج . قال تعالى : ] قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهــم [ . ---أن الجزاء من جنس العمل ، فمن حفظ الله حفظه الله ، وهذه قاعدة شرعية جاءت قال تعالى : ] إن تنصروا الله ينصركــم [ . وقال تعالى : ] فاذكروني أذكركم [ . وقال تعالى : ] وأوفوا بعهدي أوف بعهدكــم [ . وقال عليه افضل الصلاة و اتم التسليم : ( من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ) رواه مسلم . وقال عليه الصلاة و السلام : ( من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة ) رواه مسلم . ---أن من حفظ الله كان الله معه ، يحفظه وينصره . قال تعالى : ] إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنـــون [ . قال قتادة : ” من يتق الله يكن معــه ، ومن يكن الله معــه فمعــه الفئــة التي لا تغلــب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل “ . ---أن الإنسان يجب عليه أن يسأل الله ويستعين به ولا يسأل غيره . فلا يدعى إلا الله ، ولا يستعان إلا به كما قال تعالى : ] إياك نعبد وإياك نستعين [ . قال تعالى ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ . وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ . --فضل الصبر وأنه من أسباب النصــــر ، وهذا يشمل الجهادين : جهاد العدو الظاهر ، وجهاد العدو الباطــن ، فمن صبر فيهما نصر وظفر بعدوه , ومن لم يصبر فيهما وجزع قهر وصار أسيراً لعدوه أو قتيلاً له . قال تعالى : ] قال الذين يظنون أنهم ملا قوا ربهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين [ . --البشارة العظيمة بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب ، فكلما كرب الإنسان فرج الله عنه . ويشهد لهذا : قوله تعالى : ] هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطــــوا [ . وقوله تعالى : ] حتى إذا استياس الرسل وظنـــوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنــا [ . وقوله تعالى : ] حتى يقول الرسول والذين آمنوا معــه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب [ . --انه إذا تعسر الأمر فلينتظر المسلم وليستبشر بقدوم اليسر . ويشهد لهذا : قوله تعالى : ] سيجعل الله بعد عسر يسراً [ وقوله تعالى : ] فإن مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً [ . الحديث العشرون عن أبي مسعود البدري . قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبــــوة الأولى إذا لم تستح : فاصنــع ما شـــئــت ) رواه البخاري . معاني الكلمات : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : أي أن هذا مأثور عن الأنبياء المتقدمين ، وأن الناس تداولوه بينهم ، وتوارثـــوه عنهم قرناً بعد قرن . الحياء : خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيـــــح . إذا لم تستح فاصنع ما شئت : قال ابن القيم في معناه قولان : أحدهما : أنه أمر تهديد ، ومعناه الخبر : أي من لم يستح صنعَ ما شاء . والثاني : أنه أمر إباحــة ، أي انظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله ، فإن كان مما لا يستحيَى منه فافعله ، والأول أصــح وهو قول الأكثريــن . الفوائد : ---اتفاق النبــــوات على فعـــل الخير . ---فضل التخلــق بأخلاق الأنبيــــاء . ---الحث على الحياء ، وأن كله خير . فضائل الحيــــاء : أولاً : أنه من علامات الإيمان . قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( .. والحياء شعبة من الإيمــان ) متفق عليه . ثانياً : الحياء أبهى زينة . عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : ( ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه) رواه الترمذي ثالثاً : الحياء من صفات الرب . عن يعلى بن أمية قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( إن الله تعالى حيي ستير يحب الحياء والستر ) . رواه أبو داود فائــدة : هناك بعض الأمور يكون الحياء فيها مذموماً ، وهي : أولاً : الحياء في طلب العلم . قالت عائشة : ( نعم النساء نساء الأنصار ، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) . رواه مسلم وقال مجاهد : ” لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر “ . ثانياً : عدم قول الحق والجهر به . قال تعالى : ﴿ إن الله لا يستحي من الحق ﴾ . قال ابن حجر : ” ولا يقال رب حياء يمنع من الحق ، أو فعل الحق ، لأن ذلك ليس شرعياً “ . قال ابن رجب رحمه الله : ” إن الحياء الممدوح في كلام النبي عليه الصلاة و السلام إنما يريد به الخلق الذي يحث على فعل الجميل وترك القبيح ، فأما الضعف والعجـــز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله أو حقوق عباده فليس هو من الحياء فإنما هو ضعف وخور وعجـــز ومهانــة “ . ---أن من نزع منه الحيــــاء فعل ما يشاء . قال الشاعر : إذا قلّ ماء الوجــــه قل حياؤه فلا خير في وجـــه إذا قل ماؤه حياءك فاحفظــه عليك فإنما يدل على وجه الكريم حياؤه. الحديث الحادي والعشرون عن سفيان بن عبد الله قال . قلت : يا رسول الله ! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ؟ قال : قل آمنت بالله ثم استقــم ) رواه مسلم . معاني الكلمات : قل لي في الإسلام قولاً : أي قولاً جامعاً لمعاني الدين . آمنت بالله : أي الإيمان الكامل الذي يشمل اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح . استقم : الاستقامة هي المداومة على فعل ما ينبغي فعله وترك ما ينبغي تركـــه . الفوائد : --- وجوب الإيمان بالله تعالى .. --- فضل من آمــن ثم استقام على طاعة الله واستمــر على ذلك . فضائل الاستقامـة بعد الإيمان : أولاً : تتنزل عليهم الملائكة وتبشرهم بالجنـة وعدم الخوف . قال تعالى : } إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقامــوا تتنزل عليهم الملائكــة ألا تخافـــوا ولا تحزنـــوا وأبشروا بالجنـــة التي كنتم توعـــدون { . قوله [ تتنــزل عليهم الملائكـة ] : قيل : عند الاحتضار ، وقيل : يوم خروجهم من قبورهم ، وقيل : يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث ، واختار هذا القول ابن كثير وقال : ” وهذا القول يجمـــع الأقوال كلهــا وهو حسن جداً “ . ثانياً : الاستقامة سبب لبسط الرزق . قال تعالى : } وألوا استقامــوا على الطريقــة لأسقيناهــم ماء غدقاً { . ثالثاً : أن الله أمر نبيــه بالاستقامـة . قال تعالى : } فاستقــم كما أمــرت ... { . كان الحسن يقول : ” اللهم أنت ربنــا فارزقـنــا الاستقامة “ . --- لا يلزم من الاستقامة عدم الوقوع بشيء من المعاصي فقد قال تعالى ( فاستقيمـــوا إليــه واستغفروه ) . قال ابن رجب : ” فيه إشـــارة إلى أنه لا بد من التقصير في الاستقامــة المأمور بها ، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبـــة والرجـــوع إلى الاستقامة ، فهو كما قال النبي صل الله عليه و سلم لمعاذ ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) ، وأعظم ما ينبغي مراعاتــه في الاستقامة استقامــة القلب ، وقد جاء في مسند الإمام أحمد عن أنس . أن النبي قال ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانــه ) . --- أنه لا خوف ولا حزن على المستقيــم . --- وجوب المداومــة على العمل الصالح وأن ذلك من أسباب الاستقامــة . وأفضل العمل ما داوم عليه صاحبه . قال صل الله عليه و سلم ( أحب الأعمال إلى الله أدومهــا وإن قل ) . الحديث الثاني والعشرون عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري . ( أن رجلاً سأل رسول الله صل الله عليه و سلم فقال : أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئاً ، أأدخل الجنة ؟ قال : نعم ) رواه مسلم . ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته ، ومعنى أحللت الحلال : فعلته متعمداً حله . معاني الكلمات : أن رجلاً : قيل هو النعمان بن قوقل الخزاعي ، وقيل غيره . أرأيت : أخبرني . الحرام : هو ما يثاب تاركه امتثالاً ويعاقب فاعله . الفوائـــد : --- السؤال عن العلم سبب من أسباب تحصيله . --- الحرص على السؤال عن كل شيء يؤدي إلى الجنــة . --- أن الجنــة هي الهــــدف لكل مسلم . --- أن من أدى الواجبات وترك المحرمات فإن ذلك سبب لدخول الجنـــة . وقد جاءت أحاديث كثيرة بهـــذا المعنى ففي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة . ( أن أعرابياً قال يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنــة ؟ قال : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، قال : والذي بعثك بالحق ، لا أزيد على هذا شيئاً أبداً ولا أنقص منه ، فلما ولى ، قال النبي : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنــة فلينظر إلى هذا ) .. --- أن الإنسان إذا اقتصر على الأركان ولم يفعل المستحبات فلا لوم عليه . --- عظم منزلة هذه العبادات : الصلاة ، والصيام . وقال صل الله عليه و سلم ( قال تعالى : وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتــه عليه ) رواه البخاري --- أن الفرائض أفضل من النوافل كما يدل عليه الحديث السابق . --- لم يذكر النبي صل الله عليه و سلم في هذا الحديث الزكاة ولا الحج ؟ والجواب : لم يذكر الزكاة ، لعل النبي عليه الصلاة و السلام علم من حاله أنه فقير ولا يستطيــع عليها . وأما الحج ، فلعله لم يفرض بعــد . --- أن فعل الواجب وترك المحرم وقايــة من النار . --- حكمة الله في التشريع ، حيث أن من الأعمال ما هو واجب ومنها ما هو مستحب . --- وجوب امتثال أمر الله والانتهـــاء عن نهيـــه . --- أن التحليل والتحريم حق من حقوق الله تعالى . --- على المسلم أن يسأل أهل العلم عن أمور دينــه التي يجهلها .
-
الحلقة الرابعة من سلسلة رمضان جانـا هيغير جوانـا
الرّام replied to نـــــــــــور's topic in رمضانيات
:keda: :keda: لا كلام بعد هذا الكلام موضوع واف و شاف جعله الله في موازين حسناتك اختي مضمون قيّم بالفعل -
بارك الله فيكى حببتى و جزاك خير الجزاء و اكرمك المولى سبحانه
-
انا لله و انا اليه راجعون انا لله و انا اليه راجعون انا لله و انا اليه راجعون الله اكبر و لا حول و لا قوة الا بالله البقاء لله سبحانه الدائم مساء اليوم توفيت عمتى الكبرى اللهم اغفر لهما و لجميع موتى المسلمين اللهم زد حسناتهما و تجاوز عن سيئاتهما اللهم ابدلهما دارا خيرا من دارهما و اسكنهما جنتك اللهم اغفر و ارحم و انت خير الراحمين .......... الله يصبّركم ان شاء الله ما دايم كان وجه ربي
-
حلقة ممتازة ككل الحلقات السابقه استفدت منها الافاده الكبيره بارك الله فيك يا خويا و جعلها ان شاء الله و بقيه مواضيع السلسلة كامله و كل اعمالك في موااااااااااازين حسناتك ان شاء الله و أثابك الله الثواب العظيم ان شاء الله ياااااااا ربي
-
المسابقة الرابعة والعشرين || فتّح عينك فى رمضان
الرّام replied to Dr.A7MD's topic in منتدى الفوازير والألغاز
أعتقد انهم 3 فوارق -
الأربعون النووية درر ،، فاز من فهمها ووعاها وعمل بها فالاربعون النووية قواعد و اصول و طرق حياة و معيشة لحياة كريمة في الدنيا و جنة في الاخرة فعلا ,,, سعدت بمروركما و زادتني ردودكما شرفا و أضافة لموضوعي و توّجته بارك الله فيكما و جزاكما خير الجزاء في الدنيا و الآخره و رزقكما من كل نعمة و زاداكما بركة ان شاء الله و باذنه سبحانه و تعالى
-
بارك الله فيك على هذه المسابقة الجميلة و جزاك الله خير الجزاء ..................... السيف البَتَّار السيف المأثُوُر السيف الحتف السيف ذُو الفَقَار السيف الرسَّوب السيف المِخذَم السيف القَضيب السيف العَضب السيف القلعى ,,,,,,,,,,,,,,, و للأمانة انا كنت نعرف 3 اسماء ل3 سيوف ألا وهي ( القلعى - البَتَّار - ذُو الفَقَار ) لكن سألت خويا و هوا الّي قال باقي الأسماء ( و الصراحة ضحك عليا لاني ما نعرفهم كلّهم ) ,,,,,,,,,,,,,,,,,,, بارك الله فيك اختي و اهلا و سهلا بيك معانا و مرحبا بيك بيناتنا
-
أقدّم لكم موضوع جديد و عمل جديد في هذه السلسلة العمل الأربعون أتمنى ان ينال اعجابكم و في انتظار آرائكم
-
بسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين السلام عليكم و رحمة الله و بركاته منذ فترة طويلة انقطعت عن اتمام هذه السلسلة و ذلك كان لظروف خاصّة , معنوّية و نفسيّة لا مادّية رغم ان الأعمال المتبقيّة كانت موجودة و مصوّره و جاهزه منذ زمن منذ فترة تعتبر طويلة جدا ,,,,,,,,,,, و الآن أعتقد اني سأتمها و سأقدّم لكم باقي الأعمال التي حضّرتها لهذ السلسلة اذا اترككم مع صور العمل و في انتظار آرائكم و تعاليقكم عليه
-
ربنا يباركلك فى عملك دوما يعيّش اختي و ربي يخليك ان شاء الله و بارك الله فيك سعدت بمرورك
-
المسابقة الثانية والعشرين || فتّح عينك فى رمضان
الرّام replied to Dr.A7MD's topic in منتدى الفوازير والألغاز
على ما اعتقد 7 فوارق -
المسابقة الثالثة والعشرين || فتّح عينك فى رمضان
الرّام replied to Dr.A7MD's topic in منتدى الفوازير والألغاز
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته على ما أعتقد انها الآية عدد 75 من سورة الصّافات -
الحديث الحادي عشر عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب – سبط رسول الله صل الله عليه و سلم وريحانته – قال : حفظت من رسول الله : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينــة والكذب ريبــة ) . رواه الترمذي والنسائي . معاني الكلمات : سبط : السبط هو ولد الولد سواء ذكراً أو أنثى . دع : اترك . ماةيريبك : أي ما تشك فيه ولا تطمئن إليه . إلى ما لا يريبك : أي إلى الشيء الذي لا ريب فيه . الفوائد : --- هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين ، واصل في الورع الذي عليه مدار اليقين ، ومنج من ظلم الشكوك والأوهام المانعــة من نور اليقين . --- للورع فضائل : أولاً : أنه سبب لاستبراء العرض والدين .كما في حديث : ( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضــه ) . ثانياً : أنه خير خصال الدين :قال عليه الصلاة و السلام : ( وخير دينكم الورع ) رواه الحاكم . ثالثاً : من علامات العبادة .قال عليه الصلاة و السلام : ( كن ورعاً تكن أعبد الناس ) رواه الترمذي . رابعاً : أنه من هدي النبي وخلقه .عن أنس : ( أن النبي وجد تمرة في الطريق فقال : لولا أني أخاف أن تكون من الصدقــة لأكلتها ) متفق عليه . خامساً : أنه سبب للنجاة . ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) . --- فضل اتقـــاء الشبهــــات . فضل الصدق وأنه سبب للطمأنينة قال تعالى : ] هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم [ . الحديث الثاني عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم ( من حسن إسلام المرء تركــه ما لا يعنيــه ) رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح . معاني الكلمات : من حسن : أي من كمال وجمال . إسلام المرء : أي استسلامه وانقياده . تركه : يشمل الأقوال والأعمال . ما لا يعنيه : أي ما لا تتعلق به عنايتــه ويهتم به . الفوائد : --- أن الدين الإسلامي كله محاســن . --- أن من حسن وكمال إيمان الإنسان تركه ما لا يهمــه في دنياه وآخرتــه من أقوال أو أعمال . قال ابن رجب رحمه الله : ” فمن عبد الله عن استحضار قربه ومشاهدته بقلبه أو على استحضار قرب الله منه واطلاعه عليه ، فقد حسن إسلامه ولزم من ذلك أن يترك كل ما لا يعنيـــه في الإسلام ، ويشتغل بما يعنيـــه فيه ، فإنه يتولد من هذين المقامين الاستحياء من الله ، وترك كل ما يستحيى منه “ . --- ينبغي للمسلم أن يحرص على تحسين إسلامــه . --- أن عدم ترك الإنسان لما لا يعنيــه يدل على أن إسلامه ليس بحسن . قال الغزالي : ” علاج ترك ما لا يعني أن يعلم أن الموت بين يديــــه ، وأنه مسؤول عن كل كلمــة تكلم بها ، وأن أنفاســـه رأس ماله ، وأن لسانه شبكتــه يقدر على أن يقتنص _ أي يصطاد _ بها الحور العين ، فإهماله وتضييعه فيما لا يعنيـــه خسران مبين “ . وقال الحسن : ” من علامــة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيــــه “ . وقال الشافعي : ” ثلاثة تزيد في العقل : مجالسة العلماء ، ومجالسة الصالحين ، وترك الكلام فيما لا يعني “ . وقال أيضاً : ” من أراد أن ينور الله قلبه فليترك الكلام فيما لا يعنيــــه “ . --- نماذج مما لا يعني المسلم : - حفظ اللسان من لغو الكلام ومما لا فائدة فيه . قال بعض العارفين : ” إذا تكلمت فاذكر سمع الله لك ، وإذا سكت فاذكر نظره إليه “ . --- ينبغي للمسلم أن ينشغل بما يعنيه وينفعـــه . --- اغتنام الحياة بالعمــل الصالح . --- أن الإيمان يزيد وينقــص . الحديث الثالث عشر وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) . معاني الكلمات : لا يؤمن أحدكم : الإيمان الكامل . ما يحب لنفسه : من الخير . الفوائد : --- من علامات الإيمان الكامل أن يحب الإنسان لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير . وقد جاء في الحديث عن يزيد بن أسد : قال : قال لي رسول الله عليه الصلاة و السلام : ( أتحب الجنـة ؟ قلت : نعم ، قال : فأحب لأخيك ما تحــــب لنفسك ) رواه أحمد . أمثلة : - عن أبي ذر . قال : قال لي رسول الله عليه افضل الصلوات و أتمّ التسليم : ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين ، ولا تولين على اثنين ) رواه مسلم . قال ابن رجب : ” وإنما نهاه عن ذلك لما رأى من ضعفه وهو صل الله عليه و سلم يحب هذا لكل ضعيف “ . قال الشافعي : ” وددت أن الناس تعلمــوا هذا العلم ولم ينسب إليّ منه شيء “ . فقوله [ وددت ] دليل على محبتــه الخير للناس . قال ابن عباس : ” إني لأمر على الآيــة من كتاب الله فأود أن الناس كلهــم يعلمــون منها ما أعلــم “ . وفي كلام بعضهم : ارضَ للناس ما لنفسك ترضى . قيل للأحنف وكان أحلم الناس ، ممن تعلمت الحلم ؟ قال : من نفسي ، قيل له : وكيف ذلك ؟ قال : كنت إذا كرهت شيئاً من غيري لم أفعــل بأحد مثله . --- وأيضاً يكره لأخيه ما يكره لنفسه من الشرّ --- أن من كره لأخيه الخير فليس بمؤمن الإيمان الكامل . --- المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة ، فيحب لها ما يحب لنفسه من حيث أنها نفس واحدة ، كقوله صل الله عليه و سلم : ( المسلمون كالجسد الواحد ) . --- الحث على التواضع ومحاسن الأخلاق ، حيث بحبه لأخيه الخير كما يحب لنفسه دليل على تواضعه ، وأنه لا يحب أن يكون أفضل من غيره . --- الحث على ترك البغضاء والغل و الحرص على الأعمال التي تؤدي إلى زيادة الإيمان كحب الخير للمسلمين . والتحذير من الأعمال التي تؤدي إلى نقصان الإيمان كعدم محبة الخير للمسلمين . --- ذم الأنانيــة والحسد والكراهيــة الحديث الرابع عشر عن أبي مسعود . قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) . معاني الكلمات : لا يحل : أي يحرم . الثيب : هو المحصن وهو الذي جامع وهو حر مكلف في نكاح سواء كان رجلاً أو امرأة . النفس بالنفس : المراد به القصاص ، أي إذا قتل إنسان إنساناً عمداً قتل به بالشروط المعروفة . التارك لدينه : المراد المرتد . الفوائد : --- تحريم قتل المسلم بغير حق ، وقد جاءت نصوص كثيرة في تحريم ذلك . أولاً : لعنه الله وغضب عليه وله عذاب أليم . قال تعالى : ] ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً [ . ثانياً : القتل من الموبقات . قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( اجتنبوا السبع الموبقات : .. وذكر منها : وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ) . ثالثاً : أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل جميع الناس . قال تعالى : ] ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً [ . رابعاً : هو أعظم ذنب بعد الشرك . وقد سئل النبي صل الله عليه و سلم: أي الذنب أعظم ؟ فقال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، قال : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ) متفق عليه . خامساً : أن قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا قال صل الله عليه و سلم : ( لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) رواه النسائي . --- يقتل المسلم في إحدى هذه الأمور الثلاثة : أولاً : الزاني المتزوج بنكاح صحيح . وطريقة قتله : الرجم حتى الموت كما ثبت بذلك الأحاديث الكثيرة . فقد رجم النبي صل الله عليه و سلم الغامدية لما زنت . ورجم ماعز لما اعترف بالزنا . وقال صل الله عليه و سلم : ( واغْد يا أنيْس إلى امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمهــا ) . ثانياً : قتل العمد . فقد أجمع المسلمون على أن من قتل مسلماً عمداً استحق القتل . لقوله تعالى : ] وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس [ . وقال تعالى : ] ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب [ . المرتد يقتل . لقوله صل الله عليه و سلم : ( من بدل دينــه فاقتلــوه ) رواه البخاري . - يستتاب فإن تاب وإلا قتـــل . - لا فرق بين الرجل والمرأة ، فإذا ارتدت المرأة وجب قتلها . --- تحريم هذه الأشياء الثلاثة ، وهي : الزنا والقتل والردة . --- أن قتل القاتل والزاني بعد إحصانه والمرتد فيه مصالح عامة ، من حفظ النفوس والأنساب والأديان . --- أن من أتى بالشهادتين وأتى بما تقتضيانه وابتعد عما يناقضهما فهو المسلم ، محرّم الدم والمال والعرض ، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم . --- لا بد في صحة إسلام المرء من النطق بالشهادتين . --- قوله : ( الثيب الزاني ) دليل على أن البكر ليس حده الرجم ، فقد جاء النص أن حده الجلد والتغريب . الحديث الخامس عشر وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيقل خيراً أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) . معاني الكلمات : من كان يؤمن : أي إيماناً كاملاً . ليصمت : ليسكت . اليوم الآخر : أي يوم القيامة وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده . الفوائـــد : --- أن الكلام الصادر من الإنسان ينقسم إلى أقسام : الأول : أن يكون خيراً ، فإنه يقوله بعد تفكر وتأمل . الثاني : أن يكون شراً ، فإنه لا يقوله . الثالث : أن يكون مباحاً ، فالصمت أفضل ، لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام . --- من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر أن يقول خيراً أو ليسكت . --- ينبغي على العبد مراقبة لســـــانه ، فإنه كما قال صل الله عليه و سلم : ( ... وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ) . قال ابن عباس : ” رحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو سكت عن شر فسلم “ . --- الحث على إكرام الجار . قال العلماء : الجيــــران ثلاثـــــة : الأول : جار قريب مسلم ، فهذا له حق الجوار والقرابــة والإســلام . الثاني : جار مسلم غير قريب ، فهذا له حق الجوار والإســـلام . الثالث : جار كافر ، فهذا له حق الجوار ، وإن كان قريباً فله حق القرابة أيضاً . آثـــار إيـــــــــذاء الجار : أولاً : أن إيذاء الجار ليس من الإيمان . لحديث : ( والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ) . ثانياً : أن عدم إيذاء الجار من الإيمان . قال صل الله عليه و سلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) . متفق عليه --- الحث على إكرام الضيف . وقد اختلف العلماء في حكم الضيافة : القول الأول : أنها واجبة . وبه قال الليث مطلقاً . قال النووي : ” واحتج بحديث : ( ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم ) وبحديث عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا ، فإن لم تفعلوا فخذوا منهم حق الضيف ) “ . رواه البخاري القول الثاني : أنها سنة مؤكدة غير واجبة . قال النووي : ” وهو قول عامة الفقهاء “ . وقال ابن حجر : ” وقال الجمهور الضيافة سنة مؤكدة “ . وأجاب الجمهور عن حديث عقبة : 1- حمله على المضطرين . 2- أن ذلك كان في أول الإسلام إذ كانت المواساة واجبة . ورجح هذا النووي . 3- أن هذا خاص بالعمال المبعوثين لمقتضى الصدقات من جهة الإمام . 4- أن هذا خاص بأهل الذمة . والراجـــــــــــــح أنها واجبة ، لأمر النبي صل الله عليه و سلم : ( فليكرم ... ) . --- وجوب الضيافة مقيد بيوم وليلة ، لقوله صل الله عليه و سلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته ، قالوا : وما جائزته ؟ قال : يوم وليلة ) . رواه مسلم الحديث السادس عشر عن أبي هريرة . ( أن رجلاً قال للنبي صل الله عليه و سلم, أوصني ، قال : لا تغضب ، فردد مراراً ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري . معاني الكلمات : أوصني : أي اعهد لي بوصية جامعة . لا تغضب : الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فيغلي القلب . الفوائد : --- حرص الصحابة على السؤال والفائدة . --- التحذير من الغضب . --- علاج الغضب يكون بأمــــــــور : أولاً : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . عن ســــليمان بن صرد قال ( استب رجلان عند النبي صل الله عليه و سلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجــه ، فقال رســــول الله صل الله عليه و سلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجـــد ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) متفق عليه . ثانياً : تغيير الهيئة . عن أبي ذر . قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجــع ) رواه أبو داود . ثالثاً: الوضوء . قال صل الله عليه و سلم : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أبو داود . رابعاً : السكوت . عن ابن عباس . قال : قال صل الله عليه و سلم : ( علموا وبشرو ا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكـــت ) رواه أحمد . خامساً : من كتم غضبه فله الجنة . فقد جاء في رواية عند الطبراني لهذا الحديث ( ... لا تغضب ولك الجنــة ) . سادساً : معرفة فضل من كتم غيظه . قال تعالى : ] ... والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين [ . وقال صل الله عليه و سلم : ( ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى ) رواه ابن ماجه --- الغضب ينقسم إلى قسمين : القسم الأول : مذموم ، وهو الغضب الدنيوي الذي حذرنا منه النبي صل الله عليه و سلم القسم الثاني : وهو محمود ، ما كان لله وللحق . قالت عائشة ( وما انتقم رسول الله صل الله عليه و سلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله ) متفق عليه .
-
جميييييييييييلة هذه التعابير و مفيدة للمتأملين ,,,,,, ,,,,,, جعل الله كل اعمالك في موازين حسناتك و بارك لك في علمك و زادك علما و نفعك به ........ موضوع قيّم
-
جمييييييييييييييييييل و عجيب زادا ............ جزاك الله خيرا و بارك فيك