المُحتال
تَعِبَ اليومَ كثيراً جداً
في فتح الأقفال
ثُم جلسَ يُجفِفُ عَرقه
يَسألُ نفسه
من أين يأتي سَاسَتُنا
بالألماسِ
و هذا الكمِ من الأموال ؟
الدَجَال
ذاكَ طاوؤس مُحتال
جلسَ مُرتدياً عِمَتهُ
بعد أنّ خضبَ لِحيتهُ
و رفعَ قليل ًفي السروال
بدأ يُفكرُ في الاطوالِ
وفي الميزانِ وفي المَكيال
وعلمَ الصرفِ وعلمَ النحوِ
وحرفَ الجرِ وفي الأفعال
وكيفَ تمشي فوقَ الماء
بغيرِ حداء
وكيفَ تحجبُ عينَ الشمس ِ
بلاَ غِربَال
و كانَ يهِبُ صُكوكَ الرحمة
وحُورَ العِينِ وخمرَ الجَنة
بِحُجةِ خَاتمةِ الأعمَال
يبحثُ عن مِصباحٍ سَحري
في الدهليزِ وفي الأدغال
يطلبُ بعضَ الحظِ ليحضىَ
بجوابٍ عن معنىَ الفَال
ومعنىَ العيَن وخطَ رِماَل
و خوفٌ ينتَابُ الأطفال
حينَ أتوُه بخوفِ الدُنيا
أَسرِع يا مولايَ تَعال
هَيا أَجبِنا يا مُفتينَا
إنّ خلفَ البابِ خَيال
قالَ أصغَرهُم ذَا غُول ٌ
قَالَ الأخرُ بل تِمثَال
سَكتَ الشيخُ الخَرفُ الضَال
ثُم أرتَعدَ هُنالِكَ خَوفً
حَتىَ بَال
ثُم نَطقَ الشَيخُ و قَال
من أَينَ يأتي سَاسَتُنَا
بِجوابٍ عَن كُل سُؤال ؟
التمثال
ونَحنُ جميعاً نَعرِفُ طبعاً
ما النَحاتُ ومَا التَمثَال
ونَعرفُ أيضاً
أنَ الأصنَامَ إِذاَ وُجِدت
حَيثُماَ وجِدت
وجِدَ بحضرتِها الإِذلال
فَهي جَمادٌ لاَ يَتحَرك
لاَ يَتكلم لاَ يَتَعال
لاَ يأكُل أو يَشرب أبداً
لاَ يسْهَر في العشقِ لَيالْ
من حُبِ إمرأةٍ يهواهَا
أو زَوجَة أو هَمُ عِيال
أو دينٌ قَضَ مَضَاجِعهُ
للخبازِ و للبقَال
لكن حينَ أتموا بِناءه
لأميرٍ سَرقَ الأمَال
صَاحَ وقَال
لاَ يسَألني أَحدٌ مِنكُم
عَمن صَالَ وعَمن جَال
وعَمن غَيرَ عَين الذئبِ
بعينِ غَزال
فالحقُ والحقُ يُقال
أَنتُم مَن صَنعَ الأَنذَال
وسَرقَ المَال مَع المُحتال
وسِرتُم نَحو جَهنم عُمْيٌ
خَلف فَتَاوىَ مِن دَجَال
و أنتُم مَن أَعطَى أجوِبةً
للسَاسةَ عَن كُلِ سُؤال
هَتَفَ الشَعبُ المَيتُ قَال
يَحيَا قَائِدنَا التِمثال
هِيا جَمِيعاً هَيا نَصنَع
للتمثالِ هُناَ تِمثَال