اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

دعوه للجنه

Moderators
  • عدد المشاركات

    9,336
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    103

كل منشورات العضو دعوه للجنه

  1. اين انتى يا امى انا انتضرك الآن...

  2. جميل الموضوع ماشاء الله ف ميزان حسناتك ان شاء الله.. جزاك الله خيرا.
  3. ادلاؤك بصوتك فريضة كالصلاة قد يجعل ما يجري في واقعنا من مخالفة لمقتضيات النزاهة والشفافية في كل انتخابات على كل مستوى ـ كثيراً من الناس يحجمون عن المشاركة في الإدلاء بأصواتهم، وفي الترشيح سواء بسواء، وأريد أن أقول لقومنا: إنه مهما حدث من شعور باليأس أو الإحباط، ومهما رأيتم من مظاهر للتزوير وأحسستم بنية مبيتة له فلا يعفيكم هذا من أداء الواجب والإدلاء بأصواتكم؛ لأنه لا خلاف بين فقهاء العصر أن الإدلاء بالصوت نوع من الشهادة، وأنه ليس علينا إلا أداء واجبنا والإعذار إلى خالقنا تبارك وتعالى، ونفوض الأمر بعد ذلك لله. ومن المتفق عليه أنه لا يشك أحد من المسلمين في فرضية الصلاة، لكن كثيراً منهم أو معظمهم لا يستشعر أن أداء الشهادة فريضة كالصلاة وإليهم نسوق هذا البيان القرآني؛ فكما قال الله تعالى في أكثر من موضع من القرآن الكريم: "وأقيموا الصلاة"، قال: "وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ". الطلاق: 2. فهذا أمر وذاك أمر، والأمر يفيد الوجوب كما يقول الأصوليون. ونهى القرآن الكريم أن يكون هناك موطن للشهادة ويُدعَى الشاهد ثم يتردد أو يتأخر، فقال: "وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ". البقرة: 282. وأمَرَ الشهداء أن تكون شهادتهم بالحق والقسط؛ لأنها لله ولو كانت على الأقربين أو الوالدين، وعظَّم من شأنها فأضافها إليه سبحانه إضافةَ رفعةٍ وتشريف، فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ". النساء: 135. وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى". المائدة: 8. والقسط هنا يقتضي أن نختار من المرشحين مَن هو أصلح لديننا ودنيانا. وامتدح الذين يقومون بشهاداتهم، وجعلها صفة أساسية من صفات المصلين المتقين فقال: "وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ". المعارج: 33. وجعل كتمان الشهادة مقروناً دائماً في القرآن بالإثم والظلم، فقال: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ". البقرة: 140. وقال: "وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ". البقرة: 283. وقال: "وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِينَ". المائدة: 106. قال الإمام الشافعي: "الذي أحفظ عن كل مَن سمعت منه من أهل العلم في هذه الآيات أنه في الشاهد قد لزمته الشهادة، وأن فرضًا عليه أن يقوم بها على والديه وولده والقريب والبعيد وللبغيض [البعيد] والقريب، ولا يكتم عن أحد، ولا يحابي بها، ولا يمنعها أحدا". أحكام القرآن: 2/139. وقال الجصاص الحنفي: "وقد كان نهيه عن أصلح مفيداً لوجوب أدائها، ولكنه تعالى أكَّد الفرض فيها بقوله: { وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ } وإنما أضاف الإثم إلى القلب ـ وإن كان في الحقيقة الكاتم هو الآثم ـ لأن المأثم فيه إنما يتعلق بعقد القلب، ولأن كتمان الشهادة إنما هو عقد النية لترك أدائها باللسان، فعقد النية من أفعال القلب لا نصيب للجوارح فيه، وقد انتظم الكاتم للشهادة المأثم من وجهين: أحدهما: عزمه على أن لا يؤديها، والثاني: ترك أدائها باللسان. وقوله: { آَثِمٌ قَلْبُهُ } مجاز لا حقيقة، وهو آكد في هذا الموضع من الحقيقة لو قال: (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ) وأبلغ منه وأدل على الوعيد، وهو من بديع البيان ولطيف الإعراب عن المعاني. أحكام القرآن: 1/729. وربما لاحظنا أن تنوع الحديث القرآني عن الشهادة كان كتنوعه عن الصلاة إن لم يزد، فقد أمَرَ بأدائها، وامتدح مَن يقومون بها، ونهى عن كتمانها، وقرن مَن يكتمها بالإثم والظلم، وهذا لا شك يشير إلى خطورة الشهادة؛ لأنها تتعلق بحقوق العباد، أما الصلاة فهي حق خالص لله. قال الجصاص: "ولو جاز لكل أحد أن يمتنع من تحملها لبطلت الوثائق وضاعت الحقوق، وكان فيه سقوط ما أمَرَ الله تعالى به وندب إليه من التوثق بالكتاب والإشهاد؛ فدل ذلك على لزوم فرض إثبات الشهادة في الجملة". أحكام القرآن: 1/710. فلم يعد هناك شك في فرضيتها بعد هذا الحديث القرآني، وكلام العلماء، فضلاً عما ورد في السنة المطهرة من أمر بأدائها ونهي عن كتمانها، وتحذير شديد من الإقدام على تزويرها أو إبطال الحقوق بها، وحسبنا مارواه البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: سئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور). ومن ثم؛ فليس للناخب عذر في ترك التصويت مهما كانت توقعات التزوير؛ حيث يُعد أداؤه للتصويت إقامة للشهادة، ويترتب على التردد عنه أو كتمانه أن يقع الإنسان في الظلم والإثم، وبعد ذلك تضيع حقوق العباد ويقع عليهم الظلم والعسف، ثم يوسّد الأمر إلى غير أهله، ويتم تزوير إرادة أمة، ويكون لذلك ما بعده من مآلات وخيمة العواقب على الفرد والمجتمع، والله أعلم. * الباحث الشرعي بالمركز العالمي للوسطية بدولة الكويت .
  4. :keda: ايه بس ده تسلم ايدك ماشاء الله طبعا اختى وهتعلمنى بس انتى ممكن لو عندك وقت وتاخدى حسنات تعميللنا موضوع ف الديكور او بنات × بنات ونتعلم معاكى جزيتى الجنان ويااااااريت تدورى ع النص ال2 علشان نشوفه:lol: :rose: ==========
  5. الانتخابات رؤية شرعية (3) التحالفات الانتخابية: والعملية الانتخابية تجرنا إلى بعض المسائل المتعلقة بها بعد أن أفضنا في بيان –لا أقول مشروعية الانتخابات- بل وجوب المشاركة في الانتخابات، وحرمة التخلف، وإثم القعود عن المشاركة ترشيحاً واقتراعاً، طالما ثبتت المصلحة الشرعية المعتبرة للمشاركة. نأتي إلى مسألة ترِد على ألسنة الكثيرين من الناس، وهي ما يُسمى بالتربيطات والتحالفات الانتخابية. فبعض الناس يقول: إن الإسلاميين، الذين يحملون المشروع الإسلامي، ربما تحالفوا مع مَن يحمل مشروعاً غير إسلامي أو غير ذلك. فما حكم هذا التحالف، وما حكم هذا التنسيق أو هذه التربيطات؟. وأقول أيها الأحبة:- أولاً: إذا كان التحالف مع جهتين إسلاميتين، أو بين مرشحين إسلاميين، يحملون المشروع الإسلامي، فهذا تحالف مبدئي والحاكم فيه على الطرفين هو الإسلام ومبادئه العامة، حتى إذا كان بين الفريقين بعض الاختلافات الشرعية في بعض المسائل الشرعية الجزئية، فثمة الكثير من المبادئ يتفق عليها الجميع، وإن من واجبنا أن نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. أقول: بل يجب أن يقوم هذا التحالف بين حملة المشروع الإسلامي، بل هو من أقوى أنواع التحالف المأمور به شرعاً، لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2]. أما التحالف السياسي الذي يضطر إليه أحد المرشحين الإسلاميين، أو تضطر إليه جهة إسلامية، فتتعاون مع جهة لا تحمل المشروع الإسلامي، أو مع مرشح غير إسلامي، أو حتى مع مرشح غير مسلم، كالتحالف مع الجهات الوطنية والقومية وغيرها. فهذا التحالف يجوز إذا كانت هناك قضايا سياسية عامة متفق عليها، تلتقي فيها وجهة النظر الإسلامية مع وجهة نظر أصحاب الاتجاهات الأخرى، كالقضايا الكثيرة التي يتفق عليها الجميع، مثل: قضية محاربة الفساد المالي والإداري في الدولة، وقضية محاربة الرشاوى، وقضية المطالبة بتعديل القوانين سيئة السمعة، أو القوانين المخالفة للشريعة حتى تنسجم مع أحكام الشريعة... إلى غير ذلك من قضايا الحريات والدعوة إلى رفع قوانين الطوارئ والقوانين السيئة، فكل هذه الأمور المشتركة، لا بأس أن يحدث تحالف بين مَن يعمل على هذا الصعيد سواء كانوا إسلاميين أو غير إسلاميين، يحملون المشروع الإسلامي، أو يحملون مشروعا قومياً أو وطنياً أو غير ذلك، فلا بأس عندئذٍ بالالتقاء على هذه الأسس السياسية المشتركة والتي هي مقبولة من وجهة النظر الإسلامية، وهذا مما يساعد المرشح الإسلامي أو الجهة الإسلامية على تحقيق بعض أهدافها بالتعاون مع الجهات الأخرى التي تعيش معها في نفس المجتمع وتشاركها المواطنة، وتتقاسم معها هموم الوطن والمواطنين. ومما يدل على جواز هذا التحالف، حلف الفضول، الذي شارك فيه النبي صلي الله عليه وسلم في الجاهلية، وقد كان حلفاً بين زعماء قريش على إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، وغير ذلك من مكارم الأخلاق، والتي جاء الإسلام بالدعوة إليها، وقد قال صلي الله عليه وسلم بعد ذلك: «لَقَدْ شَهِدْتُ في دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ وَلَوِ أُدْعَى بِهِ في الإِسْلاَمِ لأَجَبْتُ». إذًا، لا بأس بالتحالف على المسائل المشروعة، والتي هي مقبولة من وجهة النظر الإسلامية. أما التحالف مع مَن يُعلن رفض المشروع الإسلامي جملة وتفصيلاً، ومع مَن يدعو إلى عدم تطبيق الشريعة، ومع مَن لا يلتزم بصميم الدستور الذي ينص على اعتبار الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي من مصادر التشريع، هذا هو غير الجائز شرعاً أن نعمل على إنجاح مرشح يكون همه محاربة الشريعة ومحاربة المشروع الإسلامي. لكن التحالف مع غير الإسلاميين من القوميين والوطنيين وغيرهم من أجل قواعد مشتركة، أمر جائز لا أرى فيه أية شبهة مخالفة للشريعة أو لحقائق الدين، والله أعلم. التصويت بالعصبية ممقوت: وهذا ينقلنا إلى مسألة التصويت بالعصبية أن يقوم أبناء قرية معينة، أو مدينة معينة أو حي معين، أو أهل عائلة معينة، بالتصويت لقريبهم، ولابن بلدهم، وغير هذا من الأسباب التي للأسف استشرتْ في مجتمعاتنا. أحب أن أقول أيها الأحبة: إن الإسلام لمَّا جاء وجد أهل الجاهلية يتعصبون لقبائلهم، ويتحزبون لانتماءاتهم العرقية، يفتخر بذلك بعضهم على بعض، فجاء الإسلام لينهى عن تلك العصبية الممقوتة، قال صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»([1]). وجاء الإسلام ليرتب على ذلك ترك العصبية للأهل والأقارب؛ لأن فيها اتباعاً للهوى وغمصاً للحق، وإنكاراً للعدل، وتسويغاَ للباطل، ورضاً بالظلم، وهذه كلها أمور تناقض تعاليم الإسلام السمحة، وتخالف قيمه النبيلة. لقد جاء الإسلام يدعو المسلمين إلى التمسك بالحق والعدل حيثما كان، قال الله جل وعلا (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة:8]. والمعنى لا يدفعنكم كراهيتكم لقوم، أو بغضكم لقوم، على ظلمهم أو انتقاص حقهم، بل اعدلوا فالعدل أقرب للتقوى، بل إن الإسلام يدعو المسلم أن يقول كلمة الحق ولو على نفسه، ولو على والديه، ولو على الأقربين، يقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [النساء:135]. إن الإسلام يلزم المسلم أن يكون قواماً بالعدل، مؤدياً لشهادة الحق، قاصداَ بقوله وفعله وجه الله، صادعاً بالحق والعدل ولو على نفسه، ولو على أحب الناس إليه وآثرهم إليهم كوالديه وأقاربه وذوي رحمه. إن الإسلام يحذِّر من العواطف في مثل هذه الأمور، ويحذِّر من الانحياز إلى صاحب الباطل بزعم قربه أو قرابته، فإن ذلك من أتباع الهوى، والانحراف عن الجادة. ولذلك فإني أقول: إن عليك أيها الأخ المواطن الكريم، عندما تتقدم إلى الاقتراع، وتدلي بصوتك، ألا تتعصب إلا للحق، وألا تنحاز إلا إلى العدل، وأن تكون قواماً لله بشهادتك، عليك أن تختار لأمتك أفضل مَن يمثلها، ويقوم بمصالحها، ولو لم يكن قريباً لك، ولا من بلدك، عليك أن تتجنب اختيار مَن يسيء إلى الأمة، وإن كان أقرب إليك وأحب إلى نفسك؛ لأن هذا هو صحيح الإسلام. شراء الأصوات ويجرنا ذلك إلى قضية شراء الأصوات من بعض ذوي المال واليسار، حين يتدخل أصحاب الأموال، ليجمعوا ما بين الاقتصاد والسياسة فيقدمون الرشاوى للأمة بأشكال مختلفة. ما حكم الذي يقدم رشوة لمواطن لكي يدلى بصوته لمصلحته؟ وما حكم الذي يأخذ هذه الرشوة؟ المعلوم من حقائق الشريعة أن الرشاوى بجميع أنواعها وأشكالها محرمة في شريعتنا الإسلامية، أبل وفي كل الشرائع، وكل الناس يعتبرون الرشوة رذيلة من الرذائل و الله تعالى يقول: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:188]. والنبي صلي الله عليه وسلم يحرِّم قبول الرشوة بقصد أو بغير قصد، ويلعن الراشي والمرتشي والرائش أي الوسيط عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم«الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ. يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا»([2]). ولهذا فإنه لا يجوز لأي مرشح شراء الأصوات من أي واحد من الناخبين كما لا يجوز لأي ناخب أن يبيع صوته لأي واحد من المرشحين؛ لأن الانتخاب أمانة وشهادة، والمطلوب من المسلم أن يؤدي الشهادة لله بما يرضي الله، فإذا أخذ مبلغاً من المال، وأعطى صوته لمن يدفع له هذا المبلغ، فهي حينئذٍ شهادة زور، لا ترضي الله تبارك وتعالى، والذي يفعل ذلك مثله كمثل مَن يشهد على إنسان بريء أمام القضاء فيجرمه بغير حق، أو يشهد شهادة تؤدي إلى تبرئة مجرم، وهذه شهادة زور، وقد نهي النبي صلي الله عليه وسلم عنها بأبلغ صور النهي حين قال: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَوْ قَوْلُ الزُّورِ». وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَمَازَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ([3]). وهذا الكلام يجرنا إلى الحديث عن ضوابط الاختيار وآداب المرشح. إذا كانت الانتخابات هي الوسيلة التي تؤدي إلى اختيار مَن يمثِّل الأمة في شؤون الحكم، وإدارة البلاد، وتقديم التشريعات، ورفع الضرر، وإزالة الظلم والفساد، وغير هذا. وإذا كان المسلم يعطي رأيه في هذه الانتخابات، فإن من واجبه أن يختار السلطة والممثلين الإسلاميين الذين يحكمون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وما لم يجد مرشحاً إسلامياَ فعليه أن يختار الأفضل من بين المرشحين أو على الأقل، يختار الأقل ضرراً ولا يمتنع من إبداء رأيه، وذلك مبني على القاعدة الشرعية وهي: اختيار أخف الضررين، وإن على مَن يمارس حقه في الترشيح والانتخاب أن يعرف الأحكام الشرعية الخاصة بهذا الأمر. الشروط التي يجب توافرها فيمن يرشح نفسه لعضوية البرلمان فالمرشح لنيل العضوية والقيام بتمثيل الأمة في البرلمان، يتطلب أن تتحقق فيه مجموعة من الشروط: الشرط الأول: ألا تكون نيته التنافس على مناصب الدنيا، أو الحصول على مكسب من مكاسبها الزائلة فهذه آفة الآفات أن يتقدم لمصالحه الخاصة، وأن يضحك على الناس ويخدعهم بأنه يريد أن يحقق مصالحهم، والحقيقة أنه يسعى وراء مصالحه الشخصية، وربما ينفق في سبيل ذلك كثيراً من الأموال، يعمل على استرداد أضعاف أضعاف هذه الأموال من خلال تحقيق مصالحه الشخصية. يجب أن تكون نية المرشح أن يدخل لتقديم الخير للأمة، وعدم التنافس على مناصب الدنيا، بل ابتغاء وجه الله، وقياما بحق هذا الوطن ونفع هؤلاء الناس. أما الشرط الثاني: فعليه ألا ينافس مَن هو أكفأ منه، وأجدر لهذا الموقع، فإذا علم أن أحد المرشحين أكفأ منه وأجدر وأقدر على القيام بهذا الأمر فإن عليه ألا يقدم نفسه في مواجهته. الشرط الثالث: كذلك من الشروط: أن تتوفر فيه القدرة على القيام بحق هذا العمل، وأداء واجباته وتبعاته من الإصلاح والمتابعة، وما تقتضيه النيابة عن الأمة في تحقيق مصالحها، ورفع الظلم والضرر عنها، مثلما ذكر الله تبارك وتعالى على لسان بنت الرجل الصالح، عن سيدنا موسى عليه السلام: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص:26]. ومثلما ذكر الله على لسان سيدنا يوسف عليه السلام حين تقدم لولاية الشؤون المالية: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف:55]. أما أن يتقدم أي إنسان وليستْ لديه القدرة على القيام بهذا الأمر فهذا أمر يجعل طلبه غير مشروع. ولهذا فإن الذين يستحقون أن يتقدموا للترشيح، هم أصحاب الكفاية العلمية والأخلاقيةـ الذين لهم قواعد جماهيرية في البلاد المختلفة التي يمثلونها، والذين لهم امتدادات من إخوانهم وأحبائهم، يرفعون إليهم مظلوميات الأمة، ويرفعون إليهم واقع الأمة، ويرفعون إليهم حاجات الأمة، ويساعدونهم على تحقيق مصالح الأمة. المرشح الذي يتقدم لا يجب أن يكون مرشحاً منقطعاً ليست له قواعد جماهيرية في مختلفة أرجاء الدائرة التي يمثلها بل يجب أن يكون هذا المرشح له قواعده في مختلف أرجاء الدائرة من إخوان صادقين ناصحين، ينقلون له نبض الجماهير، وأحاسيس الأمة، ينقلون إليه مشاكلها ويساعدونه على أن يقف على واقع الأمر، وينقلون إلى الناس كذلك ما يتقدم به وما يقدمه، هذا ما يجب أن يتوفر فيمن يتقدم للترشيح نيابة عن الأمة. آداب الدعاية الانتخابية وعليه حينما يقوم بالدعاية أن يتمتع بمجموعة من الآداب: الأدب الأول: مهم جداً ألا ينشغل في مرحلة الدعاية عن واجباته الشرعية وطاعته لله، المرشح الذي ينشغل بالدعاية عن الصلاة، وينشغل بالدعاية عن طاعة الله أحرى أن ينشغل بعد الدعاية عن الأمة التي وكلته، المرشح الذي لا يخاف الله تبارك وتعالى ولا يراقبه أحرى إذا كان لا يخاف من الله، ولا يراقب الله، أحرى ألا يراقب الذين انتخبوا وألا يسعى في مصالحهم بعد ذلك. الأدب الثاني: التحلي بالخُلق الإسلامي الرفيع بين الناس وأن يكون مهذباً في عباراته, مؤدباً, في ألفاظه, جيداً في سلوكه. الأدب الثالث: يجب عليه ألا يتكلف المبالغ الطائلة في حملته الانتخابية حتى لا يقع في الإسراف الذي جاء النهى عنه شرعاً: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام:141]. الأدب الرابع: ألا يذكر أحد منافسيه بالسوء وألا يفتري على الناس كذباً وبهتاناً: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) [الصف:7]. إن المنافسة الانتخابية لا تعطي لأحد الحق في أن يتجاوز الآداب والقيم الإسلامية في الحديث عن المخالف، لا يجوز لمن يتقدم نيابة عن الأمة أن يكون لسانه سليطاً حديداً يعيب الناس بما ليس فيهم ويتكلم على الناس بالسوء. إن الذي تكون حملته الانتخابية عبارة عن إساءة للآخرين، هو إنسان فج، لا يصح أن يعبر عن الأمة، ولا أن يمثلها في شيء؛ لأن مثل هذا الشخص حري إذا حقق مصلحته ألا ينظر إلى مصالح الأمة، وحري إن تكلم مع الناس عند الترشح بلسان لين أن يتكلم معهم بعد ذلك بلسان حديد قبيح شديد. الأدب الخامس: من الآداب التي يجب أن يتمتع بها المرشح في دعايته أن يكون صادقاً لا يعد بما يعلم أنه قد يكون غير قادر على تنفيذه، فإن الوفاء بالعهد من الإيمان وإن خُلف الوعد صفة من صفات النفاق. الأدب السادس: ألا يقدم رشاوى للناخبين أياً كان نوعها، سواء أكانت رشاوى مباشرة مادية مباشرة أم غير مباشرة، كأن يعين ابن هذا، ويعمل مصلحة لهذا بغرض شراء صوته؛ لا احتساباً لوجه الله. آداب الناخب وفي المقابل فإن على الناخب أن يبحث عن الأكفأ ليختاره ممَن تتوافر فيه الكفاية والقدرة على القيام بالعمل الذي سيوكل له بعدالة وحكمة. إذا توافرت الشروط التي سبق ذكرها في المرشح، فلا يجوز لك أن تختار غيره، ولو بحجة مبادلة الأصوات أو شرائها، لا يجوز أن تبيع صوتك في هذه الحالة بل عليك أن تختار الأكفأ الذي توفرت فيه شروط القدرة على القيام بهذا الواجب. - كذلك على الناخب أن يحذر أن يكون اعتبار الاختيار هو صلة القرابة أو الصداقة أو الجوار أو البلدية أو المصلحة أو العصبية للعائلة أو العصبية لفرقة ينتمي إليها ونحو هذا. - وأشد من ذلك أن تحذر أن يكون اختيارك قائماً على أساس من الرشوة سواء كانت الرشوة مادية أو معنوية فهي حرام شرعاً. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى *أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر -------------------------------------------------------------------------------- ([1]) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب: قَوْلِهِ: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ) [المنافقون:8] 9/649 (4907)، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب: نَصْرِ الأَخِ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا 4/1998 (2584/63). ([2]) أخرجه أحمد 5/279 (22452)، والطبراني 2/93 (1415)، قال الهيثمي 4/198: رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير، وفيه أبو الخطاب، وهو مجهول. ([3]) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب: عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْكَبَائِرِ 12/9 (5976)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب: بَيَانِ الْكَبَائِرِ وَأَكْبَرِهَا 1/91 (87).
  6. الانتخابات رؤية شرعية (2) في مقاطعة الانتخابات تعطيل للقواعد الشرعية: وإن مقاطعة الانتخابات ترشيحا أو اقتراعا، في هذه الظروف التي نعيشها، مالم تكن له أسباب مصلحية مُعتبرة، من شأنه أن يعطِّل كافة القواعد الفقهية التي تتعلق برفع الحرج عن الأمة. إن القواعد الشرعية تقول: المشقة تجلب التيسير. وتقول: إذا ضاق الأمر اتسع. وتقول: الضرر يُزال. وتقول: الضرر لا يُزال بالضرر. وتقول: إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما. وتقول: درء المفاسد مُقدم على جلب المنافع. وتقول: يُتحمل الضرر الخاص لأجل دفع الضرر العام. وتقول: يجب الأخذ بأخف الضررين وأهون الشرين، إلى آخر هذه القواعد التي تتعلق برفع الحرج عن الأمة، وإن المقاطعة تعطل هذه القواعد، بل المقاطعة هي سكوت عن الحق، وهي قبول بالمنكر، وهي قعود عن الإقدام على تغييره، ولا شك أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والساكت على المنكر، هو ذلك المعني بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ لَتَدْعُوُنَّهُ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمْ». وإن أشد المنكرات خطورة لهي المنكرات السياسية، التي تُؤصِل للاستبداد وتمنع الناس حقوقهم، فتترتب عليها المظالم الاجتماعية والمفاسد الاقتصادية، وسائر أنواع الفساد في كل نواحي الحياة. المشاركة تدرأ المفاسد عن الأمة: إن المشاركة الانتخابية ترشيحا واقتراعا، من شأنها أن تدرأ الكثير من المفاسد عن الأمة، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يحقق الأداء النيابي الأهداف التالية: أولاً: تقويم بعض السياسات التربوية، التي من شأنها حين يتم تقويمها أن تنعكس إيجاباً على تكوين أجيال مسلحة بالعلم والأخلاق، تبني مجدها، وترفع لواء أمتها. ثانياً: تقويم بعض السياسات الإعلامية، التي من شأنها أن تنتقل بوسائل الإعلام من حالة التخريب الأخلاقي إلى حالة البناء. ثالثاً: تقويم بعض السياسات الاقتصادية، التي من شأنها أن تحقق للأمة الكفاية والرفاهية والعيش الكريم، في التعليم والغذاء والعلاج والإسكان، وغير ذلك، إضافة إلى ما يمكن استحداثه من مؤسسات مصرفية غير ربوية؛ تدفع الحرج الشرعي عن المسلمين، وتيسر للمتورعين عن التعاطي الربوي فرصة استثمار أموالهم استثمارا شرعيا حلالاً. رابعا: تقويم بعض السلوكيات من خلال تقديم مشاريع بقوانين من شأنها الحد من التداعيات الأخلاقية وكبح جماح ظواهر العهر والفجور والفساد الأخلاقي والتحلل الأخلاقي، وتعاطي المخدرات، وغيرها من أسباب الإدمان الكحولية وغير الكحولية، ومن خلال تحصين الأجيال المسلمة ودفعها للتمسك بالقيم الدينية والمكارم الأخلاقية. خامساً: تقويم بعض السياسات البيئية، والتي من شأنها حين يتم تقويمها التخفيف من الأخطار الناجمة عن تخلف أساليب التخلص من النفايات ودخان المصانع والسيارات، إضافة إلى المخاطر الناجمة عن شركات ومستودعات الغاز والنفط المتجاوزة لأبسط قواعد المحافظة على الاعتبارات البيئية والصحية والأمنية. مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني من خلال المجالس النيابية: إن العمل من خلال المجالس النيابية والتشريعية، يُمَكّن من تحقيق المواجهة الصحيحة للمشروع الأمريكي الصهيوني، ويمكن من خلال ذلك وقف زحف العولمة الفكرية والتربوية والإعلامية والأمنية والعسكرية، على غرار ما تقوم به المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق وغيرها، والتي تواجه هذا المشروع في الميدان العسكري، ومن شأن دخول الصوت الإسلامي البر الطيب النافع أن يوفِّر دعما قويا، وأن يعلي من الحس الوطني الجهادي الذي يساعد على مواجهة هذه المشاريع التي تهدف إلى تغريب الأمة وبسط هيمنة الأجنبي عليها، والتي يسعى النظام الدولي وقوى الاستخبار في العالم إلى فرضها على منطقتنا. الانتخابات مشروع شرعي أصيل: ثم إني أقول لأولئك الذين يتصورون أن الانتخابات ليس لها أصل شرعي. أقول: بل الانتخابات مفهوم شرعي أصيل. إن النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع الأنصار في بيعة العقبة الثانية قال: أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا يَكُونُونَ كفلاء على قَوْمِهِمْ وأكون كفيلا على قومي. إذًا؛ النبي يطلب من جموع الأنصار التي جاءت تبايع أن تخرج له إثني عشر نقيبا، ومعنى هذا أن تنتخب هذه المجموعة إثني عشر يمثلون هذه المجموعة كلها وينوبون عنها في عقد المبايعة مع النبي صلى الله عليه وسلم. صحيح لم يحدث انتخابات بالصورة التي تحدث في يومنا هذا، لكن هذه كلها أشكال لعملية الانتخاب، لكن المضمون واحد، وهو عملية الانتخاب. بل أرسل الله إلى بني إسرائيل وبعث منهم اثني عشر نقيبا. والمقصود بالنقابة أن النقيب كفيل عن قومه. فقضية انتخاب فئة تمثل الأمة قضية إسلامية ومفهوم إسلامي أصيل، وأشكال هذا الدور يتغير من وقت لآخر، ولا بأس من ذلك ما دام المضمون قائما وصحيحا. التزوير للانتخابات لا يدفعنا إلى اليأس: وأقول للذين يتقاعسون، ويقولون: نحن نقاطع الانتخابات لأنها ستُزور مثل كل مرة، ولن ينجح أحد ممن سنختارهم، والأولى بنا أن نقاطعها لأنه لا فائدة من الإدلاء بالصوت؛ لأن النتيجة محسومة سلفاً. أقول لهؤلاء: أيها الأحبة، لقد قرر الإسلام الشورى باعتبارها قاعدة من قواعد الحياة الإسلامية، وأوجب على الحاكم أن يستشير، وأوجب على الأمة أن تنصح، واعتبر النصيحة هي الدين كله، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» فقال الصحابة: لِمَنْ؟ قَالَ: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»قَالَ «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا لِمَنْ قَالَ «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ». ومعنى النصيحة لأئمة المسلمين، أي: لأمرائهم وحكامهم، فقد جعل الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة لازمة، وجعل أفضل الجهاد كلمة حق تُقال عند سلطان جائر، وجعل مقاومة الطغيان والاستبداد والفساد أرجح عند الله من مقاومة الغزو الخارجي، واعتبر المجاهد بكلمة الحق عند الجورة والظلمة، أعلى درجة من المجاهد في الميدان؛ لأن الغزو الخارجي غالباً ما يأتي عند حصول الفساد الداخلي، وإذا نظرنا إلى نظام الانتخاب أو التصويت، فإنه باب من أبواب النصيحة الشرعية التي لا يصح التخلف عنها لأي سبب من الأسباب. ومن واجبنا أن نعمل على إنقاذ السفينة، شاء الناس أم أبوا، قَبِل المفسدون أم رفضوا، إنما نحن الذين يجب أن نقوم بدورنا، وأن نمنع بخروجنا وبمواقفنا التزوير، ونمنع تزوير إرادة الأمة بخروجنا. ثم إن الانتخاب يُعد شهادة للمرشح بالصلاحية، ومن ثَمَّ يجب أن يتوفر في الإنسان الذي يترشح والذي يُعطى هذا الصوت، يجب أن تتوفر فيه العدالة، ويجب أن تتوفر فيه الأسباب التي تجعله صالحا للقبول، وعندئذٍ تكون الشهادة له شهادة حق، أما الشهادة لغير الصالح وغير الكفؤ وتقديمه؛ فهو لون من ألوان الزور الذي أمرنا الله باجتنابه فقال: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج:30]. نعم إنه لا يحل لنا أن نشهد بالصلاحية لمرشح لمجرد أنه قريب أو ابن بلد أو لمنفعة شخصية قدمها، أو تُرتجى من ورائه، بل يجب أن تُقام الشهادة لله: (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلهِ) [الطلاق:2] والذي يتخلف عن آداء هذا الواجب، وعن أداء هذه الشهادة ويؤدي تخلفه إلى رسوب الكفؤ الأمين، وإلى فوز غيره، ممن لم تتوفر فيه أوصاف القوي الأمين، فالذي يفعل هذا يكون قد خالف أمر الله في الشهادة، فقد دُعي للشهادة فأبى، والله تعالى يقول: (وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا) [البقرة:282] وكتَمَ الشهادة حين احتاجتها الأمة، فالله تعالى يقول: (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [البقرة:283]. ليس الترشيح تزكية للنفس المنهي عنه: لعل سائلا يسأل: أليس الترشح بابا من أبواب تزكية النفس؟ وهو أمر غير مقبول شرعا، فالذي يرشح نفسه للدخول في الانتخابات، ألا يدخل ذلك من باب التزكية؟، والله تعالى يقول: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) [النجم:32]. نقول: ليس الترشح للانتخابات، إذا صحت نية المتقدم والمترشح لا يدخل في باب تزكية النفس، إنما يدخل في باب مَن يظن في نفسه القدرة على تمثيل الناس، والمطالبة بحقوقهم، ورفع الظلم عنهم، وأداء المصلحة لهم، وهذا أشبه بقول سيدنا يوسف عليه السلام: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف:55]، فهو صلى الله عليه وسلم وعلى أنبيائنا أجمعين، قدَّم نفسه للولاية على الشؤون المالية للناس؛ لما يعلم في نفسه من الأمانة والحفظ، أمَّا طلب الإمارة، فهذا الذي جاء في الشريعة التحذير منه، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا وَاللَّهِ لاَ نُوَلِّى عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ وَلاَ أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ»، وهذا بالنسبة للولاية العامة على شؤون الأمة، أما التمثيل النيابي في البرلمان، فهو وكالة عن الأمة للمطالبة بحقوقهم، ورفع الظلم عنها، ودرء المفاسد عنها، ومحاسبة الحكومات، ومتابعة عملها، وليس له علاقة بالولاية التمثيلية التي يقوم بها رئيس الجمهورية أو الملك أو الأمير أو رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو غيرها من الولايات العامة على الأمة. ومع ذلك فإننا نرى أن تقوم الحركات الإسلامية بترشيح مَن تتوسم فيه الخير من أعضائها أو من غيره من الإسلاميين الذين يحملون المشروع الإسلامي، وتقدمهم للأمة، وتدعوا الناس لانتخابهم، وبهذا تُبعد أية شبهة في طلب الولاية، أو في تزكية النفس، وهذا ما تفعله الحركة الإسلامية حين تختار بعض رموزها أو بعض أفرادها، أو بعض مَن تتوسم فيهم الخير لتقدمه ليترشح ليمثِّل الأمة في المجالس التشريعية. وللحديث بقية بإذن الله تعالى * أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
  7. الانتخابات رؤية شرعية (1) تمثل الانتخابات بشكلها المعاصر، إحدى القضايا التي تُفرز أسئلة وإشكاليات فقهية عديدة، بدءًا من شرعية هذه العملية، والاختلاف الفقهي حولها؛ إذ يرى بعض المعاصرين أنها ليست مشروعة باعتبارها صنيعة من صنائع غير المسلمين ليس لها مثيل في العصور الأولى في الإسلام؛ ومن ثم ينظرون إليها أنها بدعة منكرة، بينما يرى السواد الأعظم من العلماء غير ذلك. كذلك علاقة الانتخابات بالشهادة، وحكم الإدلاء بالصوت، ولمن يكون، وحكم المقاطعة لهذه الانتخابات إن كان البعض يرون أنها لعبة سياسية لا جدوى منها، وكذلك مسألة تغليب العصبية للقريب أو ابن البلد أو غيره على المصلحة العامة، وكذلك مسألة شراء الأصوات لضمان النجاح، وما الذي يفعله المرشح النزيه إن وجد خصما يلجأ إلى تلك الحيلة، وهل يحل له أو يحق له عندئذ أن يفعل ما يفعل خصومه حتى يدرأ المفسدة عن الأمة والشعب، وما علاقة ذلك كله بفقه الرشوة المحرم، وكذلك مسألة المرأة وعملية الانتخاب، هل لها أن تدلي بصوتها ؟ أو أن تتقدم بالترشيح نيابة عن الأمة، باعتبارها فردًا من أفراد الشعب، أو ذلك مما يضر بها، ويجعل الأمر غير جائز من الناحية الشرعية؟. وأيضا في مجال الدعاية الانتخابية، تبرز أسألة متعددة في آداب هذه الدعاية، وحكم استغلال الدين كأحد العوامل التي تسهم في كسب الرأي العام، باعتبار أن الدين له مكانة عظيمة في نفوس الناس في دولنا العربية والإسلامية، وكذلك الذين يتخذون هذا الدين ونصوص الشريعة تكأة يضمنون بها أصوات الناخبين، ويكثرون من الاستشهاد بالقرآن مع أن لا علاقة لهم بالمصحف ولا بالقرآن، وكذلك أموال هذه الدعاية، وكون ذلك من باب التبرعات، أو تتبنى بعض الهيئات الحكومية أو الأهلية تأييد مرشح معين، وغير ذلك من الإشكاليات الفقهية الكثيرة، التي تعترض العملية الانتخابية، والتي يسأل الناس فيها كثيرا؛ مما يقتضي أن تُقدم لها معالجة فقهية صحيحة إن شاء الله. مشروعية الانتخابات إن المسلم بطبيعته يجب أن يعرف الحكم الشرعي لكل عمل يقدم عليه، ولما كانت الانتخابات من الأمور المعاصرة التي تواجه الإنسان المسلم، فإن رجوعه واستفتائه في مسألة الانتخابات، يجب أن يكون إلى المرجعية الشرعية التي يثق بدينها، ويلتزم بفتواها، وله أن يسأل عن الدليل على الحكم الذي يقوله له هذا العالم أو ذاك، وله أن ينظر في الدليل الشرعي، إن كان من أهل النظر في الأدلة، وله أن يراجع العلماء، ويستفتي حتى يطمئن إلى الأمر الذي يقدم عليه. على أي حال، فإن المسلم مطالب بأن يعمل تفكيره، ويعود إلى نفسه، ويراجع أهل العلم والبصيرة، ليصل إلى ما يراه الأقرب للصواب، والله تعالى يقول:- ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون ) سورة النحل:43 ولما كانت الانتخابات من الأمور التي جدت في حياة المسلمين؛ اقتضى الأمر بيان الحكم الشرعي فيها، وبيان وجه الحق فيها. المعلوم أن المسلم دائماً تنبثق رؤياه من كونه يعيش في مجتمع، ويلتزم بعقيدة، ويلتزم بدين، والمسلم بطبيعة الحال من واجباته الأساسية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، يقول الله عز وجل:- ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) سورة آل عمران:104، ويقول سبحانه:- ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) سورة آل عمران:110 فمن واجب المسلم الذي يعيش في أي مجتمع أن يساهم إيجابيا في حل قضايا هذا المجتمع، بحسب وجهة نظره الإسلامية، وبالتالي فإذا أتيح له أن يشارك في انتخاب النواب الذين ينوبون عن الأمة في المسائل التشريعية أو في اختيار الحكومة، وفي إعطاء الثقة لها، أو نزعها منها، وفي درء المفاسد عن الأمة، وغير هذا من المصالح المترتبة على دخول النواب في مجلس الشعب؛ فإذا أتيح للمسلم أن يشارك في انتخاب هؤلاء النواب؛ فإن وجهة النظر الشرعية أنها فرصة لا يجوز للمسلم أن يضيعها، إذ لا بد أن يكون لها دور في إزالة بعض المنكرات، أو إشاعة بعض أنواع المعروف، أو رفع الظلم عموما عن الناس ومنهم المسلمين، أو في إبعاد الفساد عن الدولة، ذلك الفساد بجميع أشكاله الذي يضر الناس جميعا، ومنهم بالطبع المسلمون. وإذا تخلف المسلم عن المشاركة في مثل هذا الأمر؛ فقد قصر في القيام بواجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي أوجبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:- ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) وإن من أهم وسائل إنكار المنكر، أن ينكره النائب عن الأمة، الذي يتلقى الناس عادة، وتتلقى الحكومات ويتلقى ذوي الرأي كلامه بالقبول، وتنشره وسائل الإعلام على كل صعيد، ومن ثَمَّ كانت المشاركة في الانتخابات ترشيحا، وإدلاءً بالصوت، نوعاً من الجهاد الأكبر؛ لأن فيها جهدًا كبيرًا يبذل لخدمة الإسلام والوطن والمسلمين، وسائر الناس أجمعين، وفيها كذلك رفع لبعض الضرر عن الأمة، وكذلك إزالة لبعض المنكرات من حياتها ضمن الحدود التي يستطيعها النائب الذي يتقدم إلى ذلك المجلس التشريعي.. نعم هي جهاد أكبر لأنها فريضة الوقت، فقضية الإسلام اليوم هي إنحراف كثير من الحكومات عن دين الله تبارك وتعالى وعن شريعة الحق وشيوع الفساد في كثير من الجوانب ومناحي الحياة على أيدي رجالات الدولة، والجهاد الأكبر هو في إصلاحهم أو استبدالهم. ولا شك أن المشاركة في الانتخابات هي الوسيلة المعاصرة الآمنة لذلك، وهي التي تدخل في حدود الاستطاعة. أما الذي لا يشارك في عمليات الانتخابات، فإنه يفوته القيام بهذا الواجب، وإن كان يقوم بواجبات أخرى، لكنها ليست بديلاً فيما نرى عن المشاركة في الانتخابات، وأي أنشطة أخرى لا تزيل عن المتخلف إثم التخلف عن هذه المشاركة. فالقائم بهذا الأمر له أجره، والمتخلف عن هذا الواجب عليه إثمه، والله تعالى يقول:- ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) سورة الأنبياء:47 وبناء على ذلك نقول: - أولاً:- العمل النيابي عن الأمة هو أسلوب من أساليب الحسبة، والمجالس التشريعية ومجلس الشعب وغيره، هي منابر من منابر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبخاصة إذا كان الاعتماد في الحسبة هو التغيير باللسان وليس بالقوة التي لا تؤمن عواقبها، ولا شك أن الحسبة واجب شرعي عيني يمكن أن يكون باليد بشروط، كما يمكن أن يكون باللسان بشروط، كما يمكن أن يكون بالقلب وهو الحد الذي لا يعذر المسلم بتركه. ثانياً:- أُطمئن الذين يترددون عن المشاركة بزعم أن المشارك في مجالس لا تلتزم أحكام الإسلام يُضطر إلى أن يقبل بأحكام تخالف شريعة الله؛ أقول أبداً، إن المشاركة في المجالس النيابية لا تُلزم بقبول أي موقف تشريعي أو سياسي يُخالف الشريعة، بل للنائب أن يُعارض، وله أن يقدم البديل، وله أن ينتقد، وله أن يقاطع، وله أن ينسحب، وله أن يقدم المشروعات التي تتوافق وروح الشريعة السمحاء، فإذا كانت المشاركة للنائب لا تُلزمه بقبول موقف غير شرعي، فهذا دليل على إباحتها وجوازها، وعدم الجواز إنما يتعلق بالذين يمارسون النيابة عن الأمة بصورة غير شرعية، والذين يسكتون عن القوانين الباطلة، ولا يعارضونها، ولا يعملون على إصلاح النظام بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بل أقول أن عدم الدخول في المجالس النيابية وعدم المشاركة فيها، وعدم القيام بهذا الأمر مع القدرة والاستطاعة، أشبه بالهروب من المسؤولية والتولي يوم الزحف؛ لأن ترك هذه المواقع لمن يسخرونها لمحاربة الإسلام، ومخالفة الشريعة واستلاب حقوق الضعفاء والمحرومين من أي ملة كانوا ينافي مقاصد الشرع الحنيف، الذي جاء للعمل على تحقيق العدالة والمساواة، ورفع الظلم والقهر والتسلط عن عباد الله في حدود المستطاع. ثالثاً:- المشاركة في المجلس النيابي أو التشريعي هي باب من أبواب الدعوة إلى الإسلام، وعرض أفكار الإسلام ومبادئه، من خلال المناقشة والحوار والاحتكاك بالآخرين، بل المجلس النيابي منبر من أخطر المنابر الدعوية وأعمها وأشملها وأفعلها، في إيصال الصوت الإسلامي إلى كل الناس، على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسية والنقابية والعلمية والاقتصادية. حقيقة إن المشاركة فرصة لعرض المشروع الإسلامي من جميع جوانبه، وبجميع مفرداته، حتى لا يبقى للناس على الله حجة. وأخيراً:- إن المشاركة في المجالس النيابية والتشريعية من شأنها أن توفر الكثير من الفرص لتحقيق مصالح الناس، ودرء المفاسد عنهم، وتقديم المشروعات التي تساعد على تحقيق الإنماء المتوازن والإعمار المتوازن، والدعوة إلى تكافؤ الفرص أمام جميع أبناء الأمة. وعلى هذا فإن مشاركة الإسلاميين في المجالس التشريعية في كل الأحوال، باتت ضرورة ملحة، تفرضها اعتبارات كثيرة:- منها:- الانتقال بالطرح الإسلامي من المستوى النظري التجريدي الوعظي الخطابي إلى المستوى العملي التجريبي. ومنها:- تعريف الغير بالمشروع الإسلامي وأصالته ونقائه وخصائصه المختلفة، وخصوصا بعد أن أصابه تشويه مفتعل متعمد من أولئك الذين تكلموا باسمه أو مارسوا تحت عنوانه ممارسات شاذة غير صائبة وغير حكيمة. ومنها:- إننا حين نترك مشروعنا الإسلامي ليتحدث عنه الغالون، أو يتحدث عنه الجافون فإننا نظلم مشروعنا الإسلامي، وإن من واجبنا أن نعرف الغير بحقيقة هذا المشروع بأصالته وجزالته ونقائه ومرونته. ومنها:- الانتقال بالحركة الإسلامية من إطار الشريحة التنظيمية إلى إطار الحالة الجماهيرية، وبالتالي تطوير الطرح والخطاب والممارسة تطويرا نوعيا كميا من شأنه أن ينتقل بالحركة من قيادة النخبة إلى قيادة الأمة. ومنها:- أن من واجبنا تعبئة الفراغ الذي خلفه سقوط التيارات العلمانية والقومية المختلفة، التي كانت وإلى فترة غير بعيدة مصادرة للقرار السياسي باسم المسلمين، هذه التيارات التي سقطت، وبان عوارها، وانكشفت سوءاتها، يحتاج الأمر إلى مليء الفراغ الذي خلفه سقوطها، ولا يملأ هذا الفراغ إلا حملة دعوة الإسلام، ورسالة الإسلام الذين يجبوا أن يفقهوا هذا الأمر، وأن يشاركوا في هذه العملية. ومنها:- تحقيق حالة الانسجام مع المد الإسلامي الدعوي والمقاوم، المتنامي في كل أرجاء الدنيا، والذي يتهيأ لأخذ دوره على كل صعيد، لنقوم بطرح الإسلام كبديل حضاري وتشريعي وحيد، ليس للمسلمين فقط، بل للبشرية برمتها. إنه لم يعد مقبولا أن تبقى الساحة الإسلامية بعيدة عما يجري، وغير عابئة ولا مشاركة ولا صانعة لما يجب أن يجري، أو لما يمكن أن يجري. إن على كل فصائل الحركة الإسلامية أن تتقدم للمشاركة في هذه العملية الانتخابية تحت سقف مشروع إسلامي وطني واحد لمواجهة العربدة والمشاريع الأمريكية الصهيونية التي تريد أن تجتاح الأمة على كل صعيد . . وللحديث بقية بإذن الله تعالي * أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
  8. أمانة الكلمة والصوت الحمد لله رب العالمين، الذي خلق فسوّى، وقدَّر فهدى، وأنعم علينا نعماً لا تُعد و لا تُحصى ومنها نعمة اللسان والبيان فقال سبحانه: " {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ }[الرحمن 1-4 ]، وأصلي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين، خير مَن حفظ النعم وصانها، وشكر ربه عليها، وخير مَن بيَّن للناس خطورة أثر الكلمة واللسان إيجاباً أو سلباً، خيراً أو شراً فقال: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ " وفي لفظ " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والمغرب "البخاري ( 6477) والحديث يدل على أن الإنسان قد يتكلم كلمة – من الخير - لا يتدبرها، ولا يتفكر في أثرها الحسن يدخل بها الجنة، وذلك ككلمة التوحيد، أو شهادة الحق، أو أمر بمعروف،أو نصح ونحو ذلك. كما يدل الحديث على أن الإنسان قد يتكلم كلمة – من الشر - لا يتدبرها، ولا يتفكر في قُبحها، و لا يخاف ما يترتب عليها فيزل بها و ينزلق بسببها، ويقرب من دخول النار أبعد مما بين المشرق والمغرب - وقد يكون ذلك كناية عن عِظم أثرها - وهذا كالوشاية عند السلطان وغيره من الولاة، وكالكلمة التي يترتب عليها إضرار مسلم، وشهادة الزور، ونحو ذلك. لذلك كثرت النصوص في شأن الكلمة لما يترتب عليها من أثر بالغ ليس على الفرد وحده بل على مَن حوله في المجتمع بأسره، وتعال معي لترى نموذجاً آخر لعِظم شأن الكلمة التي تخرج من ضمير الإنسان وداخله فتجري على لسانه أو في كتابته على قرطاسه – كتابه وورقه. وفي الحديث: عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ.رواه البخاري ( 6474 ) فلا عجب إذاً أن ينظر الشرع الحنيف إلى أبعد من ذلك فيهتم بتهذيب الرقابة الداخلية في الإنسان التي بسببها تكون كلماته وشهادته, فترى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يربط بين الكلمة والإيمان كما جاء في الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " [ البخاري ( 6018 )، ومسلم ( 182 ) وغيرهما ] ولو تدبَّرنا: ( مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر )، ماذا يصير في الدنيا؟ كلمة بسيطة: ( فليقل خيراً أو ليصمت )، وهذا يعطي المسلم مدى خطورة الكلمة التي يتكلم بها، فإذا كنتَ بهذه المثابة من الإيمان بالله وباليوم الآخر، فانتبه أخي وحاذر من الكلمة التي تتكلم بها، وانظر ماذا تقول؛ لأنك ستُسأل عنه كما قال ربنا: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق:18] كما جاء في حديث معاذ رضي الله تعالى عنه، عندما قال له صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه ؟ قلت: بلى يا نبي الله, فأخذ بلسانه و قال: كفَّ عليك هذا, فقلتُ: يا نبي الله, وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم [ الترمذي ( 2616 ) وقال: حديث حسن صحيح] وبعض السلف كان يخرج لسانه ويمسكه ويقول: أتعبتني، وفي بعض الآثار: أن الإنسان حينما يصبح فكل الأعضاء تناشد اللسان أن يقيها النار، وتخاطب اللسان وتقول: اتق الله فينا! ويقول علماء التربية الإسلامية: كل عضو خارجي مفتوح ما عدا اللسان فعليه قفلان: فك الأسنان والشفتان، فاحذر أن يتفلت منهما، فقد يُصاب الإنسان ويُقتل بكلمة يقولها بلسانه، وقد تنجو أمة بكلمة أو تهلك بكلمة، وقد قال الشاعر الحكيم: احفظ لسانك لا تقول فتبتلى.....إن البلاء موكل بالمنطق وقال ربنا جلَّ وعلا: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) " [ الأحزاب:] أخي الكريم: هل الصوت في الانتخابات إلا كلمة، وشهادة، فإن أمعنت النظر، وفكَّرت وتدبَّرت، وأفرغت وسعك لمساندة الحق وأهله كانت كلمتك كلمة حق وشهادة عدل وصدق تُثاب عليها وتُؤجر، وإلا كانت شهادة زور وباطل وعندئذٍ تؤزر، وقد قال الشاعر الحكيم قديماً: ولا تكتب بخطك غير شيء..... يسرك في القيامة أن تراه ولا تكن داعية إلى عصبية, ولا إلى مَن يسكن بجوارك ولا إلى مَن هو من بلدتك, لتكن إلى مَن تعلم أنه ينصر دين الهز, ويسعى لخير هذه الأمة, ويدافع عن مقدسات المسلمين, ويسعى للتمكين لدين الله في الأرض, وتراه طاهراً من الخيانة والغش والرشوة, كن داعية لمن تتقرب بشهادتك له إلى الله تعالى. وفي الحديث عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَبَائِرِ قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ [ البخاري ( 2653 ) ] و عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا, قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ [ البخاري ( 2654 ) ] وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ [ البخاري ( 6057 ) ] وهل الزور إلا الكذب والميل عن الحق فعلينا أن نراقب الله وحده في كلامنا وأصواتنا " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة: 235], " وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ " [آل عمران: 28]. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد, وقد قال ربي: " فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ " [ق:45]، وأسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد.
  9. شجون على صفحة الماء جلست إلى ركن مظلم من شرفتها المطلة على النهر.. السماء صافية .. والأنجم ساطعة.. والقمر يعكس أشعته على صفحة الماء.. فتبدو أمواجه الهادئة في سكونها وصمتها متراصة متراكبة.. في غير تلاطم عاصف.. أو غضب ثائر كما تفعل أمواج البحر.. وكأن الماء العذب يستمد من تلك العذوبة استقراراً وهدوءاً .. على حين يلقي الملح بأجاجه على طبيعة الماء فتراه لا يفتر عن غضب يحيل الأمواج في حالة ثورة دائمة لا تنفك عن هياج. وعلى الشاطئ الآخر تمتد أضواء تسطع في كل مكان.. وتخفت أو تخبو في غيره .. لكنها تتشابك مع ضوء القمر لتحيل سطح الماء لوحة مبدعة من صنع القدير سبحانه.. تناغما وانسجاما في تلك الهدأة من الليل.. التي تأخذ بالنفوس المرهفة حيث التأمل والتدبر.. وحيث الإغراق في أحاديث القلوب وأهازيج النفوس .. وقد تصطلح الهموم على قلب فلا تدعه حتى تمطر العيون دموعا تعرف طريقها حين تشتد الوطأة..وتتلبس النفس مواقف عبرت لكنها حفرت أخاديد من حزن وبؤس .. فينكأ جرحها صمت الليل وتذكر الأسى. لقد كانت تذوب حنيناً إلى رفيق لا يكفر عشيراً.. ولا يجحد معروفاً.. يرعى وداد اللحظة .. ويحفظ عهد الصحبة.. ولا يجرمنه صدام نفسي أو فكري أن يكون منصفاً .. يحكم بعدل .. ولا يرضى بضيم .. لكنه كان شيئا آخر غير تلك السحنة التي بدأ بها في سلمه الزوجي معها.. وغير تلك السمة التي يخرج بها على الناس.. لقد آلت على نفسها أن تصبر وتثابر على مداواة علل تتصل بخلق لم يكن في أكثر أحواله إلا نقيض أفكاره وقناعاته التي يتنادى بها في محيطه .. بل ويذكر بها ويدعو إليها.. حاولت أن تعيد إليه اتزانه النفسي لينسجم سلوكه العملي مع فكره النظري.. لكن شراسة ما في داخل، جعلته يصبح امرءاً آخر غير الذي كانت ترجوه.. ساوم على انفصال. هدد بالأولاد..فصارت كالمعلقة ولا شئ من مروءة أب ليحنو على صغار .. بل قطع مؤنه .. وجفف مصدر إنفاقها..وبدا مجردا من أى إنسانية تفصل بين النزاع والحرمان من الحقوق .. أو الانفصال وماله من تبعات.. لم يذكر لها حقاً، ولم يتذكر منها فضلاً .. نسي ساعات الود .. وسنوات العشرة .. فضرب عرضا بحياة كان كل منهما للآخر ثوبا ولباسا.. افتقد معه لباس التقوى فتعرت النفس فانكشفت عورة الرجل بعدما تخفت وراء بضع وريقات من شجر توت يحمل في ظاهره ومظهره مقومات ليس لها من جوهر السلوك دليل .. سرحت في أشجانها متذكرة مأساة تطليقها وهي تتشبث به لعله يتوب.. لعله يدرك دلالات الآيات وتنزيلاتها على واقع الحياة. لا تزال تتأمل ضوء القمر على وجه النهر .. استعاذت بالله من الشيطان الرجيم .. تذكرته صلى الله عليه وسلم وهو يصغي لصويحبات خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها..وإكرامه لهن .. حافظا لعهد أحبه ..هاشاً باشاً لهن .. مكرماً ذكرى غالية .. وعهوداً نبيلة .. أيقنت أن الأسوة الحسنة في سلوك وفي كهذا لن تعدمه البشرية في سيرها الحثيث مهما أفطرت مكارم أخلاق البشر.. ليظل سلوكه صلى الله عليه وسلم حجة قائمة تدين سلوكا إنسانياً يتجرد في بعض أحواله من سمات البشر ليكون أقرب إلى غابة لا تعرف ظبطاً ولا حقاً..
  10. فارس أحلامي لا يصلى بالمسجد .. ماذا افعل هذا ما قالته لي .. تقدم لي شخص أراه مناسباً .. فهو صاحب خلق ودين .. يتحرى الحلال .. يحسن لمن حوله .. من عائلة متوسطة .. ويعمل مهندساً .. يحرص على الصلاة غير أنه لا يصلى بالمسجد .. أنا في حيرة من أمري .. هل أرده أم أقبله ؟ .. فاستعنت بالرحمن وقلت لها أختي الكريمة :- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بداية نرحب بك في موقعك موقع "....." دنيا الإنترنت فأهلا وسهلا بك أختي الفاضلة .. نرحب بك زائرة .. ومشاركة وسائلة .. ونشكر لك ثقة فينا .. هذه الثقة التي تلقى على أكتافنا عبء ثقيل .. الله أسأل أن نكون عند حسن ظنك بنا وأن يجرى الحق على قلوبنا وأسماعنا .. وأن يرزقنا الصواب في الرأي والفكر .. بداية أختى نؤكد على أن الإسلام حثنا على أن نختار صاحب الدين وقد قال صلى الله عليه وسلم :- ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي .. فصاحب الدين لا يرد .. وقد وضع مجموعة من الباحثين صفات لصاحب الدين قالوا فيها :- - الدين :- وهو أعظم ما ينبغي توفره فيمن ترغبين الزواج به ، فينبغي أن يكون هذا الزوج مسلما ملتزما بشرائع الإسلام كلها في حياته ، وينبغي أن يحرص ولي المرأة على تحري هذا الأمر دون الركون إلى الظاهر ، ومن أعظم ما يُسأل عنه صلاة هذا الرجل ، فمن ضيّع حق الله عز وجل فهو أشد تضييعا لحق من دونه ، والمؤمن لا يظلم زوجته ، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها ، وقلَّ وجود ذلك في غير المسلمين الصادقين . قال الله تعالى :- ( وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ) سورة البقرة : 221، وقال تعالى:-( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) سورة الحجرات : 13 ..وقال تعالى :- ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) سورة النور : 26 - الأسرة الطيبة :- ويستحب مع الدّين أن يكون من عائلة طيبة ، ونسب معروف ، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة ، فيُقدَّم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله مادام الآخر لا يفضله في الدين لأنّ صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده وطِيب الأصل والنّسب قد يردع عن كثير من السفاسف ، وصلاح الأب والجدّ ينفع الأولاد والأحفاد .. - المال :- وحسن أن يكون ذا مال يُعفّ به نفسه وأهل بيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما جاءت تستشيره في ثلاثة رجال تقدموا لخطبتها : ( أما معاوية فرجل تَرِب ( أي فقير لا مال له .. ) رواه مسلم 1480 . ولا يشترط أن يكون صاحب تجارة وغنى ، بل يكفي أن يكون له دخْل أو مال يعفّ به نفسه وأهل بيته ويغنيهم عن الناس . وإذا تعارض صاحب المال مع صاحب الدين فيقدّم صاحب الدين على صاحب المال. - - ويستحب أن يكون لطيفا رفيقا بالنساء :- فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس في الحديث السابق: ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) إشارة إلى أنّه يُكثر ضرب النّساء .. .. ويحسن أن يكون صحيح البدن سليما من العيوب :- كالأمراض ونحوها أو العجز والعقم- وبعد أختى الكريمة :- أقول لك إن كان صاحب خلق ودين يتحرى الحلال ولا يأكل حراماً .. ويحرص على دينه كرحصه على دنياه .. يكره المعصية كحبه للطاعة .. يتمسك بالسنة .. يحفظ جزء من القرآن .. به الصفات التى تضعينها لزوج المستقبل .. إن كان كل هذا فأقول لك توكلى على ربك واقبليه زوجاً لك .. فكل واحد فينا له عيب وليس هناك كامل إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم وإن كان ذلك وتم القبول الله أسأل أن يكون زواجاً سعيداً فإليك أفكار لعلاج عيبه هذا :- 1- في البداية أنصحك بأن تكثري من الدعاء لله عز وجل أن يهدى الله قلب زوجك .. وأن تكثرى التعبد لله تعالى والتقرب إليه بكثرة تلاوة القرآن لأن به شفاء من كل داء ظاهري وباطني. 2- أن تفتحى الحوار حول أهمية صلاة الجماعة وفضلها وليكون البداية بسؤال أو مثلاً :- يا سعادة الرجال بفضل وأجر صلاة الجماعة وذلك على سبيل المثال وعلى ذلك يكون حواركم .. 3- أن تهدى له كتيب أو شريط كاست أو سى دى يتكلم عن فضائل صلاة الجماعة .. 4- أن تظهرى سعادة بحرصه على صلاة الجماعة بالمسجد وأن هذا سبب سعادتك وبهجتك .. 5- أن تضعى فى طريقه مقالة شيقة عن فضائل صلاة الجماعة تتكلما فيه أثناء جلستكما .. 6- احذرى الوعظية منك فالرجل لا يقبل أن يكون واعظه إمرأة ..
  11. متزوجون في غرف الشات ..خيانة ديلفرى!! دردشة أو( شات) كما تعرف بلغه الكمبيوتر تلك الوسيلة التي باتت سهله للتحدث عبر قارات الأرض وأتاحت المجال للتعارف على مختلف البلاد ،والتي تم استخدامها بشكل مغلوط لدي مستخدمي تلك التقنية الحديث. وأكدت "وكالة ريليت" البريطانية والمتخصصة في حل المشاكل الزوجية والعاطفية في بريطانيا أن شبكة الانترنت بدأت تلعب دورا خطيرا في تحطيم العلاقات الزوجية، مشيرة إلى أن كثيرا من الرجال والنساء يقضون أوقاتا طويلة علي الانترنت علي حساب الوقت الذي يمكن أن يقضوه مع الزوج أو الزوجة. وأن الانترنت أصبح بوابة أمام الزوج والزوجة لإقامة علاقات عاطفية غير مشروعة . و أوضحت صحيفة "الكوزموبوليتان" الأمريكية بأن غرف الشات تعد خيانة فعلية وانتهاك لقدسية العلاقة الزوجية. فلا علاقة زوجية سليمة وصحية. بينما الزوج يسهر الليل علي الانترنت يحب ويعشق امرأة أخري . و تؤكد دراسة علمية أجرتها باحثة بجامعة فلوريدا الأمريكية إن أعداداً متزايدة من المتزوجين يدخلون إلى غرف الدردشة على شبكة الإنترنت من أجل الإثارة الجنسية. وقالت يباتريس مايلهام التي قامت بالدراسة إن شبكة الإنترنت ستصبح قريباً أكثر الطرق شيوعاً للخيانة. وتؤكد مراكز الاستشارات في الولايات المتحدة أن غرف الدردشة هي أكثر الأسباب وراء انهيار العلاقات الزوجية. فالمشكلة ستزداد سوءاً مع ازدياد أعداد الأشخاص الذين يتصلون بالشبكة. وأشارت إلى أنه لم يسبق أن كانت الأمور في متناول المتزوجين الذين يبحثون عن علاقات سريعة مثلما هو الأمر عليه مع الانترنت. وقد أجرت الباحثة لقاءات مع رجال وسيدات يستخدمون غرف الدردشة المخصصة للأزواج. واكتشفت الباحثة أن أغلب من التقتهم قالوا إنهم يحبون أزواجهم. غير أن السرية التي توفرها شبكة الانترنت تتيح مجالا لهؤلاء الذين يسعون لعلاقة مثيرة. وقال أحد المشاركين في الدراسة: كل ما علي القيام به هو تشغيل جهاز الكمبيوتر وسيكون أمامي آلاف السيدات للاختيار من بينهن... لن يكون الأمر أسهل من ذلك. ويدخل أغلب الأشخاص إلى غرف الدردشة بسبب الإحساس بالملل أو نقص الرغبة الجنسية للطرف الأخر أو الرغبة في التنويع والاستمتاع. وقالت بياتريس إن السبب الأول كان قلة العلاقات الجنسية مع زوجاتهم. فقد قال أغلبهم إن زوجاتهم كنَّ مشغولات للغاية في رعاية الأطفال وقلت رغباتهن في الجنس. وكشفت الدراسة عن أن أغلب العلاقات بدأت بشكل ودي ثم تحولت إلى شيء آخر أكثر جدية. وأضافت الدراسة إن ثلث الأشخاص الذين اشتركوا في الدراسة التقوا بعد ذلك بمن اتصلوا بهم. وانتهت كل الحالات ما عدا حالتين بعلاقة حقيقية, وفي إحدى الحالات أقام رجل علاقة مع 13 سيدة التقى بهن على شبكة الانترنت. ويقول آل كوبر, مؤلف كتاب "الجنس والإنترنت" إننا نسمع من المعالجين في جميع أنحاء البلاد أن الأنشطة الجنسية على شبكة الإنترنت هي السبب الرئيسي في المشاكل الزوجية، ولذلك فإننا نحتاج أن نتفهم بشكل أفضل العوامل المساعدة إذا كنا نرغب في تحذير الناس من أن الانزلاق وراء المغازلات على الإنترنت ينتهي عادة بالطلاق. ويحذر الباحثون والخبراء الاجتماعيون ان الانترنت وغرف الدردشة تحديدا والتي تسهل عملية اقامة علاقات بين الجنسين في الخفاء بعيدا عن اعين الجميع بأن حالة المتزوجين قد تمثل خطورة كبرى لأنها تمهد لحالة التمادي فيها الى ما يعرف «بالطلاق المعنوي» أو «العاطفي» قبل أن يقع الطلاق الحقيقي والفعلي! فالجلوس امام الكمبيوتر لساعات طويلة يقتل الحوار العائلي ويحرم الزوج والزوجة من التواصل مما يؤدي الى تذبذب العلاقة بين الزوجين وتصل في كثير من الاحيان الى تشرذم كل فرد على نفسه مبتعدا عن الأخر فيحدث الطلاق العاطفي
  12. انظري أختي المسلمة إلى دور المرأة في فلسطين الحبيبة، الشهيدة، وأم الشهداء، كيف ربت وجاهدت؟! كيف بذلت و ناضلت ؟! كيف صبرت وصابرت..!! كيف أعطت من ذاتها وروحها ومالها وفلذة أكبادها بل وحياتها فداء للإسلام والمسلمين ؟!تخرِج الشرفاء، وتقاوم الأعداء، تواجه الحصار وتقدِّم للأمة كل يوم أحراراً..!!أختي المسلمة..! أمام أمر الله المؤمن والمؤمنة سواء..!!" ما كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً "(الأحزاب:36) المرأة والرجل شركاء في العمل والإصلاح والأجر: أختي المسلمة..!! أمام جزاء الله المؤمن والمؤمنة سواء..!! " وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "(التوبة:72) أختي المسلمة..!!أمام التقرب إلى الله بالفرائض الواجبة والأعمال المقربة المؤمن والمؤمنة سواء ..!! كيف ؟! "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " ( الأحزاب:35) لقد خلق الله الناس من ذكر وأنثى" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى.." (الحجرات:13). والله يستجيب للذكر والأنثى " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ "(آل عمران:195)، ضعاف الإيمان يميّزون بين الرجل و المرأة على أساس الذكورة و الأنوثة، و هذه نظرة خاطئة بنص القرآن الكريم، فالحكم هو العمل الصالح و التقوى لا غير، كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتحققان إلا في المجتمع المفتوح الذي يجعل المرأة تساهم بدورها إلى جانب الرجل" المؤمنون وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (التوبة:71). و دور المرأة في إصلاح المجتمع و هو ما يبينه القرآن الكريم أنه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،و هدي الرسول الكريم في الحياة الاجتماعية لهو دليل قاطع على أن المرأة المسلمة كانت حاضرة إلى جانب الرجل و على كل المستويات و مع أن ذهاب النساء إلى المسجد كان يثير غيرة الأزواج فإنه لم يجرؤ أحد على منع المؤمنات من مشاركة المؤمنين خير الصلوات الجماعية و خير الاستماع إلى خطب الجمعة بعد أن قال: ( لا تمنعوا إماء الله بيوت الله)(البخاري، جمعة 849) و قد روي أن عمر بن الخطاب كان يختصم مع زوجته عاتكة حيث كانت كثيرة الصلاة في المسجد و كان عمر يقول لها: و اللهِ إنك تعلمين أني لا أحب هذا، فقالت واللهِ لا أنتهي حتى تنهاني، قال: إني لا أنهاك، يقول الراوي: و لقد طعن عمر وهي في المسجد..!! إن المتمعن في هذه المعاملة الطيبة للمرأة في العصور الإسلامية الأولى يجد أن الرغبة النبوية في مشاركتها في إقامة الصلوات و التعلم و التعليم و الدعوة إلى الله دليل قاطع على أن المرأة كانت تشارك مشاركة واسعة في النشاطات المختلفة و هي في حد ذاتها دعوة إلى إصلاح المجتمع و تخفيف من أعباء الرجل. في فتح مكة بعد ثمان سنين من الهجرة إلى المدينة، و عند رجوعه لفتح مكة هرب المجرمون خوفاً من حكم العدالة، وظنوا أن مصيرهم الذبح...!! لكن ابن هبيرة قد استجار بأم هانئ ابنة عمِّ الرسول فأجارته، فاعترض بعض الصحابة على هذا العهد النسوي و احتجوا بالويلات التي ذاقوها من أمثال ابن هبيرة.، فجاءت أم هانئ إلى النبي فقالت: يا رسول الله زعم ابن أمي، تقصد شقيقها علياً، أنه قاتل رجلاً قد أجرته، إنه ابن هبيرة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد أجرنا مَن أجرت يا أم هانئ". صحيح أخرجه البخاري، ها هو الرسول يحترم عهداً أعطته امرأة لأحد المطلوبين للعدالة، و لم يخذلها أبداً فهل يعتبر هؤلاء الذين يقولون إن المرأة لا قيمة لها في الإسلام و هم كثر، وهل يتقون الله و يتبعون هدي النبي الكريم؟. عن مسلم بن عبيد أن أسماء بنت يزيد الأنصارية أتت النبي وهو جالس بين أصحابه فقالت: بأبي أنت و أمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، و إنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، و مقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، الخ ثم قالت: أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟ فالتفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال لهم: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها أحسن من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله، ما ظننّا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا...!! ابن كثير أسد الغابة جزء 5 صفحة 398. كانت المرأة تعمل على عهد رسول الله و تكتسب مالاً تعول به نفسها وزوجها وأولادها. فهذه بنت عبد الله التقفية زوجة عبد الله بن مسعود كانت امرأة تعمل و تصرف على زوجها وأولادها، جاءت إلى النبي فقالت له: إني امرأة ذات صنعة، فأبيع وليس لأولادي ولا لزوجي مال فيشغلونني عن الصدقة، فهل لي في النفقة عليهم أجر؟ فقال لها رسول الله: لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم. البخاري، نفقات، 4950، و كانت هناك امرأة بالمدينة يُقال لها الحولاء العطارة، فكان النبي يأنس بها ويزورها وكانت تبيع العطور، كان إذا دخل بيته قال: أين الحولاء العطارة؟ إني لأجد ريح العطارة هل ابتعتم منها اليوم شيئاً...ابن الأثير أسد الغابة، جزء 5 صفحة 432، لكن في الزمن الذي نحياه اليوم، تطورات سريعة، وصيحات جريئة، وقرارات مفاجئة، وأهداف مثيرة، وغايات خطيرة في الإسلام والالتزام بتعاليمه عاشت المرأة في عزة نفس، وشدة حياء، وقمة عفة، وصون كرامة، ولم تمتهن نفسها مع حاجتها وفقرها، وآثرت أن تعمل بيديها في بيتها لتسد حاجتها، ولم تلجئها الحاجة يوماً إلى مخالطة الرجال، واختراق الصفوف، وكشف المحاسن، من أجل لقمة العيش أو سد الحاجة، فأغناها الله من واسع فضله، ورزقها من حيث لا تحتسب، فمن يتق الله يجعل له مخرجاً. وليست المشكلة في توظيف المرأة، ومنحها فرصة عمل كريمة، لبناء حياة شريفة، فالعمل الشريف للمرأة العفيفة مطلب مهم، وقرار عادل، ولفتة كريمة، بل القضية الأهم، كيف تعمل المرأة ؟ وأين تعمل ؟ ومع مَن تعمل ؟ إن الفجور الغربي، والجهل الشرقي، والصلف اليهودي يعتبر المرأة جسداً يجب إبراز مفاتنه، وكشف محاسنه، وفضح مكامنه، وتعرية معالمه..!! وهناك ضعاف الإيمان، يريدون تدمير المرأة في بيتها ، وتجريدها من مسئولياتها..!! لماذا ؟!! يستشهدون بقول الله تعالى: "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ "(يوسف: 28) ويتناسون قوله: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " ( الأحزاب:35) ، يحتجّون بامرأتي نوح ولوط، ويغفلون امرأة فرعون وابنة عمران، هذا القصور في الفهم أدى إلى إعاقة حركة المؤمنات المحصنات العفيفات، وإلى حرمان الدعوة والمجتمع من عطائهنّ، فكان لا بدّ أن تشغل الساحة من لا علم، ولا تربية، ولا خلق، ولا رسالة لهن....!! إلا مَن رحم الله..!! الأخت المسلمة...هي الابنة والأخت و الزوجة و الأم...نصف المجتمع...وتقوم علي رعاية النصف الآخر...!! الأخت المسلمة إن هي نضجت وأخلصت تستطيع أن تزرع الخير، وتقتلع الشر، وتصلح التالف، وتعدل المعوج، وتبني المتهدم....!! الأخت المسلمة إن هي علمت وفهمت أجمل إبداعاً، وأعلى تركيزاً،وأرهف إحساساً،وأكثر حماساً، وأعظم تألقاً ونشاطاً...!! الأخت المسلمة إن هي آمنت و فقهت أعظم مسئولية وأثقل تبعة..!! كيف ؟!! ( تحمل وتلد، ترضع وتربي – تقوم على شئون البيت من ترتيب وتنظيم، من غسيل وتنظيف، من مودة وسكن – نصيب أكبر في متابعة الأولاد في غياب الزوج – وغيره..!) وفوق كل ذلك دورها مع زوجها في رسم خطة الحياة ومباشرة تنفيذها...!! لذلك حقها على الابن – كما ورد في الحديث الصحيح - ثلاثة أضعاف حق الوالد...!! أختي المسلمة العفيفة أين أنت من خديجة وعائشة وأم سلمة أمهات المؤمنين؟!! أين أنت من آسية امرأة فرعون وهي تواجه الفساد والاستبداد ؟!! أين أنت من أم موسى عليه السلام ؟! أين أنت من أم سليم التي رضيت أن يكون مهرها الإسلام ؟! أين أنت من سمية بنت عمار أول شهيدة في الإسلام ؟! أين أنت من رفيدة أول طبيبة في الإسلام ؟! أين أنت من أمك في فلسطين الأرض المباركة ؟! أين أنت من أختك في غزة أرض الكرامة والحرية والعزة.0..!! ؟!! أختي المسلمة العفيفة...أين أنت من نهضة الأمة ؟! أنت بنت الإسلام وأنت نبت الإسلام..!! أنت الكلمة الطيبة وأنت الشجرة المثمرة وأنت الجوهرة المكنونة، وأنت الدرة المكنونة، وأنت اللؤلؤة المضيئة التي لا تحل لسارق، ولا تباع لسفيه، ولا تعطى لوضيع، ولا تهدى لجاهل، ولا تلقى على قارعة الطريق لتدوسها الأقدام وتزدريها الأعين وتلوكها الألسن..!! أختي المسلمة العفيفة لابد أن تكون لك بصمة في نهضة الأمة تبدأ أولاً من البيت...!! تربية الأبناء على أخلاق الإسلام، ومتطلبات الدين، ثم تنطلقين معهم بروحك وسمتك والتزامك إلى المدارس والجامعات.. إلى الدوائر والهيئات.. إلى النوادي والمؤسسات..إلى المواقع والمنتديات الهادفة فتبثين النور وتزرعين الأمل وتحيين الموات وتؤسسين لنهضة ملأت الدنيا.. كل الدنيا...!! عدلاً وعلماً ونوراً وجمالاً...!! أختي المسلمة العفيفة أعلم أن هناك أخوات مجاهدات نشيطات مخلصات، يستنهضن الهمم، ويستثرن العزائم، ويرفعن لواء الحق أينما كانوا وحينما وجدوا أحسبهن كذلك...!! بارك الله فيهن وأجزل العطاء لهن، وأدخلهن الفردوس الأعلى من الجنة مع خديجة وسمية و.. أختي المسلمة العفيفة الأمة في حاجة ماسة إليك اليوم وكل يوم...!! كيف ؟! عفتك تطغى علي سفور الأخريات هداهن الله..!! وعلمك يضيء طريق الأخريات أكرمهن الله...!! وفقهك يأخذ بأيدي الأخريات أعزهن الله...!!وإقدامك وذاتيتك يطلق الحماس لدى الأخريات باركهن الله...!! فأنت القدوة في زمن غابت فيه القدوة..!! وأنت المثل في زمن ضاعت فيه المثل...!! وأنت الايجابية في زمن عمَّت فيه السلبية، وأنت الأمل في زمن قلَّ فيه العمل ألا تستعيدي حقوقك المنهوبة ؟! ألا تسترجعي حريتك المسلوبة..!! ألا تبني نهضتك المغيبة...!! هيا انهضي واعملي " وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً" (لنساء: 124) وفي الله جاهدي...!! "َالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "(عنكبوت:69).. وإلى الجنة والرضوان تقدمي" وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "(التوبة:72) اللهم فقهنا في ديننا، وفهمنا شرعتك، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين
  13. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله إلي أختي المسلمة..أين دورك في نهضة الأمة؟! الإسلام شريعة السماء، ونور الأرض، وهداية البشر، وجمال الوجود، وزاد طيب في الحياة، للذكر و الأنثى، للرجل والمرأة، للشاب والفتاة ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل:97. وبنت الإسلام،هي نبت الإسلام...!! وهي أم المسلمين،حاملة النور إلى الدنيا" خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام ) صحيح.... و مضرب المثل في الحياء (كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها)....ومدرسة الأخلاق في الحياة...!! الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق الأخت المسلمة يجب أن تعتزَّ بدينها، وتتزين بالتزامها، وتعمل لإرضاء ربها،وتفخر بمن سبق من أخواتها وأمهاتها...!!! انظري أختي المسلمة لدور هاجر- عليها السلام - مع زوجها الخليل إبراهيم عليه السلام في إرساء اليقين وبناء الثقة في الله وإقامة شعائر الله..!! ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) البقرة:158..! انظري أختي المسلمة دور أم موسى وهي تستقبل وحي الله لها فتقاوم النفس والهوى وحتى الطبيعة البشرية وتلقي بفلذة كبدها - موسى عليه السلام - في البحر طاعة لربها، وإيفاء بوعد الله لها ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) القصص:7... الذي تحقق..!! ( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) القصص:13. انظري أختي المسلمة لدور خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - مع زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم في التأسيس للإسلام وبنائه...! انظري أختي المسلمة دور سمية في إطلاق أول شعاع للإيمان،وإشعال أول شرارة للشهادة، وتقديم أول روح طاهرة صابرة في سبيل الله...!! انظري أختي المسلمة دور أم سلمة - رضي الله عنها - مع زوجها الأول في الهجرة كيف صنعت وماذا عملت..!! ومع زوجها الثاني الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديبية كيف صنعت وماذا عملت..!! انظري أختي المسلمة دور أسماء رضي الله عنها - ذات النطاقين - وهي في الشهر التاسع كيف صنعت مع أبيها...!! وماذا عملت مع رسول الله صلى لله عليه وسلم في الهجرة....!! انظري أختي المسلمة دور آسية امرأة فرعون كيف واجهت الفساد، وقاومت العناد، وآمنت بالله رب العباد، فضرب الله بها المثل في القرآن للمؤمنين والعباد ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) التحريم:11. انظري أختي المسلمة دور أم سليم.. زواجها في الإسلام لم يتكرر في التاريخ مثله...كيف ؟! عن أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها ". وفي رواية عند الحاكم: أن أبا طلحة خطب أم سليم يعني قبل أن يسلم فقالت: يا أبا طلحة: ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان، إن أنت أسلمت لا أريد من الصداق غيره، قال: حتى أنظر في أمري فذهب فجاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، فقالت: يا أنس زوّج أبا طلحة. فانظري كيف أن أم سليم بذلت نفسها في سبيل دينها ومبدئها وكيف أنها استعملت الحكمة للوصول إلى هدفها، فهي من جهة بيَّنت له ضلال ما هو عليه من عبادة الأشجار والأوثان وذلك ما تستقبحه الطبائع السليمة ومن جهة ثانية مدحته بما فيه من الخصال الطيبة وأثنت عليه بقولها (مثلك لا يُرد) أي أن فيك من صفات الرجولة والحسب والجاه ما يدعو للزواج منك لولا هذه الخصلة من الكفر، ثم لم تقف عند هذا الحد بل رغَّبته في الزواج منها بأن أسقطت مهرها مقابل إسلامه، فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها فصارت سبباً في دخول أبي طلحة في الإسلام فحازت بذلك على الأجر و الفضيلة " فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم". صحيح فقد كانت من عقلاء النساء..كيف ؟! موقف يدل على عقل راجح وحكمة بالغة، وصبر جميل. عن أنس بن مالك قال :كان لأبي طلحة ابن يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني قالت أم سليم: هو أسكن مما كان, فقربت إليه العشاء فتعشى, ثم أصاب منها, فلما فرغ قالت: واروا الصبي, فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي فأخبره فقال: أعرستم الليلة؟ قال: نعم قال: اللهم بارك لهما في ليلتهما, فولدت غلاما فقال لي أبو طلحة احفظه حتى تأتي به رسول الله فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وبعثت معه تمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أمعك شيء؟ قلت: تمرات, فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعل في فِّي الصبي وحنَّكه به وسمَّاه عبد الله..!! وقيل كان من نسله تسعة من الأبناء يقرؤون القرآن ويصلون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخرج ابن سعد بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجراً يوم حنين فقال أبو طلحة: يا رسول الله: هذه أم سليم معها خنجر فقال: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه. انظري أختي المسلمة دور رفيدة ألأسلمية.. أول طبيبة ميدانية.. ذكر ابن سعد في الطبقات أنه لما أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب ) إنها خيمة الخير.لقد ارتبط اسمها بخيمتها مع كل غزوة من الغزوات ولقد ظهرت خيمة رفيدة من يوم أُحد، تستضيف الجرحى وتضمِّد جراحهم و تسعفهم و تواسيهم, كانت قارئة, كاتبة, ذات ثروة، قد استهوتها حرفة التمريض وتفوقت فيها وعرفت بين الناس قاطبة. كانت كريمة وسخية..!! أول ظهورها عندما عاد المسلمون من بدر منتصرين كان بينهم بعض الجرحى، فمنهم مَن عالجه أهله ومنهم مَن لم يكن له مال ولا سكن ولا أهل، تطوَّعت رفيدة رضي الله عنها لخدمة هؤلاء بإسعافهم وتضميد جراحهم ومداواتهم وتقديم الغذاء لهم، فنصبت في المسجد خيمة، وحملت معها أدواتها وعقاقيرها وعكفت على علاجهم أياماً حتى برئوا واندملت جراحهم. وأضحت خيمة رفيدة علماً، لقد كانت هذه الخيمة في ناحية من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه بالمستشفى فيه الأسرة والعقاقير والأربطة والضمادات وأدوات الجراحة، ويعاونها في عملها بعض نساء الصحابة رضي الله عنهن. كانت تخرج في الغزوات وتنقل معها خيمتها وكل أدواتها فوق ظهور الجمال ثم تقيمها بإزاء معسكر المسلمين ومعها الصحابيات الفضليات لأن هذا العمل يحتاج إلى يد حانية وقلب عطوف وكلمة مشجعة. أما الأعجب والأغرب في عملها فهو إنفاقها عليه من حر مالها متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله وإن كانت لا تردُّ يد باذل بالمساعدة. هذه الصورة المشرفة باركها الرسول صلوات الله وسلامه عليه وبارك صاحِبتها وأيَّدها. إن وراء الجيوش جيوش كثيرة تعدها وتمدها وتعززها حتى تثبت وتنتصر وفي عصورنا الحديثة أصبحت الحاجة للنساء في القيام بهذه المهام ضرورة لا يستغنى عنها، كل ذلك يستدعي أن تتعلم المرأة المسلمة شئون التمريض والإسعافات..هذه صورة مشرقة مشرفة لما كانت عليه المؤمنات وأتمنى أن تكملن المسيرة التي بدءوها..!! انظري أختي المسلمة دور أم الدحداح ...عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت: ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) البقرة245، قال أبو الدَّحداح: يا رسول الله أو إن الله تعالى يريد منا القَرْضَ؟ قال: " نعم يا أبا الدَّحداح قال: أرني يدك؛ قال فناوله؛ قال: فإني أقرضتُ الله حائطًا فيه ستمائة نخلةٍ، ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدَّحداح فيه وعياله؛ فناداها: يا أم الدَّحداح؛ قالتْ: لبيك؛ قال: اخرجي، قد أقرضتُ ربي عز وجل الحائط. قالت أمُّ الدَّحداح: ربح بيعك, بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم؛ حتى أفضت إلى الحائط الآخر...تفسير القرطبي على الآية، وأصلة في صحيح مسلم ومسند أحمد...فأين أنتِ أختي المسلمة من هذا الخُلق، وأين أنتِ من الحرص على دفع الزوج دفعًا للتصدق في سبيل الله وعدم لومه أو توبيخه أو ذمّه من أجل دراهم معدودة. انظري أختي المسلمة دورعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة... الأنصارية الفقيهة، تربية عائشة وتلميذتها، روى القاسم بن محمد أنه قال: أتيتها - لطلب العلم - فوجدتها بحرًا لا ينزف....سير النبلاء 4/508....
  14. الكشف عن مخطط إسرائيلي للاستيطان في العراق كشف صحفي أمريكي عن مخطط إسرائيلي للاستيطان في العراق، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني يطمح في السيطرة على أجزاء من العراق تحقيقًا لحلم ما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى". وتضمن التقرير الذي نشره الصحفي وين مادسن على موقعه الذي يحمل الاسم نفسه، معلومات لم تُنشر في السابق حول مخطط نقل اليهود الأكراد من إسرائيل إلى الموصل ومحافظة نينوى تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات اليهودية القديمة. وأوضحت صحيفة الدستور الأردنية "أن التقرير لفت إلى أنّ اليهود الأكراد قد بدأوا منذ الغزو الأمريكي للعراق في شراء الأراضي في المنطقة التي يعتبرونها ملكية يهودية تاريخية، وأن فرق جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قد شنّت مع مجموعات من المرتزقة بالتنسيق مع الميليشيات الكردية، هجمات على النصارى الكلدانيين العراقيين في كل من الموصل وأربيل والحمدانية وتل أسقف وقره قوش وعقره وغيرها، وألصقتها بتنظيم القاعدة، بغية تهجيرهم بالقوة، وإفراغ المنطقة التي تخطط إسرائيل للاستيلاء عليها". وأكّد الصحفي الأمريكي أنّ المخطط الإسرائيلي يهدف إلى توطين اليهود الأكراد محل الكلدان والآشوريين. ويتهم الإدارة الأمريكية برعاية هذا المخطط الذي يقوم على تنفيذه ضباط من جهاز الموساد بعلم ومباركة القيادات السياسية في الحزبين الكرديين الكبيرين (الاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود البرازاني). ويخلص الصحفي الأمريكي إلى أن "هذه العملية تمثّل إعادة لعملية اقتلاع الفلسطينيين من فلسطين أيام الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية وإحلال اليهود مكانهم".
  15. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صفات الفرد المسلم 1- صحيح العقيدة 2- سليم العبادة 3- متين الخلق 4- حريصا علي وقته 5- نافعا لغيره 6- قوي البدن 7- قادرا علي الكسب 8- منظما في شئونه 9- مثقف الفكر 10- مجاهد لنفسه العنصر الأول : صحيح العقيدة إن الإسلام لا يقبل من أتباعه ظن أو شك في عقيدتهم بل يقبل منهم أن يكون كل فرد صاحب عقيدة صحيحة ليس فيها أي انحرافات أو شكوك . فمن العقيدة : أن لا يسأل أحد إلا الله وألا يستعن إلا بالله وأن يعلم ويوقن ويعتقد بأن النافع والضار هو الله وذلك لقوله صلي الله عليه وسلم : ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك . ) الحديث ويعتقد بأن المعز والمذل والمالك للملك هو الله وهو العاطي وهو المانع : " قل اللهم مالك الملك ...... " آل عمران والالتجاء وتفويض الأمر وحده " وأفوض أمري إلي الله ........... " غافر وعلي المسلم أن يترك الأمور الشركية مثل : اعتقاد النفع والضر بيد فلان . من الأمور الجاهلية المفسدة للعقيدة ( الشيخ فلان – مولد سيدي فلان - ......... ) وأن لا يذبح إلا لله ولا يذبح لغيره وعدم تقديم القربان لأحد غير الله " قصة رجلان طلب من أحدهما تقديم ذبابة لصنم حتي يخفف عنهما ما هم فيه ، فقدم أحدهما فأشرك ولم يقدم الآخر فنجا بإيمانه وعقيدته العنصر الثاني : سليم العقيدة وهي أن يؤدي المسلم عبادته ليس فيها نقصان . ولذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " ذكر قصة رجل كان ينقر الصلاة ورآه النبي صلي الله عليه وسلم . ينظر المسلم الذي يريد أن تكون عبادته سليمة إلي أحوال الصحابة والتابعين والصالحين ويصبر نفسه علي العبادة السليمة الصحيحة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا . وهي عبارة تؤدي علي وجه الإخلاص . قال الله تعالي : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " وهي عبادة تحتاج إلي الطهارة الداخلية والخارجية : داخلية بنقاء القلب من الأحساد والضغائن والكراهية وسلامة الصدر ( قصة عبد الله بن عمر الذي ذهب عند رجل قال عنه صلي الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة فبات عنده ثلاث ) وطهارة خارجية وهي حسن الوضوء وطهارة الملبس . وسليم العبادة إذا وقف ليؤديها كان في خشوع تام تاركا الدنيا وراء ظهره ( قصة من قطعت رجله في أثناء الصلاة من الصحابة ) العنصر الثالث : متين الخلق " وإنك لعلي خلق عظيم " وهو الذي لابد أن يتحلى به كل مسلم لأن رسوله أتي بهذه الخصلة والأمر الجميل . قال صلي الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وهي من شيم الكرام لا من صفات اللئام . ويقصد بذلك أن تكون أخلاقه قوية لا تتزحزح لأغراض الدنيا وشهواتها وملذاتها ولا يغره كل ذلك لأنه صاحب مبدأ وأخلاق كريمة ورثها عن حبيبه محمد صلي الله عليه وسلم وفي ذلك أحاديث كثيرة . 1- قوله صلي الله عليه وسلم : " إن من أحبكم إلي وأقربكم من مجلسا يوم القيامة ........ " 2- قوله صلي الله عليه وسلم : " أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوي الله وحسن الخلق " 3- قال صلي الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا ....... " ولحسن الخلق أركان ( الصبر – العفة – الشجاعة – العدل - ............ ) وما انتشر الإسلام إلا بحسن الأخلاق كما حدث في العهد الأول من التاريخ الإسلامي المشرق . أخلاقه صلي الله عليه وسلم (( مع أهل بيته – مع أرحامه – أصهاره – في العمل – في الشارع – مع الجيران – في السفر )) العنصر الرابع - أنه حريصا علي وقته لأنه لابد أن يعلم أن : الوقت هو الحياة . كما قال أحد الصالحين . قال الحسن البصري : " ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي .................... " سيدنا أبو بكر الصديق في سكرات الموت يبكي علي ساعة لم يذكر الله فيها والعاقل من يدرك شرف زمانة : قال صلي الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد .................... " قال بن مسعود : " ما ندمت علي شيء ندمي علي يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي " وقال تعالي : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون .......... " قوله صلي الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفراغ " قوله صلي الله عليه وسلم : " أغتنم خمسا قبل خمس .......... " ومن ذلك :- حرص الصحابة علي أوقاتهم : أبو بكر حكم سنتين ونصف فعل أمور كثيرة منها : - ( قضي علي الردة – جمع القرآن – رد الأمة إلي منهج القرآن – حول المحن إلي منح ) سيدنا عمر رضي الله عنه : حكم عشر سنين وستة أشهر( فتح المسجد الأقصى – انتصر علي الفرس والروم - ......... ) سيدنا عمر بن عبد العزيز : في سنتين ونصف كانت له أعمال كثيرة ........ ( سدد الديون – زوج الشباب – أغني جميع الفقراء – من لم يحج وليس معه شيء فحجه علي بيت مال المسلمين .. ) أين نحن من الأعمار التي تمر والسنين التي تكر ...... أيام وساعات أمام شاشات التليفزيون [ أفلام – مسلسلات – مباريات ، ...... وضاع العمر دون عمل يرضي الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ] العنصر الخامس : نافعا لغيره قال صلي الله عليه وسلم : " الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ ........... " قال صلي الله عليه وسلم : " حق المسلم علي المسلم خمس ....... وإذا استنصحك ......... " النصح للأب – للبنت – للأولاد – للأصدقاء – للجيران – للعلماء – للحكام . النفع للناس جميعا بأن يكون المسلم كالشجرة التي تنفع الناس جميعا بظلها وثمارها وبذلك يترك الأنانية وحب الملذات بأن لا يكون نافعا لنفسه وحدها ولكن لابد أن يكون نفعه لغيره لأهله – لوطنه – لأمته – لأصدقائه – جيرانه – وكل ذلك لا يبتغي فيه إلا وجه الله تعالي . العنصر السادس : قوي البدن قال صلي الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلي الله ........... " قال تعالي : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ............ " فالقوة مطلوبة لكل مسلم ، قوة بدنية يحتاج إليها في العبادة ويحتاج إليها في الجهاد فبغير القوة البدنية تكون عبادته ضعيفة وفي الجهاد لا يستطيع أن يقوي علي السير أو حمل السلاح سيدنا عمر – وكثير من الصحابة والتابعين أمثلة ونماذج في هذا الأمر . العنصر السابع : قادر علي الكسب إنسان قادر علي الكسب فهو إنسان يستطيع أن يعيش وأن يحيا ، فبغير الكسب لا حياة ولا وجود بين الناس فمن أين يأكل ؟ ومن أين يقاوم مصاعب الحياة ! ولابد أن يكون الكسب من حلال حتى يهنأ بالحياة الطيبة ومثال في ذلك :- [ أيام سيدنا عمر وجد رضي الله عنه : رجلا نائما في المسجد لا كسب له ..... ] "القصة " أخوك أفضل منك تحري الحلال في الكسب لاستجابة الدعاء " اجعلني مستجاب الدعوة " يا سعد أطب مطعمك " وقال صلي الله عليه وسلم : " لأن يأخذ أحدكم حبله ويذهب إلي الجبل فيحتطب خير له .... " العنصر الثامن : منظما في شئونه الإسلام دين النظام لا يعرف الإفراط والتفريط في حق النفس فهل من المعقول أن يترك الإنسان من نفسه هكذا بدون اهتمام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لقد حدث ذلك أيام النبي صلي الله عليه وسلم رأي رجلا مهلهلا في ملابسه ومنظره تاركا شعره دون أن يهتم بنفسه فمثله لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يشبه الشيطان ثم قال " من كان له شعرا فليكرمه " وهذا إهتمام بالمظهر العام فلا بد أن يكون ذلك في حاجته حتى لا يشمئز منه الناس ويتركونه ولا يكون له قيمة في المجتمع . العنصر التاسع : مثقف الفكر وذلك بأن يكون عنده وعي تام لما يحدث في هذا العالم وهذا الكون وعلي أقل القليل أن تكون لديه ثقافة بمجتمعه الذي يعيش فيه من حوله وأحوال وطنه الإسلامي وأمته الإسلامية " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " وأن تكون لديه ثقافة فكرية دينية حتى يعلم أمور دينه أولا ويعلمها غيره من أهله وإذا حدث موقف لأحد من غير المسلمين استطاع بثقافته الفكري الدينية أن يرد ويدفع عن دينه هذه الشبهات . وأن تكون لديه أيضا ثقافة سياسية – وعي سياسي – واقتصادي – أو شيء من ذلك علي الأقل حتى يكون ملما ببعض جوانب الحياة ويدري ماذا يحدث حوله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ العنصر العاشر : مجاهدا لنفسه وهذه الصفة من صفات الفرد المسلم بأن يجاهد نفسه في كل شيء ، يجاهد نفسه علي الطاعة والاستمرار فيها لأن من لم يجاهد نفسه في هذه الأمور لا يستطيع أن يجاهدها فيما هو أشد وأقوي وكما قيل : من لم يلبي حي الصلاة لا يلبي حي الجهاد . يجاهد نفسه في الطاعة بأن يأخذ بكافة الوسائل التي تعينه عليها ويجاهد نفسه علي المعصية بأن يوقفها ويلجمها عن شهواتها وملذاتها ولا يترك لنفسه فرصة واحدة حتى لا توقعه في مخاطرها فهو بذلك يجاهد نفسه .
  16. ألف مليوووووووووووووووووووون مبارك

    ان شاء الله مشاركاتك كلها فى ميزان حسناتك.. ربنا يوفقك وييسرلك كل خير ...

  17. ألف مليوووووووووووووووووووون مبارك

    ان شاء الله مشاركاتك كلعا فى ميزان حسانك ... ربنا يوفقك وييسرلك كل خير ...

  18. اللهم حقق فى ما ترضى به من الاخلاق عنى وأجعلنى صحيحة العقيدةوسليمة العبادةومتينة الخلق، حريصةعلي وقتى ونافعة لغيرى وقوي بدنى ومنظمة في شئونى ومثقفة فى فكرىو مجاهدة لنفسى اللهم آميـــن.

    1. ali desoky

      ali desoky

      اللهم امين

    2. رحمتك رجائي
    3. الرّام

      الرّام

      ياااااااااااااااااااااااااااااا ربي

    4. اظهر التعليق التالي  %d اكثر
  19. :red: جزيتى الجنان أختى شدى حيلك وكفايه نت انتى ثاااااااااااااااااااااااااااااانوية غامة أقصد ثانوية عامة...
  20. ايه مش لقيتى صورتك خااااااااااااااااالص :laughing: كل عام انتِ الى الله أقرب أخيتى... تحياتى وتقديرى لكِ:rose:
  21. اسعد الله قلبك وقلوبنا بكى عن قريب ان شاء الله... ردى بالك على روحك او روحك على بالك المهم خلى بالك من نفسك.. احبك ف الله..

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..