-
عدد المشاركات
9,336 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
103
كل منشورات العضو دعوه للجنه
-
أمورين خاااااااااااالص خالص انا نفسى اجيبهم كلهم كلهم جزاكِ الله خيرا حبيبتى
-
بسم الله الرحمن الرحيم فن الاحتساب في رمضان إن للاحتساب أهمية كبرى في حياة المؤمن للاستزادة من تحصيل الحسنات والأجر عند الله سبحانه وتعالى .. فإذا كنت من أهل اليقظة - نسأل الله أن يجعلنا جميعا منهم - ، كان لك من الاحتساب نصيب إن شاء الله بقدر تيقظك للآخرة وبقدر تذكرك للموت وما بعده ... وبقدر ذلك كان تذكرك للاحتساب أسرع ونصيبك منه أوفر .. وما أجمل كلام ابن القيم رحمه الله في ذلك حيث قال : "أهل اليقظة عاداتهم عبادات ،، وأهل الغفلة عباداتهم عادات ". ومن هنا نبدأ .... بحيث تتيقظ دائما لأن تحتسب حتى عاداتك المباحة واليومية لوجه الله وبذلك تصبح في حقك عبادة ... كيف ؟ ومتى ؟ إليك أخي المسلم أختي المسلمة بعضا من النقاط التي تعينك إن شاء الله على تذكر هذه الفرصة العظيمة : فن الاحتساب في رمضان : - بأن تتذكر نية الاحتساب عند إفطارك وذلك بأن تنوي في قلبك بأنها عبادة مأمورين بها وبأن تعجيله سنة . لا لأننا فقط نريد أن نسد نهمة جوعنا وعطشنا ، فيصبح لك أجران إن شاء الله ... - كذلك في عمليةالسحور بأن تحتسب أنك بسحورك تتعبد الله عز وجل وتستحضر هذه النية لدى سحورك وأن فيه بركة ، وليس أنك تأكل فقط كي لا تتعب خلال النهار أو لكي لا يحصل لك دوار أو إرهاق ، وبذلك تحصل على أجرين إن شاء الله . - كذلك في صلاة التراويح ، إننا لا نصلي لأن جميع الناس يصلون ولأن فيها رياضة للجسم وراحة للمعدة ،، الخ ، فإنها ليست عادة إنما هي عبادة نستحضر فيها نية الاحتساب لله عز وجل بأن يغفر الله لنا ويجعلها لنا بأجر صلاة الليل ويرحمنا ويعتقنا من النار ... وقد ذكر لنا رسولنا الكريم ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام : « من قامرمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ». - في قراءة القرآن العظيم ف يرمضان : لتحتسب أن قراءة القرآن الكريم في رمضان هو تعبد منك إلى الله سبحانه وتعالى وتقرب منك إليه كي تفوز بمغفرته ورضوانه في هذا الشهر الكريم ولكي يتدبر قلبك آياته وأحكامه فيزيد إيمانك وتعود وتتوب إلى الله عز وجل ، وليس للفوز بعدد الختمات وكميتها وسردها بدون تدبر أو بدون حصول هذه العبودية ، وبذلك تحصل على أجرين. وهناك فن للاحتساب في باقي الأيام ومن أمثلتها : - احتساب الأكل والشرب واستحضار النية عند ذلك أنه ليس فقط لأنه مباح ولنا شهوة فيه ، إنما آكله كي أتقوى على باقي العبادات الحسية والمعنوية ، إذ بدونه لا أستطيع أن أعبد الله عز وجل.. - كذلك عادة النوم ، نحتسبها كي تأخذ أجسامنا قسطا من الراحة لتواصل عبادتها لربها وقيامها وصيامها ، وعلمها ، وليس فقط لحاجتنا الشخصية المجردة للنوم فقط ، وبذلك تصبح عبادة وتفوز بأجرين بعكس الذي ينسى نية الاحتساب . - عادة النوم ، نحتسبها كي تأخذ أجسامنا قسطا من الراحة لتواصل عبادتها لربها وقيامها وصيامها ، وعلمها ، وليس فقط لحاجتنا الشخصية المجردة للنوم فقط ، وبذلك تصبح عبادة وتفوز بأجرين بعكس الذي ينسى نية الاحتساب.. - كذلك ليحتسب المسلم والداعية بالذات اعتناءه بأناقته ومظهره وليجعلها عبادة بحيث يعطي فكرة حسنة وظريفة ومحببة لدى غير المسلمين لجذبهم إلى الدين - وذلك في إطار الشرع بالنسبة للرجل والمرأة - وكذلك بالنسبة للمسلمين مع بعضهم وحتى لو لم يجد وقتاً لذلك فليحتسب وليجعلها عبادة فالإنسان مفطور على حب الجمال وهذا مظهر من مظاهر الداعية الناجح .. - الاحتساب في جعل النزهة المباحة أو الترفيه عن النفس المباح إذا وجدت نفسك بحاجة إلى ذلك بجعلها عبادة ، وذلك باستحضار النية أثناء النزهة بأنك تشحذ همتك وطاقتك للعمل أكثر والاستزادة في طاعة الله واستعادة نشاطك الأخروي وبذلك يصبح هذا الأمر في حقك عبادة. - أيضا عمل المرأة في بيتها الذي يتكرر يوميا وكرات ومرات واعتناؤها بزوجها وأطفالها ، إذا احتسبت ذلك واستحضرت النية بأنها تعمل ذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه ، إنما طاعة لله ولرسوله فإنها تصبح عبادة وتأخذ أجرين بدل الأجر الواحد . - وبالنسبة للهدية ، أذا احتسبت أنك سوف تهدي الآن هذه الهدية تحقيقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : « تهادوا تحابوا » وليس على سبيل العادة لأن فلاناً أهداني هدية في مناسبة ما فلا بد أن أرد عليه بهدية مقابلة ، فستصبح في حقك عبادة وتأخذ أجرين وفي حق غيرك عادة . وعلى هذا فقس أخي المسلم أختي المسلمة . لتجعل أي عادة مباحة في حياتك عبداة بأن تحتسبها لوجه الله سبحانه وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى فن الاحتساب في رمضان فن الاحتساب في رمضان فن الاحتساب في رمضان
-
بتحب ............بتفكر .......تعالى .........عجبك.
دعوه للجنه replied to mercy's topic in منتدى الديكور
تسلم ايدك حبيبتى جزاكِ الله خيرا. -
جزاك الله خيرا موضوع جميل..
-
بسم الله الرحمن الرحيم بما انى المايك معايا هتكلم شوية بلغة بسيطة لانى بجد نفسى أوصل كلمتين صغرين أذكر نفسى وأخوانى واخواتى فى المنتدى .. بيهم وربنا يارب يرزقنا حسن الإستماع والتطبيق الصح.. موضوع جرئ شوية بس ان شاء الله مش مخالف يعنى .. بداية... أسعد الله قلوبكم.. للهم انك تعلم ان هذه القلوب أجتمعت على محبتك وألقت على طاعتك فألف اللهم رابطتها وأدم وردها وأهديها سُبلها وأملئها بنورك الذى لا يخبو.. يارب نتقابل كلنا عن حوض النبى ويكون لينا مشتاق وبيجرى علينا بنفسه وأحنا نشوفه نجرى عليه ونقوله أيوه يارسول الله احنا شباب كنا سبب لنضة أمتك احنا عملنا وعملنا وعملنا وحققنا الرفعة والنهضة اسقينا من يدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.. ........................................................ ممكن أعرف انت بتفكر فيّا ازاى؟؟ وفى غيرى من اخواتى ازاى؟؟ وانتى ممكن تقوليلى بتفكرى فيه وفى أى أخت ازاى؟؟ ليــــــــــه لما بنلاقى اهتمام أو تشجيع أو ردود ف مواضيع بنوجه تفكرينا غلط؟ لو ادارية ولا فريق عمل شايف شغله صح أو شايفه شغلها صح وبيكررمواضيع ولا ينقلها للأريشيف انه مخالف لسياسة المنتدى بتفكر فيها غلط أو تفكرى فيها غلط؟ لأنها مواضيع وهى مستعندانى !! وهو مستعندنى !! وهكـــــــــــــذا...... !!! ليه كل ده؟؟ يا شبــــــــــــــــــاب يا كبير احنا اخوات وأكبر رباط بينا المودة والأحترام المتبادل ويااااااارب ديمها نعمة علينا وابعد عننا الشطان وخطواته . ليـــــــــــه لما نشارك بعض أحزانا وأفراحنا ونسأل على بعض نفكر غلط ونقول ليه وليه وليه..؟؟؟ لازم نجرى ونجرى ورا هدفنا الأسمى ولازم يكون قدام عيينا احنا هنـــــــــــــــــــا ليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه معًـا من أجل شباب عربى أفضل وإحنا أولى من اى شباب أننا نقوم نفسنا لانى الساحه هنا ساحتنا اللى بتعلم فيها ومنها وماينفعش نعلم غيرينا قيم وحاجات احنا اصلا مفتيدينها .. التفكير ده أول خطوة ليك تعرف بيها انت صح ولا لأ؟ هنشجع بعض وندعى لبعض ونخاف كلنا على بعض اللى يفكر غلط التانى يوجهه واللى يفكر صح نتعلم منه ونعينه . من انهارده ياللا نفكر صح ونشيل اى تراكمات وحشه جوانا كلامنا يكون صح وتعاملنا يكون صح واجابيتنا لازم تكون صح المهم اننا نعيش صح عاوزه تقوووووووووولى ايه كفايه ؟؟ عاوزه اقول احترامنا لنفسنا وللشخصية اللى قدمنا بيفرض على أى حد انه لازم هيحترمك سمتنا العام وسمتا حتى الخاص لازم نفرق صح وننتقى تعبيرتنا صح طالما ارتضيت نفسك وارتضيتى نفسك تكونى ضمن أسرتنا فى ياللا يا شباب لازم تفكر وتفكرى ولازم يكون التفكير صح!!! لو انت من النوع ده واليعوذ بالله اللى بيراكم جوا نفسه وتراكم جوه نفسها وتفسر كل رد فعل سواء من أخ أو أخت ليها حسب ماشاءت وحسب ما اارتضت مالكيش ومالكش مكان وسطنا . ليه نعمل حواجز وبس على الفاضى ونقول لا انا فلان مش هرد عليه ولا انا فلانه مش ارد عليها علشان وعلشان ليييه كل ده؟؟ وعلشان ايه؟؟ احنا هنا علشان بنحب ربنا وبس فى موضوع أكثر من رائع لأخونا المفقتد بمشاركاته الثرية دكتور ميدو (( انتم لكم فى قلبى مكانة خاصة)) وان شاء الله هو ده ياللا يا شباب الاحترام اللى بينا واللى بتفرضه شخصيتنا اقوى من اى تفكير ممكن يخضعك ليه شطانك ومسالكه اوعى تخليه يقودك .. انت وانتِ.. ليه لما تلاقى حد معجب ومهتم بمواضيعك ويطرح فكرته فيها ورأيه تفكر فيه غلط ليه؟؟ انت وانتِ.. ليه لما حد ننشغل عن الردود تفكر فيه غلط وتقول وتعيد وتقولى وتعديى. ليه لما حد يرد عليك ويكون معجب يالفكره والموضوع تقول وتعيد وتقولى تعيدى. ليه لما حد بنتقدك يبقى قاصد يجرحك ليه وليه وليه ..........؟؟؟؟ لو فِكرنا غلط ياللا نعدل تفكيرنا ولو صح بارك الله فى عقولنا أجمع ولا ننسى هدفنا الأسمى من تواجدنا على صفحات منتدانا الحبيب ونسال الله تعالى ان يكون لنا حجه وصفحة تثقل موازيننا ... دُمتم بكل ودٍ وحب واحترام.. كل عام أنتم الى الله أقرب.. أنا خلصت كده ياريت مش أكون طولت عليكم.. جزاكم الله خيرا.. وشكرا مستر حمدى على الموضوع ربنا يبارك فيك..
-
بسم الله الرحمن الرحيم هل ترضى أن تكون كاسدا؟ هل ترضى أن تكون كاسدا؟ ذكرى هل ترضى أن تكون كاسدا؟ تختلف موازين الناس ومقاييسهم في حكمهم على الأشياء والأشخاص بحسب خلفياتهم الدينية والثقافية والاجتماعية وحالتهم الاقتصادية وغير ذلك من المؤثرات، ولذلك كان الاختلاف من طبيعة البشر، {ولا يزالون مختلفين } وإن من صفة المقياس أن يكون ثابتا لا يتغير، ولذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير ما مناسبة يؤكد على مقياس واحد ذكره الله في كتابه إذ يقول: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، والتقوى لا تقاس بغير القرآن الكريم وسنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، فهو الذي حدد صفات المتقين ومنازلهم ومكانتهم. ونجد النبي صلى الله عليه وسلم وبأساليبه التربوية النبوية الرائعة يوجهنا إلى البعد عن الحكم بناء على المظاهر، لأنها قد تخدع الناظر وتظهر له خلاف الحقيقة. فتعالوا نستعرض بعض المواقف النبوية التي تعطينا المقاييس الحقيقية للحكم على الأشخاص. فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِراً وَكَانَ يُهْدِى لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم “إِنَّ زَاهِراً بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ” . وَكَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهُ وَكَانَ رَجُلاً دَمِيماً فَأَتَاهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَوْماً وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلاَ يُبْصِرُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرْسِلْنِى. مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ لاَ يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ عَرَفَهُ وَجَعَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ “مَنْ يَشْتَرِى الْعَبْدَ”. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذاً وَاللَّهِ تَجِدَنِى كَاسِداً. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم “لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ”. أَوْ قَالَ “لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ”. [رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ] موقف والله تدمع منه العين. هدية تجلب الحب، فقد كان الرجل يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ويرد له النبي صلى الله عليه وسلم هديته بمثلها وأحسن فيجهزه إذا أراد العودة لأهله، وينسبه إليه بقوله (إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه) رغم أن الرجل كان دميماً. ومداعبة لطيفة رقيقة تنتهي بوسام نبوي تحلى به ذلك الصحابي الكريم، يحتضنه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: من يشتري العبد، فلما عرف أنه رسول الله أراد أن يبقي جسمه ملتصقاً بجسمه الشريف تبركاً وتطيباً وحباً به صلى الله عليه وسلم، ويتواضع الصحابي لرسول الله قائلاً: (إذاً والله تجدني كاسداً) ولسان حاله يقول ومن يقبل بي ولو عبداً وأنا بدوي دميم الخلقة؟ فتكون النتيجة المباركة أن من تواضع لله رفعه، ويقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكن عند الله لست بكاسد) (عند الله أنت غال) ولنتأمل: ما هو سبب هذه المنزلة التي تبوأها هذا الأعرابي البدوي: فلا نجد إلا إيمانه وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وموقف آخر رواه أبو يعلى في مسنده عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له : جليبيب ، في وجهه دمامة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج فقال : إذا تجدني كاسداً ، فقال : «غير أنك عند الله لست بكاسد”ولم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على القول بل عبر عنه بالفعل أكثر من مرة ففي قصة زواج جليبيب يروي أنس رضي الله عنه فيقول: خطب النبي صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال حتى أستأمر أمها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم “فنعم إذاً”. قال فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت لاها الله إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيبا وقد منعناها من فلان وفلان. قال والجارية فى سترها تستمع قال فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. فقالت الجارية أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه. فكأنها جلت عن أبويها وقالا صدقت. فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن كنت قد رضيته فقد رضيناه. قال “فإنى قد رضيته”. فزوجها ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم. قال أنس فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق بيت فى المدينة . [رواه أحمد[ فها هو صلى الله عليه وسلم يشفع له في الزواج، لأنه يعرف مدى إيمانه ويقينه دينه وخلقه، ويؤكد هذا الاستحقاق تفقد النبي صلى الله عليه وسلم له في الغزو التي قتل فيها إذ يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه “هل تفقدون من أحد”. قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا. ثم قال “هل تفقدون من أحد”. قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا. ثم قال “هل تفقدون من أحد”. قالوا لا. قال “لكنى أفقد جليبيبا فاطلبوه”. فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال “قتل سبعة ثم قتلوه هذا منى وأنا منه هذا منى وأنا منه”. قال فوضعه على ساعديه ليس له إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم قال فحفر له ووضع فى قبره. ولم يذكر غسلا. [رواه مسلم ] الله أكبر: أفقد جليبيباً فاطلبوه. هنيئا لك يا جليبيب. أخي الكريم أختي الكريمة: ماذا قدمت لكي لا تكون كاسداً عند الله؟ سؤال على كل واحد منا أن يجيب عليه ويعمل له. لاسيما وقد أطل علينا شهر الصيام شهر التقوى والإيمان. وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
-
كــــــــــــــــــــــــل ده ... جزاكِ الله خيرا عزيزتى.. متجدد لميزان حسناتك باذن الله..
-
رمضان بين التجريد والتجديد يشتكي كثير منا في شهر رمضان المبارك ببعض الجفاف الروحي ، والفتور النفسي ، وقلة الروحانيات ؛ برغم محاولة الاجتهاد في التقرب إلى الله ، وجعل رمضان محطة إيمانية عالية للتزود ؛ لأن رمضان قد وردت فيه الكثير من النصوص المشجعة على ذلك ، بل النصوص المغرية بالإقبال على التقرب أكثر ؛ فالجنة مفتحة الأبواب ، والنار موصدة ، والشياطين مصفدة ، والأجور تضاعف ، وباغي الخير يزيد وينشط مع إشراقة فجر كل يوم في الشهر الفضيل . والناس في حالة الجفاف الروحي هذه التي تصيب البعض منا ـ إخوة وأخوات ـ على مذهبين ، مذهب عدم الاكتراث بالحالة والتعود عليها خلال العام كله ، فما الجديد فيها ؟ ، ومذهب الخوف من الحالة والشعور بعدم التوفيق في اغتنام كنوز هذا الشهر الرباني المميز . وكل المذهبين نخاطب في هذه المقالة .. تعبٌ .. وتربية فلو أننا نظرنا في تأثير الصوم على الجسم وما يتركه فيه من تعب وشعور ببعض كسل ربما ، لفهمنا أن الحال طبيعي ، وأن الصوم هو خروج عن مألوف دام أحد عشر شهرا كاملة ، وإن هو إلا تغيير للتعود الذي أعتاده الجسم والروح معا ، والكثير من الناس يصابون في أول رمضان بنوع من الربكة في المأكل والمشرب والنوم والعمل ونحو ذلك ، ومن هنا نرى الحكمة في صيام النبي عليه الصلاة والسلام في شهر شعبان الأيام الكثيرة ، كي يكون ذلك الصوم مقدمة وتمهيدا لصوم الشهر المبارك . ومن يرى بأن حالة الجفاف الروحي التي تحدث في رمضان إن هي إلا حالة عادية مثل بقية السنة ، فهذا خلل في فهم فلسفة الصوم ، وفهم بركات هذا الشهر وما خصه الله تعالى به من مزايا ، ويجب تصحيح هذه النظرة أولا ، ليكون العلاج ثم . ومن يخاف من حاله هذا ـ الجفاف الروحي في رمضان ـ فإن هذا الخوف يجب أن يبنى على علم ، وأن يتولد منه عملا ، لا أن يقبل المرء منا بالمرض ولا يبادر لعلاجه ، وتخليص نفسه من آثار المرض وتوابعه ! ولو تأملنا فيما يصيب الجسم من الصيام ـ كما ذكرت ـ لكنا قد فهمنا الأرضية التي يبنى عليها الصوم ، لنأخذ مثلا الصوم والرغبة في الزواج ، والذي يمثل نوعا من تحقيق شهوة مشروعة ، لوجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام قد وجه الشباب بأن يتزوج فإن لم يجد ؟ فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ، أي معينا على ما يجده في نفسه ! فالصوم هنا يكبح الشهوة لمن لا يجد مصرفا شرعيا لها : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ) . رواه البخاري . بل ثورة إرادة .. وجهاد إن التأمل في حالة ردود الأفعال في المعاملات مع الناس ، لنجد أن النبي عليه الصلاة والسلام يحث على تجاهل ردود الأفعال في حال الصيام حين يتعرض المسلم لمن يسبه أو يشتمه بل حتى في طريقة صوته ! : ( الصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ) وفي رواية: ولا يجهل فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل: إني امرؤ صائم" متفق عليه ، ونجده في المقابل يقول : ( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ) رواه النسائي وابن ماجه والحاكم . لأنه لم يتحكم في نفسه وأطلق لها العنان ، سواء في شهواتها ، أو في لسانها . . . فالصوم مانع من هذا الإطلاق غير الموزون للشهوات التي قد تكون في غيره لها مسوغ ـ كمثل رفع الصوت مثلا ـ ، ومن هنا فإن إدراك حكم الصوم من هذا التبيان هو الأصل ، وفي نظري بأن من أكبر حكم الصوم هي " تقوية الإرادة " . يقول الشيخ القرضاوي في كتابه فقه الصوم : " الصوم تربية للإرادة وجهاد للنفس، وتعويد على الصبر، والثورة على المألوف، وهل الإنسان إلا إرادة؟ وهل الخير إلا إرادة؟ وهل الدين إلا صبر على الطاعة، أو صبر عن المعصية؟ والصيام يتمثل فيه الصبران. ولا غَرْو أن سَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان: (شهر الصبر)، وجاء في الحديث: ( صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحَر الصدر) [ رواه البزار عن علي وابن عباس، والطبراني والبغوي عن النمر بن تولب، كما في صحيح الجامع الصغير -3804. ومعنى "وَحَر الصدر": أي غِشَّه ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ وقيل غيره ] . فإذا أدركنا بعمق أن الصوم جهاد ، وصبر ، بل ثورة على كل مألوف ، فهل نتوقع أن ننسجم مع هذا التغير بشكل سريع ، بل ويريد بعضنا أن تبدأ الروحانيات مباشرة من أول إعلان بدء الصيام ! . إن هذه الثورة تحتاج إلى صبر وصبر مضاعف ، على ألم تعود النفس الطويل خلال عام كامل على كثير من الكسل والفتور والشهوات الباطنة والظاهرة ، ولجمها في هذا الشهر على ما تعودت عليه ، ومن ثم لابد من صراع داخلي ومجاهدة وحسن سير بهذه النفس ، حتى يتحقق مراد الشاعر من الصوم ، وتقوية الإرادة الذاتية لا يأتي بين يوم وليلة من ليالي رمضان ، وإنما بالسير المنهجي الإيماني ، تصل في النهاية إلى المبتغى بحول الله تعالى . وكما قال الإمام الرافعي رحمه الله في ديوانه : بني الإسلام هذا خير ضيف ** إذ غشي الكريم ذرا الكرام يلمكم على خير السجايا ** ويجمعكم على الهمم العظام فشدوا فيه بأيدكم بعزم ** كما شد الكمي على الحسام ومن حكمة الشارع الحكيم أن جعل ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر ، ولم يجعلها في أوله مثلا ، كي تتعود النفس خلال عشرين يوما على الصبر والمجاهدة وتقوية إرادتها ، فتأتي ليلة القدر وقد تعودت النفس على ألوان كثيرة من الطاعات ، وترك الشهوات ، فيكون الإقبال أكثر ، والرحمات أوفر . روحانيات فقه الصيام " الصوم لله " هذه العبادة لها ميزة فريدة ، عبّر عنها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله عن رب العزة : ( الصيام لي وأنا أجزي به ) كما في البخاري . ونقل ابن حجر في الفتح أراء أهل العلم في هذه العبارة نختصرها هنا للفائدة : * أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره . ويؤيد هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم : ( ليس في الصيام رياء ) . * أن المراد بقوله : ( وأنا أجزي به ) أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته . وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس . قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله , إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير .. وهذا كقوله تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } . * ثالثها معنى قوله : ( الصوم لي ) أي أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي , وقد تقدم قول ابن عبد البر : كفى بقوله ( الصوم لي ) فضلا للصيام على سائر العبادات . * رابعها : الإضافة إضافة تشريف وتعظيم كما يقال بيت الله وإن كانت البيوت كلها لله . * خامسها : أن الاستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب جل جلاله , فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته أضافه إليه . * سادسها : أن المعنى كذلك , لكن بالنسبة إلى الملائكة لأن ذلك من صفاتهم . * سابعها : أنه خالص لله وليس للعبد فيه حظ . * ثامنها : سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يعبد به غير الله . ومما نقله الحافظ أنفا من آراء أهل العلم نجد أن الصيام مدرسة للإخلاص والتربية عليه ، وأن ثوابه كبير جدا لا يعلمه إلا الله ، وأنه من أحب العبادات إلى الله ، وأن الله نسبه لنفسه تشريفا للصوم والصائمين ، وفيه قرب من الله أكثر لصفة من صفاته سبحانه ، وصفة من صفات ملائكته ، وأن الصائم لا حظ له من الصوم وإنما لله كله ، وأن الصائم يتقرب إلى الله بعبادة لم يعبد بها غير الله . معاني .. وأماني ولو تأمل المسلم الذي يريد أن يستشعر الروحانيات ـ بسرعة ـ هذه الصفات وتأمل فيها ، لكان لذلك أثره الكبير على نفسه وعلى صعودها الإيماني ، فكل واحدة منها كافية أن يتأملها المسلم بعمق ويستشعر معانيها ، وتترك أثرها الكبير في نفسه ، وتقوي إرادته وعزمه . فهو في ساحة تدريب على الإخلاص ؛ ذلك السر الذي به قوام الأعمال كلها على مدار حياة الإنسان ، وهو مستشعر للأجر الكبير غير المحدود ؛ { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرهمْ بِغَيْرِ حِسَاب } ، والمؤمن في رمضان في أفضل العبادات ، وهو ينتسب إلى الله بهذا الصوم تشريفا ورفعة له ، وفيه تشبه بالملائكة الكرام الأطهار ، وأن الصائم لا حظ له في نفسه إنما كله لله ، والمسلم يتقرب بصومه بعبادة يفرد الله بها عن سائر ما عبد من دون الله .. ألا تكفي هذه المعاني كي تزرع في النفس أرقى قيم الارتقاء الإيماني ؟ وليس المراد بالجانب الإيماني أن يجد المرء حلاوته في نفسه فقط ، وإن لم يجدها يكون ذلك خللا في نفسه ، كلا ، فالجهاد قمة العمل الإيماني ، وهو مكروه للنفس ؛ { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } ومع ذلك وصفهم القرآن بالمؤمنين ، وما يلبث المجاهد أن يرى بركات الجهاد في نفسه وماله ووقته وفي كل سكنه من نبضات روحه العطرة ، لو ثبت واستمر ! . ومن هنا جاء التعبير في الأحاديث الصحيحة " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا . من صام رمضان إيمانا واحتسابا . ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا " . لما في الاحتساب من أجر وصبر وتعب ، تأتي بعده البركات والأماني الجميلة في النفس والروح معا ، ولكنه فقه الصيام . فلنتأمل ! انتصار بدر .. وتجريد النوايا وذكرني ما نقله الحافظ بن حجر في مسألة أن ليس للعبد شي من الصيام وأنه كله لله ، ذكرني ذلك بما حدث للصحابة الكرام في غزوة بدر ـ في شهر رمضان ـ حين اختلفوا في النفل فجردهم الله تعالى من كل شي ، في أربعين آية في أول سورة الأنفال ، كأن النصر كله ، كله من الله ، ولم يفعل الصحابة أي شيء ! ففي أول السورة : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } هذه الأنفال ليست لكم وإنما لله وللرسول ! . ثم في الآية (17) : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } حتى قتل الكفار ليس منكم ، بل لستم أنتم من رمى ! ، كله لله تعالى . وفي موطن النصر هذا ذكرهم بقوله : { وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } . كل ذلك لتجريد النصر لله وحده ، برغم ما لاقاه الصحابة في بدر ، لكنها التربية على التجرد لله تعالى وحده ، وكذا الحال في الصوم ، فالصوم جهاد ، والقتال جهاد ، ويراد منهما تنمية الإرادة النفسية ، والإرادة العملية . ومن هنا إخواني أخواتي علينا أن نعي فقه الصوم وحكمه وبركاته ، وأن نجدد النوايا ونمحصها ، و ندرك مراد الشارع من ذلك ، ولا يكن همنا فقط سرعة طلب الروحانيات ، فإنها آتية بحول الله ، لا نستعجل بل نعي الأمور بعمق ، وندرك أننا في عبادة عظيمة وجهاد وتربية للنفس ، وما أصعبها من تربية . ولا يعني هذا التجريد وهذا الفقه أن نترك الأعمال المباركة ، كلا ، ولكن هذه هي الأرضية الفقهية والنفسية التي يجب أن ندخل بها هذا الشهر العظيم المبارك ، وسوف نتكلم عن الإبداع الإيماني في رمضان .. ولحينها فتح الله عليكم ببركات هذا الشهر الكريم وعفو رب العالمين .... رمضان بين التجريد والتجديد رمضان بين التجريد والتجديد رمضان بين التجريد والتجديد
-
جزانا واياكى حبيبتى يارب يرضى عنك ديما وبحقق لك كل اللى بتتمنى.
-
بسم الله الرحمن الرحيم رمضان بين الانتصار والاندحار الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد. الحاجة إلى السلاح أساسية في حياة الإنسان، فالسلاح قوة ردع تخيف الأعداء وتمنعهم من الاجتراء، وهو في الوقت نفسه وسيلة الدفاع عند التعرض للاعتداء، إضافة إلى كونه زاد أصحاب الحق والأصل في طرد الغاصب المحتل، وهو كذلك رمز العزة، وشارة القوة، وعنوان الفتوة، لا يحرص عليه إلا نبيه ذكي، ولا يتدرب عليه إلا شهم أبي، وكما يُقال:حمى بلا سلاح كلأٌ مباح. و المسلم له أعداءٌ كُثُر فهناك " نفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوىً مُرْدٍ،وشهوة غالبة له، وشيطان مُزَيِّن، وضعف مُسْتَوْلٍ عليه " [ الفوائد لابن القيم ص: 63 ] ، ونحن في زمن تزينت فيه الشهوات، وتنوعت فيه الشبهات، وتكاثرت فيه الفتن، واشتدت فيه المحن، حتى رَقَّ الإيمان، وضعُف اليقين، و انحرف السلوك، وتردت الأخلاق، وصارت المعركة ضارية تنذر بهزيمة ماحقة، حيث يتعاظم الخطر، ويتضاعف الضرر مع كثرة وقوة أسلحة العدوان، وقلة وضعف الأسلحة المُواجِهَة. وهاهو رمضان تدنو أيامه وتقترب لياليه، وتهب نسماته وتنساب نفحاته، وفيه للمؤمنين زاد عظيم، وفرصة للنصر المبين ، إذ تتغير كفة القوى وميزان المعركة، وتتهيأُ أسباب الانتصار، وتضمحل عوامل الضعف والاندحار، وذلك لما يشتمل عليه رمضان من الأسلحة الكثيرة النافعة، التي تصد عوادي الشهوات، وتبدد ظلمات الشبهات، فهيا نتعرَّف عليها ونتسلَّح بها: 1- سلاح الإيمان: وهو السلاح الأمضى والأقوى، فهو عربون المعية الإلهية { وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأنفال: 19 ]، وهو سبب العزة العلية { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ آل عمران:139 ]، وهو منبع السكينة المرضية { فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [ الفتح:26 ]، وهو سبيل النصر والتمكين { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الروم:47 ] ،وهو طريق النجاة الدنيوية والأخروية { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ } [ يونس:103]. ورمضان موسم زيادة وقوة الإيمان، إذ فيه التوحيد الخالص والإخلاص الصادق،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ) [ مسند أحمد ] ، وفيه فرائض جليلة من صلاة وزكاة وصوم، وتطوعات كثيرة من قيام وصدقة وبر وإحسان، مع الذكر والدعاء والتلاوة وغير ذلك من الطاعات التي يزيد بها الإيمان كما هو معلوم عند أهل السنة حيث "يقولون إن الإيمان قول وعمل ومعرفة ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، من كثرت طاعته أزيد إيمانا ممن هو دونه في الطاعة " [ اعتقاد أئمة أهل الحديث لأبي بكر الإسماعيلي ص :63،64 ] . 2- سلاح القرآن: والقرآن حصن حصين وملاذ مكين { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً } [ الإسراء:45 ] فآية الكرسي إذا أويت إلى فراشك فقرأتها: ( لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ) كما قرَّر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم [ رواه البخاري ] ، وهاهو يوصي فيقول: ( قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْ ) ، والقرآن عصمة وسلامة للمؤمنين { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا } [ آل عمران:103]، وهو نهج المصلحين { وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } [ الأعراف:170 ]، وهو مزيل الشك باليقين { ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ } [ البقرة:2 ] . ورمضان شهر القرآن { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [ البقرة:185 ]، وهو موسم مدارسة القرآن حيث كَانَ المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ) [ رواه البخاري ]، والشفاعة تربط بين رمضان والقرآن فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ ) [ رواه أحمد ] ،وللقرآن اختصاص بقيام الليل وقِوامُه تلاوة القرآن في الصلوات، واختصاص آخر بختم القرآن ليس ختمة بل عدة ختمات. 3- سلاح الدعاء: الدعاء صدق الالتجاء لرب الأرض والسماء { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [ غافر:60 ]، ومعه وبه تحل النعماء ويزول الشقاء { قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً } [ مريم:4 ]، وهو حرز أمين فقد كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب فيقول: ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) [ رواه البخاري ] ،وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) [ رواه البخاري ] ، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ) [ رواه البخاري ] . وفي رمضان خصوصيات للدعاء،فقد وردت إجابة الدعاء في أثناء آيات الصيام { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة:186 ]، والصائم مجاب الدعوة لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ) [ رواه البخاري ] ، ووقت السحر والثلث الأخير من الليل من أشهر أوقات الإجابة والصائمون يكونون في هذا الوقت مستيقظين ذاكرين { وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الذريات:18]، وفي الحديث: ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) ، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( لَا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ ) [ رواه أبوداود ]. وفي رمضان يحرص الصائمون على التبكير وإدراك التكبير فيحظون بتلك البشارة. 4- سلاح الإنفاق: الصدقة وقاية وحماية، وسلامة وصيانة { وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } [ الرعد:22 ]، وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إِن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع عن ميتة السوء ) [ رواه الترمذي ] ، والامتداد للأثر يتجاوز الدنيا كلها إلى مواقف الحشر والحساب فعن عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس ) [ رواه أحمد ] ، والقليل من الصدقة له أثره في الوقاية والسلامة فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) [ رواه البخاري ] . والصدقة في رمضان مضاعفة الأجر ولها مزايا وخصائص ليست محصورة في فضيلة وشرف الزمان بل تتعدى ذلك إلى عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة صدقة رمضان ) [ رواه الترمذي ]، وثمة ربط في النصوص بين الصيام والصدقة كما في الحديث ( الصدقة برهان، والصيام جُنة ) [ رواه الطبراني ] والجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في الحديث: ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ) [ رواه الترمذي ] ،وكل تلك الأوصاف تقع وتكتمل في رمضان،وفي الإنفاق في رمضان اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد كان في رمضان : ( أجود بالخير من الريح المرسلة ) [ رواه البخاري ] . والحديث يطول ففي رمضان تفتح أبواب الجنان وتوصد أبواب النيران، وفيه تضييق مجاري الشيطان في الإنسان، وفيه الإرادة الماضية والهمة العالية، وفيه الرحمة الغامرة والصلة الصادقة، القلوب - في رمضان – بالله متعلقة، والألسن بالتلاوة والذكر مُتَرَطِّبة، والأقدام في القيام منتصبة، والأيدي بالدعاء مرتفعة، والجباه من الخضوع ساجدة، والأعين من الخشوع دامعة، أنوار مُشرقة، وأرواح محلقة، استعلاء على الشهوات بلذة الطاعات، واعتكاف لعبادة الخالق وترك المألوفات، ما أعظم غنائمك يا رمضان "رفع الدرجات، وتكفير الخطيئات، وتكثير الصدقات، وشكر عالم الخفيات، والانزجار عن المعاصي المخالفات" [ مقاصد الصوم للعز بن عبد السلام ص:10 ]، وأجلَّ عبادة الصيام " التي تكسر الشهوة، وتقمع النفس، وتحيي القلب وتفرحه، وتزهِّد في الدنيا وشهواتها،وترغِّبُ فيما عند الله" [ مفتاح دار السعادة ، لابن القيم ] . أيها المسلمون : رمضان مقبل فأقبلوا عليه " وخذوا منه الصحة لأجسامكم، والسمو لأرواحكم، والعظمة لنفوسكم، والقوة والنبل، والبذل والفضل، وخذوا منه ذخراَ للعالم كله يكن لكم ذخراً " [ علي الطنطاوي، من مقالات الإسلاميين لمحمد الشريف ] . يا أمة الإسلام هذا شهر القوة والعزيمة والإرادة فاقهري على عوامل الضعف،وارفعي رايات الانتصار، ويا أيها المسلم هذا زمان تهذيب النفس وشحذ الهمة وهزيمة الشيطان فيا خسارة من كان حاله الاندحار في موسم الانتصار، تغلبه شهوته، ويقهره ضعفه، ويقيده عجزه، وإليك هذه الوصايا زاداً للانتصار: * أخلص نيتك، واستحضر عزيمتك، وزكِّ نفسك، وطهر قلبك، وأجج أشواقك، وأعلن أفراحك . * بادر بالتوبة، وأكثر من الاستغفار، وتحلَّ بالإنابة، واذرف دموع الندامة، واستعد لموسم النقاء بغسل الذنوب . * احرص في الصلوات على التبكير وإدراك التكبير، والمواظبة على الرواتب، والاستكثار من الرغائب . * خذ حظك من قيام الليل، ودعاء القنوت، وطول القيام والسجود، وارفع دعاء الأسحار، واملأ الثلث الأخير بالاستغفار . * أدمن التلاوة، ورطب لسانك بالقرآن، وانهل من مائدة الرحمن، ونوِّر الليالي بالتجويد، وعطَّر الأيام بالترتيل. * صل رحمك، وزر أقاربك، واعف عمن أخطأ، وتجاوز عمن هفا، واجمع أهل حي، وتقرب من جيرانك، وكرر اللقاء بإخوانك، وخص بمزيد من الود والحب والوصل أهلك وزوجك وأبناءك . * اجعل لنفسك مع أهل بيتك برنامجاً إيمانياً لاغتنام الكنوز الثمينة، فجلسة للتلاوة، ولقاء للتاريخ، ورحلة للعمرة، ووقت للقيام، وحلقة للذكر، وفرصة للدرس، ولا تنس أن في الوقت بركة . * احسب زكاتك، واجمع من زكاة أهلك وأقاربك، واستعن بإخوانك على وضعها في مصارفها، وتوصيلها لمستحقيها، واحرص على أن تُبادر وتُنافس في الإنفاق فهذا ميدان السباق . * تذكر إخوانك المسلمين المضطهدين والمشردين والمظلومين في العراق وفلسطين وغيرهما، لا تنسهم من دعواتك وزكواتك، وعرِّف بأحوالهم وبين مكر وجرم أعدائهم، واكشف زيف الدعاوى المتعلقة بقضاياهم .
-
برامج قناة الناس خلال شهر رمضان ,, جواهر بجد
دعوه للجنه replied to «۞۩ أبو سليمان ۩۞»'s topic in رمضانيات
ماشاء الله البرامج أكثر من رائعة لكن الوقت فيــــــــــــــــــــــــن هيكون... الله المستعان ربنا يبارك فى أوقاتنا.. موضوع أكثر من رائع وتم التقيم... أنا غالبا هحضر لإمام المحدِّثين و للدكتور زغلول بس لسة شوية لما أكد الجدول بتاعى خلاص و أنا بصراحة مش عامله لبرامج التليفزيون فى الجدول وقت بالتحديد لانى هخلى البرامج فى الوقت اللى أكون خلاص خالص لم أستطع ان افعل أى الأشياء فأجلس أمام البرامج لأنى البرامج سهل تعويضها فى الاعادة لكن الوقت المتيقظه فيها وبى من النشاط ان افعل وأفعل لم تعوض. فستكون أولوياتى للفعل ذاته لا للأنترنت ولا للبرامج. ... ربنا يبارك فيك ومتجدد لميزان حسناتك ان شاء الله أخويا الوقور. -
راما مستر حمدى جزاكما الله خيرا لمروركم الطيب ربنا يببلغكم رمضان وهو راضى عنكم يااااااارب.. كل عام انتم الى الله أقرب.
-
جميلة الصورة تسلم ايدك جزاكِ الله خيرا.
-
جزاكم الله خيرا أهلا ومرحبا بيننا فى أسرة ياللا يا شباب.. دُمتم للود ودام لكم.. تحياتى
-
كل عامٍ أنتم الى الله أقرب
-
نعمة الهداية من الله تبارك وتعالى. يقول الله - عز وجل - { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [ البقرة: 185]. فاختص الله تبارك وتعالى شهر رمضان بنزول القرآن. نزول النور والضياء. ومن عظيم منة الســـــــــــلام ** ولطفه بسائر الأنــام. أن أرشد الخلق إلى الوصول ** مبينًا للحق بالرسول. - صلى الله عليه وسلم - فهي نعمة كبيرة من نعم الله - تبارك وتعالى - أن هدى البشرية. قال الله تعالى { الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه: 50] فنعمة الخلق والإيجاد؛ أن يخلق الله من العدم, نعمة كبيرة من نعم المنعم - جل وعلا - لكن هذه النعمة لو قسناها وقارناها بنعمة أخرى, وهي نعمة الهداية من الضلال؛ فنعمة الخلق من العدم مع عظمها وعلوّ شأنها فهي لا تساوي شيئًا بجوار نعمة الهداية والإرشاد. نعمة الهداية والإرشاد أعظم بكثير من نعمة الخلق والإيجاد. فنعمة الخلق والإيجاد عظيمة؛ ولقد تحدى الله الخلق أجمعين أن يخلقوا ذبابًا. { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ } [ الحج: 73]. هؤلاء المخلوقون جميعًا؛ ضعفاء مقهورون أمام قدرة الخالق القوي. ومع عظم هذه النعمة ( نعمة الخلق والإيجاد ) فنعمة الهداية أعظم بكثير. فليتأمل المسلم في شهر رمضان, واختصاص الله تبارك وتعالى له بنزول القرآن. {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} فاختص الله تبارك وتعالى - الشهر بنعمة الهداية والإرشاد, فهي نعمة عظيمة عظيمة. بل هي أجلّ نعم المنعم - جلّ وعلا - { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [ آل عمرن: 164]. فهي نعمة كبيرة من نعم المنعم - جل وعلا -, بل هي أجلّ نعم المنعم على البشرية؛ أن هداهم من الضلالة والتخبط والحيرة. ولكي يدرك المسلم عظم تلك النعم ( نعمة الهداية والإرشاد ) فليتأمل فيمن لم يهده الله - تبارك وتعالى - إلى الصراط المستقيم؛ كيف يتخبط في الضلال في الأرض, وكنت أذكر لبعض إخوانكم في دروس أخرى عن أولئك الذين يعبدون الفئران - مثلاً - يسجدون لها ويركعون !! يخشونها كخشية الله !! يضعون لها الطعام ويتقربون إليها بأنواع والمحبة والقربات, والذل والخضوع للفئران !!! ناهيكم بمن يعبد البقر, ومن يعبد عزيرًا من دون الله, ومن يعبد عيسى من دون الله. نعمة الهداية نعمة عظيمة جدًا, أن أنقذنا الله من التخبط. طيب ... لو سُلبت هذه النعمة, ألم نقل ( أن النعمة تاجٌ على رؤوس الأصحاء, لا يشعر به إلا المرضى ). فالنعمة لا يشعر بها إلا من سُلبها وحرمها. فنعمة الخلق والإيجاد, من سُلبها... ماذا سيكون حاله ؟؟؟ عدم... غير موجود. يعني أنا؛ لو لم أُخلَق, ماذا كنت ؟؟؟ أكون عدم. فهذه نعمة الخلق والإيجاد, لو سُلبَت. طيب.. نعمة الهداية والإرشاد؛ لو سُلبت ؟؟ يعني لو خُلقنا, ووُجدنا وتخبطنا .. ماذا يكون الإنسان ؟؟!! قال الله تعالى { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [ طه: 124]. إذن؛ خسارة الدنيا والآخرة بالبعد عن نعمة الهداية والإرشاد. أرأيتم قيمة نعمة الهداية والإرشاد بجوار نعمة الخلق والإيجاد؟!! نعمة الخلق والإيجاد لو سُلبت؛ كنا عدمًا. لكن نعمة الهداية والإرشاد لو سُلبت؛ تخبطنا في الدنيا وعشنا في الضنك, وفي الآخرة - نسأل الله العافية والسلامة - عــذاب أليم. { وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [ القلم:33]. من فضائل رمضان أيضًا؛ ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه - صلوات ربي وسلامه عليه - قال: " الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, ورمضان إلى رمضان, مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"(1). إذن؛ قلنا أن الخاصية الأولى لرمضان, اختصه الله بالهداية والإرشاد. ففيه نزل القرآن. الخاصية الثانية: تكفير الذنوب. إنها مناسبات, يجعلها الله - تبارك وتعالى - للعبد المؤمن ليكفر بها الصغائر. فإذا صلى الإنسان الصبح, ثم صلى الظهر, فإن ما بينهما من الصغائر؛ يُكفّر بأداء الصلوت. وحديث الوضوء معروف" أن العبد المؤمن إذا توضأ فغسل يديه بالماء؛ خرجت كل خطيئة مستها يده, ثم إذا غسل وجهه, خرجت كل خطيئة نظر بها بعينه مع الماء, أو مع آخر قطر الماء"(2) وهكذا في غسل القدمين, حتى يخرج المتوضئ نقيًا من الذنوب والخطايا. فكذلك أيها الأحبة.. الجمعة إلى الجمعة. الصلوات الخمس؛ مناسبات يومية.. في كل يوم.. سبب لمغفرة الذنوب وتكفيرها. سبب بلا فعل خاص به؛ بل هي هدية لمن قام بالواجب عليه من الصلوات الخمس, أن الله يمنّ ويتفضل, ويغفر الذنوب الصغائر من الصلاة إلى أختها. "تحترقون تحترقون, فإذا صليتم الصبح؛ غسلتها, ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر؛ غسلتها, ثم تحترقون تحترقون, فإذا صليتم العصر؛ غسلتها". وهكذا أيها الأحبة.. مناسبات يومية. خمس صلوات, جعلها الله في اليوم والليلة. والجمعة إلى الجمعة - وهذه مناسبة أسبوعية – فمن الجمعة إلى الجمعة؛ سبب لمغفرة الذنوب, تصلي الجمعة, ثم لربما وقعت في صغيرة أو صغيرتين أو ثلاثة, وهكذا... فقد لا تكفي الصلوت الخمس على تكفير بعض الصغائر, فتبقى معك, فتأتي الجمعة أكبر من الصلوات الخمس, فتُكفّر. ثم جمعة وجمعة وجمعة... وشهر وشهر... فإذا مضى رمضان, وجاء رمضان؛ كان مجرّد عود رمضان سببًا لمغفرة الذنوب والخطايا. الله أكبـــــــــر. الله أكبـــــــــر. إنها مناسبة عظيمة لتكفير الذنوب والخطايا. فرمضان إلى رمضان, مناسبة سنوية. فمن رمضانإلى رمضان, مغفرة للذنوب بكرم الكريم - جل وعلا -. والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد صحّ عنه فيما رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " صعد المنبر, ثم قال آمين, ثم صعد فقال آمين, ثم صعد فقال آمين.. فقالوا يا رسول الله: قلت آمين آمين آمين!! اللهم صلّ وسلم وبارك على نبيك وعبدك ورسولك محمد. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما صعد المنبر قال : آمين آمين آمين. فسأله الصحابة - رضوان الله عليهم - لماذا آمين آمين آمين ؟؟ فنحن سنكتفي بواحدة من هذه الثلاثة, فنذكر ما نحن بصدده من درس الليلة. النبي - صلى الله عليه وسلم - بيّـن - صلوات ربي وسلامه عليه - قال: " ذاك جبريل أتاني, فقال يا محمد: من أدرك رمضان فلم يُغفر له, فأبعده الله فدخل النار, قل آمين .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - آمين"(4). يدعو عليه جبريل ويؤمّن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولما دعا موسى, وقال هارون ( آمين ), قال الله تعالى { قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [ يونس:89]. فدعا جبريل الأمين - الملك الموكل بنزول الوحي من الله تبارك وتعالى – ودعا النبي الأمين محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ دعيا على من أدرك رمضانولم يُغفر له, فاستوجب الحرمان, فأبعده الله فدخل النار, قل آمين .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - آميـــن. ومن فضائل هذا الشهر أيضًا. هو شهر الصبر. والله - جل وعلا يقول { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر:10]. فمن فضائل رمضان وخصائصه ومميزاته: الأولى: نعمة الهداية والإرشاد. الثانية: نعمة المغفرة. الثالثة : هو شهر الصبر. والله - جل وعلا - يقول: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } وأخبر الله تبارك وتعالى عن أهل الجنة حينما يخلون الجنة, قال الله تبارك وتعالى { وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ } [ الرعد: 23]. فسبحان الله !!! ماذا يحصل ؟؟ تحييهم الملائكة وتهنيهم {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [ الرعد: 24]. سلام عليكم: تحية. بما صبرتم: تهنئة بالفوز بالجنة. هنيئًا لكم أن نلتم الجنة بسبب صبركم. فرمضان سبب لدخول الجنة - إن شاء الله تعالى - كما سيأتي بيان ذلك. رابــــعًا. رمضان, شهر التوبة, والله - جل وعلا - يقول { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [ البقرة: 222]. في رمضان فرصة للتوبة والإقبال على الله - تبارك وتعالى - كما في حديث تصفيد الشياطين وهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بيّـن أنه إذا جاء رمضان؛ فإنه من ضمن الفضائل " تصفّد مردة الشياطين "(5). فيُخلى بين العبد وبين نفسه. رمضان شهر التوبة, إذ أن البعاث الخارجي للمعصية, إن كان من إبليس فهو شبه معدوم, لأن مردة الشياطين شبه مُصفّدة. نعم.. في شياطين في رمضان لكن ليسوا المردة. فالمردة يُصفّدوا فلا يُخلصَون إلى العباد فيُغونهم ويُضلونهم. فيُخلّى بين العبد وبين نفسه. والباعث الخارجي من شياطين الإنس, يقل ويضعف لما في رمضان من الإيمانيات والروحانيات, فيصبح العبد بينه وبين نفسه. فإن وقعت خطيئة فلُم نفسك. أيضًا مما يحفز على التوبة ويدعو إليها في شهر رمضان, الصحبة والرفقة. ونحن نعرف أن الصاحب ساحب. فشهر رمضان لما فيه من الإيمانيات والروحانيات, تجد أن كثيرًا من الناس يُقبل على الطاعة, وأنت بينهم فتستحي أن تقع في المعصية. فكل من حولك صائم, فكيف ستفطر بينهم.!!! ولذك في حديث قاتل المائة فيه " أن العالم الذي أرشده أن يخرج من هذه البلد فإن فيها قومًا أهل سوء, قال: اذهب إلى البلد الفلانية, ستجد ان فيها أناس يعبدون الله, فاعبد الله معهم"(6). فنحن الآن في بيت الله .. هل تتوقعوا - مثلاً - أن رجلاً يأتي بسيجارة ويشعلها ونحن في هذا الدرس !! ... لا. لماذا ؟؟؟ لأن الصحبة والرفقة كلها على الطاعة. فكذلك شهر رمضان, باعث للتوبة والطاعة. وكنت قديمًا قبل حواللي عشرين سنة تقريبًا, قرأت قصة لشاب اسمه أبو خالد, كتب قصته بنفسه وأرسلها إلى صاحب كتاب ( العائدون إلى الله ) وهو عبارة عن كتيبات جميلة فيها قصص مؤثرة. ففيه من القصص توبة الشيخ عادل الكلباني, وتوبة الشيخ أحمد القطان ووالده, وقصة توبة الممثلة شمس البارودي, ونحو هذا من قصص المشهورين التائبين إلى الله, فجاء رجل من أهل الخير, وجمع هذه القصص في كتاب سماه ( العائدون إلى الله ). قرأت في هذا الكتاب أيها الأحبة: قصة لشاب اسمه أبو خالد. يقول إن بداية توبته وعودته إلى الله, كانت في رمضان, يقول أبو خالد: ( في شهر رمضان, وتحديدًا في العشر الأخيرة من الشهر, ذهبت بالأهل إلى مكة - انظر ... الحرم وصلاة التروايح, والقيام والتهجد, وملايين المصليين الطائعين الراكعين الساجدين, لو تأتي بإنسان عاصٍ وتضعه في هذا المكان, ماذا يكون ؟؟) يقول أبو خالد: استبدلت بالأغاني القرآن, واستبدلت الدخان بالسواك). وتاب إلى الله - عز وجل - وعاد إلى الله, يقول أبو خالد: هذه هي السعادة الحقيقية, التي كنت أبحث عنها طوال عمري, حياة طاهرة زكية, ما أحلاها من لذة عندما تشعر أنك تنتصر على نفسك الأمارة بالسوء, وتضعف الشيطان, وترضي الرحمن) انتهى. فأين أنتم يا أصحاب الذنوب والعيوب من التوبة والرجوع إلى اله - عز وجل - في شهر رمضان. يا كبير الذنب .. عفو الله من ذنبك أكبر *** أعظ الأشياء في جنب عفو الله يصغر. ولحكمة ما أورد الله - تبارك وتعالى - بين ثنايا آيات الصيام, { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [ البقرة: 186]. فإذا كان الدعاء في رمضان يُسمع للصائم في صومه, وعند فطره, فما ظنك إذا اجتمع رمضان مع ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان مع ثلث الليل الآخر وقت نزول الرب إلى سمائه الدنيا, والإنسان يصلي صلاة التهجد - مثلا ً - ما ظنك بإجابة الدعاء في مثل هذه الليالي !!! نسأل الله من فضله. اللهم بلغنا رمضان. أيها الأحبة في الله... رمضان شهر القيام, ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه - صلوات ربي وسلامه عليه - قال" من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"(7). إذن؛ هذا عنصر مستقل عن صيام رمضان, وأيضًا يربطنا بعنصر المغفرة. " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". ومن فضائل رمضان أيضًا.. أنه شهر الانتصارات, شهر الجهاد والفتوحات, شهر سجل انتصارات للنبي - صلى الله عليه وسلم - فانتصر النبي - صلى الله عليه وسلم – في بدر في رمضان. - صلوات ربي وسلامه عليه - واعدد من بعد انتصارات النبي - صلى الله عليه وسلم - حطين وعين جالوت إلى أن تصل إلى عصرنا ( العاشر من رمضان ) حين حقق جنودنا البواسل نصر العاشر من رمضان لعام ثلاث وتسعين لثلاثمائة وألف للهجرة, السادس من أكتوبر سنة ثلاثة وسبعين وتسع ومائة وألف للميلاد. انظر إلى الانتصارات العظيمة التي حققها أبناء المسلمين الكرام البواسل طوال شهر رمضان. فهو شهر جدّ وجهاد ومجاهدة وفتوحات وانتصارات. ومن فضائل رمضان... أن فيه ليلة؛ ليس في العام كله مثلها, وهي ليلة القدر. فليلة القدر خاصية من خصائص شهر رمضان. ليلة القدر, وما أدراك ما ليلة القدر. يقول الله - تبارك وتعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) }. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال" من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"(8). وفي رمضان أيضا.. أن النار تغلق أبوابها فيه, وتوصد في شهر رمضان, كما ثبت هذا في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن – صلوات ربي وسلامه عليه – قال" إذا جاء رمضان, فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار, وصفدت الشياطين" فإغلاق أبواب النار خاصية, وتفتيح أبواب الجنة خاصية, وتصفيد الشياطين خاصية أخرى. فكل واحدة من هؤلاء خاصية مستقلة. أما النار فإنها تلظى. يقول الله - تبارك وتعالى- { فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى } [ الليل: 14]. قال الله تبارك وتعالى: { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ } [ المرسلات: 32]. ترمي بشرر.. يتطاير منها بعض الشرر. الشرر كالقصر, فكيف بالنار نفسها. أيها الأحبة... فهذه النار التي تلظى يقول الله - تبارك وتعالى- { فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى } [ الليل: 14]. ويقول - جل وعلا - { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ } [ المرسلات: 32]. هذه النار؛ أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سُئل عن عمه أباطالب: هل نفعت عملك أبا طالب ؟؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : نعم.. هو في ضحضاح من النار, يبلغ كعبيه, تغلي منهما دماغه" نسأل الله العافية والسلامة. والحديث الذي ذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أهون أهل النار عذابًا فقال" رجل توضع على أخمص قدميه جمرتان من النار, تغلي منهما دماغه" فالدماغ تغلي بجمرة من النار. فجمرة تُوضع بين أصابع القدم, تغلي منهما الدماغ. النار, التي ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه " يؤتى بها يوم القيامة تُقاد بسبعين ألف زمام, مع كل زمام سبعون ألف ملك" قرابة خمس مليون من الملائكة يجرون جهنم يوم القيامة, وهي مربوطة بهذه الأربطة القوية الشديدة, يجرها قرابة خمس ملايين من الملائكة. مع أن الله - عز وجل - يقول {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } [ الحاقة: 17]. لكن النار؛ قال الله عنها { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم: 6]. يا رب سلم... يارب سلم. يهوي الحجر من شفير جهنم وأنصح الأخوة أن يقرؤوا كتاب أو يسمعوا أشرطة بعنوان ( الجحيم رؤية من الداخل ) للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق - حفظه الله تعالى - وبعد أن كتب الشيخ هذا الكتاب قال ( لقد عشت طوال عمري أتمنى الجنة, فلما جمعت عن النار, عرفت حقيقة النار, أعيش ما بقي من حياتي اتمنى الهروب من النار ). وأنا سمعت الشيخ بصوته يقول ( أتمنى من كل من ظلمته مظلمة أن يحللني حتى لا أهوى في النار ). وقلت لحضراتكم أن النار مثل البئر ( مطوية ) لأسفل, فالنزول فيها دركات, بعكس الجنة, فيها صعود. وكل هذا الذي استوجبه الحديث عن "أن الحجر يهوي من شفير النار - يعني من حافة النار - أربعين خريفًا ما يدرك قعرها". يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: ( وبعـد لقد نظرت حالي في هذه المرحلة فوجدت أنني قد عشت دهرًا من عمري مغرورًا، ووجدت أن الأمـن الذي كنت أشعر به كان تغريرًا وكان الذي كشف لي هذه الحقيقة مجموعة من الأمور تجمع بعضها مع بعض، فكشفت عن العين ما كان مستورًا، وإن لم في يكن حقيقته مستورًا ثم أصبح الهاجس الأول والأخير هو التفكير في كيفية النجاة من النـار، والفرار مما قبلها من أهوال. وأما الجنة؛ كل الجنة؛ ولا سيما الفردوس فلهـا حسابات أخرى وسعي آخر رأيت أن همتي وعزمي وعملي دونه بكثير. وأن المعاصي التي ارتكبتها والذنوب التي قارفتها لا يكفيها البكاء من يومي هذا إلى الممات، وأنني إن لم تتداركني رحمة الله بالمغفرة، أصبحت من الخاسرين). يقول الشيخ في ختام الكلام... دعوة ومناشدة واسترحام لأخواني المسلمين إخواني وأحبائي المسلمين: قـد قال صلى الله عليه وسلم من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال، فليتحلله اليوم، قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح، أخذ بقدر مظلمته وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه (رواه البخاري) وقد نظرت في صحائفي نظرة سريعة إلى الوراء فوجدت من الحقوق والديون لإخواني من المسلمين ما لا أستطيع الوفاء به، إنها سلسلة طويلة من المظالم. وأنا راجع عنها في الدنيا قبل الآخـرة، وداع كل من له مظلمة عندي أن يسامحني في هذه الدنيا، وجزاه الله خيراً أو يطالبني الآن، وجـزاه الله خيراً إذا عجل مطالبته هنا في هذه الدنيا، وهو بذلك نعم الأخ والصديق وأرجو من كل أخ مشفق صديق، وأناشده الله ألا يؤخر مطالبته يوم القيامة). هذا حديث شيخ من شيوخ المسلمين. جمع عن النار, وعرف حقيقة النار. { فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) } [ الليل ]. نسأل الله العافية والسلامة. إنها النار أيها الأحبة ... تغلق أبوابها في شهر رمضان. فهيــــا أيهــــا الخائفون من النار. أمامكم فرصة عظيمة للنجاة من النار. كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة كما ثبت في الصحيحن من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بيّن "أن أبواب النار تغلق في رمضان". وفي رمضان أيضا؛ تُفتّح أبواب الجنة. وإذا كان الحديث عن الجنة, فإن الحديث عنها, حديث ذو شجون. تطرب له النفوس المؤمنة, وتشتاق للحديث عن الجنة, عندما ينجي الله - تبارك وتعالى - الذين اتقوا بمفازتهم. فيعبرون الصراط. يقول الله - تبارك وتعالى - { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الشعراء: 90]. وقال - جل وعلا - { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } [ ق: 31]. وقال جل وعلا - { وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } [ التكوير: 13]. فتُزلف لهم الجنة وتُقرّب لهم, "حتى يأتي محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقرع باب الجنة, فيفتح الملك الموكل بالجنة"(14). فحدّث ولا حرج عن النعيم المقيم. رائحة الجنة تُشمّ من بعيد. في الحديث " من قتل نفساً معاهداً لم يُرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً "(15). أربعين سنة !!! قبل الجنة بأربعين سنة تشمّ رائحتها. سبحان الله !!! ما هذا !!! عندما تُفتح أبواب الجنة تنبهر العقول. ما هذا النعيم الذي في الجنة !!! "لبنة من ذهب ولبنة من فضة" لبنة: يعني قطعة من الطوب. قطعة من الذهب, وأخرى من الفضة. انظـــــــر إلى جمال المظهر. أما التراب... "فإنه المسك والزعفران" وأما الحصـــى... "فاللؤلؤ والياقوت" لؤلؤ وياقوت, وتراب, وزعفران, ورائحة المسك, ولبنة من فضة ولبنة من ذهب. سبحان الله !!! ما هذا النعيم المقيم في الجنة !!! رائحة الجنة, تُشمّ من بعيد؛ فكيف إذا جئت إلها, وفُتحت الأبواب. والعجيب... أن كل منا من أهل الجنة - إن أكرمنا الله بها - يذهب إلى بيته, "ويعرف الطريق إلى منزله في الجنة أكثر من معرفته من بيته في الدنيا. سبحان الله !!! فتُفتح أبواب الجنة, وتجد "سبعين ألفًا متماسكون, آخذ بعضهم بيد بعض, لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم" يدخلون الجنة دفعة واحدة. باب واحد من أبواب الجنة, ( وأبواب الجنة ثماني, كما أن عدد أبواب النار سبعة ). فباب من أبواب الجنة, كطول الجزيرة العربية. ما بين مصراعي الباب من أبواب الجنة مسافة عظيمة جدًا, تُقدّر بمئات الكيلو مترات. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " والذي نفسي بيده, ليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام". كل هؤلاء الجموع إلى رحمة الله, إلى الجنة, وكل واحد يعرف منزله من الجنة أكثر من منزله في الدنيا. وسأصف لحضراتكم شيئًا يسيرًا من الجنة حتى تشتاق النفوس, وحتى يعرف الناس قيمة رمضان, وتفتيح أبواب الجنة في رمضان, ولعل الآن نوعًا ما بدأنا نفهم لكاذا كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان. سأصف لكم خيمة في فناء قصر. ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحن من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إن للمؤمنين في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ( لما تكون مجموعة لآلئ الشكل لا يكون مثل لؤلؤة واحدة, قطعة واحدة ليس فيها تكسير ولا انحناءات) لؤلؤة مجوفة, طولها في السماء ستون زراعًا". الذراع طوله تقريبًا خمس وأربعين سنتيمتر. فارتفاع الؤلؤة الواحدة تقريبًا 27 متر . وفي حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - في مسند الإمام أحمد وهو أيضا عند ابن حبان, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن في الجنة لغرفًا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها". وفي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن أهل الجنة ليتراءون أهل المنازل ( الغرف ) فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر أو الغارب في الأفق من المشرق إلى المغرب ". فأنت ترى النجوم في السماء. فهناك أناس؛ درجاتهم في الجنة كهذه النجوم, من الارتفاع والعلو. اللهم ارزقنا الجنة. {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)} [ الواقعة ]. { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) } [ الواقعة]. حدّث ولا حرج عن نعيم الجنة, فتشتاق النفوس إلى الجنة. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة " إذا جاءرمضان فًتّحت أبواب الجنة". فإلى المشتاقيــــن إلى الجنـــة... هذا هو شهر رمضان... فرصة لتفتيح أبواب الجنة. من يريـــد الجنة فحيّ هلاً. هذا هو رمضان قد أقبل. فرصة كبيرة لدخول الجنة, تفتح أبواب الجنة في رمضان. للمزيـــد... خطبة دار النعيم المقيم لفضيلة الشيخ/ أيمن سامي. http://www.alfeqh.co...?showtopic23457 فيا أيها الطالبون للجنة, هذه فرصتكم. ها قد أقبل رمضان, فحيّ هلاً. أهلا وسهلاً بالصيام ** يا حبيبًا زارنا في كل عام. ورمضان من فضائله وخصائصه... أنه شهر الجود. والنبي - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت عنه في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان, وذلك حين يلقاه جبريل, فيدارسه القرآن, فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة"(26). وانظـــر إلى الريح لما تأتي بالمطر والخير؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجود بالخير أكثر من هذا المطر, ومن هذا الخير, وما ترسل به الريح. رمضان أيها الأحبة ... وما أدراكم ما رمضان !!! في رمضان الفريضة العظيمة .. الصيـــام. وما أدراكم ما الصيام !!! إن شاء الله في الدرس القادم سنقف مع خصائص رمضان حول بعض أحكام الصيام, وما في رمضان من أحكام مهمة للصائمين. نسأل الله أن يبلغنا رمضان. اللهم بلغنا رمضان. اللهم بلغنا رمضان. وأعنا فيه على الصيام والقرآن. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
-
شكـــــــرا لك وجزاك الله خيرا لى عودة ان شاء الله بمجرد تواجدى على صفحات المنتدى
-
من عجائب القرآن..لماذا ذُكر الغراب فى القرآن
دعوه للجنه replied to دعوه للجنه's topic in الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة
ولكم المثل وزيادة عليه يارب -
جميل ماشاء الله جزاكِ الله خيرا
-
ميدلسبره يستغنى عن "ميدو" مجاناًقرر جوردون ستراكا
دعوه للجنه replied to دعوه للجنه's topic in المنتدى الرياضى
مكرر بالخطأ -
مستر على شاعر المنتدى د.منار جزاكم الله خيرا قد انرتم الموضوع برمته.. شكرا لكم وبارك الله فيكم...
-
بسم الله الرحمن الرحيم انتبه!! فالضيف يؤكد الموعد قال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية 185)، وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكمرمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم" (صحيح). من الذوق السليم والعرف القويم والبروتوكولات الحديثة في استقبال الضيف بعد تحديد الموعد؛ هو تأكيد الموعد، وينبني على التأكيد تجهيز البيت وإعداد مكان جلوس للضيف، وإن كانت الإقامة أكثر من يوم، فيستوجب الأمر إعداد مكان للنوم، وبطبيعة الحال الجلوس والنوم والإقامة يلزمها طعام وشراب بنية طلب الأجر واحتساب الثواب، وبنظرة دقيقة نلحظ قبل التجهيز للاستقبال من تنظيف للمكان وترتيب للأثاث، فرْض تأكيد الموعد مرة أخيرة يلحظه وينادي به الجميع. وبعد تأكيد الموعد من طرف الضيف ترى جميع من بالبيت في حالة طوارئ وتأهب قصوى، فلا خروج ولا ارتجالية في الحركة، بل انضباط في السلوك لعدم تغيير وتبديل الترتيبات المعدة، وهكذا كل رجل مع ضيفه وكل امرأة مع ضيفتها، وكل شاب مع رفقائه، والأمة على موعد مع ضيف قد وعد وأكَّد الموعد له الله سبحانه الذي لا يخلف وعده، جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه. ومن المروءة وواجبات الضيافة أن أعرف مزاج زائري، ما الأكلات التي يرغبها والمشروبات التي يستسيغها، وهل يتكئ على الأريكة لأن ظهره يؤلمه، أم هو سليم قادر على الجلوس بالأرض، هل هو ملتزم لا يسلِّم على النساء، أم هوائي الأمور عنده سواسية. اعرف ضيفك: - رمضان يحبُّ تخلية القلب والجوارح حتى يحلِّيك بالقرآن والقيام والصِّيام. - رمضان صيامه فريضة وقيامه نافلة والعبادة فيه مضاعفة والرزق وفير وفير. -رمضان من فطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه، وعتقًا لرقبته، وكان له مثل أجر الصائم دون أن ينقص من أجر الصائم شيء. - رمضان تنادي فيه الحور العين على ربها قائلةً: "اللهم اجعل لنا من رمضان أزواجًا". - رمضان تنادي فيه الجنة على ربها قائلةً: "اللهم اجعل لنا من رمضان سكانًا". - رمضان تُسلسل فيه الشياطين فلا شيطانَ شارد أو وارد، فانتبه يا غافل. - رمضان تُفتَّح فيه أبواب الجنة، فلا يُترك باب إلا وفتِّح على مصراعيه فأبشروا. - رمضان تُغلَّق فيه أبواب النيران، فلا يُترك باب إلا وغلِّق، فأقبلوا يا خائفين. - رمضان يُحبُّ المخلصين وينادي على المحسنين، فهنيئًا يا أهل الإخلاص. - رمضان لا يحبُّ الغيبة والنميمة والرفث والفسوق والسب والخصام فالْتزِم. - رمضان فيه لله عتقاء لا يعلم عددهم إلا هو، كذا رمضان شهر الانتصارات. ماذا يحبُّ الضَّيف منكم آل البيت؟ - يقول الضيف إنه سيجلس معكم 30 يومًا، ثم سيرحل عنكم، وطول مدة الإضافة سيتحفكم بهداياه، لو أحسنتم استقباله فلا تضيعوا الفرصة. - يحبُّ الضيف منكم اليقظة وطيِّ الفُرُش؛ لأن لياليه وأيامه ليست ككل الليالي، ولا كباقي الأيام فهي صيام وصلاة وتوبة وإقلاع عن الذنوب، ومودة ورحمة مع الزوجة. - يحذِّركم رمضان من التدخين، فهو لا يحبُّ التدخين ويكره المدخنين فهل أنتم قابلون. - يحب الضيف الكريم الغالي منكم كثرة التلاوة للقرآن الكريم، وبإتقان وبخشوع وبتدبُّر لمعانيه. - الضيف يشتاق إليكم من الآن ويخبركم أنه يحبكم، فهل أنتم تتشتاقون إليه من الآن؟. - النجوم في السماء والملائكة في الملأ الأعلى يتجهزون لنزول الضيف، فهل أنتم متجهِّزون لاستقبال الضيف؟. - يحبُّ الضيف منكم التَّخطيط لبرنامج فترة إقامته، فهو لا يرضى بالارتجالية ولا بالعشوائية ولا بالأعمال المفاجئة، فهو ليس كمثله من باقي الشهور وحتى تستفيدوا منه. - الضيف يحبكم ويحب منكم الجد والعمل، و"فلترة التلفاز" إن لم يكن غلقه حتى ولو كانت برامج إسلامية أو إخبارية أو مسلسلات هادفة، فهو يريد القرآن القرآن وفقط، وقد نزل على من هم خير منكم، فأحسنوا استقباله وجعلوه شهر قرآن فقط، فأعطاهم العتق من النيران، وسكنى أعالي الجنان. - الضيف الكريم لا يريد ولا يحب مصافحة النساء الأجنبيات، ولا محادثتهن ولا التعرف عليهن، ويخبركم أن "الشات والإميل" والهاتف يدخل في الكراهية؛ لأنها كلها محرمة، وينصحكم بالانتباه واليقظة، وليكن من أجله بداية الإقلاع والتوبة عن كل هذه الأفعال. - الضيف الكريم يريدكم من الآن أن تقرءوا عنه وعن نسبه وشرفه وأصله ومزاياه، وما الذي يحبه وما الذي يكرهه، حتى تحسنوا ضيافته، وتنالوا بركته، وتحصلوا على منحه وعطاياه. - يخبركم الضيف الكريم أن معه ليلة القدر هدية من هداياه والتي فيها القيام خير من ألف شهر، ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)﴾ (القدر).. - الضيف يشعر بتمزق الأمة الإسلامية وشرذمتها، لذا الضيف يأتي عليكم حزينًا حزينًا، ويقول لكم إذا أردتم فرحتي فكونوا عباد الله إخوانًا، ولا تنسوا بعضكم في الدعاء فإن لكم عندي دعوة عند الإفطار ما ترد، خاصةً الإخوة المجاهدين والمجاهدات في أرض الرباط فلسطين، وفي المنطقة المشتعلة (غزة) وعلى جميع المستويات ألحُّوا على الله في الدعاء فأنا أعلم منكم الله قريب قريب والدعاء مستجاب مستجاب فادعوا وأنتم موقنون بالإجابة يا أحبتي. وفي النهاية ما أردت قوله من حديثي- أحبتي القراء- أن الشهر آت آت لا محالة، فسلوا الله أن يبارك لكم في شعبان وأن يبلغكم رمضان، منَّا من سيبلغه ومنَّا من كتب الله له الموت أو المرض دون رمضان، فلا تأمنون مكر الله وخذوا حذركم ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)﴾ (آل عمران).. والله إني لكم ناصح أمين، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، فاستحضروا لرمضان- الضيف المنتظر- النوايا وعدِّدوها وجدِّدوها، فمن نوى الخير ولم يدركه كُتب كمن أدركه، ومن نوى الشر ولم يدركه كان كمن أدركه. أحبتي إلى لقاء قريب، نتذاكر معًا نوايا من الواجب علينا استحضارها وتعدُّدها وتجديدها، فكلما عظمت النوايا كثرت العطايا، نية المرء خير من عمله، والعمل من غير نية عناء، والنية من غير عمل هباء، والإخلاص سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه ملك موكل فيكتبه، ولا شيطان مريد فيفسده. جعلني الله وإياكم من المخلصين والذاكرين والصائمين ومن أصحاب النوايا الطيبة الكثيرة الشاملة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.