نعيب زماننا والعيب فينا
العيب بنا ام في الزمان ....
هل الزمن هو الذي تغير ام نحن الذين اختلفنا وتلونّا ....
الاسلام حرم سب الدهر ..والزمن بلا شك جزء من الدهر
يتمنى الواحد منا أن يعيش طوال عمره متلذذاً بالطاعة، مستمراً عليها، قائم الليل، صائم النهار، دائم الذكر، عامل الفكر، عالي الهمة، حسن السريرة، ولكنّ نفسه لا تطيق ذلك كله، ويُرجع السبب إلى فساد الزمان، وكثرة الأشغال، وتوالي الأحزان. فإذا اقتنع بهذه الحجج الواهية، لبَّس الشيطان عليه أمره، ورضي بالقليل من الذِكر، والصلاة، والصيام، وسائر الأوراد.
ولو سأل كل منَّا نفسه هذه الأسئلة:
كم ركعة أقوم فيها الليل بشكل يومي ؟
هل هناك ورد يومي من القرآن أحافظ عليه ولو قليلاً ؟
كم مرَّة أذكر الله فيها بالأوراد الشرعية ؟
هل أذكر الله مائة مرة ( لا إله إلا الله ... ) ، و ( سبحان الله وبحمده ) ؟
هل هناك أيام أصوم فيها كل أسبوع، أو في الشهر على الأقل لا أتنازل عنها ؟
هل هناك صدقة يومية أجمعها، ثم أدفعها إلى مؤسسة خيرية، ولو كان المال قليلاً لأحوز على دعوة المَلك "اللهم أعط منفقاً خلفاً"؟
هل أحافظ على الفرائض في أوقاتها، وبخاصة صلاتي العصر والفجر؟
فإذا لم تكن هناك أجوبة مسددة، فانظر وتأمل..
عن أبي داود الحفري قال: دخلت على كرز بن وبره بيته فإذا هو يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إن بابي لمغلق، وإن ستري لمسبل، ومنعت جزئي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أذنبته.
وقال الحسن البصري لرجل: إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم، قد كبلتك الخطايا والذنوب.
هكذا كان السلف يتعاملون مع أنفسهم، عالمين بأدويتها ومثبطاتها، وكانوا يعتقدون أن الذنوب هي السبب الرئيس في هبوط إيمانهم، وضعف عبادتهم، حتى أن أحدهم إذا فاته ورده لم يستطع إعادته.
لقد كانوا يربطون ذلك بالذنوب، ونحن فهمنا أن الذنوب هي الكبائر فحسب، ونسينا أن إيذاء الناس بالقول والعمل، وإخلاف الوعد، وتضييع الحق، والنوم عن صلاة الفجر، كلها حواجز عن رفعة الإيمان في النفوس.
فهل نتعامل مع أنفسنا بالحق، ونداوي أدويتنا بأنفسنا، أم لا زلنا نجعل السبب في غيرنا ؟
نَــعِــيــبُ زَمَــآنَــنـَ وَالــْعــَيْــبُ فــِيــْنَــآ ..
وَمَـا لِــزَمَــانِــنَا عَــيْــبٌ سِــوَآنَــآ
أصبحنا نتخذ الزمان شماعة نعلق عليها أخطاءنا ؛.
عندما نتعرض لانكسار من شخص عزيز , بلا تردد نقول : آهـ يازمن ,
عندما نتعرض لصدمه : آهـ يازمن ,
لدرجة أننا أصبحنا نجرد أنفسنا من الأخطاء .,
عندما يسألك أحد عن تصرف خاطيء اتخذته .,
بلا تفكير تجيبه : الزمن تغير !.,
نتجرد من معاني الإنسانيه , ونرمي عرض الحائط كل القيم والأخلاق .,
وعندما نُسأل هي نفس الإجابه : الزمن تغير !..
..
لماذا نعلق كل شيء على الزمن ؟
هل حقا تغير ؟!
أم أن نفوسنا هي التي تتغير ؟!
قبل أن نلوم زماننا , ونعلق عليه أخطاؤنا .,
هل حاولنا تجريد أنفسنا من الأخطاء التي أصبحت تستعمر عقولنا ؟!..
..
ليس الزمن هو السبب بما يحدث في يومياتنا وحياتنا مما لا يعجبنا .,
بل هي أنفسنا التي أصبحت تتوشح البياض المزيف , الذي نخدع به عقولنا لئلا نتعرض للوم .,
فإلى متى ونحن نردد (الزمن تغير) , (آهـ يازمن) ؟
لنكتب لأنفسنا يوماً ولادة جديدة لعقولنا المغلقه , التي لا تريد الاعتراف بأخطاءها حتى بينها
وبين نفسها !
هل نعتبرلكل ما يحدث من حولنا؟؟
هل نغير حياتنا ؟؟
ام نبدأ بتغير انفسنا من الداخل ؟؟..
ام نبقى مختفيين تحت قبعة من اللاوعي ؟؟؟
نعيب زماننا والعيب فينا..
آآآهـ يازمن...
هكذا حكمـ علي الزمان
..
لمـ كل هذا يازماني..!!
كثيرة هي الألفاظ التي نصوغها قذفاً في الزمان..
ولكــن..!!
|..زمــاننــا..|
نصادف دائمـاً في حياتنا بعض العثرات فنلقي باللوم على الزمان..
نصـرخ بأعلى صوتنا ..أن يازماننا لم كل هذا..؟؟
ولكن لا فائدة ..فهذا هو قدر لنا..
هو الزمان قدر..فآنى لقدر أن يخلق القدر..؟!؟
|..زماننا..|
هناكـ أمٌ فارقت فلذة كبدهـا..تقول بملئ فمهـا..هكـذا أراد الزمن..
هناكـ شاب جالس في عقر داره..لايكد ولايجتهد ويقول..حُكمـ الزمان..
وهناك فتاة ذاقت بعضاً من توابل الحياة..فهتفت قائلةً ..آآه يازمــن..
أيستحق زماننا كــل هذا..؟؟
تعلمت أنهـ
..إن تصفو يصفو لك الزمان..وان تكدر يكدر عليك..
|..زماننا..|
الزمــان لمـ يفضل أحدا على أحد..فقد وجِد بدوننـا..وسيواصـل السير دوننا أيضاً..
لِمـَ كـل هذا التشاؤمـ..!!
كفــــى…….!!
وليــكن في حسبانكـ أنكـ انت من تصنع منه شراباً حلواً كان أم مــراً..أنت من تسيــره على هواكـ..
فكــن على حذر..
وبلاش نرمى اللوم على الزمن والظروف والجو والاصحاب...
دُمتم باطيب الشمال وأرقها