اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

VIRUS

Members
  • عدد المشاركات

    239
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    4

كل منشورات العضو VIRUS

  1. القائد الساحر ما هي الصفات الفريدة التي يتمتع بها القائد وتميزه عن غيره وتجعله قدوة لتابعيه سواء كان ذلك القائد سياسيا أو عسكريا أو دينيا أو في ميدان العمل الذي نحن فيه. كيف يكمن لمدير تنفيذي على سبيل المثال أن يضع أثره وبصماته الدائمة على طرق الأداء وجميع الأعمال التي تنجز في مؤسسته؟ وكيف يتجه بجميع العاملين نحو هدف واحد؟ هل هناك سر في أسلوب حديثه للآخرين أم أنه داهية حاذق في تصرفاته أم أنه شخصية مثيرة بشكل مستمر؟ ربما تكون هذه الصفات مجتمعة هي التي تخلق هذا القائد الذي أتحدث عنه، وهذه الصفات تمكنه من التأثير الفاعل على الآخرين وذلك بالاندماج الكامل معهم سواء كان ذلك بوجوده الفعلي أو الوجداني أو العقلاني بينهم؟ إنه من الضروري جدا في عالم العمل أن يكون القائد موجودا دائما بين تابعيه على إحدى الصفات التي ذكرتها حتى يتمكن من دفعهم نحو تحقيق الهدف الذي يريد ويتطلع لإتمامه. إن الفهم الحقيقي للصفات المطلوبة لهذا القائد السحري تجعل منه وبلا شك شخصا تنفيذيا رائعا قادرا على قيادة تابعيه. وهنا لابد أن نقول أن هذه الصفات لا تولد مع المرء بل إنه يصنعها بنفسه ثم يتحلى بها بشكل دائم ومستمر، ومن أهم هذه الصفات: أولا: طريقة التصرف، وهذه تتضمن الإشارات التي يرسلها القائد للآخرين دون أن يتحدث إليهم. فإذا ما نظر مباشرة إلى عيونهم أو إلى أي مكان آخر أو إذا وقف أو بقي جالسا أو إذا هو ابتسم أو لم يبتسم أو صافح تابعيه بحرارة أم لا، كل هذه الأمور تساعد في تشكل نظرة تابعيه له وتؤثر على قيادتهم. ثانيا: المقدرة على إقناع الآخرين، لا بد هنا أن نقول أن جميع الأفكار تكون بلا فائدة إذا لم يتم إقناع الناس بها وتم وضعها على محك العمل. ومثل هؤلاء القادة يستطيعون تبسيط الأفكار المعقدة وإيصالها لتابعيهم بسهولة ويسر حتى تصبح مفهومة إلى أبسط أفراد المؤسسة. ثالثا: المقدرة على التحدث بشكل فاعل، ربما يكون لدى القائد أفكار متعددة وكثيرة، لكنه يستطيع ترتيب هذه الأفكار وتقديمها لمن يستمعون إليه بشكل سهل متميز. رابعا: المقدرة على الاستماع، بالرغم من أهمية التحدث الفاعل إلا أن الاستماع الجيد يبعث رسالة واضحة إلى المتحدث باحترام السامع له. خامسا: طريقة استعمال المكان والوقت، على الرغم من إهمال هذا العنصر المهم في معظم الأوقات إلا أن استعمال المكان وكذلك الوقت المناسب لتوجيه الناس له أهمية كبيرة في إيصال الأفكار وتقوية العلاقات بين القائد والتابعين. سادسا: المقدرة على استيعاب الآخرين، المقدرة على فهم الآخرين وما يتعلق بشخصياتهم وطموحاتهم تمكن القائد من حسن التعامل معهم وسهولة توجيههم نحو أهدافه التي يرغب الوصول إليها. إن المديرين الذي يستطيعون تنمية مقدرتهم حسب النقاط المذكورة أعلاه يستطيعون وبدون شك أن يكونوا ناجحين في معظم نواحي حياتهم، والسبب في ذلك أنهم يكونوا دوما على اتصال افضل بتابعيهم. المصدر - موقع تعلم معنا
  2. الشخصية.. بين الإيجابية والسلبية الشخصية من المواضيع المهمة في المجال النفسي بكافة أنماطها وصفاتها و تحولاتها وذلك أمر لا بد أن يستمر عليها مسيرة الإنسانية الصالحة و أن يسخر لها كافة العلوم المتعلقة بكشف خفاياها أو تصحيح إعوجاجها أو إزالة ضعفها. و العلوم المتعلقة بموضوع الشخصية، علم النفس بشكل عام و علم النفس التربوي و علم النفس الاجتماعي وعلم تشخيص الجينات وكذلك علم النفس السلوكي والأخلاقي. الشخصية هي المفهوم الشامل للذات الإنسانية ظاهراً وباطنا بكافة ميوله وتصوراته وأفكاره واعتقاداته وقناعاته وصفاته الحركية والذوقية والنفسية. وتتعدد صفات الشخصية في كتب علم النفس و الدراسات النفسية في كافة مجالات الحياة وكذلك تشمل الجوانب الطبيعة الإنسانية. ولكن بما ان موضوعنا تتعلق بالشخصيتين الإيجابية والسلبية نذكر هنا الصفات الشخصية المتعلقة في هذين المجالين فقط. أولاً: الشخصية الإيجابية: 1.هي الشخصية المنتجة في كافة مجالات الحياة حسب القدرة والإمكانية. 2.هي الشخصية المنفتحة على الحياة ومع الناس حسب نوع العلاقة. 3.يمتلك النظرة الثاقبة…. ويتحرك ببصيرة. 4.هي الشخصية المتوازنة بين الحقوق والواجبات (أي ما لها وما عليها). 5.يمتلك أساسيات الصحة النفسية مثل: §التعامل الجيد مع الذات. §التعامل المتوازن مع الآخرين. §التكيف مع الواقع. §الضبط في المواقف الحرجة. §الهدوء في حالات الازعاج. §الصبر في حالات الغضب. §السيطرة على النفس عند الصدمات (أي القدرة على التحكم). 6.يتعامل مع المادة حسب المطلوب ولايهمل الجانب المعنوي. 7.يتاثر بالمواقف حسب درجة الإيجابية والسلبية (أي ان يقيس الإيجابية بالمصلحة العامة لايضخم السلبية اكثر من الواقع). 8.يعمل على تطوير الموجود ويبحث عن المفقود ويعالج العقبات. 9.بنيانها المبدئية وتمتلك الثوابت الأخلاقية. 10.ترعى مقومات الاستمرارية مثل: §الجدية عند تقلب الحالات. §الهمة العالية والتحرك الذاتي. §التصرف الحكيم. §المراجعة للتصحيح. §احتساب الاجر عند الله. §تنمية الدوافع الذاتية والموضوعية. §الاستعانة بالله. §الدعاء للتوفيق بإلحاح. 11.لا تستخف بالخير من شق التمرة والى قنطار من ذهب. 12.تتعامل مع كل شخص حسب درجة الصلاح فيهم ولايغفل عن سلبياتهم. 13.تحب المشاركة لتقديم ما عندها من الخير والايجابية. 14.تفكر دائما لتطوير الإيجابيات وازالة السلبيات. 15.تكره الانتقام يذم الحقد وينتقد الحسود ولايجلس في مجالس الغيبة والنميمة. هذه هي الشخصية الايجابية المقبولة عند الرحمن والمحبوبة عند الانسان، سليمة في نفسيتها تواقة للخير، وتتامل في سبب وجودها، تتقدم بايجابيتها، وتتفاعل بكل ما عندها من عطاء. اذاً هي الشخصية الصالحة والمُصلحة، وهي الشخصية الخيّرة بمعنى الكلمة. ثانياً: الشخصية السلبية: 1. النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها في كافة تصرفاتها و قناعاتها. 2. باطنها مملوءة بالانتقام و العدوان، و في أكثر الأحيان لا تستطيع أن ينفذ ما يريد، إذاً ينعكس ذلك في كلماته وآرائه. 3. هذه الشخصية ضعيفة الفعالية في كافة مجالات الحياة، و لا يرى للنجاح معنى ،أو ليس عندها مشروعاً اسمه النجاح بل يحاول إفشال مشاريع النجاح. 4. لا يؤمن بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بل ليس عندها همة الخطوة الأولى، و لهذا لا تتقدم و لا تحرك ساكناَ و إن فعل في مرة يتوقف مئات المرات. 5. لا ترى أن هناك فراغاً يجب أن يملأه و أن يكون لها دور أن تؤديها. 6. ليس للإلتزام و الإنضباط معنى أو قيمة في قائمة أعمالها اي لا تتأثر بالمواعظ و لا تلبي أي نداء و لا تسمع التوجيهات النافعة. 7. دائماً تقوم بدور المعوق و المشاغب بكل ما هو تحت تصرفها أو ضمن صلاحياتها. 8. هذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية و الأعذار الخادعة بشكل مقصود. 9. و هي دائمة الشكوى و الإعتراض و العتاب والنقد الهدام. 10. و إذا ناقش في موضوع ما ناقش بغضب و توتر و الإنحيازية لذاتها و مصالحها. لا شك أن هذه الشخصية مريضة و ضارة في ذاتها و إن لم تظهر فيها أعراض المرض لأن هذه الصفات تنعكس على أساليب حياتها في البيت و المؤسسة أو اي وسط اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي ... الخ. ثالثاً: الشخصية المزدوجة: يحتمل أن يتسائل أحد القراء هل الشخصية تنقسم الى شخصية سلبية وأخرى إيجابية و يحسم الأمر وينتهي بالخصال الموجودة في كليهما؟ كلا ليس الامر كذلك! لأن في ميزان كل المقاييس و التصورات و وفق الشريعة الربانية السمحاء، أن هناك شخصيات من نوع آخر أفسد من الشخصية السلبية، ضارة بوجودها منحرفة في أساليبها مريضة في حقيقتها. و من صفاتها: 1. الإزدواجية في التعامل حسب ذوقها ومصلحتها وحسب المقاصد الخفية في نفسيتها. 2. تتقمص في لباس الحيل و الخدع من وراء ستار البراءة والمصلحة العامة. 3. تعترف بالخير والثناء والمكانة إذا كانت هي المعنية وإلاّ ديدنها الحسد وباطنها مملوءة بالحقد. 4. تحب المدح ويعمل عليها وينشط بها (بل المدح من الدوافع الرئيسية لتحركها ومبادرتها). 5. تتقرب إلى أصحاب القرار لذاتها وللوقاية من فقدان تأييدهم. 6. تحرص على الفرص، بل تستغل الفرص بكل الوسائل المشروعة والممنوعة. 7. النظرة التآمرية هي الغالبة عليها في تصرفاتها و إذا أبدت رأياً ظهرت ذلك في رأيها. 8. في ذاتها متكونة من نقيضين، العدو والصديق ينفعل بهما حسب الضرورة (أي معيار العداء و الولاء هي مصلحتها). 9. التعامل النفساني هو الغالب عليها ولاترى للأساليب الأخرى من معانٍ حميدة. 10. مفرطة في مقاييسها في ذم الآخرين و تزكيتهم، أيضاً وفق معاييرها و رضاها. أليست هذه الشخصية هي شخصية المنافق؟ بلى والله هذه الشخصية ممزوجة بالنفاق ومطعَّمة بخبثهم و تتمنى أن يجلس في مجالسهم. نعوذ بالله منها و من صفاتها. منقول
  3. فن إدارة الوقت قبل أن نبدأ أنوه إلى أن مادة هذا الملف تم تجميعها وترتيبها من المراجع المكتوبة أعلاه، واجتهدت أن أختصر بقدر الإمكان في هذه المادة وكتابة الخلاصة المفيدة، حتى نعطي للقارئ فكرة مبدئية عن ماهية إدارة الذات وماذا نعني بإدارة الذات، وكيف يدير المرء ذاته، بحيث يؤدي ما عليه من واجبات، ويقوم بالأعمال التي يحب أن يؤديها ويوجد توازن في حياته بين نفسه وعائلته وعلاقاته والرغبة في الإنجاز. ماذا نعني بإدارة الوقت ؟ هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والاهداف. والاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة، إذ أن السمة المشتركة بين كل الناجحين هو قدرتهم على موازنة ما بين الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم تجاه عدة علاقات، وهذه الموازنة تأتي من خلال إدارتهم لذواتهم، وهذه الإدارة للذات تحتاج قبل كل شيء إلى أهداف ورسالة تسير على هداها، إذ لا حاجة إلى تنظيم الوقت او إدارة الذات بدون أهداف يضعها المرء لحياته، لأن حياته ستسير في كل الاتجاهات مما يجعل من حياة الإنسان حياة مشتتة لا تحقق شيء وإن حققت شيء فسيكون ذلك الإنجاز ضعيفاً وذلك نتيجة عدم التركيز على أهداف معينة. إذاً المطلوب منك قبل أن تبدأ في تنفيذ هذا الملف، أن تضع أهدافاً لحياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك بعد أن ترحل عن هذه الحياة؟ ما هو التخصص الذي ستتخصص فيه؟ لا يعقل في هذا الزمان تشتت ذهنك في اكثر من اتجاه، لذلك عليك ان تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك وبعدها تأتي مسئلة تنظيم الوقت. أمور تساعدك على تنظيم وقتك هذه النقاط التي ستذكر أدناه، هي أمور أو أفعال، تساعدك على تنظيم وقتك، فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك. وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة. لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك. بعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلق ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي. الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي. يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك. اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك. استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره. تنظيمك لمكتبك، غرفتك، سيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك. الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكن مرناً أثناء تنفيذ الخطط. ركز، ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة أن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً. اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك. معوقات تنظيم الوقت. المعوقات لتنظيم الوقت كثيرة، فلذلك عليك تنجنبها ما استطعت ومن أهم هذه المعوقات ما يلي: عدم وجود أهداف أو خطط. التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت، فتجنبه. النسيان، وهذا يحدث لأن الشخص لا يدون ما يريد إنجازه، فيضيع بذلك الكثير من الواجبات. مقاطعات الآخرين، وأشغالهم، والتي قد لا تكون مهمة أو ملحة، اعتذر منهم بكل لاباقة، لذى عليك أن تتعلم قول لا لبعض الامور. عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم. سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك. خطوات تنظيم الوقت. هذه الخطوات بإمكانك أن تغيرها أو لا تطبقها بتاتاً، لأن لكل شخص طريقته الفذة في تنظيم الوقت المهم أن يتبع الأسس العامة لتنظيم الوقت. لكن تبقى هذه الخطوات هي الصورة العامة لأي طريقة لتنظيم الوقت. فكر في أهدافك، وانظر في رسالتك في هذه الحياة. أنظر إلى أدوارك في هذه الحياة، فأنت قد تكون أب أو أم، وقد تكون أخ، وقد تكون ابن، وقد تكون موظف أو عامل او مدير، فكل دور بحاجة إلى مجموعة من الأعمال تجاهه، فالأسرة بحاجة إلى رعاية وبحاجة إلى أن تجلس معهم جلسات عائلية، وإذا كنت مديراً لمؤسسة، فالمؤسسة بحاجة إلى تقدم وتخطيط واتخاذ قرارات وعمل منتج منك. حدد أهدافاً لكل دور، وليس من الملزم أن تضع لكل دور هدفاً معيناً، فبعض الأدوار قد لا تمارسها لمدة، كدور المدير إذا كنت في إجازة. نظم، وهنا التنظيم هو أن تضع جدولاً أسبوعياً وتضع الأهداف الضرورية أولاً فيه، كأهداف تطوير النفس من خلال دورات أو القراءة، أو أهداف عائلية، كالخروج في رحلة أو الجلوس في جلسة عائلية للنقاش والتحدث، أو أهداف العمل كاعمل خطط للتسويق مثلاً، أو أهدافاً لعلاقاتك مع الأصدقاء. نفذ، وهنا حاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في أسبوعك، وكن مرناً أثناء التنفيذ، فقد تجد فرص لم تخطر ببالك أثناء التخطيط، فاستغلها ولا تخشى من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل. في نهاية الأسبوع قيم نفسك، وانظر إلى جوانب التقصير فتداركها. ملاحظة: التنظيم الأسبوعي أفضل من اليومي لأنه يتيح لك مواجهة الطوارئ والتعامل معها بدون أن تفقد الوقت لتنفيذ أهدافك وأعمالك. كيف تستغل وقتك بفعالية؟ هنا ستجد الكثير من الملاحظات لزيادة فاعليتك في استغلال وقتك، فحاول تنفيذها: حاول أن تستمتع بكل عمل تقوم به. <li> تفائل وكن إيجابياً. <li> لا تضيع وقتك ندماً على فشلك. <li> حاول إيجاد طرق جديدة لتوفير وقتك كل يوم. <li> أنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما هو مضيع لوقتك. <li> ضع مفكرة صغيرة وقلما في جيبك دائماً لتدون الأفكار والملاحظات. <li> خطط ليومك من الليلة التي تسبقه أو من الصباح الباكر، وضع الأولويات حسب أهميتها وأبدأ بالأهم. <li> ركز على عملك وانتهي منه ولا تشتت ذهنك في أكثر من عمل. <li> توقف عن أي نشاط غير منتج. <li> أنصت جيداً لكل نقاش حتى تفهم ما يقال، ولا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى التهام وقتك. <li> رتب نفسك وكل شيء من حولك سواء الغرفة أو المنزل، أو السيارة أو مكتبك. <li> قلل من مقاطعات الآخرين لك عند أدائك لعملك. <li> أسأل نفسك دائماً ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن. <li> أحمل معك كتيبات صغيرة في سيارتك أو عندما تخرج لمكان ما، وعند اوقات الانتظار يمكنك قراءة كتابك، مثل أوقات أنتظار مواعيد المستشفيات، أو الأنتهاء من معاملات. <li> أتصل لتتأكد من أي موعد قبل حلول وقت الموعد بوقت كافي. <li> تعامل مع الورق بحزم، فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، تخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال أسبوع أو احفظها في مكان واضح ومنظم. <li> أقرأ أهدافك وخططك في كل فرصة يومياً. <li> لا تقلق إن لم تستطع تنفيذ خططك بشكل كامل. <li> لا تجعل من الجداول قيد يقيدك، بل اجعلها في خدمتك. <li> في بعض الأوقات عليك أن تتخلى عن التنظيم قليلاً لتأخذ قسطاً من الراحة، وهذا الشيء يفضل في الرحلات والإجازات. <li> ركز على الأفعال ذات المردود العالي مستقبلاً، مثل: أنت! العائلة العمل قراءة الكتب والمجلات المفيدة. الاستماع للأشرطة المفيدة. الجلوس مع النفس ومراجعة ما فعلته خلال يومك. ممارسة الرياضة المعتدلة للحفاظ على صحتك. أخذ قسط من الراحة، من خلال الإجازات أو فترة بسيطة خلال يومك. الجلوس مع العائلة في جلسات عائلية. الذهاب لرحلة ومن خلالها تستطيع توزيع المسؤوليات على أفراد الأسرة فيتعلموا المسؤولية وتزيد أواصر العلاقة بينكم. التخطيط للمستقبل دائماً. التخلص من كل عمل غير مفيد. محاولة استشراف الفرص واستغلالها بفعالية. التحاور مع الموظفين الزملاء والمسؤولين والعملاء أو المراجعين لزيادة كفائة المؤسسة. وما ورد أعلاه ليس إلا أمثلة بسيطة، وعليك ان تبدع وتبتكر أكثر. المراجع: فن إدارة الوقت، يوجين جريسمان النجاح رحلة، جيفري ماير
  4. المبادئ الأربعة للنجاح جميعنا يبحث عن أسباب النجاح وجميعنا يعتقد أنها صعبة. البعض يولد بها والبعض الآخر يحاول اكتسابها. وقد يتحقق الحلم لكلا الطرفين في النهاية ولكن الأول يسير بسلاسة ويسر، والثاني بجهد وقدر كبير من الانضباط.. الفرق بين الناجح بطبعه (ومن يحاول النجاح) كالفرق بين من ولد رشيقاً ومن يهلك نفسه (بالريجيم) كي يصبح كذلك. الأول نتيجة طبيعية للبيئة الجيدة والظروف المناسبة والثاني "مكافح" يدرك أكثر من غيره صعوبة الإنجاز وأهمية التضحية.. وسواء كنت ناجحاً بطبعك (أو تسعى للنجاح) فاعلم أن الإنسان الناجح هو من يملك أكبر قدر من مبادئ النجاح. وهذه المبادئ تختلف في أهميتها باختلاف الهدف الذي تسعى إليه. ولكن يمكن القول أن هناك (أربعة مبادئ) يصعب إنجاز أي هدف بدونها : المبدأ الأول: الالتزام ببرنامج واضح وخطة مدروسة. .. فإن لم تلتزم ببرنامج واضح (نحو هدف معين) فلن تصل أبداً. يجب أن تحدد هدفك أولاً ثم ترسم الخطة المناسبة والزمن المتوقع لتنفيذها. يجب أن تطرح أكبر قدر من الحلول ثم تأخذ أفضلها وأقربها للواقع.. الفرق بين الناجح والفاشل أن الأول يسير بخطى مدروسة نحو هدف معلوم في حين يسير الثاني عشوائياً بغير التزام ولا خطة ولا طموح {أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على سراط مستقيم}! المبدأ الثاني: نظم وقتك ولا تستسلم للعشوائية. .. تنظيم الوقت جزء من الالتزام الشخصي السابق، فجميعنا يشكو من ضيق الوقت وقلة الفرص، ولكن الحقيقة هي أن معظمنا يعيش بطريقة عشوائية فينهي يومه بلا إنجاز حقيقي.. تخيّل لو اقتطعت من كل يوم ساعة واحدة فقط.. ومن هذه الساعة اقتطعت 30دقيقة لحفظ القرآن، وعشر دقائق لحفظ حديثين، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات إنجليزية، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات فرنسية.. إن التزمت بهذه الخطة سيأتي يوم تختم فيه القرآن وتتقن لغتين أجنبيتين وتحفظ قدراً هائلاً من الأحاديث النبوية (وتذكر أنها ساعة فقط)!! المبدأ الثالث: استغلال الفرص والاستعداد لها. .. كل إنسان يولد ومعه رصيد معين من الفرص. البعض يستغلها بشكل جيد والأغلبية تتهرب منها لمجرد أنهم فوجئوا بها، لذا إن أتتك الفرصة وشعرت برغبة جامحة في الهرب فاعلم أنها لحظة المغامرة وعناد الذات.. ليس هذا فحسب بل يجب أن تستعد مسبقاً وتهيئ نفسك للمفاجآت، قبل فترة مثلاً اتصل بي رئيس إحدى المجلات السياحية وطلب مني الكتابة لديهم. حينها شعرت برغبة في الاعتذار ولكنني (عاندت نفسي) وقبلت التحدي. وبعد الموافقة قال لي "سنترك لك فترة أسبوع كي تزودنا بأول مقال". ولكن ما أن أنهى المكالمة حتى أرسلت له سبع مقالات بالفاكس.. هل تعرف كيف أتيت بها؟.. كنت مستعداً لعرض كهذا (ورافع على جنب) مجموعة من المقالات السياحية!! المبدأ الرابع: الثقة بالنفس والاعتماد على الخالق! .. من الطبيعي أن تفشل لمرات عديدة ولكن لا يجب أن يؤثر هذا بثقتك بنفسك، فالفشل تجارب أولية (وضرورية) للوصول للتركيبة الناجحة، ولكن المشكلة أن معظم الناس ينسحبون من أول تجربة وبالكاد يخوض الثانية. يجب أن تملك الإصرار والثقة ولا تقف ساكناً تجتر الأفكار المثبطة.. بل على العكس، يجب أن تتوقع ظهور العقبات والحاسدين والظروف المعاكسة.. وحين تخور قواك بعض الشيء تذكر بصدق أن "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن". التاريخ: 3/20/2002 م فهد عامر الاحمدي جريدة الرياض منقول
  5. توازن الطاقات الأربع للإنسان طاقات واحتياجات متعددة، وسواء اعترفنا بها أم تجاهلناها فإن بداخلنا ما يؤكد أن هذه الاحتياجات موجودة. وأنها قد رافقت الإنسان منذ خلقه. فكأنها منقوشة بداخلنا ومكتوبة في فلسفة الحياة عبر الأزمان كأماكن مهمة لإشباع حاجات ورغبات الإنسان وتجديد طاقته. وللإنسان أربع طاقات هي العقل، والروح، والعاطفة، والجسد. وتشحن هذه الطاقات عبر تحقيق التوازن في كل جانب. وهذه بعض النقاط التي تساعد على شحن وتجديد الطاقات المختلفة نوردها بشكل مختصر، على أن نشرح بعضها بإسهاب أكثر في المقال القادم. أولاً: العقل: أثري عقلك عن طريق الخطوات التالية: ? اقرأ أهدافك صباحاً ومساءً. ? نم عقلك بالقراءة والاطلاع. ? واصل التعليم واستكمل دراستك. ? تعلم مهارات إبداعية جديدة. ثانياً: الجسد: هو البدن الذي نحيا من خلاله، والمحافظة عليه تنبع من: ? اتباع نظام غذائي سليم. ? القيام بالتمارين الرياضية والمحافظة عليها. ? الاهتمام بساعات محددة للنوم والراحة (لبدنك عليك حق). ? المحافظة على الرياضة النفسية مثل الإيمان وتقبل الهزيمة. ثالثاً: العاطفة: وهي المشاعر الصادقة التي تشعرك بأهمية الآخرين. ويمكن تنميتها بالآتي: ? المحافظة المستمرة على بنك العواطف والمداومة على شحنه. ? تقوية العلاقة بكل فرد من أفراد أسرتك. ? التسامح والبذل في العطاء. رابعاً: الروح: وهي الشريان الحيوي الذي يمد الجسم بالمبادئ والقيم والأخلاق اللازمة لاستمرار الحياة. وهي مصدر الإيمان ومنبعه، ويمكن المحافظة على الروح وتغذيتها من خلال: ? الاستغراق في العبادات الممدة للقوة. ? المحافظة على أوقات خاصة لجلسات التأمل والتفكر. ? المحافظة على الأوراد والأذكار. ? المحاسبة المستمرة للنفس. هذه باختصار شديد الطاقات الأربع وطرق المحافظة عليها وتجديدها. وعلينا أن نقوم بذلك بالقسط فلا نركز على جانب وننسى جانب أخر لأن الاعتدال والتوازن هم مفتاح النجاح في شحن الطاقات والهمم التي نحن أحوج ما نكون إليها اليوم. وسنسلط الضوء في المقال القادم ?إن شاء الله- على أمور مهمة في قضية التوازن هذه. الدكتور طارق محمد السويدان طارق سويدان - توازن الطافات الاربع -الروح - الجسد - العقل -العاطفه
  6. جزاك الله خيرا اخى الحبيب

    تعليقك وصلنى كرسالة خاصه ولم استطيع قرائتها

    الان وجدت رسالتك فى ملفى الخاص

    بارك الله فيك وجعل كل موضوعاتك فى ميزان حسناتك

  7. جزاكى الله خيراً أختى سندريلا أتمنى من الله أن ينتفع الأعضاء بموضوعاتى المنقوله وبكل موضوعاتى
  8. تغيير العلاقات قلنا في الأعداد السابقة إن تغيير الإنسان ليتحول إلى (إنسان مستقيم وفعال) هو هدف عملية التغيير الإسلامي، والتي تتم من خلال عملية شاملة تربوياً ومجتمعياً وإعلامياً، وتركز على تغيير خمس أمور هي: القناعات والفكر، الاهتمامات، المهارات، العلاقات، والقدوات. وتحدثنا في الأعداد الماضية عن الأجزاء الأولى من هذا التغيير، وسنتحدث اليوم عن الجزء الرابع وهو: رابعا : تغيير العلاقات: من المعروف أن الإنسان يتأثر بمن حوله وخاصة الشباب من الذين ليست لهم حصانة تربوية أو فكرية عميقة، ومن هنا يكون تغيير العلاقات أساساً لتغيير شخصية الإنسان. 1. اكتساب السلوك والأخلاق يتأثر كثيراً بالشكل المحيط، وكثير من الناس اكتسبوا العادات الحميدة أو السيئة تقليداً لمن حولهم. 2. الفكر والقناعات والعقيدة أيضاً يكتسبها الإنسان ممن حوله، ألا ترى أن الإنسان يولد على الفطرة، وأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، وعندما يكبر الإنسان يتضاءل مع الأيام تأثير الوالدين ويزداد تأثير الأصحاب، ومع الأيام يتعلم الشاب أو الفتاة ممن حولهم الفكر والهوايات والمهارات المختلفة. 3. من أهم مسائل التربية أن يتأكد الأبوان والمربون أن أولادهم أو من يربونهم قد أحيطوا بصحبة صالحة يشرف عليها من يثقون بدينهم وخلقهم وفكرهم، وعندي هذا أهم من تحفيظهم سوراً من القرآن يرددونها دون غرس لمعانيها في نفوسهم. 4. من هنا يكون للخطاب الإعلامي، والديني بشكل خاص دور رئيسي في التنبيه إلى أهمية اختيار الأصحاب والأصدقاء وتحديد وتوجيه معايير هذا الاختيار. 5. إن للمجتمع دوراً في إنشاء المراكز ودور الأنشطة التي تحتضن الشباب والفتيات وتحيطهم بالصحبة الصالحة تأكيداً لدور العلاقات في المحافظة على القيم والأخلاق وبناء الهوية السليمة. 6. يأتي دور الخطاب الإعلامي والديني منه بشكل رئيسي لتبيان أثر العلاقات السيئة والصالحة، وأسس الاختيار، والأنشطة الجماعية ومراكز تنمية الهوايات والمهارات، وهيئات صناعة القادة، وتشجيع الرحلات الجماعية النافعة، وطرح بدائل للأنشطة المفسدة، والإبداع في تعليم الشباب فن بناء العلاقات والتاثير في الناس وتجنب التاثير السلبي عليهم، والتفنن في الاستفادة من الأوقات الجماعية لتبادل المنافع بينهم. وأخيراً أقول: إن كل ما تبنيه الأسرة ويحرص على زراعته الوالدان من قيم وأخلاق وعقيدة قد تهدمه العلاقات السيئة، فهذا العنصر له أثر حاسم على كل الجوانب الأخرى. وفي العدد القادم بإذن الله تعالى نتحدث عن تغيير القدوات. د. طارق محمد السويدان
  9. كيف تكسب قلوب الآخرين (2) إن القدرة علي كسب قلوب الآخرين يعد نعمة يمن الله عز وجل بها علي من يشاء من عباده .والناجحون هم أكثر الناس رغبة في ذلك . فالدنيا دون حب الآخرين لا يشعر الإنسان بقيمتها . تحدثنا في العدد السابق عن ثلاثة أمور تقربك الي قلوب الآخرين و هي الصبر و مخالطة الناس و العفو و التسامح .ولنكمل الحديث عن أمر أخر و هو :- ابتسم من فضلك :- إن الابتسامة رسالة تحمل في طياتها رسالة للآخرين مفادها أننا نحبكم في الله وبذلك فهي تخلق جو من الود بين الإنسان و الآخرين . إن لها لأثر لو علمه الدعاة و المصلحين و الذين يريدون أن يكون لهم شأن في دنيا الناس ما تركوها . ذلك لأن لها تأثير كالسحر علي القلوب و هي المفتاح الذي يمكنك به الوصول إلي قلوب الناس.فالناس لديهم من الهموم و المشاكل ما يكفي و بالتالي فهي لا تقبل علي الشخص المتجهم العبوس. يروي أحدهم أنه كان نادرا ما يبتسم و يحب الجد و الصرامة في كل شئ في حياته لدرجة أن زوجته تشتكي من أنه نادرا ما يبتسم .و يذكر أنه حينما كان يذهب إلي عمله لا يبتسم مطلقا لأحد من زملائه فبدأ الجميع ينصرفون من حوله و لا يقبل عليه أحد . فشعر بالوحدة و الحزن لذلك و حينها تقدم أحد المقربين منه و قال له "أتدري لماذا يبتعد الناس عنك ؟ قال لا أدري .فقال الصديق لأنك نادرا ما تبتسم لأي إنسان ودائما عابس الوجه مما يوحي بعدم رغبتك في الحديث مع الآخرين . إن الناس بحاجه لمن يخفف عنهم المحن و المصاعب . وحينها يقول صديقي لقد بدأت في تغيير هذا الوضع و قلت لنفسي "إنني من اليوم سأبدأ في إزالة هذا العبوس وأبدأ في التغيير " وعندما استيقظ من نومه ألقي التحية علي زوجته و ابتسم في وجهها فاندهشت الزوجة و قالت لابد أن شيئا غير عادي قد حدث . و حينما ذهب إلي عمله أخذ يلقي السلام علي الجميع مع الابتسامة الجميلة و ما هي إلا فترة وحيزه و كان له عدد لا بأس به من الأصدقاء و المحبين و بدأ الناس يقبلون علي الحديث و الجلوس معه. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "وتبسمك في وجه أخيك صدقة" موقف روي الإمام أحمد عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت : كان أبو الدرداء إذا حدث حديثا تبسم فقلت : ألا يقول الناس أنك أحمق –أي بسبب تبسمك في كلامك – فقال أبو الدرداء أما رأيت أو سمعت رسول الله يحدث حديثا إلا تبسم فكان أبو الدرداء إذا حدث حديثا تبسم اتباعا لسنة الرسول صلي الله عليه وسلم . وروي مسلم عن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمره رضي الله عنه أكنت تجالس رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال نعم كثير . كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام و كانوا يتحدثون والرسول جالس فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون و يبتسم صلي الله عليه وسلم . وقديما قالوا إن الذي لا يستطيع أن يبتسم لا ينبغي أن يفتح متجرا . 7 مفاتيح للابتسامة الجميلة 1- استعن بالله وأخلص له العمل . 2- اعلم أنك بالابتسامة ترضي ربك و تحصل الثواب. 3- اعلم أن ما قدر لك سوف يأتيك فلماذا التجهم . 4- حاول أن تخرج الابتسامة من قلبك فإن لم تستطع فتكلفها حتى تتعود عليها . 5- ليس معني الابتسامة كثرة الضحك فالأخيرة تميت القلب . 6- احرص علي أن تكون ابتسامتك لها معني تريد توصيله للآخرين . 7- انتبه فليس كل المواقف تصلح معها الابتسامة . قالوا (ليس المبتسمون للحياة أسعد حالا لأنفسهم فقط بل هم كذلك أقدر علي العمل و أكثر احتمالا للمسئولية و أصلح لمواجهة الشدائد و معالجة الصعاب والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم و تنفع الناس )
  10. كـيـف تـكـسب قـلوب الآخرين (1) التعامل مع القلوب لكسبها مهارة تحتاج من المرء الذي يريد أن يتقنها إلي صبر جزيل وإلي احتساب الأجر عند الله عز وجل ذلك لأن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.و المرء الذي يريد أن ينجح في تعامله مع القلوب لابد له من أن يعرف مفاتيح ولغة القلوب و أن يوقن أن لكل قلب مفتاحه و شفرته و التي بدو نهما لا يمكن أن يلج إلي ذلك القلب . ومن بين هذه المفاتيح ما يلي :- 1.الصبر :- فهل تظن أنك سوف تكسب قلوب الآخرين دون أن تتعلم كيف تصبر علي آذاهم و مشاكلهم. يقول الله عز و جل (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا)(الكهف:أية 28). فعشرة الناس و الإبقاء علي مودتهم تحتاج من الإنسان إلي صبر جميل. يقول الأستاذ :محمد الغزالي في كتابه خلق المسلم (الصبر من عناصر الرجولة الناضجة و البطولة الفارعة فإن أثقال الحياة لا يطيقها المهازيل من الرجال و المرء إذا كان لديه متاع ثقيل يريد نقله لم يستأجر له أطفالاً أو مرضي أو خوارين وإنما ينتقي ذوي الكواهل الثقيلة و المناكب الشداد !كذلك الحياة لا ينهض برسالتها الكبرى و لا ينقلها من طور إلي طور إلا رجال عمالقة و أبطال صبورون ) لا تسأل الله أن يخفف حملك ولكن اسأله أن يقوي ظهرك 2- خالط الناس و تحمل أذاهم:- الإنسان حينما يتعامل مع الناس سيجد العجب العجاب ذلك لأن الناس أهواء و مشارب و لكل منهم وجهته و طريقته في التفكير و التي قد تتفق أو تختلف معك تماماً والشخص الذكي هو ذلك الذي يعرف كيف يتعامل مع كل فريق بما يناسبه. بل و يتحمل الجميع و في الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم _(المؤمن الذي يخالط الناس و بصبر علي أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر علي أذاهم)رواه الترمذي. 5 مهارات تساعدك علي تحمل أذي الناس: •الاستعانة بالله عز وجل . •احتساب الأجر من الله عز و جل . •الإخلاص في تعاملك مع الآخرين. •دراسة شخصية من تتعامل معهم. فذلك من شأنه ان يبصرك بسماتهم فتتعامل معهم من هذا المنطلق. •تذكر دعاء النبي صلي الله عليه وسلم (اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون) 3-اعف واصفح:- لماذا أصبح كثير من الناس لا يعفو و لا يصفح ؟ هل أصبحت هذه الصفات نادرة الوجود حقاً في دنيا الناس ؟ أين الخلل؟ألم نعد نقرأ قول الله عز وجل (وسارعوا ألي مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .الذين ينفقون في السراء والضراء و الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و الله يحب المحسنين )(آل عمران :133-134) موقـــــف وعـــــبره جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم و يقطعونني وأحسن إليهم و يسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي ! فقال صلي الله عليه و سلم "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل و لا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت علي ذلك "رواه مسلم و يروي عن زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما أن غلامه كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من الخزف فوقع الإبريق علي رجل زين العابدين فانكسر و جرحت رجله و نزف منها الدم فقال الغلام علي الفور : يا سيدي: يقول الله تعالي ( والكاظمين الغيظ ) . فقال زين العابدين : لقد كظمت غيظي!! قال الغلام : ويقول (والعافين عن الناس ) فقال زين العابدين : عفوت عنك !! قال الغلام :ويقول تعالي : (و الله يحب المحسنين). فقال زين العابدين : أنت حر لوجه الله تعالي. أعتقد أنه بعد ذكر هذه المواقف فلا تعليق سوي (عرفت فالزم ) . 6 مهارات تساعدك علي العفو الصفح : •استشعار أن ذلك خلق الأنبياء و المرسلين. •العفو و الصفح هما السبيل إلي مغفرة الله عز وجل . •الرغبة الأكيدة في إصلاح المجتمع. •ألا تثأر لنفسك . •قراءة سير الصالحين من الصحابة و السلف الصالح رضي الله عنهم. •مصاحبة الأخيار و الصالحين من أهل الدنيا. منقول
  11. لنــخــــتلف بحب إن الخلاف بين البشر سنة إلهية ماضية إلى يوم القيامة وذلك منشأه إلى اختلاف الطباع والمصالح و الأهواء. و لو لم يكن هناك من خلاف بين الناس لما قال الله عز وجل في كتابه العزيز (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و إلى الرسول )(النساء أيه 95) فلولا الخلاف بين الناس لكانت الدنيا كما هي منذ أن خلقها الله عز وجل . فاختلا ف الآراء و الأهواء خلق نوع من التباين و التنوع في دنيا الناس. وقطعاَ فإن هذا الاختلاف في الطبيعة البشرية قد ينتج عنه خلاف في الرأي بين الناس . روى أبو سعيد الخدرى رضي الله عنه أنه :"خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيداَ طيباَ فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الوضوء و الصلاة و لم يعد الأخر ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرا ذلك له فقال للذي لم يعد أصبت السنة و أجزأتك صلاتك وقال للذي توضأ وأعاد :لك الأجر مرتين " رواه أبو داود والنسائى. فلم يُُحدث الخلاف بين الصحابيين الشجار و الشحناء بينهما و إنما عادا بالأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذاَ المهم ألا يؤدى الخلاف في الرأي إلى ذهاب الود والحب بين القلوب.ولنجعل شعارنا ما قاله الإمام مالك رحمه الله "إنما أنا بشر يخطئ و يصيب فانظروا في رأي فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوا به و كل ما لم يوافق الكتاب و السنة فاتركوه " فالخلاف في الرأي يجب ألا يخرج عن كونه ظاهره تربوية سليمة لا غبار عليها خاصةَ إذا كان الهدف هو الصالح العام. ويخطئ البعض حينما يظن أن رأيه هو الصواب وأنه لا يخطئ أبداَ وأن علي الجميع أن يسمع لأراءة ويتبعها. فهل يا تري مثل هذا الشخص يتقبل الخلاف في الرأي ؟ونحن لا ننكر أن لكل إنسان منا خبراته الجديرة بالاحترام ولكن لابد أن يفسح هؤلاء المجال لغيرهم كي يعبروا عن أرائهم .فلا ينبغي أن نكون نسخاَ كربونية من بعضناَ البعض و إلا لما تطورت الدنيا و تجدد وجه الحياه. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : ما قيمة أن نختلف؟ 1-للوصول إلى أفكار جديدة تلاقح الأفكار القديمه. 2-للوصول إلى الإبداع في طرح و تناول الموضوع . 3-حل المشكلات الراهنة . 4-معرفة كيف يفكر الطرف الأخر . 5-إنها فرصة لإيجاد حلول بديلة للمشكلة محل البحث. 6-إكساب الأفراد الثقة بالنفس و القدرة علي المواجهة وإيجاد الحلول. 7-الاختلاف في الرأي رحمة لأنة من المستحيل حمل الناس علي رأي واحد. 8-إنها فرصة لأن يأخذ كل طرف ما يناسبه من حلول . 9-الاختلاف في الرأي من شأنة أن يسع قدرات الناس جميعاَ . وإذا حدث الخلاف فلنختلف بحب و لنتذكر :- 1-أن نسارع برد الأمر إلي الله عز وجل والي الرسول صلى الله علية وسلم لقوله تعالي (فان تنازعتم في شئ فردوه إلي الله و إلي الرسول ). 2-إذا لم يستوعب الأطراف الأمر جيداَ فليسألوا أهل الذكر و التخصص لقوله تعالي (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )(النحل أية 43). 3-ضرورة الالتزام بنتائج التحكيم و البعد عن الهوي. 4-ضرورة تجنب الألفاظ الجارحة أثناء الخلاف حتى لا يتدخل الشيطان فيفسد ما بيننا من محبة. 5-أن يظن كلا الطرفين أن الخطأ عنده و الصواب عند صاحبة حتى يتواضع كلاََ منهما للأخر . 6-لا تنسي أن تعتذر عند الخطأ لأن الأمر سوف ينتهي شئنا أم أبينا و ستبقي تلك المواقف هي الراسخة في أذهاننا منقول
  12. الـغضب مــن الــنار الغضب جمرة من النار –إذا أصيب به الإنسان- فإنه يحوله إلي شخص أخر لا هو إنسان و لا هو جان. نعوذ بالله من عادة الغضب. والغضب الذي نقصده في هذه المقالة هو ذلك الذي يصبح عاده تعيق الإنسان عن أن يتفاعل مع الناس بشكل إيجابي . إن الغضب إذا تمكن من إنسان فإنه ينفر منه الآخرين و يجعله منبوذاً من المجتمع حيث لا يقبل أحد علي التعامل معه . انتبه إذا حدثت لك المشاكل و داهمتك الأزمات فارفع لافتة (لا تغضب)* إن الناجحين في حياتهم هم هؤلاء الذين يعرفون كيف يضبطون انفعالاتهم فلا يثوروا لأبسط الأمور. وإنما يعرفون كيف يقدرون للضرورة قدرها فتأتي تصرفاتهم منسجمة مع ما يجب أن يكونوا عليه في تعاملهم مع الآخرين . إن النبي صلي الله عليه وسلم – ولنا فيه القدوة الحسنه- لم يكن يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله عز وجل.فكن هادئاً لأنك تستطيع أن تحل كل مشاكلك وأن تتغلب عليها ما دمت قادراً علي ضبط انفعالك والتحكم في سلوكك. إنك كلما كنت واقعياً في تعاملك مع الأحداث التي تحدث لك كلما كنت أقدر علي التحكم في نفسك.و لذلك لابد أن تتعلم كيف تواجه سلبيات الآخرين بالصبر و التسامح دون الغضب و الإنفعال.و عندها ستجد (...الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم)(فصلت أية 34). تذكر عن أبي هريرة رصي الله عنه قال :قال رسول الله صلي الله عليه و سلم ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) مهارات تساعدك علي التخلص من الغضب 1-استعن بالله عز وجل فهو خير معين . 2-استعذ بالله من الشيطان الرجيم . 3-إن كنت واقفاً فاجلس أو اترك المكان . 4-توضأ فإن الغضب من النار و إنما تطفئ النار بالماء. 5-اهتم باللياقة البدنية فإنها تساعدك علي التحمل. 6-النظام الغذائي المتكامل و المتوازن يقوي أعصابك علي مواجهة المواقف المثيرة للغضب. 7-لا تكلف نفسك أكثر من طاقتها . 8-لا ترفع صوتك أكثر من اللازم . 9-حول الغضب علي الأشخاص إلي حلول بديله للمشكلة . 10-لا تدفع نفسك إلي مواقف الغضب . منقول
  13. أنت جزء من الكون لا يوجد إنسان كجزيرة قائمة بذاتها الكل يتفاعل ويرتبط مع الآخر والكل مكملاً لبعضه البعض من هنا أود أن أبدأ بالحديث عن النظام وما هو ارتباطه بنا وما هي العلاقة بيننا وبينه وهل نحن بحاجه للنظام أم انه منوط فقط بالأعمال السياسية والاقتصادية والمؤسسات وهل هو بالسهولة ذاتها لنفهمه؟! فلنحاول معاً التعرف على النظام...... النظام كيان يدعم وجودة ويحافظ عليه، ويعمل ككل من خلال تفاعل أجزائه. وللتبسيط أكثر نضرب المثل بجسم الإنسان فهو يتكون من أجزاء وأعضاء عديدة ولكل منها وظيفة منفصلة ولكنها تعمل معاً وتؤثر في بعضها البعض. فالعين والساق لا تتحرك بدون وصول الدم إليها وإن حركة الساق تساعد على عودة الدم إلى القلب وتتأثر نبضات الأخير بالتفكير وبالمشاعر مثل الفرح والخوف والهضم بدورة يتأثر بأفكارك وخاصة بعد وجبة ضخمة ودسمة. إن جسم الإنسان نظام معقد ولكنه متكامل مترابط في أجزاءه وكذلك العائلة والعمل ومجموعة المعتقدات، والبيئة ذاتها نظام شديد التعقيد وهو نظام يحتاج لمزيد من الفهم. لذلك فنحن محاطين بمجموعة من الأنظمة في كل شي ونتعامل معها باستمرار بصورة مباشرة أو غير مباشرة أدركناها أم لم ندركها فهي تعمل على الدوام. والطريف في الموضوع أنك عندما تريد إشعال مصباح كهربائي ليس عليك التخرج من كلية الإلكترونيات، أو تعرف ماذا يحدث عندما تتحرك السيارة وعدد العمليات التي تحدث في جزء من الثانية داخل محركها ولكنك ببساطة تتعامل معها مستفيد من مخرجات نظامها دون الحاجه لمعرفة تفاصيل سير نظامها وطرق عمله ولكن عدم معرفتك به لا تلغي حقيقة وجود نظام خاص بكل شي من حولك. فغالبا مخرجات أي نظام هي مدخلات نظام آخر فمثلا المخرجات العلمية التي تلقيتها من المعلم أو من الكتب التي اطلعت عليها وقرأتها هي التي شكلت مدخلات الثقافة بالنسبة لك بالإضافة إلى الظروف البيئية المحيطة بك، ومخرجاتك أنت هي مدخلات من ستتحدث معهم، فكل تجاربك وخبراتك ستنصب بشكل مدخلات في المستقبل لأبنائك وأسرتك، وهكذا فالعملية مستمرة ودورة الحياة تكتمل خذ المثال السابق وأسقطه على ما يدور حولك من أحداث ترى أن كل شي محكوم وفق أنظمة مصفوفة لامتناهية من الأنظمة المكملة لبعضها البعض كشبكة متداخلة معقدة حيث يحافظ كل كائن على حياته من خلال علاقاته بالكائنات الأخرى. ومما لاشك فيه أن النظر للأمام والتخطيط وتوقع النتائج بعيدة المدى فكرة جيدة ولكن كيف بالضبط يمكن تنفيذ الفكرة وحتى على المستوى الشخصي ربما لا تسير علاقتنا وميزانياتنا وعملنا وحياتنا كما نريد رغم أننا نبذل ما بوسعنا. هناك أشياء نعتقد أنها تحت السيطرة ولكنها تتطور من تلقاء نفسها وهذا التعقيد يجعلنا عاجزين عن التعامل مع الأمور. ولكن إذا أدركت أن كل الأنظمة يمكنك إحداث التغيير فيها فهي معدة من الله الحي القيوم لخدمتك من قوله تعالى ((وسخر لكم ما في السموات والأرض)). إن محاولة فهمك للأنظمة المحيطة في حياتك مثل جسدك وأُسرتك وعملك ومعتقداتك وأموالك هي محاولة لفهم كيفية عمل هذه الأنظمة ومن ثم كيف سوف تحدث التغيير المناسب في كل تلك الأنظمة فإذا أحدثت تغييراً صغيراً في نظامك الغذائي وحافظت على تناول الأطعمة الصحية فإن ذلك سيؤثر على نظام جسمك بشكل عام وإذا حسنت علاقتك بزوجتك وأبنائك فان ذلك سيوثر على نظام تماسك الأسرة وهكذا فالقاعدة بسيطة ((إحداث تغيير على بعض أجزاء النظام يؤثر على النظام ككل)). إذا نظرنا لأنماط التفكير فإننا نتعلم التفكير المنطقي أي الفهم من خلال التحليل وهو تفكيك الأحداث إلى أجزاء ثم تجميعها. أحيانا ينجح هذا ولكن هناك مشكلات في تطبيق طريقة التفكير هذه على كل المواقف وهذه الطريقة لا تنجح عند تطبيقها على كافة الأنظمة بالفعل لأن الناس والأحداث لاتحكمها قواعد المنطق إذ لا يسهل التنبؤ بها وحلها مثل المعادلات الرياضية وبالتالي لا تنفع معها الحلول المنطقية المنظمة والسريعة، والسبب وراء عجز التفكير المعتاد عن التعامل مع الأنظمة هو ميل هذا التفكير إلى التركيز على سلاسل بسيطة من الأسباب والنتائج المحددة بالزمان والمكان بدلا من التعامل مع مجموعة عوامل ذات تأثير متبادل وفي النظام قد يكون السبب والنتيجة بعيدين عن بعضهما في الزمان والمكان فقد لا تظهر النتيجة قبل أيام أو أسابيع أو أعوام وما زال علينا أن نتصرف الآن، وقد تكون النتائج بعيدة المدى جيدة فالأبوة الصالحة تصنع أطفالا مهذبين ومبدعين يصبحون بدورهم آباء رائعين وهكذا تستمر الدائرة المحكمة فمخرجات النظام عند شخص ما هي إلا مدخلات نظام عند شخص آخر وما يحدث بينهم من تفاعل وتغذية عكسية هي التجربة الإنسانية، فمثلاً قد يؤدي قرار حكيم في إحدى الشركات إلى فتح سوق جديد مربح بعد شهور رغم أن هذا يبدوا مستحيلا الآن لكنك وفق القاعد الثانية في النظام فإنه ليس بالضرورة أن تكون النتائج آنية وحتمية. ما لم تربط السبب بالنتيجة لن تتعلم من التجربة ولن تتخذ القرار الصائب، أن التحليل المنطقي يمكن أن يؤدي إلى الحل الواضح لتدهور الموقف وقد يكون الحل النهائي بعيد جدا عن المنطق مثل الشعور بالقلق قبل مواجهه تحد ما ,فمحاولة تهدئه القلق بان تنكره لا يكون لها تأثير كبير بالحقيقة ولكن الاعتراف به واستيعابه كاملا ثم التركيز على شي آخر تماما وهو الحل قد يكون هو الملجأ الآمن لحل المشكلة. فحاول منذ اللحظة مراقبة أنظمة حياتك واستيعابها وفهم مفرداتها وتفاصيلها وإحداث التغير الإيجابي فيها وفقني الله وإياكم لما فيه الخير. منقول
  14. سجود السهو بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بلغ البلاغ المبين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن كثيراً من الناس يجهلون كثيراً من أحكام سجود السهو في الصلاة، فمنهم من يترك سجود السهو في محل وجوبه، ومنهم من يسجد في غير محله، ومنهم من يجعل سجود السهو قبل السلام وإن كان موضعه بعده، ومنهم من يسجد بعد السلام وإن كان موضعه قبله، ولذا كانت معرفة أحكامه مهمة جداً لاسيما للأئمة الذين يقتدي الناس بهم، وتقلدوا المسئولية في اتباع المشروع في صلاتهم التي يئمون المسلمين بها. فأحببت أن أقدم لإخواني بعضاً من أحكام هذا الباب، راجياً من الله تعالى أن ينفع به عباده المؤمنين. فأقول مستعينا بالله تعالى مستلهماً منه التوفيق والصواب: سجـود السهـو: عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلي لجبر الخلل الحاصل في صلاته من أجل السهو، وأسبابه ثلاثة: الزيادة والنقص والشك. الزيـــادة إذا زاد المصلي في صلاته قياماً أو قعوداً أو ركوعاً أو سجوداً متعمداً بطلت صلاته. وإن كان ناسياً ولم يذكر الزيادة حتى فرغ منها فليس عليه إلا سجود السهو، وصلاته صحيحة، وإن ذكر الزيادة في أثنائها وجب عليه الرجوع عنها وسجود السهو، وصلاته صحيحة. مثال ذلك: شخص صلى الظهر (مثلاً) خمس ركعات، ولم يذكر الزيادة إلا وهو في التشهد، فيكمل التشهد ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. فإن لم يذكر الزيادة إلا بعد السلام سجد للسهو وسلم، وإن ذكر الزيادة وهو في أثناء الركعة الخامسة جلس في الحال فيتشهد ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. دليل ذلك: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمساً فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: «وما ذاك؟» قالوا: صليت خمساً، فسجد سجدتين بعدما سلم، وفي رواية: فثنى رجليه واستقبل القبلة، فسجد سجدتين ثم سلم (رواه الجماعة). السلام قبل تمام الصلاة السلام قبل تمام الصلاة من الزيادة في الصلاة، فإذا سلم المصلي قبل تمام صلاته معتمداً بطلت صلاته. وإذا كان ناسياً ولم يذكر إلا بعد زمن طويل أعاد الصلاة من جديد، وإن ذكر بعد زمن قليل كدقيقين وثلاث، فإنه يكمل صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. دليل ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه « أن النبي صلي الله عليه وسلم صلى بهم الظهر أو العصر فسلم من ركعتين، فخرج سرعان الناس من أبواب المسجد يقولون: قصرت الصلاة، وقام النبي صلي الله عليه وسلم إلى خشبة المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان، فقام رجل فقال: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: لم أنس ولم تقصر ، فقال الرجل: بلى قد نسيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: «أحق ما يقول؟» قالوا: نعم، فتقدم النبي صلي الله عليه وسلم فصلى ما بقي من صلاته ثم سلم ثم سجـد سجدتين ثم سلم. » (متفق عليه). وإذا سلم الإمام قبل تمام صلاته وفي المأمومين من فاتهم بعض الصلاة فقاموا لقضاء ما فاتهم ثم ذكر الإمام أن عليه نقصاً في صلاته فقام ليتمها، فإن المأمومين الذين قاموا لقضاء ما فاتهم يخيرون بين أن يستمروا في قضاء ما فاتهم ويسجدوا للسهو وبين أن يرجعوا مع الإمام فيتابعوه، فإذا سلم فضوا ما فاتهم وسجدوا للسهو بعد السلام، وهذا أولى وأحوط. النـقــص أ-نقص الأركان: إذا انقص المصلي ركناً من صلاته فإن كان تكبيرة الإحرام، فلا صلاة له سواء تركها عمداً أم سهواً لأن صلاته لم تنعقد، وإن كان غير تكبيرة الإحرام فإن تركه متعمداً بطلت صلاته، وإن تركه سهواً فإن وصل إلى موضعه من الركعة الثانية لغيت الركعة التي تركه منها، وقامت التي تليا مقامها، وإن لم يصل إلى موضعه من الركعة الثانية، وجب أن يعود إلى الركن المتروك، فيأتي به وبما بعده، وفي كلتا الحالتين يجب عليه أن يسجد للسهو بعد السلام. مثال ذلك: شخص نسي السجدة الثانية من الركعة الأولى، فذكر ذلك وهو جالس بين السجدتين في الركعة الثانية. فتلغى الركعة الأولى وتقوم الثانية مقامها فيعتبرها الركعة الأولى ويكمل عليها صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. ومثال آخر: شخص نسي السجدة الثانية والجلوس قبلها من الركعة الأولى فذكر ذلك بعد أن قام من الركوع في الركعة الثانية فإنه يعود ويجلس ويسجد ثم يكمل صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. ب-نقص الواجبات: إذا ترك المصلي واجباً من واجبات الصلاة متعمداً بطلت صلاته. وإن كان ناسياً وذكره قبل أن يفارق محله من الصلاة أتى به ولا شيء عليه. وإن ذكره بعد مفارقة محله قبل أن يصل إلى الركن الذي يليه رجع فأتى به ثم يكمل صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. وإن ذكره بعد وصوله إلى الركن الذي يليه سقط فلا يرجع إليه ويستمر في صلاته ويسجد للسهو قبل أن يسلم. مثال ذلك: شخص رفع من السجود الثاني في الركعة الثانية ليقوم إلى الثالثة ناسياً التشهد الأول فذكر قبل أن ينهض فإنه يستقر جالساً فيتشهد ثم يكمل صلاته ولا شيء عليه. وإن ذكر بعد أن نهض قبل أن يستتم قائماً رجع فجلس وتشهد ثم يكمل صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم، وإن ذكر بعد أن استتم قائماً سقط عنه التشهد فلا يرجع إليه فيكمل صلاته ويسجد للسهو قبل أن يسلم. دليل ذلك: ما رواه البخاري وغيره عن عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه « أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين ولم يجلس (يعنى للتشهد الأول) فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم. » الـشــــك الشك: هو التردد بين أمرين أيهما الذي وقع. والشك لا يلتفت إليه في العبادات إلا في ثلاث حالات: الأولى: إن كان مجرد وهم لا حقيقة له كالوساوس. الثانية: إذا كثر مع الشخص بحيث لا يفعل عبادة إلا حصل له فيها شك. الثالثة: إذا كان بعد الفراغ من العبادات فلا يلتفت إليه ما لم يتيقن الأمر فيعمل بمقتضى يقينه. مثال ذلك: شخص صلى الظهر فلما فرغ من صلاته شك هل صلى ثلاثاً أو أربعاً فلا يلتفت لهذا الشك إلا إن يتيقن أنه لم يصل إلا ثلاثاً، فإنه يكمل صلاته إن قرب الزمن ثم يسلم ثم يسجد للسهو ويسلم، فإن لم يذكر إلا بعد زمن طويل أعاد الصلاة من جديد. وأما الشك في غير هذه المواضع الثلاثة فإنه معتبر، ولا يخلو الشك في الصلاة من حالين: الحال الأولى: أن يترجح عنده أحد الأمرين فيعمل بما ترجح عنده فيتم عليه صلاته ويسلم، ثم يسجد للسهو ويسلم. مثال ذلك: شخص يصلي الظهر فيشك في الركعة هل هي الثانية أو الثالثة لكن ترجح عنده أنها الثالثة فإنه يجعلها الثالثة فيأتي بعدها بركعة ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. دليل ذلك: ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: « إذا شك أحدكم في صلاته فليتحرَّ الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين » . (رواه البخاري). الحال الثانية: أن لا يترجح عنده أحد الأمرين فيعمل باليقين وهو الأقل فيتم عليه صلاته، ويسجد للسهو قبل أن يسلم ثم يسلم. مثال ذلك: شخص يصلي العصر فشك في الركعة هل هي الثانية أو الثالثة ولم يترجح عنده أنها الثانية أو الثالثة فإنه يجعلها الثانية فيتشهد التشهد الأول ويأتي بعده بركعتين ويسجد للسهو ويسلم. دليل ذلك: ما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: « إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدرِ كم صلى ثلاثاً أم أربعاً؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم. فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان » . ومن أمثلة الشك: إذا جاء الشخص والإمام راكع فإنه يكبر تكبيرة الإحرام وهو قائم معتدل، ثم يركع و حينئذ لا يخلو من ثلاث حالات: الأولى: أن يتيقن أنه أدرك الإمام في ركوعه قبل ن يرفع منه فيكون مدركاً للركعة وتسقط عنه قراءة الفاتحة. الثانية: أن يتيقن أن الإمام رفع من الركوع قبل أن يدركه فيه فقد فاتته الركعة. الثالثة: أن يشك هل أدرك الإمام في ركوعه فيكون مدركاً للركعة أو أن الإمام رفع من الركوع قبل أن يدركه ففاتته الركعة، فإن ترجح عنده أحد الأمرين عمل بما ترجح فأت عليه صلاته وسلم، ثم سجد للسهو وسلم إلا أن لا يفوته شيء من الصلاة فإنه لا سجود عليه حينئذ. وإن لم يترجح عنده أحد الأمرين عمل باليقين (وهو أن الركعة فاتته) فيتم عليه صلاته ويسجد للسهو قبل أن يسلم ثم يسلم. فائدة: إذا شك في صلاته فعمل باليقين أو بما ترجح عنده حسب التفصيل المذكور ثم تبين له أن ما فعله مطابق للواقع وأنه لا زيادة في صلاته ولا نقص سقط عنه سجود السهو على المشهور من المذهب لزوال ما وجب السجود وهو الشك، وقيل: لا يسقط عنه ليراغم به الشيطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « وإن كان صلى إتماماً كانتا ترغيماً للشيطان » ، ولأنه أدى جزءاً من صلاته شاكاً فيه حين أدائه، وهذا هو الراجح. مثال ذلك: شخص يصلي فشك في الركعة أهي الثانية أم الثالثة؟ ولم يترجح عنده أحد الأمرين فجعلها الثانية و أتم صلاته ثم تبين له أنها هي الثانية في الواقع فلا سجود عليه على المشهور من المذهب، وعليه السجود قبل السلام على القول الثاني الذي رجحناه. سجـود السهـو علـى المأمــوم إذا سها الإمام وجب على المأموم متابعته في سجود السهو لقول النبي صلي الله عليه وسلم: « إنما جعل الإمام ليؤتـم به فـلا تختلفـوا عليه » إلى أن قال « وإذا سجـد فاسجـدوا » (متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه). وسواء سجد الإمام للسهو قبل السلام أو بعده فيجب على المأموم متابعته إلا أن يكون مسبوقاً قد فاته بعض الصلاة فإنه لا يتابعه في السجود بعده لتعذر ذلك، إذ المسبوق لا يمكن أن يسلم مع إمامه، وعلى هذا فيقضي ما فاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. مثال ذلك: رجل دخل مع الإمام في الركعة الأخيرة، وكان على الإمام سجود سهو بعد السلام، فإذا سلم الإمام فليقم هذا المسبوق لقضاء ما فاته ولا يسجد مع الإمام فإذا أتم ما فاته وسلم سجد بعد السلام، وإذا سها المأموم دون الإمام ولم يفته شيء من الصلاة فلا سجود عليه لأن سجوده يؤدي إلى الاختلاف على الإمام واختلال متابعته، ولأن الصحابة رضي الله عنهم تركوا التشهد الأول حين نسيه النبي صلي الله عليه وسلم فقاموا معه ولم يجلسوا للتشهد مراعاة للمتابعة وعدم الاختلاف عليه. فإن فاته شيء من الصلاة فسهى مع إمامه أو فيما قضاه بعده لم يسقط عنه السجود فيسجد للسهو إذا قضى ما فاته قبل السلام أو بعده حسب التفصيل السابق. مثال ذلك: مأموم نسي أن يقول: سبحان ربي العظيم في الركوع ولم يفته شيء من الصلاة، فلا سجود عليه، فإن فاتته ركعة أو أكثر قضاها ثم سجد للسهو قبل السلام. مثال آخر: مأموم يصلي الظهر مع إمامه فلما قام الإمام إلى الرابعة جلس المأموم ظناً منه أن هذه الركعة الأخيرة، فلم يعلم أن الإمام قائم قام فإن كان لم يفته شيء من الصلاة فلا سجود عليه، وإن كان قد فاتته ركعة فأكثر قضاها وسلم ثم سجد للسهو وسلم، وهذا السجود من أجل الجلوس الذي زاده أثناء قيام الإمام إلى الرابعة. تنبيه: تبين مما سبق أن سجود السهو تارة يكون قبل السلام وتارة يكون بعده، فيكون قبل السلام في موضعين: الأول إذا كان عن نقص، لحديث عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد للسهو قبل السلام حين ترك التشهد الأول، وسبق ذكر الحديث بلفظه. الثاني إذا كان عن شك لم يترجح فيه أحد الأمرين لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فيمن شك في صلاته فلم يدر كم صلى؟ ثلاثاً أم أربعاً؟ حيث أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد سجدتين قبل أن يسلم، وسبق ذكر الحديث بلفظه. ويكون سجود السهو بعد السلام في موضعين: الأول إذا كان عن زيادة لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمساً فذكَّروه بعد السلام فسجد سجدتين ثم سلم، ولم يبين أن سجوده بعد السلام من أجل أنه لم يعلم بالزيادة إلا بعده، فدل على عموم الحكم وأن السجود عن الزيادة يكون بعد السلام سوء علم بالزيادة قبل السلام أم بعده. ومن ذلك إذا سلم قبل إتمام صلاته ناسياً ثم ذكر فأتمها فإنه زاد سلاماً في أثناء صلاته فيسجد بعد السلام لحديث أبي هريرة رضي الله عنه حين سلم النبي صلي الله عليه وسلم في صلا ة الظهر أو العصر من ركعتين فذكروه فأتم صلاته وسلم ثم سجد للسهو وسلم وسبق ذكر الحديث بلفظه. الثاني: إذا كان عن شك ترجح فيه أحد الأمرين لحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من شك في صلاته أن يتحرى الصواب فيتم عليه ثم يسلم ويسجد، وقد سبق ذكر الحديث بلفظه. وإن اجتمع عليه سهوان موضع أحدهما قبل السلام وموضع الثاني بعده، فقد قال العلماء: يغلب ما قبل السلام فيسجد قبله. مثال ذلك: شخص يصلي الظهر فقام إلى الثالثة ولم يجلس للتشهد الأول وجلس في الثالثة يظنها الثانية ثم ذكر أنها الثالثة فإنه يقوم ويأتي بركعة ويسجد للسهو ثم يسلم. فهذا الشخص ترك التشهد الأول وسجوده قبل السلام وزاد جلوساً في الركعة الثالثة وسجوده بعد السلام فغلب ما قبل السلام، والله أعلم. والله أسأل أن يوفقنا وإخواننا المسلمين لفهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بهما ظاهراً وباطناً في العقيدة والعبادة والمعاملة وأن يحسن العاقبة لنا جميعاً إنه جواد كريم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. تم تحريره بقلم الفقير إلى الله تعالى محمد الصالح العثيمين في 4/3/1400هـ .
  15. هام جداً أدعية يُظن أنها تعين على المذاكرة الفتوى رقم ( 21350 ) من فتاوى اللجنة الدائمة س : أبعث إليكم ورقة أرسلتها إلي إحدى المعلمات ، وقد وجدتها متداولة بين بعض الطالبات أثناء فترة الاختبارات الدراسية ، هذه الورقة بعنوان : (دعاء المذاكرة والنجاح- بإذن الله) ، وتشتمل هذه الورقة على أدعية وأوراد افتعلها كاتبها ، وأخذها إما من بعض آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، ولكنه جعل لها مواضع تقال فيها ، لم يرد بها دليل أو أثر ، أرفعها إليكم لعلي أن أحظى منكم بتنبيه أو توعية للناس على خطأ هذا الكلام الذي جاء بهذه الصورة . جعلكم الله عونا للحق وناشرين له ، وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين ، وقد جاء في الورقة المذكورة ما يلي : (بسم الله الرحمن الرحيم ، دعاء المذاكرة والنجاح - بإذن الله- قال الله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (1) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء ، فإذا وفقت في الدعاء أعطيت الإجابة) ونحن على أبواب الامتحان هداني الله لجمع هذه الأدعية والتوجه بها إلى الله في أوقات المذاكرة ، وعند الامتحان ، وفي حال النسيان . دعاء قبل المذاكرة : اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين ، اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك ، وقلوبنا بخشيتك ، وأسرارنا بطاعتك ، إنك على كل شيء قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . عند دخول الامتحان : رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا . دعاء بعد المذاكرة : اللهم إني استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت فرده عند حاجتي إنك على كل شيء قدير . عند بداية الإجابة : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، باسم الله الفتاح ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا يا أرحم الراحمين . عند التوجه للامتحانات : اللهم إني توكلت عليك وفوضت أمري إليك ولا ملجأ ولا منجى إلا إليك . عند تعسر الإجابة : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . عند النسيان : اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي . بعد أن ينتهي من الإجابة يقول : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . الجواب هذه الأدعية الموضوعة للمذاكرة والنجاح والمنوعة لكل حالة تعرض للطالب أثناء المذاكرة أدعية مبتدعة ، لم يرد في تخصيصها بما ذكر دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما ذكر فيها من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو آثار ، إنما وردت لأسباب : إما خاصة بها ، أو عامة لسؤال الله ودعائه والتضرع له والالتجاء إليه والتوكل عليه سبحانه في كل أمور الإنسان التي تعرض له أما تخصيصها بما ذكر فلا يجوز ، ويجب ترك العمل بها لهذا الخصوص ، وعدم اعتقاد صحتها فيما ذكر ، والدعاء عبادة لله ، فلا يصح إلا بتوقيف ، وينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يدعو الله بأن ييسر له أموره كلها ، وأن يزيده علما وفقها في الدين ، وأن يلهمه الصواب ، ويذكره ما نسي ، ويعلمه ما جهل ، ويوفقه لكل خير ، ويذلل له كل صعب ، دون أن يجعل لكل حالة دعاء مبتدعا يواظب عليه ، وذلك أسلم له في دينه وأحرى أن يستجيب الله لدعائه ، ويوفقه لكل خير ، فالله سبحانه وتعالى وعد من دعاه بالإجابة والتوفيق للهداية والرشاد ، وشرط لذلك الاستجابة لما شرع الله والإيمان به سبحانه ، والاستقامة على دينه كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (1) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
  16. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متدينات ولكن... بلا حجاب!! نبيل بن علي العوضي الكثير من الأخوات الفاضلات تحافظ على صلواتها الخمس بحمد الله، وربما تصلي النوافل والرواتب، وعندها ورد في قراءة القرآن بتدبر وخشوع، ولسانها كثير الذكر لله جل وعلا، وأحياناً تصوم الأيام المستحبة تطوعاً لله جل وعلا، وتحب الاستماع للدروس الدينية ومجالس الوعظ والذكر، وتتميز الكثيرات منهن بالتربية الصالحة والأخلاق الفاضلة، فلا يجرؤ أي سفيه أن يتحرش بها أو يستدرجها، فإن حاول فلن يجد منها إلا التوبيخ والقسوة في النصيحة، لأنها خرجت من بيت صالح متحشم، وكل ما ذكرته في نسائنا نفخر به ونفرح لكن ينقص بعض أولئك الفاضلات شيء واحد، وهو شيء مهم جداً، فتجدها تفعل كل ما ذكرنا لكنها مع هذا إلى الآن لم تلتزم (الحجاب) الشرعي!! * * * * * * عدم التزام الكثيرات من صاحبات الخلق والدين بالحجاب له أسباب كثيرة، لكن كل هذه الأسباب لو اجتمعت فإنها لا تكفي لتكون سبباً مقنعاً لتأخير لبس الحجاب الذي أمر الله به المؤمنات القانتات الصالحات، صحيح أن الأخلاق والالتزام بالعفة والشرف أهم من مجرد لبس الحجاب، لكن هذا لا يعني عدم أهمية لبسه، بل لا يلغي كونه واجباً شرعياً من أتت به فلها الأجر والثواب عند الله ومن لم تلتزم به فإنها قد عرضت نفسها للاثم ووقعت بالحرام!. صحيح أن هناك من النساء السيئات اللواتي يتسترن بالحجاب وهن أبعد ما يكن عن الحشمة والحياء والعفة والفضيلة، وربما استغلت غطاء وجهها المشروع لتبحث عن المحرم والممنوع، لكن هذا ليس عذراً لترك الحجاب فالله جل وعلا هو الذي أمر به وهو الذي شرعه جل وعلا، فكم من المصلين -مثلاً- من يظلم ويسيء للناس ويخون زوجته ويأكل حقوق الناس!! فهل هذا يعطي العذر لمن يترك الصلاة في تركه لها؟!! بالطبع لا يقول هذا عاقل!!. أعرف أن الكثيرات من غير المحجبات عندهن أعمال صالحة، وما خفي منها أعظم، ومنهن من بنت المساجد وأطعمت المساكين، وتصدقت بما تحب من أموالها لله جل وعلا، وكم منهن ممن تسافر لأداء العمرة والحج، وربما بكت من خشية الله كثيراً، ولا شك في حب أولئك لله جل وعلا، ولكن، أرجو أن يقرأن معي بتمعن قول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [سورة الأحزاب: 59] ولترجع كل فاضلة إلى تفسير هذه الآية ولتعلم أن حبيبها الأعظم وهو خالقها جل وعلا لا يحب خروجها من بيتها إلا كما أمرها، بحجابها وسترها الذي أراده لها، ولتقل من قلبها {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [سورة البقرة: 285]. عتبي الشديد على بعض الأمهات اللواتي لم يشجعن بناتهن على لبس الحجاب من الصغر، فالبنت التي بلغت العاشرة من العمر لابد من تعويدها على الحجاب، ومن بلغت المحيض لا يجوز لها الخروج إلا بالحجاب، وكلما تحجبت الفتاة وهي صغيرة كلما سهل الأمر عليها وأحبته، والعتب الأكبر على أمهات منعن بناتهن من لبس الحجاب!! وبعضهن تبكي وتتوسل لأمها تريد تطبيق أمر ربها تعالى وأمر نبيها وحبيبها صلى الله عليه وآله وسلم، ومع هذا أمها تمنعها بحجة سخيفة وللأسف وكأنها اعلم من الله فيما يصلح بنتها ويحسن مآلها!! و«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» [رواه الألباني]. ربما تكون بعض الأخوات لازلن مترددات في لبس الحجاب من عدمه، لكن القرار بالحجاب أرجو أن يكون سريعاً، فكم من فتاة ترددت حتى أتاها ملك الموت وضاعت الفرصة وستندم يوم القيامة إذا لقيت ربها وناقشها الحساب وهي بلا حجاب!! فما عذرها عند الله يوم القيامة؟! إن زوجاً أيتها الأخت الفاضلة يأمرك بترك الحجاب أو يمنعك من لبسه هو زوج (ناقص الرجولة) عديم الغيرة!!. نعم هو كذلك وان لم يعلم عن نفسه هذا الأمر، فالرجل ذو الشخصية المتكاملة المحب لزوجته حباً صادقاً، يغار على زوجته غيرة سليمة طبيعية، وهو يتمنى أن تكون زوجته بكامل حجابها أمام الرجال الأجانب لأنه يحبها ويخاف عليها أولاً من القلوب والنفوس المريض وثانياً من عقاب الله لها يوم القيامة، أما إذا كان زوجك يحثك على خلع الحجاب فلا تصدقي حبه لك فلربما كانت نظرته لك شهوة مريضة لا أكثر، والغيرة الطبيعية يحث عليها الشرع ويصدقها العقل الصحيح والفطرة السليمة. أختي الفاضلة.. أعلم مدى طيبة قلبك وحبك لربك ولنبيك، ولكن.. أما آن لك أن تتخذي القرار بالحجاب، لا عليك من كلام الناس، ولا نظراتهم الساخرة، ففي سبيل الله يهون كل شيء، فكري فقط في رضا الرب عز وجل، أما رضا الناس فهي غاية لا تدرك، واعلمي أنك باتخاذ هذا القرار والآن وليس غداً فإنك ستتقربين إلى الله وتتعرضين لرحمته، وقوليها من كل قلبك... (يا رب... يا الله... يا رحمن... تحجبت من الآن... من أجلك... ومن أجلك فقط).الشيخ نبيل العوضي
  17. من طرائف الشيوخ مواقف باسمة لنجوم أضاءت الدنيا الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبينا محمد وعلى اله وصحبه من دعابات الألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله: يقول أحد طلبة العلم.. من الأجوبة اللطيفة التي سمعتها عن سؤال يقول فيه صاحبه أنه متزوج ويريد الزواج بالثانية بنية اعفاف فتاة فقال له الشيخ ابن عثمين أعط المال لشاب فقير يتزوجها وتأخذ أجر الاثنين؟ ركب أحد طلبة العلم مع الشيخ الألباني رحمه الله في سيارته وكان الشيخ يسرع في السير. فقال له الطالب: خفف يا شيخ فإن الشيخ ابن باز يرى أن تجاوز السرعة إلقاء بالنفس إلى التهلكة. فقال الشيخ الألباني رحمه الله : هذه فتوى من لم يجرب فن القيادة. فقال الطالب: هل أخبر الشيخ ابن باز. قال الالباني: أخبره. فلما حدث الطالب الشيخ ابن باز رحمه الله بما قال الشيخ الألباني ضحك وقال: قل له هذه فتوى من لم يجرب دفع الديات!!.(ترجمة السدحان للشيخ ابن باز). ومما نقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هذه المواقف: قابله أحدهم في المستشى, فسأله ماذا تفعل هنا يا فضيلة الشيخ؟. قال الشيخ : أحلل السكر. فقال السائل:كلنا تعرف أن السكر حلال , ابحث لنا عن شيء آخر وحلله لنا. وسأل ابن عثيمين أحدهم: ما يفعل الشخص بعد أن ينتهي من الدعاء؟. فرد الشيخ: ينزل يديه..!! وسأله آخر: إذا كان الشخص يستمع إلى شريط مسجل ووردت آية فيها سجد’, هل يسجد؟ فقال الشيخ: نعم, إذا سجد المسجل..!! وكان الشيخ ابن عثيمين يلقي درسا في باب النكاح عن عيوب النساء, فسأله أحدهم : لو تزوجت ووجدت أن زوجتي ليس لها أسنان, هل يبيح لي هذا العيب فسخ النكاح؟؟. فقال الشيخ: هذه المرأة جيدة, لأنها لا يمكن أن تعضك..!! كان الشيخ ابن عثيمين في مكة ذات يوم راكبا تاكسي.. والظاهر أن المشوار كان طويلا, فأراد سائق التاكسي أن يتعرف - ولم يكن يعرف الشيخ- فقال: ما تعرفنا على الاسم الكريم يا شيخ؟ فرد الشيخ: محمد بن صالح بن عثيمين ..فرد السائق:تشرفنا, معك عبد العزيز بن باز السواق يحسبه يمزح.. هنا ضحك الشيخ, وقال له : ابن باز أعمى كيف يسوق تاكسي؟ فرد السائق: ابن عثيمين في نجد وش اللي يجيبه هنا, تمزح معي انت؟ هنا ضحك الشيخ, وأفهمه أنه بالفعل ابن عثيمين وكان ابن عثيمين خارج من البيت رحمه الله وبيده المبخرة متوجه للمسجد وإذا بأحد الشباب الطايش يقرب الشيخ ويقول يا شيخ ممكن أولع السيجارة الشيخ قال له تفضل يا ولدي..المهم هذا أصبح من هذا الموقف واحد من طلبة الشيخ والملازمين له كان أحد كبار السن من أهل البادية يتواجد صدفة للصلاة في مسجد الشيخ ابن عثيمين من غير ما يعرف وعندما كان الشيخ في صلاة جهرية بمسجده نسي أحد الآيات,فذكره بها أكثر من شخص خلفه, وعندما انتهى الشيخ من الصلاة نبههم إلى أن التذكير لا يكون بهذا الشكل الجماعي وأن واحدا يكفي عن البقية, وهنا نطق كبير السن بكل تقة وقال: إلا المفروض أن الشايب اللي مثلك ما يعرف يقرأ يصف ورى ويخلي الصلاة لأهلها! فلله درهم من قوم, كانوا نجوما لأهل الأرض, عليهم شآبيب الرحمة. ورحمهم الله وجمعنا بهم في جنة عرضها السموات والأرض.. منقول
  18. سعيد الكثيري الحلقة المفقودة ...... المهدي المنتظر (5) على المستوى السياسي تشير الأحاديث إلى أن أوضاع المسلمين ستنتقل من الخلافة الراشدة إلى الملك العضوض إلى الملك الجبري ، ثم تعود فجأة من هذا المنحدر السحيق إلى وضع الخلافة الراشدة . هذه القفزة الهائلة من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة لا يمكن أن تحدث إلا من خلال تغيير ثقافي استثنائي وغير معهود . ذلك أن الحكم الجبري لا يحدث ويشيع ويترسخ على مستوى الأمة مصادفة ، بل لأن ثقافة الناس وأحوالهم وأوضاعهم تنتجه وترسخه وتعمقه . إن النظام السياسي في النهاية ما هو إلا انعكاس لمجمل ثقافة الناس ومستوى وعيهم وقناعاتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية . ومن ثم فإنه لا يمكن القفز من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة إلا عبر تغيير ثقافي حاسم وواسع واستثنائي يؤدي إلى حدوث هذه الطفرة . وبموجب النصوص فإنه لا يوجد طفرة استثنائية في حياة المسلمين قبل عودة عيسى عليه السلام سوى من خلال ظهور المهدي المنتظر . لقد احتاج الإصلاح السياسي في أوروبا إلى الكثير من التغييرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وإلى العديد من الثورات والحروب والدماء . وبعد قرون من التطورات المتنوعة والتدريجية والتراكمية تحقق الإصلاح السياسي . لنحاول التعرف على توقيت كل من الحكم العضوض والحكم الجبري المشار إليهما في الأحاديث . ذلك أننا حين ننظر إلى التاريخ فإن الفارق بين الحكمين قد لا يبدو واضحاً وجلياً وملموساً ، فالأنظمة السياسية التي تعاقبت على المسلمين منذ عهد بني أمية هي أنظمة الحكم العائلية وأنظمة حكم العصابات السياسية ( المجموعات الانقلابية التي لا يجمعها الرابط العائلي بصورة أساسية ) وأنظمة حكم الطوائف ( الحكم المبني على اعتبارات مذهبية أو عرقية أو مناطقية ... الخ ) . هذه الأنظمة تحققت قديماً وحديثاً على نحو لا يمكن الاستدلال من خلاله على الفارق بين كل من الحكم العضوض والحكم الجبري . إذا نقلنا النظرة من شكل أنظمة الحكم إلى التطورات الواقعية التي لحقت بها فإنه يمكننا اكتشاف دلالة الوصفين اللذين وردا في الأحاديث النبوية . لقد كانت الدولة الإسلامية في الماضي دولة واحدة تمتد من الصين إلى الأندلس أو بضع دويلات تمتد على هذه المساحة ، كما أن شؤون الحياة في الماضي كانت أقل اعتماداً على الدولة وكان الناس أقل اضطراراً للاحتكاك بها . كان النشاط الأساسي لمعظم الناس يتركز حول الزراعة والرعي . وهذه النشاطات توفر درجة كبيرة من الاستقلالية عن أهل الحكم . وحتى التجارة والحرف والتعليم والتأليف كانت تتمتع بدرجات متفاوتة من الاستقلالية والتحرر من سلطة وهيمنة أهل الحكم . وبحكم كل هذه العوامل فقد كان الناس أقل اضطراراً للخضوع لأهل الحكم والاحتكاك بهم . وفي تقديرنا فإن وصف الحكم العضوض ينبع من وجود هذه الأوضاع الواقعية ، سواء اتخذ الحكم شكلاً عائلياً أو طائفياً أو اتخذ شكل عصابة سياسية . أما في العصر الحديث فقد تجزأت الدولة الإسلامية التاريخية إلى أكثر من خمسين دولة . تجـزأ العالم العربي إلى أكثر من عشرين دولة . وبما أن الحكم العائلي لم يتغير ، بل أصبح أكثر رحمة وأقل بؤساً بعد استشراء حكم العصابات السياسية ، فقد أصبح لدينا مجموعة ضخمة من الحكام والمتنفذين . في العصر الحديث أصبحت السلطة تصل إلى كل نشاط وتتدخل فيه وتوافق عليه أو تمنعه . أصبحت أكبر رب عمل . وساعد شيوع التوجهـات الاشتراكية في الدول العربية الفقيرة ووجود الثروة لدى الدول الغنية على استتباع الناس في أرزاقهم وتحويل معظمهم إلى أجراء لدى السلطة . السلطة تتدخل في حياة الإنسان منذ تحرير شهادة ميلاده وهويته الشخصية إلى شهاداته الدراسية إلى وثائق سفره ووثيقة زواجه وميلاد أبنائه ووثائق ممتلكاته وتصريحات أعماله الحرة وتعاقداته وعلاقاته مع الخارج ، وانتهاء بشهادة وفاته والتصريح بدفنه . وسائل النقل والاتصال الحديثة سهلت وصول السلطة إلى الناس ورقابتها عليهم والتفنن في لجمهم وقمعهم . وسائل الإعلام الحديثة سهلت فرص تمجيد الحاكم وبث دعايته وتعزيز وسائل تحكمه في ثقافة ووعي الناس . باختصار ، كان الوضع القديم يجعل الناس أقل احتكاكاً بحكام العائلات والعصابات والطوائف السياسية وأقل خضوعاً لهم واعتماداً عليهم ، كما أن متطلبات بناء الدولة في العصر الماضي كانت تسمح لأولئك الحكام بإنجاز الكثير من المهام التي يتطلبها ذلك البناء . وهذه هي صورة الحكم العضوض . أي الظالم المتشبث بالحكم . أما الأوضاع والتطورات الحديثة فقد وضعت المجتمعات في قبضة العائلات والعصابات السياسية ، كما أن متطلبات بناء الدول تعقدت وتشعبت واختلفت إلى حدود لم يعد هؤلاء الحكام قادرين على الوفـاء بجزء يسير منها ، بل لقد أصبح وجودهم من أبرز العوائق التي تحول دون حسن بناء الدول الحديثة . وهذه هي صورة الحكم الجبري. أي القهري الاستعبادي الذي تحقق منذ شيوع تطورات العصر الحديث التي لا زلنا نعيش في ظلها . الآن ، كيف يمكن أن ينتقل الناس من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة بقفزة واحدة كما تنبئ الأحاديث ؟! هذا أمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا حدثت نقلة واسعة وحاسمة وعميقة في ثقافتهم . وفي ضوء ما أشرنا إليه من أنه لا يمكن لرجل أن يغير أوضاع المسلمين إلا إذا أتى بفكر يتجاوز مقولات كل الفرق الإسلامية وينقل الوحي إلى العصر ، فإن هذه السمات تسري وتصدق على الشأن السياسي . فما هي القضايا التي يمكن أن يمسها التجديد ويكون لها انعكاساً عميقاً على الثقافة السياسية . نعتقد أنه هذه القضايا هي : حد الردة ، قيمة الحرية ، حكم الآخر ، مفهوم الشورى ، الحقوق السياسية للمرأة ، المقابل العصري للخلافة الراشدة ، مشروعية الحكم العائلي وحكم العصابات السياسية وحكم الطوائف . لن تحدث قفزة حاسمة تنقل الناس من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة بمضمون عصري إلا إذا أعيد فهم وتكييف حد الردة بصورة تسمح بانطلاق حرية التفكير والتعبير السياسي إلى أبعد مدى ، ولن تحدث قفزة سياسية حاسمة إلا إذا نزعت مشروعية حكم العائلات والعصابات والطوائف السياسية وأعيد تعريف الشورى لتكون حقاً وواجباً ملزماً لكل أفراد المجتمع . لن تحدث قفزة حاسمة تنقل الناس من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة إلا إذا أعيد فهم قيم الخلافة الراشدة في ضوء معطيات وأوضاع العصر . ولن يكون لهذه التجديدات أية مصداقية ما لم تستند بصورة كلية وقاطعة إلى نصوص الوحي ، ولن تحظى هذه التجديدات بالقبول الواسع والسريع إلا إذا تم تقديمها عبر شخصية لا جدال في تأييد الوحي لها مثل شخصية المهدي . وإذا صح ذلك فإن لنا أن نتوقع من المهدي أن يتبنى تجديدات عميقة وحاسمة على صعيد قضايا حد الردة وقيمة الحرية والتعامل مع الآخر ومفهوم الشورى والحقوق السياسية للمرأة والمقابل العصري للخلافة الراشدة ، ولنا أن نتوقع منه أن ينفي المشروعية الدينية عن الحكم العائلي وحكم العصابات السياسية وحكم الطوائف . إذا صدرت هذه التجديدات عن شخصية يزكيها الوحي مثل شخصية المهدي فإن تغييراً حاسماً وسريعاً يمكن أن يحدث في وعي وثقافة الناس ، وستساعد ثورة الاتصالات والمعلومات في الإسراع بالتغيير وعولمته . وهنا يمكن للمسلمين بالفعل أن ينتقلوا مباشرة من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة كما تشير الأحاديث . وكل عام والجميع بخير ،،،، ======================================== نهايةً : أعرف أن الموضوع طويل جداً جداً جداً جداً ولكننى أحببت نقله لكم بمشاركاته الهامه ليكون مرجعاً مفيداً لكل من يود الإطلاع على تفاصيل هذا البحث الشيق والهام أرجو الا اكون أثقلت عليكم بذلت وقتاً طويلاً جداً لنقل هذا الموضوع كاملاً وبتنسيق جميل لتسهيل الاطلاع عليه وتنظيمه ولا اتمنى منكم سوى الدعاء بظهر الغيب ، فلا تحرمونى إياه تحيتى لكم أعضاء المنتدى الجميل ياللا يا شباب
  19. سعيد الكثيري الحلقة المفقودة ...... المهدي المنتظر (4) إذا كان المهدي سينجح في تحجيم الثقافة الغربية ونزع مشروعية ثقافة التكفير والعنف فإن العالم سيخطو بالفعل خطوة كبرى باتجاه القسط والعدل بعد أن أسهمت التطورات التي لحقت بهاتين الثقافتين في ملء الدنيا ظلماً وجوراً . هذا هو بعض ما يقود إليه الفهم الذي طرحناه حول نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان ، فما الذي تقود إليه معطيات الثقافة السائدة ؟. لا تقود إلى فهم مهام المهدي ولا تفيد في معرفة سر وصفه بالهداية وسر تحول أوضاع العالم عند ظهوره . لن يجد المرء في الثقافة السائدة إضاءات شافية حول هذه القضايا . المهدي بموجب الأحاديث سيظهر في أواخر فتنة الدجال وسيتم القضاء على هذه الفتنة بعودة عيسى عليه السلام أثناء وجود المهدي . وطالما أن المسيح الدجال لن يقضى على فتنته إلا بعد عودة عيسى عليه السلام ، فكيف يمكن بموجب الفهم اللغوي للنبوءات تفسير اختفاء معجزات الدجال وتأثيره وهيمنته على العالم خلال فترة وجود المهدي ؟! لماذا ستتعطل قدرته على أن يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فتتبعه كنوزها ؟ أين ستذهب فتنة الحمار الذي بين أذنيه أربعين ذراعاً ؟ أين ستذهب تحولات السنن الكونية وبعض سنن الخلق والمخلوقات ؟! إن مرحلة وجود المهدي ستكون مرحلة قسط وعدل وانتشار واسع للإسلام . والمفارقة أن هذه التطورات ستحدث في ظل وجود المسيح الدجال الذي لن يقضى على فتنته نهائياً إلا بعودة عيسى عليه السلام . فما هو سر هذا التحول والانكماش والانطفاء لمعجزات الدجال وفتنته ؟! لن يفيد الفهم اللغوي للنبوءات في فهم أسرار هذا التحول ، أما الفهم التأويلي الذي طرحناه فهو يحمل الإجابة التي تقضي على الأسرار . هذا الانطفاء السريع والفوري لفتنة الدجال في زمن المهدي يثبت أن الأمر يرتبط بالتغيير المعرفي الذي سيحدث . فإذا كان المهدي سيأتي بالوحي كله إلى قلب العصر – عبر إعادة تفسيره – ويؤدي مجرد ظهوره إلى تحول نصوص نبوءة المسيح الدجال من نصوص كان يراها البعض خرافية وغير معقولة وكانت تثير الصعوبات والتشكيك منذ القرون الهجرية الأولى إلى نصوص يرى الناس تجسيداتها أمامهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم فإن المصداقية ستتبدل وتقييم الواقع سيتغير . إذا كان مجرد ظهور المهدي سيؤدي إلى تحول نصوص نبوءة قرن الشيطان من نصوص مهملة وغير واضحة وغير مفهومة إلى نصوص تنبئ عن أسوأ ما في الواقع الإسلامي وتنتزع الناس من التاريخ وتنتزع الدين من السلطات المستظلة به والمستثمرة له ، فإن القناعات ستتبدل والمواقف ستتغير . إذا نجح المهدي في تقديم تجديدات مماثلة على الصعيد السياسي وأيقن الناس بأن نصوص الوحي تحمل ركائز وأدوات الإصلاح السياسي بصورة أكثر وضوحاً وحسماً مما يقدمه أعلام الفكر السياسي الغربي ، فإن وعي الناس بالدنيا سيتبدل وعلاقتهم بها ستتغير . إذا حدث ذات التجديد على صعيد القضايا الاقتصادية والاجتماعية فإن فتنة الدجال ستنطفئ وستتبدل المواقف الفكرية والوجدانية تجاه الحاضر والماضي وسيكون الناس على موعد مع انطلاقة ثقافية جديدة قوامها التغيير المعرفي الذي سيأتي مع المهدي . هذا التحول الفوري والواسع من معايشة أعظم وأوسع الفتن إلى إلقاء " الإسلام بجرانه في الأرض ، كما ورد في الأحاديث " مصدره تغير الرؤية ، وإلا فإن المسيح الدجال موجود في الحالتين ، ولكنه في الحالة الأولى كان هو الذي يشكل مصدر رؤية الناس ، بينما في الحالة الثانية أصبح المسيح الدجال والعصر بكامله في قبضة الوحي وتحت مظلته الحية . وما لم نتصور قضية المهدي في إطار هذا التغيير الثقافي الواسع فإننا لن ننجح في فهم سر وصفه بالهداية وأسرار التحولات الكبرى في عهده ، بل ستظل قضيته غرائبية متواضعة المضمون ومطية للمغامرين والأدعياء وحلماً لا يناسب إلا وعي البسطاء . إذا كان هناك من لا يزال يظن بأن المسيح الدجال سيكون رجلاً يجترح المعجزات وتتبدل في عهده بعض السنن الكونية وبعض سنن الخلق والمخلوقات ورغم ذلك فإن الناس لن يعرفوه ، فإنه لن يفهم سر انطواء صفحة هذا الرجل طوال فترة وجود المهدي . أين سيذهب هذا الرجل – الدجال – وما الذي سيحل بقدراته وجنته وناره وادعائه للألوهية وشبهاته وفتنته للمسلمين ؟! هل سيمكن الله المهدي من تعطيل تلك القدرات وإعادة السنن الكونية وبعض سنن الخلق والمخلوقات إلى طبيعتها وانتظامها ؟! الثابت أنه لا معجزات في نبوءة المهدي المنتظر . وحتى لو تجاوزنا القدرات والسنن فإننا لن نفهم أين ستذهب مصداقية ادعاء الألوهية واكتساح شبهات الدجال للعالم ونجاحه الهائل في فتنة النساء وانسياق الناس خلفه وتدافعهم نحو جنته وناره ؟! الدجال ذاته ، ما الذي سيحل به وماذا ستكون عليه أحواله منذ ظهور المهدي إلى حين عودة عيسى عليه السلام ؟! إذا ربطنا الأمر بالفكر فإن الصورة ستتضح وتتجلى . فالدجال فتنته في الفكر . والمخترعات والمكتشفات لن تختفي ولكنه بدلاً من وضعها في مسار الإلحاد والصدام مع الدين وتشكيك الناس في عقائدهم سيظهر فكر يقلب المسار بمجرد أن ينجح المهدي في الإتيان بالوحي إلى قلب العصر . بدل أن تحوز فكرة الطبيعة على المصداقية وتشيع وتهيمن على الإنتاج العلمي وعلى النظرة إلى الكون والإنسان والحياة ستنتزع حقيقة الإيمان بالخالق هذه المكانة . بدل النظرة المادية والاستخفاف بما يتجاوز هذه الدنيا ستنتقل الحجج والبراهين الدامغة إلى المعرفة المستمدة من الوحي . بدل أن يكون الانحلال أحد معايير التطور والتباهي سيصبح الاحتشام معياراً للرقي والنضج الإنساني . إذا دخل الوحي إلى العصر فإن النظرة الغربية ستدخل إلى التاريخ وتصبح من الماضي . وهذا هو سر الانطفاء الفوري لفتنة الدجال رغم استمرار وجوده في عهد المهدي . بل وهذا هو معنى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بغزو الدجال وفتحه !!. الأمر يتعلق بمصدر الرؤية الحاكمة لنظرة الإنسان إلى الكون والإنسان والحياة . وحين يتغير مصدر الرؤية فإن قناعات الناس ودوافعهم ومنطلقاتهم وسلوكياتهم ومواقفهم ستتغير . لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،،
  20. سعيد الكثيري الحلقة المفقودة ...... المهدي المنتظر (3) توقفنا عند الإشارة إلى الثقافة السلفية ( ثقافة الانقطاع عن العصر ) والثقافة الغربية ( ثقافة الانقطاع عن الوحي ) كأبرز عقبتين يمكن أن تقفا في وجه بروز وشيوع وانتشار فكر يجمع بين الوحي والعصر . الثقافة الغربية تأسر العالم وتحكم نظرة معظم الناس إلى الكون والإنسان والحياة وتملأ أذهانهم بثقافة منقطعة عن الدين . فكيف يمكن لأية رؤية تجديدية إسلامية أن تزاحم هذه الثقافة وتواجه تغلغلها في العقول والقلوب وتجذر الرؤى والمقاييس والمعايير المستمدة منها ؟! الثقافة السلفية تكتسح الساحة الإسلامية وتشد العقل المسلم إلى الماضي وتعزله عن العصر وتمد أهل السياسة في هذا البلد بمشروعية ناجزة ومطلقة يكاد يستحيل مقاومتها أو تغييرها . فكيف يمكن للمهدي المنتظر الذي سيظهر من ذات البلد الذي يتبنى هذه الثقافة إشاعة فكر مخالف لها ومناقض لمصالح السلطات السياسية التي تستند إلى الثقافة السلفية وتستثمرها إلى أبعد مدى ؟!. إن الهدف من نبوءة قرن الشيطان ليس محاكمة الماضي ، بل التمهيد والإعداد للمستقبل . أثناء تأويل نبوءة قرن الشيطان كنت أتقيد بالنصوص وأنطلق من أنها اشتملت على الوصف الرمزي ( قرن الشيطان ) والمكان ( نجد ، عند أصول أذناب الإبل ، حيث ربيعة ومضر ) والزمان ( آخر الزمان ، بالتزامن مع فتنة المسيح الدجال ) وسمات الأشخاص ( قوم مميزون صلاة وصياماً وقراءة للقرآن واستشهاداً بكلام خير البرية ، ولكنهم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ويقتلون أهل الإسلام ) . لا يمكنني أن أقتنع بأي تأويل يهدر أي جانب من هذه الجوانب ، فهي في النهاية أحاديث نبوية لا يصح إهدار أي جزء منها . وهنا سؤال يمكن أن يطرح حول سبب هذه الإقليمية في نبوءة قرن الشيطان ؟! إن أعمق الرؤى وأكثرها تحقيقاً لمصلحة الناس يمكن أن تظل مجرد حبر على ورق مالم تجد الوسيلة لتمكينها أو دفع الناس باتجاهها ، وأسخف الرؤى وأكثرها إضراراً بالناس يمكن أن تصل إليهم وتستحوذ على تفكيرهم وتحكم سلوكهم بمجرد أن تجد الوسيلة لتمكينها أو دفع الناس باتجاهها . والتاريخ مليء بالشواهد التي تؤكد وجود هذه المفارقة وكثرة حدوثها . لن ينفع مجرد الكلام التحليلي في نزع أسر الثقافة الغربية واكتساحها للعالم ، ولن ينفع أيضاً الكلام التحليلي في إبصار سلبيات الثقافة السلفية والتحرر من أسرها ونزع المشروعية عن السلطات السياسية التي تستفيد منها وتستثمرها وتستغلها . لقد احتاجت حياة البشر إلى الكثير من التراكمات الفكرية والمحاولات العديدة والمتكررة والإبداعات المتتالية لإحداث قدر بسيط من التحول في قناعات الناس . وبما أن ظهور المهدي سيؤدي إلى حدوث نقلة مستقبلية سريعة وحاسمة في حياة المسلمين ، بل وفي أوضاع العالم ، فإنه لا يمكن تصور حدوث هذه النقلة لمجرد أن رجلاً ظهر وأنبأت النصوص عن أوصافه . إن أقل المفتين علماً وأصغر المتنفذين والوزراء يمكن أن يحدثوا في حياة أية أمة مقلدة مثل أمتنا ما لا يستطيع عشرات المفكرين أن يحدثوه . النقلة السريعة والحاسمة لدى أية أمة مقلدة تحتاج إلى سبب استثنائي غير معهود ، وهنا يأتي دور الوسائل الاستثنائية التي ستميز شخصية المهدي المنتظر وتمكنه من أداء دوره التاريخي . لن تحدث نقلة سريعة وحاسمة في تاريخ المسلمين وتاريخ العالم إلا إذا وجد عامل استثنائي يعيد تشكيل رؤية الناس للحضارة الغربية ومواقفهم منها وتقييمهم لها ، ولن تحدث نقلة سريعة وحاسمة لدى أمة مقلدة مثل الأمة المسلمة مالم يوجد عامل استثنائي يعيد تشكيل رؤية الناس لثقافتهم وأوضاعهم السائدة . وإذا صح ما طرحناه من أن المسيح الدجال هو الغرب الحديث وأن فتنة قرن الشيطان هي جماعات التكفير والعنف في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، فإن مهمة المهدي المنتظر ستحتاج إلى هاتين النبوءتين إلى أقصى مدى ، فهما ستوفران سلاحين مؤثرين ونافذين وحيويين للدفع باتجاه التحرر العام والسريع من هيمنة وسطوة وتغلغل أكثر ثقافتين تزاحمان أي فكر جديد يمكن أن يظهر . وهنا يمكن إعادة طرح السؤال حول سبب إقليمية نبوءة قرن الشيطان ؟! السبب هو أن الثقافة المتجذرة في هذا المجتمع قمعت واجتثت فرص ومحفزات وإمكانات الإبداع ورسخت وعمقت وقدست فكرة وعوامل وإغراءات التقليد . هنا توجد ثقافة قوامها التقليد والانقطاع الشديد عن العصر والنفور من التجديد المتعلق بالحياة الدنيوية . هنا توجد ثقافة سلمت مقاليد الحياة الدنيوية إلى الحكام ومنحتهم مشروعية دينية تسمح لهم بشطب وإلغاء أي صوت إصلاحي حتى وإن كان شهيراً ومتبوعاً وشديد الاعتدال ولا ينازع في شرعيتهم . في ظل هذه الثقافة الغارقة في التقليد وهذه السلطة المتسربلة بالدين كيف يمكن لأي فرد حتى وإن كان المهدي أن يقلب هذه القناعات والأوضاع الراسخة عبر نقلة سريعة وحاسمة ؟! هنا تبدو فائدة وحكمة ورود نبوءة قرن الشيطان ، فهي ستوفر الدافع والحافز الفوري والعام لتغيير مواقف الناس من الثقافة والأوضاع السائدة بمجرد أن يحظى هذا التأويل بتأييد شخصية يؤيدها الوحي مثل شخصية المهدي . إن مجرد ظهور المهدي المنتظر سيكون بمثابة دلالة أكيدة وقاطعة على صحة تأويل فتنة المسيح الدجال بكونها فتنة الغرب الحديث وصحة تأويل فتنة قرن الشيطان بكونها جماعات التكفير والعنف في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب . لماذا ؟ لأن الأحاديث – كما سبق أن أشرنا - تؤكد أن المهدي سيواجه المسيح الدجال ويسهم في القضاء على فتنته ، والأحاديث تؤكد أيضاً أن أواخر فتنة قرن الشيطان تتزامن مع فتنة المسيح الدجال . أي أن المهدي سيعاصر أواخر الفتنتين . فهل يوجد مهمة أعظم من القضاء على هاتين الفتنتين وإعادة تشكيل وعي وقناعات الناس تجاه عصرهم وتجاه تاريخهم ؟! وألا يعطينا ذلك مؤشراً على بعض أسرار التحول الذي سيحدثه المهدي بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً ؟! لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،،
  21. سعيد الكثيري الحلقة المفقودة ...... المهدي المنتظر (2) انتهينا في الجزء السابق إلى أنه لا يمكن فهم سر تميز شخصية المهدي المنتظر والدور التاريخي الذي سيؤديه في ضوء المؤهلات العسكرية . إذ ما الذي يمكن أن يؤديه رجل يخرج ضمن وضع إسلامي متهالك دنيوياً وفي وقت يملك فيه الآخرون القنابل الذرية والهيدروجينية والصواريخ العابرة للقارات ؟!. وحتى لو أغفلنا هذا التساؤل المنطقي فإن التساؤل لا بد أن يثور حول الأوضاع الداخلية للمسلمين ، إذ كيف يمكن بمؤهلات عسكرية جمع المسلمين وتوحيد كلمتهم ومواقفهم وتغيير أوضاع السلطات القائمة ؟!. هل سيتم ذلك عن طريق الحروب ؟!. وإذا كان ذلك سيحدث فما طبيعة الهداية التي هي أبرز ما يفترض أن يميز شخصية المهدي بينما يفترض بحسب المؤهلات العسكرية أن أهم ما لدى المهدي هو خوض الحروب المتصلة داخلياً وخارجياً ؟. بحسب المؤهلات العسكرية هل ستمتلئ الدنيا قسطاً وعدلاً أم ستمتلئ حروباً ودماء ؟!. البعض ممن لا يتحدثون عن المؤهلات العسكرية يتحدثون عن مؤهلات القيادة . والواقع أن هذه المؤهلات وإن كانت شرطاً في أي قائد إلا أنها لا تفسر الطابع الاستثنائي لشخصية المهدي المنتظر . ثم إن القائد الفذ من وجهة نظر أتباع المدرسة السلفية سيكون قائداً سيئاً من وجهة نظر الشيعة ومن وجهة نظر الأشاعرة ومن وجهة نظر المتصوفة ومن وجهة نظر الزيدية والإباضية ..... الخ . وسيكون قائداً أسوأ من وجهة نظر العلمانيين والليبراليين وغير المسلمين الذين يفترض بحسب ما ورد في الأحاديث أن يمتد تأثير المهدي إليهم بكل قوة . إن أردنا أن ندرك سر تميز شخصية المهدي المنتظر فإن علينا أولاً أن نحدد أهم ما يفتقده المسلمون مما يمكن لرجل وحيد أن يقدمه . فما الذي يفتقده المسلمون ؟. إنهم يفتقدون أولاً إلى وحدة الفكر ، ويفتقدون ثانياً إلى الدخول في العصر . إنهم شيعة وسنة ، ثم شيعة إمامية وإسماعيليون وعلويون وزيدية ، وسلفيون ومتصوفة وأشاعرة وإباضيون ..... الخ . كل هؤلاء يعودون إلى التاريخ ويستحضرون التراث البشري الموافق لانتماءاتهم ويضفون عليه مسحة من القداسة . كل فريق من هؤلاء أيضاً يظن أنه على الحق وأن المهدي المنتظر سيظهر ليؤيد ويتبنى ما هم عليه . وهنا أهم قضية لا يرضاها الفرقاء . فلو كان المهدي سيظهر ليتبنى طرح أية فرقة لاستحقوا وصف المهديين المنتظرين ولما كان هنالك أي معنى أو مبرر لخلع هذا الوصف على رجل مقلد ، أو لكانت مهمته أقل وأهون من أن ترد في نبوءة وأقل وأهون من أن تغير الأوضاع على مستوى العالم . إذ طالما أن المهدي سيظهر ليؤيد ويتبنى طرح إحدى الفرق الإسلامية ، فما الجديد الذي يحمله ليوصف بأنه مهدي وما الجديد الذي سيقدمه ليغير الأوضاع ؟. طالما أن ما سيقدمه المهدي هو ذاته ما تتبناه وتشيعه وتتبعه إحدى الفرق القائمة فأيهما أحق بوصف الهداية : هذا الرجل المقلد ، أم تلك الفرقة المبدعة التي سيكون المهدي مجرد متبع لفكرها وناطق باسم ما أبدعته ؟! وإذا كان المهدي سيؤدي دوراً تاريخياً تتغير معه أوضاع العالم ، فكيف يمكن أن يؤدي ذلك الدور باستخدام فكر كان شائعاً ومتبوعاً من قبل إحدى الفرق دون أن تتمكن هذه الفرقة من إحداث تحول تاريخي إيجابي ؟ بل كيف يمكن – بموجب هذه الفرضية – أن تمتلئ الدنيا بالظلم والجور رغم وجود هذا الفكر الإنقاذي الذي سيكون المهدي مجرد متبع له ؟! وهكذا ، فإن من الظنون الخاطئة لدى كل الفرق أن المهدي سيؤيد ويتبنى ما تسير عليه إحدى الفرق . هذا الظن يلغي تميز المهدي ولا يرشد إلى الوسيلة التي سيتمكن من خلالها من أداء الدور التاريخي الذي تشير إليه الأحاديث . وإذا عدنا إلى أهم ما يفتقده المسلمون ، وهما وحدة الفكر والدخول إلى العصر ، وأدركنا أن تميز المهدي ودوره التاريخي لا يفسرهما ولا يتناسب معهما تبنيه لفكر إحدى الفرق ، فإن بإمكاننا التعرف على الوسيلة التي يمكن من خلالها لرجل أن ينجح في تغيير الأوضاع على مستوى العالم . هذه الوسيلة لن تكون ولا يكمن أن تكون غير وسيلة الفكر . مهمة الإصلاح الكبرى – في تقديري – تتمثل في ظهور فكر يتجاوز ويتخطى الانقسامات المذهبية الإسلامية . وهذه مهمة لا يمكن إنجازها إلا عبر إعادة تفسير الوحي بصورة تسمح بالتخلص من الانقسامات المذهبية والدخول في العصر إلى أبعد مدى . هذه هي الوسيلة التي يمكن لرجل مثل المهدي من خلالها أن ينجح في تغيير أوضاع المسلمين ، بل وينجح في تغيير أوضاع غيرهم . وإذا صح ذلك فإن الفكر الذي أعتقد أن المهدي سيتبناه ويؤيده ويشيعه لابد أن يتسم بسمتين : الأولى هي : تجاوز وتخطي فكر ومقولات كل الفرق الإسلامية والنجاح في الخروج من انقساماتها وانتزاع حججها وتنسيب وتحجيم مقولاتها ، وذلك عبر تقديم تفسير موحد ومتماسك للوحي يسمح بتوحيد الفكر والتفرقة الصارمة بين الوحي وبين التراث الذي تنهل منه كل الفرق وتبني عليه وترى الدنيا من خلاله وتنقله إلى غير زمانه وغير مكانه . السمة الثانية هي : سمة العصرية أو الانطلاق من معطيات وأوضاع العصر . وهذه سمة لا مناص منها بالنسبة لأي فكر يراد له أداء دور تاريخي واستنهاض همم المسلمين وتمكينهم من التأثير الإيجابي والحي في مجتمعاتهم وفي العالم من حولهم . ولا شك أن هذه السمة هي أبرز السمات التي يفتقدها الفكر الإسلامي السائد . فلنفترض أن بالإمكان تقديم فكر يتسم بهاتين السمتين ( تجاوز فكر ومقولات كل الفرق ، والالتحام بالعصر ) فما هي أبرز الصعوبات التي يمكن أن تقف في وجه بروز وشيوع وانتشار مثل هذا الفكر ؟! إنهما الثقافتان المتناقضتان والمكتسحتان للساحة والمتغلغلتان في العقول والقلوب وهما : الثقافة السلفية كما تجسدها مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في اللحظة الراهنة ، والثقافة الغربية في آخر أطوارها وأحدث حللها . سنرى كيف وبأية وسيلة سيتمكن المهدي من تجاوز هاتين العقبتين . ولنتذكر أن المهدي بموجب الأحاديث سيظهر في أواخر فتنة المسيح الدجال وأواخر فتنة قرن الشيطان ، وسيعايشهما !! لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،
  22. سعيد الكثيري الحلقة المفقودة ...... المهدي المنتظر (1) كيف لرجل وحيد يظهر في عصر المعلومات ودولة المؤسسات والمجتمع المدني أن ينجح ، ليس في تغيير أحوال مجتمعه ، بل في تغيير أوضاع المسلمين وأوضاع العالم ؟! إذا استندنا إلى معطيات العلوم الإنسانية فمثل هذه المهمة مستحيلة وغير متصورة ، خصوصاً في هذا العصر الذي يتسم بالتعددية الشديدة وتنوع وسائل التأثير والانفجار السكاني الهائل وانحسار دور الأفراد في مقابل تنامي دور الشركات والمؤسسات والمنظمات . ويزداد الأمر صعوبة إذا نظرنا إلى الصورة المبسطة والمختزلة التي تشيع في الثقافة السائدة حول شخصية رجل مثل المهدي المنتظر . يبدو وكأن الأمر يحتاج إلى عالم بسيط ومحدود وساذج لينجح شخص وحيد في تغييره ، خصوصاً وأن هذا الشخص - المهدي - بموجب الأحاديث لن يكون معه معجزات مادية أو حسية . لقد ظل نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، وفي مجتمع بسيط ومحدود ومتواضع ، ورغم ذلك لم يؤمن معه إلا القليل . عيسى عليه السلام أتى بالعديد من المعجزات ، ومع ذلك لم يؤمن به قومه ( اليهود ) . الأحوال مشابهة أو مقاربة بالنسبة لإبراهيم وهود وصالح ومعظم الرسل والأنبياء عليهم السلام . الرسول صلى الله عليه وسلم ظل يدعو قومه ثلاثة عشر عاماً ، واضطر بعدها إلى الهجرة إلى المدينة ، ولم تفتح مكة إلا في أواخر حياته . إذا انتقلنا من الرسل والأنبياء إلى أفاضل الصحابة فسنجد أن قسماً منهم رفض سلطة علي كرم الله وجهه رغم كل ما يتمتع به من مزايا على صعيد القربى والفضل والسمات الشخصية ، وفي النهاية التحق غالبية الناس بالمنتصر . الحسين رضي الله عنه قتل في مجزرة مروعة وظل معظم الناس مع الحاكم الغالب . وإذا كان هذا هو حال الرسل والأنبياء وبعض رموز آل البيت ، فما الذي سيجعل الناس في عصر المعلومات ودولة المؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني يصطفون على النحو الهائل والسريع والفوري الذي تشير إليه الأحاديث خلف رجل لا يعرف الناس سوى بعض المعلومات عن اسمه ونسبه وملامحه الشكلية ؟! لولا احترام حقائق الوحي لانفجرت بالضحك والقهقهة وأنا أتصور إمكانات رجل يريد أن يغير أوضاع عالم معقد ومتشابك وموّار مثل عالمنا . لكن ماذا إن كانت هذه الصعوبات والاستحالة الظاهرية هي ما يعطي للمهدي قيمته وسر تميزه والإخبار عنه ؟! ماذا لو اختبرنا الموضوع عقلياً ومنطقياً ووجدنا أنه بقدر استحالته الظاهرية فإنه يمكن فهمه والتثبت منه وتصوره وتقديم الدلائل على بعض أدوات التغيير الفاعلة التي ستتيح للمهدي بالفعل أن يغير الأوضاع بصورة حاسمة وسريعة ؟! ماذا لو استطعنا رسم صورة يشعر معها القارئ المهتم والجاد بأنه على بعد أيام أو أسابيع أو أشهر من ظهور المهدي المنتظر ؟! ماذا لو نجحنا في تخطي الاستحالات الظاهرية وقفزنا إلى صورة منطقية ومدعمة بالشواهد والاستدلالات وأدوات التغيير الكبرى التي لا ينقصها سوى اكتساب المصداقية لتفعل فعلها في هذا العصر ؟! هذه هي المهام التي سنلتزم بإنجازها وإثباتها والتدليل عليها . سنبحث أولاً في الوسيلة التي يمكن من خلالها لرجل وحيد في عالم لم يعد يحتمل الأدوار الفردية أن يغير أوضاع المسلمين وأوضاع العالم إذا حددنا الوسيلة فسنبحث في أدوات التغيير التي لا بد أن تكون في مستوى الحدث وفي مستوى العصر وقادرة على تحقيق التغيير العام والسريع الذي تشير إليه الأحاديث . بعد أن نحدد الأدوات سيكون علينا أن نقدم نماذج لهذه الأدوات على نحو يشعر معه القارئ الجاد والموضوعي بأنه لا ينقص الأمر سوى تحقق علامات ظهور المهدي الحسية لتتحقق المصداقية وتبدأ رحلة التغيير . حين طرحنا تأويل نبوءة المسيح الدجال ثم تأويل نبوءة قرن الشيطان اعتبر البعض الأمر مجرد شطحات وهلوسات . البعض رأى أن أحاديث المسيح الدجال وما يشابهها هي أحاديث مختلقة وموضوعة ، وبذلك فالأمر لا يحتاج إلى دراستها أو النقاش بشأنها . البعض شعر بقوة وعمق الطرح لكنه ظل يشعر بالحاجة إلى دليل حاسم يؤكد صحة ما تم طرحه ويعطي معنى وفائدة لهذا الطرح . البعض شعر بأننا نتطاول على حضارة عملاقة ومفيدة مثل الحضارة الغربية وكأننا بذلك ندعم الطروحات التي تعمق تخلفنا وأوضاعنا المتردية . البعض شعر بأننا نتطاول على دعوة تصحيحية فريدة مثل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فننصر بذلك حملات تشويه هذه الدعوة لمصلحة الطرح الشيعي أو الطرح الصوفي أو الطرح الليبرالي . الآن ، ماذا إن كان الهدف مختلفاً تماماً عن هذه الاستنتاجات ؟ ماذا إن كان الهدف من طرح تأويل نبوءة المسيح الدجال وتأويل نبوءة قرن الشيطان هو التمهيد للوصول إلى الحلقة المفقودة والجزء الناقص من الصورة ، وهي نبوءة المهدي المنتظر التي يفترض بحسب ما ورد في الأحاديث النبوية أن تشكل النهاية لفتنة قرن الشيطان وبداية النهاية بالنسبة لفتنة المسيح الدجال ؟! بإمكاننا أن ندلل من خلال تأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان على منطقية وموضوعية نبوءة المهدي المنتظر وكوننا على أبواب تحققها .وبطريقة عكسية يمكننا من خلال حسن تصوير شخصية المهدي المنتظر ومهامه أن ندلل على منطقية تأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان . إذا تحقق هذا فإن الباحث الجاد والموضوعي قد لا يحتاج إلا إلى ظهور الدليل الحاسم الذي يؤكد مصداقية الطرح . وهذا الدليل الحاسم لن يكون غير تحقق العلامات المادية التي تؤكد وجود المهدي . فلنفترض أن تلك العلامات قد تحققت . فما هي القضايا التي يثبتها ظهور المهدي؟. على رأس تلك القضايا تحقق فتنة المسيح الدجال وفتنة قرن الشيطان . ذلك أن الأحاديث تشير إلى أن المهدي سيعايش فتنة الدجال ، وسيبقى للدجال وجود في فلسطين إلى حين عودة عيسى عليه السلام في زمن المهدي . والأحاديث تشير أيضاً إلى أن أواخر الجماعات التي تجسد فتنة قرن الشيطان ستعايش فتنة المسيح الدجال . أي أن المهدي المنتظر سيظهر في أواخر الفتنتين ، وهو ما ينبئ عن جانب من الدور الذي سيقوم به في تغيير الأوضاع . وهكذا ، فإذا كان المهدي سيظهر خلال الفترة القادمة – والله وحده يعلم متى سيكون ظهوره على وجه الدقة والتحديد – فإن هذا الظهور سيكون بمثابة دلالة أكيدة وقاطعة على أن فتنة المسيح الدجال هي فتنة الغرب الحديث أو الحضارة الغربية ، وفتنة قرن الشيطان هي فتنة جماعات التكفير والعنف في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وذلك طالما أن الفتنتين ستسبقانه وأنه سيعايشهما . لقد تعرضت نبوءة المهدي المنتظر للكثير من صور سوء الفهم وسوء الاستغلال . والواقع أنه يوجد الكثير من الأسباب الواقعية والثقافية ، ولكن أهمها – في تقديرنا – هي سوء فهم المؤهلات التي يمكن أن يحملها رجل يؤدي مهمة تاريخية كبرى . المسألة على الصعيد السني وعلى الصعيد الشيعي تكاد تدور حول رجل بمواصفات شكلية وعائلية تطابق ما ورد في الأحاديث الثابتة عند كل فريق ، وعندها من السهل الظن بأن ذلك الرجل هو المهدي المنتظر . إنه لا يكاد يتم التنبه إلى أن أهم ما في شخصية المهدي المنتظر هي المؤهلات التي تجعله قادراً على أن يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً . فما هي المؤهلات التي يمكن من خلالها لرجل أن ينجح في تغيير الأوضاع على مستوى العالم ؟. بالتأكيد إنها ليست المؤهلات العسكرية . لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،
  23. سعيد الكثيري أحاديث المسيح الدجال بعيون علمانية (6) لو طُلب من أي علماني أو عقلاني أن يرسم لنا صورة رمزية لرحلة جماعات التكفير والعنف في هذا البلد على مدى قرابة قرنين من الزمان ، فماذا سيقول ؟! سيجد أن البداية كانت مع إقامة الدولة السعودية الأولى تحت راية الجهاد والفتح والغزو ضد المخالفين من أهل هذا البلد إلى أن سقطت الدولة وطبق حد الحرابة على آخر رموزها ، ثم قامت مجموعة تستند إلى ذات الأفكار بإقامة الدولة السعودية الثانية تحت راية الجهاد وتحول الأمر إلى تصفيات دموية متصلة داخل الأسرة الحاكمة إلى أن تم إسقاط الدولة ، ثم قامت مجموعة باستثمار ذات الأفكار ونشر فكر الجهاد بين البدو وإشاعة فكر ( الهجرة ) و ( التوحيد ) . وبعد أن أدوا دورهم في إقامة الدولة السعودية الثالثة اصطدم فكرهم الجهادي بمصالح الدولة فمنعت امتداده وقضت على أبرز رموزه في معركة " السبلة " الشهيرة . في منتصف الثمانينات الهجرية ظهرت جماعة تحمل ذات الأفكار وحاول أتباعها مقاومة بعض المظاهر التحديثية واحتلال مبنى التلفزيون فتم القضاء عليهم ، وقد استمرت ذيول هذه الأحداث إلى أن قام أحد أقارب القتلى بقتل الملك فيصل . في أوائل هذا القرن برزت جماعة تحمل ذات الأفكار ( جماعة جهيمان ) واحتل أتباعها حرم الله الآمن وتم القضاء عليهم . ثم أتيح لهذا الفكر أن يتخطى الحدود ويجد المناخ والظروف المواتية لإعادة إحيائه وعولمته ، وذلك على الأرض الأفغانية خلال مراحل التعبئة والجهاد ضد الاحتلال السوفيتي . وعندها بدأت تنبثق الجماعات تلو الجماعات ، وما أن يقضى على جماعة حتى تبرز جماعة أخرى تحمل ذات الأفكار إلى لحظتنا الراهنة . لو طُلب من أي علماني أو عقلاني أن يرمز لهذه المجموعات التي تمارس التكفير والعنف بقرن الشيطان . فكيف سيصور لنا رحلتهم الطويلة والمتشابهة واستقاؤهم لذات الأفكار وصعودهم ثم القضاء عليهم ثم عودتهم ثم القضاء عليهم ثم عودتهم ثم القضاء عليهم ....... منذ إنشاء الدولة السعودية الأولى إلى لحظتنا الراهنة ؟! ألن يكون العلماني والعقلاني دقيقاً ومبدعاً إن ذكر لنا أن قرن الشيطان هذا سيظهر من نجد ويقطع ثم يظهر ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع عشر مرات أو عشرين مرة ؟! إذا كان العلماني أو العقلاني قد صدق بأن فتنة الحضارة الغربية هي فتنة المسيح الدجال ، فألن يكون هذا العلماني أو العقلاني مبدعاً ودقيقاً إن ذكر لنا أن الدجال يخرج في بقية هذه المجموعات أو في أواخرها، كما ورد في الأحاديث النبوية ؟! هذا الإبداع الفني وهذه الدقة من قبل العلماني أو العقلاني الذي يستمد الصورة من التاريخ والواقع ، بماذا نسميها إن وجدناها في أحاديث جمعت وفحصت ودققت قبل القرن الثالث الهجري ؟! إذا كان العلماني أو العقلاني سيصر على أن مجهولين وضعوا هذه الأحاديث قبل القرن الثالث الهجري ، فبماذا نصف هؤلاء المجهولين ؟! أهم خرافيون وكذابون ودجالون ، أم مبدعون يحار العلم والعقل في تفسير إبداعهم الذي نقل بصورة مجزأة بغير اتفاق بينهم وربما بغير معرفة منهم لبعضهم البعض ؟! إن طلبنا من العلماني أو العقلاني أن يصف لنا سمات الأفراد الذين ينتمون إلى هذه المجموعات أو الجماعات ، فماذا سيقول ؟! أعتقد أنه سيشيد بصلاتهم وصيامهم وقراءتهم للقرآن وفصاحتهم واحتجاجهم بأقوال خير البرية ، ولكنه سيذكر أنهم أقوام صغار السن أو قصار التجربة ( أحداث الأسنان بحسب تعبير النصوص ) سطحيو التفكير ( سفهاء الأحلام بحسب تعبير النصوص ) غليظو الطباع يقتلون أهل الإسلام . هذا التصوير الذي قد ينطق به العلماني أو العقلاني في عصرنا بماذا نصفه إن وجدناه في نصوص تعود إلى ما قبل القرن الثالث الهجري ؟! خرافات وكذب ودجل ، أم إبداع يحار العلم والعقل في تفسيره ، أم وحي يصدقه التاريخ ويشهد له الواقع ؟! هنا قد يسأل العلماني أو العقلاني عن الجدوى من الاعتقاد بأن جماعات التكفير والعنف في الجزيرة العربية هي قرن الشيطان ، وأن فتنة الحضارة الغربية هي فتنة المسيح الدجال ؟! ورغم أنه يكفي في تحديد الجدوى أن يكون الفهم الذي تم تقديمه هو الفهم الصحيح للنصوص ، فإننا نضيف إلى ذلك وجهاً آخر للجدوى يتمثل في الحلقة المفقودة والجزء الناقص الذي يكمل صورة كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان ، وهي نبوءة المهدي المنتظر . هنا أيضاً سنجد المواقف المسبقة والأحكام الجاهزة ، ولكننا أيضاً سنجد الرد على ما قد يشعر به البعض من أنه رغم قوة ومنطقية الاستدلالات والحجج التي تم عرضها في تأويل كل من نبوءة قرن الشيطان ونبوءة المسيح الدجال فإنها تفتقد إلى الدليل الحاسم الذي يؤكد صحة التأويلات المطروحة . وإذا كنا قد نجحنا في إشعار القارئ الجاد بأن هناك درجة من الجدية والتجديد الحقيقي في تناول كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان فإننا نتمنى منه أن يحسن الظن وأن يتوقع أنه بقدر الصعوبات والوجه السلبي والاستفزازي الذي حمله تأويل هاتين النبوءتين فإن كل هذا في تقديري هو بمثابة التمهيد للوجه الإيجابي الواسع والهائل الذي أعتقد اعتقاداً جازماً بأننا على أبوابه . هذا الوجه الإيجابي هو ظهور المهدي المنتظر . ورغم التراث السلبي الذي أحاط بموضوع المهدي ورغم حساسيته ودقته إلا أن لدينا الجديد الذي يمكن أن نقدمه بشأنه وسنحاول تحويل الموضوع من دافع نحو الاتكالية والانقطاع عن العصر وسوء فهم شروط وسنن الإصلاح إلى دافع نحو الاستشراف ومعايشة العصر وحسن فهم شروط وسنن الإصلاح ، فضلاً عن أن ظهور المهدي يعد بمثابة الدليل الحاسم الذي يثبت صحة التأويلين اللذين تم طرحهما بشأن فتنة المسيح الدجال وفتنة قرن الشيطان ، باعتبار أن الأحاديث تؤكد ظهور المهدي في أواخر الفتنتين . لاحقاً بمشيئة الله سنتناول نبوءة المهدي المنتظر الذي تؤكد الأحاديث أنه يظهر في أواخر فتنة قرن الشيطان وأواخر فتنة المسيح الدجال ،،،،،
  24. سعيد الكثيري أحاديث المسيح الدجال بعيون علمانية (5) إذا أراد أي علماني أو عقلاني أن يعبر من خلال هيئة الرجل عن صورة تشبيهية لعلاقة العالم بالغرب ، فأليس من الممكن أن يتحدث عن أن الدجال ( معه أنهار ماء وجبال خبز ، ويمر بأهل الحي فيكذبونه فتسوء أحوالهم وأحوال أراضيهم وماشيتهم ويمر بأهل الحي فيصدقونه فتتحسن أحوالهم وأحوال أراضيهم وماشيتهم ) ؟ إذا أراد العلماني أو العقلاني أن يعبر من خلال هيئة الرجل عن صورة تشبيهية للتصوير ، فأليس من الممكن أن يتحدث عن أن الدجال ( يحيي الآباء والأمهات ) فهم يوجدون ويتحدثون ويتصرفون من خلال التصوير ؟ وإن أراد العلماني أو العقلاني تشبيه هذا الوجود غير الملموس للموتى بما يناسب مدارك أهل القرون الأولى ، فأليس من الممكن أن يشبههم بالشياطين الذين يتمتعون بوجود غير ملموس ؟. إذا أراد العلماني أو العقلاني أن يعبر من خلال هيئة الرجل عن صورة تشبيهية للطائرة أو لحاملة الطائرات بما يناسب معطيات الحياة خلال القرون الهجرية الأولى ، فأليس من الممكن أن يتحدث عن أن ( من فتنة الدجال أنه يركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ) ؟! إذا أراد العلماني أو العقلاني أن يتحدث عن نزول الغربيين في كل بقعة مأهولة ، إما احتلالاً أو عملاً أو سياحة ، عدا مكة والمدينة ، فأليس من الممكن أن يشير إلى أن الدجال ( يطأ كل البقـاع عدا مكة وطرقات المدينة ) ؟ إذا أراد العلماني أو العقلاني أن يعبر من خلال صورة الرجل عن صدامات المنتسبين إلى مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي مع منتجات التجربة الغربية ، فأليس من الممكن أن يشير إلى أن ( بني تميم هم أشد الناس على الدجال ) ؟ الآن ، هذه الصورة التي يمكن أن يبدعها أي علماني أو عقلاني في عصرنا وفي زماننا ، بماذا نصف من أبدعوها قبل القرن الثالث الهجري ، وهو القرن الذي ظهرت خلاله كتب الحديث المعتمدة ؟! هل هذه العلاقة بين الصورة التشبيهية والصورة الواقعية هي مجرد مصادفات وهلوسات ؟ وبما أن تفاصيل الصورة التشبيهية نقلت مجزأة عن رواة كثيرين ، فكيف اتفق هؤلاء على تقديم صورة كلية لا تتكامل إلا عند تجميع جزئياتها ؟! هل يستطيع العلماني أو العقلاني الذي يعايش الحضارة الغربية أن يقدم صورة تشبيهية ورمزية تفوق ما قدمه رجال مجهولون قبل القرن الثالث الهجري ؟! هنا أعتقد أن وصف الخرافة يستحق المراجعة وإعادة النظر . أما إذا كان هنالك أسباب أخرى تقف خلف موقف العلماني أو العقلاني ، مثل فقد الأمل في الثقافة الإسلامية أو القناعة الجازمة بكونية وعالمية الثقافة الغربية ، فهذه أسباب أتفهم دوافعها . ولكنني أؤمن ، وأستطيع أن أدلل ، على أن هذا الوضع من الممكن أن ينقلب رأساً على عقب . هذه مسألة طويلة ومعقدة ، والمهم هو أنه لا صحة لكون نصوص نبوءة المسيح الدجال مختلقة وخرافية . لننتقل إلى نصوص نبوءة قرن الشيطان والتي يمكن لأي علماني أو عقلاني أن يشير إلى أنها مختلقة أيضاً . إن الأمر في نصوص نبوءة قرن الشيطان أهون وأقل تعقيداً من نصوص نبوءة المسيح الدجال ، فمنهج التشبيه والتصوير الرمزي في نبوءة قرن الشيطان لا مجال للشك فيه أو التساؤل بشأنه . ذلك أن قرن الشيطان لا يُرى ، والشيطان ذاته لا يُرى ، بينما الأحاديث الصحيحة تشير إلى أن ذلك القرن سيظهر من نجد ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع عشر مرات أو عشرين مرة . والأحاديث حول هذه النبوءة واردة في الصحيحين وفي كل كتب السنن . ما المشكلة إذن ؟! المشكلة تكمن في التطبيق عند من يؤمنون بالنصوص ، وتكمن في الوضع والاختلاق عند من لا يؤمنون بها . وبما أن العلمانيين والعقلانيين يتوقع منهم القول بأن نصوص نبوءة قرن الشيطان مختلقة فإنه يمكننا أن نلجأ هنا إلى ذات الفرضية التي طبقناها بشأن نبوءة المسيح الدجال . فقط نتمنى من أي علماني أو عقلاني أن يفترض أنه يمكن إعادة تفسير نصوص الوحي على نحو يؤدي إلى نزع المشروعية عن أفكار التفكير وأعمال العنف إلى أبعد مدى يمكن تصوره . إذا نظر العلماني أو العقلاني إلى أحداث التاريخ القريب من هذه الزاوية فسيروعه ما فعلته وتفعله جماعات التكفير والعنف منذ شيوع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى لحظتنا الراهنة . هذا الجهاد ضد المسلمين ليس له أصل حاسم وصريح وقاطع إلا في فكر وأعمال الخوارج . الحكام الأمويون والعباسيون والعثمانيون لم يرفعوا راية الجهاد في وجه مخالفيهم أو ضد المجتمعات الإسلامية ، وبذلك ظل العنف عنفاً سياسياً يتجه نحو السلطات القائمة ومؤيديها كما هو حال كل الإمبراطوريات التي عرفها البشر منذ فجر التاريخ . هؤلاء لم يدخلوا في حروب عقائدية ضد أبناء مجتمعهم أو الموافقين لهم في الملة ، بل دخلوا في حروب سياسية للاستيلاء على السلطة بحجة الإصلاح أو الحقوق التاريخية . أما ما شاع في إطار مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فهو الجهاد والغزو والفتح – وليس القتال السياسي - ضد أهل نجد وعسير والحجاز والأحساء !! فكيف لو أتيح لهؤلاء أن يخرجوا إلى أهل مصر والشام والعراق والمغرب ؟! فلنفترض أنه طُلب من أي علماني أو عقلاني أن يرسم لنا صورة رمزية لرحلة جماعات التكفير والعنف في هذا البلد على مدى قرابة قرنين من الزمان ، فماذا سيقول ؟! لاحقاً بمشيئة الله سنرى ما سيجود به خيال أي علماني أو عقلاني ينظر للأحداث بعد وقوعها ليرسم لها صورة رمزية تقدم لأهل القرون الماضية ، فإلى لقاء قريب بمشيئة الله ،،،،،،
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..