اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

VIRUS

Members
  • عدد المشاركات

    239
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    4

كل منشورات العضو VIRUS

  1. سعيد الكثيري مــع تفاصيـــل الفتنـــة ورد في الأحاديث عن المسيح الدجال أن " من فتنته أنه يركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً " فلنفترض أنه سيوجد حمار بين أذنيه أربعين ذراعاً ، فأين فتنة الدجال هنا ؟! ستكون الفتنة في مجرد ركوب الحمار ، باعتبار أنه لا يمكن للدجال ولا لأي بشر أن يخلق حماراً أو حتى ذبابة . وطالما أن ذلك الحمار سيكون من خلق الله ، فإن فتنة الدجال ستنحصر في مجرد حصوله دون غيره على ذلك الحمار وركوبه ، تماماً كما لو وجد أي إنسان ديناصوراً وقام بركوبه . أما الحمار ذاته فلا بد أن يكون من خلق الله . وغرابته والإبداع فيه ستكون شاهداً على إعجاز الله وبديع صنعه . وهكذا فإن الفتنة لا يمكن أن تقوم بوجود حمار أو أي مخلوق غريب ، فكل كائن حي بمجرد أن يكون مخلوقاً فإن وجوده وتكوينه لا يصح نسبتهما إلا لله . وطالما أن الحمار الذي مع المسيح الدجال سيكون مخلوقاً من مخلوقات الله ، فأين دور الدجال في هذا الأمر وأين فتنته ؟!! إنه مجرد الركوب . وهذا أمر لا يمكن أن يكون مدعاة للفتنة إلى حد الإشارة إليه كأحد أهم صور فتنة المسيح الدجال . أما إذا أدركنا بأن الأحاديث تشبه إحدى أدوات الركوب التي سيأتي بها المسيح الدجال بالحمار الذي يوجد بين أذنيه أو ذراعيه مسافة تصل إلى أربعين ذراعاً ، فإن وجه الفتنة سيظهر ويتضح على الفور . ذلك أن الأحاديث نسبت هذا الذي يشبه الحمار إلى الدجال . وهذا يعني أنه من تصميمه وإبداعه وإنتاجه ، وهو أمر لا يمكن أن يصدق على أي كائن حي . فما هي وسيلة الركوب غير الحية التي صممها وأبدعها وأنتجها الغربيون ، ويمكن تشبيهها بالحمار الذي بين أذنيه أو ذارعيه أربعين ذارعاً ؟!. لعل أدق تجسيد لذلك هي الطائرة . فهي وسيلة نقل فاتنة ، وقد صممها وأبدعها وأنتجها الغربيون ، ويوجد بين جناحيها مسافة تشبه الحديث عن أربعين ذراعاً بين أذني الحمار . وفي تقديرنا فإن حاملة الطائرات يمكن أيضاً أن تكون تجسيداً للصورة الواردة في الأحاديث ، فهي أيضاً وسيلة نقل فاتنة للطائرات التي هي من منتجات الحضارة الغربية ، وقد صممها وأبدعها وأنتجها الغربيون ، وهي واسعة الحجم بصورة تشبه الحديث عن أربعين ذراعاً بين ذارعي الحمار . الأحاديث أشارت إلى أن سرعة المسيح الدجال كالغيث استدبرته الريح ، وأنه يطوي الأرض كطي الفروة ، والطائرات التي أصبح بعضها أسرع من الصوت هي أبرز وسيلة تجسد هذا المعنى . أما حاملات الطائرات فقد أصبحت أهم وسائل الحرب الحديثة ، وهي الآن منتشرة في الكثير من المحيطات والبحار حاملة الطائرات والقنابل والصواريخ لحصار المارقين أو لشن الحروب عليهم ، وبعضها موجودة حالياً في الخليج العربي والبحر الأحمر والبحر المتوسط لحماية ( الحلفاء ) وحصار ( الأعداء ) وشن الحروب الاستباقية عليهم . في حرب الخليج الثانية ثم في حرب احتلال أفغانستان ثم احتلال العراق لعبت حاملات الطائرات دوراً محورياً في هذه الحروب ، فمنها انطلقت معظم الطائرات والصواريخ . ولا تزال هذه الحاملات تؤدي دورها في الحفاظ على المصالح الغربية في المنطقة . ولو قرر الغربيون سحب هذه الحاملات لارتعدت فرائص معظم حكام دول المنطقة ، فهذا الغرب في نظر هؤلاء الحكام هو الحامي والمغيث والمجير لهم من جيرانهم العرب والمسلمين ، حتى وإن كان هذا الغرب هو الصانع لإسرائيل والمدافع عنها والمستعد للتضحية بكل حلفائه العرب والمسلمين من أجلها .
  2. الميكانيكي إقتباس: ((ويمر بأهل الحي فيكذبونه فتسوء أحوالهم وأحوال أراضيهم وماشيتهم ويمر بأهل الحي فيصدقونه فتتحسن أحوالهم وأحوال أراضيهم وماشيتهم )) هذا ما حصل فعلاً على اهالي الفلوجة الأبطال .. حين كذبوا زعمهُم على أن وجودهم هو لنشر الديموقراطية ورفضوا ان يكونوا تحت إمرتهم ...فحصل لهم ان دمروا مدينتهم وهدموا بيوتهم على رؤوسهم وقتلو كل شي يتحرك فيها حتى الأنعام لم تسلم..... وهذا ما حصل فعلاً على مُدن الشيعة ... حين صدّقوهم وقبلوا بهم ورحّبوا بهم ... فمنحهوهم السلطة والامارة على دولة كاملة وحسّنوا احوالهم .. ففتحوا القنوات الفضائية لهم... وسُمح لهم التفنّن على تعذيب المسلمين السنّّه واشياء اخرى كثيرة,, فنسأل الله السلامة,, ================== سعيد الكثيري تعليقاً على ما تفضل به الأخ الميكانيكي فإنني أود أن أؤكد بأن الصورة الواقعية لفتنة المسيح الدجال أخذت مدلولات واسعة وعميقة إلى أبعد مدى . ولننظر على سبيل المثال إلى الجزء الذي أشار له الأخ الميكانيكي ، وهو ما ورد في الأحاديث من أن المسيح الدجال يمر بأهل الحي فيصدقونه فتتحسن أحوالهم وأحوال ماشيتهم وأراضيهم ، ويمر بأهل الحي فيكذبونه فتسوء أحوالهم وأحوال ماشيتهم ورعيتهم . إن نظرنا إلى الموضوع من زاوية الاستفادة من المخترعات والمكتشفات أو عدم الاستفادة منها فسنجد أن المشهد دقيق وعميق وواسع إلى أبعد مدى . وإن نظرنا إليه من زاوية إقامة العلاقات المباشرة مع الدول الغربية أو رفضها فسنجد أن المشهد متحقق وممتد . وإن نظرنا إليه من زاوية هيمنة الدول الغربية على المؤسسات الدولية التي تمد الدول الفقيرة بالقروض والمساعدات والمنح والهبات ( ا لبنك الدولي ، صندوق النقد الدولي ) وتشرع قرارات الحصار واستخدام الحروب ضد بعض الدول المارقة ( مجلس الأمن ) فسنجد أن الصورة متحققة على نطاق واسع . إن نظرنا إلى الموضوع من زاوية مدى رضا الغرب عن بعض الدول ومدى سخطه على بعضها فسنجد أن الدول المرضي عنها تحظى بالتفهم والدعم على أوسع نطاق ، والدول المغضوب عليها تحظى بالسخط وتشويه السمعة والحصار والحروب . إن نظرنا إلى الموضوع من زاوية علاقة الغرب بالأشخاص المتبنين لثقافته والدائرين في فلكه وعلاقته بالأشخاص الذين لا يحملون ثقافته ولا يمثلونها ، فسنجده يرفع الأشخاص المتبنين لثقافته إلى أعلى عليين ويلمع صورتهم ويمدهم بكل ألوان الدعم ويتبنى قضاياهم ويسوقهم كنماذج للفكر الحر ( والأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تحصى ) بينما يهمل أو يتجاهل الأشخاص الذين لا يدافعون عن ثقافته ولا يتبنونها أو يشوه مواقفهم ويدعم أو يتفهم الاستبداد الذي يواجهونه من حكوماتهم . لننظر إلى الموضوع من زاوية حكامنا العرب والمسلمين على امتداد الأرض العربية والإسلامية ، بدءاً من عهد بريطانيا العظمى وفرنسا والاتحاد السوفيتي إلى عهد بريطانيا التابعة وأمريكا المهيمنة . هؤلاء الحكام – العرب والمسلمون – إن كانوا يحكمون دولاً غنية فهم يبحثون عند الغرب عن الحماية من جيرانهم العرب والمسلمين ، ويبرمون اتفاقيات حماية ويفتح بعضهم بلاده لإقامة القواعد الغربية الضخمة ، وتحظى الدول الغربية بالتمييز في المشروعات والعقود والصفقات . وإن كان هؤلاء الحكام يحكمون دولاً فقيرة فهم يسألون الغرب من فضله وإحسانه ويعيشون على وصفات صندوق النقد الدولي وعلى الهبات والمساعدات الغربية . ليس الهم الأول للحكام العرب والمسلمين في علاقاتهم السياسية والاقتصادية هو رضا شعوبهم ، بل رضا الغرب . مناهج التعليم يتم تغييرها لإرضاء الغرب . أوضاع المرأة يتم تجميلها بما يرضي الغرب . الأعمال الخيرية يتم إخضاعها للأجندة الغربية . الحريات الدينية يتم الحديث عنها بما يرضي الغرب . أوضاع حقوق الإنسان لا يتم الالتفات إليها إلا لإسكات الغرب . الإصلاحات السياسية لا مكان لها إلا بقدر التواؤم مع الضغوط الغربية !! من وجهة نظر معظم الحكام العرب والمسلمين فالغرب هو الخافض الرافع المعز المذل القوي المنتقم الجبار المغيث المجير الحامي الوهاب !! من وجهة نظر العلمانيين والليبراليين في البلدان العربية والمسلمة فالغرب هو القبلة وهو الملاذ وهو القدوة وهو الحلم وهو المغيث والمجير !! والمارقون من الحكام العرب والمسلمين لا مكان لهم سوى الأقفاص كما هو حال صدام حسين ، أو الوقوع تحت الحصار كما هو حال حكام سوريا وإيران والسودان !! والمارقون من المثقفين العرب والمسلمين لا نصيب لهم سوى التجاهل أو نعتهم بالتطرف ودعم حكومات الاستبداد الحاكمة لهم . هذا هو الغرب الذي يحمل معه أنهار ماء وجبال خبز ، ويمر بأهل الحي فيصدقونه فتتحسن أحوالهم وأحوال مواشيهم وأراضيهم ، ويمر بأهل الحي فيكذبونه فتسوء أحوالهم وأحوال مواشيهم وأراضيهم .
  3. سعيد الكثيري الأخ الكريم الميكانيكي أشكرك على المرور وعلى الإضافة . ولو أنني ممن يجيدون الرسم ، ولولا حساسية الموضوع لقمت برسم صورة الدجال التي وردت في الأحاديث لكي يدرك كل ذي عقل أن معانيها المباشرة لا يمكن أن تكون مقصودة ، وأن المقصود هو المعنى المجازي . لننظر إلى بعض المقارنات بين المعنى اللغوي المباشر وبين المعنى المجازي . رجل أعور أبيض أحمر قصير أجعد الشعر منحن متباعد الرجلين . يركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً . مكتوب بين عينيه كلمة " كافر " يقرؤها كل مؤمن من كاتب وغير كاتب . يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فتتبعه كنوزها كمجموعات النحل . يغزوه المسلمون ويفتحونه . معه واديان أو نهران أو جنة ونار يفتن بهما الناس . يمكث في الأرض أربعين يوماً ، وأيامه يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وبقية أيامه كأيامنا . يخلط الناس بينه وبين الله ، وقد أوصانا الرسول بتأمل عيني الدجال ، وقال " فإن ألبس عليكم فاعلموا أن الدجال أعور وأن الله ليس بأعور !! فتنته شديدة على النساء ، حتى أن الرجل يحاصر أمه وأخته وزوجته مخافة أن يخرجن إلى الدجال . رغم هذه الملامح والأوضاع والأحداث الصارخة لن يعرف الناس الدجال !! لن يعرفوه حتى أواخر فتنته !! وكيف سيعرفونه ؟! بمجرد الشهادة بأن الدجال موجود بين الناس وأن فتنته ملأت الدنيا !! والعجيب أن الناس لن يصدقوا هذه الشهادة !! والأعجب أن هذه الشهادة هي أعظم شهادة عند رب العالمين !! فكيف يخفى رجل بمثل هذه الملامح والأوضاع والأحداث عن كل الناس ؟! وما أهمية أن يقال لهم في أواخر الفتنة ما يعرفونه ويؤمنون به ، وهو أن الرجل الأعور الأفحج الذي يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ....... موجود بينهم ؟!! هل سيبلغ بهم العمى وغياب الوعي حد الذهول عن هذه الأحداث والأوضاع والملامح ؟! ثم لماذا لا يصدقون الشهادة حين تقال لهم ؟!! إذا تجاوزنا مسألة عدم تعرف الناس على الدجال حتى أواخر فتنته ، فلماذا لا يصدقون من يقول لهم بأن الدجال الأعور الأفحج ...... موجود بينهم ؟!!! ولماذا تكون الشهادة بأن الدجال موجود بين الناس هي أعظم شهادة عند رب العالمين ، بينما الأمر لا يتطلب سوى إجادة القراءة لمعرفة كل ما أنبأ به الرسول عن الدجال ؟!! هذه كلها أسئلة لا يسعف التفسير اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال في فهمها . أما لو قلنا إن المعنى اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال ليس هو المعنى المقصود وأن المعنى المقصود هو المعنى المجازي ، فإن كل شيء سيصبح مفهوماً . الناس لن يعرفوا المسيح الدجال إلا في أواخر فتنته ، لأن الصورة المجازية هي التي ستتجسد ، بينما الناس ينتظرون الصورة التي ينبئ عنها الفهم اللغوي المباشر . لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً أعور يخلط الناس بينه وبين الله ويهتم من يريد الخروج من الالتباس والخلط بأن ينظر إلى العينين فيدرك أن الدجال أعور والله ليس بأعور ، بينما ستتجسد لهم حضارة ترى بالعقل وترفض النقل ( الوحي ) ، ومن أراد الخروج من الالتباس والخلط فعليه أن يدرك بأن الطريق إلى الله إو إلى تجنب فتنة الدجال تتطلب الرؤية بالعقل وبالوحي معاً . لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً أعور متنافر الملامح يفتن النساء كما لم يفتنوا من قبل ، بينما ستتجسد لهم حضارة تقلب أوضاع النساء رأساً على عقب وتوصل الإغراء إلى منازلهم ( عبر البث الفضائي والإنترنت والمجلات والصحف وكل وسائل النشر والإعلام والاتصال ) !! لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً يركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ، بينما ستتجسد لهم حضارة تنتج حاملات الطائرات وتنتج الطائرات التي تسابق الصوت وتطوي الأرض كطي الفروة !!. لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً يغزونه ويفتحونه ، بينما ستتجسد لهم حضارة فاتنة وعظيمة الإيجابيات وشديدة السلبيات ، ولكن الإسلام سيعود ويلقي بجرانه في الأرض ويدخل كل بيت وبر ومدر بما في ذلك مناطق الحضارة الغربية !! لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً يخرج من خراسان ويكون له خروج مسلح من فتحة بين الشام والعراق ، بينما ستتجسد لهم حضارة تخرج من منطقة شبيهة بمنطقة خراسان من حيث دورها العلمي في الحضارة الإسلامية ، وسيكون لهذه الحضارة خروج مسلح من منطقة تشبه الفتحة أو المنفذ ( فلسطين ) !! لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً كافراً يمده الله بالمعجزات ، فيأمر السماء فتمطر ، بينما ستتجسد لهم حضارة تصل إلى استمطار السحب أو ما يسمى بالمطر الصناعي ، وبهذا تمطر السماء ماء . وتمطر السماء بشراً وبضائع وأدوية وصحفاً ومجلات وكتباً عبر وسائل النقل الجوي ، وتمطر صوراً وكلاماً عبر الأقمار الاصطناعية ووسائل البث الفضائي ، وتمطر تخريباً ودماراً وعذاباً عبر الطائرات والصواريخ !! لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً يمر بالخرائب فتتبعه كنوزها ، بينما ستتجسد لهم حضارة تصل إلى استخراج المعادن والثروات من الصحاري والبراري والقفار والجبال والأدوية ومن تحت الثلوج ومن باطن البحار والمحيطات !! لن يعرفوه لأنهم ينتظرون رجلاً يحمل معه حديقة ( جنة ) وناراً أو واديين أو نهرين يفتن بهما الناس ، بينما ستتجسد لهم حضارة تميز بين العلوم والآداب وتنتج طوفاناً من العلوم في الطب والهندسة والفلك والفيزياء والكيمياء وكل ما هو مفيد ومحايد ، وتنتج طوفاناً من الفلسفات الإلحادية والفنون والسلوكيات التي تصادم الدين وتثير سيلاً عارماً من الشبهات والشكوك . طوفان العلوم سيصل إلى الناس في كل بقاع الأرض ، ولكنه ثقيل وجاف ومرهق . وطوفان الآداب سيصل إلى الناس ، وهو مليء بالشبهات وسهل ويغري بالتقليد والاتباع . من هنا لن يعرف الناس الدجال !! لن يعرفوه لأنهم ينتظرون التفسير اللغوي المباشر للنبوءة ، بينما في أخبار قرن الشيطان لا يخطر ببالهم أن ينتظروا قرناً للشيطان يظهر ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع ، ويوقنون بأن الصورة هي صورة مجازية !! لن يصدقوا القول بأن الدجال موجود بينهم ، لأن صورة الدجال التي سيتم إخبارهم بها تختلف عن الصورة التي في أذهانهم بقدر اختلاف التعبير المباشر عن التعبير المجازي !! ستكون الشهادة على الدجال الحقيقي أعظم شهادة عند رب العالمين لأنها تحمل كشفاً لأعظم فتنة تشهدها الأرض ولأنه لن يكون بعد كشفها إلا الفرج والخلاص .... !! ولولا ذلك لما خفي الدجال على أبسط الناس وأقلهم تعليماً ، ولما احتاج الأمر إلى الشهادة بظهوره في أواخر فتنته ، ولما كان لتلك الشهادة أية قيمة أو معنى !!
  4. سعيد الكثيري مــــع المداخـــــــلات (9) الأخ الكريم الوسواس القهري ذكر أن تأويلي مستبعداً كثيراً ، فكلام رسول الله عن الدجال يتضح منه أنه يقصد رجلاً ، لا غير ذلك ، و من ذلك قوله أن يحيي الميت ، و أنه مُكبّل في جزيرةٍ ما ، و أن بعض الصحابة اشتبهوا في ذاك المدعو ابن صياد ، و الكلمة المكتوبة بين عينيه ، و الكثير غير ذلك. والواقع أن الأمر هنا يرتبط بقضيتين : الأولى هي ما إذا كان منهج الرمز والمجاز وارداً بشأن قضايا الغيب الدنيوي أم لا ؟. والواقع أن كل الأدلة تؤكد أنه وارد وشائع . لقد تضمن القرآن الكريم تشبيه رجل بالشمس وتشبيه امرأة بالقمر وتشبيه إخوة بالنجوم والرمز لوظيفة السقاية بعصر الخمر والرمز لحادثة الصلب بأكل الطير للخبز المحمول فوق الرأس وتشبيه السنوات المطيرة بالبقرات السمان والسنبلات الخضر وتشبيه السنوات المجدبة بالبقرات العجاف والسنبلات اليابسات . وبالتالي فإن من الجائز تشبيه الحضارة الغربية برجل . تضمن القرآن الكريم تشبيه الجنين في بطن أمه بالنطفة والعلقة والمضغة وتشبيه صورة الجبال بما في ذلك جذورها بالأوتاد . وبالتالي فإن من الجائز تشبيه الحضارة الغربية برجل . تضمنت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تشبيه مجموعات من البشر يظهرون من المشرق في آخر الزمان ويقضى عليهم ثم يظهرون ويقضى عليهم ثم يظهرون ويقضى عليهم بقرن الشيطان الذي يظهر ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع . وبالتالي فإن من الجائز تشبيه الحضارة الغربية برجل . بل إن تشبيه مجموعات من البشر بقرن الشيطان الذي يظهر ويقطع عشر مرات أو عشرين مرة أكثر مجازاً وتشبيهاً من تشبيه إحدى الحضارات برجل !!. وذات الأسباب التي اقتضت التشبيه والرمزية في نبوءة قرن الشيطان هي ذات الأسباب التي اقتضت التشبيه والرمزية في نبوءة المسيح الدجال ، فالنبوءتان تتحدثان عن فتنتين تحدثان في زمن يتغير فيه شكل الحياة ، وأدنى صور التعبير المباشر من شأنها أن تنقض حالة الفتنة وتحولها إلى حالة تحفيز إيماني ودلالات على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . بالإضافة إلى أن الناس ما كانوا ليستوعبوا أو يفهموا أي حديث مباشر عن شكل الحياة في العصر الحاضر . وهانحن نشاهد بعض الذين يعيشون في عصرنا لا زالوا غير قادرين على استيعاب أو تصديق بعض أوضاع وتطورات العصر . فضلاً عن أن الحديث المباشر عن العصر الحديث كان سيؤدي إلى كشف الغيب وإخراجه من دائرة الاختصاص الإلهي بعلم الغيب . أما بعد تحققه فإنه يكون قد خرج من دائرة الغيب وأصبح ممكناً العلم به وفهمه واستيعابه . نحن في ثقافتنا وفي الثقافة الغربية نقبل إطلاق مسمى " الرجل " المريض على الدولة العثمانية في آخر أطوارها . وبالتالي فإن من الجائز تشبيه الحضارة الغربية برجل . القضية الثانية التي يثيرها فهم نبوءة المسيح الدجال هي قضية الأدلة التي تقتضي الانتقال من المعنى اللغوي المباشر إلى المعنى المجازي . ذلك أنه لا يجوز أصلاً الانتقال إلى المعنى المجازي ما لم توجد أدلة تقتضي امتناع تحقق المعنى اللغوي المباشر . والواقع أنه ما كان ليدور بخلدنا صرف نبوءة المسيح الدجال عن معناها الظاهري إلى المعنى المجازي لو لم توجد أدلة شرعية وعقلية تمنع المعنى الظاهري . كل الحديث القرآني المطول عن المعجزات وأهلها ووظائفها وحكمتها تشهد بأن " معجزات " الدجال لا تعدو أن تكون تشبيهاً للمخترعات والمكتشفات بالمعجزات . فإذا استبعدنا عن الدجال مسألة أمر السماء فتمطر وأمر الأرض فتنبت والمرور بالخرائب فتتبعه كنوزها والركوب على حمار بين أذنيه أربعين ذراعاً وإحياء الموتى والإتيان بجنة ونار وجبال خبز وماء والسرعة الهائلة التي تشبه الريح ، فإننا سنكون بين أحد خيارين : إما رد أحاديث المسيح الدجال لمخالفتها لكل ما ورد في القرآن بشأن المعجزات وأهلها ووظائفها وحكمتها ، أو تطبيق القاعدة المتبعة في رؤى يوسف عليه السلام وصاحبي سجنه وملك مصر ونبوءة قرن الشيطان ، والإدراك بأن المعنى المقصود هو المعنى المجازي . وحينها سندرك أن كل عجائب المسيح الدجال تحققت بشكل نموذجي دقيق من خلال مكتشفات ومخترعات الحضارة الغربية . إذا تأملنا تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بغزو الدجال وفتحه فسندرك أن صورة الرجل المذكورة في الأحاديث هي صورة مجازية بمثل صورة قرن الشيطان !! إذا تأملنا مسألة خفاء الدجال وعدم اكتشافه إلا في أواخر فتنته فسندرك أن صورة الرجل المذكورة في الأحاديث هي صورة مجازية !! إذا تأملنا مسألة الكتابة بين العينين التي يقرؤها الأمي الذي لا يقرأ أصلاً ، وإذا تأملنا المسافة بين العينين ولغة الكتابة ، وعدم التعرف على الدجال رغم كل ذلك ، فسندرك أن التعبير لا يمكن أن يكون إلا تعبيراً مجازياً يقصد منه الإشارة إلى وضوح وجلاء كفر المسيح الدجال حتى للأميين . إذا تأملنا مسألة العينين وخلط الناس بين الله وبين رجل أعور وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " فإن ألبس عليكم فاعلموا أن الدجال أعور وأن الله ليس بأعور " فسندرك أن الحديث لا يمكن أن يكون عن عينين بشريتين وأن التعبير لا يمكن أن يكون إلا تعبيراً مجازياً . وعندها سنجد الحضارة الغربية تقدم عبر الإعمال الشديد للعقل والاستبعاد الشديد للوحي تجسيداً نموذجياً لمسألة العينين . إذا تأملنا مسألة الواديين أو النهرين أو الجنة والنار وعشرات الأسئلة المعلقة التي يثيرها الفهم اللغوي المباشر لهذه الأخبار ، ثم ألقينا نظرة فاحصة على قصة العالم مع علوم الغرب وآدابه ، فسندرك أن التعبيرات الواردة في الأحاديث لا يمكن أن تكون إلا تعبيرات مجازية وأن الغرب يقدم تجسيداً نموذجياً لهذه الصورة . إذا تأملنا مسألة الخروج عبر غضبة يغضبها ، وأدركنا أن غضبة رجل أعور قد تؤدي إلى رفع ضغط الدم لديه إلا أنها لا تؤدي ولن تؤدي إلى إكسابه قدرات إلهية بحيث يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فتتبعه كنوزها . إذا تأملنا ذلك وألقينا نظرة على أحوال الغرب منذ انطلاقة الثورة الفرنسية فسندرك أن التعبير عن الغضبة التي تطلق قدرات الدجال هو تعبير مجازي تقدم الحضارة الغربية تجسيداً نموذجياً له . إذا تأملنا مسألة الأربعين يوماً أو عاماً وشهرين وما يمكن لرجل وحيد أن يقدمه خلالها من شبهات وعجائب وإغراء وإغواء فسندرك أن فتنة الدجال الرجل لا يمكن أن تبلغ نقطة في بحر فتنة الحضارة الغربية عبر قرابة أربعمائة عام ومن خلال إمكانات مجموعة من الأمم والشعوب . وحينها سنسلم بأن تجاوز وتخطي فتنة الحضارة الغربية لن يتحقق حتى بجهود مليون رجل أعور . إذا سلمنا من خلال ما سبق بمسألة التشبيه وأدركنا أنها واردة شرعاً وعقلاً ومنطقاً فلن نجد غرابة في تشبيه أوروبا بخراسان ولن نجد غرابة في تشبيه نفوذ يهود أمريكا بنفوذ يهود أصفهان ، ولن نجد غرابة في تشبيه فلسطين بالفتحة أو المنفذ الذي يشهد خروجاً مسلحاً للدجال . إذا حسمنا الأمر تجاه كل ما سبق وأدركنا أن مسألة التشبيه واردة شرعاً وعقلاً ومنطقاً فلن نجد غرابة في تشبيه الحضارة الغربية برجل ، ولن نجد غرابة في اعتقاد الصحابة وكل من لم يعايش الحضارة الغربية ويتأملها بأن الأمر يتعلق برجل من لحم ودم . كل من لم يقدم له تأويل متماسك لنصوص نبوءة المسيح الدجال لن يكون أمامه من خيار سوى رفض النصوص أو التسليم بها كما وردت دون القدرة على حل مشكلات فهمها . لذلك لن يكتشف شخصية الدجال سوى رجل وحيد ، ولن يصدقه الناس حين يزعم أن " هذا هو الدجال الذي أخبر عنه الرسول " . ولو كان الاكتشاف الذي يقدمه سهلاً وعادياً ودارجاً وموجوداً في الثقافة السائدة لما أخبر الرسول عن ذلك الرجل ولا عن شهادته ، ولما تم وصفها بأنها أعظم شهادة عند رب العالمين . سنتقدم خطوة إضافية على طريق التأويل ، وذلك بأن نتناول الأحاديث النبوية التي أشارت إلى العلاقة بين سورة الكهف وبين الوقاية من فتنة الدجال . لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،،، ================= الميكانيكي لا ننسى هذا الاقتباس من مقال سعيد الكثيري حاملة الطائرات وفوقها الطائرة ( من فتنته أنه يركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ) .
  5. سعيد الكثيري مـــع المداخـــــــــــلات (8) استهل صاحب الرسالة البريدية الثانية التي تفضل الأخ الكريم ( النماص ) بنشرها تعليقه بعرض أقوال الإمام النووي التي ذكر فيها مواقف الفرق الرافضة لأحاديث المسيح الدجال كالخوارج والمعتزلة وال********ة . والواقع أن دائرة الرفض أو على الأقل التوقف عند أحاديث المسيح الدجال كانت أوسع بكثير من المواقف المشار إليها في أقوال الإمام النووي . أحاديث المسيح الدجال بسبب قضية المعجزات تحديداً تعرضت للرفض من قبل بعض الفرق منذ بدء حركة النشاط العقلي الواسع في القرن الثاني الهجري . وبعد ذبول طرح المعتزلة وشيوع الطرح الأشعري والطرح الماتريدي ، وهما الطرحان العقائديان الاوسع انتشاراً بين المسلمين منذ انحسار طرح المعتزلة إلى العصر الحديث ، تم تطبيق مقولة عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في إثبات العقائد على أحاديث المسيح الدجال ، وبذلك بقيت هذه الأحاديث خارج دائرة البحث وضمن نطاق التسليم . في العصر الحديث زادت صعوبات قبول الفهم اللغوي المباشر وظهرت لأول مرة إمكانات التأويل ، لأن صورة المسيح الدجال الحقيقية بدأت تتحقق . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الثانية أشار إلى رؤية الرسول للدجال في الإسراء ، واستنتج بالتالي عدم صحة ما ذكرته من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ير الدجال إلا في رؤيا . والواقع أنه حتى في الإسراء لا يمكن أن يكون الرسول قد رأى الدجال إلا في رؤيا . وقد ورد نص قرآني عام بشأن الرؤيا في حادثة الإسراء ، وهو قوله تعالى " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ..... " . وبما أن الثابت أن الدجال لم يكن قد ظهر في زمن الإسراء ، فهل يصح الاعتقاد بأن الله قد خلق الدجال وأحضره ليراه الرسول ثم أفناه ليعود للظهور في آخر الزمان ؟!! هذا فهم غير مقبول وغير سائغ ويخالف سنن الله في الخلق والمعجزات . أما الجمع بين رؤية عيسى ورؤية الدجال فلا يوجد ما يمنع رؤية شخصية عيسى الحقيقية التي سبق أن ظهرت على الأرض وبين صورة الدجال الرمزية والتشبيهية التي لن تظهر إلا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم . وطالما أن الحديث يدور حول شخصية غيبية مستقبلية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يراها إلا في رؤيا . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الثانية ذكر أن معجزات الدجال لا تناقض الشرع بل الشرع أخبرنا أن الله آتاه هذه المعجزات فتنة وإذا كان أمر السماء فتمطر وأمر الأرض فتنبت والمرور بالكنوز فتتبع الدجال وإحياء الموتى وطي الأرض كطي الفروة والإتيان بجنة ونار ليست معجزات فماذا تكون المعجزات ؟!! وإذا كان إعطاء المعجزات للدجال لا يناقض سنن الله وحكمة وفقه المعجزات فماذا نقول عن الآيات القرآنية العديدة التي أكدت أن سنن الله في الأمم السابقة لا تقبل التبديل أو التغيير ، ومن أهم تلك السنن سنة اختصاص الرسل والأنبياء والصالحين بالمعجزات وحجبها عن الكافرين ، وسنة تأييد أهل الإيمان بالمعجزات وتسليطها على أهل الكفر والضلال ؟!! بل إنني أعتقد أن من أهم أسباب اتساع وعظم فتنة المسيح الدجال هو هذا الظن بأنه سيظهر رجل أعور يعاند الله وينشر الإلحاد والفساد والغواية فيكرمه الله بتمكينه من أمر السماء فتمطر وأمر الأرض فتنبت والمرور بالكنوز فتتبع الدجال وإحياء الموتى وطي الأرض كطي الفروة والإتيان بجنة ونار .... ؟!! هذا تبديل هائل لسنن وحكمة وفقه المعجزات . ومن هذا الفهم غير الصحيح نبعت أهم مصادر فتنة الدجال . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الثانية عرض الأحاديث التي أشارت إلى شبهات الدجال . والواقع أنه لا يمكن لرجل وحيد خلال أربعين يوماً أو خلال عام وشهرين أن يقدم نقطة في بحر صروح الإلحاد وكل ألوان الشبهات التي قدمتها الحضارة الغربية على مدى قرابة ثلاثة قرون وعبر ألوف المفكرين والفلاسفة والكتاب وباستخدام وسائل الإعلام والنشر الحديثة وبالاستفادة من الاستعمار والاستتباع المباشر لمعظم أمم الأرض . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الثانية أشار إلى الحديث الذي ورد فيه وصف عين الدجال اليمنى بأنها كالعنبة الطافية . وتساءل عما سأفعله بهذا الوصف ؟! والواقع أنني أوضحت منذ البداية أن وصف عيني الدجال لا يمكن أن يكون وصفاً لعينين بشريتين ، بدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن خلط الناس بين الدجال وبين الله وتوجيهه بالتنبه إلى العينين للخروج من هذا الخلط ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم " فإن ألبس عليكم فاعلموا أن الدجال أعور وأن ربكم ليس بأعور " لا يمكن أن يخلط الناس بين الله وبين رجل أعور ، ثم تكون العينان هما وسيلة التمييز بينهما . هذا لا يمكن أن يكون حديثاً عن عينين بشريتين ، بل هو حديث عما يشبههما . وكما سبق أن أشرنا فمصادر المعرفة والعلم في الحضارات ( العقل والوحي أو العقل والنقل ) تشبه العيون عند الإنسان . ولم يوجد ولن يوجد حضارة بشرية أسرفت في استخدام وتقديس العقل واستبعاد وتحجيم الدين مثل الحضارة الغربية . ووصف العين اليمنى بأنها كالعنبة الطافية قد يرمز إلى شدة وقوة هذا الطمس والاستبعاد للدين أو الوحي كمصدر للمعرفة والعلم . ويشهد لذلك الأحاديث الأخرى التي ورد فيها أنه مكتوب بين عيني الدجال كافر يقرؤها كل مؤمن من كاتب وغير كاتب . هذا تأكيد بأن مسألة خروج الدجال عن الدين واستبعاده له ستكون واضحة وظاهرة حتى للأميين . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الثانية أشار إلى قوله صلى الله عليه وسلم ( لَيَفِرَّنَّ الناس من الدَّجَّالِ في الْجِبَالِ ) واستنتج من ذلك أن الدجال لن يخفى على الناس . والواقع أن فرار الناس من الدجال لا يلزم منه معرفتهم به ، بل الأحاديث الأخرى تؤكد عدم معرفتهم به . إن الفرار يشير إلى واقع حال الناس مع فتنة الدجال سواء في حالات الاستعمار التي شملت معظم أمم الأرض ، أو من خلال مقاومة التغريب والتشبث بالثقافات المحلية التي ستكتسحها الثقافة الغربية . الأحاديث أشارت إلى أن بني تميم ( وهذه إشارة رمزية إلى أتباع مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي ) سيكونون أشد الناس على الدجال . وهذا لا يلزم منه معرفتهم به . بل إن الفتنة لا تتحقق على أوسع نطاق إلا حين تكون شخصية الدجال خافية على الناس . لو كان الناس سيعرفون الدجال منذ ظهوره لأصبح هذا الظهور حافزاً إيمانياً قوياً وكبيراً أو على الأقل مخففاً من الفتنة إلى أبعد مدى . منذ ظهور الدجال سيرى المسلمون في الأحاديث عرضاً حياً لشخصية الدجال ، وسيكون بإمكانهم توقع أفعال الدجال اللاحقة قبل حدوثها . سيتحول الأمر من هيمنة وسطوة للدجال إلى عرض حي لأحاديث الرسول حول الدجال ، وسيصبح الدجال قزماً تعرض النصوص أحواله وتتيح حتى للأطفال أن يعرفوا ما سيقوم به قبل أن يقع ، وسيكون بإمكانهم إخبار الدجال عن أحواله وتصرفاته اللاحقة !!. الخفاء هو مصدر الفتنة ، أما معرفة الدجال منذ ظهوره فكانت ستحول أمر الدجال من فتنة إلى دلالة حاسمة وحية على صدق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم ماذا نقول في شهادة الرجل الذي يظهر في أواخر الفتنة ليتجه إلى " هذا الذي خرج " وليشهد بأن " هذا هو الدجال الذي أخبر عنه الرسول " ؟!! هل لهذه الشهادة أي معنى إذا كان الناس يعرفون الدجال ، وهل يستحق إخبار الناس بما يؤمنون به ويعلمونه ويعرفونه أن يسجل في نبوءة كحدث غير عادي ؟!!! الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الثانية يرى أن شهادة الرجل الذي يخرج في أواخر فتنة الدجال تعني استشهاده وقتله . والواقع أن الأحاديث تشير إلى أنه في النهاية لا يسلط عليه . فأين هو الاستشهاد والقتل ؟! ثم إن الظن بأن المسيح الدجال يشق ذلك الرجل ثم يحييه على سبيل الحقيقة يجعلنا مرة أخرى في مواجهة قضية المعجزات التي ليس من سنن الله أن يعطيها للدجال وأمثاله أو أن يسمح بتسخيرها للإضلال وتأييد أهل الباطل والكفر والإفساد . ولو تأملنا الأحاديث التي وردت بشأن تلك الحادثة لأدركنا أن القضية تدور حول اعتقاد وشهادة ذلك الرجل بأن الدجال خرج وأن " هذا هو الدجال الذي أخبر عنه الرسول " . والحوار والجدال في الحادثة إنما يدور حول هذه المقولة أو هذا الزعم أو هذه الشهادة . الأخ الكريم أشار في النهاية إلى أنه ظن أنني أعني نفسي حين تحدثت عن حادثة اكتشاف الدجال . وبعيداً عن هوية مكتشف الدجال فإن الشاهد هو أن اكتشاف الدجال سيتم من قبل رجل وحيد وبعكس الأفكار والقناعات السائدة . وهذا أمر لا يمكن تصوره بموجب التفسير اللغوي المباشر ، ولكنه يعد أمراً في غاية المنطقية بموجب التأويل . عن فتنة النساء أشار الأخ الكريم إلى أن المقصود ليس خروجهن لأجل وسامة الدجال بل لأتباعه و الإيمان به . والسؤال هنا : لماذا النساء بالذات ؟! ثم ما هو مقدار الفتنة التي يمكن أن يحدثها رجل أعور متنافر الملامح للنساء خلال أربعين يوماً في مقابل الفتنة الأسطورية التي أحدثتها الحضارة الغربية بشأن قضية النساء تحديداً ؟!! وهل أثار ويثير رعب المسلمين تجاه الحضارة الغربية شيء قدر ما يتعلق بالنساء ؟! وهل واجهت النساء فتنة منذ عهد آدم عليه السلام كالفتنة التي واجهنها في عهد الحضارة الغربية ؟! الأخ الكريم أشار إلى أن غزو وفتح الدجال قد يقصد بها غزو وفتح ما تحت يده من مدن . وهذا تنازل من الأخ الكريم عن الفهم اللغوي المباشر ، وهو يخالف سياق الأخبار التي ذكرت جزيرة العرب ثم فارس ثم الروم ثم الدجال . أي أنها ذكرت مناطق ودولاً وامبراطوريات ثم ختمت برجل !! فإذا كان الأخ الكريم يرى أن الخبر يعني المناطق التي يحكمها الدجال فهو قد اتفق معي في النتيجة ولكن هذه النتيجة تتفق مع تأويلي ولا تتفق مع التفسير اللغوي المباشر لكامل أخبار النبوءة . ثم ما هي المناطق التي سيحتلها الدجال خلال أربعين يوماً . علماً أن الأحاديث لا تذكر له مكاناً محدداً بل تشير إلى انتشاره في الأرض وأنه يطوي الأرض كطي الفروة ويستخدم حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ويعرض على الناس واديين أو نهرين . وهذا يقتضي حملهما إلى كل الناس . والواقع أنه مهما تأمل المرء هذه الصور فإنه لا يمكنه فهمها واستيعابه ما لم يدرك أن الأمر يدور حول شيوع الفكر والثقافة والمكتشفات والمخترعات . وهو ما حدث على نحو أسطوري في زمن الحضارة الغربية . الأخ الكريم أشار إلى أن الروم لم تفتح بعد . والواقع أن الروم فتحت ، أما التي لم تفتح بعد فهي روما . والأحاديث لم تكن تخبر عن روما ، بل أخبرت عن جزيرة العرب وفارس والروم . وكما نعلم فإن الإمبراطورية الرومية كانت موجودة منذ عهد الرسول الكريم ، وقد تم فتح جزيرة العرب ثم الإمبراطورية الفارسية ثم الإمبراطورية الرومانية . والرسول أخبر أنه بعد هذا سيغزو المسلمون الدجال ويفتحونه . والمسلون لم يواجهوا بعد الإمبراطورية الرومانية سوى الغرب الحديث الذي استعمرهم واستتبعهم ثقافياً واقتصادياً وعسكرياً وعلمياً وفنياً وإعلامياً وتحولوا في عهده من قيادة العالم إلى قام الأمم . وليس من المعقول أن يتجاهل الرسول هذا الوضع غير المسبوق ليبشرهم بعد غزو الإمبراطورية الرومانية بغزو رجل وفتحه !!! لاحقاً سيكون لي وقفة مع مداخلة الأخ الكريم الوسواس القهري . فإلى لقاء قريب بمشيئة الله ،،،،،
  6. سعيد الكثيري مـــع المداخــــــلات (7) الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الأولى التي تفضل الأخ ( النماص ) بنشرها قال " واستطيع أن أتأول أيضاً على طريقتك في الغضبة التي تكون سبباَ في خروجه – أي الدجال - أن أمريكا ستغدر بأحبابها في ليل أظلم وتقصف المفاعلات النووية في أصفهان مكان خروج الدجال " والواقع أنه لا مشكلة عندي في قبول مثل هذا التأويل ، شريطة أن يتحدث الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية عن تأويلات تحققت فعلاً لا عن توقعات مستقبلية . أنا فسرت الغضبة التي يخرج منها الدجال بأنها الثورة الفرنسية التي شكلت انطلاقة فاصلة للحضارة الغربية ، وشكلت ولا زالت تشكل لدى المتبنين للثقافة الغربية حادثة تكاد تماثل حادثة البعثة لدى المسلمين . أي أنني تحدثت عن شيء تحقق فعلاً لا عن توقعات مستقبلية . ثم إنني لم أتحدث عن الغضبة ( الثورة ) بمعزل عن بقية التفاصيل ، بل تحدثت عن القدرات والغرائب والحمار الذي بين أذنيه أربعين ذراعاً والخلط بين الدجال وبين الله وكون أهم وسائل التمييز بينهما هي أن الدجال أعور والله ليس بأعور ، وتحدثت عن الواديين أو النهرين أو الجنة والنار ، وعن الخروج بعد فتح القسطنطينية ، وعن تبشير الرسول بغزو الدجال وفتحه ، وعن فتنة النساء والشبهات ، وعما يحل بالناس الذين يصدقون الدجال والناس الذين يكذبونه ، وشدة بني تميم على الدجال . أي أنني لم أتحدث عن الغضبة ( الثورة ) بمعزل عن الصورة الكلية الواردة في الأحاديث . وأنا أقبل من أي قارئ أن يقدم لي تأويلاً مختلفاً للغضبة ، شريطة أن يقدم لي تأويلاً لأمر تحقق فعلاً ، وأن يقدم إلى جانب ذلك تأويلاً للعينين والواديين أو النهرين والحمار العجيب والشبهات وفتنة النساء وأمر السماء والأرض واستخراج الكنوز ..... الخ . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الأولى أشار إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ورد فيه رؤيته لعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ، ثم رؤيته لرجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية فسأل عنه فقيل هذا المسيح الدجال . ثم تساءل الأخ الكريم : هل سيذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ( المسيح عيسى بن مريم ( لغويا) ويجمع معه في نفس الوقت المسيخ الدجال (المجازي) وكيف أفسر ذلك ؟! وأقول ما المانع أن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم عيسى عليه السلام في رؤيا منامية ، وأن يرى صورة المسيح الدجال التشبيهية في ذات الرؤيا ؟! يوسف عليه السلام رأى أباه وأمه وإخوته كشمس وقمر وكواكب !!. وملك مصر رأى سنوات الرخاء والجدب كبقرات سمان وبقرات عجاف وسنبلات خضر وأخر يابسات !! الرسول صلى الله عليه وسلم رأى صورة عيسى عليه السلام الحقيقية التي سبق أن ظهرت على الأرض ، أما الدجال فهو شخصية غيبية مستقبلية لم تكن قد ظهرت في عهد الرسول . وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " فإن يخرج الدجال فيكم فأنا حجيجه ، وإن يخرج بعدي فحجيجه كل مسلم " . هذه الشخصية الغيبية رأى الرسول صلى الله عليه السلام صورتها التشبيهية مثلما رأى يوسف عليه السلام والده في صورة شمس ووالدته في صورة قمر وإخوته في صورة كواكب . هذه الرؤية للصورة التشبيهية لا تعني أنها ليست صورة تشبيهية ، طالما أن التفسير اللغوي المباشر ممتنع وأن الصورة التأويلية تهز الأرض وأن أسلوب الرمز والتشبيه شائع ومستخدم في تصوير الأحداث المستقبلية ، كما هو الحال في رؤى يوسف عليه السلام وصاحبي سجنه وملك مصر ، وكما هو الحال في نبوءة قرن الشيطان الذي يخرج من نجد أو من المشرق ثم يُقطع ثم يظهر ثم يُقطع ثم يظهر ثم يُقطع عشر مرات أو عشرين مرة !! الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الأولى أشار إلى مزالق للتأويل ، وضرب مثالاً لذلك بمحاولات تأويل عذاب القبر . وأنا أتفق معه حول مزالق التأويل ، وأزيد على المثال الذي ضربه تأويل الأسماء والصفات والجنة والنار وعموم الغيب غير الدنيوي . والواقع أن كل هذه المحاولات التأويلية تخالف شروط صحة التأويل التي يؤكدها الشرع ويقضي بها العقل . فالتأويل لا يمكن أن يكون صحيحاً ولا دقيقاً ولا مشروعاً إلا بثلاثة شروط ، وهي : أولاً : عدم إمكانية تحقق المعنى اللغوي المباشر للنصوص المراد تأويلها . ثانياً : تحقق وحدوث الصورة الواقعية المراد ربط النصوص بها عن طريق التأويل . ثالثاً : وجود ارتباط واضح وأكيد وسائغ بين الصورة الرمزية أو التشبيهية الواردة في النصوص وبين الصورة المتحققة على أرض الواقع . هذه الشروط لا تتحقق في كل صور التأويل التي طرحتها بعض الفرق وبعض الأشخاص عبر التاريخ ، فهؤلاء حاولوا تأويل غيب لم يثبت عدم إمكانية تحقق معانيه اللغوية المباشرة ، أو حاولوا تأويل غيب لم يتحقق بعد أو أنه فوق مستوى استيعاب البشر ، وبالتالي فإنه لا مجال للبحث عن وجود ارتباط واضح وأكيد وسائغ بين الصورة الواردة في النصوص والصورة الغيبية التي يزعم أهل التأويل أنها هي المرادة . أي أن كل محاولات التأويل التي ظهرت عبر تاريخنا افتقدت إلى كل شروط صحة التأويل . ونحن لم نطرح تأويل فتنة المسيح الدجال إلا بعد التدليل الواسع على مصادمة المعاني اللغوية المباشرة لنبوءة المسيح الدجال لبعض قواعد الشرع وحقائق العلم واستدلالات العقل والمنطق ، ثم إننا لم نصرف النصوص إلى صورة غيبية لم تتحقق بعد ، بل صرفناها إلى صورة واقعية معاشة وملموسة وحاضرة ، واجتهدنا ولا زلنا نجتهد في التدليل على وجود ارتباط واضخ وأكيد وسائغ بين الصورة الرمزية أو التشبيهية الواردة في النصوص وبين الصورة المتحققة على أرض الواقع . ومن هنا فقد أشرنا إلى أننا لا نستطيع تأويل ما لم يتحقق بعد من فتنة المسيح الدجال ، وهي أخبار القضاء النهائي على فتنته في فلسطين ، وكل الاجتهادات التي طرحناها في هذا الإطار ليست إلا ترجيحات قسناها على ما تحقق من أحداث الفتنة . وهكذا فإنه متى ما تم ربط التأويل بشروطه الشرعية والعقلية والمنطقية التي عرضناها ، وأهمها أن يتم صرف النصوص إلى صورة واقعية متحققة ومعاشة ، فإن كل مزالق ومحاذير التأويل تنتفي ، ولا يبقى بعد ذلك سوى التحقق من امتناع المعاني اللغوية المباشرة ووجود ارتباط واضح وأكيد وسائغ بين الصورة الواردة في النصوص وبين الصورة المعاشة والمشهودة والمتحققة على أرض الواقع . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية طالبني بطباعة التأويل في كتاب وعرضه على أهل العلم . والواقع أنه في مجتمعنا لن يسمح بمثل هذا الكتاب ، حتى أن بعض مواقع الإنترنت رفضت نشره وبعضها ألغت عضويتي . أما عرضه على أهل العلم فهذا ما فعلته على مدى سنوات عديدة ، إلا أنني لم أتلق رداً سوى من الشيخ سلمان العودة والشيخ ناصر العمر . وتعليقاتهما لا تختلف عن التعليقات التي يطرحها القراء في هذه المشاركة . أؤكد لأخي الكريم صاحب الرسالة البريدية أن نبوءة المسيح الدجال ظلت خارج دائرة الفحص والتدبر منذ رفضها وإنكارها من قبل بعض الفرق في أوائل القرن الثاني الهجري ، وبعض الفرق طبقت عليها قاعدة عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في إثبات العقائد ، وبعض الفرق نظرت إليها في إطار التسليم وتجنب بحثها ، نظراً لأن بحثها كان يثير دوماً التساؤلات والتحفظات حول المعجزات والقضايا التي يصعب قبولها بموجب الفهم اللغوي المباشر . لاحقاً نواصل وقفاتنا مع صاحب الرسالة البريدية الثانية التي تفضل الأخ الكريم ( النماص ) بنشرها ، فإلى لقاء قريب بمشيئة الله ،،،،
  7. الوسواس القهري عفواً عزيزي سعيد ، فقد مططتَ الإحتماليات لأقصى درجة ، و كلامك مستبعد كثيراً ، فكلام رسول الله عن الدجال يتضح منه أنه يقصد رجلاً ، لا غير ذلك ، و من ذلك قوله أن يحيي الميت ، و أنه مُكبّل في جزيرةٍ ما ، و أن بعض الصحابة اشتبهوا في ذاك المدعو ابن صياد ، و الكلمة المكتوبة بين عينيه ، و الكثير غير ذلك. أعتقد أن الصواب قد جانبك هنا. ============== سعيد الكثيري مــع المداخـــلات (6) الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الأولى التي تفضل الأخ الكريم ( النماص ) بنشرها أشار إلى أن " الدجال شخصية كتب الله تعالى أن يستثني له طول العمر وحبسه كل هذه المدة الطويلة وقد تمر بجانبه ولا تراه في جزيرته المحبوس فيها في الخليج ، وذكر أنه مؤكد أن الدجال في بحر الخليج حسب تأكيد الحديث الشريف ". وهو بذلك يشير إلى القصة المنسوبة إلى تميم الداري حول رؤيته للدجال محبوساً في إحدى الجزر . وكما ذكرت من قبل فإن هنالك العديد من الأدلة الشرعية والعلمية والعقلية التي تؤكد عدم صحة هذه القصة ووجود الكثير من العلل التي تقدح في متنها وفي سندها . هذه القصة مليئة بالعجائب والغرائب وتخالف الكثير مما أثبته العلم ويقبله العقل ، وليس في لغتها ولا في مضامينها ما ينتمي إلى لغة ومضامين الوحي ، بل تفوح منها رائحة الأسطورة . هذه القصة تناقض ما صرح به القـرآن الكريم من أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، وبحسب القصة فإن تميم ومن معه اطلعوا على الغيب دون غيرهم في رحلة بحرية لا يوجد شاهد أو دليل عليها . هذه القصة تناقض سنن الله في الخلق وسننه في المعجزات واختصاصه بعلم الغيب ، فهذا العمر الطويل وهذا الحبس والأصفاد والقيود في جزيرة معزولة على مدى أكثر من ألف وأربعمائة عام دون إيضاح لكيفية أكل الدجال وشربه ونموه ، وهذا العلم الدجالي بالغيب وبأحوال المسلمين وأحوال الرسول . كل هذا يناقض سنن الله في الخلق وسننه في المعجزات التي لا تعطى للدجال وأمثاله ولا تسخر للإلحاد والإضلال ، فضلاً عن اختصاص الله بعلم الغيب وعدم إطلاعه إلا من ارتضى من رسله بعد أن يحيط هذا الغيب بالحوافظ التي تمنع كشفه الدقيق قبل تحققه وحدوثه . ولا مجال لقياس وضع الدجال على وضع عيسى عليه السلام أو الخضر ، فالدجال ليس من أهل المعجزات بل هو وأمثاله من المحرومين من المعجزات وممن تسلط عليهم المعجزات . هذه القصة تخالف ما ورد في الأحاديث من أنه لن يبقى من الأحياء في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أحد بعد مضي قرن من الزمان . وقد استدل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بهذا الحديث لنقض صحة هذه القصة ، وأشار إلى تشككه في لغتها ومضامينها . والرأي منشور في موقع خيرية الشيخ على الإنترنت . هنالك شكوك منطقية صارخة وحاسمة في صحة سند الروايات التي تشير إلى هذه القصة . هذه القصة رويت في المسجد بحسب ما ورد في الروايـات ، ولو صح ذلك لشاعت بين الصحابة ولكثر ناقلوها عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، بحكم ما فيها من غرائب وإثارة وقابلية للالتصاق بالخيال والذاكرة ، وبحكم الكلام عنها في المسجد بوجود أكبر حشد من المسلمين ، في حين أنه لا مصدر للقصة في كل الروايات سوى امرأة وحيدة هي فاطمة بنت قيس . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية أشار إلى قصة يأجوج ومأجوج ، وتساءل هل نستطيع رؤية يأجوج ومأجوج وهم بشر ويعيشون بيننا وبيننا وبينهم سد ؟! وهذه هي صورة أخرى من صور سوء فهم التأويل الذي طرحته حول نبوءة المسيح الدجال . فأنا لم أقل ولن أقول إن المهدي ليس شخصية حقيقية أو أن عيسى عليه السلام ليس شخصية حقيقية ، لأنه لا يوجد في قصة الإثنين ما يمنع تحقق المعنى اللغوي المباشر . أما في شخصية المسيح الدجال فنحن لم نطرح التأويل إلا بعد سرد الكثير من الأدلة الشرعية والعلمية والعقلية والمنطقية التي تؤكد امتناع تحقق المعنى اللغوي المباشر ، تماماً مثل استحالة تحقق المعنى اللغوي المباشر في نبوءة قرن الشيطان الذي أنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم في عشرات الأحاديث الصحيحة أنه يظهر من نجد أو من المشرق ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع عشر مرات أو عشرين مرة . الأهم من ذلك أن المنهج الذي أطرحه في التأويل يمنع تأويل أي خبر لم يحدث بعد . فالتأويل إنما يقوم على المقارنة بين ما ورد في النصوص إذا تأكد امتناع تحقق المعنى اللغوي المباشر وبين ما تحقق على أرض الواقع . وبالتالي فإنه يستحيل تأويل أية نبوءة لم تتحقق بعد . ولولا امتناع المعنى اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال وتحقق المعنى المجازي عبر الحضارة الغربية لما خطر ببالنا اللجوء إلى التأويل أو القول به . لو أن الحضارة الغربية لم تبدع الطائرة وما بين جناحيها من مسافة لما ربطنا بينها وبين الحمار الذي بين أذنيه أربعين ذراعاً . ولو أنه لم يحدث في إطار هذه الحضارة تمييز واضح وكبير بين العلوم والآداب كحقلين أو مسارين يضمان كل منتجات الحضارة الغربية التي أغرت الناس وأبهرتهم أو صدتهم ونفرتهم لما ربطنا بين هذين الحقلين أو المسارين وبين الواديين أو النهرين اللذين يفتن بهما الدجال الناس . ولولا أن الحضارة الغربية قدمت ملايين المكتشفات والمخترعات التي أدت إلى استمطار السحب واستنبات الأرض واستخراج المعادن وسماع ورؤية الموتى وصناعة وسائل الركوب الضخمة والسريعة لما ربطنا بينها وبين عجائب وقدرات الدجال التي يمتنع تحققها وفق المعنى اللغوي المباشر . لولا أن الحضارة الغربية انفردت بالإسراف في استثمار العقل كمصدر وحيد للرؤية والتفكير والمعرفة العلمية واستبعدت وأقصت الوحي وعممت هذه الثقافة عبر الأرض لما ربطنا بين ذلك وبين عيني المسيح الدجال اللتين أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهما أهم وسائل التمييز بين الله وبين الدجال أو بين الطريق إلى معرفة الله والطريق إلى اتباع الدجال !! وهكذا فنحن لم نلجأ إلى التأويل إلا لامتناع المعنى اللغوي وتحقق المعنى المجازي . وفي نبوءة يأجوج ومأجوج لا أحد يستطيع القول بأن المعنى اللغوي ممتنع أو أن المعنى المجازي قد تحقق وأن ذلك يقتضي تأويل النبوءة . كل نبوءة مرهونة بتحققها ، فإما أن يتحقق المعنى المباشر بصورة من الصور ، وإما أن يتحقق المعنى المجازي ، وعندها يمكن التأويل . أما قبل ذلك فلا إمكانية لتأويل أي أمر لم يتحقق . الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية أشار إلى أن " سبب خفاء فتنة الدجال أنه يظهر في خفة من الدين ". وأضاف أن " تفسير (خفة الدين) أنه لا علماء في وقته والناس في جهل مطبق بالدين وتكون فتن أدوات الدجال التي ذكرتها على أنها الدجال قد بلغت أوجها في فتنة الناس ". والواقع أن الخفاء لا يرتبط فقط بالفتنة كما ذكر الأخ الكريم ، بل يرتبط بالشخصية والفتنة معاً . ودليل ذلك أنه لا يمكن الفصل بين الأمرين كما سبق أن أوضحنا . بالإضافة إلى أن هناك من لن يتبع الدجال ، وكما ورد في الأحاديث فإن بني تميم سيكونون أشد الناس على الدجال . وهذا يعني أنه سيوجد مقاومة لفتنته على الرغم من عدم المعرفة بأنه الدجال . كما أن الرجل الذي يخرج في أواخر الفتنة لا قضية له سوى أنه يتجه إلى " هذا الذي خرج " ويشهد بأن " هذا هو الدجال الذي أخبر عنه الرسول " . فهل لهذا الخروج وهذه الشهادة أي معنى لو كان الناس يعرفون شخصية المسيح الدجال ؟! ما الفارق بين هذا الرجل وبين بني تميم الذين سيكونون أشد الناس على الدجال ؟! ثم لو كان الناس يعرفون شخصية الدجال وتخفى عليهم أدوات فتنته فلماذا لا يصدقون شهادة الرجل بأن هذا هو المسيح الدجال ؟! لماذا ينازعون حول شخصية الدجال ؟!! أما تفسير الخفاء بأن سببه عدم وجود العلماء خلال فتنة الدجال فهذا أمر مفهوم ومنطقي إذا كان الدجال هو الغرب وحضارته الحديثة ، فاكتشاف الدجال هنا يحتاج فعلاً إلى العلم والعلماء والبحث العميق . أما إذا كان الدجال سيظهر حسب التفسير اللغوي المباشر فالأمر لا يحتاج إلى العلم والبحث العميق ، بل يحتاج فقط إلى عدم اختفاء كتب الأحاديث ووجود قارئ واحد على امتداد الأرض الإسلامية . وأكثر من هذا ، فالأمر قد لا يحتاج حتى لوجود قارئ واحد بين المسلمين ، فشخصية الدجال معروفة لدى عموم المسلمين ولدى الشيوخ والعجائز والأميين ، وهي شخصية حاضرة يومياً في حياة المسلمين ، حيث تتم الاستعاذة من شر فتنته في الصلوات منذ عهد الصحابة إلى أن يتم القضاء على فتنته . وبالتالي فخفاء شخصية الدجال طوال فتنته والحاجة إلى ظهور رجل في أواخر الفتنة يشهد بأن " هذا هو الدجال الذي أخبر عنه الرسول " لا تفسير له إلا بوجود التعبيرات المجازية التي تبقي شخصية الدجال خافية على الناس . أما مع التفسير اللغوي المباشر فالخفاء لا محل له ولا معنى ولا مدلول ، حتى لو لم يبق في الأمة عالم واحد . لاحقاً بمشيئة الله نواصل وقفاتنا مع التساؤلات والتحفظات التي طرحها صاحب الرسالة البريدية الأولى التي تفضل الأخ ( النماص ) بنشرها ،،،، = = = = = = = = = = أخي الكريم الوسواس القهري سيكون لي وقفة بمشيئة الله مع كل النقاط التي وردت في مداخلتك ، ولكن بعد التعليق على المداخلات الأخرى . وإلى ذلك الحين أرجو ألا تستثقل الطرح ، فإذا كان يوجد أدنى احتمال بأن فتنة المسيح الدجال هي فعلاً فتنة الحضارة الغربية فإن الأمر يستحق المتابعة والبحث العميق . كما أرجو أن تتذكر أنه – بموجب الأحاديث - لن يتم اكتشاف شخصية المسيح الدجال إلا في أواخر فتنته ، ليس عن طريق مجموعة من العلماء ، بل عن طريق شخص وحيد ، وأن الناس لن يصدقوا هذا الاكتشاف إلى أن يحدث ما يؤيده ويؤكده . هذا يؤكد أن الاكتشاف لن يكون معهوداً وسهلاً ودارجاً ، ويؤكد أيضاً أن الحقيقة في هذه النبوءة لن توجد في الفقه السائد ،،،،
  8. سعيد الكثيري مــع المداخـــلات (5) أشار صاحب الرسالة البريدية الأولى التي تفضل الأخ ( النماص ) بنشرها إلى الحديث الذي يشير إلى أن نوحاً أنذر قومه فتنة الدجال ، وتساءل عن كيفية حل هذه العقدة ؟! وأنا لا أرى أن في الأمر عقدة ، فهو تأكيد على عظم فتنة المسيح الدجال وأنه ما من نبي إلا وأنذر قومه الدجال ، بحكم أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ، وإن يخرج بعدي فحجيجه كل مسلم " . وهذا يؤكد أنه لا يعلم وقت ظهور الغيب بدقة إلا الله وحده ، ويؤكد أيضاً أن الفتنة تتعلق بالفكر والثقافة ، بدليل الإشارة إلى الحاجة إلى الحجيج والمحاجة . بل وأكثر من ذلك ، فهذه الأحاديث تؤكد عدم صحة القصة المنسوبة إلى تميم الداري حول رؤيته للمسيح الدجال مقيداً في إحدى الجزر . وقد عرضنا الكثير من الأدلة التي تؤكد عدم صحة تلك القصة . وقد نعود إلى عرض تلك الأدلة ، ولكننا نكتفي في هذا المقام بإشارة الرسول إلى أنه " إن ظهر الدجال فيكم ...... وإن ظهر بعدي ...... " . وهذه دلالة على أن الدجال لم يكن موجوداً في عهد الرسول . ومرة أخرى نؤكد على أن تحذير كل الأنبياء من فتنة الدجال يعود لعظمها وضخامتها وعدم معرفة الغيب إلا الله . والواقع أن فتنة الحضارة الغربية تفوق بمليارات المرات فتنة أي فرد ، سواء على صعيد الشبهات أو العجائب والقدرات أو فتنة النساء . فهل تكون فتنة رجل أعور خلال أربعين يوماً أولى بالإخبار من هذه الفتنة الأسطورية التي استمرت على مدى قرابة ثلاثمائة عام ؟!! الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية أشار إلى تعسفي لتفسير الخلة بين الشام والعراق . والواقع أنه إذا لم يتم أخذ التأويل في إطار معطياته الكلية ، وإذا لم يتم حسم مسألة امتناع الفهم اللغوي المباشر ، وإذا لم يتم التسليم بأن أخبار الفتن التي يتغير فيها شكل الحياة تتضمن قدراً ضرورياً من التشبيه والتقريب لضمان عدم كشف الغيب قبل تحققه ولتسهيل استيعاب تطورات الحياة ، فإن التفسير سيبدو متكلفاً . فقط حين لا تؤخذ هذه الجوانب بعين الاعتبار فإن تأويل الخلة سيبدو متكلفاً . أما حين ننطلق من هذه المقدمات الأساسية فإن التأويل سيبدو – حسب رأيي – في غاية الدقة والوضوح . لننظر إلى الفهم اللغوي للخلة ، فهي تعني الفتحة أو المنفذ أو الطريق . فماذا يعني أن يخرج الدجال من فتحة أو منفذ أو طريق بين الشام والعراق ، ويعيث يميناً وشمالاً ، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين أشار إلى ذلك قال " ألا يا عباد الله فاثبتوا " ؟!!! المسيح الدجال بحسب الأحاديث سيخرج من خراسان ، فكيف وما معنى خروجه من فتحة ؟!!. لقد أشرنا من قبل إلى أن الأصل في المكان هو عدم الحديث عنه بصورة تقريبية أو تشبيهية أو رمزية ، باعتبار أن الإخبار عنه لا يؤدي إلى كشف مدلول النبوءة بسهولة ويسر ولا إلى مصادمة الوعي والمدارك ، إلا أن تحديد المكان في نبوءة المسيح الدجال بصورة دقيقة كان سيؤدي إلى كشف النبوءة وإجهاض حالة الفتنة قبل تحقق معظم جوانبها . فلو قيل إن الدجال سيخرج من أوروبا أو من أراضي بني الأصفر لانشدت الأذهان إلى أوروبا ولتم استحضار نبوءة المسيح الدجال مع كل حدث يخرج من هذه الأرض . وهذا في تقديري هو أهم أسباب تشبيه أوروبا بخراسان . بالإضافة إلى أن النبوءة تتحدث عن تجربة حضارية واسعة وممتدة ومتعددة الوجوه ، وبالتالي فقد كان من الصعب الحديث عن خروج وجه واحد من مكان واحد واستبعاد بقية الوجوه ، ناهيك عن أن أحد الأماكن التي تقـدم صورة نموذجية لبعض الوجوه لم يكتشف إلا منذ بضعة قـرون ( أمريكا ) وأحد الأماكن لم ترتسم صورته النهائية إلا قبل بضعة عقـود ( فلسطين المحتلة ) . وبالتالي فالحديث عن أماكن الخروج حمل قدراً متفاوتاً من التقريب والتشبيه . فأوروبا شبهت بخراسان . والوجه العلمي والثقافي لخراسان في التجربة النهضوية الإسلامية هو أكثر الوجوه شبهاً بالوجه العلمي والثقافي الذي عكسته أوروبا، فقد كانت خراسان تتشكل من أجزاء من إيران وأفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكان بها عدد من أشهر المدن الثقافية الإسلامية مثل مرو وبلخ ونيسابور وبخارى وسمرقند ومنها خرجت أكبر مجموعة من العلماء والمحدثين والمفكرين والأدباء على امتـداد التاريخ الإسلامي . ونفوذ يهود أمريكا الممتدة عن أوروبا ( يتبعه سبعون ألفاً من يهود أصفهان ) شبه بنفوذ يهود أصفهان الممتدة عن خراسان . وقد كان لهم نفوذ كبير منذ وجودهم في أصفهان بعد تحررهم من الأسر البابلي . والصورة الجغرافية المثلثة لفلسطين والفاصلة بين قارتين شبهت بالفتحة أو المنفذ عند أقرب نقطة إلى المكان التشبيهي والتقريبي الذي تم تحديده ( العراق والشام ) . وما ورد في الأحاديث يؤكد هذا المعنى ، فقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطابع العسكري والاستعماري لهذا الخروج بقوله ( وإنه خارج من خلة بين الشام والعراق فعاث يميناً وشمالاً ، ألا يا عباد الله فاثبتوا ) !! الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية الأولى أشار إلى قتل الدجال على يد عيسى عليه السلام في باب لد في فلسطين ، وعرض الحديث الذي ورد فيه أن عيسى عليه السلام ينزل فيؤم المسلمين " فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته " واعتبر هذا دلالة ضد التأويل الذي أطرحه ، كما ظن الأخ الكريم أنني أذكر أن الدجال يخرج من فلسطين بينما الأحاديث تشير إلى أنه يخرج من خراسان وأصفهان . وكما أوضحت سابقاً وكررت قبل قليل فأنا لم أقل بأن الدجال يخرج من فلسطين ، بل أوضحت أنه يخرج من منطقة تشبه خراسان من حيث دورها العلمي والثقافي ( أوروبا ) ويكون له خروج عسكري مسلح من منطقة تشبه الخلة ( الفتحة أو المنفذ ) وهي فلسطين وأنه يعيث يميناً وشمالاً ، بمعنى أن هذا الخروج له طابع عسكري . أما قتل الدجال في فلسطين فإذا كنا قد حسمنا الأمر باستبعاد التفسير اللغوي المباشر واقتنعنا بالتأويل بشأن كل فتنة المسيح الدجال ولم يبق سوى حادثة قتله فإننا لن نجد ما هو أيسر من تأويلها ، وإن كان لا أحد يستطيع تأويل أية أحداث مستقبلية بدقة قبل حدوثها . قتل الدجال والإخبار عن أنه يذوب كما يذوب الملح يرمز إلى القضاء النهائي على فتنة الحضارة الغربية في آخر معقل من معاقلها ، وهي فلسطين ، حيث الوجود اليهودي الاستيطاني المسلح . والإشارة إلى أن قتله يكون بحربة هي رمز للمواجهة العسكرية النهائية التي يسميها النصارى واليهود معركة هرمجدون ، ويوجد العديد من الأحاديث النبوية بشأنها ، وهي كلها تؤكد تلك النهاية المسلحة . وبمناسبة حديث الأخ الكريم صاحب الرسالة البريدية عن قتل الدجال أو القضاء النهائي عليه في عهد عيسى عليه السلام ، فهل فكر الأخ الكريم فيما سيحدث للدجال قبل القضاء عليه . القضاء على الدجال سيكون في عهد المهدي ، وستحدث عودة عيسى عليه السلام في تلك الأجواء . وطالما أن المهدي سيكون موجوداً في تلك المواجهة وسيعود عيسى عليه السلام وتبدأ بالتالي مرحلة حكمه فأين هي مرحلة المهدي ؟!! طالما أنه لن يتم القضاء على الدجال إلا في عهد عيسى عليه السلام بوجود المهدي فهذا يعني أن المهدي سيعايش فتنة المسيح الدجال حتى زمن القضاء النهائي عليه وبدء مرحلة عيسى عليه السلام . فأين سيكون الدجال خلال مرحلة حكم المهدي ؟! كيف سيملأ المهدي الأرض قسطاً وعدلاً بوجود الدجال ؟! وطالما أن الدجال لن يتم القضاء عليه إلا في أخر زمن حكم المهدي وأوائل زمن عودة عيسى عليه السلام فهل سيكون المهدي أحد ضحايا فتنة الدجال ؟! كيف يمكن الجمع بين تزامن فتنة الدجال ومرحلة المهدي ؟! أحدهما سيملأ الأرض إلحاداً وفساداً وإغواء وعجائب ، والآخر سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وسيعايش الإثنان لحظة عودة عيسى عليه السلام ، فأين تقع مرحلة المهدي ؟! طالما أن نهاية تأثيرهما في العالم ستكون متزامنة وموقوتة بعودة عيسى عليه السلام ، فإن هذا يعني أن أحدهما سيواجه الآخر ويضرب ثقافته وتأثيره إلى أبعد مدى . ولو تأملنا النصوص وفحصنا دلالاتها لأدركنا أن المهدي سيواجه فتنة الدجال علمياً وثقافياً وسيحد من أثرها في العالم وتعود الثقافة الإسلامية لتكتسح العالم و " يلقي الإسلام بجرانه في الأرض " و " يدخل كل بيت وبر ومدر " و " يتم فتح رومية أو روما بالتكبير " كما ورد في الأحاديث – أي من خلال التغيير الثقافي الذي سيحدث مع المهدي - ولن يبقى للثقافة الغربية وجود حصين سوى لدى المحتلين الإسرائيليين . بغير هذا سيكون علينا أن نسلم بأن المهدي سيكون أحد ضحايا فتنة الدجال طالما أنهما سيتزامنان ويعايشان عودة عيسى عليه السلام ، وسيلعب الدجال بأمة محمد وبالعالم في وجود المهدي . فهل يتفق هذا مع دور المهدي وتأثيره المنتظر ؟!! ومن جانب آخر فإن أخر فتن الدجال ستكون شق ذلك الرجل الذي يخرج إليه ويشهد بأنه هو الدجال الذي أخبر عنه الرسول . ولا يوجد للدجال ذكر بعد هذه الحادثة سوى في أخبار القضاء النهائي على فتنته في آخر عهد المهدي وأوائل عهد عيسى عليه السلام . فأين سيختفي الدجال وأين ستذهب عجائبه وقدراته وحماره وجنته وناره وشبهاته وإغراءاته منذ خروج ذلك الرجل إلى حين عودة عيسى عليه السلام . أي طوال فترة حكم المهدي ؟!! بالتأكيد لن يختفي الدجال ، فالقضاء النهائي عليه لن يحدث إلا عند عودة عيسى عليه السلام ، ولكن فتنته ستتلاشى والتغيير الثقافي الذي سيحمله المهدي سيكتسح العالم ويطوي فتنة الدجال . وهذا يؤكد أن فتنة الدجال تكمن في الفكر والثقافة . وبمجرد التغيير الثقافي الإسلامي الضارب في أعماق العصر الحديث ستذهب فتنة الدجال الفكرية وشبهاته ويعود توظيف العلوم والآداب بما ينسجم مع الإيمان والأخلاق . هناك تفاصيل كثيرة تستحق الذكر في هذا السياق ، ولكننا سنواصل الوقوف عند التساؤلات والتحفظات التي أثارها صاحب الرسالة البريدية الأولى التي تفضل الأخ ( النماص ) بنشرها ، فإلى لقاء قريب بمشيئة الله ،،،،،
  9. سعيد الكثيري مــع المداخــلات (4) الأخ الكريم صاحب البريد الأول الذي نشره الأخ النماص أشار إلى الخلط بين شخصية الدجال وأدواته ، وأكد أن شخصية الدجال حقيقية ، وفي مقام آخر أقر بأن الدجال لا يصح أن يعطى المعجزات ، واستدل على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هون فيه من قدرات الدجال وقال " هو على الله أهون من ذلك " . والمشكلة يا أخي الكريم أن الأدوات الوارد ذكرها في الأحاديث لا يمكن أن تتحقق لشخصية حقيقية إلا من خلال المعجزات !! رجل يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها ويحيي الموتى ويركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ويطوي الأرض كطي الفروة ويأتي بجنة ونار ..... الخ !! هذه القدرات إن لم يكن فيها تشبيه فهي معجزات ، والمعجزات بحسب سنن الله لا تعطى لأهل الكفر والضلال وليست لتأييد أهل الباطل والإلحاد وصد الناس عن الإيمان . وإن كان في القدرات تشبيه فلن نجد صورتها سوى في المكتشفات والمخترعات ، فهي التي يمكن عن طريقها استمطار السحب واستنبات الأرض واستخراج المعادن والثروات وسماع ورؤية الموتى والحصول على وسائل الركوب الضخمة والسريعة واختصار الزمن . والمكتشفات والمخترعات لا يمكن أن يبدعها رجل وحيد خلال أربعين يوماً أو خلال عام وشهرين ، فهي تتطلب الكثير من الجهود الجماعية والتراكم العلمي والمعرفي الطويل والمنظم . ورغم ذلك فحتى لو افترضنا أن رجلاً وحيداً تمكن خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين من اختراع عشرات المخترعات التي تسمح له باستمطار السحب واستنبات الأرض واستخراج المعادن والثروات ...... الخ ، فإن قدراته وعجائبه لا يمكن أن تبلغ نقطة في بحر القدرات والعجائب التي أنتجتها الحضارة الغربية على مدى أكثر من ثلاثة قرون عن طريق عشرات الألوف من المكتشفين والمخترعين والألوف من مراكز الأبحاث والشركات والمصانع الكبرى . وهكذا فإنه لا يمكن الفصل بين شخصية المسيح الدجال وقدراته إلا بنقض سنن الله في المعجزات ووظيفتها ، أو بإنزال فتنة المسيح الدجال من موقعها كأكبر فتنة تشهدها الأرض . الأخ الكريم صاحب البريد أشار إلى العالم الرقمي ( الديجيتال ) وتفسير كلمة إتش تي تي بي . وهذا هو أحد مزالق التأويل . إننا لا نطرح تأويل فتنة المسيح الدجال بأنها فتنة الحضارة الغربية من باب الصرعة أو الإثارة أو الانتقاء ، بل لأن كل تفاصيلها تنطبق على النصوص الواردة بشأن المسيح الدجال ، وذلك بعد أن عرضنا الأدلة التي تؤكد امتناع المعنى اللغوي المباشر . في إطار هذه الرؤية المتكاملة للنصوص وللحضارة الغربية طرحنا تأويل أمر الدجال للسماء فتمطر وأمره للأرض فتنبت ومروره بالخرائب فتتبعه كنوزها ، ولم نطرح الأمر على سبيل الإثارة أو الصرعة أو الشطحات أو حب الشهرة ، بل لأن المعنى اللغوي ممتنع بحكم امتناع المعجزات عن الدجال وأمثاله وامتناع توظيفها في الإضلال والإلحاد ، وبحكم أن هذه المعاني هي بالضبط الصورة الكبرى والعجيبة والفاتنة التي قدمتها الحضارة الغربية عبر المكتشفات والمخترعات ، وذلك دون غيرها من الحضارات !! تأويل العينين بأنهما وسائل الرؤية والمعرفة أو العقل والنقل لم يكن من قبيل الإثارة أو الانتقاء وطرح الاحتمالات ، بل لأن المعنى اللغوي المباشر ممتنع بحكم الإخبار عن أن العينين هما وسيلة التمييز بين الله وبين الدجال ، وبحكم أن الحضارة الغربية انفردت عن كل الحضارات الكبرى في تاريخ البشر باستبعادها الشديد للوحي وإعمالها الشديد للعقل حتى أن فتنها الكبرى وشبهاتها تكاد تنبع من هذه الخاصية التي انفردت بها . وكل إشكالياتنا الكبرى حول العلمانية أو الفصل بين الدين والدولة والليبرالية والتغريب تدور حول الاعتراف بالعقل كمصدر وحيد للمعرفة والرؤية والتفكير واستبعاد الوحي . تأويل الحمار الذي بين أذنيه أربعين ذراعاً بأنها الطائرة وما بين جناحيها من مسافة لم يكن من قبيل الإثارة أو الانتقاء وطرح الاحتمالات ، بل بحكم امتناع المعنى اللغوي المباشر أو ضآلة فتنته ، وبحكم تحقق المعنى المجازي على نحو يأخذ بالألباب . تأويل الواديين أو النهرين أو الجنة والنار بأنهما العلوم والآداب لم يكن من قبيل الإثارة أو الصرعة أو الانتقاء الأعمى ، بل لأن المعنى اللغوي المباشر يثير عشرات الأسئلة التي لا إجابة لها إلا عبر بوابة المعجزات أو التقليل من فتنة المسيح الدجال ، ولأن الحضارة الغربية فتنت البشر وأبهرتهم واستتبعتهم واستعمرتهم خلال أكثر من قرنين من الزمان عبر التمييز الواضح والصارم الذي أقامته وطورته بين العلوم والآداب اللذين يضمان كل ما تحمله الحضارة الغربية . وهنا قضية تستحق الذكر بشأن فتنة المسيح الدجال ، فالفتن دوماً ترتبط بالثقافة والفكر . هذا هو الحال مع فكر الخوارج والمعتزلة والفلاسفة وغيرهم ، وهذا هو الحال مع الفكر اليوناني الذي ترجمه المسلمون . وهذا هو الحال مع الفكر الغربي والثقافة الغربية . الفتنة تنبع دوماً من الفكر والثقافة . وعلى امتداد التاريخ شهد البشر ثلاث ثقافات عالمية غيرت أفكارهم وتسربت إليهم وأثرت فيهم إلى أبعد مدى ، وهي الثقافة اليونانية ، والثقافة الإسلامية ، والثقافة الغربية الحديثة . ومهما تم الاستقصاء حول الثقافات العالمية التي أثرت في البشر وتجاوزت حدود أهلها وأسهمت في استقطاب الآخرين وتطوير الحياة البشرية فإننا لن نجد ثقافات مؤثرة وقائدة غير هذه الثقافات . أما بقية الثقافات فقد كانت مستقبلة ومتأثرة وتابعة وإقليمية وسهلة التغيير وقابلة للاندثار والانطواء . ما الذي سيحدث بعد الثقافة اليونانية ثم الثقافة الإسلامية التاريخية ثم الثقافة الغربية الحديثة ؟! ستعود الثقافة الإسلامية بمضامين جديدة وعصرية وأخاذة . ومهما بدا هذا الاحتمال مستبعداً فإن النصوص تؤكده وتبشر به . وهنا يظهر مدلول فتنة المسيح الدجال ومدلول القضاء عليها . لن تكون أكبر فتنة يواجهها المسلمون هي ظهور رجل أعور يجترح المعجزات ويركب حماراً عجيباً ويطوي الأرض كطي الفروة ويمكث في الأرض أربعين يوماً أو عاماً وشهرين ، بل الفتنة الكبرى هي هذه الفتنة الموارة التي أحدثها الغرب على مدى أكثر من ثلاثة قرون غير فيها ثقافة البشر وأقام صروح الإلحاد والانحلال والاستعمار وقدم ملايين المكتشفات والمخترعات التي غيرت شكل ومضمون الحياة على هذه الأرض !! هذه هي الفتنة الكبرى التي لا يمكن أن تعادلها فتنة فرد أعور أو مبصر . ولكن الفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال يعمي الأبصار ويبقي أذهان الناس مشغولة برجل أعور يركب حماراً عجيباً ويقدم المعجزات التي لا يصح أن تعطى لأي دجال ولا يصح أن تكون وسائل للإضلال والإغواء والإفساد . المسلمون لا يبصرون فتنة عالمية كبرى امتدت على مدى أكثر من ثلاثمائة عام ، لأن الفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال يبقيهم عند فتنة تدوم أربعين يوماً أو عاماً وشهرين !! الفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال هو ما يبقي فتنة الدجال ويطيل عمرها ويمنع الوعي بها واكتشافها والخروج منها . والتأويل الذي أقدمه ليس مجرد شطحة نحو العالم الرقمي أو اجتزاء لملمح من النبوءة ، بل هو تأويل متكامل ومترابط لكل ما وقع من النبوءة . العجائب والقدرات بكل تفاصيلها . العينان . الكتابة بين العينين . الواديان أو النهران . الغضبة . الحمار العجيب . الشبهات . فتنة النساء . غزو الدجال وفتحه . عدم اكتشافه إلا في أواخر فتنته . ولم أقدم التعريف بالحضارة الغربية إلا من خلال الصور المقابلة لها الواردة في الأحاديث . لاحقاً بمشيئة الله سأواصل الوقوف مع التحفظات والتساؤلات الواردة في تعليق صاحب البريد الأول الذي تفضل الأخ النماص بنشره ،،،،،،
  10. سعيد الكثيري مع المداخلات (3) في نبوءة المسيح الدجال على وجه التحديد تظل المسألة الجوهرية هي الفصل فيما إذا كان المسيح الدجال رجلاً من لحم ودم ، أم أن الصورة صورة مجازية وتشبيهية ؟!! هناك أدلة بالجملة تمنع أن يكون المسيح الدجال رجلاً من لحم ودم . هذه الأدلة بعضها شرعية ( المعجزات ، عدم كشف الصورة الدقيقة للغيب ) وبعضها علمية ( الانقلاب الفجائي لدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ، اندثار التطورات التي شهدتها الحياة البشرية ) وبعضها عقلي ومنطقي ( مسألة العينين ، والكتابة بينهما ، وغزو وفتح الدجال ، ومسألة الفتنة خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين ..... الخ ) . وإذا كان هذا هو حال التفسير اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال ، فما هي الأدلة التي تمنع التأويل والقول بوجود التصوير المجازي ؟!! هناك - في تقديرنا - ثلاث طرق لتصوير الغيب هي : التصوير الجزئي للأحداث ، والتصوير العام للأوضاع ، والتصوير التقريبي أو التشبيهي للأحداث والصور الغيبية . في الغيب الدنيوي تتحقق هذه الصور الثلاث ، وإن كان التصوير التقريبي هو الأوسع والأكثر وروداً . التصوير الجزئي للأحداث يعني الاكتفاء بعرض أجزاء أو ملامح أو مقاطـع من الأحداث المستقبلية . وغالباً ما يرتبط هذا النوع من التصوير بالأحداث القريبة من عصر الرسالة ، مثل إخباره صلى الله عليه وسلم بأن سراقة بن مالك سيحمل سواري كسرى وأن إحدى نسائه ( عائشة رضي الله عنها ) ستنبح عليها كلاب الحوأب وأن أبا ذر سيموت وحده وأن عمار بن ياسر ستقتله الفئة الباغية وأن الحسن سيصلح به الله بين فئتين من المسلمين ، وغير ذلك من النبوءات . في هذه الأمثلة نجد أنه تم الاكتفاء بعرض أجزاء أو ملامح أو مقاطع من الأحداث المستقبلية ، وبالتالي فالعلم التام بتلك الأحداث لا يحدث إلا حين تتحقق . فإذا تحققت أمكن إدخال الملمح في الصورة وإدخـال الجزء في الكل وإدخال المقطع في كامل المشهد الذي تحقق . التصوير العام للأوضاع غالباً ما يرتبط بفترات زمنية طويلة جداً أو غير محددة ، مثل إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الخلافة ستنقلب ملكاً عضوضاً ثم ملكاً جبرياً ثم تعود خلافة راشدة على منهاج النبوة ، وإخباره عن فساد الأمة وقبض العلم وإسناد الأمر إلى غير أهله . هذا تصوير عام للأوضاع المستقبلية ، ولا يمكن العلم به بصورة تامة ومكتملة إلا بعد تحقق تلك الأوضاع . فإذا تحققت أمكننا إدخال الوصف المجرد في سياقه الزماني والمكاني . التصوير التقريبي من خـلال الأمثلة والتشبيهات والرموز هو أكثر أنواع التصوير شيوعاً واستخداماً ، وهو يرتبط بالصور المستقبلية سواء كانت قريبة من زمن الإخبار عنها أو بعيدة عنه ، وسواء كانت موسعة أو مختصرة ، كما أنه يرتبط بصورة أكبر بأحداث المستقبل البعيد الذي يتغير فيه شكل الحياة . من بين صور الغيب الدنيوي المتعلقة بالصور المستقبلية القريبة رؤى يوسف عليه السلام وصاحبي سجنه وملك مصر ( سجود الشمس والقمر والكواكب الأحد عشر ليوسف عليه السلام ، عصر الخمر وأكل الطير للخبز المحمول فوق الرأس ، البقرات السبع السمان والسبع العجاف والسنبلات الخضر واليابسات ) . وكما هو واضح فإن التصوير هنا هو تصوير تقريبي تم من خلال الرموز والتشبيهات ( الشمس والقمر والكواكب الأحد عشر هم إخوة يوسف ووالداه ، وعصر الخمر وأكل الخبز المحمول فوق الرأس هما صورتان رمزيتان أو تشبيهيتان لوظيفة السقاية وواقعة الإعدام صلباً ، والبقرات السمان والعجاف والسنبلات الخضر واليابسات هي صور رمزية أو تشبيهية لسنوات الرخاء والجدب ) من بين صـور الغيب الدنيوي المتعلقة بالصـور المستقبلية البعيـدة تصوير الجنـين في بطن أمه ( النطفة ، العلقة ، المضغة ) وتصوير الجذور الجبلية التي يبلغ طولها أضعاف طول الجزء البارز من الجبل ( والجبال أوتاداً ) وتصوير الغبار الذري ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ). أما النبوءات المتعلقة بالأحداث التي يتغير فيها شكل الحياة فهي كثيرة جداً ، مثل فتنة قرن الشيطان وفتنة المسيح الدجال وظهور المهدي وعودة عيسى عليه السلام وخروج قوم يأجوج ومأجوج وغيرها . في هذه النبوءات يتم تصوير الأحداث بأسلوب تقريبـي يتسع ويتعاظم تبعاً لموضوع النبوءة ومدى ارتباط الأحداث بأمور المستقبل البعيد ، فكلما تقدم الزمن وتغير شكل الحياة وتعلق موضوع النبوءات بالفتن كلما زادت درجة التصوير التقريبـي واتسعت مساحته ، وذلك بهدف الحفاظ على الطابع الغيبـي للأحداث المستقبلية ولجعل معطياتها الجديدة قابلة للاستيعاب من قبل من لم يعايشوها ولعدم إجهاض موضوع النبوءة ( الفتنة أو الاختبار والامتحان ) . وبالتالي فإن أحاديث الغيب الدنيوي لا تعرض صورة مكتملة لأحداث المستقبل القريب ولا تعرض صورة زمانية ومكانية للأوضاع ، كما أنها لا تعرض صوراً مجسدة لشكل المستقبل وأحداثه البعيدة ، وهي من ثم لا تسمح بتكوين علم تام ومكتمل حول تلك الأحـداث والأوضاع والأشكال . ولو كانت النبوءات تخلو من الجزئية على مستوى الأحـداث القريبة من عصر الرسالة وتخلو من العمومية على مستوى الأوضاع المستقبلية وتخلو من الرموز والأمثلة والتشبيهات على مستوى صور المستقبل وأحداثه البعيدة لكان الرسول صلى الله عليه وسلم وكل المطلعين على تلك الأحاديث عالمين بالغيب الذي ورد فيها ولكانت خـارج دائرة الغيب منذ البداية ، وهذا شيء ينفيه القرآن الكريم تماماً . إن التناول الجزئي لبعض الأحداث القريبة من عصر الرسالة والتناول العام لبعض الأوضاع المستقبلية ودخول الأمثلة والتشبيهات والتعبيرات الرمزية إلى الأحاديث التي تنبئ عن الصور أو الأحداث البعيدة يؤدي إلى ضمان إبلاغ الناس بالغيب وإطلاعهم عليه وإحاطتهم ببعض تفاصيله وقضاياه العامة واقترابهم منه إلى أقصى حد ممكن دون أن يتمكنوا من العلم بصورته الحقيقية التي تظل غيبية وتبقى كذلك إلى أن يزول طابعها الغيبي عبر تحققها . وإذا صح ذلك فإن الظن بأن النبوءات المتعلقة بأحداث المستقبل البعيد ستتحقق بصورتها القاموسية والمُعجمية التي وردت في الأحاديث يلزم منه الاعتقاد - صراحة أو ضمناً - بأن غيب تلك النبوءات معلـوم قبل تحققه وأنه لم يبق سوى معايشته لا العلم به ، في حين أنه ينبغي الانطلاق من اعتقاد أو فرضية معاكسة ، وهي أن النبوءات المتعلقة بالأحداث التي يتغير فيها شكل المستقبل تشتمل بالضرورة على قدر من التعبيرات الرمزية والأمثلة والتشبيهات ، وذلك في الحدود التي تجعل قارئ تلك النبوءات متخيلاً لصورة التجسد الحقيقية على نحو يتناسب مع علمه وشكل الحياة في عصره ، وبذلك تبقى معرفته بتلك الصورة محصورة في نطاق الظن والترجيح ولا ترتقي إلى درجة العلم . إنه فقط عن طريق التصوير التقريبـي للغيب يبقى الشكل المستقبلي المتغير ضمن نطاق الاستيعاب وضمن دائرة الغيب ، وبذلك يسهل فهم وإدراك معانيه العامة وتنعدم فرص العلم الدقيق والتام به قبل تحققه . الآن ، مـاهي حدود التصوير المجازي أو التقريبـي لأحداث الغيب الدنيوي ؟. الواقع أن درجة التمثيل والتشبيه تختلف من نبوءة لأخرى ، بل وقد لا تشتمل بعض النبوءات على أية أمثلة أو تشبيهات ، وذلك إذا كانت تنبئ عن أحداث قريبة من عصر الرسالة أو أوضـاع عامة تخلو من الصور المستقبلية . إن الأمثلة والتشبيهات توجد ويتحدد حجمها تبعاً لعاملين هما : تمكين أهل عصر الرسالة ومن تلاهم من تخيل واستيعاب الأمور المستقبلية الجديدة ، والحفاظ على الطابع الغيبي للأحداث والصور الغيبية . والواقع أنه كلما تعلق موضوع النبوءات بالفتن كلما ازداد التصوير التقريبي اتساعاً وعمقاً ، وذلك للحيلولة دون إجهاض وإلغاء حالة الفتنة التي تنطوي بالضرورة على قدر من الالتباس والغموض والخفاء . ومثل هذه الحالة لا يتناسب معها التعبير الواضح والمباشر ، فهو يصادمها ويناقضها ويسمح بإجهاضها وتغيير موضوعها . وإذا صح ذلك فإنه لا سبيل إلى تأويل النبوءات تأويلاً يفيد العلم اليقيني إلا بعد تحقق مدلولاتها ، أما قبل ذلك فطالما أن الأمثلة والتشبيهات موجودة بأي قدر فإن التأويلات ستتعدد وتتنوع ولن يكون بالإمكان الجزم بالمدلول الصحيح للنصوص المتعلقة بالغيب ، وذلك باعتبار أن الأحداث التي تنبئ عنها لم تحدث بعد ولم تعرف صورتها الحقيقية بكافة أبعادها . لقد صرح القرآن الكريم بأنه لا يعلم الغيب إلا الله ، كما في قولـه تعالى ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُـوَ ..... ) وقولـه تعالى ( قُلْ لَا يَعْلَـمُ مَنْ فِي السَّمَـاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ...... ) وصرح بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ، كما يشير إلى ذلك قولـه تعالى ( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ .... ) ، كما أشار القرآن الكريم إلى أن الرسـول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب الدنيوي ، وفق ما يشير إليه قوله تعالى ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ..... ) . وهناك استثناء وحيد حول علم الغيب ورد في قوله تعالى ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ] نفي العلم هنا ينصرف إلى قرب الوعد وبُعده ، لا إلى الوعد ذاته ، وبمعنى آخر فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم عمر هذه الدنيا ، قصير هـو أم طويل [ عَـالِمُ الْغَيْبِ ] غيب الدنيا ، إذ أن الجملة جملة بيانية [ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ ] أي أن الله يحيط ذلك الغيب بالحوافظ أو الحرس ) . فما معنى إحاطة الله للغيب الدنيوي بالحوافظ أو الحرس ؟. إن أقرب المعاني المعقولـة هي أن ذلك الغيب محـاط بالأسيجة أو الأدوات أو الوسائل اللغويـة ( الجزئية ، التجريد ، الرموز ، الأمثلة ، التشبيهات ) التي تحول دون العلم به قبل تحققه ، وبذلك يظل الغيب الدنيوي - حالة كونه غيباً - بمنأى عن علم البشر جميعاً . في ضوء هذه الخلفية سنعود إلى نبوءة المسيح الدجال لندلل على أن معانيها اللغوية المباشرة ممتنعة شرعاً وعلماً وعقلاً ومنطقاً ، وأن معانيها المجازية جائزة شرعاً وعلماً وعقلاً ومنطقاً . فإلى لقاء قريب بمشيئة الله ،،،،،
  11. سعيد الكثيري مع المداخلات (2) متى يمتنع التأويل في الأخبار الغيبية ومتى يلزم ؟! يمتنع التأويل في حالتين : أولاً : إذا لم توجد الأدلة التي تقضي بالانتقال من المعنى اللغوي المباشر إلى المعنى المجازي . ثانياً : إذا كان الخبر الغيبي لم يتحقق بعد ولم تتوافر دلالات وجود الصورة المجازية وإمكانية ربطها بالنصوص . هاتان الحالتان تمنعان كل صور التأويل الظنية والباطلة وغير المشروعة . الحالة الأولى تمنع تأويل محكم القرآن . والحالة الثانية تمنع تأويل الأخبار الغيبية التي لم تحدث بعد ، والأخبار التي حدثت ولا يمكن الإحاطة بصورتها الدقيقة لأنها فوق مستوى استيعاب البشر ، مثل الغيب غير الدنيوي . ونحن في نبوءة المسيح الدجال لا نتجه نحو التأويل إلا لوجود أدلة شرعية وعلمية وعقلية ومنطقية تقتضي الانتقال إلى المعنى المجازي ، ووجود أدلة تؤكد حدوث وتحقق المعنى المجازي . ولهذا فنحن لا نستطيع تأويل ما لم يحدث من غيب نبوءة المسيح الدجال . ولولا أن في الأوصاف التي وردت بشأن عيني المسيح الدجال ما يؤكد أن الأمر لا يتعلق بعينين بشريتين ، ولولا أن ما يشبه العينين قد تحقق في الحضارة الغربية بصورة فاتنة ومثيرة لا يوجد لها نظير لما عمدنا إلى تأويل عيني المسيح الدجال !! لولا أن المعجزات ممتنعة بالنسبة للدجال ولأمثاله ، ولولا أن مضمون عجائب الدجال تحققت بصورة أسطورية في عهد الحضارة الغربية لما عمدنا إلى تأويل قدرات المسيح الدجال !! لولا أن فتنة النساء ممتنعة أو متواضعة بحسب الفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال ، ولولا أن الحضارة الغربية وصلت بهذه الفتنة إلى حدود تفوق الخيال لما عمدنا إلى تأويل فتنة الدجال للنساء !! لولا أن ركوب الدجال حماراً بين أذنيه أربعين ذارعاً لا يمكن أن يحدث فتنة تستحق الذكر ، ولولا أن الحضارة الغربية قدمت صورة تشبيهية فاتنة ومثيرة تجسد ما ورد في النصوص لما عمدنا إلى تأويل حمار المسيح الدجال !! لولا أن وجود واديين أو نهرين أو جنة ونار مع الدجال لا يمكن أن يحدث فتنة تستحق الذكر ، ولولا أن الحضارة الغربية صعدت بحقل العلوم وحقل الآداب إلى أقصى ذراهما وأوصلتهما إلى جميع الناس وفتنت بهما البشر على امتداد قرابة ثلاثة قرون لما عمدنا إلى تأويل واديي أو نهري المسيح الدجال أو جنته وناره بأنهما العلوم والآداب !!. لولا أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم صورت أحداث المستقبل الكبرى والمتوسطة وبعض الأحداث الصغرى ، ولولا أن الحضارة الغربية غيرت شكل الحياة على وجه الأرض واكتسحت كل الثقافات واستعمرت كل الأمم وأقامت صروحاً للإلحاد والانحلال استنفذت بها كل صور الفتنة على هذا الصعيد ، لما وجدنا عضاضة في سكوت الأحاديث عن فتنة الحضارة الغربية ، ولولا امتناع الفهم اللغوي المباشر لأحاديث المسيح الدجال وتجسيد الحضارة الغربية للصورة الرمزية والتشبيهية الواردة في الأحاديث لما عمدنا إلى تأويل نبوءة المسيح الدجال !! لولا أن فتنة الحضارة الغربية أعمق وأوسع بملايين المرات من الفتنة التي يوحي بها المعنى اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال ، ولولا أنه ورد في النصوص أن فتنة المسيح الدجال هي أعظم وأكبر فتنة تشهدها الأرض ، ولولا امتناع المعنى اللغوي المباشر وتجسيد الحضارة الغربية للصورة الرمزية الواردة في الأحاديث لما عمدنا إلى تأويل نبوءة المسيح الدجال !! لولا أن النصوص تدل على أن شخصية المسيح الدجال لا تعرف إلا في أواخر الفتنة لما عمدنا إلى التأويل ولما أدركنا أن وجود الصورة الرمزية هو الذي يمكن أن يحول دون اكتشاف شخصية الدجال !! لولا أن الآيات والأحاديث تؤكد التصوير الرمزي للغيب ( الشمس والقمر والكواكب الأحد عشر وعصر الخمر وأكل الطير للخبز المحمول فوق الرأس والبقرات السمان والعجاف والسنبلات الخضر واليابسات ، وأحاديث قرن الشيطان الذي يظهر من نجد أو من المشرق ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع عشر مرات أو عشرين مرة ) فضلاً عن امتناع المعنى اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال ووجود دلائل تحقق المعنى المجازي لما عمدنا إلى تأويل نبوءة المسيح الدجال !! كل أحداث فتنة المسيح الدجال تحققت بحسب التأويل الذي أطرحه عدا أحداث القضاء النهائي على فتنة الدجال في فلسطين في عهد المهدي وبعد عودة عيسى عليه السلام . وهذه أحداث لا أحد يستطيع تأويلها ، لأنها لم تحدث بعد ، وبالتالي فإنه يستحيل الربط بين المعنى اللغوي الوارد في النصوص وبين المعنى المجازي الذي سيتحقق . ولكننا نستطيع أن نأخذ مما تحقق من أحداث الفتنة ما يعطينا المؤشرات العامة على ما سيحدث . النصوص تشير إلى عودة الإسلام وإلى ظهور المهدي وإلى إلقاء الإسلام بجرانه في الأرض وإلى دخوله إلى كل بيت وبر ومدر . هذه النصوص العامة تعطينا مؤشراً عاماً على التغيير المعرفي والثقافي الذي سيحدث مع ظهور المهدي والذي سيعم الأرض . ومن المنطقي أن تنحسر فتنة الحضارة الغربية وثقافتها في إسرائيل . وبحسب النصوص فإنه لن يقضى على هذا الوجود إلا في عهد عيسى عليه السلام . أما كون عيسى عليه السلام يطعن الدجال بحربة أو أن الدجال يذوب كما يذوب الملح فهذا يمكن تأويله بالقضاء التام على فتنة الحضارة الغربية وثقافتها في أخر معاقلها . والإشارة إلى الحربة يمكن أن تعني أن المواجهة مع اليهود ستكون عسكرية ، وهو ما تؤكده النصوص . أما الذوبان فيمكن أن تعني زوال الثقافة الاستيطانية والاستعمارية التي تستند إليها إسرائيل . وحين تتحقق هذه المعطيات على أرض الواقع سنكتشف أن تأويلها سهل وأنه أقل صعوبة من تأويل عيني المسيح الدجال وحماره ومعجزاته .... !! لاحقاً بمشيئة الله نواصل جولتنا مع المداخلات ،،،،،
  12. سعيد الكثيري مع المداخلات (1) ليس جديداً أن يقال إن المسيح الدجال رجل من لحم ودم . وليس جديداً أن يقال إن أحاديث المسيح الدجال كانت تثير صعوبة في فهمها أو قبولها منذ بدء حركة الاجتهاد الواسع في القرن الثاني الهجري ، فرفضتها فرق وأنكرتها فرق وصنفتها فرق ضمن أحاديث الآحاد وطبقت عليها قاعدة عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في إثبات العقائد . لماذا كل هذا الوقوف عند أحاديث المسيح الدجال ؟! لأن الفهم اللغوي المباشر يقود إلى مصادمة النصوص لبعض حقائق الشرع واستدلالات العقل والمنطق . الجديد هو أننا ندعي أن فتنة المسيح الدجال قد تحققت ، وأن التعبيرات الواردة في النصوص هي تعبيرات مجازية لها مدلولاتها التي تحققت على أرض الواقع . الأخ الكريم النماص نقل مداخلتين يعرض أصحابها رؤيتهما حول أن المسيح الدجال شخصية لرجل من لحم ودم . هذا هو رأيهما ، وهو يعكس الفهم السائد . ولكنهما لا يتنبهان لشيئين هما : أولاً : أنهما لا يجيبان على كل التساؤلات والصعوبات التي يثيرها الفهم اللغوي المباشر . ثانياً : أنهما في النهاية يصادمان النصوص ، ففتنة المسيح الدجال بموجب فهمهما لن تكون أكبر فتنة تشهدها الأرض ، بل ولن تكون حتى من بين الفتن الكبرى . رجل أعور متنافر الملامح مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن من كاتب وغير كاتب ، يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فتتبعه كنوزها ويركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ويطوي الأرض كطي الفروة ، ويأتي بواديين أو نهرين أو جنة ونار يفتن بهما الناس ، ويمكث في الأرض أربعين يوماً أو عاماً وشهرين . وبعيداً عن مسألة المعجزات التي لا يصح بموجب سنن الله أن تعطى للدجال ، وبعيداً عن مسألة خفاء الدجال طوال فتنته رغم كل هذه التحديدات الصارخة ، فإن الفتنة التي يثيرها هذا الوضع لا يمكن أن تكون أكبر فتنة تشهدها الأرض ، ولا حتى من بين الفتن الكبار التي تشهدها الأرض !!. فتنة المسيح الدجال تدور حول الشبهات والعجائب والغرائب والإغراء ، وستحدث هذه الأمور خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين ، باعتبار أن أيامه يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ..... !! ما هي الشبهات التي يمكن أن تفتن المسلمين خلال عام وشهرين كما لم يفتنوا من قبل ؟! أنا شخصياً أحاول أن أفتن القراء حول طريقة فهم أحاديث المسيح الدجال على مدى أكثر من عشرة أعوام ، ورغم ذلك فإن تغيير أفكارهم أصعب من تغيير الجبال الراسيات !! الحضارة الغربية أنتجت خلال ما يقرب من ثلاثة قرون سيلاً عارماً من الفلسفات المادية الإلحادية التي شاع بعضها في العالم وأعاد تشكيل قناعات ورؤى الكثير من البشر على مدى قرون . فهل يمكن لأي رجل وحيد خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين أن ينتج عشر معشار ما أنتجته الحضارة الغربية من شبهات على مدى قرابة ثلاثة قرون وباستخدام إمكانات مجموعة من الأمم والشعوب ؟!!! على مستوى العجائب والغرائب : هل يمكن لرجل وحيد خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين أن ينتج عشر معشار ما أنتجته الحضارة الغربية من المكتشفات والمخترعات المذهلة على مدى قرابة ثلاثة قرون وباستخدام إمكانات مجموعة من الأمم والشعوب ؟!!! على مستوى فتنة النساء : هل يمكن لرجل أعور خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين أن ينتج عشر معشار الفتنة التي أحدثتها الحضارة الغربية على صعيد أوضاع النساء خلال ما يقرب من ثلاثة قرون وباستخدام إمكانات مجموعة من الأمم والشعوب ؟!! وهكذا فإن القائلين بالفهم اللغوي المباشر لا يدركون أنهم في النهاية يصادمون النصوص ، فالفتنة التي يمكن أن يحدثها رجل وحيد خلال أربعين يوماً أو خلال عام وشهرين لا يمكن أن تبلغ عشر معشار ما أحدثته الحضارة الغربية على مدى قرابة ثلاثة قرون وباستخدام إمكانات مجموعة من الأمم والشعوب . وكما هو ثابت فإن فتنة المسيح الدجال هي أعظم وأكبر فتنة ستشهدها الأرض !! المسألة الأخرى التي لا يتنبه إليها القائلون بالفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال هي مسألة المعجزات . نعم ، إن الله قادر على كل شيء ، ولكنه أعلن أن سننه في الذين خلوا من قبل لن تتبدل ولن تتغير ، ومن بين أهم سننه تأييد الرسل والأنبياء والصالحين بالمعجزات وحرمان أهل الضلال والكفر منها . هذه مسألة محورية لا يصح القفز فوقها أو التقليل منها ، فإعطاء المسيح الدجال معجزات تفوق معجزات الأنبياء والرسل هو قلب لفقه وحكمة وسنن المعجزات رأساً على عقب . القائلون بالفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال لن يثيروا مسألة الفهم اللغوي في نبوءة قرن الشيطان الذي يخرج من نجد أو من المشرق ثم يقطع ثم يظهر ثم يقطع عشر مرات أو عشرين مرة !!. بعض المعايشين للحضارة الغربية لا زالوا عاجزين عن استيعاب أو تصديق بعض منجزاتها ، ويوجد العديد من الفتاوى التي صدرت لإنكار بعض الحقائق العلمية . حدث هذا من بعض المعايشين للحضارة الغربية ، فكيف لو نقلت الصورة كاملة للناس قبل ظهور هذه الحضارة ؟!. أحد الإخوة أشار إلى أن الروم لم تفتح ، وأعتقد أن الحديث بحسب الترتيب كان عن الحضارة الرومانية وقد تمكن المسلمون من إنهائها ، أما روما أو رومية فسيتم فتحها في آخر الزمان في عهد المهدي المنتظر ، وسيكون الفتح بالتكبير . وهذه إشارة رمزية إلى التغيير المعرفي والثقافي التي سيعود من خلاله الإسلام إلى كل أنحاء الأرض . أحد الإخوة أشار إلى أن شهادة الرجل الذي يشقه المسيح الدجال إلى نصفين هي الاستشهاد . وهذا في تقديري غير صحيح ، وسيكون لي وقفة مع هذه المسألة . ولكنني أود في هذا المقام أن أشير إلى أنه لا خصوصية ولا فرادة في استشهاد رجل على نحو يجعل هذا الاستشهاد أعظم استشهاد في تاريخ الأمة . الرجل يتوجه إلى " هذا الذي خرج " !! فكأنه منذ البداية يزعم أن المسيح الدجال قد خرج ، ثم يزعم أن " هذا هو الدجال الذي أخبر عنه الرسول . يحدث هذا في أواخر الفتنة . ومهما تأملنا الأمر فإننا لن نجد مدلولاً ولا قيمة لهذه الحادثة إلا إذا كان الدجال خافياً على الناس . الدجال في النهاية لا يسلط عليه ، فأين مسألة الاستشهاد ؟! المسألة ليست مسألة الاستشهاد ، بل مسألة الشهادة على الدجال . وهنا يمكن أن تكمن قيمة حادثة أو شهادة تكشف شخصية خفيت على الأمة . وهذه الحادثة ستكون من أواخر فتن الدجال ، ولن يبقى بعدها ذكر للدجال إلا عند القضاء النهائي عليه بعد عودة عيسى عليه السلام !! أين سيذهب الدجال وأين ستذهب عجائبه وحماره وجنته وناره ؟! لن تذهب ، ولكن فتنتها ستنتهي ، لأن المهدي سيظهر وسيأتي بالوحي إلى العصر وستضمحل فتنة الدجال ولن يبقى لها وجود سوى لدى اليهود المحتلين في فلسطين . وعندها سيتم القضاء النهائي عليها في عهد المهدي وعيسى عليه السلام . هنا أشار أحد الإخوة إلى مسألة القضاء على الدجال بحربة وأنه يذوب كما يذوب الملح ، وتساءل قبلها عن العين اليمنى للدجال التي تم تشبيهها بالعنبة الطافية . ما هو تأويل هذه العبارات ؟!! لاحقاً بمشيئة الله سأتناول هذه الجوانب ،،،،،،
  13. النماص الأخ الفاضل / سعيد الكثيري غفر الله ذنبك وأذهب همك وغمك ورحمك الله ووالديك وأعانك على صيام هذا الشهر الكريم وقيامه وتقبل الله منك ذلك قبولا حسناً . هنا رد إضافي من نفس الشخص ، ولولا مارأيته من حسن أسلوبه وقدرته على الإضافة لما أشركته في الحوار ، والحمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ اخي الكريم سعيد الكثيري شكرا لك لتقبلك مداخلتي وردك الكريم . وساكون منصفا لك من نفسي صدقا, والانسان منا يكون منصفا اذا دار مع الحق والحكمة ضالة المؤمن انى وجدها اتبعها وعمل بها. وليس من العيب ان اتراجع عن قناعة كانت من المسلمات لدي ان وجدت ما ينقضها وكان دليلها كتاب الله وسنة نبيه صلى اله عليه وسلم . وهل تراني اخي لم افكر وانا اقرا لك باحتمال ان تكون على حق وبالفعل فكرت ولكن اقصى ما وصلت اليه ان هناك خلط بين الدجال وبين ادواته . وقد سال صحابي النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال : يا رسول الله يقال ان مع الدجال الجبال من الخبز واللحم حار لا يبرد .؟؟؟ وكان رد الرسول صلى الله عليه وسلم شافيا. قال ( هو اهون على الله من ذلك) وهذا يؤيد لديك نقطة ان المعجزات لا يؤتيها الله لكافر ملحد زنديق يصد عن سبيل الله بل يدعي الالوهية . ويا اخي الكريم انا ان شاء الله لا احب اللجج او السجال العقيم لمجرد السجال . على العكس انا من اخوانك الذين يحبون التحليل والتعمق ولكن وضعت لنفسي منهج لا احيد عنه الا وهو انه اذا اصطدمت بما لا اعرفه بحثت عن كتاب الله وتفسيره سواء من المفسرين القدماء او من علمائنا المتاخرين واذا لم اجد فلدي الكتب الستة والمسانيد وطلبة العلم كثيرون سالت كثير منهم في ذلك. واخيرا وكما تعلم الان سهلت المهمة فالبحث عن أي شيء من خلال جهاز الكمبيوتر اصبح في متناول اليد . ولا يحبطنك اخي ان لا اصدقك انا او غيري ابدا فالنقاش بيني وبينك او من الاخوة هنا يثري الموضوع وقد يؤوب احدنا الى ما وجده من الحق من الاخر بل انك قد تتراجع عن ما قلته وقد اتراجع انا وليس من العيب ابدا وما الضير في ذلك اخي؟ واعود اخي الى صلب الموضوع ( موسى الصدر واين هو الان؟) هذا مثال اخي يؤيد وجهة نظري المتمسكة بان الدجال رجل حقيقي. من كتاب( العقائد الشيعية ودجال القرن العشرين) لمؤلفه (ناصر الدين شاه ) ،يقول الكاتب (ص18) وساختصر لك ما كتب: ( ان القذافي اخفى موسى الصدر لاتفاق بينهما على ان يظهر في وقت لاحق على انه الامام الغائب المنتظر ) انتهى... اخي سؤال: هذه الايام كثرت رؤية الامام الغائب من كثير من الشيعة واخرها رؤية مقتدى الصدر لهذا الامام!!! و انه احل لهم الحشيش ليتعاطوه واهتبلهم بان الامام قابله واحل له ذلك واظنك رايت هذا الموضوع هنا بالساحات) فكيف لو ظهر موسى الصدر هذه الايام من اصفهان وشاهده الشيعة ستكون فتنة من اشد الفتن للشيعة وان خرج فعلا فسيكون من اصفهان. ولن يحول دونه ودون تغيير دين الشيعة أي شيء وسيهتبلهم لان عقيدتهم في خروجه من السرداب معروفه . وما سيقوله سيكون بمثابة الوحي والتنزيل. وقد يكون دجالا من ثلاثين دجالا اخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وليس الدجال الحقيقي. ولا اتمسك انه هو ولكنه من الثلاثين دجالا ان ظهر لا شك عندي في ذلك. المهم اخي ان ارهاصات خروج الدجال باتت واضحة وضوح الشمس لمن قرأ الكتب التي تتحدث عنه وقليل من قرأ اكثر من مصدر وارى انك ممن قرا الكثير وتعرف مقدار التضارب في وجهات النظر من كاتب الى اخر فهذا يؤل وهذا يتمسك باللفظ وينزله على الحادثة دون تأويل كتاويل جبل الذهب الذي سيظهر من نهر الفرات وتنكب عليه الامة ويقتل من كل مائة تسع وتسعين كل واحد منهم يقول انا ساحصل على نصيبي من ذلك. فتأول البعض ان هذا الذهب انه الذهب الاسود(البترول)!!! مع العلم انه سيكون جبلا حقيقيا من الذهب. والانهار احد مصادر استخراج الذهب كما هو معروف. وكنت اقول فيما سبق من سيستطيع ان يدخل العراق وبه صدام حسين وها انت وانا نرى صدام في قفص يحاكم !!! فهل حان وقت ظهور هذا الجبل!!!!!؟؟ ( الدجال سيلي الحكم في العراق) يحكم الدجال العراق لمدة سنتين يحمد فيها عدله وحسن سيرته فيهم ثم ياتي يوم من الايام ويقول انه رسول او نبي فينفض عنه جزء بسيط من مؤيديه ثم ياتي في يوم اخر فيقول اما آن لكم ان تعرفوا ربكم؟ فيقولون له ومن ربنا ؟ فيقول انا فينفض عنه الاكثرية ويبقى معه القلة القليله ويبدأ في فتنته وقسوته وبطشه واول ماء ينزله البصرة واول ابيات يفزعهم خوفه الكوفة. ويبقى من يجاهده ويسمون (هراب الدجال ) وسيكون مكانهم على جانبي نهر الفرات. فلو اخي ان الغرب وفتنته هي الدجال وانزلت ذلك على هذه الحرب الطاحنة في العراق فاين العدل الذي اتوا به وانت تعرف ان ابشع حرب مرت على وجه الارض وما رافقها من ظلم وعسف وجبروت هي هذه الحرب. لقد بدأت الحرب فعلا من البصرة وافزعت الكوفة ولكن انتقض شرط العدل!!! وحكم العراق حكام من افظع الحكام وابشعهم طائفيون قتلة اطلقوا يد المليشيات لقتل الناس على الهوية. لا بد للغرب الان من حاكم يضبط لهم الامور في العراق فقد فقدوا السيطرة كليا الان وهم يحمون انفسهم وحسب فقط. وبعد سقوط بغداد خاطب بوش ملك الغرب وراس الحربة شعب العراق بشريط مسجل يقول فيه( انا بوش رئيس الولايات المتحدة وبدا بعدها في كلامة ودجله) فهل صدقه احد!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟ فلو كان الغرب هو الدجال لحصل ان رايت اتباعه الان على حدود الارض المقدسة مكة والمدينه حماها الله وحمى حكامها . وكما ترى الورطة والمستنقع المميت لمشروعهم الخائب شرق اوسط (مرة كبير ومرة جديد) فمن سينقذهم من هذه الورطة ويخرجهم بعذر يستحق الانسحاب بشرف دون ان يخرجوا مهانين من العراق؟؟؟ فهل سيكون الدجال رجلهم القادم لاخراجهم من ورطتهم؟؟؟ (الله اعلم). ________________________________________ النماص وهنا رد آخر لا يقل دهاءا وجودة وتدبرا عن سابقه ، وذلك أملا في إظهار الحق وتبيانه للناس فجزا لله الجميع خير الجزاء ، وذلك حتى لا يغم على الناس . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم فهذه تعقيبات على كلام أخي سعيد هداه الله للحق قال الامام النووي ( قال القاضي هذه الأحاديث التى ذكرها مسلم وغيره فى قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق فى صحة وجوده وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى من احياء الميت الذى يقتله ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه وجنته وناره ونهريه واتباع كنوز الأرض له وأمره السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلايقدر على قتل ذلك الرجل ولاغيره ويبطل أمره ويقتله عيسى عليه السلام ويثبت الله الذين آمنوا هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار خلافا لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج وال********ة وبعض المعتزلة وخلافا للبخارى المعتزلى وموافقيه من ال********ة وغيرهم فى أنه صحيح الوجود ولكن الذى يدعى مخارف وخيالات لاحقائق لها وزعموا أنه لو كان حقا لم يوثق بمعجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وهذا غلط من جميعهم لأنه لم يدع النبوة )ج18ص58 أولا :ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في الإسراء كما في صحيح البخاري عن أبي الْعَالِيَةِ حدثنا بن عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِي بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا كَأَنَّهُ من رِجَالِ شَنُوءَةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إلى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ الرَّأْسِ وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ وَالدَّجَّالَ في آيَاتٍ أَرَاهُنَّ الله إِيَّاهُ . فليس صحيحاً أنه لم يره الا في الرؤيا كما زعمت . ثانياً :قلت (هذه المعجزات أعظم من كل المعجزات المادية التي أتى بها الأنبياء والرسل ، فمعجزات الدجال عامـة وعالمية ومتعددة فماذا سيفعل بهذه المعجزات ؟!. سيستخدمها في إضـلال الناس وإغوائهم !!. والواقع أنه كان يمكن أن نفهم ونقبل الفهم اللغوي المباشر لهذه القدرات لو أن من سنن الله إعطاء المعجزات للدجال وأمثاله ، ولو أن من سنن الله تسخير المعجزات لإضلال الناس وإغوائهم . الفهم اللغوي المباشر هنا يصادم ويناقض حقائق الشرع ) هذا لايناقض الشرع بل الشرع أخبرنا أن الله آتاه هذه المعجزات فتنة بل بعث بها كما تخبرنا الأحاديث فعن أبي الدَّهْمَاءِ قال سمعت عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ يحدث قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من سمع بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عنه فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وهو يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ من الشُّبُهَاتِ أو لِمَا يَبْعَثُ بِهِ من الشُّبُهَاتِ رواه ابو داود وصححه الالباني وفي رواية أخرى عن عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من سمع بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ منه ثَلاَثاً يَقُولُهَا فان الرَّجُلَ يَأْتِيهِ يَتَّبِعُهُ وَهْوَ يَحْسِبُ انه صَادِقٌ بِمَا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ . عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ أَنَّهُ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في خَفْةٍ مِنَ الدِّينِ وأدبار مِنَ الْعِلْمِ فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا في الأَرْضِ الْيَوْمُ منها كَالسَّنَةِ وَالْيَوْمُ منها كَالشَّهْرِ وَالْيَوْمُ منها كَالْجُمُعَةِ ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هذه وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ ما بين أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً فيقول لِلنَّاسِ أنا رَبُّكُمْ وهو أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ ليس بِأَعْوَرَ مَكْتُوبٌ بين عَيْنَيْهِ كافر ك ف ر مُهَجَّاةٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ إِلاَّ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَّمَهُمَا الله عليه وَقَامَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَبْوَابِهَا وَمَعَهُ جِبَالٌ من خُبْزٍ وَالنَّاسُ في جَهْدٍ الا من تَبِعَهُ وَمَعَهُ نَهْرَانِ أنا أَعْلَمُ بِهِمَا منه نَهَرٌ يقول الْجَنَّةُ وَنَهَرٌ يقول النَّارُ فَمَنْ أُدْخِلَ الذي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهُوَ النَّارُ وَمَنْ أُدْخِلَ الذي يُسَمِّيهِ النَّارَ فَهُوَ الْجَنَّةُ قال وَيَبْعَثُ الله معه شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ الناس وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ فِيمَا يَرَى الناس وَيَقْتُلُ نَفْساً ثُمَّ يحيها فِيمَا يَرَى الناس لاَ يُسَلَّطُ على غَيْرِهَا مِنَ الناس وَيَقُولُ أَيُّهَا الناس هل يَفْعَلُ مِثْلَ هذا إِلاَّ الرَّبُّ عز وجل رواه احمد وهو على شرط مسلم . ثالثاً : عن نَافِعٍ قال عبد اللَّهِ ذَكَرَ النبي صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بين ظَهْرَيْ الناس الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فقال إِنَّ اللَّهَ ليس بِأَعْوَرَ ألا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ رواه البخاري فماذا تفعل بصفة عينه وهل لها محل في التأويل عندك كيف ستفسرها؟!! . رابعاً : قولك : لا يعرفه الناس ولا يتم اكتشاف أمره ( أي اكتشاف أنه المسيح الدجال الذي حذر الرسول من فتنته ) إلا بعد حدوث الفتنة وبلوغها أقصى مداها. لأدري من اين لك هذا..أنظر لهذا النص في صحيح مسلم أبو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سمع جَابِرَ بن عبد اللَّهِ يقول أَخْبَرَتْنِي لأدري من اين لك هذا..أنظر لهذا النص في صحيح مسلم أبو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سمع جَابِرَ بن عبد اللَّهِ يقول أَخْبَرَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ أنها سَمِعَتْ النبي صلى الله عليه وسلم يقول لَيَفِرَّنَّ الناس من الدَّجَّالِ في الْجِبَالِ قالت أُمُّ شَرِيكٍ يا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ قال هُمْ قَلِيلٌ . ولعلك أخذته من هذا الحديث الضعيف عن الصعب بن جذامة قال انى سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حتى يَذْهَلَ الناس عن ذِكْرِهِ وَحَتَّى تَتْرُكَ الأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ على الْمَنَابِرِ رواه أحمد وهو ضعيف فليس فيه أنه لا يعرفونه بل يذهلون وينسونه خامساً :أسأت فهم الشهادة الواردة في الحديث عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ من الْمُؤْمِنِينَ فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ مَسَالِحُ الدَّجَّالِ فَيَقُولُونَ له أَيْنَ تَعْمِدُ فيقول أَعْمِدُ إلى هذا الذي خَرَجَ قال فَيَقُولُونَ له أَوَ ما تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا فيقول ما بِرَبِّنَا خَفَاءٌ فَيَقُولُونَ اقْتُلُوهُ فيقول بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَلَيْسَ قد نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ قال فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إلى الدَّجَّالِ فإذا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قال يا أَيُّهَا الناس هذا الدَّجَّالُ الذي ذَكَرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ فيقول خُذُوهُ وَشُجُّوهُ فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا قال فيقول أَوَ ما تُؤْمِنُ بِي قال فيقول أنت الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ قال فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالْمِئْشَارِ من مَفْرِقِهِ حتى يُفَرَّقَ بين رِجْلَيْهِ قال ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بين الْقِطْعَتَيْنِ ثُمَّ يقول له قُمْ فَيَسْتَوِي قَائِمًا قال ثُمَّ يقول له أَتُؤْمِنُ بِي فيقول ما ازْدَدْتُ فِيكَ إلا بَصِيرَةً قال ثُمَّ يقول يا أَيُّهَا الناس إنه لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ من الناس قال فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ فَيُجْعَلَ ما بين رَقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا فلا يَسْتَطِيعُ إليه سَبِيلًا قال فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ فَيَحْسِبُ الناس إنما قَذَفَهُ إلى النَّارِ وَإِنَّمَا ألقى في الْجَنَّةِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذا أَعْظَمُ الناس شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ . أنت تظن أن المقصود بأعظم الناس شهادة ( كل قضية ذلك الرجل وكل شهادته تدور حول أن " هذا هو المسيح الدجال الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم " . فماذا يعني هذا الإعلان وهذه الشهادة ؟؟) لا أخي كانت شهادته عظيمة أي قتلته في سبيل الله تعالى على هذا النحو . ولا أخفيك سراً أني ظننت انك تعني نفسك ..بأنك مكتشف الدجال وبالتالي تنطبق عليك الأحاديث في وصف الخيرية فانتبه لا تقع في فخ الشيطان الرجيم . متفرقات : 1- قلت (ولكن أرجو أن تتذكر هنا أن المسيح الدجال بموجب الفهم الحرفي رجل أعور متنافر الملامح ، ومع ذلك سيغري النساء إغراء كبيراً يجعلهن يتمردن على أهلهن . ) وقلت في موجبات تأويل نبؤة المسيح الدجال (4)..( هـذا الرجل الأعور الأفحج المتنافر الملامح سيكون فاتناً للنساء بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، إلى حد أن الرجـل سيعمد إلى زوجته وأخته وعمته وابنته فيوثقهن مخافة خروجهن للدجـال !!. هذا شيء غير منطقي وغير سائغ وغير مفهوم على الإطلاق . إذ كيف يمكن أن تفتتن النساء إلى هذا الحد برجل أعور متناقض الملامح ؟!. ) لأدري أخ سعيد لما غرُب عن ذهنك أن المقصود ليس خروجهن لأجل وسامته.. بل لأتباعه و الإيمان به هذا السبب أخي الكريم.. لان فتنته عظيمة حتى أن الرجل يأتيه ليكذبه فلا يوشك حتى يتابعه ويؤمن به لما يرى من المعجزات التي تجري على يديه. والحديث رواه أحمد وهو ضعيف وهذا نصه 5353 حدثنا عبد اللَّهِ حدثنا أَبِى ثنا أَحْمَدُ بن عبد الْمَلِكِ ثنا محمد بن سَلَمَةَ عن مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ عن مُحَمَّدِ بن طَلْحَةَ عن سَالِمٍ عَنِ بن عُمَرَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ الدَّجَّالُ في هذه السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ فَيَكُونُ أَكْثَرَ من يَخْرُجُ إليه النِّسَاءُ حتى ان الرَّجُلَ لِيَرْجِعُ إلى حَمِيمِهِ والى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطاً مَخَافَةَ ان تَخْرُجَ إليه ثُمَّ يُسَلِّطُ الله الْمُسْلِمِينَ عليه فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ حتى ان اليهودي لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فيقول الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ هذا يهودي تَحْتِى فَاقْتُلْهُ2- قلت (النبي صلى الله عليه وسلم بشر المسلمين بأنهم سيغزون الدجال ويفتحونه !!. ونحن إذ نفسر الغزو والفتح هنا بأنه غزو وفتح ثقافي ومعرفي فإننا نسأل : ترى كيف يمكن لأهل الفهم اللغوي المباشر أن يفسروا تبشير المسلمين بأنهم سيغزون رجلاً ويفتحونه !!. ) ما لمانع ..المقصود هو غزوه وفتح ملكه والاستيلاء على ما تحت يده من المدن ...وورد النص ايضاً بتقاتلون فعن جَابِرِ بن سَمُرَةَ عن نَافِعِ بن عُتْبَةَ بن أبي وَقَّاصٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا الله لَكُمْ ثُمَّ تُقَاتِلُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا الله لَكُمْ ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا الله لَكُمْ ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ الله لَكُمْ قال فقال جَابِرٌ لاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حتى يُفْتَتَحَ الرُّومُ رواه أحمد 3- قلت (لننظر إلى السياق التاريخي للخبر . الوضع الثقافي والاجتماعي الذي واجهه المسلمون في البداية هو الوضع الجاهلي العربي ، وقد بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم سيقضون على هذا الوضع . ثم واجه المسلمون الإمبراطورية الفارسية ، وبشرهم بأنهم سيفتحونها . ثم واجهوا الإمبراطورية الرومانية ، وبشرهم بأنهم سيفتحونها . بعد ذلك لم يواجه المسلمون سوى الدول والإمبراطوريات الغربية الحديثة ، وقد كانت أشد فتنة ووطأة على المسلمين من كل الإمبراطوريات التي سبقتها ، وتم احتلال معظم بلدانهم واستتباعهم ثقافياً واقتصادياً وعلمياً وأدبياً . ولكن هذا الوضع لم يستحق أية إشارة ، فالحديث بموجب الفهم اللغوي المباشر سيتجاهل الدول والإمبراطوريات الغربية الحديثة وسيقفز إلى تبشير المسلمين بغزو رجل وفتحه ) لم تفتح الروم حتى الآن فما زالت روما بيد النصارى ، و الدجال يفتح بعد الروم في سياق النبوءة فعن نَافِعِ بن عُتْبَةَ قال كنت مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ فأتاه قَوْمٌ من قِبَلِ الْمَغْرِبِ عليهم ثِيَابُ الصُّوفِ فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ وَهُمْ قِيَامٌ وهو قَاعِدٌ فَأَتَيْتُهُ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَحَفِظْتُ منه أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أعدهم في يدي قال تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تَغْزُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ الله قال نَافِعٌ يا جَابِرُ أَلاَ تَرَى أَنَّ الدَّجَّالَ لاَ يَخْرُجُ حتى تُفْتَحَ الرُّومُ . رواه مسلم وهذا النص يبطل تأويلك من أصله . فهو يدل على أن الدجال لم يخرج حتى الآن .لأن الروم لم تفتح حتى الآن . أخيراً :التأويل شر فقد أول أناس الجنة والنار والملائكة والشياطين بل جعل الدين ظاهر وباطن فاحذر مزالق التأويل .
  14. سعيد الكثيري مع مداخلة صاحب البريد (1) أخي صاحب التعليق المنشور عن طريق الأخ الكريم النماص . أشكرك على حسن أدبك وحسن عباراتك . وأرجو أن تحاول تجنب الدخول إلى الموضوع من بوابة الرفض والسجال . فمعظم من حاولوا ذلك في الماضي اكتشفوا قوة الطرح بعد الدخول في الموضوع ، ولكن السجال صدهم عن المواصلة وتغيير المواقف ، فخسروا وخسرت معهم فرصة الاستقصاء والتطوير والأخذ بأيدي بعضنا للوصول إلى الحق . أنت تنطلق في النهاية من المواقف السائدة . وأود هنا أن أذكرك بأن الحق في قضية المسيح الدجال لن يأتي من المواقف السائدة . فالمسيح الدجال سيخفى على الأمة كلها إلى أواخر فتنته . ليست فتنتته هي التي ستخفى كما ظننت يا أخي الكريم ، بل شخصيته ستخفى على كل الأمة . هنا أنا أدعوك إلى أن تتمسك برأيك المنسجم مع الطرح السائد ، ولكن أرجو أن تحاول وضع احتمال بسيط إلى جوار الفهم السائد ، وهو أن التأويل الذي أطرحه قد يكون صحيحاً . فقط ضع نسبة واحد في المائة كاحتمال صحة للتأويل الذي أطرحه ، وضع الفهم الذي تحمله في دائرة النقد . إذا فعلت ذلك فأنا على يقين بأن النظرة ستختلف كلياً . أنت ترى أن الدجال سيكون شخصية حقيقية . وأنا أرى أيضاً أن الدجال حقيقة ، ولكنني أعتقد أن التصوير مجازي لفتنة عظيمة وحقيقية هي فتنة الحضارة الغربية . أنت ترى أن الناس لن يعرفوا الدجال ( الرجل ) لأنه سيظهر في خفة من الدين وإدبار من العلم . وأنا أرى أنهم لم يعرفوه لأنه ظهر فعلاً في خفة من الدين وإدبار من العلم . وهذه الخفة في الدين وإدبار العلم موجودة منذ بداية عصر التقليد الذي سمي بعصر الجمود والانحطاط . أخي الكريم : من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن سنن الله في المعجزات ستتبدل وتتغير على يدي الدجال ، فيعطي الله هذا الدجال معجزات تفوق ما أعطي أعظم الرسل ، بينما الله يؤكد أن سننه في الأمم السابقة لن تتغير ولن تتبدل ، ولم يحدث أن أعطيت المعجزات لأهل الكفر والضلال والإلحاد !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن سنن الله في وظيفة المعجزات ستتبدل وتتغير على يدي الدجال ، فتصبح وظيفتها هي تأييد أهل الكفر والباطل والضلال وخذلان أهل الدين والحق ، بينما الله يؤكد أن معجزاته تعطى للرسل والأنبياء والصالحين لتأييد الحق ونصرة المؤمنين !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن أن يبشر المسلمين بأنهم سيغزون رجلاً ويفتحونه !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن الناس سيخلطون بين الله وبين رجل أعور ، وأن وسيلة الخروج من هذا الخلط أن نتنبه إلى أن الدجال أعور وأن الله ليس بأعور ، أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " فإن ألبس عليكم فاعلموا أن الدجال أعور وأن الله ليس بأعور " !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن جميع الناس لن يعرفوا رجلاً أعور موصوف بكل دقة في الأحاديث ويأمر السماء فتمطر والأرض فتنتبت ويركب حماراً بين أذنيه أربعين ذارعاً ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن من كاتب وغير كاتب !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن أعظم الناس شهادة عند رب العالمين سيكون رجلاً يظهر في أواخر فتنة المسيح الدجال ليكشف لهم ما خفي عنهم ، وهو أن المسيح الدجال رجل موجود بينهم !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن الناس سيرفضون شهادة ذلك الرجل لأنه سيقول لهم إن المسيح الدجال رجل !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن أعظم فتنة ستحل بالنساء ستكون بسبب رجل أعور متنافر الملامح خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين !!. من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن رجلاً سيأتي بجنة ونار في هذه الدنيا !! من خفة الدين وإدبار العلم أن نعتقد أن رجلاً سيخرج من فتحة !! أنت يا أخي الكريم عرضت بعض الروايات حول أحداث لم تقع بعد ويستحيل تأويلها قبل وقوعها . ولاحقاً بمشيئة الله سيكون لي وقفة مع تلك الروايات . أما بخصوص ظهور الدجال من خراسان فقد أوضحت أن في الأمر تشبيه للوجه العلمي والثقافي الذي مثلته أوروبا في الحضارة الغربية بالوجه العلمي والثقافي الذي مثلته خراسان في الحضارة الإسلامية . ولاحقاً سيكون لي وقفة مع الكثير من التفاصيل بمشيئة الله ،،،،،
  15. هذه المشاركة منقولة النماص أرسل لي أحد الاخوان هذا الرد بالبريد ، ولنشر الفائدة وزيادة الحوار ، تمت إضافة الرد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ اقول وبالله التوفيق ( استسمح الجميع عن ركاكة الاملاء والتعبير فلست ضليعا باللغة ولا بالاملاء فلا تؤآخذوني بذلك ولست بمستوى كاتب الموضوع ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه ولكن انظروا الى الطرح فقط ولكم الشكر مقدما) أخي سعيد جزاك الله كل خير قد خلطت بين الدجال كشخصية حقيقية, وبين أدوات الدجال وسوغت لذلك قولك بـ (المعنى اللغوي المباشر أم المعنى المجازي) ولو قمت أخي سعيد بتسمية موضوعك ( أدوات فتنة الدجال ) لكان الموضوع بحق من أفضل ما كتب في هذا المجال. ولا أخفيك أخي سعيد إعجابي بسلاسة وتسلسل أفكارك لشيء واحد انك اقتنعت بهذا التأويل وترغب في إقناع غيرك بذلك وقد يوافقك الكثيرين ويخالفك القلة وأنا منهم. من طرحك أخي استطيع التأول وانظر معي كيف الوي عنق الحقائق من الممكن أن أقول : أن الدجال هو ما نراه الآن من العالم الرقمي (الديجتال) هنا تم خلط (اللغوي بالمجازي) (على طريقتك أخي سعيد) وانه من غير الممكن تفسير ديجتال لمن قبلنا !!! وأزيدك شيء ربما تستغرب منه وهو اثر ورد في كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي أن أمامه إمرأه تسمى( طيبه ) تنذر الناس الدجال فانظر إلى الاسم كيف يتم تأويله وعسفه ليوافق ما أريد تمريره ، فكلمة طيبه يمكن تأويلها كالآتي : http ( وهذه الكلمة انظر فقط في أعلى كل صفحة انترنت تفتحها وسوف يتم التأويل أيضا هنا أن الصفحات طيبه اتش تي تي بي تكون هي المراة التي تنذر )( خلط لغوي بمجازي على طريقتك أخي سعيد) وكلنا نعرف كيف تنطق اتش تي تي بي تي بي هي طيبه بزيادة الهاء وهو موجود في أول الكلمة الانجليزية . العقدة في حديث بما معناه ( حتى أن نوح انذر قومه الدجال ) حل هذه العقدة!!!!!!!!!!! كيف ستعسف لنا هذا الحديث؟؟؟؟؟؟؟ أخي سعيد / الدجال شخصية حقيقة وجميع الأحاديث الواردة فيه في الصحاح لا تحتاج إلى التعسف في التأويل ؛ كما فعلت في الخلة التي بين الشام والعراق وجعلتها فلسطين وما يؤيد قولي انه يقتل على يد عيسى علية السلام في باب لد في فلسطين وهل من البلاغة أن اذكر مكان قتله ولا اذكر مكان خروجه وهو مكان واحد على تفسيرك أنت انه من فلسطين يخرج . ابدآ فخروجه سيكون من أمآكن عدة وجميع الأحاديث تذكر وتؤكد على المشرق إما من خراسان أو أصفهان أو جزيرة (ماطولة) في الخليج العربي مقابلة لاصفهان من جهة الخليج العربي . وهو شخصية كتب الله تعالى أن يستثني له طول العمر وحبسه كل هذه المدة الطويلة وقد تمر بجانبه ولا تراه في جزيرته المحبوس فيها في الخليج (مؤكد انه في بحر الخليج حسب تأكيد الحديث الشريف) وهل نستطيع رؤية يأجوج ومأجوج وهم بشر ويعيشون بيننا وبيننا وبينهم سد إنها أشياء غيبية نصدقها تصديقا لمن أتى بها وهو حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم(وما ينطق عن الهوى) فهل ستأول لنا يأجوج ومأجوج ( أنها الحضارة الصينية تكتسح الدنيا بعد زوال أمريكا والغرب ) هذا تأويل يناسب ما تطرحه!!! أما سبب خفاء فتنته أخي التي أربكت تفكيرك فانه يظهر في خفة من الدين وتفسير (خفة الدين) ان لا علماء في وقته والناس في جهل مطبق بالدين وتكون (فتن أدوات الدجال التي ذكرتها على أنها الدجال قد بلغت أوجها في فتنة الناس) وانظر معي أخي أين منبع الفتن إنها من المشرق وانظر إلى دين القوم هناك وخفته وسيزيد خفة ومن حسن حظهم وسؤ حظنا أن الغرب وخاصة المتصهينين منهم سيكونوا الذراع الإعلامية واليهود جنده فدين القوم هناك من مشكاة واحدة ولك في العراق الآن عبرة انظر إلى التعاون تشابهت القلوب والعقائد , ولكن دين الله قوي ولله الحمد الآن. واستطيع أن اتأول أيضا على طريقتك في الغضبة التي تكون سبب في خروجه أن أمريكا ستغدر بأحبابها في ليل اظلم وتقصف المفاعلات النووية في أصفهان مكان خروج الدجال!!!!!!! هذا تفسير قد يكون منطقيا أكثر . واراك أخي قد انتقيت أحاديث وتركت أحاديث لأنها لا تستقيم مع طرح ( التفسير اللغوي والمجازي) وماذا ستفعل بهذا الحديث من صحيح مسلم(- 1 كتاب الإيمان169) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال * أراني ليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من آدم الرجال له لمه كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا فقيل هذا المسيح بن مريم ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية فسألت من هذا فقيل هذا المسيح الدجال) هل سيذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ( المسيح عيسى بن مريم ( لغويا) ويجمع معه في نفس الوقت المسيخ الدجال (المجازي) وكيف ستفسر لي ذلك!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وماذا ستقول في هذا الحديث وكيف ستؤوله (مجازيا) و كيف ستؤول(ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته) أول لي (دم الدجال) هل هو (احد المخترعات) (وحربة عيسى عليه السلام ماذا ستؤولها؟؟؟؟) صحيح مسلم - 52 كتاب الفتن وأشراط الساعة 2897 حدثني زهير بن حرب حدثنا معلى بن منصور حدثنا سليمان بن بلال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال * لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته وماذا ستقول أخي سعيد في هذا الحديث صحيح مسلم - 52 كتاب الفتن وأشراط الساعة 2899 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما عن بن علية واللفظ لابن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن يسير بن جابر قال * هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد وكان متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام قلت الروم تعني قال نعم وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ قال بن أبي شيبة في روايته عن أسير بن جابر أخي سعيد هناك كتاب لا أريد أن أضع له دعاية هنا لأنه لا يستأهل قيمة الحبر الذي كتب به وهو معروف وهو ينح كما نحيت في التأويل ولله الحمد انه ممنوع من التداول عندنا فأرجوك أخي سعيد أن تفكر فيما أوردته وأنا لا احجر عليك رأيك ولكن الدين والأحاديث لها أهلها لا أنا ولا أنت من أهل الصناعة ولا مجال للتأويل إلا للراسخين من حملة العلم وحسب الأصول التي تعرفها ولا تجهلها. وتذكر أخي أن الساحات موقع شهير وتطير بمقالك الركبان وتزيغ أقوام ربما ليس عندهم أدنى معرفة بالدجال والتأويل اهلك أقوام قبلنا وانظر أخي سعيد كم فرقة خرجت وبادت ولم يبقى من الفرق شهرة إلا الصوفية والمعتزلة وهم قلة واقصد المعتزلة والخوارج بقي منهم قلة ولك في من كفر المسلمين ونعتهم بالجاهلية الثانية في عصرنا هذا أليس تأول؟ أن التأويل من مهاوي الردى واحد افتك أسلحة إبليس وهو الوجه القبيح للشبه فانتبه أخي لدينك ولا تغرنك شهوة الشهرة أو حب التأول وتحكيم العقل فيما لا مكان للتأول فيه فقد كذب أناس بعذاب القبر (تأولا) وعندما رد عليهم العلماء (قالوا أحاديث آحاد) وهكذا التأول يفعل بصاحبه ينصر تأوله بتحكيم عقله إذا لم يجد تفسيرا أقنعه وخذها نصيحة أخي إذا رأيت أن موضوعا كمثل موضوعك هذا ستضعه للعامة أن تطبعه قبلا وتعرضه على أهل الصناعة وأهل العلم وفي الختام أخي قد أكون قسوت عليك ولكن والله العظيم خوفا عليك من باب من أبواب جهنم أعاذنا الله منها وهو باب التأول بغير علم وما توفيقي إلا بالله
  16. سعيد الكثيري هذا هو .. المسيح الدجال (4) الأحاديث – كما سبق أن أشرنا - تؤكد أن المهدي سيواجه المسيح الدجال ويسهم في القضاء على فتنته ، والأحاديث تؤكد أيضاً أن أواخر فتنة قرن الشيطان تتزامن مع فتنة المسيح الدجال . أي أن المهدي سيعاصر أواخر الفتنتين . فهل يوجد مهمة أعظم من القضاء على هاتين الفتنتين وإعادة تشكيل وعي وقناعات الناس تجاه عصرهم وتجاه تاريخهم ؟! وألا يعطينا ذلك مؤشراً على بعض أسرار التحول الذي سيحدثه المهدي بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً ؟! إذا كان المهدي سينجح في تحجيم الثقافة الغربية ونزع مشروعية ثقافة التكفير والعنف فإن العالم سيخطو بالفعل خطوة كبرى باتجاه القسط والعدل بعد أن أسهمت التطورات التي لحقت بهاتين الثقافتين في ملء الدنيا ظلماً وجوراً . هذا هو بعض ما يقود إليه الفهم الذي طرحناه حول نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان ، فما الذي تقود إليه معطيات الثقافة السائدة ؟. لا تقود إلى فهم مهام المهدي ولا تفيد في معرفة سر وصفه بالهداية وسر تحول أوضاع العالم عند ظهوره . لن يجد المرء في الثقافة السائدة إضاءات شافية حول هذه القضايا . المهدي بموجب الأحاديث سيظهر في أواخر فتنة الدجال وسيتم القضاء على هذه الفتنة بعودة عيسى عليه السلام أثناء وجود المهدي . وطالما أنه لن يتم القضاء على المسيح الدجال إلا بعد عودة عيسى عليه السلام ، فكيف يمكن بموجب الفهم اللغوي المباشر للنبوءات تفسير اختفاء معجزات الدجال وتأثيره وهيمنته على العالم خلال فترة وجود المهدي ؟! لماذا ستتعطل قدرته على أن يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فتتبعه كنوزها ؟ أين ستذهب فتنة الحمار الذي بين أذنيه أربعين ذراعاً ؟ وأين سيذهب هذا الحمار ؟!! أين ستذهب تحولات السنن الكونية وبعض سنن الخلق والمخلوقات ؟! إن مرحلة وجود المهدي ستكون مرحلة قسط وعدل وانتشار واسع للإسلام . والمفارقة أن هذه التطورات ستحدث في ظل وجود المسيح الدجال الذي لن يقضى عليه نهائياً إلا بعودة عيسى عليه السلام . فما هو سر هذا التحول والانكماش والانطفاء لمعجزات الدجال وفتنته ؟! لن يفيد الفهم القاموسي للنبوءات في فهم أسرار هذا التحول ، أما الفهم التأويلي الذي طرحناه فهو يحمل الإجابة التي تقضي على الأسرار . هذا الانطفاء السريع والفوري لفتنة الدجال في زمن المهدي يثبت أن الأمر يرتبط بالتغيير المعرفي الذي سيحدث . فإذا كان المهدي سيأتي بالوحي كله إلى قلب العصر – عبر إعادة تفسيره – ويؤدي مجرد ظهوره إلى تحول نصوص نبوءة المسيح الدجال من نصوص كان يراها البعض خرافية وغير معقولة وكانت تثير الصعوبات والتشكيك منذ القرون الهجرية الأولى إلى نصوص يرى الناس تجسيداتها أمامهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم فإن المصداقية ستتبدل وتقييم الواقع سيتغير . إذا كان مجرد ظهور المهدي سيؤدي إلى تحول نصوص نبوءة قرن الشيطان من نصوص مهملة وغير واضحة وغير مفهومة إلى نصوص تنبئ عن أسوأ ما في الواقع الإسلامي وتنتزع الناس من التاريخ وتنتزع الدين من السلطات المستظلة به والمستثمرة له ، فإن القناعات ستتبدل والمواقف ستتغير . إذا نجح المهدي في تقديم تجديدات مماثلة على الصعيد السياسي وأيقن الناس بأن نصوص الوحي تحمل ركائز وأدوات الإصلاح السياسي بصورة أكثر وضوحاً وحسماً مما يقدمه أعلام الفكر السياسي الغربي ، فإن وعي الناس بالدنيا سيتبدل وعلاقتهم بها ستتغير . إذا حدث ذات التجديد على صعيد القضايا الاقتصادية والاجتماعية فإن فتنة الدجال ستنطفئ وستتبدل المواقف الفكرية والوجدانية تجاه الحاضر والماضي وسيكون الناس على موعد مع انطلاقة ثقافية جديدة قوامها التغيير المعرفي الذي سيأتي مع المهدي . هذا التحول الفوري والواسع من معايشة أعظم وأوسع الفتن إلى " إلقاء الإسلام بجرانه في الأرض " كما ورد في الأحاديث ، مصدره تغير الرؤية ، وإلا فإن المسيح الدجال موجود في الحالتين ، ولكنه في الحالة الأولى كان هو الذي يشكل مصدر رؤية الناس ، بينما في الحالة الثانية أصبح المسيح الدجال والعصر بكامله في قبضة الوحي وتحت مظلته الحية . وما لم نتصور قضية المهدي في إطار هذا التغيير الثقافي الواسع فإننا لن ننجح في فهم سر وصفه بالهداية وأسرار التحولات الكبرى في عهده ، بل ستظل قضيته غرائبية متواضعة المضمون ومطية للمغامرين والأدعياء وحلماً لا يناسب إلا وعي البسطاء . إذا كان هناك من لا يزال يظن بأن المسيح الدجال سيكون رجلاً يجترح المعجزات وتتبدل في عهده بعض السنن الكونية وبعض سنن الخلق والمخلوقات فإنه لن يفهم سر انطواء صفحة هذا الرجل طوال فترة وجود المهدي . أين سيذهب هذا الرجل – الدجال – وما الذي سيحل بقدراته وجنته وناره وادعائه للألوهية وشبهاته وفتنته للمسلمين ؟! هل سيمكن الله المهدي من تعطيل تلك القدرات وإعادة السنن الكونية وبعض سنن الخلق والمخلوقات إلى طبيعتها وانتظامها ؟! الثابت أنه لا معجزات في نبوءة المهدي المنتظر . وحتى لو تجاوزنا عن القدرات والسنن فإننا لن نفهم أين ستذهب مصداقية ادعاء الألوهية واكتساح شبهات الدجال للعالم ونجاحه الهائل في فتنة النساء وانسياق الناس خلفه وتدافعهم نحو جنته وناره ؟! الدجال ذاته ، ما الذي سيحل به وماذا ستكون عليه أحواله منذ ظهور المهدي إلى حين عودة عيسى عليه السلام ؟! إذا ربطنا الأمر بالفكر فإن الصورة ستتضح وتتجلى . فالدجال فتنته في الفكر . والمخترعات والمكتشفات لن تختفي ولكنه بدلاً من وضعها في مسار الإلحاد والصدام مع الدين وتشكيك الناس في عقائدهم سيظهر فكر يقلب المسار بمجرد أن ينجح المهدي في الإتيان بالوحي إلى قلب العصر . بدل أن تحوز فكرة الطبيعة على المصداقية وتشيع وتهيمن على الإنتاج العلمي وعلى النظرة إلى الكون والإنسان والحياة ستنتزع حقيقة الإيمان بالخالق هذه المكانة . بدل النظرة المادية والاستخفاف بما يتجاوز هذه الدنيا ستنتقل الحجج والبراهين الدامغة إلى المعرفة المستمدة من الوحي . بدل أن يكون الانحلال أحد معايير التطور والتباهي سيصبح الاحتشام معياراً للرقي والنضج الإنساني . إذا دخل الوحي إلى العصر فإن النظرة الغربية ستدخل إلى التاريخ وتصبح من الماضي . وهذا هو سر الانطفاء الفوري لفتنة الدجال رغم استمرار وجوده في عهد المهدي . بل وهذا هو معنى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بغزو الدجال وفتحه !!. الأمر يتعلق بمصدر الرؤية الحاكمة لنظرة الإنسان إلى الكون والإنسان والحياة . وحين يتغير مصدر الرؤية فإن قناعات الناس ودوافعهم ومنطلقاتهم وسلوكياتهم ومواقفهم ستتغير .
  17. سعيد الكثيري هذا هو .... .... المسيح الدجال (3) ما الذي لم نتعرض له من الأخبار الواردة بشأن المسيح الدجال ؟!. ثلاثة أخبار هي : أولاً : توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءة آيات من سورة الكهف لاجتناب فتنة المسيح الدجال . وسنؤجل الحديث عن هذا الموضوع حالياً لطوله وعمقه ، ولكنه يهمنا أن نؤكد وجود آيات قرانية في سورة الكهف تتناول الانحرافات الفلسفية الكبرى في الحضارة الغربية وترشد إلى سبيل اجتنابها . ثانياً : خبر الرجل الذي يخرج إلى الدجال في أواخر فتنته معلناً شخصيته ، فيشقه الدجال إلى نصفين ثم يعيده فيزداد الرجل بصيرة ، ثم يحاول أن يشقه مرة أخرى فلا يسلط عليه . ونود أن نؤكد هنا على أن في هذا الخبر تصوير مجازي واسع ، فالدجال لا يحيي الموتى والله لا يعطي المعجزات لأمثال الدجال ، ثم إن هذا الخبر هو دلالة أكيدة على التصوير المجازي لكامل النبوءة ، بدليل أنها تشير إلى اكتشاف شخصية المسيح الدجال في أواخر فتنته ، وهذا يعني أن أمره كان خاف على جميع الناس . والخفاء هنا لا يمكن أن ينبع إلا من تمسك الناس بالمعنى اللغوي المباشر للنبوءة وعدم تنبههم إلى صورة الدجال الحقيقية التي تملأ الأرض . وسنحاول لاحقاً بمشيئة الله تأويل ما ورد في هذا الخبر ، لاعتقادنا بأنه قد وقع فعلاً . ثالثاً : أخبار القضاء على المسيح الدجال في فلسطين بعد عودة عيسى عليه السلام . ونتوقف عن تأويل هذه الأخبار ، باعتبار أن أحداثها لم تقـع بعد ، وبالتالي فإنه لا يمكن تحديد طبيعة التشبيه والتقريب ودرجتهما مالم تتحقق تلك الأحداث على أرض الواقـع . ورغم ذلك فإنه يهمنا أن نشير إلى ما ورد في بعض الأحاديث من أن عيسى عليه السلام سوف يقتل المسيح الدجال بباب لد في فلسطين ، فنحن نرجح أن ذلك يعـد من قبيل التصوير التشبيهي لما ستؤدي إليه عـودة عيسى عليه السلام من تجاوز الثقافة الغربية في آخر معقل من معاقلها . وفي تقديرنا فإنه يوجد أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى ، مثل إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين سيغزون الدجال فيفتحه الله ، وإخباره بأن الإسلام سيعود إلى الانتشار في كل أنحاء الأرض . الأمر الغريب هنا هو أنه منذ اكتشاف شخصية المسيح الدجال والتحقق منها لا يرد ذكر لفتنة المسيح الدجال في الأحاديث إلا عند الإخبار عن القضاء النهائي على فتنته بعد عودة عيسى عليه السلام . فما سر اختفاء وزوال فتنة المسيح الدجال منذ التحقق من شخصيته إلى حين عودة عيسى عليه السلام ؟! أين ستذهب معجزات الدجال وقدراته وفتنته وشبهاته وشهواته ؟!! لماذا تختفي ويتوقف الحديث عنها إلى حين عودة عيسى عليه السلام ؟! لأنه خلال هذه الفترة يظهر المهدي ويزول الجزء الأعظم من فتنة المسيح الدجال . وهنا القضية التي لا يتنبه إليها الكثيرون ممن يقرأون النبوءات ، وهي أن ظهور المهدي يكون في أواخر فتنة المسيح الدجال وأواخر فتنة قرن الشيطان . وإذا كان المسيح الدجال سيظهر في أواخر أو بقية أهل قرن الشيطان كما ورد في الأحاديث ، والمسيح الدجال لن يقضى عليه إلا في عهد عيسى عليه السلام ، فإن هذا يدل على أن المهدي سيعاصر فتنة المسيح الدجال وفتنة قرن الشيطان . وربما يكون أهم أدواره المنتظرة هي تحجيم الفتنتين . ويشهد لهذا أن شخصية المسيح الدجال تختفي في الأحاديث منذ كشف شخصيته إلى حين القضاء النهائي عليه بعد عودة عيسى عليه السلام . والواقع أنه يصعب تفسير سر هذا الاختفاء والزوال الفجائي والهائل لفتنة الدجال إلا من خلال التنبه إلى أن هذه المرحلة التي يختفي فيها ذكر الدجال هي مرحلة ظهور وعلو أمر المهدي . ولاحقاً بمشيئة الله سنلقي المزيد من الأضواء على هذا الموضوع ،،،،،
  18. سعيد الكثيري هذا هو ...... المسيح الدجال (2) لنأخذ صورة الحضارة الغربية التي تملأ الدنيا وتشغل الناس منذ ما يقرب من ثلاثة قرون ، ولندخلها إلى عالم التشبيه . لنتصور من باب التشبيه أنها رجل ، ولنخلع عليه ملامحها وأفعالها وقدراتها . لنأخذ صورة الغرب الحديث وإبداعاته وكشوفه ومخترعاته وأفعال ممثليه ولنضع أمام كل ذلك كلمة واحدة هي كلمة " كأن " ثم لننسب الصورة إلى رجل . لنُدخِل أحادية الرؤية إلى عالم التشبيه . لنُدخِل الشكل المثير والملفت والجامـع بين المتناقضات إلى عالم التشبيه . لنُدخِل الثورة الفرنسية إلى عـالم التشبيه ولننظر إلى مقابلها في عالم الأفراد . لنُدخِل فكرة الطبيعة والتبعية العمياء والنفور الشديد ومسألة وضوح وجلاء خروج الغرب الحديث عن الدين واجتماع ما هو جذاب ومبهر وما هو سيء ومنفر والسجالات والصراعات بشأن أوضاع النساء ومسار العلوم ومسار الآداب إلى عالم التشبيه . لنُدخِل الوجـه العلمي الذي تمثله أوروبا ودور يهود أمريكا والوجـه الاستعماري الذي تعكسه فلسطين إلى عالم التشبيه . لنُدخِل التطورات في عالم الاتصالات والمواصلات وعلاقة العالم بالغرب والمكتشفات والمخترعات والتصوير وحاملة الطائرات وصدامات المنتسبين إلى مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مع منتجات التجربة الغربية إلى عالم التشبيه . وبعد أن نقوم بذلك على المستوى الذهني يمكننا أن نجد كامل الصورة التشبيهية في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن فتنة المسيح الدجال . وهاهي معطيات الأحاديث مرتبة على النحو الذي حددنا من خلالـه صورة الغرب الحديث وملامح تجربته النهضوية . - الانتساب الزائف إلى المسيح عليه السلام ( هو المسيح الدجال ) . - أحادية الرؤية . ومصادر المعرفة بالنسبة للتجارب النهضوية هي كالعيون بالنسبة للإنسان ( أعور يخلط الناس بينه وبين الله . وقد حظيت العينان بوصف متكرر ومفصل ، وأشارت الأحاديث إلى أن الوسيلة الحاسمة للخروج من الخلط الذي سيحدث هي التنبه إلى أن المسيح الدجال أعور وأن الله ليس بأعور ) والمقصود هنا هو التمييز بين الطريق المؤدي إلى فتنة المسيح الدجال والطريق المؤدي إلى الإيمان بالله . - الشكل الملفت والمثير والجامع بين المتناقضات ( رجل شاب جسيم أحمر خالص البياض قصير منحـن متباعد الرجلين جعـد الرأس أجلى الجبهة عريض النحر عينه اليمنى ممسوحة وطافئة وعينه اليسرى كأنها كوكب دري ورأسه كأنه رأس حية عظيمة ) . وقد وردت هذه التفاصيل في رؤى منامية رآها الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب ما تضمنته الروايات . - فكرة الطبيعة ( يبدأ فيقول أنا ربكم ، وبعض المفتونين يعاملونه معاملة الإلـه ) . وعلى مستوى العطاء العلمي لا يوجد في التجربة الغربية سوى فكرة الطبيعة ، أما الإيمان بالخالق من قبل بعض العلماء فهو لا يكاد يتجاوز دائرة القناعات الشخصية . - الانطلاقة من خلال الثورة الفرنسية ( يخرج من غضبة يغضبها ) . - وضوح وجلاء الخروج عن الدين حتى للمؤمنين الأميين ( مكتوب بين عيني الدجال كافر يقرؤها كل مؤمن من كاتب وغير كاتب ) . - انقسام الناس بين التبعية شبه التامة ( الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه لكثرة ما يثيره من الشبهات ) والنفور الشديد ( ليفرن الناس من الدجال في الجبال ) . - تداخـل ما هو مبهر وجذاب مع ما هو سيء ومنفر ، واستمرار ذلك على مدى ما يقرب من ثلاثة قرون وباستخدام إمكانات مجموعة من الأمم والشعوب . وهذا أمر لا يمكن لفتنة فرد أن تبلغ عشر معشاره ( أكبر فتنة منذ خلق آدم إلى قيـام الساعة ) . - تغيير أوضاع النساء وطغيان ما هو سلبي ( شدة فتنته على النساء ، حتى أن الرجل يعمد إلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقهن مخافة أن يخرجن إلى الدجال ) . - مسار العلوم ومسار الآداب أو حقل العلوم وحقل الآداب ( معه ماء ونار أو نهران أو واديان يفتن بهما الناس ) . - الإنتاجات الأدبية سهلة ومريحة ومغرية ( إحداهما جنته ) والإنتاجات العلمية مجهدة ومكلفة وجافة ( والأخرى ناره ) . - لا مشكلة في العلوم بل في الآداب ( الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين بدخول نار الدجال وتجنب جنته ) . - الوجه العلمي والثقافي الذي عكسته أوروبا ( يخرج من خراسان ) . والوجه العلمي والثقافي لخراسان في التجربة النهضوية الإسلامية هو أكثر الوجوه شبهاً بالوجه العلمي والثقافي الذي عكسته أوروبا ، فقد كانت خراسان تتشكل من أجزاء من إيران وأفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكان بها عدد من أشهر المدن الثقافية الإسلامية مثل مرو وبلخ ونيسابور وبخارى وسمرقند ومنها خرجت أكبر مجموعة من العلماء والمحدثين والمفكرين والأدباء على امتـداد التاريخ الإسلامي . والواقع أن الأصل في المكان هو عدم الحديث عنه بصورة تقريبية أو تشبيهية أو رمزية ، باعتبار أن الإخبار عنه لا يؤدي إلى كشف مدلول النبوءة بسهولة ويسر ولا إلى مصادمة الوعي والمدارك ، إلا أن تحديد المكان في نبوءة المسيح الدجال بصورة دقيقة كان سيؤدي إلى إجهاض حالة الفتنة والتمكين من اكتشاف مدلول النبوءة قبل تحقق معظم جوانبها . بالإضافة إلى أن النبوءة - في تقديرنا - تتحدث عن تجربة نهضوية واسعة وممتدة ومتعددة الوجوه ، وبالتالي فقد كان من الصعب الحديث عن خروج وجه واحد من مكان واحد واستبعاد بقية الوجوه ، ناهيك عن أن أحد الأماكن التي تقـدم صورة نموذجية لبعض الوجوه لم يكتشف إلا منذ بضعة قـرون ( أمريكا ) وأحد الأماكن لم ترتسم صورته النهائية إلا قبل بضعة عقـود ( فلسطين المحتلة ) . - نفوذ يهود أمريكا الممتدة عن أوروبا ( يتبعه سبعون ألفاً من يهود أصفهان ) . وقد كان ليهود أصفهان الممتدة عن خراسان نفوذ كبير منذ وجودهم بها بعد تحررهم من الأسر البابلي . - تأسيس ودعم وحماية الوجـود العسكري والاستعماري في فلسطين ( يكون لـه خروج من خلة - فتحة أو منفذ - بين العراق والشام فيعيث يميناً وشمالاً ، ألا يا عباد الله فاثبتوا ) . والصورة الجغرافية المثلثة لفلسطين والفاصلة بين قارتين هي أشبه بالفتحة أو المنفذ ، ولكن ليس بين العراق والشام ، بل عند أقرب نقطة إلى المكان التشبيهي والتقريبي الذي تم تحديده . أما الطابع العسكري والاستعماري لذلك الخروج فتعكسه الإشارة إلى العيث يميناً وشمالاً والتوجيه بالثبات . - المكتشفات والمخترعات التي ساعدت على استثمار موارد الأرض وطاقات الكون ( يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ، ويمر بالأراضي الخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كمجموعات النحل ) . والتشابه بين المكتشفات والمخترعات وبين المعجزات نابع من الغرابة وقوة التأثير والمصداقية التي توفرها لمن يقدمها ، أما الفـارق بينهما فيتمثل في أن المعجزات هي خروج على السنن وخرق لطبائع الأشياء ، بينما لا يوجد في المكتشفات والمخترعات خروج على السنن أو خرق للطبائع ، بل يوجد فيها تقيد شديد بالسنن وبراعة في اكتشاف الطبائع وتسخيرها . - التصوير الذي يسمح برؤية وسماع الأموات ( يحيي الآباء والأمهات ) . وقد تضمنت الروايات الواردة بهذا الخصوص تشبيهاً للآباء والأمهات بالشياطين . ونعتقد أن هذا التشبيه يعود إلى الوجود غير الملموس للموتى من الآباء والأمهات الذين يوجدون ويتحدثون ويتصرفون من خلال التصوير . - حاملة الطائرات وفوقها الطائرة ( من فتنته أنه يركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ) . - التطور الهائل في وسائل المواصلات والاتصالات وتأثيرها على قضايا الزمان والمكان ( سرعته كالغيث استدبرته الريح ، ويطوي الأرض كطي الفروة ، ويمكث في الأرض أربعين يوماً ، وهذه الأيام كالسنة ثم كالشهر ثم كالجمعة ثم كاليوم ثم كالشرر لسرعتها ) . - نزول الغربيين في كل بقعة مأهولة عدا مكة والمدينة ( يطأ كل البقـاع عدا مكة وطرقات المدينة ) . - أثر قبول المكتشفات والمخترعات أو رفضها ورضا الدول الغربية أو غضبها ، سواء من خلال العلاقات الثنائية أو من خلال المؤسسات الدولية ( معه أنهار ماء وجبال خبز ، ويمر بأهل الحي فيكذبونه فتسوء أحوالهم وأحوال أراضيهم وماشيتهم ويمر بأهل الحي فيصدقونه فتتحسن أحوالهم وأحوال أراضيهم وماشيتهم ) . - المفهوم الموسع للبدعة في إطار مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي ، والذي امتد إلى الأشياء الدنيوية وأوجد رفضاً تلقائياً للكثير من معطيات التجربة الغربية ، حتى وإن كانت تلك المعطيات مطلوبة وإنسانية وغير مخالفة للدين ( بنو تميم هم أشد الناس على الدجال ) . وهذه الإشارة تدل على أن أحاديث قرن الشيطان لا تنصرف إلى مجمل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتراث مدرسته ، بل تنصرف فقط إلى مجموعات التكفير والعنف التي تظهر بين وقت وآخر . لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،
  19. سعيد الكثيري هذا هو ...... المسيح الدجال (1) لنبدأ بتحديد أهم ملامح الغرب الحديث وأبرز ما يميز تجربته النهضوية عن غيرها من التجارب ، ثم لنحاول إدخال تلك الملامح والجوانب الفريدة إلى عالم التشبيه ، وذلك من خلال خلعها على كائن بشري . وهانحن نحاول فعل ذلك ، علماً أن كل ملامح الغرب الحديث وجوانب تجربته النهضوية التي سيتم تحديدها مستقاة من الصـورة التشبيهية التي وردت في الأحاديث النبوية . - الغرب الحديث ينتسب بالإسم دون المضمون إلى رسالة المسيح عليه السلام . - التجربة النهضوية التي شهدها الغرب الحديث تعترف بمصدر وحيد للمعرفة وهو المصدر المادي وترفض الوحي وما وراء المادة . وهذا هو وجه الاختلاف الجوهري بينهـا وبين كل التجارب البشرية السابقة التي عرفت ثنائية مصادر المعرفة ( المصدر المادي والوحي ) ( المصدر المادي والسحر ) ( المصدر المادي والعرافة أو الكهانة أو الخرافة أو الأسطورة ) . - هي تجربة ملفتة ومثيرة وتجمع بين كل المتناقضات . - تطرح بديلاً عن الله أو الخالق وهو الطبيعة . - كان لهذه التجربة إرهاصات ومخاضات ومحاولات واختراقات علمية ومعرفية قديمة ، إلا أن انطلاقتها الفاصلة والعملاقة والنهائية حدثت من خلال الثورة الفرنسية . - خروجها على الدين واضح وجلي وظاهر لكل مؤمن سواء كان متعلماً أو أمياً . - مواقف الناس تجاهها تتسم في عمومها إما بالإفراط أو التفريط ، فهناك انجراف شبه كامل وتبعية شبه تامة وغلو في التبني والتمكين لها من قبل قسم من الناس ، وهناك نفور شديد ورفض كبير وحساسية مفرطة تجاهها من قبل قسم آخر من الناس . - في هذه التجربة كل ما هو جذاب ومبهر وأخاذ إلى حدود تكاد تفوق الخيال ، وفيها ما هو سيء ومنفر ومقزز إلى حدود بعيدة . ومن هنا قوة فتنتها والتباسها على الناس . - فتنت النساء وأغرتهم وغيرت أوضاعهم على نحو لم يشهد له التاريخ مثيلاً . - هي تجربة التخصص بكل امتياز . فكل التجارب قبلها كانت تجارب موسوعية شاملة تختلط فيها التخصصات العلمية بالتخصصات الأدبية ويجمع العلماء فيها بين ما ينسب إلى العلوم العلمية وما ينسب إلى العلوم الأدبية . أما في التجربة الغربية فحدث لأول مرة تمييز واضح بين العلوم والآداب وتم تعميم هذا التمييز في مختلف أنحاء العالم . أصبحنا في التعليم الثانوي نميز ونفصل بين القسم العلمي أو الأقسام العلمية وبين القسم الأدبي أو الأقسام الأدبية . في الجامعات نميز بين التخصصات العلمية والتخصصات الأدبية . في الإبداعات نميز بين الإنتاج العلمي والإنتاج الأدبي . كل إنتاجات وإبداعات التجربة الغربية التي وصلت إلى جميع الناس وأبهرتهم أو صدتهم تصب في هذين المسارين الكبيرين ، وهما مسار العلوم ومسار الآداب . - الشيء الصعب والمجهد والجاف في هذه التجربة هو ما يندرج في إطار مسار العلوم ، أما الشيء السهل والمريح والمغري فهو ما يندرج في إطار مسار الآداب . - الأماكن التي شهدت أكثر وجوه وملامح التجربة الغربية فتنة هي أوروبا علمياً وثقافياً وفلسطين عسكرياً واستعمارياً وأمريكا سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وفنياً ، وأبرز ما في هذا الوجه هو النفوذ اليهودي الهائل . - هي تجربة فريدة للغاية على مستوى المخترعات والمكتشفات التي غيرت وجه الحياة على الأرض ومكنت الإنسان من استخراج ما في باطن الأرض وتسخير واستثمار طاقات الكون . - مكنت البشر لأول مرة ( عن طريق التصوير ) من رؤية وسماع الأموات . - من أبرز المشاهد الفاتنة التي يمكن أن يشاهدها المرء رؤية الطائرة وهي تطير ، ولكن ليس من على الأرض ، بل من البحر . وليس من على الماء ، بل من فوق حاملة طائرات عملاقة !! - طورت وسائل المواصلات بصورة هائلة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً حتى أصبح بإمكان الإنسان أن يطوف الأرض خلال جزء من اليوم . - طورت وسائل الاتصالات إلى حد أدى إلى تسريع وتيرة الزمن بصورة مدهشة ، حتى أصبح بإمكان الإنسان أن يتحدث مباشرة مع من يسكن في أطراف الأرض ومشاهدة ما يحدث في أية بقعة من بقاع الدنيا في ذات لحظة الحدث وشراء احتياجاته من أية بقعة في العالم دون أن يغادر منـزله والوصول إلى أمواله والتصرف فيها أينما كان والدخول على مكتبات العالم وصحفه وكتبه من المنـزل . كل هذا أدى إلى التسريع التدريجي لوتيرة الزمن حتى أصبح ما يحدث في عقد يعادل ما كان يحدث في قرون . - وصل أبناء هذه التجربة إلى كل بقعة مأهولة في العالم إما استعماراً واستيطاناً أو زيارة وسياحة وعملاً عدا مكة والمدينة . - قبول وسائل وأدوات ومخترعات هذه التجربة يسمح بتحسن أوضاع وأحوال وقدرات الأفراد والمجتمعات ، ورفضها يؤدي إلى تردي أوضاعهم وأحوالهم وقدراتهم . - الدول الأكثر تمثيلاً لهذه التجربة تملك الكثير من الثروات والوسائل والأدوات للتأثير على بقية الدول ، بما في ذلك استخدام المؤسسات الدولية ( هيئة الأمم المتحدة ، البنك الدولي ، صندوق النقد الدولي ، منظمة التجارة العالمية ) للثواب والعقاب ، للمساعدات والمنح والقروض وللمقاطعة والحصار وشن الحروب . - أوسع وأطول رفض للأفكار والتغييرات التي أحدثتها هذه التجربة حدث في قلب الجزيرة العربية وفي إطار مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب . الآن ، هل يمكن أن يشك عاقل ومنصف في أن هذه هي صورة الغرب الحديث وتجربته الحضارية ؟! هل تنطبق هذه الملامح جميعاً على الهند أو الصين أو فرنسا أو أمريكا أو روسيا أو البرازيل ، أم أنها تنطبق فقط على الغرب الحديث في إطار تجربته النهضوية الجمعية أو ما يعرف بالحضارة الغربية ؟!!! إذا كانت الصورة التي قدمناها هي فعلاً صورة الغرب الحديث وأهم ملامح التجربة النهضوية التي شهدها والتي لا زالت تدهش وتصدم بعض المعايشين لها ، فماذا إن أردنا تقديم هذه الصورة لأهل العصر الماضي وحرصنا على أن تكون الصورة المقدمة مفهومة وقابلة للاستيعاب ومانعة من كشف الصورة المجسدة للغيب ؟! كيف يمكن تقديم هذه الصورة لأناس عاشوا في الماضي ومطلوب ألا يطلعوا على الغيب قبل حدوثه وتحققه ؟!! كيف يمكن تقديم هذه الصورة على نحو يمنع من اكتشاف حقيقتها إلا في أواخر الفتنة ؟!! فقط لنأخذ الصورة الواقعية التي تملأ الدنيا وتشغل الناس منذ ما يقرب من ثلاثة قرون ، ولندخلها إلى عالم التشبيه . لندخلها إلى عالم التصوير المجازي مثلما هو الحال في نبوءة قرن الشيطان المعاصرة لنبوءة المسيح الدجال والمتزامنة معها !! لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،،
  20. سعيد الكثيري الإخوة الكرام ومن فتنة المسيح الدجال أنه لن يتم اكتشافه إلا في أواخر فتنته !! هذا الرجل الأعور المحدد الملامح والذي سيأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها ويطوي الأرض كطي الفروة ويفتن النساء ويبث الشبهات ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن من كاتب وغير كاتب ومعه جنتين أو نهرين أو واديين يفتن بهما الناس ويركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ، لن يعرفه أي مسلم إلا في أواخر فتنته !!. وحتى حين يكشف أمره أحد الناس في أواخر الفتنة فإن الناس لن يصدقوه . لماذا ؟!! لأنهم متشبثون بالفهم اللغوي المباشر للنبوءة ، بينما لو صح هذا الفهم لما خفي أمر الدجال على أبسط الناس ولما احتاج الأمر إلى رجل يأتي في أواخر الفتنة ليكشف أمر الدجال !! لماذا أصلاً تكون شخصية الدجال بحاجة للكشف ؟! ولماذا يحدث الجدال حول حقيقتها حين يتم كشفها للناس ؟!! لأن الصورة الواردة في الأحاديث هي صورة تشبيهية ، ولولا ذلك لكان الدجال أوضح شخصية يمكن أن تظهر على مدى التاريخ !! الأخ الكريم دكتور استفهام أشار إلى تعليقه على كتابتي حول الموضوع في منتدى محاور وتفضل أحد الإخوة بنقل التعليق إلى هذه المشاركة ، وهذا هو رابط الموضوع الذي يحمل تعليق الأخ الكريم وردودي عليه http://www.mohawer.net/forum/showthread.ph...age=2&pp=15 الأخ الكريم أبو عبدالرحمن التميمي يسأل عمن سبق إلى هذا التأويل . وأعتقد أن أول من أشار إلى هذا التأويل هو الأستاذ محمد أسد ( كان مستشرقاً نمساوياً وأسلم ) قبل قرابة نصف قرن ، ولكنه اكتفى بالإشارة إلى البعد المادي في الحضارة الغربية وكأنها حضارة عوراء تنظر إلى الكون والحياة والإنسان بعين واحدة . وقد قرأت إشارة لما طرحه محمد أسد في كتاب للدكتور مصطفى محمود ، وسمعت من الشيخ يوسف القرضاوي تفهماً غير مباشر للتأويل ، إلا أن عدم وجود طرح تفصيلي للتأويل وعدم وجود نقد للفهم القاموسي جعلاه يتحفظ على التأويل . الشاهد في الموضوع هو أن الأحاديث تؤكد أنه لن يتم اكتشاف شخصية المسيح الدجال إلا من قبل رجل في مواجهة الأمة . وهذا يعني أنه لا ينبغي التعويل على أقوال السابقين بخصوص هذه النبوءة ، فاكتشاف شخصية الدجال سيأتي بالمخالفة لأقوال السابقين . أما التعليقات التي يحاول أصحابها الدفاع عن إمكانية تحقق الصورة اللغوية المباشرة لنبوءة المسيح الدجال ، فأقول : إن التشبث بهذه الصورة اللغوية هو الذي يطيل عمر الفتنة !! لن يعطي الله معجزاته للمسيح الدجال ولا لأي دجال . لن تكون المعجزات وسيلة لإضلال الناس وإغوائهم وصدهم عن الخالق . لن يخفى أمر الدجال على كل الأمة لو كان بالصورة الحرفية التي وردت في الأحاديث . لن يخلط الناس بين الدجال وبين الله ثم تكون وسيلة التمييز بينهما أن الدجال أعور والله ليس بأعور !! لن يبشر الرسول المسلمين بغزو رجل وفتحه !! لن تهيم النساء خلف رجل أعور متنافر الملامح . وحتى إن تبعنه فإنه لن يفعل عشر معشار ما فعلته الحضارة الغربية . وأود أن أذكر الإخوة الكرام الذين تابعوا معي تأويل نبوءة قرن الشيطان إلى أنه لا أحد اعترض على التصوير المجازي في نبوءة قرن الشيطان !! مجموعات من البشر يتم تشبيهها بقرن الشيطان الذي يظهر ويقطع ويظهر ويقطع عشر مرات أو عشرين مرة !! والمفارقة أن هناك علاقة مؤكدة بين نبوءة قرن الشيطان ونبوءة المسيح الدجال ، فقد أشارت الأحاديث إلى أن الدجال يخرج في بقية أهل قرن الشيطان أو في أواخرهم ، كما أشارت الأحاديث إلى أن بني تميم هم أشد الناس على الدجال . وسنتعرض لهذه الإشارات لاحقاً . لعل أهم قضية تفضل بها الإخوة هي التساؤل عن ضابط صحة التأويل ، وأن المسيح الدجال بهذه الصورة يمكن أن يكون إسرائيل أو روسيا أو الصين أو أمريكا أو غيرها ؟! ولأجل ذلك فستكون أهم قضية نطرحها لاحقاً هي التعرف على الحضارة الغربية أولاً بذكر أهم وأبرز ملامحها ، ثم التأكد من أن كل هذه الملامح دون استثناء قد وردت صورتها التشبيهية الدقيقة في الأحاديث . لقد قلت للأخ الكريم دكتور استفهام من قبل إن بإمكان الكثيرين اقتطاع بعض الملامح والصفات التي تمكنهم من الزعم بأن المسيح الدجال هو أمريكا أو روسيا أو الهند أو الصين . ويمكن للبعض استخدام التأويل لتفكيك المضمون الغيبي وإلغائه وهدمه بدل استخدامه في تحسين فهم الصورة الغيبية وتجسيد مضامينها . ومثال ذلك ما طرحه البعض من أن فتنة المسيح الدجال هي كناية عن الشر والضلال أو أن المهدي هو كناية عن الخير والهداية . هذا تأويل يهدف إلى تفكيك المضمون وإلغائه . وهناك فارق جوهري بين تأويل الصورة وبين إلغاء المضمون . يوجد دجال حقيقي ويوجد مهدي حقيقي ، والكلام هو عن الصورة التفصيلية ، هل يوجد فيها تقريب وتشبيه بدرجات متفاوتة أم لا ؟. إن الضابط الأساسي لصحة ودقة أي تأويل هو انطباق كل ملامح وتفاصيل النبوءة على الصورة الواقعية التي يدعي صاحب التأويل أنها هي المقصودة . أي أنه لا بد عند تأويل نبوءة المسيح الدجال من وجـود مقابل أو تجسيد واقعي يعكس التسمية والملامح والقـدرات بكل جوانبها والفتنة العامة وفتنة النساء وأماكن الخروج والعلاقة ببني تميم والعلاقة بسـورة الكهف ، وغير ذلك من التفاصيل . إلى اللقاء قريباً مع الصورة الواقعية للحضارة الغربية ، ثم مع صورتها التشبيهية الواردة في الأحاديث النبوية ،،،،،
  21. وبما أن الموضوع برمته منقول من مقاله ضخمه .. فسأسرد لكم بعض المداخلات الهامه من بعض الأخوه بالموضوع المداخلات التاليه كانت من بعض الإخوة والأخوات المشاركين أنقلها هنا لأنها تثري النقاش وتظهر تماسك وقوة ردود صاحب الموضوع ===== الفهلوي واصل نفع الله بك وأجرى الحق على قلمك ولسانك .. حقيقة موضوع شيّق ويفتّق الأذهان .. نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال .. حتى في هويته وماهيته هو فتنة ..!! نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وان يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه. ________________________________________ دكتور استفهام كتبت حوارا بيني وبين الأخ سعيد في منتدى محاور حول منهجيته في التأويل ، وإن لم يكتمل هناك وكان يكتب باسم " زائر الوسطية " وسأحاول إن شاء الله وضعه هنا إن استطعت دخول منتدى محاور ، أو لعل أحد الإخوة يضع الرابط هنا من ارشيف منتدى محاور . ________________________________________ ابوعبدالرحمن التميمي الأخ/ سعيد الكثيري: حقيقة التأويل المذموم الذي ذكرته في الرد رقم (13) تنطبق تماماً على تأويلك لفتنة المسيح الدجال بما ذكرته. ولدي سؤال مهم: هل هناك أحد من أهل العلم ذهب إلى ما ذهبت إليه أو قريب منه؟ ________________________________________ صهيب (( رد الدكتور استفهام على الأخ سعيد الكثيري " زائر الوسطية" )) تذكرتُ وأنا أقرأ لك هذا الموضوع يا ( زائر الوسطية ) لقاء جمعني مع الشيخ إبراهيم الجبهان قبل أكثر من ست عشرة سنة ، ولعل الجامع بينك وبينه هو : ( المجازفات ) في تبني الأراء ، وبناء الفكرة البراقة الكبيرة على خاطرة في الذهن حصلت من إشكال كلي فكري ، حتى تبدأ سلسلة التعسف في ( التأويل ) ، حين يعمل المؤول عملية جراحية في ( المنهج الفكري ) المقيم للعقل ، لتخرج الفكرة كانها عجوز كبيرة شوهاء تريد أجراء عملية تجميل لتصبح مثل نجمات هوليوود . كانت هذه الفكرة – أي اعتبار الدجال هو الحضارة الغربية – هي فكرة الشيخ ابراهيم الجبهان ، وكان محتدا بالدفاع عنها ، ومسفها لقول كل مخالف ، حتى قال أحد الحاضرين بأن أحاديثه علق عليها ابن كثير ... فقاطعه قائلا : هذا ابن قليل وليس ابن كثير !! ماهو الحد الذي ينبغي أن يقف عنده الإنسان في ( التأويل ) الذي يعمل على نصوص الكتاب والسنة .. ؟ وهنا أناقش الذين يؤمنون بهذه النصوص ويختلفون في دلالتها ، ولا أناقش بعض المنكرين للنصوص بحجج واهية أوهى من بيت العنكبوت ، فهم ينكرون بالتشهي ،ثم يدعون " العقلانية " وأن هذه النصوص لا توافق العقل ، ولا أدري ماهو ( العقل ) الذي لا توافقه هذه النصوص .. ؟ التأويل .. منهج خطير وسلاح ذو حدين ، ولا أجد منكرا للبعث ، أو خائضا في نصوص الشريعة بلا علم ، او سالكا طريق ضلالة وإلحاد إلا ويتخذ من ( التأويل ) منهجا في التعامل مع النصوص الشرعية ، لماذا ؟ لأن التأويل ببساطة يجمع للإنسان بين أمرين : الأول : إبقاء الإيمان الظاهر بالنص كمرجعية فكرية وذهنية وثقافية ، وسلامة من الرمي بالالحاد والكفر . والثاني : الوصول إلى الحقيقة المرادة بعد إقصاء النص الشرعي ، فهو – أي المؤول – حين يريد أن ينكر قضية من قضايا الغيب القطعية ، لا يقول بأن هذا النص القطعي – وخاصة اذا ورد في القران – كذب وافتراء ، لأنه بهذا قد خلع ربقة الإسلام من عنقه ، بل يقول بأن النص مؤول بكذا وكذا ... ثم يصل في نهاية المطاف إلى تجريد النص من دلالته ، وجعله فضاء واسعا لما يريد الوصول إليه ، وهنا يلتقى الكثير من المؤولة مع قناعات الكثير من الفلاسفة الغلاة ، بل وبعض الملاحدة ! ذكرني هذا كله بأمثال الفلاسفة الاشراقيين أمثال السهروردي والفلاسفة المشائية الذين يرون أن إبطال الحقائق الشرعية لا تؤثر على الايمان بالله ، لأن الله ثابت ، والحقائق متغيرة ، وفلسفته في هذا شهيرة معروفة . إن المعضلة الكبرى التي أراها في كتابات ( زائر الوسطية ) هي معضلة ( اللغة ) ، فإذا انفلتت اللغة من ضوابطها ، وصارت عبثية في الانزلاقات بين الدال والمدلول ، والخروج باللغة عن اصولها وقواعدها الدلالية ، فإن هذا يؤدي الى هذه العبثية التي تحمل الالفاظ مالا تحتمل ، بل وانشاء معان جديدة لألفاظ مستقرة ، وهي نتاج المناهج المعاصرة في ( فقه اللغة ) ، مثل اللسانيات ، وأدبيات دي سوسير ، وغيره من أهل الفلسفة العدمية ( التفكيكية ) التي هي هدم لكل حضور في المعنى ، وقرار فيه ، وجعل الالفاظ لا تحمل معان ثابتة ، والتي تؤدي الى لا نهائية المعاني ، فالذي سيأتي بعد مائتي سنة بعد ( زائر الوسطية ) ولربما قد أفل نجم هذه الحضارة وقامت حضارة صينية – مثلا - ، فإنه سيقول بأن ( الدجال ) هو ( الصين ) القادمة بحضارتها وهيمنتها على العالمين ..! أن هذه النتائج التي توصل إليها ( زائر الوسطية ) جاء من خلال التوسع في القصدية ، وهي قراءة تلفيقية تجعل النصوص الشرعية نصوصا إيحائية يعجز الناس في فهمها ومعرفتها ، وتدخل الانسان في الغنوصية والرمزية التي هي أقرب إلى تصرفات الكهان منها إلى كلام النبي الخاتم الذي علمه ربه البيان ، وأتاه جوامع الكلم ، وسهولة اللفظ ، ومقاربة المعاني إلى الأذهان فقال ( وما أنا من المتكلفين ) ، والتكلف هنا هو ( التعسف ) في تحميل الكلام مالا يحتمل ، وخاصة إذا كانت قرائن الاحوال والالفاظ لا تؤدي إلى ما يقوله المؤول ، وإنما هي انطباعات وظنون يظنها قد وصلت الى العلمية والتجديد في الأفهام ..! ماهو الحد الفاصل بين ( زائر الوسطية ) الذي يرى الدجال هو ( الحضارة الغربية ) ، بناء على قراءة واستنتاجات تعسفية ، وبين من يرى الدجال هو ( إسرائيل ) التي هي أقرب فتنة للمسلمين من الغرب ، وهل اسرائيل هي دجيجيل صغير ، وماذا لو كان لكل شخص تأويله الخاص للدجال ، فهذا يرى روسيا هي ( الدجال ) ، وذاك يرى أن ( الغرب ) هو الدجال ، وأخر يرى أن ( زائر الوسطية ) هو الدجال ، ولكل قوم دجال يتوجسون منه ، لأن زائر الوسطية لم يبين منهجا علميا مضبوطا في اعتبار الألفاظ التي وردت في وصف الدجال هي ألفاظ مرادة بذاتها ، بل هي عنده ألفاظ رمزية توحي بأشياء عجزت عن كشفها أذهان اقحاح وفصحاء العرب ، واكتشفها زائر الوسطية ، مع أن اللفظ في ( اللغة ) يحمل في أصله على حقيقته ، فحين أقول ( شجرة ) فهو المعنى المتبادر إلى ( الذهن ) ، ولا يجوز عقلا صرف المعنى إلى شي آخر إلا بقرينة دالة ، وعلى هذا فكل الأوصاف التي وردت في وصف الدجال وبيان حقيقته الغيبية القادمة تحمل على حقيقتها المتبادرة لذهن السامع إلا بقرينة تدل على صرف المعنى الحقيقي الى المعنى المجازي بقرينة دالة على تجويز صرف المعنى الحقيقي ، وهذا لا يتم إلا اذا أشكل صرف المعنى الحقيقي على العقل القطعي الذي يستحيل معه ان يؤخذ بظاهر اللفظ الحقيقي . إن المتتبع لألفاظ الأحاديث الواردة في ( الدجال ) يجد أن كل اوصافه لا يستحيل وقوعها عقلا ، وإن كان العقل يعجز عن إدراك كنهها ، أو تصورها على حقيقتها لعدم حدوثها أمامه ، ولكنه لا يوجد شي من أوصاف الدجال الواردة في الأحاديث النبوية يحيل العقل وقوعها ، فاعتباره فتنة ، وان الله يريد ان يمتحن به عباده ، أو ان معه خوارق للعادات ، او يحمل صفات تفوق الطبيعة البشرية ، كلها لا تصطدم بالمحالات ، بل هي من الممكنات وقوعها حسا وعقلا . ________________________________________ النماص بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أخي سعيد الله يحفظك ويهديك لما اختلف فيه من الحق بإذنه أطلت في هذا الموضوع والنتيجة لا أرضا قطعت ولا ظهراً أبقيت ! ماهي الفائدة من كل هذا ؟ سؤال بسيط : هل الغرب برمته هو المسيح الدجال ؟ وأي غرب هذا ؟ أمريكا ــ بريطانيا ــ ألمانيا ـــ أم من ؟ وما رأيك في الشرق مثل الاتحاد السوفيتي واليابان والصين وهونج كونج وكوريا ؟ فقد نافسوا الغرب في الاختراع ؟ فهل هم مسيح دجال آخر ؟ فتن آخر الزمان لا يعلمها الا الله ، فلا تشغل نفسك بما كفاك الله مؤنة البحث فيه ؟ هذه معجزة الهية لا تتفق مع كل تفسير للتاريخ الانساني ، ولذلك ما من نبي الا حذر أمته منه ، كفانا الله شره ؟ وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نتعوذ منه في كل تشهد ـ اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر ومن المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ــ . أنا شخصيا لا أتفق معك فيما ذهبت اليه ولا يمكن ان يكون الامر هكذا . ونبينا عليه السلام قد أخبرنا عن غيبيات أخرى صدقها العلم الحديث بشكل منطقي ، ولكن ما ذهبت اليه غير منطقي ، والمسيح الدجال نفسه فتنته غير منطقيه ولذلك كانت فتنة ؟ ما الذي ضرنا من الغرب ان كان فتنة ؟ اختراعات وأدوية وتسهيلات للحياة ، وتطور الحضارة الغربية له مائتان سنة ، وهناك علماء مسلمين ساهموا في هذه الحضارة سابقا ولا حقا . الغرب ليس بفتنة ، بل هم أمم فيهم المسلم والكافر ، وعلينا دعوتهم الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، يعني هم أمم أمثالنا ــــ وليسوا بالمسيح الدجال كما تريد أن تقول . اللهم أرنا الحق حقاَ وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاَ وارزقنا اجتنابه . والسلام عليكم ورحمة الله . ________________________________________ صحافة عربية من قال ان التقدم العلمي فتنة ..... التقدم العلمي مطلب شرعي 100% لكن هناك من لا يستطيع ان يطلبه فالاسهل له ان يحاربه و يجعل العارقيل في طريقه بشتى الطرق و لتحقيق هذا المطلب فهو يربط الأمر بالعقيدة و الدين و السياسة ________________________________________ الفهلوي أخي سعيد أراك تركت قوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى أن الرجل يعمد إلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقهن مخافة أن يخرجن إلى الدجـال ) أو كما قال رسول الله أراك تركتها ولم تقحمها في التحليل الذي اوردته ..!! أظن أنها صعبة الإقحام . وأيضاً ماتفسيرك لخروج المسيح من جزيرة مُكبل فيها هو ..!! هل الحضارة الغربية مثلاً كانت في جزيرة مكبلة ؟! وهل بتفسيرك هذا تعتقد بأننا نعيش مرحلة (قيام الساعة) بما أن المسيح ظهر لنا وعاث في الأرض فساداً ..! ومامصيري أنا وأنت ممن ولدوا بعد ظهور المسيح هل لنا توبة أم لا ..؟! لأن التوبة لاتقبل بعد قيام الساعة ؟! وأخيراً أشكرك جزيل الشكر على هذه الأطروحات .. يقابل هذا الشكر خوفاً عليك من التعمق فيها . لا أدري .. أعتقد أن الحوم حول حمى الشبهات منزلق خطير ..! وقانا الله واياكم شر الفتن ماظهر منها ومابطن .. ونعوذ به من شر فتنة المسيح الدجال . ________________________________________ سعيد الكثيري الأخ الكريم الفهلوي أقدر لك تماماً تفهمك لصعوبات تناول مثل هذا الموضوع ، ولكنني آمل أن تنظر إليه كطرح آخر يؤخذ من صاحبه ويرد ، وأؤكد لك أنني مستعد للتراجع عن الخطأ حين يثبت ، ولكن بعد البحث والتناول العميق . أما إشارتك إلى أنني لم أتناول قوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى أن الرجل يعمد إلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقهن مخافة أن يخرجن إلى الدجـال ) ولم أقحمها في البحث فقد أشرت إشارة عارضة إلى شدة إغراء الحضارة الغربية للنساء وتأثيرها عليهن وقلب أوضاعهن رأساً على عقب . وسأعود إلى تناول النقاط المجملة التي وردت في العرض السابق بمزيد من التفصيل ، ومن بينها قضية النساء وتمردهن . ولكن أرجو أن تتذكر هنا أن المسيح الدجال بموجب الفهم الحرفي رجل أعور متنافر الملامح ، ومع ذلك سيغري النساء إغراء كبيراً يجعلهن يتمردن على أهلهن . أيضاً أرجو أن تتذكر شيئين : الأول : أن الناس لن يعرفوا المسيح الدجال حتى أواخر فتنته برغم كل العجائب والغرائب والتحولات الكونية ووجود الأحاديث بينهم . الثاني : في أواخر عهد المسيح الدجال سيظهر المهدي المنتظر ثم يعود عيسى عليه السلام وتحدث بقية علامات الساعة الكبرى . أي أن في الأمر متسع كبير لعودة ظهور الإسلام من جديد وانتشاره في العالم . أما قصة تميم الداري عن أنه رأى المسيح الدجال مقيداً في إحدى الجزر وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك ، فسأورد لك لاحقاً مبررات اعتقادي بعدم صحة هذه القصة ، وسأعرض لك تشكيك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في صحتها . أخي الكريم الفهلوي : البحث لا زال في بدايته ، وسأتعرض لكل الأدلة والتفاصيل بمشيئة الله ، ودون خوف ، فأنا أعتقد أن ديننا أقوى وأعمق بكثير مما نظن أو نتصور ، ولا خوف من الخوض العميق في أية مسألة طالما أن الاستعداد للتراجع عن الخطأ موجود متى ثبت ذلك الخطأ . إلى اللقاء قريباً بمشيئة الله ، وتقبل تحياتي وتقديري ،،،
  22. موجبات تأويل نبوءة المسيح الدجال (4) هـذا الرجل الأعور الأفحج المتنافر الملامح سيكون فاتناً للنساء بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، إلى حد أن الرجـل سيعمد إلى زوجته وأخته وعمته وابنته فيوثقهن مخافة خروجهن للدجـال !!. هذا شيء غير منطقي وغير سائغ وغير مفهوم على الإطلاق . إذ كيف يمكن أن تفتتن النساء إلى هذا الحد برجل أعور متناقض الملامح ؟!. ثم هب أن النساء غشاهن الغباء وانقلبت مقاييسهن وانعدم ذوقهن ودفعهن الهيام بهذا الرجل الأعور إلى عدم إقامة أي وزن للدين والأخلاق ، فما الذي يمكن أن تشكله هذه الفتنة التي ستدوم أربعين يوماً ( أو عاماً وشهرين ) في مقابل الفتنة الهائلة التي أحدثها الغرب الحديث على صعيد قضية المرأة خلال ما يقرب من قرنين من الزمان ؟!. ما الذي سيغريهن به الدجال ؟!. هل سيغريهن بالمساواة والاستقلال عن الرجال وإثبات وجودهن ونيل حقوقهن السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية ، أم سيغريهن بالزنا والانحلال وعروض ومسابقات الأجساد والبث الحي للرذيلة على مدار الساعة وزواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء ؟!. سواء كان هذا أو ذاك فيا لتواضع وضآلة فتنته ، فالغرب وصل بهذه الفتن إلى حدود تفوق أي خيال . ومن ثم فقد كان من الأولى الإشارة إلى فتنة الحضارة الغربية على النساء وليس فتنة رجل أعور أفحج لن يستطيع أن يفعل نقطة في بحر ما فعلته تلك التجربة !!. النبي صلى الله عليه وسلم بشر المسلمين بأنهم سيغزون الدجال ويفتحونه !!. ونحن إذ نفسر الغزو والفتح هنا بأنه غزو وفتح ثقافي ومعرفي فإننا نسأل : ترى كيف يمكن لأهل الفهم اللغوي المباشر أن يفسروا تبشير المسلمين بأنهم سيغزون رجلاً ويفتحونه ؟!. لن يكون أمامهم سوى اللجوء إلى المجاز أو التأويل الذي يرفضونه !!. لننظر إلى السياق الوصفي للخبر . تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ( الوضع الجاهلي العربي ) ثم تغزون فارس فيفتحها الله ( الإمبراطورية الفارسية ) ثم تغزون الروم فيفتحها الله ( الإمبراطورية الرومانية ) ثم ..... هنا سينتقل السياق من غزو وفتـح المناطق والإمبراطوريات إلى غزو وفتح رجل !! ثم تغزون الدجال فيفتحه الله !!. لننظر إلى السياق التاريخي للخبر . الوضع الثقافي والاجتماعي الذي واجهه المسلمون في البداية هو الوضع الجاهلي العربي ، وقد بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم سيقضون على هذا الوضع . ثم واجه المسلمون الإمبراطورية الفارسية ، وبشرهم بأنهم سيفتحونها . ثم واجهوا الإمبراطورية الرومانية ، وبشرهم بأنهم سيفتحونها . بعد ذلك لم يواجه المسلمون سوى الدول والإمبراطوريات الغربية الحديثة ، وقد كانت أشد فتنة ووطأة على المسلمين من كل الإمبراطوريات التي سبقتها ، وتم احتلال معظم بلدانهم واستتباعهم ثقافياً واقتصادياً وعلمياً وأدبياً . ولكن هذا الوضع لم يستحق أية إشارة ، فالحديث بموجب الفهم اللغوي المباشر سيتجاهل الدول والإمبراطوريات الغربية الحديثة وسيقفز إلى تبشير المسلمين بغزو رجل وفتحه !!. الفارق الأساسي والحاسم بين الله وبين الدجال هو أن الدجال أعور والله ليس بأعور !!. هذا وصف تكرر في أحاديث كثيرة ، وتم التشديد عليه حتى أصبح رمزاً للمسيح الدجـال بحيث أصبح يسمى في الكثير من الأحاديث " الأعور " الدجال . أي أن العينين لن تكونا وسيلة للتمييز بين أحد الرجال وغيره ، بل ستكونان أهم وسائل التمييز بين أحد الرجال وبين الله !!. وكما ورد في الأحاديث فقد قـال الرسول صلى الله عليه وسلم " فإن ألبس عليكم فاعلموا أن الدجال أعور وأن ربكم ليس بأعور " . أي إذا اختلط الأمر على المسلمين ولم يستطيعوا التمييز بين الدجال وبين الله فلينظروا إلى العينين ، فالدجال أعور والله ليس بأعور . وإن فعلوا ذلك فسيزول الخلط !!. هل يعقل هذا ؟!. هل يمكن أن يكون هذا حديثاً عن عينين بشريتين ؟!. هل العينان هما وسيلة المقارنة بين الله وبين أحد البشر أو بين الطريق إلى الله والطريق إلى فتنة أحد البشر ؟!. وهل وسيلة معرفة الله هي التنبه إلى أنه ليس بأعور ؟!. معظم البشر سليمي الأعين ، والكثير من البشر فقدوا إحدى عينيهم ، فلماذا القفز بهذه الصفة البشرية العادية والواسعة الإنتشار إلى حد جعلها وسيلة حاسمة للتمييز بين الله وبين أحد البشر ؟. هل يمكن لأي إنسان أن يرى الله ويقوم بالتمييز بين عينيه ( تعالى الله عن ذلك ) وبين رجل أعور مكتوب بين عينيه " كافر " ؟!. حاشا لله أن يصح الفهم اللغوي المباشر الذي يقود إلى هذه المقارنة التي لا تصح ديناً ولا عقلاً ولا منطقاً . الأمر ليس أمر عينين بشريتين للدجال ، وإلا لما ورد هذا الوصف وهذه المقارنات . الأمر يتعلق بشيء يشبه العينين ولله به علاقة ( الوحي ) . أي بمصادر الرؤية والمعرفة والعلم . ومصادر المعرفة بالنسبة لتجارب النهوض هي كالعيون بالنسبة للإنسان . والواقع أنه لم يوجد حضارة طوال التاريخ البشري قدست العقل ورفضت الوحي كالتجربة الغربية . هذه أصبحت سمة كبرى من سمات تلك الحضارة وفارقاً أساسياً بينها وبين غيرها من الحضارات . لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،،،
  23. موجبات تأويل نبوءة المسيح الدجال (3) دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس سيتغير . وهذا أمر ليس مستحيلاً ، ولكنه إن تغير على النحو الفجائي والتفصيلي الذي يدل عليه التفسير اللغوي المباشر فستحدث كارثة بشرية هائلة في أول يوم . يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وباقي الأيام كأيامنا !!. فما الذي سيحل بالحياة والأحياء على وجه الأرض لو استمر أحد الأيام لمدة سنة ؟!. ماذا تقول حقائق العلم لو استمر أحد الأيام لمدة سنة كاملة ؟!. ماذا سيحدث لنصف الكرة الأرضية الذي سيستمر فيه النهار عاماً كاملاً ، وماذا سيحدث لنصف الكرة الذي سيستمر فيه الليل عاماً كاملاً ؟!. ماذا لو استمرت شمس الصيف اللاهبة في الجزيرة العربية لمدة أسبوع واحد ، خصوصاً وأن التفسير اللغوي المباشر للنبوءة يفترض اندثار التطورات بما فيها أجهزة التكييف والتبريد ؟!. ماذا سيحل بالنباتات والمياه والحيوانات والناس تحت الشمس دون كهرباء أو وسائل نقل واتصال حديثة لمدة عـام ؟. وماذا سيحل بهم في الظلام دون كهرباء أو وسائل نقل واتصال لمدة عـام ؟!. هـل هذه مؤشرات فتنة قوامها الشبهات والشهوات والإغراء والإغـواء ، أم مؤشرات كارثة كونية لن تبقي ولن تـذر ؟!. والمفارقة أنه رغم هذا التحول الكوني الهائل فإن الناس لن يعرفوا الدجـال ولن يكتشفوه ، وسيرفضون التصديق بوجـوده حين يقال لهم إنه موجود !!. مكتوب بين عيني الدجال " كافـر " يقرؤها كل مؤمن من كاتب وغير كاتب !!. هنا معلومة لا تصح منطقياً ، فالأمي هو بالتعريف من لا يقرأ ، مثلما أن الأعمى لا يرى والأصم لا يسمع . فهل ستنقلب حتى قواعد وبدهيات المنطق ؟!. الأمر كما نفهمه بموجب التأويل ليس أمر قراءة ، فالأمي لا يقرأ ، بل المقصود هو تأكيد وضوح وظهور وافتضاح كفر الدجال لكل الناس ، سواء كانوا متعلمين أو أميين . ثم كيف تكون هذه الكتابة بين العينين ؟. كم تبلغ المساحة بين العينين لكي تستوعب الكتابـة ؟. وبأية لغة ستكون الكتابة ؟. بلغة واحـدة أم بكل لغات الأرض ؟!. وإذا كان الخطاب موجهاً للمؤمنين ، فكم عدد اللغات التي يتحدثون بها في عصرنا ؟!. هل سيظهر الدجال في زمن يتوحد فيه المسلمون في إطـار لغة واحدة وهم الذين لم ينجحوا في ذلك قبل الفتنة ؟!. وحتى لو توحدوا فإن السؤال المنطقي لازال مطروحاً ، وهو : كيف يقرأ الأمي ؟!. مع الدجال ماء ونار أو جنتين أو واديين أو نهرين أو كمثال الجنة والنار . لماذا هذا التعدد في الوصف ؟. هل هي ماء ونار ، أم جنتين أم واديين أم نهرين أم أنهما كمثال الجنة والنار ؟!. ألا يدل التعدد في الوصف على أن في الأمر تشبيه ؟. وكلمة " كمثال " الجنة والنار ، ألا تدل مباشرة على التشبيه ؟!. ورغم ذلك فسواء تعلق الأمر بجنتين أو واديين أو نهرين فهو في النهاية يدور أيضاً حول المعجزات . وهذه بموجب قواعد الشرع وسيرة كل الأنبياء والرسل والصالحين لا تعطى لأهل الكفر ولا تسخر لإضلال الناس وإغوائهم . وإن لم يكن في الأمر معجزات فكيف سيصل الدجال بهذين النهرين أو الواديين إلى جميع الناس ويفتنهم بهما ؟. هل سيحملهما معه ؟. وكيف يحمل النهر أو الوادي ؟!. هل سيحمل النهرين أو الواديين ويدخل بهما من بلد إلى بلد ويتخطى الحدود وسلطات الدول وحواجز البحار والمحيطات ويدور بالنهرين أو الواديين على كل مدينة وقرية ليصل إلى مليارات البشر ويفتنهم خلال أربعين يوماً ؟!. بدون المعجزات لن يحمل الدجال نهراً ولا وادياً . وإذا كان لن يحملهما ويطوف بهما فإن البديل هو أن يأتي الناس إليه ليدخلوا أحد النهرين أو الواديين . فأين سيكون مقر هذين الواديين أو النهرين ؟!. الأحاديث لا تثبت مقراً للدجال . إنها تشير إلى أماكن خروجه فقط ، أما بعد خروجه فإنه سيكون طوافاً يطأ كل مكان في الأرض ويطوي الأرض كطي الفروة ، وهذا يعيدنا من جديد إلى حكاية انتقال النهرين أو الواديين معه في طوافه بالأرض . أي يعيدنا إلى قضية المعجزات !!. لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،
  24. موجبات تأويل نبوءة المسيح الدجال (2) لننتقل إلى أهم ما في نبوءة المسيح الدجال ، وهي القدرات . فهذا الرجل الأعور سيحيي الموتى ويأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها . سيأتي بجنة ونار ، ولكن الناس سيرون الجنة ناراً والنار جنة . سيمر بأهل الحي فيستجيبون له فتتحسن أحوالهم وأحوال مواشيهم ويمر بأهل الحي فيصدونه فتسوء أحوالهم . ستكون سرعته كالريح وسيطوي الأرض كطي الفروة وسيكون معه حماراً عجيباً بين أذنيه أربعين ذراعاً . وطالما أن سرعة الدجـال ستكون كالريح فيبدو أنه سيستخدم هذا الحمار للانتقال ، وهذا يعني أن سرعة الحمار ستكون كالريح . ولولا أنه لا يوجد في الأرض غير هذا الحمار لما ذكر في النبوءة . أي أن في الأمر معجزة جديدة أو كرامة جديدة بتغيير سنن خلق أحد الحمير دون غيره ليفتن به الدجال الناس ويضلهم عن سبيل الله !!. هذه المعجزات أعظم من كل المعجزات المادية التي أتى بها الأنبياء والرسل ، فمعجزات الدجال عامـة وعالمية ومتعددة فماذا سيفعل بهذه المعجزات ؟!. سيستخدمها في إضـلال الناس وإغوائهم !!. والواقع أنه كان يمكن أن نفهم ونقبل الفهم اللغوي المباشر لهذه القدرات لو أن من سنن الله إعطاء المعجزات للدجال وأمثاله ، ولو أن من سنن الله تسخير المعجزات لإضلال الناس وإغوائهم . الفهم اللغوي المباشر هنا يصادم ويناقض حقائق الشرع ، فالقرآن الكريم صرح في آيات عديدة بأن سنن الله في الأمم السابقة لن تتبدل ولن تتغير . ومن أبرز سنن الله في الأمم السابقة ( الذين خلوا من قبل ) سنة تأييد الرسل والأنبياء والصالحين بالمعجزات وحجبها عن الكافرين ، وسنة جعل المعجزات أدوات للإرشاد إلى الخالق والدلالة عليه وترسيخ الإيمان به والانتصار للمؤمنين وليس جعلها أدوات لإضلال الناس وغوايتهم وصدهم عن الخالق ونصرة الكافرين . يقول تعالى ( سُنَّةَ مَنْ قَـدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ) ويقـول تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) ويقول تعالى ( ..... فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ) ويقول تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) . هل أعطيت المعجزات لنوح أم لقومه ؟ لإبراهيم أم لقومه ؟ لهود وصالح أم لقومهما ؟ لفرعون وهامان وجنودهما أم لموسى ؟ لسليمان وداود أم للكافرين من قومهما ؟ لعيسى وأمه أم للكافرين بهما من اليهود ؟ لمحمد أم لأبي جهل وأبي لهب ؟. ماذا كانت وظيفة المعجزات طوال التاريخ ؟. هل هي تقديم الدلائل على الخالق أم تحديه والحلول محله ؟!. حين يظهر رجل ويدعي الألوهية فيعطيه الله معجزات عالمية عديدة وكبيرة ليستخدمها في إضـلال الناس وصدهم عن الخالـق فهذا قلب لسنن الله رأساً على عقب . فما الداعي لهذا الانقلاب ؟!. فقط لأننا نفسر نبوءة المسيح الدجـال تفسيراً قاموسياً ، بينما لو غيرنا طريقة التفسير لاختلف الموضـوع تماماً ولانسجم فهمنا مـع حقائق الشرع الراسخة حول المعجزات ووظيفتها . هل نحتج على المعجزات ووظيفتها بآيات القرآن الكريم وقصص الرسل والأنبياء والصالحين أم بقصة الدجـال ؟. هل المرجع في فهم المعجزات ووظيفتها هم الرسل والأنبياء والصالحون أم الدجال ؟!. هل وصل أمر الفتنة إلى حد حدوث هذا الخلط في فهم بعض الحقائق الثابتة في القرآن الكريم عن المعجزات ووظيفتها ؟!. لا معجزات لدى المسيح الدجال بحسب الفهم التأويلي ، فالأمر مجرد تشبيه للمكتشفات والمخترعات بالمعجزات . هذه المخترعات والمكتشفات من حيث غرابتها وقوة تأثيرها وفعلها تشبه المعجزات ، أما من الناحية الموضوعية فهي نقيض المعجزات ، إذ أنه لا خرق فيها للسنن كما هو الحال في المعجزات ، بل فيها تقيد شديد بالسنن وبراعة شديدة في اكتشافها واستخدامها . وفتنة الدجال تحدث من هذا الالتباس واختلاط الأمور وسوء الفهم . لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،
  25. موجبات تأويل نبوءة المسيح الدجال (1) الفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال لا يفيد في تفسير طبيعة الفتنة التي لن تشهد الأرض لها مثيلاً ، فحين يأتي رجل أعور محدد الملامح بشكل تفصيلي وتحدث في عهده تحولات كونية ويكون مكتوبـاً بين عينيه كافر يقرؤها حتى الأمي ، ثم يطلع الناس على صورته التفصيلية وأخباره الحية معروضة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهل يكون هذا مدعاة للغواية والشبهات وخفاء الدجال ، أم مدعاة لليقين والتصديق بصدق الرسالة وعلامة حاسمة من علامات النبوة ؟!. الأمر ليس فيه إكراه ، بل فيه شبهات وشهوات وقدرات . وبالتالي فحين يأتي رجل ويطرح ما شاء من الشبهات والشهـوات والقدرات ثم يجد المرء وصفاً تفصيلياً لكامل المشهد بمجرد بدء حدوثه ، فهل يكون هذا مدعاة للغواية والشبهات وخفاء الدجال ، أم مدعاة لليقين والتصديق بصدق الرسالة وعلامة حاسمة من علامات النبوة ؟!. إذا رأى المرء رجلاً أعور محدد الملامح على النحو التفصيلي الوارد في الأحاديث وشاهده يركب حماراً بين أذنيه أربعين ذراعاً ، فهل سيفتتن المرء بهذا الرجل وبحماره أم سيصدق بمن خلق هذا الرجل وهذا الحمار ووضع هذا المشهد بين أيدي الناس قبل حدوثه ؟!. لا شك أن هناك من يتبعون أي ناعق ويقعون في حبائل أهل الشعوذات والسحر والخرافات ، ولكن أن يصبح هذا الوضع الذي يصلح للبسطاء والمجموعات المنقطعة في إحدى بقاع الأرض وضعاً عالمياً يفتن المسلمين كما لم يفتنوا من قبل فهو وضع يفتقر إلى الكثير من المنطق ويصادم الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها . بالمثل سيأتي الدجال بجنتين أو نهرين أو واديين أو مـاء ونار . وطالما أنه ليس في الأمر إكراه وإجبار ، فما الذي سيدعو الناس إلى العزوف عن كل الحدائق والأنهار والأودية في بلاد الله والتحاشد على حديقتي الدجال أو وادييه أو نهريه ، بينما أبسطهم تعليماً يستطيع أن يقرأ هذه الصورة في الأحاديث وينذر عباد الله حتى لمجرد تنبيههم إلى أن هذا هو المسيح الدجال !!. أي أن الأمر سيدعوهم على الأقل إلى اكتشاف أمر الدجال . إلى مجرد معرفة الدجال !!. ذات الملاحظة يمكن أن تقال بشأن كل التفاصيل الواردة في النبوءة . ثم ماذا يمكن أن تمثل فتنة فرد خلال أربعين يوماً في مقابل الفتنة التي أحدثتها الحضارة الغربية على مدى ثلاثة أو أربعة قرون وباستخدام إمكانات مجموعة من الأمم والشعوب ؟!. إن الفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال يقتضي أن يكون ما سيقدمه هذا الرجل أكثر فتنة مما قدمته التجربة الغربية من العجائب والشبهات والشهوات . أليس هذا هو مقتضى كون فتنة المسيح الدجال هي أكبر فتنة تحدث في الأرض ؟!. الفهم اللغوي المباشر لنبوءة المسيح الدجال يقتضي اندثار بعض أهم التطورات التي شهدتها الحياة البشرية ، كوسائل النقل والاتصال وأدوات الحروب ، بحيث يعود الناس إلى الخيول والحمير والسيوف والرماح . وهذا شيء غير مستحيل عقلاً ومقبول شرعاً ، ولكن الجانب الذي لا يتنبه إليه الكثيرون هو أن اندثار التطورات الأساسية الحديثة سيقود إلى كارثة كبرى تحل بالبشر . ذلك أن الحياة في العصر الحديث لأكثر من ستة مليارات من البشر ليست ممكنة على الإطلاق لولا التطورات الأساسية الحديثة مثل وسائل النقل والاتصال والكهرباء . نستطيع أن نكتب مطولات حول هذا الأمر ونستدل بحقائق العلم والعقل ، ولكننا سنكتفي بعرض مثال مختصر يلخص الفكرة . لنبتعد عن القـارات والدول والمدن الكبرى ولنتحدث عن مدينة متوسطة الحجم كمدينة الرياض التي يعيش فيها حالياً نحو خمسة ملايين إنسان . إذ ما الذي يمكن توقع حدوثه لو أن وسائل النقل الحديثة اختفت واندثرت وعدنا إلى استخدام الجمال والحمير والخيول ؟. ببساطة ، ستتعطل الحياة وستصبح جحيماً لا يطاق خلال بضعة أيام . فإذا كان مقر عمل الإنسان يقع في أقصى شمال الرياض وهو يسكن في أقصى جنوبه فسيحتاج إلى نصف يوم للوصول إلى العمل على حماره أو جمله وسيحتاج إلى النصف الآخر للعودة . أي أن يومه بكامله سينقضي في الذهاب والمجيء دون أن يتمكن من أداء العمل . عمال البلدية الذين يجمعون المخلفات والبقايا من شوارع الرياض يومياً سيحتاجون إلى أسبوع أو شهر لجمع المخلفات والبقايا من حي واحد ونقلها على حميرهم وجمالهم إلى خارج النطاق العمراني لإتلافها . الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات سينقضي وقتهم في الذهاب والمجيء . ثم أين هي الحمير والجمال التي ستكفي لتنقلات خمسة ملايين إنسان يعيشون في الرياض ؟!. سيحتاج الأمـر على الأقل إلى مليون جمل وحمـار ، وهذه الجمال والحمير ستملأ مخلفاتها الشوارع والأحياء وسيتطلب الأمر التخلص من هذه المخلفات يومياً !!. ستحتاج هذه الجمال والحمير إلى أعلاف تكفي لسد حاجتها يومياً ، وسيؤتى بالأعلاف من المناطق الزراعية خارج الرياض وسيتم نقلها على جمال وحمير أيضاً .... وهكذا . ماذا إن تحدثنا عن الكهرباء وما سيحل بالمستشفيات والمستودعات وأجهزة التبريد والتكييف والحاسبات والمطابع وكل الأجهزة التي تعتمد على الكهرباء ؟!. ماذا إن تحدثنا عن المياه التي تصل إلى الرياض على مدار الساعة من الساحل الشرقي بعد تحليتها من البحر ؟!. ماذا إن تحدثنا عن الهاتف والفاكس والإنترنت وكل أدوات الاتصال الحديثة ؟!. ماذا إن تحدثنا عن المواد الغذائية والطبية التي تؤمن حاجة خمسة ملايين إنسان وتصلهم يومياً عبر السفن والطائرات والقطارات والشاحنات ؟!. ماذا سيحل بأعمال الأجهزة الحكومية والشركات والمؤسسات ؟! مشكلة الفهم اللغوي المباشر للنبوءات أنه يجعل المسلم غير مكترث بالتطورات الأساسية الحديثة وغير مدرك لأهميتها وضرورتها لبقاء واستمرار الحياة ذاتها . وهانحن تحدثنا عن الرياض فقط ، فكيف لو تحدثنا عن الجزيرة العربية ثم العالم العربي ثم آسيا ثم العالم ؟!. كيف ستستمر حياة أكثر من ستة مليارات من البشر ؟!. المؤكد أن كارثة غذائية وصحية وبيئية وإدارية وتعليمية ستحل بالعالم خلال أيام معدودة لو اندثرت التطورات الأساسية الحديثة مثل وسائل النقل والاتصال والكهرباء . فلنفترض أن الكارثة قد حلت لا قدر الله ، وذهب معظم البشر ولم يبق سوى عدد محدود تكفي أساليب الحياة القديمة لبقائه على قيد الحياة ، ثم ظهر حينئذ الدجـال وأيضاً لم يعرفه الناس ولم يكتشفوه . حينها أيهما أعظم فتنة : ذلك الظهور للدجال بعد الكارثة وبين عدد محدود من البشر في ظل وسائل الحياة القديمة ، أم الحياة الموَّارة المليئة بالعجائب التي كانت موجودة قبل حدوث الكارثة وقبل اندثار التطورات الأساسية الحديثة ؟!. ألا تستحق التطورات التي غيرت وجه العالم تحت راية الإلحاد أو فصل الدين عن الحياة على مدى ثلاثة أو أربعة قرون أية إشارة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!. وألا تستحق الكارثة التي ستحل بالبشر إذا ما اندثرت التطورات الأساسية الحديثة أي إخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!. هل ستكون أعجب العجائب وأعظم الفتن هي ظهور ذلك الرجـل الأعور خلال أربعـين يوماً بعد اندثار التطورات وحدوث الكارثة ؟!. ثم ألا يمكن تصور الدين إلا في ظل شكل الحياة البسيطة الذي كان سائداً قبل قرون ؟. ألا يصلح الدين للحياة الحديثة ؟!. إذا كان عيسى عليه السلام سيعود في ظل شكل الحياة القديم ( حياة الجمال والحمير والسيوف كما يدل عليه الفهم اللغوي المباشر للنبوءات ) وسيظهر المهدي قبله في ظل شكل الحياة القديم أيضاً ، وإذا كان لن يقوم للمسلمين قائمة قبل ذلك الظهور ، فهذا يعني أن كل التطورات الحديثة ظهرت وانتشرت وستندثر في وقت يكون فيه المسلمون في أسوأ أحوالهم وأوضاعهم . هذا يعني أن أصحاب الفهم اللغوي المباشر للنبوءات يؤكدون من جديد بأن الدين لا يناسب التطورات الحديثة ولن تقوم للمسلمين قائمة في ظل هذه التطورات ، وهذه والله قناعة غير صحيحة ومضرة بالدين وحجة بيد المجابهين له والمدعين بأنه لا يناسب العصر ولا يصلح له . وفضلاً عما سبق فإن الاستدلالات العقلية والمنطقية البسيطة تثبت أن الحياة لن تعود إلى شكلها الذي كان سائداً قبل ظهور التجربة الغربية إلا إذا كان ذلك لفترة بسيطة يتم فيها التعافي من آثار كارثة قد تحل بالأرض ، وسرعان ما يعاود الناس بعدها الانتقال نحو الحياة الحديثة . ذلك أن التطورات العلمية والتقنية انتقلت إلى حيز المعرفة الإنسانية بمجرد اكتشافها وأصبح ممكناً إعادة إنتاجها طالما أن المعرفة قد وجدت واستقرت . وهانحن شاهدنا كيف استطاعت ألمانيا التي دمرت في أواخر الحرب العالمية الثانية أن تعود وتسبق كل جيرانها الأوروبيين . لقد تمكنت من العودة بفضل الإنجازات العلمية والتقنية التي أصبحت معلومة ودخلت ضمن حيز المعرفة البشرية ، وبالتالي فمتى ما وجدت المهارة والاستعداد والتوجه نحو البناء فالمعطيات العلمية والمعرفية موجودة . وهكذا فإنه لا صحة للاعتقاد بأن التطورات الأساسية الحديثة ستندثر وتعود الحياة إلى سابق عهدها إلا إذا كان ذلك لفترة مؤقتة ريثما تتم استعادة القدرة على البناء وإعادة إنتاج المخترعات التي انتقلت معطياتها إلى حيز المعرفة البشرية ولم تعد من الأسرار . لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،،
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..