اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

رجل من الصحراء

مشرفي الأقسام
  • عدد المشاركات

    2,897
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    6

كل منشورات العضو رجل من الصحراء

  1. القادر يكذب عبدالقادر <script language="Javascript1.2"> </script> يُحكى أنه كان هناك رجل صالح عرف بكراماته العديدة وبصدقه وشدة ورعه ودينه ، وكان هذا الرجل يُدعى عبد القادر ، وفي أحد الأيام جاءته امرأة حامل وطلبت منه أن يخبرها عن نوع الجنين الذي في بطنها وهل هو ذكر أم أنثى ووضع الرجل الصالح يده على بطنها من فوق ثيابها ، بعد أن سمّى باسم الله الرحمن الرحيم ومَرَّر يده عدة مرات وكأنه يتحسس نوع الجنين وحركاته ، وقال للمرأة إن الذي في بطنك ولد ذَكَر وقد لمست ذكورته بيدي وعادت المرأة إلى بيتها فرحة مستبشرة مسرورة الخاطر وأخبرت زوجها بذلك ، وبعد انتهاء فترة الحمل وضعت المرأة مولودة أنثى ، فأسقط في يدها وعادت بعد فترة لتعاتب الرجل الصالح على عدم تدقيقه معها في ما قاله لها فقال لها الرجل الصالح : أنا لمست ذكورة الجنين الذي في بطنك بيدي ، ولكن القادر كذّب عبدَ القادر ، فهو سبحانه قادر على كل شيء ، ولا يعجزه تغيير نوع جنينك ، وليكن اتكالك على الله وليس على أحد من خلقه وعباده . فخشعت المرأة لله وعادت إلى بيتها بعد أن غمرتها السكينة والهدوء .
  2. الملك الجائر وقصة الإسراء والمعراج <script language="Javascript1.2"> </script> يُحكى أنّه كان في مصر ملك جائر وكافر وعلى غير دين المسلمين ، وكان له وزير مسلم ، فدار نقاش في أحد الأيام في مجلس الملك حول قصة الإسراء والمعراج ، فأنكرها الملك إنكاراً شديداً ، وحاول الوزير المسلم أن يقنعه بشتى الوسائل ، ولكنه أراد دليلاً مادياً ، وكان أن غضب الملك من وزيره وطلب منه أن يأتيه ببرهان قاطع ، ودليل على ما يقول وإلا سيكون مصيره القتل ، وأسقط في يد الوزير المغلوب على أمره أمام هذا الملك الظالم ، وطلب من الملك مهلةً حتى يسأل رجال الدين ومن هم أفقه وأعلم منه في هذا المجال ، فأمهله الملك مدة أربعين يوماً ، وإن لم يأت بدليل فسيقطع رأسه في ذلك اليوم . وصار الوزير يذهب إلى العلماء ويسألهم عن دليل يستطيع به إقناع الملك وتخليص نفسه مما ينتظره من مصير ، ولما كان العلماء يخشون سطوة ذلك الملك وبطشه فلم يرضَ أحدٌ منهم أن يذهب مع الوزير ، وضاقت الدنيا في وجه الوزير وقبل انتهاء المدة بأيام قليلة وعندما كان يسأل في كلّ مكان عله يجد من يخرجه من هذه الورطة ، فقال له بعض الناس ما لك إلا أن تذهب إلى الرجل الصالح الموجود في برّ الشـام ، وسار الوزير وظل يسأل حتى وصل إلى ذلك الرجل فوجده إنساناً بسيطاً رثّ الثياب يحرث على جملٍ له ، فانتظره عند نهاية الخطّ حتى وصل إليه ، فحيّاه الوزير ، وحكى له قصته مع الملك ، وطلب منه مساعدته ، فعاد به الرجل الصالح إلى بيته ، وبعد أن تناولا شيئاً من الطعام وهيئا نفسيهما سارا متوجهين إلى مصر وإلى قصر ملكها الظالم . وفي اليوم المتمم للأربعين وهو آخر يوم من أيام المهلة حضر الوزير إلى قصر الملك ومعه الرجل الصالح ، فسأله الملك ساخراً هل أتيت ببرهان مقنع ؟ وإن لم تأتِ فأنت تعرف مصيرك ، فأشار الوزير إلى الرجل الصالح الذي معه وقال للملك هذا الذي سيبرهن لك إن شاء الله . فطلب منه الملك أن يبرهن له بالدليل القاطع على قصة الإسراء والمعراج والتي لم يستطع عقله أن يستسيغها فقال له الرجل الصالح ليس قبل أن نشرب الشاي عندك ، فأحضروا لهم الشاي وكان ساخناً ووضعوه أمامهم وأمام الملك . وعندها صفّق الرجل الصالح بيديه فنام الملك ونام كلُّ من كان حاضراً عنده في تلك الجلسة ، وعندما نام الملك رأى في منامه طائراً كبيراً عملاقاً يقترب منه وينقضّ عليه ويمسكه بأظافره القوية ويخطفه ويطير به بعيداً ، وطار به الطائر مسافة بعيدة حتى وصل به إلى صحراء قاحلة لا يوجد بها أحدٌ من الناس ورماه هناك ، وإذا بالملك يتحول إلى امرأة في ساعته ، ونظر الملك إلى نفسه وإذا به امرأة في كل شيء ، فهام على وجهه في الصحراء لا يدري أين يذهب ، وعطش جداً وأصابه جوع شديد ، وبعد أن أصابه إرهاق شديد ، رأى بدوياً على هجينٍ له يقتـرب منه ، فسألـه البدوي : ما تفعلين هنا أيتها المرأة ، ألك أحد هنا أم أنكِ قد ضللت الطريق ، فأجابت بالنفي فأردفها وراءه وسار بها إلى خيمته وأطعمها وأسقاها ثم تزوجها ، وحملت المرأة من ذلك البدوي وبعد فترة الحمل أنجبت له طفلاً ، ثم بعد ذلك أنجبت له طفلين آخرين ، ودام ذلك حوالي سبع سنوات كانت فيها المرأة تربي أولادها وتقيم مع زوجها البدوي في بيته في الصحراء حتى نسيت تماماً أنها كانت رجلاً وملكاً في يوم من الأيام . وفي أحد الأيام وعندما كانت المرأة تحمل ابنها الصغير على كتفها رأت طائراً صغيراً يعدو أمامها فتبعته لتمسكه إلى ابنها ليلعب به ، وعدا الطائر أمامها وسارت خلفه حتى بعدت عن بيتها ، ثم تحول فجأة إلى طائر كبير وإذا به ذلك الطائر العملاق الذي اختطفها أول مرة قبل سبع سنوات ، وانقض الطائر على المرأة وحملها بمخالبه القوية وطار بها مسافة طويلة ، ثم رماها في قصر الملك وإذا بها قد أصبحت رجلاً . وعندها صفق الرجل الصالح بيديه فاستيقظ الجميع واستيقظ الملك ونظر حوله ، وقال أين أنا فقال له الرجل الصالح أنت في قصرك ومكانك أيها الملك وها هو الشاي ما زال ساخناً ولم يبرد بعد . فقال له الرجل الصالح : هل آمنت الآن أم لا ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وروى لهم القصة من أولها إلى آخرها وما حدث له خلالها ، وصار بعدها ملكاً عادلاً طيباً ، ولم يعد يظلم أحداً أو يتعرض لأحد من رعيته بسوء .
  3. حانا ومانا <script language="Javascript1.2"> </script> يُحكى أن رجلاً في سن الكهولة تزوج زوجةً ثانية ، وكانت واحدة من زوجاته تُدعى « حانا » والأخرى تدعى « مانا » ، وكان عندما يأتي إلى الصغرى تدلـّله وتلاطفه في الكلام وتمسح على وجهه ، وتخلع بعض الشعرات البيضاء من لحيته حتى يبدو أكثر شباباً ليتناسب مع جيلها ، أما الكبرى فقد أصابتها نار الغيرة وبدأت تقلّد ضرتها في تصرفها مع زوجها ومعاملتها له ولكنها كانت تخلع الشعرات السوداء من لحيته حتى يبدو أكثر شيباً وكهولةً ليتلاءم مع جيلها هي ، وبذلك خلعت نساء الرجل شعر لحيته كله ، فصار يقول : بين حانا ومانا ضاعت لحانا .
  4. الفتاة الأصيلة <script language="Javascript1.2"> </script> يُحْكى أنَّ عائلةً فقيرة كانت تعمل عند إحدى العائلات الغنية في مواسم الزرع والحصاد ، وكانت قد نصبت خيمتها بالقرب من منزل العائلة الغنية التي يعملون عندها ، وكان للعائلة الفقيرة ابنة جميلة تساعد أهلها أحياناً في عملهم عند تلك العائلة ، وقد رأى تلك الفتاة ابنٌ وسيمٌ للعائلة الغنية وأراد أن يعبث بها ، فأخذ يتودَّد إليها، ويحاول التقرب منها بمعسول الكلام ، ولكنها أخبرته بأن ذلك لن يكون ولن يتمّ إلا بالزواج ، وقالت له : إذا أردتني بصحيح فاطلب يدي واخطبني من أهلي . وحاول الفتى مرّات ومرّات ولكن محاولاته كلّها باءت بالفشل ، ولم يتغير موقف الفتاة منه ، فيئس منها وقرر أن يجرح كبرياءها ويهدّ من معنوياتها ، خاصة بعد أن تأكد له أنه لن يستطيع إغراءها لا بالمال ولا بالكلام ، ورأى أن محاولاته لن تجدي معها نفعاً ، فنظر إليها بإزدراء نظرة فيها علوّ وكبرياء وأجابها ببيت من الشعر العاميّ يقول فيه : بنت الرّدِي(1) لو زَهَتْ بالعين ما يسند(2) الراس طِرْيَاهَا(3) وأنا اللي رَمَاني عليها الزّين(4) شِلْـوِة(5) ليالـي وأخَلِّيهَـا وهو يقصد أنها ليست ذات أصل حتى يتزوجها ، ولكن ما جذبه إليها هو الجمال وحده وليس أي شيءٍ غيره ، وبكت الفتاة بدموع حارة سخينة فليس ذنبها أنها ولدت لعائلة فقيرة ، وليس الفقر في حدّ ذاته عيباً ولكن فرحتها كانت أكبر من كل تصوّر لأنها استطاعت ردع ذلك الشاب الطائش ، وحافظت بذلك على شرفها وعفافها وشرف عائلتها الفقيرة المتواضعة . وبذلك وضعت حدَّاً لمحاولات ذلك الفتى الطائش الذي ذهب في حال سبيله ولم يعد يعاكسها مرّة أخرى . ايضاح: (1) - الردي : الرديء من الناس . (2) - يسند الرأس : أي يرفع الرأس (3) - طرياها : أي ذكرها ، وأطرى الشيء أي ذكره . (4) - الزين :الجمال ، يقال امرأة مزيونة أي جميلة . (5) - شلوة ليالي : أي عدة ليالي .
  5. وبعدين معاك مش قلنا بلاش كده ياباشا راعي اني من الصحراء ومش فاهم بس انت اكيد تقصد خير ان شاءالله
  6. حبيبي العالم الجليل منور والله تشرفت كثيرا بردك اختي راما يعيشك برشا منورة والحمدلله اني قدرت افيدك تحيتي وتقديري لكما
  7. ا معاك حق منورة الموضوع بردودك دايما ياندى
  8. ندى المتميزة نورتي الموضوع تحيتي وتقديري بطوطة انتي الاروع شرفتي
  9. شرفتي ونورتي ياندى لسه السلسلة مخلصتش متستعجليش خير ان شاء الله تحيتي وتقديري
  10. والله مش عارف نعمل فيكي ايه عقدتونا بالحاجات الحلوة دي ربنا يكرمك دايما ويحفظك ان شاء الله اللهم ارزقنا الهداية للطريق الصحيح دائما تحيتي وتقديري
  11. أحب الصالحين ولست منهم **** لعلى أن أنال بهم شفاعه
  12. وانا معك ياابوتسنيم واحاول جاهدا ان اكون كذلك ان شاء الله يارب اعنا يارب جزيتي خيرا بنت بلدي متميزة وراائعة دائما تحيتي وتقديري
  13. بارك الله فيكي اختي بجد انا بستفيد كثيرا من موضوعاتك هادفة ومتميزة تحيتي وتقديري بنت بلدي
  14. ايوه كده ياندى مصر مصر تحيا مصر احنا احسن من الخواجات بكتيير والحمدلله شكرا ليكي يامرشدتنا السياحية العظيمة متميزة دائما تحيتي وتقديري
  15. الصبر على الضيم <script language="Javascript1.2"> </script> كانت لإحدى النساء ابنةٌ فتيّةٌ وجميلة ، تنافس على الزواج منها رجلان وكلٌّ منهما طلبها من أمها لنفسه ، وهو يرغب في زواجها ويريدها زوجة له مهما كان الثمن . فقالت المرأة : لا أزوج ابنتي إلا للذي يستطيع أن يجلس على مجرى الدخان ويصمد فترة أكثر من رفيقه الآخر , فوافق الاثنان على هذا الطلب ، واتفقوا على يومٍ معيّن يجلسان فيه على مجرى الدخان وعندما جاء ذلك اليوم توجّه الرجلان إلى بيت المرأة ، فأشعلت ناراً من القشّ وزبل المواشي وخرج منها دخانٌ كثيف , وجلس الرجلان على مجرى الدخان . فأصبح الأول يميل برأسه يمنة ويسرة فترة قصيرة ، ثم لم يستطع التحمّل ، فنهض من عندها وقال لها : لا أريد ابنتك , ولا أريد أن أرى وجهك بعد اليوم ، ثم تركها وسار في حال سبيله . وجلس الرجل الثاني على مجرى الدخان فسالت دموعه ولكنه صبر , وسال مخاطه ولكنه كان يتحمّل حتى أصبحت عيناه كالجمر ، وأخيراً قالت له المرأة : كفاك يا رجل .. كفاك يا رجل . فقام الرجل وعاد إلى بيته وعيناه كالجمر ودموعه تسيل بغزارة على خدّيه ، ولكنه كان يُمَنِّي نفسه بالزواج من تلك الفتاة الجميلة . وفي اليوم التالي بعثت إليهما وقالت للذي تحمّل الدخان وصبر عليه أنا لا أزوج ابنتي للذي يصبر على الضيم ( أي على الذل والمهانة ) فعُد إلى بيتك فهي ليست من نصيبك ولن أزوجها لك . وقالت للأول أما أنت فلأنك لم تصبر على الضيم ، ولم تصبر على تحمّل الأذى فقد زوجتك ابنتي ، لأنها لن تضام عندك وهي من نصيبك إن شاء الله ، وهكذا تزوّج الرجل الذي لم يصبر على الضيم أما الرجل الثاني فعاد يجر أذيال الهزيمة .
  16. الذي يفهم لغة الطير <script language="Javascript1.2"> </script> يُحكى أنَّ رجلاً كان يفهم لغة الطير ، وكان قد أُخِذَ عليه عهد أن لا يبوح بهذا السرّ لأي مخلوق كان ، وإن باح به فهو يموت في الحال . وحدث ذات يوم أنْ تشاجر مع زوجته ، وعلا لغطهما ، وارتفع صوت الزوجة وأصبح الرجل يُداري نفسه معها مداراةً اكتفاءً لشرّها وطولة لسانها وشدّة فجورها . وبينما كانا يتشاجران سمع الرجل ديك الدجاج يحكي مع دجاجاته ويقول : ما أضعف صاحبنا وما أقل هيبته ، تغلبه امرأة واحدة فيسكت لها ، وأنا معي أكثر من أربعين زوجة أحكمهن جميعاً ولا تستطيع إحداهن مخالفة أمري أو الخروج عن دائرة حكمي . وسمع الرجل ما يقوله الديك لدجاجاته وعرف أنه يقول عين الحقيقة فتبسم ضاحكاً مما يسمع ، ورأته زوجته وهو يبتسم ويضحك من دون سبب فظنته يسخر منها ويهزأ بها فقالت : تضحك مني ! ما الذي لا يعجبك من أمري ، هل رأيت عندي أحـداً ، والله لا أقعـد في بيتـك إلا إذا أخبرتني ما الذي أضحكك مني . وسكت الرجل مغلوباً على أمره ، وحملت المرأة بعضاً من متاعها ولحقت بأهلهـا ، وبعد عدة أيام ذهب زوجها ليراضيها ويطلب من أهلها إعادتها معه إلى بيتها ، ولكنها أصرّت على رأيها وساندها بعضٌ من أهلها على موقفها ، وقالوا لن تعود معك إلا إذا أخبرتنا ما الذي أضحكك من أمرها . وعاد الرجل خائباً إلى بيته وطالت المدة وعاد الرجل ليراضي زوجته مرة أخرى وليخبرها بأن سبب ضحكته سرّ لا يستطيع البوح به ، وإذا ما باح به فسيموت في الحال ، وأنها ستعيش بعده أرملة ، ولكن الزوجة لم تصدقه وظنّته يلعب بعواطفها حتى تعود معه ، وقالت إن كلامك هذا غير صحيح ، ولا فائدة منه فلا تحاول إقناعي به . ويئس الرجل من تصرفات زوجته ووافق أن يخبرها عن ذلك السرّ ليموت ويتخلّص بذلك من هذا العذاب الذي يلاقيه من زوجته ، واتفقوا على يوم يخبرها فيه بذلك الخبر . وعاد الرجل إلى بيته وجلس حزيناً مكتئباً ، ينتظر مصيره المرّ ، والذي سيكون فيه هلاكه ، وبينما كان جالساً سمع الديك يقول لدجاجاته : ما أضعف شخصية صاحبنا وما أقل عقله ، أيريد أن يموت من أجل امرأة ، والله لو كنت مكانه لذهبت إلى شجرة الرمان الفلانية ولقطعت منها سبعة عيدان لينة ومستقيمة وجَرَزْتُهَـا(1) حتى تصبح كعصا واحدة ولجلدت بها تلك المرأة حتى تتكسر العيدان على جسدها ، فتتوب عن التدخّل فيما لا يعنيها ويسلم الرجل بذلك من موت محقّق ينتظره . سمع الرجل ما قاله الديك لدجاجاته وكأنما كان عقله في غفلة فاستيقظ في الحـال ، وذهب لتوّه لشجرة الرمان المذكورة وقطع منها سبعة عيدان لينة ومستقيمة وجَرَزَها كأنها عصا واحدة ونظفها وخبأها في غرفته . وفي اليوم المتفق عليه ذهب الرجل ليعيد زوجته ويخبرها بسرّه وسبب ضحكه منها ، وكانت تبدو عليه علامات القوة والنشاط ، وقال لزوجته بلطف : لا يحسن أن أخبرك هنا وعند أهلك بهذا السرّ الخطير، ولكني سأخبرك به في بيتنا ودون أن يسمعنا أحد ، حتى إذا حدث لي مكروه أكون في بيتي ، وإذا لم أخبرك فيمكنك العودة لأهلـك. وعادت الزوجة إلى بيتها ، ودخلت مع زوجها في غرفتهما وأغلقا بابها حتى لا يسمعهما أحد ، وعندها تناول الرجل العيدان المذكورة وقال لزوجته تريدين معرفة السرّ ، وتريدين أن أموت من أجلك ، هذا هو السرّ وأهوى بتلك العيدان على جسدها ، وأخذ يجلدها بها وهي تصرخ وتستغيث ولكن ليس هناك من يسمع . . وظل يضربها حتى تكسرت العيدان السبعة في يده ، فأقسمت له أنها لن تعود لتسأله عن أي شيء وستتوب عن مشاجرته والتحرّش به ، وإنه لن يرى منها في المستقبل إلا ما يسرّه ، فتركها وهي في أسوأ الأحوال وقد شفى منها غليله وهدأت نفسه . وبعد عدة أيام عادت للمرأة عافيتها وأصبحت مطيعة لزوجتها ولم تعد ترفع صوتـها عليـه ، ولم يعد يسمع منها إلا ما يرضيه ، وهكذا عاشا معاً سعيدين بقية عمرهما . تعليق : هكذا في الحكاية ، ولكن الواقع أن الزوج لا يضرب زوجته بل يعيش معها في محبة ووئام ، ويسود بينهما التفاهم والانسجام ، ويعيشا حياة كريمة مشتركة<script language="Javascript1.2"></script>
  17. ابنة الرجل الشهم <script language="Javascript1.2"> </script> يُحكى أن أحد الشيوخ تقدّم به العمر وكان له ابن شابٌّ فأوصاه أن لا يتزوج إلا من ابنة رجل شهم ، وقال له : إن ابنة الرجل الشهم تستطيع أن تعيش معها حياة طيبة ، لأن تربيتها تكون تربية حسنة إضافة إلى أن وراءها أب تظل عينه ترعاها حتى لو كانت متزوجة وفي بيت زوجها ، أما ابنة الضعيف من الرجال فلا يأتيك من ورائها إلا المشاكل بسبب التربية الفاسدة ، وعدم وجود من يوقفها عند حدها فيما لو حدث سوء تفاهم بينها وبين زوجها . وعاش الشيخ فترة من الزمان ثم انتقل إلى رحمة الله . وبحث الابن عن زوجة ملائمة تكون ابنة لرجل شهم حسب المواصفات التي أوصاه والده بها ، ووجد في نهاية المطاف فتاة تنطبق عليها تلك المواصفات . فجاء إلى أهلها وطلب يدها من أبيها وأخبره بقصته ووصية أبيه له ، فقال له أبو الفتاة : أزوجها لك ولكن بشرط إذا وافقـت عليه فهي لـك ، وإذا لم توافق فابحث لك عن فتاة أخرى ، فلن أزوّجها لك . فقال الشاب : وما هو هذا الشرط ؟ فقال الأب : إذا أغضبت زوجتك بعد أن تتزوج وجاءتني غاضبة وحردانة فلا تأتي لتراضيها إلا بعد حَوْل ، أي بعد عام ، لأني لن أعيدها لك قبل مرور العام . ووافق الشاب على هذا الشرط ، وتزوج من ابنة ذلك الرجل الشهم ، وعاش مع زوجته فترة من الزمن حياة سعيدة هانئة ، فكانت تعجن وتخبز وتعدّ الطعام ، وتغسل الملابس وتقوم بكل أعمالها المنزلية على أحسن وجه ، ولا تزور أحداً من جيرانها ولا تختلط بأي إمرأة من جاراتها . وتبقى دائماً ملازمة لبيتها لا تخرج منه إلا للضرورة القصوى . وفي أحد الأيام كان عند أحد أقارب زوجها عرس لواحدٍ من أبنائهم فقالت لزوجها : ما رأيك أن تأخذني معك في هذه المرة . فهؤلاء الناس أقاربك وهم ليسوا غرباء عنا ، وعلينا أن نشاركهم فرحتهم ونقف بجانبهم ، فهذا واجب علينا ولن يكون هناك ما يضرنا إن شاء الله . فقال لها : أخشى عليك من اجتماع النسوة ، فاجتماعهنَّ لا يأتي منه خير . فقالت : لا عليك ، فأنا عندي عقل أميّز به ، ولن يستطعن التأثير عليّ . فذهب الرجل واصطحب امرأته معه وما كادت تصل حتى تناولتها النسوة وجلسن إليها وسألنها عن حياتها وقلن لها : ما لك يا أخت لا تخرجين من بيتك ولا تزورين أحداً من جاراتك ، فماذا تعملين وكيف تقضين أوقاتك . فقالت : أقوم بأعمالي المنزلية من طهي وغسل وغيره ، ثم انتظر زوجي حتى يعود ، فنأكل سوية ونحن بخير والحمد لله . فقلن لها : ما أقل عقلك إنك لا تعرفين من أمور الدنيا شيئاً ، ومن أجل ذلك هو يمنعك من الخروج من البيت حتى لا تعرفي الحقيقة وتظلي تخدمين عنده وكأنك خدّامة لديه . وقلن لها : إننا لا نعمل شيئاً مما ذكرتِه في البيت لأن هذه الأشياء من عمل الرجال ، فالرجل هو الذي يعد الطعام ويغسل الملابس وينظف البيت ، ونحن لا نعمل شيئاً . وعادت المرأة إلى بيتها وهي تظن أنها فهمت سراً غاب عنها وصممت أن تكون كباقي النسوة ولا تعمل شيئاً من أعمال البيت لأنها من واجبات الزوج وليس من واجباتها هي . وفي اليوم التالي عاد الزوج من عمله فوجد زوجته نائمة ولم تعدّ له طعاماً ولم تقم بأي عمل من أعمال المنزل ، فقال في نفسه ربما تكون مريضة ، فقام وأعدّ طعاماً لنفسه ودعاها وأكلا معاً . وفي اليوم التالي عاد من عمله ووجدها نائمة كما وجدها بالأمس ، ولم تعد له طعاماً ولا غيره ، وأراد أن يعمل لنفسه مثلما عمل بالأمس ولكنه سألها : ما الذي جرى لك يا امرأة ؟ هل أنت مريضة ، أو ماذا أصابك فلم تعدي لي طعاماً ولم تعملي شيئاً من أعمال المنزل . فقالت له : لا أنا لست مريضة ، لأن هذه الأشياء يجب أن يقوم بها الرجل وليس أنا ، أوتحسبني مغفلة ، كل النساء لا يعملن شيئاً لأزواجهن ، وأنا أقوم لك بكل هذه الأعمال . فقال لها : من أخبرك بذلك ؟ فقالت : النسوة أخبرنني بذلك بالأمس ، وأنا سأكون مثلهن ، ولن أعمل شيئاً من أعمال المنزل ، فهذا شيء يخص الرجال فقط . فقال لها : يا زوجتي ، لقد خدعتك تلك النسوة بفساد رأيهن ، فعودي لرشـدك ، وأرجعي إلى ما كنت عليه . فقالت : لن يكون ذلك ، فهن لسن بأفضل مني . فقال لها : ما دام الأمر على ذلك ، فهيا إلحقي بأهلك . فقامت ووضعت بعض أغراضها ومتاعها في صُرَّة وحملتها على رأسها وعادت إلى بيت أبيها ، وعندما رآها أبوها مقبلة وعلى رأسها صُرَّة الملابس عرف أنها جاءت غاضبةً وحردانة ، فقال لأمها : استقبليها بفتور ولا تبشي في وجهها ولا تريها وجهـاً طيباً . وبعد أن استراحت قليلاً قال لها أبوها : تعالي اسقي لي المواشي يا ابنتي ، ونظفـي الحظيرة واعملي كذا وكذا حتى أرهقها ، وصار في كل يوم يشغلها طيلة النهار ، واستمر الحال بها على ذلك الشكل فترة من الزمن ، فندمت ولامت نفسها وعرفت أن النساء خدعنها لأنها كانت تعيش سعيدة في بيتها ، وصارت تنظر إلى طريق زوجها عله يأتي ليراضيها ويعيدها إلى بيتها ، ولكن زوجها كان لا يستطيع أن يأتي قبل مرور عام ، فرأت عند والدها ألواناً من العذاب من تعب وإرهاق ومذلة بعد أن كانت سيدة مطاعة في بيتها ، فلامت نفسها وبكت على حظها ولكن دموعها لم تجدِها نفعاً لأن زوجها لن يأتي قبل مرور العام . وبعد أن انقضى العام جاء زوجـها ليراضيها ، فقـال أبو الفتاة لامرأته : استقبليه بفتور وافرشي له كيساً ليجلس عليه ، واطبخي له طعاماً من العدس ، والعدس طعام يملّه أهل الصحراء لكثرة استعماله وهو في هذه الحالة تحقير وتقليل في واجب الضيف وشأنه ، وبعد أن جلس الرجل واستراح قدموا له طعاماً من العدس ، وكانت زوجته ترى ذلك ، وتأكل نفسها وتصرّ على أسنانها ، وتقول لنفسها أيقدّم له عدساً بعد هذا الغياب الطويل وهو كريم وعزيز في قومه ، إن ذلك احتقار له وازدراء وإهانة به . وعندما حلَّ المساء قال أبو الفتاة لزوجته : افرشي لصهرك كيساً وضعي برذعة الحمار وسادة له . وفي الليل جاء أبو الفتاة إلى صهره وقال له قم ونم مكاني وكان قد أعد له فراشاً نظيفاً وغطاءً سميكاً ، فقام الرجل ونام مكان صهره ، أما الأب فنام على الكيس وتوسد برذعة الحمار وغطّى رأسه باللحاف . وبعد ساعة من الوقت جاءت زوجة الرجل تختلس الخطى وهمزت أباها وهي تظنه زوجها فتظاهر بالنوم ، فقالت له قم فقد أعددتُ لك حماماً مطبوخاً لأن ذلك الشيخ النحس عشّاك عدساً ، لأنه لا يعرف قيمتك ومقدارك ، آه منه ما أظلمه ، فقد أراني ألواناً من العذاب في غيابك . وتظاهر الرجل بالتعب والنوم ولما لم يقم تركت الطعام عنده وهي تظنّه تَعِباً ، أما الشيخ فكان يضحك بينه وبين نفسه . وفي الصباح قال الرجل لابنته : ارجعي مع زوجك الآن ، وحاولي ألاّ تغضبيه ، أو تخرجي عن طاعته ، وعادت المرأة مع زوجها وهي تشكو له ظلم أبيها لها وكيف أرهقها بكثرة الأعمال التي كانت تقوم بها في كل يوم . وفي اليوم التالي جاءت النسوة ليهنئنها بالعودة فلاقتهن خارج البيت وقالت : والله لن تدخل واحدة منكن بيتي ، اذهبن فقد أفسدتن عليَّ حياتي ، هيا لا أريد أن أرى واحدة منكن بعد اليوم . وهكذا عاشت مع زوجها حياة رغدة هانئة بعد أن عرفت مصدر الفساد وتجنبته بطردها تلك النسوة ، بعد أن كدن يخربن بيتها ، ويفسدن عليها حياتها .
  18. قضاء عشائري <script language="Javascript1.2"> </script> يُحْكى أن مشكلةً حدثت بين فريقين من الناس , فاجتمعوا في بيت أحد الوجهاء للتفاوض من أجل حلِّها ، وإيجاد صيغة ترضي الطرفين لفضّ النزاع القائم بينهما . وأثناء النقاش حمي الجدال واشتد بين رجلين منهما , فقال أحدهما منتهِراً للآخـر : اسكت يا حمار !. ونظر الرجل إلى صاحب البيت وقال له : هل سمعت ما قاله ذلك الرجل ؟ قال : نعم ، سمعت . فقال له :أنت الآن معقود العمامة(1) ، تشهد بما سمعت ورأيت ، وقال لجماعته قوموا بنا ، فعادوا إلى ديارهم وقد أخذ الغضب منهم كل مأخذ . وبعث الرجل وجماعته أناساً لأقارب ذلك الرجل وأبلغوهم بأنهم مطرودون لهم طَرْد الرجال للرجال , وفي هذه الحالة يكون أي شخص يخرج من الطرف الآخر معرضاً للاعتداء عليه ، من أي واحد من أقارب الرجل الغاضب ، وتوسّط الوجهاء لحلّ القضية ورفعوها إلى القضاء العشائري فحكم قاضيهم بأن يخرج ذلك الرجل ويقف أمام جمع الحضور وينهق مقلداً صوت الحمار ثلاث مرات ، ويكرر ذلك في ثلاثة بيوت من بيوت الوجهاء حتى يتعلم درساً يكون عبرة له ولغيره ، ولا يصِف بعدها رجلاً كريماً وجيهاً بتلك الصفة التي حَقَّرته أمام الناس واعترض الرجل على هذا الحكم ، وقال حتى لو فَنِيَ الطرفان فلن أفعل ما طلبوه مني ، فإنّ ذلك من شأنه الإهانة والتحقير ليس أكثر ولكن أهله وأقاربه ضغطوا عليه وقالوا له : إذا لم تفعل ذلك فقد يسقط ضحايا بين الفريقين ، والأَوْلَى ومن أجل حقن الدماء ، أن ترضى بالحكم ، فانصاع الرجل للأمر كارهاً , وقد نهقَ بالفعل ثلاث مرات وفي ثلاثة بيوت مختلفة من بيوت وجهاء تلك المنطقة ، وبعدها رضي الطرف الآخر وانفضّ بذلك الخلاف القائم بينهما وانتهت تلك المشكلة التي كادت تتفاقم وتصل إلى عواقب وخيمة . توضيح: 1) – معقود العمامة كانوا يعقدون عمامة الشاهد عند حدوث مثل هذه الحالات ليشهد بما سمع ورأى) .
  19. شرفتي ياندى منورة الموضوع والله تحيتي وتقديري
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..