تخيل انك وجدت نفسك في يوم من الايام في مكان غريب يشبه الغابه مشيت فيها لتستكشف ارجائها وجدت فيها الكثير من الزهور و اشجار الفواكه استمتعت برائحة ورودها و طعم فاكهتها و لكن في منتصف الطريق تجد مفترق طرق يؤدي الي طريقين احدهما الي يمينك عليه لافته مكتوب فيها ( طريق الاشواك و الصعاب و لكن سترتاح في نهايتي) و تجد علي ناصية هذا الطريق سيف مكتوب عليه خذني فإني سأحميك طوال الطريق
اما الطريق الآخر فتجد عليه لافته مكتوب فيها ( طريق الورود و الزهور ولكن احذر من نهايتي)
اي الطريقين ستختار
تعالوا نري ما في هذين الطريقين
اذا اخترت سلك طريق الاشواك ستجد الكثير من الاشواك و تقابلك الافاعي و الوحوش ولكن سيفك سوف يحميك
و لكن سبحان الله رغم كل هذه الاهوال و الصعاب تجد راحه في نفسك و طمئنينة في قلبك ,, في وسط الطريق كثيرا ما يظهر لك طرق جانبية مؤدية الي طريق الورود و احيانا يخرج منها رجل جميل الثياب يدعوك الي طريق الورود تجد نفسك تحثك علي اتباع هذا الرجل و لكن قلبك يحس بعدم الراحه لهذا الرجل ,, فأمامك خيارين إما ان تتبع هذا الرجل و تسلك طريق الورود او تكمل طريقك الذي بدأته حتي تجد الراحه في نهايته
اما اذا اخترت سلك طريق الورود ستجد كل انواع الزهور و العصافير و الحدائق الغناء و لكن سبحان الله رغم كل هذا الجمال و كل هذه السعادة التي انت فيها الا انك تجد غصة في قلبك و قلق في ارجاء نفسك
في وسط الطريق كثيرا ما يظهر لك طرق جانبية مؤدية الي طريق الاشواك و احيانا يخرج لك منها رجل رث الثياب يدعوك الي طريق الاشواك فتجد نفسك تسرع الي حثك علي عدم اتباع هذا الرجل ولكن قلبك يحس بالراحة و الطمأنينة لهذا الرجل فأمامك خيارين إما ان تتبع هذا الرجل و تسلك طريق الاشواك حتي نهايته او تكمل طريقك الذي بدأته و تستكشف ما هي نهايته
في طريق الاشواك سوف تقاتل الكثير من الوحوش و السباع لدرجة ان سيفك قد يسخن في يدك و يصبح كالجمرة و لكنك لا تستطيع تركه حتي لا تلتهمك السباع و لكن بعد انتهاء الطريق سوف تفاجأ بما سوف ترى
في طريق الورود سوف تستمر في التنزه بين الزهور و التلزز بالفواكه و الملزات مع ان قلبك لا يجد فيها اللزة ,, و في نهاية الطريق سوف تفاجأ بما سوف ترى
أخي ,, اختي
انك تولد في الدنيا كالغريب تستكشف ارجائها و تتمتع بجمالها حتي تبلغ سن التكليف ,, سن الثواب و العقاب
عندها تجد طريقين اما ان تسلك طريق الاشواك و تتسلح بسيف الايمان الذي يقيك من وحوش الملزات و أفاعي الشياطين و اشواك كبح النفس و قد يصل بك ان تتكالب عليك الدنيا و تصبح كمن يقبض علي الجمر
جاء في سنن الترمذي -والحديث حسن بشواهده- من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي زمان على الناس الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر)
و لكن سبحان الله رغم كل هذه الصعاب الا انك تحس بحلاوة الايمان و تجد الطمأنينة في قلبك
فعلا سبحان الله أذا بدءت بالصعب تنهى بسهل والصعب هو المشقة فى الدعوة الاسلامية وفى كثير من الحاجات الدنيويا الهادفة جزاك الله خيرا وتسلم ايدك