هل شعرت ذات مرة باحتياجك إلي الصمت؟
هل اجتاحتك حالة صمت دون أن تدري لماذا؟
هل فضلت ذات يوم الصمت علي حديث ليس له قيمة؟
هل اكتشفت أن الصمت أحيانا... أكثر بلاغة.... أكثر دقة.... أكثر تعبيرا من كل مفرادات الدنيا
فالصمت أحيانا يكون أكثر أهمية من حديث بلا قيمة .... أكثر معني من ثرثرة بلا هدف.
وأحيانا يأتيك الصمت فرضا لا طوعا ,يختارك ولا تختاره ,يفرض ذاته بغرور يستحيل رفضه.
وربما يكون الصمت أقسي من أصعب وأحد الكلام.
وهو أكثر إلاما من الكلام , فالكلام طيع .يغسل القلب من ثقل المشاكل والهم . يداوي القلب بحديث الروح.
ومن الصعب فهم الصمت فهو ليس موافقة ولا رفضا ولا ترددا هو بين كل .... بين كل أشكال المعاني ... بين كل أشكال الأحاسيس.
الصمت يجبرك علي التفكير في ما كان .... وما سيكون...وإدراك حقيقة كثير من الأشياء.
صمت يهجم علي كل التفاصيل كأنه سيد المكان ,كأنه هو الحل لكل المشاكل.
ولكن في كثير من الأحيان تكون لا حالة صمت ولكن حالة هرب من مواجهة الواقع
وتفضيل العيش في عالم خاص ,عالم يتوج فيه الصمت ملكا مسيطرا.
وفي أحيان أخري يعتبر أقوي الأقوياء من يستطيع السيطرة علي الكلام وتحويلة إلي صمت
معبر أكثر من كل أنواع الكلام.
الصمت ..... كلام يشبه الكلام ...وليس بالكلام ..... ينسي أن يجاهر بصوته ....جارف وعذب ومؤثر ومسيطر .
يوحي بالبكاء كلما ظهر حضوره أو غاب عنا صوت الكلام وأحيانا يوحي بالقوة والحقيقة المكتومة داخل الصمت فالصمت أصعب من الحقيقة المعبرة بالكلام.
وفي كثير من الأوقات نلجأ إليه حتي نواجه مصاعب الحياة ولكن لابد أن لا نستسلم للصمت فهو مفيد في أحيان وقاتل في أحيان أخري .