battot 19 قام بنشر February 22, 2009 في ثلاجةٍ إحدى العائلات، عاشت جماعةٌ من الفواكه والخضراوات بسلام وقد كانت تربط بينهم صلات محبة ووئام. كلُ من كان يقطنُ الثلاجةَ كان يعتبر الآخر أخاً له دون تمييز لون أو صنفٍ أو طعمٍ على آخر. وفي صبيحة يوم الخميس وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً عاد السيد أبو أحمد من السوق وقد اشترى بعض الحاجيات والأطعمة التي طلبتها السيدة أم أحمد منه. وبعدها أخذت أم أحمد ترتب الحاجيات وتضعها في مكانها. وكان من بين ما اشتراه أبو أحمد كيساً مليئاً بالبصل. فتحت أم أحمد الثلاجةَ لتضع الحاجيات في مكانها وبينما هي تفعل ذلك، سمعت أبو أحمد يناديها ولاستعجالها وضعت كيس البصل بالخطأ في الثلاجة دون أن تنتبه. وفور إغلاقها لباب الثلاجة تجمهرت جميع الخضر والفواكه لترى الضيوف الجدد وتتعرف عليهم فهم تعودوا على استقبال ضيفٍ جديدٍ في كل مرة يخرج فيها السيد أبو أحمد للسوق. أرادت الخضروات و الفواكه بشغف و بدافع الفضول أن تتعرف عليهم. وفجأة شاهدوا رأسا أبيض و جسما مغطى بقشر يخرج من الكيس فأدركوا أنها حبات بصل وتساءلوا عن سبب تواجدهم في الثلاجة. اعتقدوا أن السيدة قررت وضع البصل في الثلاجة على غير المعتاد ولم يخطر على بال أحدهم بأن مجيء حبات البصل سيكون سبب ضرر لهم، فلقد كان باديا على وجوههم الشر والحقد والضغينة، ولكن لطيبة قلب الخضر والفواكه وسذاجتهم لم يفكروا بهذا الأمر بل رحبوا بالأبصال وأخذوهم بجولة في الثلاجة ليتعرفوا على وطنهم وبيتهم الجديد. وعند الظهيرة أرادت أم أحمد تحضير وجبة الغداء. وكالعادة فتحت الثلاجة و أخذت تنتقي ما تحتاجه من أصناف الأطعمة لإعداد الغداء ولم تنتبه لوجود البصل في الثلاجة وبينما كانت العائلة تتناول طعامها، دار هذا الحوار بين سكان الثلاجة وبدأت البصلة بالحديث قائلة:"يبدو أن أهل هذا المنزل يفضلون الخضراوات على الفواكة ها، أليس كذلك ؟" فصاحت من فورها كل الفواكه قائلة:"ماذا تقولين؟كيف هذا؟!". فردت البصلة:"الأمر بسيط جدا. لقد اختارت السيدة اليوم لوجبتها الكثير من الخضر مقابل بضع حبات من الفواكه، بل يمكنني القول بأنها قد اعتمدت على الخضروات بشكل كلي في إعداد الطعام". فاعترضت حبة الفراولة الحمراء وصاحت قائلة:"وما أدراك أنتِ؟ أنت على أية حال جديدة على هذا المكان، ولذلك فنحن أدرى منك بهذه الأمور، وبما أن السيدة قد اختارت أفرادا من كلا الصنفين فهذا كاف لأن نقول بأنه لافرق بيننا على الإطلاق". لكن البصلة الخبيثة لم تقتنع بهذا الكلام، لأن هدفها من هذا كله هو زرع الحقد بين الخضر والفواكه فقد غاضها رؤيتهم متحابين، فهي قد حرمت من هذه المحبة عندما كانت تعيش في مزرعة أحدهم؛ ولذلك أرادت أن يعاني الجميع مثلها، مما دفعها إلى الاستمرار في جدالها مع الفراولة. أخذ كل منهما بشتم الآخر وإهانته، واستمر التلاسن والجدال بينهما طويلا ولم يفلح أحد في إيقافيهما، فلجأت الفواكه إلى ملكهم (البطيخ)والخضروات إلى زعيمهم (الباذنجان)ليعلموها بالأمر . غضب البطيخ غضباً شديداً عندما علم بأن البصلة قد أهانت الفراولة، وأخذ يطالب الجميعَ بالثائر قائلاً: "الثأر َ الثأئرَ يا رفاق". وكذلك فعل الباذنجان، وطالب الإثنان بالقتال حتى الموت دون رجعة. وفعلاً حصل كما أرادت البصلة، غير أن بعض الموجودين نصحوهم بالتفكير ملياً قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة التي ستأتي بالضرر على الجميع دون استثناء. ولكن لا فائدة تُرجى منهم، فالكل يرغب بالقتال لرد الاعتبار، ولكنهم في النهاية امتثلوا لرأي البيضة الحكيمة التي اقترحت إقامة مباراة يتبارز فيها في كل مرة واحد فقط من كلا الطرفين المتخاصمين والذي يفوز بأكثر عدد من الجولات يكون هو الفائز وسينالُ احترامَ الجميع. فاستوصبوها رأياً واتفقوا على أن يكون موعد المباراة في الوقت الذي تأخذ فيه عائلة أبو أحمد قيلولتها. وفي الموعد المحدد قررت الفراولة أن تكون هي أول من يتبارز. فتحدت غريمتها البصلة وخرجت الاثنتان إلى حلبة القتال، وأتى المتفرجون من مختلف أنحاء الثلاجة ليشاهدوا وقائع الحدث الذي سيغير مجرى تاريخ ثلاجتهم. أعلنت الحكمة السيدة بيضة عن البداية، ومنذ بداية المباراة أغمي على الفراولة المسكينة التي لم تستطع مقاومة سلاح البصلة الخطير والفتاك ألا وهو رائحتها. وبذلك كسبت الخضراوات أولى النقاط وسط صيحات وهتافات المشجعين الذين رددوا بصوت واحد " عاشت البصلة، عاشت البطلة". وبعدها جاء دور الكرزة الصغيرة لتكمل مشوار صديقتها الفراولة. ففكرت بخطةٍ محكمةٍ تقضي بها على البصلة، فلمعت في رأسها فكرة وعلى الفور نفذتها. لطختِ الكرزةُ البصلةَ باللون الأحمر، فلم تستطع البصلة الرؤية أمامها، وواصلت الكرزة قذف حبرها الأحمر على البصلة بلا رحمة أو هوادة أو تهاون. وبينما كانت الاثنتان تتقاتلان، سمع الجميع وقعَ أقدام أحدهم. عاد الجميع إلى أماكنهم مسرعين ما عدا الكرزة والبصلة اللتان آثرتا البقاء وإكمال القتال حتى النهاية. وحدث ما لم يكن بالحسبان، حيث فُتحت الثلاجة وبلمح البصر خُطفت البصلة. نعم لقد كان الصغير أحمد هو من خطفها ليأكلها لا لشيء، ولكن ظناً منه أنها فاكهة حلوة لذيذة. قضم منها الصغير قطعة لم يستسغها فلفظها وأعادها إلى مكانها وخرج من المطبخ. سارع الجميع ليروا ما الذي حصل، فصاحت البطاطا الحلوة: " ما هذا؟ ما الذي جرى لكِ أيتها البصلة المسكينة؟" فردت بصوت متقطع وهي تئن من الألم: "لقد ظنني ذلك الفتى الصغير شيئاً لذيذاً أحمر يؤكل، فأكل مني جزءاً.........آه آه لقد قطع أنسجتي..."، وأخذت تبكي. اضطرت البصلة على إثر هذا الحادث أن تنسحب من المبارزة وبذلك كسبت الفواكه نقطة التعادل. جاء الدور في هذه المرة على الثومة الصغيرة لتبارز الكرزة، وفعلاً أعادت الكرزة الكَرة ثانية مع الثومة هذه المرة، ورشقتها بالصبغ الأحمر وانتصرت عليها. وهكذا استمر القتال لعدة ساعات تبارت فيه كل الخضراوات والفواكه. وشاء الله أن تنتهي المباريات بالتعادل فقالت الموزة: " نحن لن نرضى بالتعادل، يجب أن نحسم الأمرَ بيننا". فردت عليها الجزرة: "ومن قال بأنا راضون عن هذه النتيجة، دعونا نحتكم إلى السيدة بيضة لعلنا نجد عندها ما يثلج صدورنا". النهاية فذهبوا إليها وسألوها عن رأيها فقالت: " لا تقلقوا لم تنته المباراة بعد". فقالت الموزة: " كيف لم تنته وقد تبارز الجميع؟" فقالت البيضة: " يبدو أنكم قد نسيتم أنّ السيد (باذنجان) والسيد (بطيخ) لم يتبارزا بعد "فقالت الجزرة :"أوه صحيح!!. لقد نسينا هذا ". حضر الزعيمان (البطيخ و الباذنجان)، وتجمع الجميع ليشاهدوا أقوى نزال ستشهده الثلاجة. وفجأة فتحت أم أحمد الثلاجة وأخذت أبطال النزال الشجعان. " ماذا جرى؟!"................. الكل يتساءل، لم يدركوا بأن السيدة أم أحمد قد أخذتهما مع مجموعة أخرى لتجهيز وجبة العشاء. فحزن الجميع عليهما، لكن هذه هي طبيعة الحال وهذا هو المصير المحتوم لكل من يسكن في الثلاجة، فلابد أن يأتي يوم يؤكل فيه الجميع بلا استثناء. يحضر قوم ويرحل آخرون ويدور الزمن، ولكن المهم أن كل فاكهة أو خضرة ستأتي بعدهم ستعرف بالطبع قصة أجدادها، وقصة الحرب الضروس التي دارت بينهم، وستأخذ العضة والعبرة منها. فالجميع أصبح يدرك الآن بأن الجميع متساوون؛ فإن كان هناك من يكره الخضراوات فهناك بالمقابل من يحبها والعكس صحيح بالنسبة للفاكهة. وأول من شعر بالذنب وأدرك فداحة ما حدث هو البصلة التي كانت الشرر الذي أشعل نار الحرب بينهم والتي راح ضحيتها الكثير من الطرفين. فقدمت البصلة اعتذارها وقالت: " آسفة على كل ما بدر مني. أنا كنت السبب، أنانيتي هي التي قادتني إلى ذلك، سامحوني أرجوكم، ودعونا نبدأ صفحة بيضاء جديدة". صحيح أنّ النهاية كانت مأساوية، إلا أنها كانت درسا لكل من لا يعتبر، درس تعلمت فيه الخضراوات والفواكه مفهوم المساواة، وأنه يجب على المرء أن يُحَكِّم عقله قبل أن يقدم على أي أمر كان. بل الأهم هو عدم الإنصات إلى كل ما يقال ويحاك، وخاصة إن كان صادراً من قبل أناس يضمرون الكره ويحبون القتال. المهم أنه بعد تلك الحرب القاسية التي حصدت أرواح العشرات من القتلى لم تشهد ثلاجات العالم أية حروب أخرى ولله الحمد. م ن ق و ل شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
تقوى القلوب 12 قام بنشر February 23, 2009 قصه جميله جدا يا بطوط رائعه بجد ياريت مش ثلاجات العالم بس اللى تبطل الحروب شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
battot 19 قام بنشر February 24, 2009 اشكرك على الرد الجميل ده والمشاركة الغالية دى اختى العزيزة تقوى القلوب ويارب تكون القصة عجبتك ويارب الدنيا كلها تبطل حروب عشان نعيش فى امان كلنا قولو اميييييييييييييييين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
رجل من الصحراء 36 قام بنشر February 25, 2009 دائما في تميز ان شاء الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
battot 19 قام بنشر February 25, 2009 اشكرك اخى العزيز رجل من الصحراء على الرد الجميل ده والدعوة الجميلة دى ويارب يكون الموضوع نال على اعجابك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر