معاني الكلمات:
نفر: رجال
قبلكم: المقصود بني اسرائيل
غار: ما يكون في الجبال مما يدخله الانسان يبيت فيه او يستظل به كالكهف
المال: المقصود العبيد
الغبوق: شراب اخر النهار(العشاء)
لبثت:مكثت
فنأي بي طلب الشجرة: المعني أنه تأخر
القدر: الاناء
يتضاغون: يبكون
ألمت: أصابها فقر و حاجه
لا تفض الخاتم الا بحقه :العفاف كنايه عن البكاره
ثمرت:اكثرت
حين:فترة طويلة
الشرح : انطلق ثلاثه رجال فاواهم المبيت فدخلو الي غار ليبيتوا فيه فتدحرجت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم باب الغار و لم يستطيعوا ان يزحزحوها لأنها كبيرة. فرأوا ان يتوسلوا الي الله تعالي بصالح اعمالهم.
فقال الاول:
انه كان له ابوان شيخان كبيران و كان لا يطعم قبلهم اهل ولا مال، الاهل كالزوجه و الاولاد و المال مثل العبيد و ما شابه فكان له غنم يسرح فيها ثم يرجع اخر النهار و يحلب الغنم و يعطي ابويه ثم بقيه اهله و ماله و في يوم ابعدبه طلب الشجر الذي يرعي عليه غنمه فرجع فوجد ابويه قد ناما، فنظر هل يسقي اهله و ماله قبل ابويه او ينتظر حتي يستيقظ الابوان فرجح الثاني فبقي فأمسك الإناء بيده ختي برق الفجر اي حتى طلع وهو ينتظر ابويه و اطفاله يتباكون من الجوع فلما استيقظا و شربا اللبن اسقي اهله و ماله
فقال متوسلاً لله بعمله هذا "اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه"
و المعنى ان كنت مخلصًا في عملي هذا، فعلته من اجلك ففرج عنا ما نحن فيه، فتقبل الله منه هذه الوسيله و انفرجت الصخرة لكن لا يستطيعون الخروج منه.
و أما الثاني:
توسل إلى الله بالعفة و ذلك انه كان له ابنه عم و كان يحبها حباً شديداً كأشد ما يحب الرجال النساء فأرادها عن نفسها اي بالزني و لكنها لم توافق فاصابها فقر و حاجة فاضطرت ان تحود بنفسها في الزني من اجل الضرورة-و هذا لا يجوز- فجاءت إليه فأعطاها مائة و عشرين دينارًا ففعلت من أجل الحاجة فلما جلس منها مجلس الجل من امرأته قالت له"اتقِ الله و لا تفض الخاتم إلا بحقه".
فخوفته بالله الا انه ان اراد هذا بالحق فلا مانع عندها فلما قالت له هذه الكلمات دخلت في اعماق قلبه و قام عنها و هي أحب الناس إليه يعني مازالت رغبته عنها ولا كرهها بل حبها باق في قلبه لكنه ادركه خوف الله عز وجل فقام عنها و ترك لها المال الذي اعطاها
فقال "اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه" فانفرجت الصخرة الا انهم لا يستطيعون الخروج.
و الثالث فقال:
فتوسل لله عز وجل بالأمانه و الإصلح و الإخلاص في العمل فذكر انه استأجر أجراء علي عمل من الاعمال فأعطاهم أجورهم جميعاًالا رجل ترك اجره ولم يأخذه. فقام هذا المستأجر فثمر المال فصار يتكسب به بالبيع و الشراء حتي نما و صار منه إبل وغنم و...
فجاءع بعد فترة فطلب اجره فقال له: كل ما تري فهو لك من الابل و البقر و الغنم و الرقيق
فقال لا تستهزي بي الاجرة التي لي عندك قليلة
فقلت هو لك فأخذه واستاقه و لم يترك لع شيئًا
اللهم ان فعلت ذلك من اجلك فافرج عنا ما نحن فيه
فانفرجت الصخرة و انفتح الباب فخرجوا يمشون لأنهم توسلوا إلي الله التي فعلوها إخلاصًا لله عز وجل
فوائد الحديث:
١- الدعاء من اعظم الاسباب التي تدفع بها المكاره و من اعظم اسباب الاجابه فعلي الانسان ان يدعو الله بإخلاص و يقين ان الله قريب مجيب الدعوات قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوه
الداع اذا دعان ***
٢- فضيله بر الوالدين و انها من الاعمال الصالحه التي
تُفرج بها الكربات
٣-فضيله العفه عن الزنا و ان الانسان اذا عف نفسه عن الزنا مع القدره عليه فإنه من افضل الاعمال فقد ورد في حديث للنبي صل الله عليه وسلم ان ممن يستظلهم الله بظله يوم القيامة رجل دعته امرأة ذات
منصب و جمال فقال إني أخاف الله
٤-في الحديث دليل على فضل الامانه و اصلاح العمل
للغير
٥- علي العبد ان يعرف الله في الرخاء ليعرفه في الشده كما قال النبي صل الله عليه وسلم "احفظ الله
تجده تجاهك"***
٦-اوضح الحديث مشروعيه التوسل لله بالعمل الصالح
٧-اثر التقوي في تخليص العباد من الضوائق و المصائب و الابتلاءات قال تعالي> ومن يتق الله يجعل
له مخرجا و يرزقه من حيث لايحتسب<
٨-المِحن و الابتلاءات علي الرغم من قسوتها الا انها
تحمل بين جنباتها الخير و الرحمه لمن ابتُلي بها
٩-الحديث فيه تربيه للنفس و اصلاح للقلب و يبين لنا ان نجاة المسلم وخلاصه من المِحن و الكربات بيد الله و انه لا يضيع اجره ابدا
١٠-يتبين فضل الصحبه الصالحه في تذكيرهم بعضهم بالدعاء و التوسل لله في قولهم "إنه لا ينجيكم من هذه الصخره الا ان تدعو الله بصالح اعمالكم " فالصحبه اما ان تعين علي الخير او تاخذ بيدك للهلاك
١١-اثبات كرامات اولياء الله الصالحين وان كل مؤمن
تقي كان لله ولي