اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
الفاروبى

محمودبكرى والحية الرقطاء مأمون فندى

Recommended Posts

كلما قرأنا شيئًا لمأمون فندي.. انطبعت في مخيلتنا صورة 'الساحر'

الهندي.. وألحان مزماره التي تتراقص علي ايقاعاتها حية مخيفة.. قالوا لنا ونحن صغار إنهم انتزعوا سمها.. ولا خطر منها، بينما يقر في يقيننا بعد تداخل الصورتين أن فندي لم ينتزع أحد سمه.. وعندما يتراقص علي ايقاعات المزمار الأمريكي نراه يلتفت حواليه بريبة ويتلمظ بفمه الواسع ووجهه المضغوط وعينيه اللتين لا تستقران علي شيء كأنه ينتظر فرصة حتي ينقض علينا يلدغنا واحدًا بعد آخر.. ليسري سمه القاتل في دمائنا.. وعندها يعود من جديد.. يتلمظ بوجهه الثعباني الأملس الخالي من التفاصيل.. عليه شيء كطيف ابتسامة مخاتلة.. تسعي لبث الطمأنينة الزائفة حتي يتمكن من الايقاع بفرائسه ونعتذر لأبي الطيب المتنبي حينما نستعير بيتًا من شعره الذائع ونبدل فيه لمقابلة مقتضي الحال.. فنقول:

إذا رأيت نيوب الذئب بارزة فلا تحسبن أن الذئب يبتسم

ومأمون فندي شخص مجهول بالنسبة لمصر والمصريين.. لا ظل له في الشارع أو في أروقة الجامعات ومحافل المثقفين.. وعندما أطل علي الناس من زاوية أسبوعية في الأهرام ـ قبل استبعاده ـ نسبه البعض إلي جنسيات متباينة ليس بينها الجنسية المصرية.. وكمان ظهوره تاليًا وبعد حوالي ٥١ عامًا من ظهور سعد الدين إبراهيم قادمًا من هجرة معكوسة من الولايات المتحدة الأمريكية قيل وقتها إن فشل سعد الدين إبراهيم في النفاذ والالتحام المجتمعي جعل أمريكا تدفع بمأمون فندي لعله ينجح فيما فشل فيه الأول.. وعندما تُقدم أمريكا علي تسريب أحد 'كوادرها' إلي مصر تكون علي الأقل قد ضمنت ولاءه التام وتأكدت من خلال التدريب والاعداد أنه قد تأمرك وتصهين إلي الأبد.. وأصبح مؤهلاً التي تحرص الصهيونية الأمريكية علي توجيهها لنا..

وعندما حاولنا التعرف علي ذلك الوافد كنا كمن يركب الصعب ويطلب المستحيل؛ لأنه رجل لم يكن له يومًا ظل.. ولم يخلف أثرًا.. قيل إنه من مواليد عام ١٦٩١ في مدينة الأقصر.. ولم تمثل هذه المعلومة صدمة من أي نوع لأنه أصبح معروفًا أن النباتات الشيطانية والسامة يمكن أن تظهر متناثرة في حقول الزهور.. والمحاصيل المباركة هي التي تنفع الناس، مع أنه ليس من الأقصر وإن كان يتمسح بها، وأنه قد طورد في جامعة جنوب الوادي التي حصل منها علي الليسانس.. ثم طرد علي اثر اتهامه بالاساءة إلي التقاليد الجامعية ـ وربما ما هو اكثر من ذلك ـ ذهب إلي السعودية بتأشيرة عمرة 'لم يؤدها' ومنها إلي أمريكا.. حيث تزوج من أمريكية يهودية سعت إلي تخصيص عمود أسبوعي له في إحدي الصحف المحلية.. كان دوره فقط هو التوقيع لأن زوجته الصهيونية هي التي كانت تتولي الكتابة.. والتي دارت كلها حول زرع الفتنة بين العرب والمسلمين.. وسرعان ما حصل علي الدكتوراه وتم تعيينه في جامعة جورج تاون.. واستغني عن زوجته التي قادت خطواته الأولي.. وزرعته في عالم الاستخبارات الأمريكية الواسع.. حدث كل ذلك خلال أربع سنوات فقط.

كانت رسالة الدكتوراه التي تقدم بها إلي جامعة ايلينوي الأمريكية تحمل عنوان 'إسلام الدولة وعنف الدولة: دراسة للسعودية'.. وتبعها بعدة بحوث ومقالات تتسم بطابع نقدي للمملكة.. وكان ذلك مدخله للتعرف علي الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة السابق في واشنطن.. وسرعان ما ظهر الانقلاب واضحًا في رأس مأمون فندي.. الذي سبق له أن أشاع عن نفسه أنه كان محسوبًا علي الخط الناصري القومي التحرري.. فأصبح أحد الأركان الفاعلة في الترويج لوجهات نظر الحكم، وقيادة بارزة للحملات الإعلامية ضد خصوم العائلة المالكة.. وبدا للناس أنه الناطق الرسمي باسم سفير السعودية في واشنطن.. وقيل إنه لعب دورًا أساسيًا في حصول الأمير فيصل بن سلمان صاحب الشرق الأوسط علي شهادة الدكتوراه.. ومن ثم زرعه الأمير في جريدته.. ليستتر في زاوية علي صفحاتها.. ويبرر ما تراكم لديه مما تجود به الأسرة السعودية.. وهو كثير.

كان لدي فندي قدرات خاصة علي السير في عدة اتجاهات في نفس الوقت.. وعندما حافظ علي اتجاهه السعودي وتم زرعه في جريدة الشرق الأوسط وقناة العربية كان في ذات الوقت خاضعًا لعمليات تدريب شاقة داخل الأجهزة التي لا تهدأ ولا تنام.. فقضي سنوات في دهاليز الـC. I. A ومراكز أبحاث البنتاجون، والأوكار الصهيونية.. وتمت برمجته ليصبح حفارًا في قضايا شمال افريقيا والشرق الأوسط، مع استعداد خاص للحفر في فضاءات الإسلام السياسي.. وكلها تفاصيل تصب فيما هو أشمل وأعم وأخطر.. ولا نقصد به الترويج للتطبيع مع العدو الصهيوني تحت مظلة الهيمنة الأمريكية.. وإنما العمل علي استساغة دخول إسرائيل في منظومة الدول التي تشكل المنطقة.. وتسهيل مرورها.. وتلبسها للهوية.. بديلاً عن الخطر الإيراني.. وقد برع فندي في مجاله فسبق الأولين والآخرين.. وتفوق علي المسئولين عن برمجته أنفسهم حتي إنه قال مؤخرًا: 'إذا امتلكت إيران القنبلة النووية فالويل كل الويل للعرب.. لأنها لن تكون في أيد أمينة'.. وهو ما يعني قناعته ودعواه لتفهم الأوضاع.. والتأكيد أن ترسانة إسرائيل النووية في أيد أمينة.. ولا خوف علي العرب منها.

واستنادًا إلي كفاءته منقطعة النظير.. طار مأمون فندي في سماء البراح الأمريكي الصهيوني ودهاليز الاستخبارات الرهيبة.. فأصبح رئيسًا لبرنامج 'أمن الخليج' في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، وكبيرًا للباحثين في معهد السلام الأمريكي في واشنطن، ومديرًا لبرنامج الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسات العامة بولاية تكساس الأمريكية.. كما اختير عضوًا مؤسسًا في لجنة 'أمريكا والعالم الإسلامي' المخولة من قبل الكونجرس الأمريكي بدراسة علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم الإسلامي.. وهي اللجنة التي رأسها مساعد وزير الخارجية الأمريكية وقدمت العديد من الدراسات والشهادات الحية أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي.. حول علاقة الولايات المتحدة بالعديد من الدول العربية!

ويبدو أن 'النجاحات' التي حققها مأمون فندي.. في مجاله الذي يستحيل علي إنسان عربي أو مسلم.. أو إنسان فقط أن يتخصص فيه.. قد دفعته مستنداً إلي مكانته في البنتاجون والدوائر الصهيونية والأكاديمية والصحافية.. إلي الطيران بأجنحة الخيال.. واصراره علي تحدي الصعب.. وركوب المستبعد والمستحيل.. فصرح لتليفزيون BBC2 البريطاني في نهاية شهر أغسطس الماضي بأن 'أمراء سعوديين' أخبروه بأن إسرائيل قدمت للسعودية خدمات تعد أعظم الخدمات في التاريخ.. وأكد في حديثه أنه كان ضمن وفد آل سعود الذي زار أمريكا في بداية الحرب اللبنانية، ذلك الوفد الذي ضم الأمير تركي الفيصل، والأمير سعود الفيصل، والأمير بندر بن سلطان.. وقد أخبروه بالحرف الواحد أن إسرائيل قدمت لهم أجلّ الخدمات في التاريخ الحديث.. وعلي رأس هذه الخدمات القضاء علي الناصرية في ٧٦٩١، واقناع أمريكا بغزو العراق وتخليصهم من صدام حسين.. وهي تضحي بأبنائها وأموالها وسلاحها من أجل القضاء علي حزب الله.. وأنه ـ أي فندي ـ قد سأل الأمراء إن كان بوسعه نقل الحديث المذكور عنهم فسمحوا له بذلك.

وأمام الاستياء العربي الواسع والهياج الذي ساد الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية نفي فندي ما سبق له قوله للتليفزيون البريطاني ووزع بياناً بهذا الخصوص..

هذا هو مأمون فندي.. مجرد لمحات وظلال من حياته وتوجهاته.. ومقدمة لما سوف يأتي.. وهو كثير كثير.. مخجل وبشع.. فلا قرت أعين العملاء

<script language="Javascript1.2"></script>

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..