اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
البرنسيسة وسام

قصة نوح عليه السلام

Recommended Posts

شرح قصة نوح عليه السلام

 

في محاورته مع ابنه الكافر وسؤاله ربه في أمره وكذلك في دعائه على قومه

قال تعالى ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال

سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما

الموج فكان من المغرقين

قالوا كيف يصح أن يقول له اركب معنا فيأبى ويظن أن الجبال تعصمه من الغرق مع قول أبيه

له ولا تكن مع الكافرين وفي إبائه أن يركب مع أبيه السفينة مع عقوق أبيه والرد عليه

واعتصامه بغير السفينة دليل على إثبات كفره إذ لو صدق أباه في أن النجاة في السفينة

والهلاك في غيرها لم يقل ذلك

وفي قوله أيضا مع اعتقاده أن الجبال تعصم من الماء تسفيه حلم أبيه إذ لو كان الاعتصام

بغير السفينة لكان الاعتصام بالسفينة سفها من جهة الضيق والتعزير ونوح عليه السلام

أعلم الناس بهذه الوجوه وهذه القرائن من أحوال ولده وأقواله فإنها تدل على كفره بتكذيبه

إياه وتسفيه حلمه وإذا كان هذا فكيف يسوغ له عليه السلام أن يقول بعد ذلك رب إن

ابني من أهلي وإن وعدك الحق يعني في سلامة أهلي وقد

قيل له قبل ذلك إلا من سبق عليه القول وأقوال ابنه وأحواله تدل على أنه ممن سبق

عليه القول وكذلك قوله تعالى له ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون وهو من

الذين ظلموا

فالجواب أن نوحا عليه السلام حين ركب السفينة وأدخل فيه المؤمنين وأهله كما أمر رأى

ولده في جهة من خارج السفينة وبمقربة منها حيث يسمع النداء ولم ير امرأته فيئس من

سلامتها وظن أنها هي المستثناة وحدها وأنها هي التي سبق عليها القول من الله تعالى

بختم الكفر والعذاب فقط وطمع في إيمان ولده الذي كان عهد منه قبل ذلك وكان ولده

يظهر له الإيمان ويبطن الكفر والأنبياء عليهم السلام إنما عنوا بالظواهر والله يتولى السرائر

فلما لم ير امرأته يئس من سلامتها ولما رأى ولده بمقربة من السفينة حيث يسمع النداء

طمع في سلامته وحسن الظن أنه مؤمن فقال يا بني اركب معنا يعني في السفينة ولا

تكن مع الكافرين أي لا تبق في الأرض فتهلك مع الكفرة و في قوله له ولا تكن مع الكافرين

دليل على أنه كان يعتقد إيمانه فلما قال له سآوي إلى جبل يعصمني من الماء حسن

أيضا به الظن بأنه كان يعتقد أن ما أخبر به أبوه من هلاك الكفرة صحيح وأن المؤمن يسلم

بإيمانه فظن هو أنه يسلم في السفينة وغيرها فقال له أبوه لا عاصم اليوم من أمر الله

يعني من مراد الله هلاك الكفرة إلا من رحم يعني من رحمه الله فسلم بإيمانه ولم يقل إلا

من ركب السفينة فاحتمل القول جواز سلامة المؤمن في السفينة وغيرها فلم يقع من

الولد تكذيب ظاهر لأبيه في هذه

المراجعة مع هذه الاحتمالات ثم حال بينهما الموج في الحين فظن نوح عليه السلام أنه

قد كان يدخل معه السفينة لولا ما حال بينهما الموج فلما حال بينهما الموج لم يدر ما صنع

الله به وبقي مستريبا في إيمانه فقال بعد ذلك رب أن ابني من أهلي يعني في النسب

وظاهر ايمانه وإن وعدك الحق في سلامة أهلي بإيمانهم وأنت أحكم الحاكمين إن كان

الحكم هنا من الحكمة التي هي العلة فمعناه أنت أعلم العالمين بحاله ومعتقده وإن كان

الحكم القهر بالإرادة والقدرة فمعناه أنت أقهر القاهرين الذي لا راد لأمرك ولا معقب لحكمك

وفي ضمن هذا كله سؤاله ربه ورغبته في أن يطلعه على عاقبة أمر ولده كيف كانت

فأطلعه الله على ذلك فقال يا نوح إنه ليس من أهلك يعني في الدين لا في النسب إنه

عمل غير صالح يعني أن عمله غير صالح لكن سماه باسم صفته الغالبة عليه وقد قرئ إنه

عمل غير صالح بفتح اللام على معنى الخبر عن عمله فأعلمه الله تعالى بحاله ومآله ثم

أدبه تعالى ووعظه وعلمه فقال له فلا تسألن ما ليس لك به علم نهاه ربه أن يسأله

تحصيل علم ما لم يكلف علمه إذ ليس يجب على المكلف أن يسأل علم ما لم يكلف العلم

به

ومن هذا الوجه تخرج قولة خضر لموسى عليهما السلام فلا تسألني عن شيء حتى

أحدث لك منه ذكرا وذلك أن موسى عليه السلام طلب منه علما لم يكلف طلبه إذ لا يجوز

لطالب العلم المكلف بطلبه السكوت عن سؤال علم يلزمه ولا يجوز للمعلم أيضا أن ينهاه

عن السؤال فيما كلف العلم به

فخرج من ذلك أن نوحا عليه السلام سأل في أمر ولده عن علم لا يلزمه فنهاه الله تعالى

أن يسأل عما لم يكلف العلم به ثم حذره تعالى أن يفعل ذلك على جهة النزاهة لا على

الحظر فقال إني أعظك أن تكون من الجاهلين يعني الذين يتعصبون لعاطفة الرحم حتى

يسألوا عما لم يكلفوا العلم به

فقد قام بحمد الله عذر نوح في سؤاله عن رفع الإشكال وإجابة ربه تعالى إياه في إعلامه

بمآل ولده وعتبه إلا يعود لمثل ذلك واستعاذ هو بربه ألا يفعل مثل ذلك

ولله تعالى أن يعتب أنبياءه ويؤدبهم ويحذرهم ويعلمهم من غير أن يلحق بهم عتب ولا ذنب

فهذا هذا والجهلة يخبطون عشواء الدجون

فصل

في شرح ما جاء في الكتاب من دعائه على قومه وامتناعه الشفاعة الكبرى في الآخرة

من أجله

وأما قصته عليه السلام في دعائه على قومه حين قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين

ديارا فأجابه ربه فيهم فجاء في الخبر أنه احتمل أذايتهم ألف سنة إلا خمسين عاما كما

أخبر تعالى وهو يقول مع ذلك رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون فبينا هو ساجد يوما إذ مر به

رجل من كفار قومه وعلى عنقه حفيد له فقال الجد للحفيد يا بني هذا هو الشيخ الكذاب

الذي دعانا إلى عبادة رب لا نعرفه وأوعدنا وعيدا بلا أمد فتحفظ منه لئلا يضلك فقال الحفيد

له إذا كان على هذه الحالة فلم تركتموه حيا إلى الآن فقال له الجد وما كنا نصنع به فقال

أنزلني حتى ترى ما أصنع به فأنزله فأخذ صخرة فصبها على رأسه فتلقفها الملك وقيل

شج رأسه فلما سمع نوح عليه السلام قوله ورأى فعله علم إذ ذاك أن الحفيد أطغى من

الجد فدعا في تلك السجدة فكان ما كان ثم ندم على دعائه حتى إذا سئل الشفاعة في

الآخرة امتنع منها واعتذر بأنه دعا على قومه بالإهلاك

ومعلوم أن دعاء المؤمن على الكافر مباح لا ذنب فيه صغيرا ولا كبيرا

لا سيما بعدما قيل له أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلما قطع بكفرهم دعا عليهم

وإذا كان الدعاء على الكفرة على الإطلاق مباحا كان أحرى إذا وقع القطع على كفرهم

بالخبر الصدق

وقد دعا رسول الله على مضر وكذلك موسى عليه السلام دعا على فرعون وملئه

على أن دعوة نوح عليه السلام رحمة عللها هو إذ دعا فقال إنك إن تذرهم يضلوا عبادك

يعني يضلوا من آمن من قومه بكثرة الإذاية فربما رجع منهم إلى مذهبهم وقد يكون العباد

هنا المولودين على الفطرة الذين إذا أدركوا يكفرون بكفر آبائهم كما ورد في الخبر

ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا يعني من يكفر في ثاني حال لصحة الخبر أنهم لا يؤمنون ولما رأى

من الصبي الذي طرح على رأسه الصخرة إن صح الخبر

وإذا كان كذلك وطال مكثهم يتوالدون فيكثر سواد أهل النار بطول مكثهم

وهذا دعاء مباح مع ما فيه من الرفق بالغير وطلب السلامة للبعض وقد عده هو ذنبا وذلك

لأنه رأى أن سكوته وصبره عليهم كان أولى به حتى ينفذ فيهم حكم ربهم بما شاء

ويحتمل أن يعده ذنبا لكونه لم يؤمر به كما عد موسى عليه السلام قتل الكافر ذنبا لكونه

لم يؤمر به فيقول قتلت نفسا لم يأمرني الله بقتلها

فهذا رحمك الله أدل دليل على صحة ما ذكرناه في أن الأكابر يصيرون بعض المباحات ذنوبا

من باب الأولى والأحرى إذ الدعاء على الكفرة مباح إجماعا

فصل

ثم إن لله تعالى أن يعتب أنبياءه وأصفياءه ويؤدبهم كما تقدم ويطلبهم بالنقير والقطمير من

غير أن يلحقهم في ذلك نقص من كمالهم ولا غض من أقدارهم حتى يتمحصوا للعبودية

والقيام في نطاق الخدمة والقعود على بساط القربة

ألا ترى كيف نهى الله تعالى نبينا عن النظر

لبعض المباحات فقال لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم الآية ونهاه أن يتبع النظرة

الأولى ثانية فقال له ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا مع قوله تعالى في مقام

آخر قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق

فإذا لم يحرم أكل الطيبات والتمتع بالزينة إذا كانت من كسب الحلال والنظر في الحسن

من التمتع والزينة فكيف يحرم النظر إليها لكن كما قال المشايخ حسنات الأبرار سيئات

المقربين

جاء في الصحيح أن النبي قال يوم الفتح ما كان لنبي أن يكون له خائنة الأعين

يعني الإشارة بالعين في الأوامر حتى يفصح بها

والإشارة بالعين في الأوامر مباحة لكنه يجري عنها تنزها وتأكيدا لرفع الالتباس وهي

مباحة لغير الأنبياء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

عليه السلام .... جزيتى خيرا اختى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..