تجدد الصراع في ناغورنو كاراباخ والأمم المتحدة تدعو لوقف القتال

[الأخبار 4]

اشتعل الصراع من جديد بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم «ناغورنو كاراباخ»، المتنازع عليه بين الدولتين منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، بينما دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار.

بعد 3 سنوات على كتم صوت الرصاص، ضمن اتفاق جرى توقيعه في نوفمبر، شنت أذربيجان يوم أمس الثلاثاء عملية عسكرية، مطالبة بانسحاب أرميني «كامل وغير مشروط» من «ناغورنو كاراباخ» ومؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للتفاوض في حال إلقاء أرمن الإقليم السلاح.

الانفصاليون في الإقليم أكدوا سقوط 27 قتيلاً في العملية العسكرية الأذربيجانية، بينهم مدنيان، وأكثر من 200 جريح، مؤكّدين إجلاء نحو 7 آلاف شخص من 16 قرية.

من جهتها، أعلنت باكو سقوط قتيلين مدنيين في مناطق خاضعة لسيطرتها.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، اليوم الأربعاء، إن إجراءاتها العسكرية في منطقة كاراباخ مستمرة بنجاح.

وأضافت الوزارة في بيان على تلغرام إنه تم تحييد مواقع قتالية ومركبات عسكرية ومدفعية وتجهيزات صواريخ مضادة للطائرات ومحطات حرب إلكترونية وغيرها من المعدات العسكرية التابعة لوحدات القوات المسلحة الأرمينية وفقا لرويترز.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إلى وقف فوري للقتال في ناغورنو كاراباخ.

وقال المتحدث ستيفان دوغاريك إن الأمين العام يدعو بأقوى العبارات إلى وقف فوري للقتال ووقف التصعيد والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار لعام 2020 ومبادئ القانون الإنساني الدولي.

ومساء الثلاثاء، دعت الرئاسة الأذربيجانية القوات الانفصالية في الجيب الذي تقطنه غالبية أرمينية إلى إلقاء السلاح، مبدية استعداد باكو لإجراء مفاوضات مع ممثّلين عن هذه القوات في حال استسلمت.

وكانت السلطات الانفصالية في ناغورنو كاراباخ دعت قبل ذلك أذربيجان إلى وقف إطلاق النار على الفور والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأكّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن العملية العسكرية التي بدأتها باكو في ناغورنو كاراباخ ستتوقف في حال تسليم الانفصاليين الأرمن أسلحتهم.

وقالت الرئاسة الأذربيجانية في بيان نشرته صباح الأربعاء «أكّد رئيس الدولة الأذربيجانية أن إجراءات مكافحة الإرهاب ستتوقف إذا سلّم (الانفصاليون الأرمن) أسلحتهم وكانوا منزوعي السلاح».

وذكرت الرئاسة أن الاتصال بين علييف وبلينكن جرى الثلاثاء.

ودعت روسيا إلى وقف فوري لإراقة الدماء في ناغورنو كاراباخ بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، الأربعاء، إنّه في ما يتعلّق بالتصعيد الحادّ للمواجهة المسلّحة في ناغورنو كاراباخ، نحضّ أطراف النزاع على الوقف الفوري لإراقة الدماء وإنهاء الأعمال العدائية ووضع حدّ للخسائر المدنية.

وشدّدت الوزارة في بيانها على ضرورة العودة إلى الاتّفاقات التي تمّ التفاوض عليها في 2020 بوساطة منها والتي أثمرت وقفاً لإطلاق النار ولكن ليس اتفاق سلام.

ومساء الثلاثاء أعلنت أذربيحان سيطرتها على أكثر من 60 موقعاً أرمينياً في ناغورنو كاراباخ في حين أعلن الانفصاليون الأرمن إجلاء أكثر من 7 آلاف شخص.

من جهتها، ندّدت وزارة الخارجية الأرمينية بعدوان واسع النطاق بهدف القيام بتطهير عرقي، مشددة على أنّها لا تنشر أيّ قوات في المنطقة وأنّ الانفصاليين يقاتلون لوحدهم القوات الأذربيجانية.

وفي نوفمبر 2020، وقعت كل من أذربيجان وأرمينيا على اتفاق ينهي الصراع المسلح الدائر حول إقليم ناغورنو كاراباخ.

ووصف رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان الاتفاق بـ«المؤلم جدا، بالنسبة لي شخصيا وبالنسبة للشعب الأرميني» بحسب تقرير للبي بي سي.

ويأتي التوقيع على اتفاق السلام الأخير عقب ستة أسابيع من القتال بين القوات الأذرية من جهة والانفصاليين الأرمن في الإقليم من جهة أخرى.

ومن المعروف أن إقليم ناغورنو كاراباخ معترف به دوليا على أنه جزء من الأراضي الأذربيجانية، ولكنه يخضع لسيطرة الأرمن منذ عام 1994.

إقليم جبلي جزء في جنوب القوقاز، واستقل هذا الإقليم وأصبح يكون جمهورية ناغورنو كاراباخ (أرتساخ) غير المعترف بها، ويقع الإقليم في قلب الأراضي الأذربيجانية وعاصمته سيتباناكيرت نسبة للزعيم الأرميني البلشفي ستيبان شوماهان وفقا للموسعة الحرة.

وتبلغ مساحة الإقليم 4،800 كم2 ويبعد عن باكو عاصمة أذربيجان نحو 270 كم غربًا.

ويغلب على الإقليم الطبيعة الجبلية كما توجد بعض الأنهار التي يستخدم ماءها في إنتاج الكهرباء والري، وهو إقليم فقير في موارده الاقتصادية، ويعتمد النشاط الاقتصادي على الزراعة وتربية الماشية وبعض الصناعات الغذائية، من المحاصيل المشهورة الحبوب والقطن والتبغ.

ترجع جذور الصراع بين (ناغورنو كارباخ) إلى عام 1923 عندما أعطت الحكومة الروسية منطقة ناغورنو كاراباخ رسمياً لأذربيجان. ولكن بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتي وبعد أن استقلت جمهورية أذربيجان، اندلعت الحروب بين كل من أذربيجان وجمهورية أرمينيا، للسيطرة على هذه المساحة.

وكان السبب في ذلك الصراع هو ادعاء أرمينيا بأن تلك المنطقة ملكاً لها معللة ذلك بأغلبية سكانها الأرمن. وأدى ذلك الصراع إلى نزوح مئات الآلاف من الأرمن من أذربيجان إلى أرمينيا ونزوح مئات الآلاف من الأذريين من أرمينيا إلى أذربيجان.

اقرأ الخبر من المصدر