القطاع الداجني والحيواني يترقب الإفراجات الجمركية

[الأخبار 4]

مع اقتراب شهر رمضان المبارك يترقب ملايين المواطنين هبوط أسعار اللحوم البيضاء والحمراء، بعد إعلان الحكومة نتائج صفقة رأس الحكمة وما يتبعها من دخول العملة الصعبة وتوفرها، وما سينجم عنها من سد احتياجات الطلب المحلي خاصة الإفراجات الجمركية وانعكاساتها على تراجع أسعار الأعلاف.

ووضعت الحكومة خطة لتكوين مخزون استراتيجي من الأعلاف والاستفادة من الصوامع التي أنشأتها الدولة واستخدامها خلال الفترات البينية كمخازن للأعلاف، خلال اجتماع لمتابعة موقف توافر الأعلاف.

وأشار وزير الزراعة السيد القصير، إلى أن حجم الاستهلاك السنوي من الأعلاف المركزة قدر بـ24 مليون طن للتغذية الحيوانية، والاحتياجات السنوية من الذرة يبلغ 12 مليون طن يتوافر من ما بين 7 إلى 8 ملايين طن سنويًا.

وبحسب تصريحات إعلامية للمستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم رئاسة الوزراء، قال إن الصفقات الاستثمارية الكبيرة مثل رأس الحكمة ستوفر موارد دولارية ضخمة للدولة تمكنها من توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين وعلى رأسها السلع الغذائية الاستراتيجية والأدوية ومدخلات الإنتاج.

وأضاف أن الحكومة ترصد ما يوجد في الجمارك من سلع غذائية وأدوية وأعلاف، وحاليًا، يوجد نحو 1.3 مليار دولار، وستكون هناك رؤية للإفراج بصورة متتابعة على السلع وفقًا لأولويات الدولة واحتياجاتها، وتابع: "سنشهد المزيد من التحسن في أسعار السلع وزيادة كميتها في الأسواق خلال المرحلة المقبلة".

ويرى الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين، أن المحاولات التي تبذلها الدولة تهدف للسيطرة على السوق السوداء كما ستُقلل الأسعار بشكل مباشر، مضيفًا أن أسعار الزيوت والأقماح ستتراجع بنفس معدل انخفاض الدولار مقابل الجنيه، وذلك لأن 97% من الزيوت النباتية مستوردة من الخارج، كما سينخفض سعر القمح بنسبة 50%، وذلك لأن مصر تستورد 50% من احتياجاتها من القمح من الخارج بينما ينتج 50% محليًا، لافتًا أن أسعار اللحوم المستوردة ستنخفض بشكل مباشر، وذلك لأنها تمثل 45% من إجمالي الاستهلاك المحلي.

وأكد وزير التموين في تصريحات إعلامية، أن أسعار الدواجن أيضًا ستنخفض نظرًا لانخفاض أسعار الأعلاف، مشيًرا إلى تراجع أسعار الأعلاف من 18.5 ألف جنيه للطن إلى 16 ألف جنيه، وبعض الأنواع من 14.5 ألف جنيه إلى 13.5 ألف جنيه، موضحًا أن الحكومة تضع 100 مليون دولار لتوفير السلع الغذائية خلال الفترة الحالية.

يأتي هذا فيما أكد خبراء اقتصاد أن توفر النقد الأجنبي، خاصة بعد الإعلان عن صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة وقرب دخول سيولة دولارية كبيرة، من المتوقع تحسن قطاعات عديدة واستقرار منتجاتها، من بينها القطاع الداجني والحيواني والتي تتطلب وجود أعلاف من الذرة الصفراء وفول الصويا.

وقال الدكتور محمد يونس، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن تراجع أسعار العملة الأجنبية سيكون له دور كبير في استمرار وتيرة إنتاج السلع واستقرارها تدريجيًا وصولاً لتحقيق تراجع.

وأوضح أستاذ الاقتصاد، في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أن القطاع الداجني واحد من القطاعات التي تعتمد على استيراد مواد الأعلاف والأدوية البيطرية ومستلزماتها بالعملة الصعبة، والتي بلغت 100 مليون دولار أسبوعيًا وفقًا لشعبة الدواجن بالجيزة.

وشدد على أهمية العمل على تعظيم الإنتاج المحلي من مستلزمات الإنتاج العلفية للحد من التقلبات السعرية المفاجئة لأسعار الدواجن، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك وتزايد الطلب عليها.

وأضاف الدكتور سعد زكريا، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن الحكومة عملت على زيادة إنتاجية المحاصيل العلفية كالذرة وفول الصويا والاستفادة من التوسع الإنتاجي في تقليص الفاتورة الاستيرادية منهما، والبالغة قرابة 3.7 مليارات دولار وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023م.

ويرى أن وفرة العملة الأجنبية سيدعم موقف الجنيه المصري واستقرار سعر مستلزمات الإنتاج واستدامتها دون تأثر، إلا أنه من الضروري تعظيم الإنتاجية للمحاصيل العلفية عبر التوسع الإنتاجي والزيادة الرأسية عبر تحميل بعض الزراعات على بعضها البعض للاستفادة بأكبر قدرة إنتاجية للفدان.

وأشار محمد سنجر، مهندس زراعي ومختص في الإنتاج الداجني والحيواني، إلى أن تحقيق الاستقرار التسعيري لمستلزمات الإنتاج الداجني والحيواني ضرورة للحد من التكاليف الإنتاجية الكبيرة والزائدة التي يعاني منها المربون، وبالتبعية سيتقلص حجم الإنفاق على الإنتاج ثم تراجع الأسعار للمنتج النهائي دون الإضرار بدوائر الإنتاج التي يجب الحفاظ عليها وغلق المجال والحيلولة دون خروج منتجين من منظومة الإنتاج.

وأفاد أن ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية التي تزايدت مؤخرًا بنسبة 300% وفقًا لشعبة الدواجن، يضر بإمكانيات المربي ويزيد من فرص انتشار العدوى، كنتيجة طبيعية للتأخر في العلاج، الأمر الذي يضر بحجم الإنتاج الكلي للموسم ومن ثم ترتفع الأسعار.

اقرأ الخبر من المصدر