اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
عاشقة الجنة

عـــــــــــــدالة الســــماء (قصة من قلب صعيد مصر)

Recommended Posts

(أ/ أشــــــرف أحمــــد هـــــلال )

 

عـــــــــــــدالة الســــماء

 

خرجت محاسن بنت الخامسة عشرة من العمر

تحمل فوق رأسها بؤجه من القماش موضوعة في قفص صنعا من زعف النخيل

تحمل فيها قليل من الخبز وبعضاً من الجبنة القديمة والزبدة

خرجت تمشي وسط الزراعات في ساعة الظهيرة

لتوصل لأبيها غداء يومه البسيط في حقله الذي يعمل فيه مع طلوع الفجر

ومضت في الطريق تزفها العصافير وطيور السماء وتعطرها أزهار الطبيعة ونسمات هواء تشبع من أحضان الطبيعة الساحرة ومناظرها الجميلة

ومضت الفتاة في طريقها تلقي التحية على كل من يقابلها من الجيران والفلاحين

طيبت القلب تظهر في عيونها وبراءه الطفولة تتبرعم خجلاً من خدود وجهها الجميل

وتلاثيم الكرامة والشرف وكأنها ترفرف على ملابسها الجميلة النظيفة الزهية .

محاسن تلك الفتاة الطفلة ذالك البرعم على غصن نبته

ينتظر ربيع الحياه حتى تتفتح أرجائه وطيات أوراقه ليسعد الطبيعة بمظهره الجميل

ويعطر الطبيعة برائحته البراقة

وصلت إلى حقل أبيها وراحت تخلع نعالها وتجلس على الأرض

وتضع الطعام وتخرجه من القفص وتجهزه لأبيها

راحت تقطع قليل من خضرة الجرجير والخص وتغسلها حتى تقدمها لأبيها مع الطعام

ونادت الطفلة البريئة على أبيها ليتناول طعامه .

وجاء الأب أحمد سلامي رجلاً ترى ساقيه مائلة على جانبيه

فلقد طواها الزمن في قسوته على الفلاحين والفقراء في عملهم الشاق

الذين يعملون فيه ليلا نهار

وبدون عملاً ليوم واحد قد لا يجد قوت يومه

وجاء الرجل بعد دقائق طويلة يلقي التحية

أزيك يامحاسن يابنتي ويجلس الرجل قائلاً

الله الله على الغداء اليوم تلك الكلمة كلمات شجن يصبر به نفسه ومعدته المؤلمة من أكل الجبن والزبدة كل يوم

أنها عادة الريف في صعيد مصر البعيد

صعيد الصبر والرجولة والعناء صعيد الأمل والألم صعيد الفخر والشرف

وبدأ الرجل بسم الله الرحمن الرحيم ومد يده ليأكل وأبنته الجميلة تعطي له الخص قائلة

كُل يأبي هذه الخضرة حتى ترطب من قلبك في هذه الحرارة المؤلمة

وقليل من الوقت

وينتهي الرجل من طعامه وتقدم له أبنته الماء في إناءً من الفخار

ويغسل الرجل يده ثم يتواضئ ويصلي الظهر قبل أن يقوم لأكمال باقي عمله

وينتهي الرجل من صلاته وأبنته الجميلة تنتظره لربما يحتاج إلى شيئ قبل أن تتركه وتعود إلى البيت .

نعم أنها التربية على مبادئ الأخلاق والقيم والتقاليد الحكيمة الأمينة

التي حملت كل معاني الاحترام والتقدير للمرأة التي يستهدفها الغرب اليوم

ويوجه إليها سهامه القاتلة ويتربص لها بمرصاد الشر والرزيلة

وأنتهى الأب وطلب من أبنته أن تذهب لتساعد الأم في عمل المنزل

وحملت الطفلة البؤجة فوق رأسها وقليل من الخضرة غذاءً للطيور على يدها عائدة إلى بيتهم .

وبدأت الطريق الطويل وفي المنتصف وعند البحيرة تقف لتغسل أواني الطعام القديمة

التي هلكها الزمن وكتب عليها ماضيها وتاريخها

لتدل أنها أوني أصيلة منذ القدم صنعها الحرفي الذي كان يعمل بضميره وقلبه

ورغم أنها لا تصلح كأواني طعام للأنسان ولكنها إرادة الله وظروف الزمان القاسي المؤلم.

ونزلت الفتاة في البحيرة تغسل الأواني وأنتهت

ولكنها أخذت تسبح في البحيرة الجميلة وبقت مدة طويلة مع حرارة الشمس القاسية تشدها طفولتها البريئة للعب في المياه .

وخرجت من البحيرة تجلس في الهواء حتى تجف ملابسها ومع نسمات الهواء النقي

هواء الحياة الخالي من الغدر

تنعس الفتاة وتنام مكانها وتغرق في بحر النوم

وأحلام الحياة والمستقبل لفتاة أشرقت عروسة

في ريف قريتها الجميلة وحديث النساء في جمالها .

وبعد ساعات وهي مستغرقة في نومها العميق

يمر من الطريق كمال شهدان شيخ الخفراء النظامين بالقرية

يرفع على كاهله بندقية طويلة

ويرتدي زي الخفير النظامي

جاكت طويل مصنوعاً منذ سنوات طويلة

ويمتد حتى أسفل الركب

وبه من الأمام أزارير كثيرة كبيرة الحجم

وعلى الأكمام أزارير كثيرة

وأقترب الخفير من البحيرة يغسل وجه من حرارة الشمس القاسية

في ذلك اليوم

ويخرج منديله القديم الذي أصفر لونه الأبيض من كثرة أستعماله منذ سنوات طويلة

ويجفف وجه من ماء البحيرة.

ويجلس كمال شهدان ليستنشق نسمات الهواء النقي

وإذا به يرى محاسن مستغرقة في نومها العميق

وملابسها ملتصقة بجسدها موضحةً معالم أنوثتها

فاقترب منها الخفير ليراها عن قرب وشده الشيطان إليها

وتحركت غرائزه نحوها

ونسي مهام مهنته العظيمة في حفظ الأرواح والعرض والشرف والمال

سال لعابه مع شيطان المعاصي

الذي دفعه ليحرك تلك الغرائز فيه نحوى تلك الفتاة الصغيرة

التي لم تشعر يوماً أنها قد أصبحت مطمعاً للذئاب البشرية

فمازالت تعيش براءة الطفولة وحياة الطفولة

وثقت بكل من حولها

فهم أهلها وجيرانها الفلاحين الطيبين

الذين عاشت معهم وعرفتهم منذ نعومة أظافرها في قريتها الجميلة

التي لم تعرف يوماً قصة عن الشر ولم يحدث فيها يوماً شيئ ضد الشرف

فكل أهل القرية أهلها وشيخ الخفراء في منزلة والدها .

نامت في أمان الله وأمنه نامت مثل أي طفله

لم تعرف يوماً أو تسمع يوماً عن أن رجل أغتصب طفلة في زمان الحب والطمأنينة والسكينة الهادئة

وحياة الريف الشريفة التي خرجت منه مبادئ القيم وعرف الحياة وتقاليد الزمن

فالريف هو الريف بشهامة رجاله وكرم أبنائه وبطولتهم وأماناتهم وحبهم بعضهم البعض .

ووضع كمال شهدان يده على الفتاة يتلمس مناطق أنوثتها

وتستيقظ الفتاة من نومها تبعد

أيدي الخفير عنها قائلة......

يتبـــــــع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

...............قائلة ماذ تفعل ياعم كمال

وأخذ الرجل يداعبها

ويشعرها أنه يلعب معها

حتى أستطاع أن يغتصبها

بالقوة بعد أن وضع يدها

خلف ظهرها وضغط عليها

حتى لا تستطيع المقاومة بيدها

صرخت الفتاة صرخت خوف

لا تريد أن يراها أحد في هذا الوضع

المؤلم صرخت تريد الاستغاثة

ولكنها خائفة صرخت لتخيف

الخفير حتى يشعر أنها ستفضحه

فيتركها ولم تصرخ بصوت عالي

حتى لا يراها أحد فيفضح أمر

عائلتها الكريمة الشريفة التي وصفت

بأجمل صفات الكرم والشرف

في قريتها توسلت عين الفتاة

لكمال شهدان الذي لم يرحم

ولكنه ذئباً تحولت كل عواطفه وأحاسيسه

إلى وحشاً مفترس لايرحم من أمامه

حتى ولو كانت طفلة زهرة

في مقتبل العمر في ربيع زهرها الجميل

وظلت الفتاة تدافع عن شرفها بساقيها

تدافع عن شرفها بدموع عيناها

التي سالت تتوسل إلى الخفير بالرحمة

وأن يتركها لكن إرادة الله فوق كل إرادة

ولا بد أن ترى الفتاة المسكينة

ما كتب لها في حياتها

وصرخت الفتاة صرخت قوية

بعد أن هتك عرضها الخفير

دون رحمة دون أن يراعي طفولتها

دون أن يشعر أنه أب لأبناء وبنات مثلها

وفي سنها وتركها الخفير تنزف

في دمائها تضمد جرحها بماء الدموع

التي تسيل منها حتى لا يسيل الدم

على ملابسها قامت الفتاة المسكينة

تنظر إلى السماء تنظر إلى الخالق

تنظر إلى الرحمن تطلب الرحمة

تطلب الستر في زمناً وفي قرية

وريفاً وعادات لا يعرف لهذا العار

سوى القتل دون مراعاة لمن الفاعل

دون مراعاة لمن ارتكب هذا العمل

فهم يقتلون الفتاة دون رحمة

أو يدفنوها حية أو يقطعون جسدها بالسكين

فنحن نعيش في ريف الشرف

الذي لا يعرف للعار مكان

ولا للرزيلة عنوان

قامت الفتاة تمشي في طريقها

لا تحملها قدميها

تمشي مرتجفة خائفة من القتل

تمشي والطريق أسوداً مظلماً طويلاً

لا ينتهي طريقاً مثل ليلاً أسوداً كئيب

أسدل ستار الظلام في كل جوانب الحياة .

وصلت محاسن إلى بيتهم

تحمل في يدها القفص الذي به أواني الطعام

الذي أوصلته لأبيها

وفي يدها الثانية تحمل حزمة من طعام الطيور

وتحمل بقلبها وجسدها العار

تنظر إلى بيتهم وكأنها أول مرة ترى هذا البيت

تنظر إلى كل شيئ فيه

وكأنها تودعه قبل أن تموت

تتلمس بيدها حمامتها البيضاء

وهي تبكي وكأنها تقول لها أنني بريئة

من غدر الخفير أنا برئية من العار

أنا طفلة هزمني الخفير بقوته

ولم أستطيع مقاومته

ولكن لمن أقول تلك الحقيقة

من سيحميني من دماء الشرف

الذي يجب أن تقتص مني

على جريمة لم أرتكبها

ياعدالة السماء وجهت أمري إليكي

ياعدالة الرحمة ياعدالة العدل في سماء الله

أرفع تلك الدموع التي لا أملك غيرها

الأن لتدافع عني أرفع تلك الدموع

وأنا بريئة من غدر الذئاب المجردة

من كل مشاعر الرحمة

ومبادئ الإنسانية

وتدخل الفتاة غرفتها البسيطة

لتنام على سريرها المصنوع من الطين

وعليه مرتبة من القطن

وتغطي نفسها في شدة

الحر لعل اللحاف يغطي عارها

يغطي ما فعل بها وجلست الفتاة تبكي وحيدة

وأيام وتشعر الأم بها

تشعر الأم بوردتها المتفتحة تذبل وتمرض

ويظهر على جسدها الضعف والأرهاق

وتستمر الأيام وتمر اليلي السوداء

والشهور المظلمة وكأنها في ساحة جحيم

لا تعرف ماذا تفعل لا تعرف ماذا تقول

فإن أعترفت لأهلها يعني ذلك يوم موتها

ولاحظت الأم ولاحظ الأب

على أبنته التعب والأرهاق الدائم

وطلب من زوجته أن تأخذها إلى

حكيمة الصحة حتى تكشف عليها

وتعطيها بعضاً من الدواء

لكن سرعان ما رفضت الصغيرة

وقالت لا لا أريد أن أذهب إلى الوحدة الريفية

وبعد أيام تحضر لزيارتهم جارتهم

وهي تعمل داية لتوليد النساء

في عصرنا الريفي حيث لا يجوز للطبيب

أن يولد المرأة حتى ولو ماتت وهي تلد

فإن لم تكن الداية أو طبيبة

فأنهم لا يوافقون أن يولد المرأة طبيب

نعم هذه هي عادة الريف منذ القدم

وكانت محاسن نائمة في سريرها

وسرعان ما دخلت الأم والداية على أبنتها

وتشير الأم إلى أبنتها وتقول لجارتها

أنظري إليها ياأم حسان منذ حوالي

أربعة شهور والبنت بهذا الحال

كل يوماً مثل الشجرة التي تذبل وتتألم

كل يوم ولا أحد يعرف ماذا أصابها

وأستيقظت الفتاة محاسن تنظر إلى أمها

وأم حسان تقترب منها وتضع يدها

على جبين محاسن وتقول ربنا يشفيكي

يا أبنتي وتضع يدها على قلبها

وتقترب أم حسان أكثر على بطنها

وسرعان ما أرتجفت البنت

من يدي أم حسان

ونظرت أم حسان لها نظرة قوية

ثم تركتها وخرجت تجلس مع أمها

وتقول أم حسان استغفر الله العظيم

وتسئل الأم ماذا ياأم حسان ماذا حدث

طمأنيني على طفلتي

ماذ ألم بها وتقول أم حسان وحمرة الخجل

في حديثها أنني أشك والله أعلم

أن الفتاة حامل فتقف أم محاسن مسرعة

لا ياأم حسان لا تقولين هذا الكلام

فأبنتي أحسن بنات البلد

وأهلها أهل الشرف والكرامة

وتمسك أم حسان بيد الأم وتقول لها أجلسي

وهدئي من غضبك حتى أراها

وتدخل أم حسان غرفة محاسن تسئلها

هل هي محقة في كلامها أم لا

وتنظر البنت إليها وكأنها تقول لها

أرحميني وخلصيني من هذه الحياة المؤلمة

وتبكي الطفلة المسكينة البريئة

على نفسها دموعاً ساخنة تكاد أن تحرق

اي شيئ دموعاً على الشرف

الذي سلب منها على أغلى شيئ تملكه

في حياتها شرفها كرامة عائلتها

سمعة أبيها وعشيراتها وقبيلتها الأشراف الأحرار

وكأن تلك الدموع تتوسل للموت وتقول

يأيها الموت لماذا لا ترحمني وتأخذني

من هذا العالم حتى يرتاح قلبي

ولا أرى أبي وعائلتي يعيشون في العار

المظلم الكئيب طوال السنين الباقية .

وتصرخ الأم صرخة عار تختلف

عن أي صرخة في صرخات نساء

الأرض صرخةً لا يستطيع علماء

أن يصلوا إلى تحليلها

نعم أنها صرخت العار القاسية

صرخت الحزن المؤلم القاسيي

صرخت المستقبل المظلم

صرخت الموت المليئ بالعار

وأخذت تبكي وتضرب طفلتها

وهي تتألم عليها وتسئلها

من فعل ذلك فيها والفتاة لا تستطيع

أن تجاوب أمها ولا تنظر في عيناها

وتخرج أم حسان الأم ويتركون البنت

تنزف دموعاً من دماء

وكأنها أغلال من سعير جهنم

الحمراء تبكي طفولتها تبكي أصحابها

من الفتيات التي كانت منذ زمناً قريباً

تلعب معهم تنظر بعينها إلى عنان السماء

تتوسل دموعها إلى خالقها

أن يأخذها دون ألم تريد أن تموت دون ألم

تخاف من أن تذبح بالسكين مثلما كانت أمها

تذبح الطيور وكانت هي تبتعد خائفة متألمة

من ألامها وخوفها من دماء الموت وخرجت

الفتاة تقول لأمها أن مستعدة الأن لمقابلة

الموت ولكن يا أمي ارجوكي أن تطلبي من

أبي أن يقتلني برحمة فأنا أريد أن أموت

غريقة في الماء أوبالخنق ولا أريد أن أموت مقتولة بالسكين وتسئل الأم أبنتها من فعل

فيكي ذلك فتسكت الطفلة وتذهب مسرعة إلى

غرفتها دون أن تجاوبها .

وتدخل أم حسان الغرفة للطفلة وتسئلها .......

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

.................وتدخل أم حسان الغرفة للطفلة وتسئلها

أبنتي هذا العار حدث منذ سنوات

طويلة في قريتنا أرجوكي قولي

لي من فعل هذا فيكي وسيظل سراً

بيننا إلى أن نلتقي يوم القيامة

أو حينما يحل أجله وزمانه

وبدأت الفتاة الصغيرة محاسن

تحكي لأم حسان الداية القصة

وكيف أغتصبها الذئب البشري

الخفير كمال شهدان كيف كانت

تستطيع أن تقاومه وهو كالوحش

المفترس الذي تجرد من القيم

والأخلاق قالت أم حسان للطفلة

أسكتي أعرفه ولكنني لم أتوقع

يوماً أن يفعل ذلك الوحش بكي

ما فعل وحفظت الداية أم حسان

السر وخرجت تضمد أم محاسن

جراحها وتسئلها أن تهدأ الأمر

حتى تجد لها المخرج وباتت الأم

على ناراً حامية ولم تستطيع أن

تحكي لزوجها ما عرفته وأيام

وتجلس أم محاسن في الحقل

مع زوجها لتبلغه بعار أبنته

وجريمتها الشنعاء التي ارتكبتها

ولوثت بها شرف العائلة وكرمتها

ويسمع الأب الكلام وكأنه يحلم

لا يصدق ما تقول له زوجته ويقف

وقفة قوية وكأنه صبياً في ريعان

شبابه يمسك قطاعة البرسيم ويجري

وسط الزراعات كالثور الهائج

المجنون وتجري ورائه زوجته

ويجري ورائه الفلاحين ماذا سيفعل

الرجل ماذا حدث له ويبلغ الناس

أخه سالم السلامي الذي يجري

مسرعاً لمعرفة ماذا حدث لأخيه

ويقترب الرجل من بيته وأبنته

تجلس أمام البيت وعندما رأته

يحمل قطاعة البرسيم علمت أنه

أجلها جاء ليقتلها ولكن سرعان

ما لحقه أخيه سالم وأمسك بيده

وسئله ماذا حدث وأخبر أحمد السلامي

أخه بالعار الذي جلبته محاسن

له ولحظات ومحاسن تبكي وترتجف

تخبئ نفسها خلف شجرة صغيرة

أمام المنزل ويهدأ عم محاسن أبيها

ويطلب منه أن يعطيه القطاعة

ويمسك سالم السلامي القطاعة

وينظر إلى محاسن ويسئلها سؤالها

الأخير من فعل هذا فيكي وترتجف

الطفلة المسكينة وتجري من عمها

وسط الزراعات وهو يجري خلفها

مع أبيها مسرعين للحاق بها لقتلها

وورائهم يشاهد المنظر الفلاحين

وهم يضربون الطفلة بالحجارة

بعد أن علموا بجريمتها حتى تسقط

أمام عمها ليقتلها

يالا بشاعة الأنتقام ويا بشاعة هذا المنظر

الذي أتذكره كل ساعة في حياتي

وسقطت الفتاة على ترعة صغيرة

عليها حديد يوضح حدود الأراضي

الزراعية وهو قطعة من قضبان

القطارات القديمة تستخدم في

تحديد حدود الأراضي الزراعية

تسقط الفتاة بعد أن تخرق قاطعة

البرسيم ظهرها وتقوم الفتاة وهي تنزف

في دمائها ويمسك بشعرها عمها

ويضرب رأسها في حديد الحدود

حتى تنزف الدماء من كل أجزاء

رأسها الصغيرة وتسقط الفتاة في

هذه الترعة الجافة تحتضر تنظر إلى

كل أهالي القرية ودمائها تنزف مثل

بئر تفجر منه دماءً بريئة من جريمة

بشعاء أرتكبها ذئباً أحمق خائن ولقد

نظرت للفتاة وهي تحتضر حينما

سقط قلمي الرصاص من شنطتي

التي صنعتها لي أمي من القماش

لفقر الحال والمعيشة وعندما نزلت

لأخذه من على الأرض وقعت

عيني على عينها وكأن عيونها كادت

تقول لي تذكرني أكتب بقلمك الرصاص

قصة برائتي قصة طفولتي أكتب

عن بشعة قتلي ، ولحظات وجاء شيخ

الخفراء خلف العمدة ومعه أربعة

من الخفراء وقبل أن تلفظ أنفاسها

الأخير سئل العمدة سالم السلامي

من قتل هذه البنت فقال العم أن قتلتها

لغسل العار الذي لم يغسله إلا الدم

ونظر شيخ الخفراء إلى الطفلة

وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وتحتضر

وكأنها تقول له أنني أتركك لله رب

السماء ولعدالة السماء أن تنتقم منك

على جريمتك التي سلبتني فيها

الشرف وسلبتني الحياة وأورثتني

وعائلتي العار وكانت نظراتها الأخيرة

ما بين شيخ الخفراء والسماء وتموت

الفتاة مكانها تموت الفتاة البريئة

الطاهرة لتعود روحها إلى خالقها

ويسجن العم على قتله للطفلة خمسة

وعشرون عاما قضاها بين جدران

السجن جراء لجريمة شيخ الخفراء

في أبنة أخيه .

وتمر الأيام وشيخ الخفراء كعادته

يمر كل ليلة على البيوت لحمايتها

وإتمام الأمن في القرية ولا أحد

يعلم بجريمته التي أرتكبها سوى

الله والفتاة التي ماتت وأم حسان

الداية وتمر الأيام والسنين الحزينة

وتصرخ النساء على حادث وقع

على الطريق السريع مدخل القرية

حيث قتل سائقاً شاب يبلغ من العمر

ثلاثون عام في حادث سيارة ويجري

الأهالي ليتعرفون على جثة القتيل

التي شوهتها السيارة النقل ولا أحد

يستطيع أن يتعرف عليها حتى شيخ

الخفراء نفسه كمال شهدان.

ومنذ الحادث لم يعود أبن الخفير

إلى البيت ويطول غيابه عن البيت

سبعة أيام ويذهب الخفير بعد أن يبحث

عن أبنه في كل مكان ليبلغ المركز

أن أبنه متغيب منذ سبعة أيام ويبلغه

المركز بأن هناك جثة في المشرحة

لشاب بنفس المواصفات التي يذكرها

الخفير ويقول الخفير لا هذا ليس

أبني إن هذا الحادث قمت أنا بالإبلاغ

عنه وأحضرت الجثة للمشرحة

وتسئل زوجة الخفير زوجها أن

يأخذها لترى جثة الشاب الذي

وجده كمال منذ عشرة أيام مصدوماً

في حادثاً على الطريق وتذهب

الأم وتطلب من الحكيمة أن ترى

ملابس الشاب وتحضر الحكيمة

الملابس فتصرخ الأم أنه عبد الغفار

ولدي وهذه هي ملابسه نعم أنا الذي

أعطيتها له أخر مرة حينما كان ذاهباً

للتجنيد ويصرخ الأب على أبنه الذي

مات ولم يتعرف عليه أحد حتى هو

نفسه ويعود الخفير كمال بجثة أبنه

ويدفنها مع أهالي القرية في مقابرها

ويعود إلى بيته .

وماهي إلا أيام كان شيخ الخفراء

في دوار العمدة حتى يسمع صراخ

النساء والناس تجري هنا وهناك

حتى يصل إلى منزله ليشاهد

أبنته والنار تشتعل في كل أرجاء

جسدها بعد أن أشعلت النار في

جسدها وأمر الطبيب تحويل

الجثة للطب الشرعي لمعرفة

دوافع الفتاة على أن تحرق نفسها .

وسرعان ما كشف الطبيب أن الفتاة

كانت حامل في شهرها الرابع وطلب

الخفير من الطبيب أن يحفظ السر

ولكن شاء القدر أن تعرفه الداية أم

حسان وأخذت أم حسان تجري على

بيوت القرية وتصرخ بأعلى صوت

سلف ودين ولم يعرف أحد ماذ ا

أصابها أو ماذ تقصد وعندما وصلت

إلى بيت أحمد السلامي حضنت أم محاسن

التي قتل أبنتها عمها سالم السلامي من

عشرين سنة ولم تستطيع أن تخبر

عائلتها أن الخفير النظامي هو الذئب البشري

الذي أغتصب أبنتهما البريئة وكانت هذه

الأحضان من أم

حسان لزوجة أحمد السلامي تهنئة

لها على رد جزءً من الدين فالله تعالى

يمهل ولا يهمل والظالم مهما طال العمر

لا بد أن يكون هناك من هو أقوى

منه وشعرت أم محاسن بأن الداية

تريد أن تقول لها شيئ

ولكنها خائفة من شئ ما .

وتمر الأيام ......

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

.................وتمر الأيام

ويأتي مجموعة من اللصوص

يريدون الاستيلاء على بندقية

الخفير كمال شهدان حتى

يرتكبون بها جرائمهم الأخرى

وفي ليلة من ليالي القمر يتربص

اللصوص إلى كمال شهدان في

نفس المكان الذي كان موقعاً

للبحيرة التي ارتكاب كمال

جريمته فيها منذ أثنين وعشرون

عاماً ولكنه مع مرور الزمن

ودخول العمران أصبح مكان

البحيرة الصغيرة منازل

للفلاحين ومسجداً كبيرا .

ويشاء القدر وحده أن

يتربص هؤلاء اللصوص

الذين هم في نظري ملائكة

الله من السماء للقصاص

من الجاني وقت القصاص

الذي حان وميعاد الدين الذي

يجب أن يرد وينقض

عليه اللصوص ويضربونه

من الخلف حتى لا يراهم

ويأخذون بندقيته ولكن كمال

شهدان يستيقظ قبل أن يهرب

اللصوص ويقول لهم لقد عرفتكم

وسأبلغ عنكم فيعود اللصوص

وهم ينظرون لبعضهم البعض

سيكشف أمرنا ونفضح وهم لم

يرتكبون أي جريمة قتل من قبل

بل كان عملهم سرقة المواشي

ولكن أشاء القدر لتقتص عدالة

السماء لمحاسن البريئة التي

أغتصبها شهدان عنوةً

وغدراً ويرجع اللصوص

ليضربون كمال شهدان فوق

رأسه بالسكينة حتى يتأكدون

أنه مات قبل أن يتركوه يفشي

سرهم أنه يوم عدالة السماء

يوم القصاص يوم الحق في

قرية عرفت الحق وترك

اللصوص الخفير ينزف في بركة

دمائه الملوث بدم البريئة

محاسن في نفس المكان الذي

أغتصب فيه الطفلة البريئة

منذ خمسة وعشرون سنة وفرو هاربين.

وأذن المؤذن صلاة الفجر وبدأ

الناس في الذهاب لأداء فرض

الله في المسجد وفي ظلمة اليل

وأثناء سير أحد المصلين في

الشارع الذي قتل فيه تضرب

قدمه جسد الخفير ويقف الرجل

ويتحسس بيده من تحت قدمه

فيجد أحد الخفراء وحتى أشعل

عوداً من الكبريت ليعرف من

الذي يسقط على الأرض حتى

يعرف أن القتيل هو شيخ

الخفراء كمال شهدان الرجل

الذي بلغ من العمر ما يقرب

من سبعة وخمسون عام قضى

منها ثلاثون عاماً يعمل خفيراً

نظامياً مجرداً من كل مشاعر

الإنسانية والقيم والأخلاق كمال

شهدان مات قتيلاً أنها عدالة

الله رب السماء لمحاسن.

ويشاء القدر أن يسقط كمال

شهدان في نفس المكان الذي

سقطت فيه محاسن لتموت صريعة

ظلم جريمة الذئب البشري كمال

شهدان وسالت دمائه الملوثة بدماء

البريئة في كل مكان

وفي الصباح الباكر ذهبت الداية

أم حسان إلى سوق خضار القرية

لتعرف الخبر وترى بعينها الخفير

غارقاً في بركة من الدماء تلك

الدماء التي لم ترحم عذرية طفلة

بريئة لم يتجاوز عمرها الخامسة

عشرمن العمر.

وفرحت الداية بأنتقام السماء

من الخفير وذهبت مسرعة لتبلغ

أم محاسن بمن أغتصب أبنتها

وكيف أغتصبها راحت تقص

عليها القصة لتسترجع الأم

الحكاية من ثلاثة وعشرون

عاماً وترى أبنتها البريئة

الطاهرة وكأن الحادثة وقعت

بالأمس وفرحت الأم بعدالة

السماء وقصاصها العادل

من الجاني المغتصب .

وذهبت الأم مع الداية لتزور

قبر أبنتها المسكينة المظلومة

لتبرهن الأم في تلك الزيارة

على رضاها على طفلتها

البريئة التي راحت ضحية بطش

الخفير الظالم الذي تجرد من

كل مشاعر الرحمة وأبلغ دوار

العمدة المركز بجريمة قتل

شيخ الخفراء النظامي كمال

شهدان وسرق بندقيته الميري .

وكان الخفير رائف القناوي قد

حل محل مكان شيخ الخفراء

وأصبح الخفير رائف القناوي

هو شيخ الخفراء الجديد بالقرية

وقبل الظهر تأتي قوات الشرطة

للتحقيق في جريمة القتل

وقبل أن تذهب الشرطة من دوار

العمدة إلى مسرح الجريمة على

الفور صرخ رائف القناوي في

الخفر يطلب منهم تحضير الغداء

أولاً قبل ذهاب البيه المأمور

والنيابة إلى معاينة الجثة

ومسرح الجريمة تماماً مثلما

كان يفعل الخفير كمال شهدان من

قبله مع جثث الأبرياء الذين

كانوا يموتون في القرية بالقتل

فالحياة لا تزيد عن كونها سلف

ودين أفعل ماشئت كما تدين

تدان وطلب المأمور من أحد

الخفراء أن يذهب لتغطية الجثة

حتى يذهبون إليها بعد تناول

طعام الغداء في دوار العمدة .

وبعد صلاة العصر بعد أن

أنتهى المأمور والنيابة من

الغداء يذهبون إلى مسرح

الجريمة لرفع البصمات ولتحديد

مكان وطريقة القتل ولم تصل

الشرطة إلى الجاني في جريمة

قتل شيخ الخفر كمال شهدان .

وتتهم زوجة كمال شهدان شيخ

الخفراء الجديد رائف القناوي

بأنه وراء قتل زوجها وتوكل

الزوجة أحمد سالم السلامي

حتى يعاقب الجاني عن قتله

لزوجها ويأخذ عقابه وتحجز

النيابة العامة الخفير رائف

القناوي أربعة أيام على ذمة

التحقيق حتى وصول تقرير

الطب الشرعي للبصمات

الموجودة على الألة الحديدية

التي ضرب بها شيخ الخفراء

كمال شهدان من الخلف

والسكين المستخدم في الجريمة

ويذهب أحمد سالم السلامي

المحامي أبن سالم السلامي

الذي قتل أبنة أخيه محاسن في

جريمة شاب لها شعر الرأس

قبل أوانه إلى زيارة عمه

أحمد السلامي ويجلس المحامي

ويتحدث مع زوجة عمه في

سير التحقيق ويقول أنه سيؤكد

للعدالة أن الجريمة أرتكبها رائف

القناوي من أجل أن يصل إلى

منصب شيخ الخفراء النظامين

بالقرية وأنه لم يكن موجوداً

ليلة أرتكاب الجريمة في منزله .

وتنظر الأم إلى ألمحامي وهي

تقول له أنا أعرف من القاتل قال

لها أخبريني به قالت القاتل هو

عدالة السماء العادلة قصاص

الحق من الظالم الذئب المغتصب

كمال شهدان وبدأت الأم تحكي

قصة طفلتها البريئة الجميلة

محاسن وكيف أغتصبها الذئب

كمال شهدان وكيف قتلها عمها

سالم السلامي والد أحمد لينتقم

لشرف العائلة من عار

الطفلة البريئة المسكينة التي

لم تكن بجسدها الصغير تستطيع

أن تقاوم هذا الذئب البشري

كمال شهدان ويسترجع المحامي

مع نفسه قصة أبيه الذي

سجن خمسة وعشرون عاماً

قضاها بين القضبان في جريمة

أرتكبها الذئب الذي يدافع

عنه هو الأن ولكنها مهنة المحاماة

أمانة تقع على عاتق المحامي

حتى يحصل الجاني على حقه

وأياماً قليلة يحين موعد جلسة

كمال شهدان ويقف المحامي

بعد أن برئت النيابة رائف

القناوي لعدم توافر أي دليل

مادي ضده فالبصمات لم تكن

بصماته وثبت المتهم تواجده

في منزل مدير المديرية قبل

وقوع الجريمة بساعة كان

العمدة قد أرسله لتوصيل

بعض الهدايا له ، أي أن

وقت وقوع الجريمة كان الجاني

في الطريق في حاجة إلى أربعة

ساعات حتى يصل قريته فبرئته

النيابة من التهمة المنسوبة إليه

ووقف المحامي يترافع عن قضية

كمال شهدان شيخ الخفراء قائلاً

هل تسمح عدالة المحكمة وأن

يتسع صدرها لسماع صوت

الدفاع وأذنت المحكمة للدفاع

أن يقول كلمته وبدأ المحامي

قوله كمال شهدان شيخ الخفراء

النظامين هو الجاني ياسيدي

الرئيس هو الذي جنى على الناس

بجرائمه الأثمة كمال شهدان هو

الذي دفع من قتله أن يقتله لم

أرتكب من أفعال وجرائم ضد

البشرية وضد أهل قريته كمال

شهدان ذلك الحمل الوديع الذي

كلف بالحفاظ على الشرف والعرض

والمال هو المغتصب الذي أغتصب

العرض وهو اللص الذي سرق

المال تحت مظلة ملابسه وسلطته

الميري شيخ الخفراء هو شيخ

المجرمين ذئباً بشري له تاريخاً

أسود ملطخاً بالدماء البريئة كل

هذه الدوافع دفعت قاتله لأن

يقتله ويسجل الفاعل ضد مجهول

لأنه هو المجهول في عشرات

من القضايا التي حدثت في قريتنا .

ولحظات وتعترض النيابة على

كلمة المحامي وتشهيره بشيخ

الخفراء بعد وفاته وتطلب النيابة

دليلاً واحد على صدق كلام الدفاع

الذي تحول من مدافعاً عنه إلى

مدافعاً عن الحقيقة والشرف

وأين كان المحامي في كل هذه

الجرائم ويبدأ المحامي قصته

لقد سجن أبي خمسة وعشرون

عاماً مع الأشغال الشاقة

المؤبدة خلف القضبان بسبب

قتله أبنه أخيه محاسن أحمد السلامي

في الجناية رقم 000 بتاريخ 000 عام ---

- جنايات ---

وجاء في دفاعه حتى يتخلص

من العار التي سلبته أبنة أخيه

في ذلك الوقت الطفلة التي لم

تكمل عامها الخامس عشر

أتدرون من المغتصب أنه كمال

شهدان الذئب البشري الذي

عاش بين أهلنا ووسط عشيرتنا

وتسئل النيابة أين دليلك على

ذلك لقد كان عمرك لم يتجاوز

العاشرة

 

نعم لكن بعد أن مات

الخفير أخبرتني حاملة سر

الطفلة المسكينة الداية أم حسان

التي صارحتها الفتاة بالذئب

الفاعل للجريمة ولم تفشي أم

حسان السر إلا بعد أن مات

المغتصب حتى ترتاح الفتاة

المسكينة في قبرها.

ولكن عدالة السماء كانت فوق

عدالة القانون وهذه هي نهاية من

نوع خاص نهاية الحق والعدل نهاية

الدين المدين به الخفير دماء الطفلة

البريئة محاسن لقد أتى اليوم الذي

ترد فيه عدالة السماء هذا الدين لروح

الفتاة وترد شرفها على قريتها وعائلتها

وحكمت المحكمة بحفظ ملف الدعوى

وتأييد الفاعل في الجريمة للفاعل

المجهول بعد أن أقتصت عدالة

السماء لروح الطفلة البريئة محاسن أحمد السلامي.

تمـــــــــــــــت0 .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..