تاريخ بناء الهرم الأكبر يثير الجدل

[ali desoky 391]

تاريخ بناء الهرم الأكبر يثير الجدل

 

 

 

 

أثارت نتيجة الدراسة التي أجراها د‏.‏عبد الحليم نور الدين رئيس هيئة الأثار الأسبق ود‏.‏ أيمن وزيري أستاذ الأثارجدلا فقد قاما بعمل بحث لتحديد موعد بناء الهرم الأكبر وتوصلا إلي أنه يوافق يوم‏23‏ أغسطس وكان من المقرر أن

يعتبر هذا التاريخ هو يوم العيد القومي لمحافظة الجيزة‏,‏ ولكن عندما

تقدما بالبحث للهيئة العامة للآثار عقدت لجنة تحت رئاسة د‏.‏زاهي حواس

الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار‏,‏ ومشاركة كبار علماء الأثار‏,‏

إعترضوا علي ما جاء في هذا البحث بأنه ليس كافيا للتأريخ بموعد بناء هرم

خوفو وقالت اللجنة أنه ليس هناك دليل علمي واحد يؤكد ذلك‏,‏ويري

د‏.‏حواس أنه ليس من المنطقي أن تحدد لجنة علمية تاريخ بناء الأهرامات لأن

الجهة الوحيدة المنوط لها بذلك هي اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلي

للأثار‏.‏ الجدل تحول الي أزمة بين الأطراف الثلاثة المجلس الأعلي

للأثارومقدمي البحث ومحافظة الجيزة فماهي حقيقة الموقف‏.‏ عندما يكون

الأمر متعلقا بتاريخ أمة لا يجب أن أصمت‏,‏ هكذا بدأ الدكتور زاهي حواس

الأمين العام للمجلس الأعلي للإثار كلامه موضحا أنه ليس هناك ما يدل علي

تاريخ بدء بناء الهرم الأكبر وليس هناك أي دليل علمي واحد يؤكد ما جاء

بالدراسة المقدمة‏,‏ فضلا عن أن الجهة الوحيدة المنوط لها بكتابة تاريخ

مصر هي اللجنة الدائمة للأثار‏.‏هذه الدراسات ليس لها أي أساس من

الصحة‏,‏ ويمكن الرد علي فرضية أن الهرم الأكبر بدء تشييده يوم‏23‏ أغسطس

بناء علي الشروق الاحتراقي‏,‏ وظهور نجم الشعري اليمنية الذي يبشر بقدوم

الفيضان الاعتقاد بأن تشييد الهرم ارتبط كليا بموسم الفيضان علي اعتبار

أنه موسم بطالة للفلاحين المصريين‏,‏ هو اعتقاد أثبتت الأدلة والاكتشافات

الأثرية خطأه تماما‏,‏ وجاءت الأدلة المقدمة من الباحثين غير متسقة وغير

مترابطة وتفتقد إلي الكثير من الدقة وكذا قدمت فيها الافتراضات علي أنها

حقائق علمية ثابتة‏.‏ويضيف د‏.‏زاهي حواس أن المعلومات القديمة

الوحيدة عن بناء هرم الملك خوفو جاءت عن طريق هيرودوت أبي التاريخ والذي

أشار إلي أن المصريين كانوا يبنون الهرم خلال وقت الفيضان فقط‏,‏ وإذا

افترضنا صحة هذا الموضوع فهذا يعني أن العمال سوف ينقلون كل‏100‏ حجر في

أقل من دقيقة‏,‏ ونحن نعرف أن ما قاله هيرودوت استقاه من الأدلاء الذين

كانوا موجودين بالمنطقة والذين حكوا له قصصا خيالية و هناك العديد من

الأعمال العلمية والأثرية التي تمت بمنطقة آثار الهرم منها دراسة الجبانة

والمنطقة الإدارية والسكنية التي عثر عليها مارك لينروتكشف عن أن العمل

كان يتم طوال شهور السنة عن طريق فرق للعمال‏,‏ ولا يمكن بأي حال من

الأحوال أن يحدد أي عالم متخصص في اللغة أو الحضارة أو الآثار ولو بصفة

تقديرية ميعاد بدء بناء الهرم‏.‏شاهد أثريالدكتور

عبد الحليم نور الدين أستاذ المصريات‏,‏كلية الآثار‏,‏جامعة القاهرة الذي

شارك في اعداد البحث يقول إن المصري القديم لم يكن مؤرخا وليس هناك نص

صريح يحدد تاريخ بناء الهرم لكن هناك إشارات وظواهر فلكية تدل علي ذلك‏,‏

منها علي سبيل المثال أننا وجدنا في الحجرة الثانية من حجرات تخفيف الضغط

الخمسة داخل هرم خوفو نفسه‏,‏ نص يقول‏'‏ العام ال‏16‏ من تولي الملك

خوفو‏-‏ الشهر الأول‏-‏ فصل الفيضان‏'‏ وهذا شاهد أثري يثبت أن الأهرامات

تم بناؤها في فصل الفيضان‏,‏ كتبه عمال البناء الذين قاموا بتشييد الهرم

بالإضافة إلي رصد بين ظهور نجم الشعري اليمنية وهو أبرز نجم في السماء وله

توقيت ظهور معين في منف وعين شمس ـ هليوبوليس‏-‏والذي عندما يظهر

يبشر بالفيضان بعد ظهوره بإسبوعين وقد ظهر هذا النجم في الأسبوع الأول من

أغسطس وببعض العمليات الرياضية تم إستنتاج أن تاريخ بدء بناء الهرم ما

بين‏22‏ إلي‏24‏ أغسطس فإخترنا‏23‏ أغسطس وإذا قدم أحد العلماء ما ينفي

ذلك سوف أحترم هذا الرأي‏.‏ اذا كان لديه الدليل‏.‏وفي أحدث

الدراسات تم تأريخ بداية حكم الملك خوفو في عام‏274‏ ق‏.‏م وقد يكون

التاريخ الفعلي قبل أو بعد ذلك لكن النقطة المهمة ان ظاهرة نجم الشعري

اليمنية موجودة والفيضان موجود‏,‏ وقد أثبتنا في الدراسة أن البناء تم وقت

الفيضان لأن الأحجار يتم نقلها بالمراكب أمام تمثال‏'‏ أبو الهول‏'‏ فلابد

أن المياة تغمر الهضبة بحيث يغطي المرتفع والمنخفض من الأرض لتمر المراكب

عليها‏,‏ وقد إتبعنا المنهج العلمي في هذا البحث‏.‏بحث علمي دقيقويقول

الباحث د‏.‏أيمن وزيري مدرس الأثار المصرية القديمة كلية الأثار جامعة

الفيوم ومتخصص في قياس الزمن في مصر القديمة‏-‏ انه تم تحديد اليوم وفقا

لظاهرة فلكية أثرية قديمة‏,‏ من خلال بحث علمي أثري و موثق‏,‏ وقد نشر هذا

البحث في دورية علمية مصرية وجار نشره دوليا‏,‏ وشرعت في هذا البحث عندما

لفت إنتباهي ظاهرة نجم الشعري اليمنية في المصادر المصرية القديمة وجدتها

مكتوبة في نصوص الهرم ومقبرة خمنحتب الثاني في مقبرة بني حسن ومعبد مدينة

هابو ورمسيس الثالث ومعبد الرامسيوم ورمسيس الثاني وغيرها‏..‏حيث

كان يظهر هذا النجم لمدة ربع يوم من يوم‏17‏ إلي يوم‏19‏ يوليو كما رصده

الفراعنة القدامي‏,‏ ويزيد موعد أو يتقدم ربع يوم كل سنة في نفس المكان

الذي ظهر فيه‏,‏ ولم يكن لدينا في مصر القديمة تقويم يولياني‏(‏ نسبة إلي

يوليوس قيصر‏)‏ أي الشهور الميلادية الحالية‏,‏ ولكن كان تقويم مصري‏,‏

أقدم الشهور كانت تأخذ ارقاما بدءا من العصر الفارسي بدأت تسمي مسميات

معينة وفقا للأعياد والإحتفالات التي تعارفنا عليها بالشهور القبطية‏,‏

عملت مقارنة ما بين هذه الشهور القبطية وما يقابلها في التقويم اليولياني

والتي قابلها شهر يوليو‏..‏وحددنا تاريخ تولي خوفو الذي حددته

المراجع بأنه في سنة‏2470‏ ق‏.‏م‏,‏ وبإجراء مقارنات وفقا لأحدث المراجع

الأثرية العالمية‏,‏ أتضح لدينا من خلال قسمة فلكية أن عام‏2470‏

ق‏.‏م‏+2009‏ م يعطي‏4479‏ وقسمنا النتيجة علي ربع يوم وبهذه المعادلة

بالجمع والقسمة تصل لليوم المقابل لنا الأن‏,‏ كنا ممكن نقول أن يوم‏5,16‏

يوليو‏2470‏ ق‏.‏م وفقا للتقويم اليولياني بدأ خوفو بعد الإعدادات لبناء

الهرم تم رصد ظاهرة نجم الشعري اليمنية ووفقا للفقرة‏507‏ أ من نصوص

الأهرام ثبت أن أول يوم من أيام الفيضان مرتبط بظهور نجم الشعري اليمنية

ويعتبر أول يوم من أيام تتويج الملك‏,‏ فضلا عن أن المراجع العلمية

الأثرية المتخصصة قالت أن الاهرامات والمقابر بصفة عامة كانت تبني في فصل

الفيضان‏.‏وبسؤال د‏.‏مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء

ببرنامج الفضاء المصري ونائب رئيس الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

وعضو اللجنة الدائمة للأثار المصرية حول ما قيل عن إنضمامه للمشاركة في

الدراسة ثم تراجعه عنها بعد ذلك والإنضمام لرأي الأثريين فقال لم أكن ضمن

الباحثين الأساسيين للدراسة ولكن سألني د‏.‏عبد الحليم نور الدين عن تاريخ

للعيد القومي لمحافظة الجيزة قلت‏4‏ أغسطس موعد ظاهرة الإحتراق الشروقي

لنجم الشعري اليمنية‏,‏ والذي تم رصده عام‏2003‏ ونشره في المجلد الثاني

بحوليات المجلس الأعلي للأثار عام‏2005‏ وهو مجلد له سمعة دولية كبيرة‏,‏وسافرت

في مؤتمر للجزائر وعندما عدت وجدت أن د‏.‏عبد الحليم أعلن أن يوم‏23‏

أغسطس يعتبر العيد القومي للجيزة لأنه موعد بدء بناء الهرم الأكبر‏,‏ في

عام‏2470‏ ق‏.‏م‏,‏ فالظاهرة تعني قدوم الفيضان وبداية السنة الشمسية

الجديدة‏,‏ لكن هذا لا يعني بدء بناء الهرم‏,‏ ولأني لا اجامل في العلم

فإن هذه النظرية لا ترقي لمستوي الحقيقة بل لابد أن يكون هناك نص فرعوني

يقر ذلكوبالنسبة للحسابات الفلكية المقدمة في الدراسة يقول

د‏.‏مسلم شلتوت أنها مجرد حسابات أولية بسيطة جدا لا تمت بأي صلة إلي

الحسابات الفلكية لعلماء الفلك المتخصصين‏,‏ بل هي مجرد حسبة لم تقم علي

أساس رياضي‏,‏ ولا يمكن المجازفة بتحديد يوم بالساعة والدقيقة‏,‏ لتاريخ

بدء بناء الهرم‏,‏ ومن حق اللجنة الدائمة للأثار أن توقف أي أمر قد لا

يتناسب مع تاريخ مصر‏.‏من الذي قال أن القدماء المصريين كانوا

يقيمون مشروعاتهم الكبري في وقت الفيضان فلا علاقة لهذا ببدء بناء الهرم

مطلقا‏,‏ هكذا بدأ د‏.‏محمد صالح المدير الأسبق للمتحف المصري‏,‏ كلامه

مؤكدا أنه لم يكن هناك حاجة للفيضان لنقل الأحجار عند بدء بناء الهرم لأنه

تم البناء في المراحل الاولي من حجارة المنطقة ونقل الحجارة بالمركب جاء

في منتصف البناء لأحجار الكسوة الخارجيةلا يمكن تحديد موعد بناء

الهرم إلا إذا كان لدينا نص فرعوني صريح ينص علي ذلك هكذا توكد د‏.‏تحفة

حندوسة أستاذ الأثار جامعة القاهرة موضحة أنه ومن الصعب الربط بين حدوث

الفيضان ويغرق الأرض وبداية البناء لأنه في هذه الحالة يصعب رفع المقاسات

وتسوية الأرض لبناء قاعدة للهرم وجر الحجارة‏.‏