خلادالحوتي 0 قام بنشر August 30, 2009 كما هو معروف، فشهر الصيام هو شهر التقوى والمغفرة، وشهر الحسنات والآيات والنفحات، غير أن ثمة نوعًا من البشر لا يرون أبعد من موضع أقدامهم، ولا تعي مداركهم أكثر مما تشتهي أنفسهم؛ أولئك يسخِّرون كل شيء مهما- كانت قدسيته- لتحقيق أطماعهم ونزواتهم. فها هو ابن الزيات يتمنَّى أن يدوم رمضان ألف عام، ونجد أنفسنا نوافقه الأماني، بل ندعو الله سبحانه أن يُديم رمضان ألف ألف عام، غير أننا إذا عرفنا السبب الذي تمنَّى من أجله ابن الزيات دوام رمضان ألف عام ربما اختلفنا معه: لَيتَ هذا الصِّيامَ دامَ لَنا عامًا وَعامًا بَل لَيتَهُ أَلفَ عامِ إِنَّ شَهرًا كُنا نَرى كُلَّ يَوم فيهِ وَجهَ الإِمامِ وَاِبنَ الإِمامِ لَحَقيقٌ أَن لا نَزالُ عَلَيهِ كاسِفي البالِ ظاهِري التَّهمامِ لَعَنَ اللَّهُ مَن يَرى أَحَدا أَولى بِها مِنكَ مِن جَميعِ الأَنامِ لَعَنَ اللَّهُ مَن يَعُدُّ سِوى رَأيكَ عَونا لَهُ عَلى الأَيّامِ فالشاعر العبقري لم يرَ في الشهر الكريم من خير إلا رؤية وجه الحاكم كل يوم، ويا لها من نعمة ومنَّة تفوق ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر!. وها هو ابن المعتز يهنئ الوزير ويدعو له بدوام العز بمناسبة رمضان، ويبالغ في البيت الأخير مبالغةً نفاقيةً ليست بالجديدة في مثل هذه المناسبات: أَدامَ المُهَيمِنُ عِزَّ الوَزيرِ وَزادَ الحَسودَ عَلَيهِ هَوانا وَعَرَّفَهُ يُمنَ شَهرِ الصِيامِ وَأَعطاهُ مِن كُلِّ سوءٍ أَمانا أَيا جابِرَ المُلكِ مِن كَسرِهِ وَيا مُظهِرَ الحَقِّ حَتّى اِستَبانا وَيا مَن أَلوذُ بِأَركانِهِ وَأَحمَدُهُ وَأَذُمُّ الزَمانا جَمَعتَ الَّذي دَرَّقَ العاذِلونَ فيكَ وَصَيَّرتَ لِلمُلكِ شانا وَما شاءَ رَأيُكَ في الحادِثاتِ قالَ الإِلَهُ لَهُ كُن فَكانا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر