خلادالحوتي 0 قام بنشر September 9, 2009 من الظواهر والسلوكيات المرتبطة برمضان هي المحافظة على الصلاة والمداومة عليها في المسجد حيث تجد المساجد تعج بالمصلين صغارًا وكبارًا نساءً ورجالاً وهذا شيء مدعاة للفخر ومبعث للسرور ومنبع للبهجة وموضع للتحاب والتلاقي في بيوت الله ومظهر من مظاهر إعمار بيوت الله التي أذن الله أن ترفع فيها اسمه وأن يسبح فيها باسمه في الغدو والآصال بالليل وبالنهار، فهذه السلوكيات مكرمة لهذه الأمة وبها تكون عمارة المساجد. لكن وما أدراك ما بعد لكن هذه؟ حيث ترى كثيرًا من الناس إذا جاء رمضان حافظ على الصلاة بل حافظ، وداوم وحرص على أدائها في المسجد وفي جماعة بل حافظ وداوم على الصلوات المندوبة كالتراويح وغيرها فإذا ما انقضى رمضان عاد إلى ما كان عليه من إهمال الصلاة ولربما تركها كليًّا. هذا الصنف من البشر يدري أو لا يدري أن المحافظة على الصلاة ليست مرهونةً برمضان أو غير رمضان، فالصلاة ركن من أركان الإسلام ففي الحديث الشريف: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً". فها هي الصلاة ركن من أركان الإسلام وهي عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد فإذا صلحت صلاته صلح سائر عمله. نسى أو تناسى من يفعل ذلك أن الصلاة فريضة لا يصح ولا يقبل عمل بدونها ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)﴾ (البقرة)، نسى أو تناسى من يفعل ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ترك الصلاة فقد كفر"، وحديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة". وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن ترك الصلاة كفر". ثم انتظر لمن يكون الويل والثبور ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)﴾ (الماعون). انظر كيف توعد الله الساهين عن صلاتهم بالويل الذي هو وادٍ في جهنم والعياذ بالله. فكيف حال من لم يكن ساهيًا بل تاركًا للصلاة؟. والبعض يرى أن الصيام لا يصح إلا بالصلاة فلذلك صلى وداوم على الصلاة في جماعة بل داوم على النوافل فإذا غرب رمضان ترك الصلاة والعجيب كيف تحرص على أن يصح صومك ولا تحرص على الصلاة؟. ألا يعلم أولئك قول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿............... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86) ﴾ (البقرة). فليعلم من يقع في ذلك أن رب رمضان هو رب الأيام كلها وأنه مطالب بالصلاة في جميع الأيام وأن رب الصلاة هو رب الصيام فلا يجوز إهمال ركن من أركان الإسلام بأي حجة كانت أو بأي مبرر كان شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر